الأزهر والفاتيكان : نبذ الكراهية مفتاح السلام/«فرنسيس» و«تواضروس» يوقّعان بياناً تاريخياً لدعم وحدة الكاثوليك والأرثوذكس/الانتحار أو الانسحاب.. خيارات مقاتلي "داعش" بعد فقدان الموصل والرقة
السبت 29/أبريل/2017 - 09:42 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم السبت الموافق 29-4-2017
اليوم.. الحكم على متهمي "خلية وجدي غنيم"
تصدر محكمة جنايات القاهرة، اليوم السبت، حكمها في القضية المتهم فيها الإرهابي وجدي غنيم و7 آخرين من عناصر الإخوان الإرهابية، بتأسيس لجان نوعية بمنطقة عين شمس تستهدف ارتكاب أعمال عنف وإرهاب.
كانت النيابة العامة اتهمت فيه كلا من عبد الله هشام محمود حسين "22 سنة" طالب محبوس وعبد الله عيد فياض "21 سنة" طالب بالمعهد العالي للدراسات والتكنولوجيا محبوس وسعيد عبد الستار محمد سعيد 32 "هارب" ومجدي عثمان جاه الرسول "40 سنة" هارب ومحمد عصام الدين حسن بحر عبد المول "25 سنة" محام "محبوس" ومحمد عبد الحميد أحمد عبد الحافظ "34 سنة" مالك مطبعة "محبوس" وأحمد محمد طارق حسن الحناوي 29 سنة تاجر "محبوس" ووجدى عبد الحميد غنيم 64 سنة حاصل على بكالوريوس تجارة.
وأسندت النيابة العامة للمتهمين بأنهم في الفترة من عام 2003 وحتى أكتوبر 2015 قاموا بتأسيس جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة لتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، بأن أنشأوا وأسسوا، وتولى المتهم الأول، زعامة جماعة تدعو لتكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وتغير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتها واستباحة دماء المسيحيين ودور عبادتهم، واستحلال أموالهم وممتلكاتهم بهدف إخلال النظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.
(البوابة نيوز)
لقاء تضامن إسلامي - مسيحي في الأزهر
مثلت الزيارة الأولى للبابا فرنسيس إلى القاهرة أمس، رسالة لـ «ترسيخ التعايش والحوار بين الإسلام والمسيحية في مواجهة التطرف والإرهاب»، وحرص البابا على قيادة صلاة على أرواح الضحايا الأقباط جراء التفجيرات التي وقعت في الفترة الأخيرة، وحظي باحتفاء واسع رسمياً ودينياً، وأحيطت الزيارة التي تختتم اليوم بإجراءات أمنية مكثفة ..
وكان البابا فرنسيس وصل إلى مطار القاهرة ظهر أمس، واستقبله رئيس الحكومة شريف إسماعيل، وتوجه بعدها إلى قصر الاتحادية الرئاسي، والتقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وعقدا جلسة محادثات، قبل أن يتوجه البابا إلى الأزهر، حيث شارك مع شيخ الأزهر أحمد الطيب في الجلسة الختامية لمؤتمر السلام، وتوجه بعدها البابا بصحبة شيخ الأزهر إلى فندق الماسة في حي مدينة نصر (شرق القاهرة) حيث كان في انتظاره الرئيس السيسي، وأقيم للضيف حفل استقبال، وألقى والرئيس المصري كلمتين، قبل أن يتوجه إلى الكاتدرائية المرقسية في العباسية والتقى بطريرك الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني وترأسا صلاة على أرواح ضحايا الكنيسة البطرسية.
وأكد السيسي في كلمته خلال الحفل، على ما ترتبط به مصر والفاتيكان من علاقات ترتكز على إيمانٍ مشترك بالقيم الأخلاقية الرفيعة التي رسختها الأديان السماوية، لتكون دستوراً لتعايش البشر على الأرض في سلامٍ ومحبة، وأساساً لمنع الصراعات، التي لا تنشر سوى العنف والدمار بين أبناء الأسرة الإنسانية.
وأشار إلى أن العالم يشهد «أياماً يعلو فيها صوت العنف والكراهية، وتنطلق هجمات الإرهاب الأسود، تضرب في كل مكان من دون تمييز». ولفت إلى أن قوى الشرِّ تزعم ارتباطها بالدين الإسلامي العظيم «وهو منهم براء وهم منه نكراء... إن الإسلام الحق لم يأمر أبداً بقتل الأبرياء، إنما أمر بالتسامح والرحمة». وقال إن مصر تقف في الصفوف الأولى في مواجهة «هذا الشر الإرهابي، عاقدة العزم على هزيمته والقضاء عليه، وعلى التمسك بالوحدة وعدم السماح له بتفريقنا». وحرص السيسي على التأكيد مجدداً أن القضاء نهائياً على الإرهاب «يستلزم مزيداً من التنسيق والتكاتف بين القوى المحبة للسلام في المجتمع الدولي، وجهداً موحداً لتجفيف منابعه، وقطع مصادر تمويله، سواء بالمال أو المقاتلين أو السلاح، ويحتاج إلى استراتيجية شاملة، تأخذ في اعتبارها ليس فقط العمل العسكري والأمني، وإنما الجوانب التنموية والفكرية والسياسية كذلك، التي من شأنها هدم البنية التحتية للإرهاب، ومنع تجنيد عناصر جديدة للجماعات الإرهابية». ورأى أن تفعيل الحوار بين الفاتيكان والمؤسسات الدينية المصرية بعد سنوات من التوقف، «سيكون له أبلغ الأثر في تعضيد جهودنا من أجل تجديد الخطاب الديني وتقديم فكر ديني مستنير».
وأشاد البابا فرنسيس، باستقبال مصر ملايين اللاجئين ومحاولة دمجهم في المجتمع، مشدداً على أن دور مصر «لا غنى عنه في الشرق الأوسط وبين البلدان التي تبحث عن حلول للمشاكل الملحة، ولتفادي الانحدار في دوامة عنف أكثر خطورة». وعزا العنف الأعمى وغير الإنساني إلى «الرغبة الجامحة بالسلطة، وتجارة الأسلحة؛ والمشاكل الاجتماعية الخطيرة والتطرف الديني الذي يستخدم اسم الله لارتكاب مجازر ومظالم مريعة»، وأكد دعمه المساعي المصرية لـ «مصلحة السلام في البلاد وخارجها، بهدف الوصول إلى التنمية والازدهار والسلام المنشودة»، وطالب بـ «التبرؤ من أي أيديولوجية للشر والعنف ومن كل تفسير متطرف يرمي إلى إلغاء الآخر وإبادة التنوع من طريق التلاعب باسم الله والإساءة إليه. علينا أن نعلّم الأجيال الجدية. ونبه إلى أن التاريخ «لا يغفر لهؤلاء الذين ينادون بالعدالة ويمارسون الظلم، ولن يغفر للذين يتحدثون عن المساواة.
(الحياة اللندنية)
فرنسيس الأول: مستقبل البشر يعتمد على الحوار بين الأديان
أكد بابا الفاتيكان فرانسيس في كلمته خلال مؤتمر الأزهر العالمي للسلام ،أهمية تعليم الشباب وتلبية احتياجاتهم الأساسية من أجل نشر السلام، مبينا أن التعليم يسعى للارتقاء بالنفس والمشاركة الفعالة. وشدد على أهمية الهوية المنفتحة على الجميع والتي تسعى للحوار مع الحاضر دون أي إضرار، منتقدا العنف الذي يؤدي إلى الشر والعنف، مبينا رفض الرسالات الإلهية العنف وحرصها على كرامة الإنسان. وأوضح أن مستقبل البشر يعتمد على الحوار بين الأديان والثقافات وهو ما تقوم به لجنة الحوار بين الأزهر والفاتيكان وتقوم على أداء الواجب بشجاعة وإخلاص والحفاظ على الهوية بعيدا عن الغموض وعدم الصراحة مبيناً أننا نعمل بشجاعة مع الخلاف والذي لا يدعو إلى أي ضرر. وأكد البابا ضرورة رفض البربرية التي تدعو للعنف، داعيا إلى تنشئة الأجيال على الخير واعتماد استراتيجية كاملة لتحويل التنافسية إلى تعاون مع احترام الآخر.
وقال «إننا مسلمون ومسيحيون مدعون للمساهمة في التعاون في إطار من الأخوة وأننا كمسيحين ومسلمين أخوة ونعترف أننا مشاركون جميعا في مكافحة الشر الذي يهدد العالم»، مشدداً على أهمية الجهود لصنع السلام وليس للتسليح أو إثارة النزاعات ولابد أن نكون دعاة تصالح ولا ننشر الدمار وكذلك التعاون لإنهاء الفقر ووقف تدفقات السلاح التي تشجع العنف والسعي لنشر العوامل التي تساعد على وقف سرطان الحرب. وأعرب عن أمله في أن يعم الأمان أرض مصر وأن يساهم في صنع السلام من أجل شعب مصر الطيب وشعوب كل دول الشرق الأوسط».
وأشار إلى أهمية التفرقة بين الدين والسياسة، مؤكداً أن الدين ليس المشكلة بل جزء من حل المشكلة وطالب بازدهار الأديان من جديد لنتعلم كيف نبني الحضارة مشيرا لرفض الدين لكل أشكال العنف والكراهية.
وأعلن بابا الفاتيكان رفضه أي أعمال ترتكب باسم الدين وأن قدسية الحياة البشرية ترفض أي عنف ديني أو نفسي أو تربوي فالإيمان ينبع من حب الله وحب الآخر بعيدا عن الكراهية.
ولفت إلى مسؤولية رجال الدين في كشف العنف الذي يظهر ويقدم نفسه تحت غطاء ديني، مطالبا بكشف حقيقة ذلك وكل صور الكراهية التي تعارض حقيقة كل الأديان التي تدعو للسلام ونبذ أي شكل من أشكال العنف باسم الدين.
وجدد البابا رفضه الواضح لأي شكل من أشكال العنف والانتقام والكراهية التي ترتكب باسم الدين، مؤكدا قدسية كل حياة بشرية بعيدا عن أي نوع من أشكال العنف.
وقال في ختام كلمته «الدين مدعو إلى نشر السلام دون التخلي عن الأدوات المساعدة للوصول إلى التصالح ولا بد أن نطلب من الله أن يهبنا السلام ونستطيع الحوار وأن نصل إلى الوئام والتعاون والصداقة».
(الاتحاد الإماراتية)
الأزهر والفاتيكان : نبذ الكراهية مفتاح السلام
أكد أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أهمية العمل على تنقية صورة الأديان مما علق بها من فهم مغلوط، وتدين كاذب، يؤجج الصراع ويبث الكراهية ويبعث على العنف. جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام، بحضور قداسة البابا فرنسيس، ومشاركة أمل عبد الله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة للتسامح، وعدد من القيادات الدينية حول العالم، من بينهم القس أولاف فيكس، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، والقس الدكتور جيم وينكلر، الأمين العام للمجلس الوطني للكنائس بالولايات المتحدة، والأنبا بولا ممثلاً عن البابا تواضروس الثاني، والبطريريك برثلماوس الأول، رئيس أساقفة القسطنطينية، ومحمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.
وشدد الطيب على أنه لا حل للمشكلات التي يعانيها العالم إلا من خلال إعادة الوعي برسالات السماوات، ونشر القيم الأخلاقية والإنسانية، وإبراز قيمة السلام والعدل والمساواة، واحترام الإنسان مهما كان دينه أو عرقه.
وقال: «إن تجارة السلاح وتسويقه، وضمان تشغيل مصانع الموت، سبب غياب السلام في العالم»، مشيراً إلى أن السلام العالمي أصبح الفردوس المفقود، على الرغم من كل المتاجرات العالمية. وطالب في كلمته خلال مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، بتنقية صور الأديان مما علق بها من أشياء تحث على العنف، والتأكيد على القيم الأخلاقية بالأديان، وإبعاد أية دعاوى للعنف أو الإرهاب، وقال: «ليس الإسلام أو المسيحية أو اليهودية دين إرهاب، وكل الأعمال التي يتم القيام بها باسم تلك الأديان، بعيدة عن قيم تلك الأديان، منتقداً ما يتعرض له الفلسطينيون من ممارسات، مشيراً إلى أهمية زيارة البابا فرنسيس لمصر، وعقد مؤتمر الأزهر العالمي للسلام في ظل ضياع السلام في العديد من الدول بسبب الصراعات».
وانتقد الطيب تجاهل الحضارة الحديثة للقيم الدينية، وأهمها قيم الأخوة والتعارف بين الناس.وأكد ضرورة تنقية صورة الأديان مما علق بها من مفاهيم مغلوطة، وتطبيقات مغشوشة وتدين كاذب، يؤجج الصراع ويبث الكراهية، ويبعث على العنف، وألاَّ نحاكم الأديان بجرائم قلة عابثة من المؤمنين بهذا الدين أو ذاك، فليس الإسلام دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين به سارعوا لاختطاف بعض نصوصه، وأولوها تأويلاً فاسداً، ثم راحوا يسفكون بها الدماء، ويقتلون الأبرياء، ويروعون الآمنين، ويجدون من يمدّهم بالمال والسلاح والتدريب.
وأشار إلى أن المسيحية ليست دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين بها حملوا الصليب وراحوا يحصدون الأرواح، لا يفرقون بها بين رجل وامرأة وطفل، ومقاتل وأسير، وليست اليهودية دين إرهاب، بسبب توظيف تعاليم موسى عليه السلام في احتلال أراضي راح ضحيتها الملايين من أصحاب الحقوق، من شعب فلسطين المغلوب على أمره.
ولفت إلى أن الحضارة الأوروبية ليست حضارة إرهاب، بسبب حربين عالميتين اندلعتا في قلب أوروبا، وراح ضحيتهما أكثر من 70 مليون قتيل، ولا الحضارة الأمريكية حضارة إرهاب، بسبب ما اقترفته قنابلها من تدمير البشر والحجر في هروشيما ونجازاجي.. هذه كلها انحرافات عن نهج الأديان ونهج الحضارات، وهذا الباب من الاتهامات لو فتح كما هو مفتوح على الإسلام الآن، فلن يسلم دين أو نظام أو حضارة ولا تاريخ من تهمة العنف والإرهاب.
وأعرب شيخ الأزهر عن تقديره لتصريحات البابا المنصفة، التي تدفع عن الإسلام والمسلمين تهمة الإرهاب، مشيراً إلى أنه التمس فيها الحرص على احترام العقائد والأديان ورموزها، والوقوف معاً في وجه من يسيء إليها، ومن يوظفها في إشعال الصراع بين المؤمنين.
وشدد على حرص الأزهر للسعي من أجل التعاون في مجال الدعوة إلى ترسيخ فلسفة العيش المشترك، واحترام عقائد الآخرين، والعمل معاً في مجال متفق عليه بين المؤمنين بالأديان، ودعا إلى الحفاظ على الكيان الأسري، مما يتربص به من انحراف الأخلاق وكيانات البحث العلمي.
وثمن قداسة البابا فرنسيس؛ بابا الفاتيكان، الدور الكبير الذي لعبه الأزهر الشريف وشيخه على التفكير في عقد مؤتمر دولي للسلام، يلتقي فيه علماء الإسلام ورجال الدين المسيحي، لبحث وسائل مواجهة العنف وثقافة الكراهية، مؤكداً أن مصر أرض التاريخ والحضارة، وشدد على أهمية تعليم الشباب وزيادة جرعة الوعي بالمستقبل لديهم، مؤكداً أنه لا سلام بدون تعليم جيد للأجيال الجديدة، لحمايتهم من العنف وثقافة الكراهية.
وقال البابا فرنسيس، خلال كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي للسلام الذي تنظمه مؤسسة الأزهر الشريف، ولجنة حكماء المسلمين، إن حكمة الأديان تظهر بوضوح في مساعدة الآخرين وإنقاذهم، وتشجيعهم على الحوار والتلاقي والتفاهم، مشيراً إلى أن التعليم والوعي يسعيان إلى المشاركة الحقيقية بين المختلفين، والجهل يقود دائماً إلى الصدام والصراع، مشدداً على أن مستقبل الشعوب التي تختلف عقائدها يتوقّف على الحوار والتفاهم.
ولفت البابا إلى حرص الفاتيكان على الحوار مع الأزهر من خلال لجنة الحوار المشتركة بين المؤسستين الكبيرتين، مثمناً روح التسامح والمسؤولية التي تسود الحوار، وتهدف إلى الارتقاء بالعلاقة والتصدي لكل صور الخروج على قيم المسيحية والإسلام، وقال: «لا يمكن بناء حوار على الغموض، بل الحوار المفيد والمثمر يقوم على الصراحة والوضوح، فثقافة الحوار يجب أن تقوم على الصراحة والشجاعة في الاختلاف».
وشدد بابا الفاتيكان على ضرورة رفض كل استراتيجية تقوم على العنف، مشيراً إلى أن ثقافة السلام تقوم على الإخلاص في النوايا، وتنقية الهواء من ثقافة الكراهية التي يروّج لها البعض، وقال: «نحن جميعاً مدعون للمساهمة في بناء الحوار وتشجيعه؛ لأننا أصحاب مصير واحد. تعيشون في مصر على أرض مشتركة».
وأعرب عن أسفه لبروز «شعوبيات غوغائية لا تساعد بالطبع في تعزيز السلام والاستقرار». وأضاف: «ما من تحريض على العنف يضمن السلام، وأي عمل أحادي لا يولد عمليات بناء مشتركة، إنما هو في الواقع هدية لدعاة التطرّف والعنف».
(الخليج الإماراتية)
«برلمان 30 يونيو على خطى الإخوان».. يشتبك مع القضاء والإعلام والأزهر.. يتهم الإعلاميين.. يعدل قانون الهيئات القضائية وطريقة اختيار الإمام بالمخالفة للدستور.. ويضرب باستقلالية المؤسسات عرض الحائط
عندما تسلقت جماعة الإخوان المسلمين لحكم مصر في أعقاب ثورة 25 يناير، لم تسع لأن يكون لها ظهير مساند، فشرعت في الطعن في كل مؤسسات الدولة، بعد أن تخيلت الجماعة أن لها شعبية بما روجه المنتمون لها وانتهى الأمر بها بأن ما كانت تتخيله قوة لم يكن سوى شعبية زائفة.
ولم ينج القضاء أو الإعلام والداخلية والأزهر الشريف من سهام جماعة الإخوان، مما جعلها محط رفض الشعب المصري بالكامل إلى أن خرجت ثورة 30 يونيو وأزاحت هذه الجماعة.
درس لم يتعلمه برلمان 30 يونيو
ويبدو أن برلمان 30 يونيو لم يتعلم الدرس، مِن أن مَن يعادي الجميع لن يكتب له النجاح، فدأب برلمان الدكتور علي عبد العال، منذ أولى جلساته في يناير قبل الماضي، على مهاجمة الإعلام، ووصل الأمر إلى اتهام الإعلاميين بالعمالة والخيانة، وكثير من الصحف تم مصادرة أعداد منها، فضلا عن وقف برامج تليفزيونية لم يرق مقدموها لأعضاء البرلمان.
اتهامات بالعمالة
عداء البرلمان للإعلام لم يكن لتجاوزات ممنهجة ضد الدولة كما ادعى الدكتور علي عبد العال ونوابه خصوصا من أعضاء ائتلاف دعم مصر، لكن كان العداء في صورة انتقامية من وسائل الإعلام، التي فقط تقوم بدورها في انتقاد بعض سياسات البرلمان.
ولم يفوت "عبد العال"، وعدد من النواب، فرصة أو مناسبة، إلا وصب سخطه وهجومه على وسائل الإعلام بكافة أشكالها، ووصل الأمر به إلى أن حمل الإعلام مسئولية بعض الحوادث الإرهابية التي شهدتها مصر في الفترة الأخيرة.
استهداف القضاء
لم يتوقف صدام برلمان علي عبد العال عند الإعلام، بينما وصل الأمر إلى القضاء، بالرغم من الإشادات المتكررة من المجلس بنزاهة واستقلالية القضاء، إلا أنه يبدو أن البرلمان ينطبق عليه مقولة "اسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك استعجب"، ففي الوقت الذي يتغنى فيه البرلمان بنزاهة واستقلالية القضاء، لم يعط المجلس لنفسه فرصة لمراجعة أصحاب الشأن في القانون الخاص بهم، وتم تمرير القانون بدون الرجوع للهيئات القضائية.
ولم يفكر البرلمان في تصحيح الموقف، بينما لم يلتفت كذلك لملاحظات مجلس الدولة والتي كانت واضحة بأن كافة التعديلات التي أدخلت على القانون جاءت بالمخالفة لنصوص الدستور، وتتعارض مع مبدأ استقلال القضاء، وكذا مبدأ الفصل بين السلطات.
وتم تمرير القانون، دون الأخذ بمطالب عدد كبير من أعضاء المجلس بالتصويت على القانون نداء بالاسم، إعمالا للائحة البرلمان، خصوصا وأن القانون من القوانين المكملة للدستور، التي تستوجب موافقة ثلثي الأعضاء.
الضرب في الأزهر
ويجهز البرلمان معركة أخرى مع الأزهر الشريف، بطلها هذه المرة النائب محمد أبو حامد، الذي تقدم بمشروع قانون الأزهر الشريف، يعطي الحق لرئيس الجمهورية في اختيار شيخ الأزهر، بل ومحاسبته، بالمخالفة للدستور الذي نص كذلك على استقلالية مؤسسة الأزهر.
(فيتو)
مقتل ٦ أشخاص فى اشتباكات بين «إرهابيين» وقبائل بشمال سيناء
تجددت، أمس، الاشتباكات بين أبناء قبائل سيناء، بقيادة قبيلة الترابين، وأعضاء تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى، فى منطقة جنوب مدينة رفح، ما أسفر عن مقتل ٦ أشخاص من الجانبين.
قالت المصادر وشهود العيان إن العناصر التكفيرية زرعت عبوة ناسفة فى منطقة البرث، جنوب مدينة رفح، حيث انفجرت، مسفرة عن مقتل أحد أبناء القبائل، ثم قامت هذه العناصر بشن هجوم ثان على منزل لأحد أبناء القبائل فى منطقة العجرا، جنوب مدينة رفح، ووقعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل أحد أبناء القبائل، و٤ عناصر تكفيرية.
إلى هذا أصدر أبناء القبائل بيانًا نفوا فيه مقتل ٤٠ منهم فى السيارة المفخخة التى انفجرت فى تجمع لأبناء القبائل، قبل عدة أيام فى منطقة البرث جنوب مدينة رفح.
وفى بنى سويف، تقدم المحافظ المهندس شريف حبيب، الجنازة العسكرية للملازم أول أحمد سيد سعد، من قرية الشناوية مركز ناصر، الذى استشهد فى حادث إرهابى فى العريش بشمال سيناء، بحضور اللواء عادل تونسى، مساعد وزير الداخلية، مدير الأمن، والعقيد محمود بشير، المستشار العسكرى للمحافظة.
وخرج الجثمان ملفوفاً بعلم مصر، وطافت الجنازة العسكرية الميدان قبل أن يصل جثمان الشهيد قرية الشناوية، مسقط رأسه، وردد المشاركون فى الجنازة هتافات مناهضة للإرهاب، وطالبوا بالقصاص.
(اليوم السابع)
البابا فرنسيس يدعو إلى الانفتاح بين الأديان... ووقف العنف والبربرية
حظي البابا فرنسيس، في زيارته الأولى إلى مصر، بحفاوة رسمية ودينية وشعبية كبيرة، وأطلق دعوة إلى الانفتاح والحوار بين الأديان، مشدداً على ضرورة «وقف العنف والبربرية»، وسط إجراءات أمنية تولاها الجيش المصري لتأمين الزيارة التي تُختتم اليوم.
وهبطت طائرة البابا فرنسيس في مطار القاهرة الدولي ظهر أمس، حيث كان في استقباله رئيس الحكومة شريف إسماعيل وعدد من قيادات الطائفة الكاثوليكية في مصر، وتوجه بعدها إلى قصر الاتحادية الرئاسي، وكان في استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسي حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمية وعزف السلام الرسمي، دخل بعدها السيسي والبابا فرنسيس إلى بهو القصر حيث صافحا وفدي البلدين، وعقدا جلسة محادثات، أعقبتها محادثات موسعة ضمت وفدي البلدين، وفقاً للناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، الذي أوضح أن السيسي، رحب خلالها بالبابا، مشيداً بحرصه على إتمام الزيارة «المهمة التي توجه رسائل عدة وعميقة الدلالة، في وقت عصيب يمر به العالم كله».
وأكد البابا فرنسيس «أهمية الدور الذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط، وجهودها من أجل التوصل إلى تسويات للمشاكل الملحة والمعقدة التي تتعرض لها المنطقة والتي تتسبب في معاناة إنسانية كبيرة للبشر». وأشار إلى دعمه لجهود مصر في «وقف العنف والإرهاب، فضلاً عن تحقيق التنمية».
وذكر السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء البحث في «سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات بين مصر والفاتيكان، وعرض السيسي عدداً من الملفات، مشيراً إلى ما يتحمله الشعب المصري من أعباء في إطار مواجهة التطرف والإرهاب، مؤكداً أن مصر ستظل دوماً مستعدة للاضطلاع بدورها كنموذج للإسلام المعتدل».
وأكد السيسي أن المصريين المسيحيين «هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المصري، وأن الدولة تتعامل مع أبناء مصر كافة على أساس المواطنة والحقوق الدستورية والقانونية، فضلاً عن ترسيخ ثقافة المساواة والانتماء الوطني، الأمر الذي حصّن مصر بنسيج اجتماعي متين تمكنت بفضله من دحر قوى التطرف والظلام».
وأشار البيان الرئاسي إلى أن السيسي والبابا فرنسيس تبادلا في ختام اللقاء الميداليات التذكارية، حيث قدم البابا ميدالية تذكارية أصدرها الفاتيكان بمناسبة زيارته إلى مصر، تم فيها إبراز لجوء العائلة المقدسة إلى مصر، بينما قدم السيسي لوحة تذكارية تُمثل احتفاء مصر بالعائلة المقدسة على أرضها.
وعقب ذلك توجه البابا فرنسيس إلى مشيخة الأزهر حيث كان في استقباله وكيل الأزهر عباس شومان، قبل أن يشارك مع شيخ الأزهر أحمد الطيب في الجلسة الختامية لمؤتمر السلام الذي نظمه الأزهر.
وألقى شيخ الأزهر كلمة دعا في بدايتها إلى الوقوف دقيقة صمت على ضحايا الإرهاب في مصر والعالم، قبل أن يرحب بـ «الضيف والأخ البابا فرنسيس»، وألقى الطيب بمسؤولية المآسي التي يعيشها العالم خلال الفترة الأخيرة على «تجارة السلاح وتسويقه وضمان تشغيل مصانع الموت»، منتقداً «تجاهل الحضارة الحديثة للقيم الدينية»، ورأى أنه لا حل إلا «إعادة الوعي بالرسالات السماوية»، مشيراً إلى أن الأرض باتت «ممهدة لأن تأخذ الأديان دورها في إبراز قيم السلام»، قبل أن ينبه إلى ضرورة «تصحيح صورة الأديان... وألا نحاكم الأديان بمسؤولية جرائم قلة عابثة»، مشدداً على أن الأزهر «لا يزال يعمل على تعزيز التعاون بين الأديان، وترسيخ فلسفة التعايش والعمل معاً بين المؤمنين بالأديان».
وألقى البابا فرنسيس كلمة أمام المؤتمر بدأها بـ «السلام عليكم»، منبهاً إلى أنه «لن يكون هناك سلام من دون تعليم جيد للشباب يعتمد على تشكيل الهوية غير المنغلقة على نفسها والانفتاح على الجميع». وشدد على أننا «مقتنعون بأن مستقبلنا جميعاً يعتمد على الحوار بين الأديان والثقافات»، موضحاً أنه «لا يمكن بناء حوار على الغموض وغياب الصراحة، مع ضرورة الشجاعة على الاختلاف لأن اختلاف الدين لا يعني وجود عداوة، نحن مقتنعون بأن الخير يجب أن يطاول جميع الأطراف»، داعياً إلى «إستراتيجية لتحويل التنافسية إلى تعاون، فلا يوجد بديل عن اللقاء والحوار»، مشدداً على ضرورة «وقف البربرية والعنف وتنشئة الأجيال على زيادة الخير».
وقال: «نحن منفتحون مسلمين ومسيحيين للمساهمة في ذلك الأمر... نحن نعيش على أرض الإله نفسه لذلك يمكن أن نسمي أنفسنا أخوة وأخوات»، وشدد على ضرورة «أن يتكرر رفضنا الواضح ضد أي شكل من أشكال العنف الذي يرتكب باسم الدين أو باسم الله». قائلاً: «الله هو السلام». وأضاف: «نحن مسؤولون عن العنف الذي يقدم نفسه تحت إطار ديني، ولا بد من الحديث بين الدين والسياسة»، مشيراً إلى أن «الدين ليس هو المشكلة بل هو حل المشكلة». وشدد البابا على أن مستقبل البشرية يعتمد على الحوار بين الثقافات المختلفة.
وعقب انتهاء كلمته توجه البابا فرنسيس بصحبة شيخ الأزهر إلى أحد الفنادق في حي مدينة نصر (شرق القاهرة) حيث كان في انتظاره الرئيس السيسي، وأقيم للضيف حفل استقبال، قبل أن يتوجه إلى الكاتدرائية المرقسية في العباسية حيث التقى بطريرك الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني وترأسا صلاة لأرواح ضحايا الكنيسة البطرسية.
وأحيطت الزيارة بإجراءات أمنية مكثفة، حيث عهد إلى الجيش تأمين البابا، وكثفت أجهزة الأمن من إجراءاتها في محيط الكنائس، خشية تعرضها لأي اعتداء، وأغلقت الطرق المحيطة بسفارة الفاتيكان في حي الزمالك، أمام حركة السير، وانتشر فيها عدد كبير من عناصر الشرطة والجيش، وكان الناطق باسم الجيش أعلن قبل وصول البابا، الانتهاء من إجراءات التنسيق مع أجهزة الشرطة لتأمين زيارة البابا والوفد المرافق له، مشيراً إلى أن عناصر الجيش رفعت درجة الاستعداد والانتشار، ونفذت عدداً من المكامن والدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة لتهيئة المناخ الملائم للأمن والاستقرار خلال الأنشطة والفعاليات التي من المقرر أن يشارك فيها البابا مع إحكام السيطرة الأمنية الكاملة على الطرق والمحاور الرئيسية باستخدام أحدث الأنظمة والوسائل التكنولوجية الحديثة.
وكان البابا فرنسيس أكد لصحافيين رافقوه على طائرته أن زيارته إلى مصر هي «رحلة وحدة وإخوة»، مشيراً إلى أن «هناك انتظارات خاصة (من هذه الزيارة)، لأن الدعوة جاءت من الرئيس المصري ومن بطريرك الأقباط الكاثوليك ومن إمام الأزهر الأكبر، إنها رحلة وحدة وإخوة». وتابع أنها تستغرق «أقل من يومين لكنها مكثفة للغاية».
(الحياة اللندنية)
«فرنسيس» و«تواضروس» يوقّعان بياناً تاريخياً لدعم وحدة الكاثوليك والأرثوذكس
وقع البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أمس، بيانًا تاريخياً مشتركاً لدعم وحدة الكنيستين وترابطهما، يقضى بقبول معمودية الكاثوليك والأرثوذكس والاعتراف بها وعدم الحاجة إلى إعادة المعمودية، كما قام البابا فرنسيس الأول بوضع الورود على لوحة شهداء البطرسية وشارك فى صلاة مسكونية جمعت كل الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية.
وقال بابا الفاتيكان فى كلمته: «لقد احتفلنا مؤخرًا بعيد القيامة المجيد، محور الحياة المسيحية، وحظينا هذه السنة بنعمة الاحتفال به فى نفس اليوم. فقمنا هكذا وبتآلف بإعلان بشارة القيامة، إذ عشنا، بشكل ما تجربة التلاميذ الأولين، الذين معًا فى ذلك اليوم (ابتهجوا لرؤية الرب)، وقد اغتنى هذا الفرح الفصحى اليوم بنعمة السجود سويًا للرب القائم من بين الأموات بالصلاة».
ووجه بابا الفاتيكان حديثه للبابا تواضروس قائلا: «إنى ممتن للغاية، فبمجيئى إلى هنا كزائر كنت على يقين من أنى سأحصل على بركة أخ ينتظرنى، وكان التطلع عظيما إلى أن نلتقى مجددًا، وفى الواقع فإنى أحتفظ فى قلبى بذكرى حية لزيارة قداستكم إلى روما بعد فترة وجيزة من انتخابى يوم ١٠ مايو ٢٠١٣م، هذا التاريخ الذى أصبح، على نحو سعيد، مناسبة نحتفل فيها كل عام بيوم الصداقة القبطية الكاثوليكية».
من جانبه قال البابا تواضروس: «باسم أعضاء المجمع المقدس وكل الهيئات الكنسية نرحب بقداستكم فى بلدنا مصر، بلد التاريخ والحضارة حيث يلتقى الغرب بالشرق منذ فجر التاريخ، حيث يجرى نهر النيل الخالد فى وسط أرضنا الطيبة ليشرب كل المصريين منه الوسطية والاعتدال، أرحب بكم فى مصر شرقًا وغربًا، أرحب أيضًا بقداستكم فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية مهد الحياة الرهبانية، أم الشهداء ملهمة مدرسة الإسكندرية، منارة اللاهوت فى التاريخ!».
وأضاف: «زيارتكم اليوم هى خطوة جديدة على طريق المحبة والتآخى بين الشعوب، فأنتم رمز من رموز السلام فى عالم صاخب بالصراعات والحروب، عالم يتوق لجهود مخلصة فى نشر السلام والمحبة ونبذ العنف والتطرف، فأهلاً بكم فى أرض مصرنا الحبيبة، التى تدفع كل لحظة ضريبة الدم من زكى الدماء وزهرة الشباب لأجل أن تبقى أرض السلام للجميع، فمرحبًا بقداستكم بابا السلام فى أرض السلام».
وتابع: «إننا إذ نستقبلكم اليوم فى الدار البطريركية وبمزيج من المحبة والسعادة، نتذكر حفاوة قداستكم وكرم ضيافتكم إبَّان زيارتنا لحاضرة الفاتيكان منذ أربع سنوات، إذ وجدنا رجلًا مملوءا بروح الله، ولمسنا - والوفد المرافق لنا- جهدكم الحثيث المبارك فى سبيل تضفير وتوثيق العلاقات بين اثنين من أقدم الكراسى الرسولية، كرسى بطرس وكرسى مرقس، وهو ما يستحق كل إعزاز وإجلال».
وقال البابا تواضروس: «لم يكن اختيارنا للعاشر من مايو ٢٠١٣ محض صدفة، وإنما حرصنا أن تكون هذه الزيارة فى نفس اليوم الذى زار فيه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث سلفكم الحبر الرومانى بولس السادس فى ١٩٧٣، وهو ما كان تأسيسًا لتقليد سنوى، هو يوم المحبة الأخوية، إذ نقيمه ونحييه بالتبادل بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، حيث نصلى سويًا، ونتبادل الرؤى ونتشارك طعام المحبة».
وأضاف: «كما أن لتاريخ زيارتكم اليوم دلالة روحية، فإن قدومكم فى أيام الفصح المقدسة وحوارنا اليوم يستدعى إلى الأذهان قصة تلميذى عمواس، حيث يقول الكتاب «وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِى مَعَهُمَا» (لو١٥:٢٤)، إن حوار الكنائس الشرقية مع الكنيسة الكاثوليكية يحتفل هذه السنة بعامه الخامس عشر يسوده ويجمع كل أعضائه قناعة واحدة هى وصية الرب الإله عندما قال: «بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِى: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ». (يو٣٥:١٣)،
(المصري اليوم)
الانتحار أو الانسحاب.. خيارات مقاتلي "داعش" بعد فقدان الموصل والرقة
«البنتاجون» يؤكد أن هجماته بالطائرات على «داعش» أسفرت عن قتل 11 ألف مقاتل
التنظيم فقد 60% من المساحات المأهولة بالسكان الواقعة تحت سيطرته بالعراق وسوريا
تراجع واردات النفط مليار دولار دفع التنظيم إلى الاعتماد على الضرائب بنسبة 45%
استعرضنا فى المقال السابق المبررات التى قد تؤدى إلى زيادة وتيرة عمليات العنف فى مصر خلال الفترة الممتدة حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومستهدفات العنف من أقباط وكمائن أمنية ومؤسسات أمنية، واحتمالات بناء تحالفات جديدة بين الجماعات المتطرفة المسلحة، وما يرتبط بذلك من تحديات على أصعدة الأمن والفكر والسياسة وغيرها.
وسوف نتناول فى المقال التالى الظروف الحالية التى يمر بها الآن تنظيم الدولة الإسلامية.
كان التنظيم قد أعلن رسميا على لسان متحدثه الإعلامى فى 29 يونيو 2014 تغيير اسمه إلى «الدولة الإسلامية» بدلا من «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، بعد أن تمكنت القوات العراقية النظامية والميليشيات المساندة لها من دخول مناطق شرق الموصل بدعم جوى ولوجيستى أمريكى كثيف والاستعداد لتحرير المناطق الغربية بما فيها المدينة القديمة فى الأشهر المقبلة، فأصبح مقاتلو الدولة الإسلامية محاصرين تقريبا من الشرق والجنوب، بينما القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة تستعد للاقتراب من الرقة داخل الحدود السورية.
الاستراتیجیة الأمریکیة ضد داعش
تقوم الاستراتيجية الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية أو دولة الخلافة أو داعش، على أساس واضح وضعه الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وتهدف إلى «تقليص قوة التنظيم وإضعافه وهزيمته هزيمة تامة»، ويتم ذلك من خلال «العمل باستخدام قوات شركاء محليين، ومع هذه القوات، ومن خلالها» مع تجنب أن تشترك القوات الأمريكية بصورة مباشرة فى القتال الدائر على الأرض، وذلك لتجنب وقوع خسائر بشرية.
ومع ذلك فإن أوباما اضطر خلال عامى ٢٠١٥ و٢٠١٦ وحتى انتهاء مدته الرئاسية الأخيرة إلى زيادة عدد قواته ومستشاريه العسكريين فى العراق وسوريا لتحقيق أفضل النتائج العسكرية الممكنة.
وقد زاد عدد القوات الأمريكية خصوصا فى قطاع القوات الخاصة عالية المهارات وفى قطاع التدريب المتقدم على الأعمال القتالية المضادة للإرهاب.
ومن الضرورى الإشارة هنا إلى أن الضربات الأمريكية ضد داعش أو تنظيم الدولة الإسلامية أو دولة الخلافة لم تقتصر على العراق وسوريا، وإنما امتدت إلى ليبيا واليمن.
ففى ليبيا شنت الطائرات الأمريكية غارات لمساندة جماعات مسلحة محلية أو القوات الليبية ضد مواقع يعتقد أنها كانت لتنظيم الدولة الإسلامية فى أجدابيا ودرنة وصبراتة وسرت.
وقد رفض أوباما زيادة قوات التدخل الأمريكى فى ليبيا ووجه قيادات القيادة الإفريقية للولايات المتحدة بالاعتماد أكثر على الحلفاء المحليين فى ليبيا بدلا من زيادة عدد القوات.
كذلك قامت القوات الأمريكية بعمليات عديدة ضد من يعتقد أنها جماعات مرتبطة بتنظيمى القاعدة والدولة الإسلامية فى مناطق حضرموت وأبين والمكلا واستهداف قيادات هذه الجماعات بشن هجمات باستخدام طائرات بدون طيار. وعلى الرغم من الحديث عن تغير الاستراتيجية الأمريكية تجاه تنظيم دولة الخلافة أو داعش بعد مجىء الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، فإن الشواهد كلها تشير إلى أن مثل هذا التغيير هو مجرد رغبة لا أكثر لدى بعض شركاء الولايات المتحدة فى سوريا.
ومن الناحية العملية لم يظهر الرئيس الأمريكى الجديد حتى الآن أى مؤشر على تغيير استراتيجية الولايات المتحدة فى سوريا والعراق، باستثناء أنه وسع دائرة المنظمات الإرهابية المستهدفة ليشمل كل الجماعات الإسلامية المتطرفة وليس داعش فقط. وقد وجه الرئيس الأمريكى إلى قيادات وزارة الدفاع الأمريكية طلبا بوضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب تهدف إلى «هزيمة الدولة الإسلامية» وهو الهدف النهائى نفسه الذى تضمنته استراتيجية أوباما.
ومع ذلك فإن الرئيس الأمريكى الجديد يسعى إلى إقناع بعض حلفائه فى الشرق الأوسط بأنه سيضرب المنظمات الإرهابية بعصا غليظة على العكس من سلفه المتهم بالتخاذل فى الحرب ضد الإرهاب.
ومن أجل أن يدلل ترامب على نهجه الجديد فإن قوات المارينز قامت بعملية إنزال كبيرة فى مدينة البيضاء اليمنية وتمكنت من قتل عدد من المتهمين بأنهم من قيادات تنظيم القاعدة فى اليمن، وهى العملية التى راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين الإبرياء منهم أطفال.
وفى الحقيقة فإن التغيير الذى يتحدث عنه ترامب يمثل مجرد تغيير «شكلي» فى الأداء أو فى «أسلوب الأداء» ولا يمتد إلى عصب ومكونات الإستراتيجية التى تبناها من قبله أوباما ولا إلى أهدافها، فلا تزال الإستراتيجية كما هى تهدف إلى تقليص قوة التنظيم سعيا إلى هزيمته، ولا يزال دور القوات الأمريكية فيها هو مجرد إسناد الحلفاء المحليين لتحقيق هذا الهدف والبعد عن التورط المباشر فى القتال بشكل عام.
وتقدر وزارة الدفاع الأمريكية أن الهجمات بالطائرات ضد قوات تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا حتى يناير ٢٠١٧ (أى حتى نهاية فترة الرئيس أوباما) أسفرت عن قتل أكثر من ١١ ألفا من قوات التنظيم (ما يقرب من ثلث القوة البشربة المقاتلة للتنظيم) إضافة إلى تدمير جزء كبير من بنيته الأساسية المادية والتنظيمية.
الوضع الحالي لـ"داعش" على الأرض
تختلف تقديرات الوضع على الأرض بعد العمليات العراقية ضد داعش فى العراق، والعمليات العسكرية الكردية والحكومية السورية والتركية والروسية فى سوريا. وسوف نعتمد هنا على تقارير وشهادات المؤسسات الرسمية الأمريكية المقدمة للكونجرس، وكذلك على تقارير أهم مراكز الدراسات المتخصصة فى معلومات ودراسات مكافحة الإرهاب على مستوى العالم.
ونشير هنا بشكل خاص إلى شهادات وزير الخارجية الأمريكية الحالى ريكس تيلرستون أمام لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ الأمريكى (١١ يناير ٢٠١٧) وبيانات وزارة الدفاع الأمريكية، ودراسة مقدمة إلى الكونجرس الأمريكى فى ٢ فبراير ٢٠١٧ إضافة إلى دراسات وتقديرات المركز الأوروبى لتحليل (دراسات) الإرهاب وتقارير «مجموعة سوفان» الدولية وتقارير المركز الوطنى الأمريكى لمكافحة الإرهاب. وتتوقف هذه التقديرات زمنيا عند نهاية يناير من العام الحالي، وربما إلى النصف الأول من فبراير٢٠١٧.
خسارة الأراضي: كان تنظيم داعش قد بلغ أوج قوته بعد استيلائه على الموصل ثانى أكبر مدن العراق فى يونيو عام ٢٠١٤. لكن سيطرة التنظيم على الموصل كانت بمثابة نقطة انقلاب فى مصير التنظيم، إذ بدأت قوات التحالف الدولى والقوات العراقية والميليشيات بما فى ذلك قوات الحشد الشعبى (الشيعية) وقوات الحشد الوطنى (السنية) التحضير لخطة لتقليص نفوذ التنظيم فى كل أنحاء العراق. وخلال الفترة بين عامى ٢٠١٥ وفبراير عام ٢٠١٧ خسر التنظيم عددا من مواقعه الرئيسية والمهمة من الناحية الاستراتيجية والمعنوية، وشمل ذلك مدن تكريت والفلوجة والرمادى وبيجى وسنجار وشرق الموصل (بما فى ذلك مطار الموصل الرئيسي) فى العراق وكوبانى والباب فى سوريا إلى جانب مواقع مهمة خسرها جزئيا فى الرطبة على الحدود العراقية الأردنية ومناطق فى شمال غرب حلب فى سوريا ومدينة تدمر وبعض المناطق الأخرى فى شرق سوريا حيث كانت توجد أهم مواقع آبار البترول والغاز.
وتشير التقديرات الموثوقة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية خسر خلال العام ٢٠١٥ ما يقرب من ١٤٪ من المساحات المأهولة بالسكان التى كان يسيطر عليها. وفى العام التالى تضاعفت نسبة الخسارة إلى ٣٠٪ تقريبا، إذ انخفضت المساحات الكلية التى كان التنظيم يسيطر عليها فى كل من العراق وسوريا إلى نحو ٦٠ ألف كم٢ فى ديسمبر ٢٠١٦ مقابل ٧٨ ألف كم٢ فى يناير من العام نفسه. وطبقا لتقديرات الكونجرس الأمريكى فإن تنظيم الدولة الإسلامية خسر ما يقرب من ٦٠٪ من المساحات المأهولة بالسكان التى كان يسيطر عليها منذ ذروة سيطرته فى عام ٢٠١٤ حتى يناير ٢٠١٧. وكانت خسائر التنظيم أقل فى سوريا، حيث خسر مقاتلو التنظيم نحو ٣٠٪ من المساحات التى كانوا يسيطرون عليها. ولم تتوقف خسائر التنظيم على الرقعة التى يسيطر عليها فى سوريا والعراق وإنما امتدت هذه الخسائر إلى ليبيا حيث تم طرد التنظيم (تقريبا) من مدينة سرت الاستراتيجية فى ديسمبر عام ٢٠١٦.
وعلى الرغم من الخسائر التى تعرض لها تنظيم (داعش) فإن مقاتليه لا يزالون (حتى ٢٠ إبريل ٢٠١٧) يتمتعون بالسيطرة على مساحات مهمة فى كل من العراق وسوريا. ففى العراق يسيطر التنظيم على معظم أراضى قضاء الحويجة على الرغم من خسارة مركز بيجى (حيث توجد مصفاة النفط)، كما يسيطر على مساحات من كركوك، ومنطقة الرطبة المتحكمة فى الطريق الدولى بين بغداد وعمان، ومنطقة البوكمال المتحكمة فى الطريق الدولى بين بغداد ودمشق، ومناطق المدينة القديمة فى الموصل (غرب الموصل) وغيرها من مناطق الأنبار وصلاح الدين. وفى سوريا لا يزال تنظيم داعش يسيطر على مساحات واسعة فى الوسط بما فى ذلك مدينة تدمر والمناطق المحيطة بها، ومحافظات حماة ودير الزور وأجزاء من محافظتى حمص واللاذقية ومدينة الرقة والمناطق المحيطة بها، وأجزاء متفرقة من ريف دمشق ومناطق منعزلة بالقرب من الحدود السورية مع الأردن ولبنان وإسرائيل.
ومن أهم التغيرات التى طرأت على طبيعة المساحة التى يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية فى كل من العراق وسوريا أن الإتصال الجغرافى للمناطق التى يسيطر عليها التنظيم قد تعرض لخلل شديد وباتت معظم هذه المناطق منعزلة عن بعضها البعض وهو ما يزيد من صعوبة التنقل والاتصالات والعمليات اللوجيستية وعمليات الإسناد والمناورة العسكرية.
خسارة الموارد: ترتبط خسارة داعش للأراضى بخسارة مماثلة أو أكبر فى الموارد؛ فالمناطق التى كان يسيطر عليها التنظيم كانت تقلل حاجته إلى التمويل من الخارج، لكنه مع تقلص المساحات التى يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام خسر التنظيم ما يقرب من ثلث إيرادات تصدير النفط والغاز والفوسفات والأسمنت. وكان التنظيم يحصل على أكثر من ٣ مليارات دولار سنويا من الصادرات النفطية وغير النفطية فى ذروة نفوذه فى العراق وسوريا، لكن هذه الإيرادات تتقلص يوما بعد يوم بسبب خسارة الموارد التى يسيطر عليها التنظيم مثل مصفاة نفط بيجى فى العراق وبعض آبار البترول والغاز فى سوريا التى كانت تدر على التنظيم دخلا كبيرا يعادل ما يقرب من نصف الإيرادات الكلية. كذلك تتضمن خسارة الموارد تراجع إيرادات الضرائب والرسوم المفروضة على السكان فى المناطق الخاضعة لنفوذ التنظيم. وقد تراجع عدد السكان فى تلك المناطق من ١٠ ملايين نسمة فى ذروة نفوذ التنظيم إلى ما يقرب من ٦ ملايين نسمة فى يناير ٢٠١٧.
ونستطيع تقدير إيرادات داعش فى الوقت الحاضر (استنادا على تحليل تقارير مؤسسات الرقابة المالية على تمويل التنظيمات والعمليات الإرهابية) بما يتراوح بين ١.٨ مليار إلى ٢ مليار دولار. ويقوم التنظيم بتحصيل إيراداته من مصادر رئيسية تتضمن الصادرات النفطية وغير النفطية، وضرائب الخراج والرسوم والإتاوات المفروضة على السكان وعلى البضاعة العابرة من مناطق داعش إلى غيرها، بما فى ذلك رسوم العبور على الشاحنات المارة من بوابة البوكمال (العراق- سوريا) وبوابة الرطبة (العراق- الأردن). وقد لجأ التنظيم إلى زيادة الضرائب المفروضة على السكان وعلى الأنشطة الاقتصادية وعلى رسوم العبور للأفراد والبضائع، وأيضا لجأ إلى تخفيض رواتب الموظفين بما فى ذلك رواتب الخبراء والمهندسين الأجانب العاملين فى قطاع النفط والغاز. ومن المعتقد أن حصيلة الرسوم والضرائب تمثل حاليا ما يقدر بنسبة ٤٥٪ من الإيرادات الكلية للتنظيم، مقابل ٣٣٪ فى عام ٢٠١٥ و١٢٪ فقط فى عام ٢٠١٤، وذلك بسبب تراجع إيرادات الصادرات النفطية. وتأتى الإيرادات المتبقية من حصيلة الصادرات (نفط وغاز وفوسفات وأسمنت ومواد بناء ومنتجات زراعية) والأتاوات ومتحصلات عمليات خطف الرهائن وطلب الفدية لتحريرهم ومبيعات المقتنيات الفنية والأثرية والمخطوطات وغيرها. إلا أننا نتوقع أنه مقابل التراجع فى قيمة الموارد المحلية سوف تزيد إيرادات التنظيم من الخارج سواء من التبرعات القادمة من الغرب (الأفراد والجمعيات المتعاطفة مع داعش) أو من الدول العربية خصوصا دول الخليج العربية التى تقدم جمعيات وأفراد تنتمى إليها معونات غير محدودة إلى داعش.
خسارة المقاتلين: أسفرت العمليات القتالية ضد تنظيم داعش خصوصا عمليات تحرير الموصل عن خسائر بشرية هائلة فى صفوف المقاتلين. وتقدر الحكومة الأمريكية ومؤسسات مكافحة الإرهاب فى واشنطن أن عدد مقاتلى داعش فى العراق وسوريا بلغ ما يتراوح بين ١٢ ألفا و١٥ ألف مقاتل فى فبراير ٢٠١٧ مقارنة بعدد يصل إلى نحو ٣٦.٥ ألف مقاتل فى فبراير ٢٠١٦ طبقا للمصادر نفسها، أى أن خسائر داعش البشرية فى العمليات القتالية أى أن عدد القوات الحالية يتراوح بين ٣٣٪ و٤١٪ مقارنة بما كان عليه قبل عام.
ومن الملاحظ أن أعداد المقاتلين الأجانب العائدين من سوريا والعراق إلى دولهم الأصلية شهدت تزايدا مستمرا خلال الأشهر الأخيرة. وتشير تقديرات موثوقة إلى أن نسبة العائدين من سوريا إلى بلدانهم الأصلية تتراوح فى الوقت الحاضر بين ٢٠٪ و٣٠٪ من جملة أعداد المقاتلين. وفى هذا ما يشير إلى أن انخفاض أعداد مقاتلى داعش فى سوريا والعراق بنسبة تزيد على النصف تقريبا لا يعود فقط إلى خسائر فى أعداد المقاتلين فى المعارك الدائرة فى سوريا والعراق، وإنما يضاف إلى ذلك اتساع نطاق إعادة المقاتلين إلى بلدانهم الأصلية للقيام بعمليات هناك، متخفين وسط صفوف اللاجئين الذين يستخدمون طرقا عبر تركيا واليونان والبلقان إلى غرب أوروبا، أو عبر تركيا إلى ليبيا أو إلى السودان ومنها إلى ليبيا ثم إلى بقية بلدان الشرق الأوسط. وتظهر العمليات الأخيرة التى تبناها تنظيم داعش فى فرنسا وروسيا ومصر استمرار تدفق المقاتلين الأجانب العائدين إلى بلدانهم الأصلية. ومع ذلك فإن تدفق متطوعين أو مقاتلين جدد من روسيا وبلدان الاتحاد السوفييتى السابقة ودول غرب أوروبا والولايات المتحدة وغيرها للانضمام إلى داعش لم يتوقف أيضا. وتسهم العمليات التى نفذها التنظيم فى بريطانيا وفرنسا وروسيا ومن قبلها فى بروكسيل وألمانيا، فى إزكاء حماس الراغبين فى التطوع للقتال فى صفوف داعش، أى أن العمليات الخارجية لداعش تؤدى إلى زيادة قدرة داعش على التجنيد واستقبال المتطوعين.
الوضع العملیاتى فى الموصل القدیمة
يتمتع مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية بوضع استراتيجى شديد الصلابة فى داخل مدينة الموصل القديمة إلى الغرب من نهر الفرات.
وتتمثل المزايا التى يتمتع بها المقاتلون فى وجود حاجز مائى يحد من قدرة القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبى وغيرها على الحركة فى اتجاه الغرب عبر النهر خصوصا بعد أن تم تدمير الجسور التى كانت تربط شطرى المدينة، كما يتمثل فى وجود شبكة كثيفة من الأنفاق تحت الأرض تربط المراكز القيادية وغرف العمليات وطرق الإمدادات الموجودة تحت سطح الأرض، وتعتبر شبكة الأنفاق فى الموصل القديمة بمثابة ميزة استراتيجية دفاعية وهجومية فى آن واحد، كذلك يتمتع مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية بقرب وأمان طرق الإمدادات من غرب العراق وشرق ووسط سوريا وبعض مناطق الشمال، وهو ما يوفر ميزة لوجيستية للقوات المقاتلة ضد محاولات اقتحام المدينة بواسطة قوات تعانى من وجود حاجز مائى وبعد مسافة طرق الإمدادات. ولا شك أن توقف القوات العراقية وقوات الحشد الشعبى عند الضفة الشرقية للنهر بعد السيطرة على شرق الموصل له ما يبرره من الأسباب العملياتية التى تصب فى مصلحة داعش.
وتستعد القوات العراقية حاليا للتقدم نحو المدينة القديمة خلال الأسابيع المقبلة وربما مع بداية فصل الصيف. وقد تقدمت القوات العراقية فعلا عبر رأس جسر عائم إلى جنوب الموصل فى الأسبوعين الأخيرين. ومن المرجح أن تعتمد القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبى على ضربات جوية كثيفة بواسطة الطيران الأمريكي، وباستخدام المروحيات العراقية.
الوضع العملیاتى فى الرقة
يواجه تنظيم الدولة الإسلامية أزمة مصيرية فى الوقت الحاضر، فقد أصبح التنظيم مخيرا بين الاحتفاظ بالأرض وبين المحافظة على المقاتلين.
وبسبب الظروف العسكرية الراهنة فإن التنظيم قد ينتهى به الحال إلى الانتحار، فلا هو سيقدر على الاحتفاظ بالأرض، ولا هو سيقدر على المحافظة على حياة مقاتليه. وعلى الرغم من أن الوضع العملياتى فى الرقة يختلف اختلافا كبيرا عما هو عليه فى الموصل القديمة، فقد بدأ التنظيم بالفعل فى إخلاء بعض مواقعه فى الرقة، ونقل عدد من مؤسساته الإدارية إلى أجزاء حصينة من محافظة دير الزور السورية تحسبا لاحتمالات اجتياح عاصمة ما يطلق عليه «دولة الخلافة الإسلامية».
ومن المهم أن نشير هنا إلى أن عمليات الإخلاء تمت بالترتيب مع «هيئة تحرير الشام» التى تقودها جبهة النصرة، وهو ما يكشف عن وجود اتصالات وتفاهمات بين القاعدة وبين داعش فى سوريا.
وقد تم بالفعل تسليم بعض القرى المحيطة بالرقة إلى النصرة خلال الأسابيع الأخيرة. وجاء فى شهادة لأحد المصورين الصحفيين المرافقين للقوات الكردية التى تتقدم نحو الرقة أن شعارات وأعلام النصرة كانت واضحة فى أماكن كثيرة فى قرى كان يعتقد من قبل أنها تخضع لسيطرة داعش.
وسوف يخضع مصير داعش فى الرقة إلى حسابات سياسية أكثر من ارتباطه بموازين القوى العسكرية على الأرض. وقد تجد الولايات المتحدة فجأة أن من مصلحتها بقاء داعش بقصد استنزاف الأسد والروس، وفى هذه الحالة فإن الأكراد لن يتقدموا جديا باتجاه الرقة بدون موافقة الولايات المتحدة. ومن المرجح كذلك أن يحصل التنظيم على مساعدات سخية مباشرة أو عبر طرف ثالث (مالية وعينية قد تشمل أسلحة) من أطراف إقليمية (منها قطر وتركيا) ومن الخارج (الولايات المتحدة) فى الأشهر المقبلة. كذلك من المرجح إعلان تحالفات جديدة يكون تنظيم الدولة الإسلامية طرفا فيها، تهدف إلى المحافظة على جسم التنظيمات السنية المسلحة والجماعات المرتبطة بها فى سوريا.
ولذلك فإن وجود تنظيم الدولة فى الرقة يرتبط أكثر ما يكون بطبيعة الأوضاع السياسية فى سوريا، التى لم تحسم بعد وقد تستغرق وقتا أطول على العكس مما فى العراق.
(البوابة نيوز)
تقدم بالموصل القديمة وملاحقة فلول «داعش» في قضاء الحضر
واصلت القوات العراقية المشتركة، أمس، ملاحقة عناصر تنظيم «داعش» في محيط قضاء الحضر جنوبي مدينة الموصل، فيما تواصل القوات العراقية تقدمها ببط وحذر في أحياء الموصل القديمة، ضمن حرب شوارع متقطعة للحفاظ على أرواح المدنيين الذين يتخذهم «داعش» دروعاً بشرية في الموصل، في وقت قصفت طائرات التحالف الدولي أهدافاً لتنظيم «داعش» بمحافظة الأنبار وأوقعت نحو 17 قتيلاً في صفوف الإرهابيين.
وقال مصدر أمني عراقي، إن «القوات العراقية المشتركة بدأت بملاحقة بعض فلول «داعش» الهاربة في محيط قضاء الحضر جنوبي الموصل، بعد تحريره من سيطرة «الدواعش»».
وأعلنت قيادة العمليات العسكرية نجاح قواتها في إنقاذ عدد كبير من المدنيين داخل المدينة القديمة في الموصل، فيما تقاتل الشرطة الاتحادية والرد السريع عناصر «داعش» بحذر شديد حرصاً على السكان. ولا تزال القوات العراقية تواجه مقاومة من عناصر «داعش» داخل مدينة الموصل القديمة في حرب شوارع متقطعة، بينما تضيق الخناق خارج المدينة على ما تبقى من متطرفين، وتقطع طرق إمداداتهم. وقد عزت العمليات المشتركة تأخر قواتها داخل (الموصل القديمة) إلى الحرص على إنقاذ المدنيين، وخروجهم من مناطق المواجهات عبر ممرات آمنة كلفت بحمايتها قوات خاصة، فيما تتقدم الشرطة الاتحادية والرد السريع بحذر شديد داخل أحياء المدينة. وحسب مصادر عسكرية فإن التنظيم بات محاصراً في بضعة أحياء لكنه يستخدم المدنيين دروعاً بشرية، ما دفع قيادة العمليات العسكرية لزج قواتها لتأمين مداخل الطرق في حي قضيب البان بمحيط جامع النوري حيث تدور اشتباكات عنيفة قتل خلالها عشرات المتطرفين، ما مكن مئات المدنيين من الهرب صوب القوات العراقية.
وفي محافظة ديالى، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، صادق الحسيني، إن «القوات الأمنية المشتركة ضبطت وثائق مهمة لتنظيم داعش في إحدى مضافاته أثناء عمليات تطهير المطيبيجة على الحدود بين ديالى وصلاح الدين التي استمرت يومين متتاليين». وأضاف الحسيني، أن «تنظيم «داعش» تلقى ضربة موجعة في عمليات المطيبيجة بعدما فقد التنظيم أبرز قادته ضمن ما يسمى بولايتي ديالى وصلاح الدين الذين كانوا يتخذون من المطيبيجة منطلقاً لهجماتهم الإرهابية صوب المناطق المحررة والآمنة».
وفي محافظة صلاح الدين، ذكر مصدر في الشرطة أن «إطلاق نار مجهول المصدر حصل، أمس، في حي القادسية شمالي تكريت، ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة ثلاثة مدنيين آخرين».
وفي محافظة الأنبار، أكد مصدر عسكري عراقي أن «طيران التحالف الدولي قصف، أمس، سيارة لتنظيم «داعش» في مدينة راوة البلاد، ما أسفر عن تدميرها». وأضاف أن «القصف أسفر عن أيضاً عن مقتل أربعة إرهابيين داخل السيارة، بينهم مسؤول تصنيع العبوات الناسفة لمدينة راوة في «داعش»». وتابع، أن «طيران التحالف الدولي نفذ، أمس، ضربة جوية استهدفت مقر الشرطة التابع لتنظيم «داعش» في مدينة عانة، ( 210كم غرب الرمادي)، ما اسفر عن تدميره وقتل عدد من الإرهابيين الذين كانوا متواجدين فيه، فضلاً عن تفجير سيارة للشرطة أيضاً». وقال إن «طيران التحالف الدولي قصف مضافة «لداعش» في مدينة عانة، واسفر تدميرها عن مقتل 13 إرهابياً». وأضاف، أن «طيران التحالف تمكن أيضاً من قصف سيارة مفخخة مصفحة لتنظيم «داعش» في مدينة عانة، أسفر عن تدميرها وقتل سائقها».
(الخليج الإماراتية)
مراكز الإخوان بوق أردوغان فى الخارج.. معهد تابع للجماعة يروج لاستفتاء أنقرة ويعترف بوجود تجاوزات.. والتنظيم يعرب عن تخوفه من تزايد التوتر بين أنقرة وأوروبا.. وخبراء: الرئيس التركى يمولهم للدعاية له
واصلت جماعة الإخوان، نفاقها للسطة التركية والرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فرغم استياء المجتمع الدولى للاستفتاء الذى أجراه أردوغان للتعديلات الدستورية وتحويل تركيا للنظام الرئاسى، أصدر المعهد المصرى للدراسات، الإخوانى الذى يشرف عليه عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى للجماعة فى الخارج، ويتخذ اسطنبول مقرا له، حيث وصفت الدراسة التعديلات بالتاريخية، بحسب مزاعمهم، إلا أن الدراسة الإخوانية أعربت عن تخوفها من زيادة المعارضة التركية ضد أردوغان، وقالت إن الاستفتاء يحول دون تطور فى العلاقات بين مصر وبعض دول الشرق الأوسط مثل مصر.
الدراسة الإخوانية اعترفت بأن الاستفتاء يزيد من نفوذ أردوغان، واعتبرت أن أردوغان سيكون هو الرئيس أيضا فى الانتخابات التركية المقبلة، إلا أن الدراسة الإخوانية أعربت عن تخوف من زيادة التوتر بين تركيا وأوروبا خلال الفترة المقبلة، حيث أكد مراقبون، أن الجماعة تخشى من تزياد هذا التوتر خاصة أن التنظيم لديه مصالح فى بعض الدول الأوروبية التى على علاقة متوترة مع أردوغان خلال الفترة الحالية وعلى رأسها ألمانيا والنمسا.
الدراسة الإخوانية، اعترفت بأن هناك تقارير دولية تؤكد وجود تجاوز فى استفتاء أردوغان، وأنه تم فى أجواء غير متساوية، حيث قالت إن تقرير "منظمة الأمن والتعاون الأوروبية" بخصوص الاستفتاء الذى تحدث عن إجرائه فى ظل "أجواء غير متساوية" ودعا رئيسُها إلى إعادة عد أصواته.
وأعربت الدراسة الإخوانية، عن تخوفها أيضا من تدويل قضية الاستفتاء التركى، بعد تهديد حزب الشعب الجمهورى أكبر أحزاب المعارضة التركية بتقديم شكوى لمحكمة حقوق الإنسان الأوروبية بخصوص الاستفتاء رغم إصرار الحكومة على عدم دخول ذلك ضمن اختصاصها، وفى حال تقديم الشكوى وقبول المحكمة النظر فيها ثم إصدار رأى أو قرار ما، سيطرح ذلك السؤالَ حول مدى إلزامية القرار لأنقرة .
من جانبه قال الدكتور جمال المنشاوى الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن هذه الدراسة المتحيزة لأردوغان وتسعى لتمجيده، تتسق مع الخط العام للإخوان، ولا بديل لهم غيره وهو تأييد أردوغان مهما كانت قراراته لأنه أصبح مأوى وأمل وحمايه لهم، فلا يستطيعون معارضته أو يدعمون المعارضة.
وأضاف المنشاوى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الإخوان فى موقف حرج وضعوا أنفسهم فيه، ويدفعون ثمنه، والدول الغربية فعلا لم تكن تريد نجاح الاستفتاء لأنها تخشى من تركيا برأس واحدة، مما يعيد تاريخا قديما لا يريدونه.
وفى ذات السياق قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن عمرو دراج ومعهده ليسوا جهة محايدة أو على مسافة واحدة مما يحدث فى تركيا، فهو أقرب إلى مروج لدعاية أردوغان التى تزعم أنه منقذ العرب والمسلمين، وأن رؤيته لقيادة المنطقة هى رؤية ممتازة تسمح بالتقدم وهذا كل ما يريده أردوغان.
وأضاف أبو السعد: ما الدافع لعمرو دراج أن يكون بوقا لأردوغان؟ لأنه يقيم فى تركيا وهناك إشارات تؤكد أن معهده يحصل على دعم من السلطات التركية ومن حزب أردوغان.
وأشار القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن عمرو دراج ومن على شاكلتهم لم يبق لهم إلا تركيا فسيقومن بكل ما يطلب منهم من أجل الاستمرار والبقاء فى تركيا وفى نعيم التمويل التركى، كما اردوغان هو الضمانة الوحيدة لبقائهم فلو تغير فهذه خسارة كبيرة لهم من حليف قوى، لهذا يستميتون فى الدفاع عنه لأنه دفاع عن بقاءهم بدلا من التشريد فى البلاد .
(اليوم السابع)