البطريرك 58 قزمان الثالث.. مؤامرة في الحبشة

الخميس 09/مارس/2017 - 11:33 ص
طباعة البطريرك 58 قزمان
 
الأنبا قزمان الثامن والخمسون من باباوات الكرازة المرقسية. وكان هذا الأب بارًا، طاهرًا، عفيفًا، كثير الرحمة، مُلِمًّا بما في كتب الكنيسة  واستيعاب معانيها.. ولما اختير للبطريركية في 4 برمهات سنة 636 ش. 
(28 فبراير سنة 920) رعى رعيته بخوف الله وحسن التدبير، وكان يوزع ما يفضل عنه على المساكين وعلى تشييد الكنائس، إلا أنه وقع في بعض المشاكل منها  حدث أنه لما رسم مطرانًا لأثيوبيا من الرهبان اسمه بطرس أوفده إلى هناك، فقابله ملكها بفرح عظيم. وبعد زمن مرض الملك، وشعر بدنو أجله، فأستحضر ولديه، ودعا المطران إليه، ورفع التاج عن رأسه وسلمه للمطران قائلًا: "أنا ذاهب إلى المسيح والذي ترى أنه يصلح من ولدى للملك بعدى فتوجه" ولما توفي الملك رأى المطران والوزراء أن الابن الأصغر أصلح للملك، فألبسوه التاج. وحدث بعد قليل أن وصل إلى أثيوبيا راهب من دير الأنبا انطونيوس اسمه بقطر ومعه رفيق له اسمه مينا، وطلبا من المطران مالًا فلم يعطهما، فأغواهما الشيطان ليدبرا مكيدة ضده. فلبس أحدهما زى الأساقفة ولبس الآخر زى تلميذًا له، وزورا كتابا من الأب البطريرك إلى رجال الدولة يقول فيه "بلغنا أنه قد حضر عندكم إنسان ضال اسمه بطرس، وادعى أننا أوفدناه مطرانًا عليكم وهو في ذلك كاذب. 
والذي يحمل إليكم هذا الكتاب هو المطران الشرعي مينا. وقد بلغنا أن بطرس المذكور قد توج ابن الملك الصغير دون الكبير، مخالفًا في ذلك الشرائع الدينية والمدنية، فيجب حال وصوله أن تنفوا كلا من المطران والملك، وأن تعتبروا الأب مينا حامل رسائلنا هذه مطرانًا شرعيا.
 وتسمحوا له أن يتوج الابن الأكبر ملكًا". وقدم الراهبان الكتاب لابن الملك الأكبر، فلما قرأه جمع الوزراء وأكابر المملكة وتلاه عليهم. فأمروا بنفي المطران بطرس، وأجلسوا مينا مكانه وبقطر وكيلًا له ونزعوا تاج الملك من الابن الصغير وتوجوا أخاه الكبير بدلًا منه، غير أنه لم تمض على ذلك مدة حتى وقع نفور بين المطران الزائف ووكيله الذي انتهز فرصة غياب مطرانه، وطرد الخدم، ونهب كل ما وجده، وعاد إلى مصر وأسلم. 
ولما وصلت هذه الأخبار إلى البابا قزما حزن حزنًا عظيمًا، وأرسل كتابًا إلى أثيوبيا بحرم مينا الكاذب.
 فغضب الملك على مينا وقتله، وطلب المطران بطرس من منفاه فوجده قد  ولم يقبل الأب البطريرك أن يرسم لهم مطرانا عوضه، وهكذا فعل البطاركة الأربعة الذين تولوا الكرسي بعده. وكانت أيام هذا الأب كلها سلاما وهدوءا، لولا هذا الحادث، وقد قضى على الكرسي المرقسي اثنتي عشرة سنة 

شارك