بعد حظر الحركة الإسلامية.. نيجيريا تُسقط المشروع الإيراني في غرب إفريقيا
السبت 08/أكتوبر/2016 - 02:54 م
طباعة
أقدمت سلطات ولاية نيجيرية على حظر تنظيم الشيعي الأهم في نيجيريا وغرب إفريقيا ألا وهو "الحركة الإسلامية في نيجيريا"، بعد اعتقال الجيش النيجيري لمؤسس الحركة إبراهيم الزكزاكي في ديسمبر الماضي، وهو ما يشير إلى تطور جديد في تعامل الحكومة النيجيرية مع الجماعات الإسلامية بمختلف مذاهبها.
حظر الحركة الإسلامية:
وقد حظرت السلطات المحلية النيجيرية في ولاية كادونا الجمعة 7 أكتوبر، جماعة للأقلية الشيعية، كان أعضاؤها قد اشتبكوا مع الجيش في نهاية العام الماضي.
وأعلنت حكومة ولاية كادونا أن أي شخص يدان بانتمائه لـ"الحركة الإسلامية في نيجيريا" قد يُحكم عليه بالسجن 7 سنوات أو بالغرامة أو بالعقوبتين معًا. ولم يتم تحديد حجم الغرامة.
للمزيد عن الحركة الإسلامية في نيجيريا.. اضغط هنا
واشتهرت هذه الجماعة (الشيعية) عندما اشتبك أشخاص ينتمون إليها مع الجيش في مدينة زاريا الشمالية بولاية كادونا في ديسمبر 2015. واتهم تحقيق قضائي في أغسطس الماضي، الجيش النيجيري بقتل 384 من أعضاء هذه الجماعة.
واتهمت سلطات كادونا هذه الجماعة بمواصلة المسيرات غير القانونية و"قطع الطرق العامة".
وقالت: إن "هذه الأعمال إذا سُمح باستمرارها دون رادع فإنها تشكل خطرًا على السلام والهدوء والتعايش في وفاق وحسن إدارة ولاية كادونا".
ويمثل المسلمون في نيجيريا 50% من نسبة السكان البالغ عددهم 180 مليون نسمة وأغلبهم من السنة، ويشكل المسلمون الشيعة أقلية ضئيلة منهم.
مصير الزكزاكي:
وفي ديسمبر 2015، اعتقلت قوات الأمن النيجيرية الزعيم الشيعي ورئيس الحركة الإسلامية إبراهيم الزكزاكي خلال مشاركته في احتفال ديني اقيم في حسينية بقية الله في مدينة زياريا عاصمة ولاية كادونا شمال نيجيريا.
وقد أشارت بوابة الحركات الإسلامية إلى أن اعتقال الزكزاكي، ومحاكمته من قبل السلطات النيجيرية، سيفتح الباب إلى القضاء على وجود التنظيم الشيعي الأبرز في نيجيريا.
للمزيد اضغط هنا
وذكرت تقارير أجنبية، أن مؤسس الحركة الإسلامية إبراهيم الزكزاكي، قام بتشكيل ميليشيا عسكرية، وهو ما كشفه المحلل السياسي النيجيري محمد كبير عيسى لأحد المواقع الإخبارية، لافتًا إلى أن الحركة الشيعية باتت "دولة داخل الدولة"، وأنه يعلم أنها تقوم بإجراء تدريبات عسكرية لأعضائها؛ مما يكشف عن تدبير الشيعة لعمل ما في المستقبل.
ويُنظر إلى "المنظمة الإسلامية في نيجيريا"- منذ تأسيسها- باعتبارها تنظيمًا سياسيًّا شيعيًّا نيجيريًّا، تتجاوز آثاره البلد ذاته ليتحول إلى بؤرة لنشر المذهب الشيعي في منطقة غرب إفريقيا برمتها، وتُسمى في وسائل الإعلام "حزب الله النيجري"؛ نظرًا لعلاقاتها القوية مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
وتجاهر المنظمة بطموحاتها السياسية تنفيذًا لأفكار المرشد الأعلى، وتنشر المعتقدات الشيعية عبر صحيفتها "الميزان" التي تصدر- في طبعتيْها الورقية والإلكترونية- بلغة "الهَوْسا" ذات الانتشار الواسع بين مسلمي نيجيريا ولها إذاعة ناطقة بها في طهران، كما تتولى نشر كتب ورسائل الشيعة مترجمة إلى لغات محلية.
وترعى المنظمة شبكة كبيرة من المدارس والمستشفيات والمراكز الثقافية والاجتماعية في شمالي نيجيريا وجنوبيها، إضافةً إلى مؤسسات اقتصادية مثل "منتدى التجارة". وتنظم مسابقات في الشعر والنثر تقدم فيها جوائز للفائزين، كما توفر منحا للشباب للدراسة في معاهد وجامعات إيران.
وقد خاض أنصار زكزاكي العديد من الصدامات العنيفة مع الدولة عبر عقود من الزمن، وهناك حاليًّا نحو 120 معتقلا من أتباعه في سجون الدولة، وفي العام الماضي، تعرّض أتباع إبراهيم الزكزاكي إلى إطلاق نار من قبل نيران الأمنية النيجيرية، خلال إحياء يوم القدس العالمي؛ مما أسفر عن وقوع 33 شهيد، بينهم ثلاثة من بناء الشيخ الزكزاكي، وإصابة عشرات المدنيين الأبرياء.
للمزيد عن الزكزاكي اضغط هنا
المشهد النيجيري:
إصدار قرار السلطان المحلية بولاية كادونا، بحظر الحركة الإسلامية والتي تعد أهم تنظيم شيعي بالبلاد، ساعد في تفهم السلطات الحكومة لخطر التنظيم الشيعي ومن وجود تنظيمان مسلحة على أساس عرقي وديني ومذهبي، وهو ما يؤكد أنها انتهت مبكرًا من سيناريو وجود حزب الله آخر في البلاد الغنية بالثروات وخاصة النفط، والتي كانت تشكل هدفًا إيرانيًّا للتمدد والنفوذ والسيطرة في غرب القاهرة السمراء.
حظر الحركة السلامية واستمرار اعتقال الشيخ الزكزاكي رغم كل الحرب الإعلامية والدبلوماسية التي خاضتها إيران يبرهن على أن قرار الدولة وقوتها يتمثلان في الحزم مع أي تدخلات أجنبية تهدد أمن البلاد، ويفضي إلى وجود ميليشيات متعددة تهدد السلام الاجتماعي للدولة؛ لذلك اعمتدت السلطات في "كادونا" على حظر الحركوة الإسلامية لتقترب من إسقاط المشروع الإيراني في غرب نيجيريا.