أصدر تنظيم القاعدة بيانا أمس الأربعاء 14 يونيو من عام 2017، بعنوان "ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً"، وذلك للتعقيب على التقارب الدحلاني – الحمساوي الأخير.

نددت فيه القاعدة في البيان تحالف محمد دحلان ممثلاً لحركة فتح الفلسطينية مع حركة حماس – الذراع السياسي، وقال التنظيم في بيانه، الصادر عن مركز ابن تيمية للإعلام: "لقد انحدرت حماس كما خُطط لها، ووصلت إلى الهوة السحيقة وانتقلت إلى مربع تقاسم الأدوار بينها وبين سلطة فتح، ليبات واضحا أن أهل الغواية مع أتباعهم مسلك التدرج في الغواية كالشيطان".

وانتقد التنظيم الإرهابي تحركات حماس في السنوات الأخيرة من بعد تقلدها السلطة وما قدمته من تنازلات للاحتلال الإسرائيلي، وإنها أصبحت تتصارع من أجل مكتبات السلطة على حساب القضية والشعب الفلسطيني".

وتساءل التنظيم الإرهابي حول أسباب الخلاف بين دحلان وحركة حماس قائلا: "هل خلاف حماس يوما مع دحلان خلافا لإشباع جوع الناس وكفاية حاجياتهم؟".

وأعلن التنظيم سقوط آخر أمل للفلسطينيين في حركة تقوم لنصرتهم، ونصرة قضيتهم، بعدما وافقت حماس على التعاون مع المشروع الإماراتي الذي يخدم مصالح إسرائيل، والذي يتصدره محمد دحلان.

البيان يأتي في أعقاب إعلان التصالح بين محمد دحلان وحركة حماس، والذي تم الإعلان عنه اليوميين الماضيين، التصالح الذي بموجبه تم طوي سجل حافلا من الصراع بين طرفي القضية الفلسطينية، اتسمت بالعداء والتوتر منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، حين قام دحلان باعتقال نحو ألفي عضو من أعضاء حركة المقاومة الإسلامية حماس عام 1996 في قطاع غزة، بعدما شنت الحركة موجة من العمليات الاستشهادية.

ولكن وبعد مقاطعة دامت أكثر من عقدين كاملين ومع بداية عام 2017، كان هناك مؤشرات لتقارب دحلان وحماس، وذلك على إثر موافقة حماس على عودة نواب وكوادر من فتح معروفين بقربهم من دحلان، مما جعل أوساطًا سياسية وشعبية فلسطينية تتجه نحو الكثير من النقاشات التي تفيد بوجود «خط اتصال» بين الجانبين – حماس ودحلان.

في الوقت الذي أرادت فيه حماس من الاستفادة من دحلان على المستوى المادي، وذلك بسبب الحصار الاقتصادي الواقع على قطاع غزة، وتبين ذلك عندما أبدى مسئولون في حماس عدم معارضتهم لأي نشاط خيري أو مشاريع مدعومة من جهات عربية – خصوصا من الإمارات - عن طريق دحلان، لتنفذ في القطاع، من بينها مدينة سكنية للأسرى بدعم من الإمارات، التي بدورها قامت بتحويل أموال لدحلان، والذي بدوره قام بتحويلها لنواب محسوبون عليه في لجنة «التكافل الاجتماعي»، وهي لجنة تضم ممثلين عن كافة الفصائل الفلسطينية، وتقوم بتنفيذ العديد من المشاريع الخيرية في غزة، كان أبرزها إقامة حفل زفاف جماعي لمئات الشباب، وكان الهدف من كل ذلك هو تعزيز تأثير دحلان في قطاع غزة.

أما أبرز أشكال التقارب بين الجانبين، هي الإفراج عن القيادي زكي السكني، القيادي في كتائب شهداء الأقصى الذراع المسلحة لحركة فتح، والذي سجنته حماس في سجونها بغزة لمدة ثماني سنوات ونصف، الخطوة التي دفعت دحلان للإشادة بحركة حماس، واعتبرتها مكونًا مهمًا في النظام السياسي الفلسطيني، إضافة إلى السماح لبعض أنصار دحلان بالخروج من معبر رفح لحضور مؤتمر «العين السخنة»، الذي دعا إليه أحد مراكز الدراسات المصرية، التصالح الذي تم برعاية مصرية خالصة وبضغط من القيادة السياسية المصرية على الجانبين، الأمر الذي اعتبرها هو زواج مصالح من الدرجة الأولى.