"مجاعة اليمن" و"قصور الموصل" ومعاناة اللاجئين" فى الصحف الأجنبية
الإثنين 20/مارس/2017 - 08:38 م
طباعة
اهتمت الصحف الأجنبية اليوم بأزمة المجاعة فى اليمن، ومعاناة أطفال على وجه الخصوص فى ضوء نقص الغذاء، مع التركيز على الانتقادات البريطانية لتقصيرالحكومة فى وضع حد للأزمة، إلى جانب الكشف عن آثار لم تكتشف بعد فى الموصل العراقية، وسط مخاوف من تدميرها على يد تنظيم داعش، بالإضافة إلى التركيز على معاناة اللاجئين والمهاجرين على الحدود المجرية الصربية
اليمنيون بين الحرب والمجاعة
المجاعة تهدد اليمن
اهتمت صحيفة الديلي تلجراف بالحديث عن معاناة أطفال اليمن ونقص الغذاء، وفى تقرير لها بعنوان "خيار يائس بين الحرب والمجاعة"، أكدت الصحيفة إلى أن اليمنيين يفرون من القتال في بلادهم ليختاروا حياة الجفاف والمجاعة في الصومال.
نوهت أن عشرات الآلاف من اللاجئين قد انتقلوا إلى منطقة "أرض الصومال" التي اعلنت نفسها جمهورية، خلال السنتين الماضيتين، على الرغم من الجفاف الذي يدمر المحاصيل ويقتل الماشية فيها، والاشارة إلى أن اليمنيين باتوا يفرون من القتال في بلادهم عبر قوارب عبر خليج عدن ليواجهوا الجوع في موطنهم الجديد.
ونقلت الصحيفة تحذير منظمات الإغاثة الدولية من أن الصومال يواجه خطر مجاعة جديا، مع احتمال تعرض عشرات الآلاف من البشر إلى شح كبير في الغذاء، والتأكيد على أن 33 ألف لاجئ قد فروا من اليمن باتجاه الصومال منذ عام 2015.
وتوقع جوليان نافيه، متحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تواصل هذا "التدفق المنتظم" للاجئين، بسبب الوضع السياسي في اليمن يأتي الكثير الكثير ’من اليمنيين’، إلا أنهم يواجهون تحديا كبيرا عند وصولهم".
ونقلت الصحيفة عن لاجئين قادمين إلى بلدة بوراو الصومالية وصفهم لرحلة عبورهم مع نحو 300 شخص في قارب محمل بأكثر من طاقته، في رحلة استمرت يومين وسط طقس سيء في البحر، وسط مخاوفهم من غرق القارب الذي لم يكن آمنا، ونقلت عن أحدهم، ويدعى حسن كابدو، قوله "في اليمن ثمة حرب وهنا في الصومال ليس ثمة عمل ولكن ثمة أمان على الأقل".
كما نقلت عن لاجئ يمني آخر، يدعى عبد الكريم صالح جاء الى الصومال مع زوجته وأطفاله السبعة، قوله إنه اتخذ "القرار الصحيح" بالفرار من اليمن على الرغم من خشيته على مستقبل ابنائه وحرمانهم من المدارس والتعليم، أضاف "صالح كان يعمل سائق شاحنة في اليمن، لكنه في بلدة بوراو الصومالية يعمل لمدة 15 ساعة في اليوم في بيع طعام يعده في البيت في السوق مقابل الحصول على ما يعادل سبعة دولارات.
أطفال اليمن
معاناة أطفال اليمن
فى حين اهتمت صحيفة الاندبندنت بنفس الأزمة، وفى مقال كتبه النائب في مجلس العموم البريطاني، أندرو ميتشل، تحدث فيه عن مأساة الأطفال في حرب اليمن ويدعو إلى التحرك من أجل وقف التجويع الذي يتعرضون له.
أكد أن المنظمات الخيرية البريطانية تسعى إلى توصيل الغذاء والمساعدات الطبية والإنسانية التي اشترتها بأموال الشعب البريطاني إلى اليمن، بينما تشن الحملة التي تقودها السعودية، بدعم من بريطانيا، غارات على الموانئ التي تمر منها هذه المساعدات، والاشارة إلى أن الأحداث السياسية المتعاقبة جعلتنا نغفل اليمن الذي يقترب شيئا فشيئا من المجاعة. ولكنه يوضح أن المجاعة في اليمن مختلفة عن المجاعات الأخرى لأنها من صنع الإنسان، فاليمنيون، على حد تعبيره، ليسوا في مجاعة وإنما يتعرضون للتجويع، وبريطانيا متواطئة في ذلك بسبب سياستها.
نوه أن المنظمات الخيرية والمسؤولين في منظمة الأمم المتحدة حذروا من أن وصول المعارك إلى ميناء الحديدة الرئيسي قد يكون له عواقب وخيمة. ففي الظروف العادية تدخل 80 في المئة من الواردات اليمنية المختلفة من الحديدة. ويستورد اليمن 90 في المئة من غذائه، معتبرا أنه ليس من مصلحة بريطانيا ولا من مصلحة السعودية أن تجتاح المجاعة اليمن، فالعقاب الجماعي لليمنيين لم يفعل شيئا للحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من البلاد، كما أن الطرفين، حسب رأيه، لا يأبهان بحياة الأبرياء.
خلص إلى أن الحرب لا تسير في الطريق الصحيح، وأنها تضر بسمعة بريطنيا في العالم، وتثير أعداءها.
داعش والموصل
آثار الموصل
بينما اهتمت صحيفة التايمز بالكشف عن دواخل قصر آشوري لم ينقب فيه من قبل بسبب القتال الدائر لاستعادة مدينة الموصل في الشمال العراقي من ايدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية داعش، مشيرة عبر تحقيق مصور من نفق ضيق حفره مسلحو التنظيم في منطقة تحت جامع النبي يونس، والكشف عن كتابات مسمارية على الجدران وبقايا جرار وعظام تكشف عن مرورة وسط آثار قصر ملكي في العاصمة الآشورية القديمة نينوى، التي يصفها بأنها واحدة من أعظم وأقدم المدن في العالم.
نوهت أن موقع هذا القصر الذي يعود إلى نحو 700 عام قبل الميلاد كان معروفا لعلماء الآثار لكن لم يتم التنقيب فيه لوقوعه تحت آثر إسلامي، هو جامع النبي يونس، والاشارة إلى أن سكانا في المدينة دلوا آثاريين عراقيين الشهر الماضي على فتحة نفق صغير تحت أنقاض جامع النبي يونس الذي فجره مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في حزيران عام 2014 في سياق حملتهم لتدمير الأضرحة والمراقد في العراق.
نقلت الصحيفة عن الآثارية العراقية، ليلى صالح، قولها "هذا ما وجدناه " مشيرة عبر ضوء هاتفها النقال إلى ثورين مجنحين كبيرين على جانبي شبكة أنفاق بطول كيلومتر في المكان، وتكمل القول إن ذلك "مثال لنفاق داعش 'تنظيم الدولة الإسلامية'، فهم دمروا الموقع بالمتفجرات، بوصفه غير إسلامي ومن ثم حفروا تحته لسرقة تحفه الاثارية وبيعها".
أضافت أنه من الغريب أن يؤدي ذلك إلى تأثير إيجابي، "فحفرهم الأنفاق للنهب كشف عن قصر لم يكن يسمح لنا بالتنقيب فيه".
أكدت الصحيفة انه يُعتقد أن الكثير من التحف الآثارية التي يمكن نقلها قد استخرجها التنظيم لبيعها في الأسواق السوداء لبيع الآثار الدولية، إلا أن الجزء الأكبر من بنية القصر وبضمنه جدرانه الممتلئة بالكتابات المسمارية وثيرانه المجنحة قد بقيت في مكانها ولم يستخرجها المسلحون خشية انهيار أنفاقهم، كما يعتقد أن القصر المكتشف يعود إلى الملك الآشوري أسرحدون "681 - 669 قبل الميلاد"الابن الأصغر للملك سنحاريب، الذي وسع من قصوره ومنشآته الملكية في مدينة نينوى لتشمل المجمع الحالي، وأكد ثاريون موقع القصر بعد تنقيبات رسمية في محيط بوابة القصر في عام 1952 وعام 1986.
عالقون على الحدود
أزمة اللاجئين والمهاجرين
فى حين اهتمت صحيفة الأوبزرفر بالحديث عن أزمة اللاجئين والمهاجرين على الحدود الصربية المجرية، حيث تحدثت فيه مع لاجئين عالقين هناك، يخشون من خطة رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربن، لاحتجاز جميع المهاجرين بمن فيهم الأطفال.
أكدت الصحيفة أن المجر شرعت فعلا في بناء معسكرات ونصب سياج مكهرب آخر على الحدود مع صربيا بطول 108 كيلومترات، على الرغم من اعتراض الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، والاشارة إلى أن أكثر من 7 آلاف لاجئ حاولوا الوصول إلى الاتحاد الأوروبي هم عالقون في صربيا، عقب قرار المجر بتحديد عدد اللاجئين الذين يسمح لهم بالعبور، وشروع الشرطة المجرية بمراقبة الحدود وملاحقة من يحاول دخول البلاد.
ومن مخيم للاجئين في صربيا، على بعد 15 كيلومترا من الحدود المجرية، تتحدث الكاتبة عن عائلات وأطفال بدون مرافقين بالغين ينتظرون دورهم لدخول المجر، ويقول المسؤولون الصرب إن القانون المجري الجديد أثار المشاكل لصربيا، وحولها إلى مستودع للمجر، على حد تعبير أحد المسؤولين.
أكدت الصحيفة أن المجر يسمح بعبور 5 أشخاص فقط يوميا إلى مركز الاستقبال المؤقت، وهو ما يجعل العائلات تنتظر لأكثر من عام في صربيا ليأتي دورها، إلى درجة أن بعض الأطفال تعلموا اللغة الصربية لطول مكوثهم في المخيم، وأغلب العائلات في هذا المخيم هربت من النزاعات المسلحة في سوريا والعراق وأفغانستان، وخاضت مغامرات مرعبة، وأصبحت بلا مال يسمح لها باتخاذ مسالك أخرى باتجاه الاتحاد الأوروبي، وخيارهم الوحيد هو طلب اللجوء من المجر.