"ناهض حتر " المسيحي !
الأربعاء 05/أكتوبر/2016 - 05:09 م
طباعة
وكمان مسيحي مش كفاية تهم من قبيل مثقف ويساري هكذا جاءت تعليقات البعض علي الكاريكاتير الذي تم تداوله بكثرة علي مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بعد اغتيال الانسان الاردني "ناهض حتر " .وكان المسيحي في البلاد العربية يكفي انه عايش وهذا فضل وتفضل من المسلمين الذين اصبحت البلاد توصف ببلادهم وكان المسيحي فضلة زمن غابر ليس من حقه التعبير عن رايه او الكتابة في الهم العام فمابالنا بنقد فكر الاسلام السياسي والقومية العربية .لقد تجرا حتر وتجاوز الحدود وامتلك عقل مفكر يغضبه الواقع الرديء ويعلن هذا علي الملاء وبدون مواربة او استخدام رموز فكيف يشارك رسم كاريكاتيري يسخر من جنة داعش ف داعش هم اسلامي ولا يجب ان يعبر عنه غير المسلمين حتى لو كان العديد من قتلهم مسيحيين والغريب غضبة المثقفين والنخبة المصريين بعد اغتيال ناهض حتر هولاء الذين لم نسمع لهم صوت عند تداول فيديو لنصف دقيقية لاطفال بني مزار الذين سخروا من داعش فكان مكانهم السجن ثم اللجوء السياسي الي سويسرا .التهمة واحدة والسجن طريق لادانة الدولة يعقبها القتل علي يد المنتج الثقافي والتعليمي للدولة فالتهمة هي اهانة الذات الالهية وهي تهمة مطاطية وكان هولاء القتلة والسجان هم حماة هذه الذات .وعلي الرغم من ان الذات الالهية تقبل وتسمح ان يخاطبها اي انسان دون ان توقع عليه العقاب الفوري مثل ان تنزل عليهم صاعقة من السماء او تبلعهم الارض في جوفها .فلا يستنكف جاهل يظن نفسه حامي حمي الرب من ان يقوم بعملية القتل لينصر السماء علي انسان هي خلقته ورحمته من غضبها .وهنا لابد من توضيح امر مهم خاص بالثقافة المسيحية ونظرتها نحو الله وهي ثقافة مثل المسيحيين انفسهم غائبة تماما عن العقل المسلم الذي يعتبر ان الله وذاته الالهية ملكية خاصة لهم فهم فقط العارفون به والمحتكرون له والقاتلون من اجله علي الرغم من الكتاب المقدس ذكر فيه لفظ الجلالة الله حوالي 2246 مرة وهو موجود قبل القران .ثانيا هناك فرق كبير في رؤية المسيحيين لله والتعامل معه من منطلق مختلف عن الفكر الاسلامي .ف الله واحد.. أقصد أنه لا يوجد إله للمسيحيين، وإله للمسلمين، إلى غير ذلك.. ولكنه هو إله واحد للجميع. الفرق هو في مفهوم كل دين عن الله تبارك اسمه.. أي أن خالق الكل واحد، ولكن ليس الكل لديهم نفس الفكرة عن ذلك الإله.. وعندما أستخدم كلمة "الله" فأنا أستخدمها بمعناها المعتاد بأنه هو الرب الخالق، ولكن بالطبع هذا لا علاقة له بالله في المفهوم القرآني.. فلا إشكالية في استخدام الاسم مادام واضح أنني لا أتحدث عن إله الإسلام أو الله بحسب المفهوم القرآني..وعلى أي الأحوال الله عز وجل لا يُحَد ولا يُوصَف، ولا توجد لغة على الأرض تستطيع أن تتحدث عنه تبارك اسمه.. فالله ليس كلمة، أو وصف لمعبود أي من الأديان.. إنه الخالِق.. الذي "بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ" كما يوصفه الانجيل ويعكس مفهوم تجسد الله في المسيحية –في المسيح – "كما يقول الانجيل – عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد – حالة قرب شديدة من الله في الفكر المسيحي حيث الذي يقبل ان الله يتاخذ جسد انسان – يتأنس – يقبل بالتالي ان يرسم في صور وايقونات وتعبر عنه الموسيقي والترانيم ويقبل ان يجسد دوره ممثل في فيلم سينمائي او مسلسل تليفزيوني او كارتون للاطفال او رسوم كاريكاتيرة اووصف المسيحيين لله بابيهم ومثال علي ذلك كلمات الترنيمة المسيحية التي تقول "عارفين اللي خلق شمس وقمر وكل الدنيا ديه اقدر اقوله ابويا اقدر اقوله حبيبي "لذلك لن تجد عند المسيحيين غضاضة في التفسير الديني لرواية اولاد حارتنا لنجيب محفوظ او شجب وادانة لها .هذه الثقافة المختلفة والمغايرة والتي يتجهلها التعليم والاعلام الاحادي النظرة مع ارتفاع موجة التشدد والتطرف تجعل البعض يصطدم بصفحة صديق مسيحي علي الفيس تستخدم تعبيرات وصور مختلفة لوصف الله .ولا تعد كفرا ولا استهزاء لذلك فالرسمة تحمل رافضا لرب قتلة داعش كما يروانه هم .مقارنة مع الوصف المسيحي للرب الحنان الرحوم صاحب فردوس التسابيح .وللاسف كان علي "ناهض حتر " ان يدفع حياته ثمن من لايعرفون هذا الرب ولا يعرفون المختلفون عنهم .