الجديد فى فصول الصراع بين أجنحة الإخوان المتناحرة على السلطة وكرسى قيادة التنظيم، أن من تم الوشاية به للأمن، وفق اتهامات متصاعدة بعنف فى الجماعة، قد انتهى به الأمر بفقد حياته.

وعمومًا فإن نائب المرشد والقائم بأعماله، محمود عزت ورجاله كانوا فى مرمى الاتهام من جانب فريق قيادى الجماعة المقتول محمد كمال بالخيانة والعمالة طيلة العام ونصف العام الماضيين، بل وتجزم مصادر وأصوات إخوانية عدة، بأن نائب المرشد وغيره من الفاعلين فى مكتب الإرشاد، ممن يقبعون الآن فى السجون، كمحمود غزلان وعبد الرحمن البر، قد تورطوا فى إسقاط أسماء كبيرة بالجماعة، ولكنها مناوئة مثل محمد طه وهدان وغيره، فى شباك الأمن عبر الوشاية بأماكن اختفائهم، أو حتى عن طريق استدراجهم لفخ محكم ينتهى بإيداعهم طرة أو أبو زعبل أو العقرب، أو على الأقل تحميلهم مسؤولية العنف الدائر فى الشارع.كان لافتا فى أقوال قيادى الإخوان المقبوض عليه، محمود غزلان، فى تحقيقات اغتيال العقيد وائل طاحون مثلا، إصراره الكبير على فصل نفسه وفريقه من صقور مكتب الإرشاد القديم، بزعامة عزت، عن دائرة العنف الدائر على الأرض عبر اللجان النوعية التابعة للتنظيم، محملا فى وشاية صريحة، محمد كمال، مسؤولية القصة برمتها.عبد الرحمن البر سار على نهج غزلان فى أقواله بالصيغة ذاتها، قاطعا بتحميل كمال وزملائه من أعضاء مكتب إرشاد فبراير 2014، المعروف إعلاميًا بالإدارة العليا، مسؤولية كل عنف إخوانى على الأرض منذ 3 يوليو 2013.ولم تقتصر الوشاية بكمال من جانب قادة الجماعة الكبار لتثبيت اتهامات الأمن عليه، لكن وصلت كذلك إلى ضرب سمعته بين القواعد، فتم تعميم منشور توضيح رؤية قبل أشهر أكد أن جميع الإجراءات التى تمت عقب فض رابعة كانت ديكتاتورية من قبل محمد كمال وطه وهدان، قبل أن ينفى وجود هيئة شرعية بالجماعة (لجنة مكونة من 7 علماء) يرأسها عبد الرحمن البر، عضو مكتب إرشاد الجماعة، وكانت تابعة لمكتب إرشاد فبراير 2014، قبل أن يرفض أى شكل من أشكال المقاومة الثورية (استراتيجية كمال فى مواجهة الدولة) وأكد على تمسك الجماعة بالسلمية المطلقة.المشكلة الحالية، أن الوضع تعقد ولم يعد الأمر مقصورا فقط على أحاديث الوشاية للتخلص من المناوئين بالمساعدة فى زجهم إلى السجون، الحكاية وصلت للدم، وصار محمود عزت متهمًا مع رجاله بالمسؤولية عن هذا الدم، وهو ما دفع بشرائح عدة فى التنظيم، وبالأخص من القواعد ليكونوا طرفًا فى الأزمة، لا مجرد متابعين صامتين لها.حجر الزاوية فى المعادلة حاليا، لم يعد طرفا النزال، بل القواعد التى أدماها الانقسام وصدمها، فيما أن الخطاب التحريضى ضد الدولة، المشبع بمظلومية رابعة، قد حول مسارها نحو الرغبة فى الانفجار فى وجه الجميع، وبالأخص دولة ما بعد 30 يونيو، ومن ثم انخرطت شرائح من تلك القواعد فى صفوف الخلايا الداعشية، فى حين اتخذت شرائح أخرى لنفسها أدوارًا فى مجموعات: حسم، والعقاب الثورى، وتحالف المقاومة الشعبية، وولع، وإعدام، وغيرها من الكيانات التى تنسب نفسها، على الأقل إليكترونيا، للتنظيم، ناهيك عن نوع ثالث بقى مكبوتًا، ولم يفق من غيبوبة انهيار حلم السلطة وتماسك الجماعة الربانية.كمال، وفق بياناته وتسجيلاته الصوتية، وحسب نظرته الثورية المعلنة ضد القيادات التاريخية فى الإخوان، ورغبته فى إحلال كل كيانات الجماعة الإدارية بأخرى لا ترفع أى شعار غير مجابهة السلطة وإشعال الشارع، كان يستهدف تلك الأصناف الشبابية المشتتة، وعلى ما يبدو فقد صادفه نجاح باهر فى هذا الشأن.هؤلاء يطالبون بالثأر حاليًا من جناح عزت، تمامًا مثلما يطالبون بضرب الدولة بعمليات مؤثرة وموجعة للرد على مقتل كمال.وضع جديد وخريطة نفوذ غريبة لم يشاهد أحد لها مثيلًا من قبل فى التنظيم، الجماعة تفتت على هذا النحو إلى ثلاثة فصائل، أو حتى ثلاث جماعات: أحدها فى جيب عزت، والثانية ترفضه وكانت ترفض طريقة تعاطى غريمه محمد كمال فى إدارة التنظيم والصراع مع الدولة، أما الجماعة الثالثة، وهى الأكثر خطورة، فتمثل جناح الثأر، الذى كان يومًا يسير فى معية قيادى الإرشاد المقتول وينصره فكريا فى الخلاف مع القيادات التنظيمية، قبل أن يتحول لذراع نافر تحت الأرض يستهدف جناح القائم بالأعمال بنفس درجة نهمه لإشعال الدولة بالاضطربات والعنف والدماء على أمل إسقاطهما معا.

مبتدا 

كشفت مصادر مقرب من الداعية السلفي محمد حسان والمالك لقناة الرحمة الفضائية، عن عودة البث المباشر للقناة بعد انقطاع دام لأكثر من ثلاثة أعوام إثر قيام ثورة 30 يونيو والاطاحة بحكم جماعة الاخوان الارهابية، حيث كانت القناة تبث حلقات مسجلة طول الفترة الماضية.وقالت المصادر –رفضت ذكر اسمها-، إن الداعية السلفي اتفق مع الأمن بعودة القناة مرة أخري للبث المباشر مقابل خلو جميع البرامج التي سيتم بثها من الأفكار التي تدعو إلي إسالة الدماء والتحريض علي الكراهية بين أبناء الشعب الواحد.وأضافت المصادر، أن "حسان" عقد اجتماعًا منذ حوالي شهر تقريبًا وأخيه محمود حسان، مع عدد من قيادات مدينة الانتاج الاعلامي وتقدموا بطلب لتشغيل القناة بث مباشر مرة أخري، وتم تحويل الطلب إلي الهيئات المختصة داخل اجهزة الدولة وتم الموافقة عليه، وبالفعل تم تشغيل القناة منذ أسبوع بكامل طاقته.كما كشفت المصادر، أن فور عودة "حسان" من المملكة العربية السعودية، وإلقائه خطبة يوم وقفة عرفات، بدأ في الحديث مع المسئولين لضرورة عودة القناة مرة أخري إلي المشاهد، وتعهده بأن القناة لن تترك أي باب لجماعة الاخوان الإرهابية باستحلال دماء المصريين مستشهدًا علي ذلك بالكلمة التي أصدرها مع الدكتور جمال المراكبي، والدكتور عبدالله شاكر، والتي كشف فيها تعنت الاخوان في مواجهة الدولة.

البوابة نيوز 

أعلن إليان مسعد، زعيم مجموعة "حميميم" للمعارضة السورية الداخلية، أن واشنطن غير قادرة على اتخاذ قرارات عقلانية بشأن سوريا بسبب الحملة الانتخابية الرئاسية هناك.

وقال مسعد - حسبما أوردت قناة " روسيا اليوم " - "إن الولايات المتحدة تشهد حملة انتخابية، ولذلك لا تستطيع اتخاذ قرارات رشيدة"، مشيرا إلى أن قوى معينة في البنتاجون ووزارة الخارجية تريد عدم التعاون مع روسيا بشأن سوريا.

وأضاف زعيم المجموعة أن وزير الخارجية جون كيري يتبنى موقفا مناسبا أكثر، إلا أنه لا يتمكن من تجاوز مقاومة الآخرين.

وأشار مسعد إلى أن هذه الأزمة في العلاقات بين واشنطن وموسكو لن تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين قوات الجانبين في سوريا، لأن البلدين احتفظا بالتنسيق في المجال العسكري لتجنب وقوع حوادث جوية.

وأوضح أن الخطر الرئيسي يتمثل في احتمال بدء تزويد جماعات مسلحة بأسلحة حديثة لمواجهة الطائرات والمروحيات الروسية وإرغام موسكو على إرسال قوات برية إلى سوريا" ، مؤكدا أن خطوات واشنطن المقبلة ستحدد مسار تطور الأحداث.

الوفد

حرضت جماعة الإخوان، على تنظيم حملة دولية فى لندن وإسطنبول، للمطالبة بوقف الأحكام الصادرة ضد قيادات التنظيم فى مصر.وأعلن المركز الإعلامى للإخوان فى لندن، عن تنظيم فعاليات للمطالبة بوقف تنفيذ الأحكام الصادرة ضد قيادات الجماعة بالإعدام، محرضًا القوى الدولية على التدخل فى شئون مصر للإفراج عن قيادات الإخوان.من جانبها، قالت داليا زيادة، الناشطة الحقوقية، إن هذه الحملة تؤكد استقواء الجماعة بالخارج، وقد تقضى على مستقبل الجماعة في أوروبا كلها، لأن الفترة الماضية روجت الجماعة نفسها على أنها ليست حركة إسلامية، ولكن حزب سياسى يؤمن بالحرية ويدافع عن حقوق الإنسان، ولأجل ذلك فقط انخدعت فيهم بعض الدول وأفسحت لهم المجال.وتابعت: "الآن.. هذه الحملة ستكشف وجههم الحقيقى، وستجعل المخابرات البريطانية التى وضعتهم بالفعل تحت المراقبة تضيق الخناق عليهم".وأضافت زيادة لـ"اليوم السابع": "منظمة العفو الدولية أحد المنظمات الداعمة للإخوان من داخل بريطانيا هى التى قامت بالضغط على بريطانيا من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، وهذا يجعلنا نتساءل ماذا سيكون موقف منظمة العفو بعد أن تعرف أن الإخوان يعملون ضد أهدافها؟، هل ستستمر فى دعمهم؟".

اليوم السابع 

قال مسؤول أمني إن انفجارا يشتبه في أنه نتج عن سيارة ملغومة وقع، الاثنين، وأسفر عن مقتل 10 من أفراد الشرطة على الأقل وسط تزايد في وتيرة الهجمات التي تشنها طالبان على عاصمة إقليم هلمند المحاصرة مع توقعات بارتفاع عدد القتلى.وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مسموح له بالإدلاء بتصريحات إن الانفجار الذي وقع في مدينة لشكركاه قتل 10 من أفراد الشرطة وأصاب 14 شخصا آخرين على الأقل من الشرطة والمدنيين.وقالت مستشفى تديره جمعية خيرية إيطالية تدعى منظمة الطوارئ غير الحكومية إنها استقبلت 30 قتيلا ومصابا من الانفجار من بينهم مدنيون وأفراد من قوات الأمن.وعبر مسؤولون في المستشفى عن قلقهم من تدهور الأوضاع في لشكركاه مع ورود تقارير عن تزايد هجمات طالبان على ضواحي المدينة وسقوط صواريخ داخلها.

المصري اليوم 

أظهر استطلاع لشبكة "سي إن إن CNN" الإخبارية أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فازت بالمناظرة الثانية أمام منافسها المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب.إلا أن الاستطلاعات التي أجريت على من شاهدوا المناظرة أظهرت عدم تمكن كلينتون من الحصول على نصر حاسم على منافسها يفوق ما حققته في المناظرة الأولى التي جرت بينهما الشهر الماضي.وأظهر استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" ومعهد "أو آر سي" لاستطلاعات الرأي تفوق كلينتون في المناظرة التي جرت في سانت لويس، حيث حصلت على 57% من الأصوات مقابل 34% لترامب.إلا أن استطلاع أجراه معهد "يوغوف" قد اظهر تحقيقها نصر أقل مستوى حيث قال 47% من الناخبين المسجلين الذين شاهدوا المناظرة إنها تفوقت في المناظرة، بينما قال 42% إن ترامب هو الذي تفوق. أما الباقين فقالوا إن المرشحين متساويان.وكان مشاهدو المناظرة الأولى اتفقوا على تفوق هيلاري كلينتون بنسبة 62%، بحسب استطلاع لـ"سي إن إن" ومعهد "او ار سي".ويواجه ترامب انتقادات بسبب تصريحات مسجلة تحدث فيها عن التحرش بالنساء.وكما كان متوقعاً، هيمنت فضيحة التسجيل السري لترامب، والذي اعتبر مسيئاً للنساء، على جزء من المناظرة.ترامب حاول بشكل خاص توجيه اتهامات بالتحرش الجنسي إلى الرئيس السابق بيل كلينتون، زوج المرشحة الديمقراطية.المرشحان تواجها بقوة في عدة ملفات، أبرزها سوريا والموقف من روسيا وإيران والحرب على "داعش"، إضافة إلى السياسات الضريبية وبقية المسائل الداخلية.

العربية نت 

تمكنت القوات العراقية وأبناء العشائر من تحرير قرى سراجية وجعيل والعلية والمحبوبية والصفاكية، في جزيرة هيت شمال مدينة هيت (70كم غرب مدينة الرمادي) مركز محافظة الأنبار، في وقت قام تنظيم «داعش» بإنشاء خطوط دفاعية لعرقلة اقتحام الموصل مركز محافظة نينوى، في حين قتل 5 أشخاص على الأقل وأصيب نحو21 بجروح في تفجير انتحاري ضد موكب عزاء، تبناه تنظيم داعش.

وقال مصدر عسكري عراقي، إن «عملية تحرير القرى جاءت بعد هروب عناصر تنظيم داعش منها بعد تكبدهم خسائر مادية وبشرية كبيرة»، مؤكداً أن «القوات الأمنية رفعت العلم العراقي فوق عدد من مباني تلك القرى المحررة». وتابع، أن قوة عراقية بالاشتراك مع أبناء العشائر تمكنت أمس، من تحرير قرية المحبوبية التابعة لجزيرة هيت، بعد هروب عناصر تنظيم داعش منها وتكبدهم خسائر مادية وبشرية كبيرة. وقال قائد عمليات الجزيرة اللواء الركن قاسم المحمدي، إن «قوة عراقية أخرى بالاشتراك مع أبناء العشائر تمكنت من تحرير قرية الصفاكية في جزيرة هيت أيضاً»، مشيراً إلى أنه تم تفجير 37 عبوة ناسفة و23 عبوة بلاستيكية تحتوي على مادة ال«c4»، مؤكداً أن «القوة رفعت العلم العراقي فوق احد مباني القرية».

وذكر مصدر أمني، أن اثنين من انتحاريي «داعش» يرتديان أحزمة ناسفة حاولا استهداف نقطة تفتيش للقوات الأمنية المشتركة في منطقة الكيلو 160 غرب الرمادي، لكن القوات الأمنية تمكنت من قتلهما وتفجير الأحزمة الناسفة التي يرتديانها دون إلحاق خسائر مادية أو بشرية بصفوف القوات الأمنية المشتركة.

وفي محافظة نينوى، قال مصدر محلي إن «تنظيم داعش أنشأ خطي صد في الساحل الأيسر وأربعة في الساحل الأيمن لإعاقة تقدم القوات الأمنية في حال شنها عمليات تحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش». وأضاف، أن «كل خط صد معزز بسيارات مفخخة وانتحاريين ومسلحين حسب طول الخط وموقعه».

أما في محافظة كركوك، فقد انفجرت عبوة ناسفة قرب قرية دار سلطان في منفذ مكتب خالد جنوب غربي كركوك، استهدفت عائلات فارة من مناطق سيطرة تنظيم داعش قادمة من قضاء الحويجة، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة خمسة أطفال من عائلة واحدة. وأضاف، أن «الأطفال المصابين تم نقلهم إلى مستشفيات كركوك للعلاج». 

إلى ذلك، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة «قتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب 21 بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف». وأضاف: إن «الهجوم استهدف موكباً جنائزياً في شارع رئيسي بمنطقة بغداد الجديدة» في شرق بغداد، حيث أقيم موكب عزاء. وأكد مصدر طبي في مستشفى الكندي حصيلة الضحايا.

من جهتها ذكرت مصادر أمنية وطبية وشهود عيان أن التفجير وقع جراء عبوة ناسفة. وتبنى تنظيم داعش الهجوم في بيان على «تويتر».

وأفادت مصادر أمنية وشهود عيان بأن مدنيين اثنين قتلا وأصيب 11 آخرون أمس جراء انفجار عبوة ناسفة في سوق تجاري شمال شرقي بغداد. وقالت المصادر إن عبوة ناسفة انفجرت في سوق تجاري في حي الحسينية/ أغلبية شيعية/ شمال شرقي بغداد ما تسبب بمقتل شخصين وإصابة 11 آخرين.

الخليج 

مرة اخرى تقع بعض الدول العربية في سوء التقديرات لحجم المشكلة، ومرة أخرى تخلط بين العراقيين كشعب والعراق كوطن وبين موقفها من نظامه الحاكم، فالتغاضي عن الوجود التركي في شمال العراق واهمال المشكلة هو أمر في غاية الخطورة على أمن وسلامة الدول العربية لاسيما المجاورة للعراق، فما يجري في هذا البلد سيتم تعميمه على المنطقة العربية برمتها، وتركيا الأردوغانية تنظر الى جميع الدول العربية بانها مارقة ويجب إعادتها إلى بيت الطاعة العثماني.لايمكن تبرير الوجود التركي بالوجود الايراني، ومن السذاجة ان يتصور البعض ان أنقرة ستحقق توازن طائفي مع طهرن بما يسهم بوقف تمددها والحد من نفوذها سواء في العراق أو المنطقة، لان هاتين الدولتين لهما الأطماع ذاتها وتمثلان الخطورة نفسها على العالم العربي، فضلا عن إنهما لن يدخلا في صراع بينهما ابدا من أجل اي دولة عربية، فهما متفقتان أصلا على مناطق وحدود نفوذ كل منهما ولن يتجاوز اي طرف على مناطق نفوذ الثاني.فإيران سمحت لتركيا بالاستحواذ على الموصل وكركوك وسرقة نفطهما والتعامل معهما وكأنهما محافظتين تركيتين يديرهما القنصل التركي في الموصل من خلال عائلة النجيفي وعائلة ومليشيا مسعود بارزاني قبل دخول قطعاتها العسكرية واستقرارها في بعشيقة بنحو 8 سنوات، وردت أنقرة الجميل بعدم تجاوز الحدود المرسومة لها ولم تتحرش بالنفوذ الإيراني في المدن والمحافظات المجاورة مطلقا.السكوت عن الوجود التركي أو الشماتة بالعراق لايبرره الخلاف مع الحكومة العراقية أو ولاء بعض الاحزاب الدينية لطهران، لأن الرضا أو الرضوخ للأمر الواقع المتمثل في تقاسم الأرض العراقية بين الإحتلالين التركي والإيراني هي وصفة سريعة لتقسيم هذا البلد وضياعه واذا نجح مشروع التقسيم في العراق فسيكون بداية الانطلاقة الى المنطقة العربية برمتها، ولن ينفع البعض محاولة التخفي أو خداع النفس بكلام وشعارات عن التعايش والتربية الوطنية أو القومية لشعوبها واختلاف وضعها وتركيبتها الديمغرافية عما هو موجود في العراق لان هذا الكلام أثبت عدم صموده على أرض الواقع وانهياره أمام أول تجربة لاختبار التعايش بين شعوب المنطقة.النظامان الحاكمان في طهران وأنقرة كلاهما يحلم بإعادة (امجاد) الأمس ويعتقد ان له حق (إلهي) في الدول العربية التي يعتبرونها (ولايات) إقتطعها الاستعمار الاوروبي منهما ويجب إعادتها الى (الوطن الأم). وهذان النظامان عادا الى إستغلال ذات الشعارات والإنقسامات الطائفية والاثنية والقبلية في العالم العربي التي استغلها من قبل اجدادهم الصفويون والعثمانيون في البقاء جاثمين على صدورنا مئات السنين وكانت السبب الرئيسي في تخلفنا وفي الفجوة الحضارية العظيمة بيننا وبين العالم، والتي تسبب إعادة إحيائها وانتاجها اليوم بكل هذه الكوارث التي باتت تهدد وجود دولنا كما تهدد حاضرنا ومستقبلنا.

بعد عام 2003 تغاضت الدول العربية عما يحصل في العراق الى درجة الإهمال، وأستمر هذا التغاضي حتى أدركت ان الخطر بات على أبوابها، لكنها عالجت الخطأ السابق بخطأ أكبر لاستخدامها ذات الوسائل التي استخدمتها طهران في مد نفوذها وهي العزف على اوتار الطائفية ومحاولة مذهبة السياسة والدولة وكان نتيجتها ان النفوذ الإيراني أصبح أكثر قوة وتمددا في المنطقة، والجماعات السنية المسلحة التي اُريد لها ان تكون معادلا للمليشيات الإيرانية تحولت الى جماعات إرهابية تهدد وجود الدول والمجتمعات العربية، واليوم يُرتكب خطأ أكبر اذا تم التغاضي عن الوجود التركي في العراق، فهذا الوجود سيتقوى ويتغول ويسيل لعابه إلى دول عربية أخرى وحينها لن تكون هناك امكانية للعودة الى وراء وتصحيح الخطأ.

ايلاف