بعد مجزرة "بيت المقدس"..هل مصر على أعتاب الإرهاب الأسود لـ"داعش"؟

السبت 25/أكتوبر/2014 - 01:18 م
طباعة بعد مجزرة بيت المقدس..هل
 
خيمت على جمهورية مصر العربية، أمس الجمعة 24 أكتوبر 2014، حالة من السواد؛ حزنا على الشهداء الذين راحوا نتيجة الغدر الإرهابي، والتي كان ضحيتها 27 شهيدًا و30 مصابًا في التفجيرات التي استهدفت كمينا للجنود في "كرم القوايش" بالشيخ زويد.
 يأتي ذلك في أعقاب إصابة جنديين من الجيش الإسرائيلي بنيران مسلحين مجهولين فتحوا النار على قوة إسرائيلية عبر الحدود مع مصر في سيناء. 
وكان المسلحون أطلقوا نيران أسلحة وصاروخا مضادا للدبابات، وفق ما أعلنت إسرائيل.
في ظل الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب، بعد 30 يونيو والإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من الحكم، تواجه مصر تحديات كبيرة من حدودها الشرقية، عن طريق حماس وإسرائيل، ومن حدودها الغربية؛ نتيجة الانفلات الأمني في ليبيا، والحدود الجنوبية من السودان وسطوة الجماعات الإسلامية هناك.
ويبدو أن "داعش" ذلك التنظيم الإرهابي الذى يحارب في العراق وسوريا انتقل إلى مصر عن طريق أنصار بيت المقدس الذين ينفذون معظم العمليات الإرهابية في سيناء، وقد جاء ذلك في مخطط لتنظيم "داعش" وتطلعات لانتشارهم في مصر.
وانضم عدد كبير من الشباب المصريين إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام، وشاركوا في العمليات التي تقوم بها..
ويبدو أن داعش بدأت بالفعل في التخطيط لذلك الأمر عن طريق هؤلاء الشباب، فأحد الشباب المصري الذي انضم لداعش مؤخرًا لتأييد فكرهم، ويدعى "أبو حمزة" قال إنه ينتقل بين سوريا والعراق للقتال مع التنظيم ضد ما أسماهم بـ"الرافضة"، ومن الواضح أن هؤلاء الشباب عادوا بفكرهم لينفذوا العمليات الإرهابية على أرض الواقع.
ونشر أبو حمزة صورًا له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أثناء قتاله مع داعش، وحصولهم على عدد من الغنائم في عملياتهم، وحسب حديث أبو حمزة فإن هناك عددًا كبيرًا من المصريين هناك.
للمزيد عن الشباب المصريين المنضمين إلى داعش اضغط هنا
وعلى حد توقع الخبراء أن وصول داعش إلى مصر، جاء عبر عناصر وأفراد تسللوا من سوريا هربًا من الحصار المفروض عليهم هناك لدعم تنظيم أنصار بيت المقدس؛ الأمر الذي أحدث نقلة نوعية في عمليات المواجهة مع قوات الجيش في سيناء والشرطة في بعض المحافظات، وأن هناك عناصر وصلوا بشكل فردي، لصعوبة الجبهة السورية بالتزامن مع انقلاب المتعاونين مع التنظيم في الفترة الأخيرة مثل جبهة النصرة والقاعدة والجيش الحر؛ ما أدى إلى فرار مجموعات منهم إلى مصر.
كما أكد الخبراء أن دخول هؤلاء العناصر مصر عن طريق ليبيا والأنفاق بسيناء من قطاع غزة، فضلًا عن دخولهم بصورة طبيعية؛ نظرًا لكونهم أشخاصًا غير مسجلين لدى أجهزة الأمن.
تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نشر من قبل خريطة تصورية للدولة التي يسعى لإقامتها، والتي تشمل العراق "داعش" وسوريا وإيران والكويت والأردن وفلسطين حتى الوصول للحدود المصرية.
وقد بدأ التنظيم بقيادة أبو بكر البغدادي في التخطيط للتواجد في مصر وأن البداية ستكون من سيناء، حيث نشر التنظيم فيديو لتنظيم داعش على موقع "لونج وار جورنال"  المهتم بالجماعات الإرهابية تم من خلاله توجيه كلمات إلى الجهاديين في سيناء تدعوهم إلى التعاون من أجل إنشاء دولة الله، كما جاء فيه "نحن وأنتم واحد"، وطالبهم بالصبر لتحقيق مسعاهم، مضيفا: "أن الجهاد هو وسيلة تأسيس دولة الله"، ودعا التنظيم من خلال الفيديو المصريين إلى الجهاد لتطبيق الشريعة الإسلامية، قائلا: "هيهات أن يطبق الإسلام في مصر بغير جهاد طويل ومرير".
أحد الشباب المصري المنضم إلى داعش، أكد من قبل أنه يتطلع إلى القدوم إلى مصر وتنفيذ الأفكار لإقامة الخلافة، موضحًا أن هناك نية وتخطيط لإطلاق الدولة الإسلامية في مصر لتصبح "دالم" كما هو الحال مع داعش، وهناك استعداد لخوض قتال مسلح ضد أي شخص يرفض تطبيق الشريعة الإسلامية، مشددًا على أن أفكار داعش تدعو لقتال فقط من يحارب تطبيق الشريعة، أما الرفض دون قتال لا داعي لقتاله و يسبق القتال دعوة وبيان وتوضيحات شرعية، على حد قوله.
وكان عدد من العناصر التكفيرية والعناصر التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية التي فرت من مصر عقب عزل الرئيس السابق المعزول محمد مرسي قامت بتأسيس خلية إرهابية جديدة تتخذ من الحدود المصرية الليبية مقرا لها، وذلك بمساندة عناصر متطرفة تؤيد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان وبتحريض من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقالت مصادر أمنية رفيعة المستوى: إن التنظيم الإرهابي الجديد يحمل اسم "تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا ومصر" المعروف بـ"دالم"، وذلك على غرار تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بقيادة "داعش"، فيما يتولى قيادة دالم عضو سابق في تنظيم الجهاد بمصر، يدعى ثروت شحاتة والصادر بحقه حكم بالإعدام. 
ويعتبر مطالبة بعض الشباب الإسلامي بتطبيق الشريعة في مصر، مؤشرا واضحا لبداية حرب أهلية كما يجري في العراق وسوريا.
وكما ذكر معهد الأبحاث الأمريكي "جيت ستون انستيتيوت" أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أصبح يهدد بشكل مباشر العديد من المناطق في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأردن وقطاع غزة وسيناء ولبنان.
وأوضح المعهد في تقرير له تحت عنوان "داعش يهدد لغزو الأردن وذبح الملك عبد الله" أن الانتصار الأخير الذي حققه إرهابيو تنظيم داعش في العراق وسوريا سبب في رفع معنويات الجماعة، وأتباعها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، موضحًا أن الإرهابيين يخططون لنقل جهادهم ليس فقط إلى الأردن ولكن إلى قطاع غزة وسيناء ولبنان أيضًا. 
وكانت مصادر أكدت أن أمير تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي" تناول في أحد اجتماعاته مع عناصر قيادات التنظيم، إمكانية توسيع الأراضي التي يتحكمون فيها خارج سوريا والعراق. ومنها الأردن وفلسطين وسيناء.
وبهذا يمثل تنظيم داعش تهديدا للمنطقة العربية بأكملها، فبعد أن وصلت العراق إلى حالة من الدمار على أيديهم بعد سيطرتهم على العديد من المناطق، وقد كشفت تقارير أن داعش يسعى لضم سيناء وجعلها جزءاً من بلاد الشام.
وأكدت المصادر أن البغدادي يسعى لضم أنصار بيت المقدس التابع لتنظيم القاعدة إلى صفوف حركته، في محاولة لاستغلال التنظيمات الصغيرة كوسيلة سياسية وإعلامية في إطار الصراع الدائر بين داعش وزعيم القاعدة أيمن الظواهري.
وقد دعا أحد أعضاء حركة "داعش"- المصريين إلى الجهاد لتطبيق الشريعة قائلا: "هيهات أن يطبق الإسلام في مصر بغير جهاد طويل ومرير، لتدخل مصر في أكنان الإرهاب الصريح بداية من بيت المقدس ليحضنها تنظيم الدولة الإسلامية داعش".. 
في هذا السياق قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي فرض حالة الطوارئ في محافظة شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر بدءا من صباح اليوم السبت، لبحث استراتيجية جديدة لمواجهة الهجمات المسلحة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل أصبحت مصر بالفعل داخل دائرة الإرهاب الأسود لداعش، بعد أن استهدفت طويلا من قبل أنصار بيت المقدس؟

شارك