بين جنازة الإرهابي وجنازة القديس.. علي من تبكي مصر؟!
الخميس 02/مارس/2017 - 02:14 م
طباعة
بالطبع لاتجوز المقارنة بين "إرهابي" و "قديس" ولكن مصادفة قدرية جعلت جنازة الاثنين تحدث في يوم واحد .فقد تواكبت جنازة الاب الروحي للارهاب الشيخ عمر عبد الرحمن صاحب فتوي استحلال دم المسيحيين واموالهم الامر الذى قامت الجماعة الاسلامية علي اثره بمهاجمة محلات الصاغة بالمنيا واسيوط ونجع حمادي في التسيعينات . مع جنازة رائدا عظيما من رواد نهضة مصر في العمل الاجتماعي انه الاب منير خزام اليسوعي الرائد الكبير في مجال العمل الاجتماعي والتطوعي والذى نعته كل الدوائر الكنسية بمصر والخارج وكالعادة لم تهتم برحيله وسائل الاعلام التى تجهل المسيحيين وتتجاهل عملهم التنويري واثرهم العظيم في اثراء التعدد والاختلاف واهم درس وثمار قدمها الاب منير في التنمية والعمل الاجتماعي ومع ذلك لم تذكر اغلب وسائل الاعلام المصرية جنازة الاب اليسوعي بخبر واهتمت بجنازة الارهابي حيث دبجت المقالات التى تمدح الشيخ الدموي ولم يكتب احد عن الاب منير الذي بدأ حياة الرهبنة فى دير الآباء اليسوعيين بالمنيا عام 1965 و خدم بها لمدة 12عاما، تركز عمله خلالها على تكوين الأطفال والشباب والمعاقين بمختلف انتماءاتهم من خلال العديد من الأنشطة 1965 تكون أول فريق كشافة يجمع بين المسيحيين والمسلمين فى حى جنوب مدينة المنيا لخدمة أحياء الإسعاف وأبو هلال بالمنيا.وفى عام 1966 بدأ أول برنامج لتمكين ودمج المعاقين جسديا بالتعاون مع الدكتور جلال ذكى بأسيوط وتم عمل مركز متكامل للمعاقين جسدياً بالمنيا وأصبحت فيما بعد جمعية الجزويت بالمنيا المسئولة عن قطاع المعاقين فى محافظة المنيا بدلاً من مركز الدكتور جلال ذكى بعد تدريب وتأهيل فريق عمل على مستوى عال من الكفاءة.
وفى عام 1988 طلب منه الانبا إغناطيوس يعقوب مطران إيبرشية طيبة الاقصر ان يذهب هناك لخدمة ثلاث قرى غرب مدينة الأقصر (مركز أرمنت) هي: المريس، أرمنت الحيط وأرمنت الوابورات. ووصل إلى الأقصر بعد هذا الطلب وقام بمساعدة 4 من المتطوعين فى تنفيذ مجموعة من الأنشطة للأطفال والشباب والفتيات تمثلت فى أنشطة ومعسكرات كشفية، دروس تعليمية، أنشطة رياضية وتقديم الإسعافات الأولية. فى ذلك الوقت، ايضا حاولت فتح قنوات للتواصل والتعاون مع المؤسسات والقيادات الدينية والطبيعية والرسمية، قُوبِلَت تلك المبادرات بالترحاب من قيادات ومؤسسات مجتمعية كثيرة.
وبدا خدمته مع الأطفال الفقراء والأيتام ،حيث كان يجمع الاطفال ويقدم لهم الوجبات ويساعدهم فى مصاريف دروس المدرسة ثم اختار الاطفال الاشد احتياجا واسس لهم دارا للايتام وهى » دار النعمة »وذلك عام 1993لخدمة الأطفال الأيتام من محافظات الجنوب ،وكانت الدار بقرية أرمنت الوابورات ووصل عدد الاطفال 7 أطفال وتخرج من هذا الدار اكثر من100 شاب ومنهم من سافر الى روسيا ، ايطاليا ، فرنسا . وبعضهم حصل على شهادات جامعية متخصصة، والبعض الآخر تدربوا على حرفة واستطاعوا أن يبدأوا حياتهم وأن يصبحوا مواطنين فعالين.علي عكس من افرزهم عمر عبد الرحمن وسافروا لافغانستان والعراق وسوريا يحملون الموت ؟!لقد حصل عمر عبد الرحمن علي رسالة الدكتوراة في تشريع القتل حيث كاان عنوانها ( موقف الإسلام من خصومه ) وقد حث على قتل اليهودى والمسيحى والمسلم المسالم الذى يرفض مسلك الجماعة واستخدمت فتاويه للقتل في كل جماعات الجهاد والاصولية.
وفي يوم جنازته اصطف الالاف، أما جنازة الاب اليسوعي فلم يهتم بحضوره غير العشرات هذا مصري قدم بناء وتنمية ونور وهذا مصري قدم دماء وكراهية وحقد جاءت جنازتهما في مفارقة قدرية في يوم واحد وقارن بنفسك شكل وحجم واثر الجنازيتن لتعرف اين تكمن مشكلة مصر الكبري.
ياليتنا نعرف علي من تذهب دموعنا.