"الأزهر" ردًا على "السلفيين": لسنا مُنظمة عالمية حتى نتدخل في شؤون الدول/مقتل 9 تكفيريين وسط سيناء/"الإخوان تحوّل أزمة قطر لمعركة دينية"../10 قتلى من قوات النظام السوري في هجوم لـ «داعش»
الإثنين 17/يوليو/2017 - 09:49 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الاثنين الموافق 17-7-2017.
"الأزهر" ردًا على "السلفيين": لسنا مُنظمة عالمية حتى نتدخل في شؤون الدول
انتقد الأزهر الشريف، تصريحات الدعوة السلفية المطالبة بتدخله في أزمة الموصل، بعد انتشار فيديوهات ومقاطع تشير لاستهداف السنة من قبل قوات الحشد الشعبي.
وأكد الأزهر، أنه ليس جهة معنية بإرسال اللجان، كما أنه يحترم خصوصيات الدول أيًا كانت من مبدأ احترام السيادة علي المواطنين.
وأكد الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أن المطالب السلفية للأزهر بتشكيل لجنة تقصي حقائق على خلفية تحرير الموصل، تفتقر الفهم الحقيقي للدور الذي يقوم به الأزهر في العالم كمؤسسة علمية، تعمل على نشر المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي بوسطيته، مشددًا أن الأزهر لن يتدخل في الشؤون الخاصة للدول.
وقال عفيفي لـ"البوابة": للأسف الشديد من يدرك طبيعة دورنا العالمي، يعي أننا مؤسسة علمية تقوم علي تصحيح المفاهيم المغلوطة أيًا كان موقعها ومن يروج لها، لكننا نحترم خصوصيات الدول، خاصة وأن رسالتنا التي حملناها لا تقوم علي التدخل في شؤون الغير، لافتًا إلى أن كل دولة لها سيادتها على مواطنيها.
وتابع: نحن كمؤسسة نتواجد في جميع دول العالم، ونتواصل في 70 دولة بشكل كبير، وتأثيرنا ملحوظ للقاصي والداني، ورؤيتنا القائمة علي احترام الغير مبدأ لن نتخل عنه.
ووصف الشيخ محمد القطاوي، الداعية بوزارة الأوقاف، التلميحات السلفية تجاه الأزهر، بأنها محاولة للظهور مجددًا على الساحة بعد كشفهم وافتضاح أمرهم.
(البوابة نيوز)
مقتل 9 تكفيريين وسط سيناء
قُتل 9 تكفيريين في هجومين للجيش وسط سيناء، بينهم «عناصر شديدة الخطورة»، بحسب ما أعلن الناطق باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي.
وقال الجيش إن قوات الجيش الثالث الميداني، بالتعاون مع القوات الجوية، تمكنت من قتل 3 تكفيريين شديدي الخطورة وأوقفت آخر، كما تم تدمير سيارة دفع رباعي و5 مخازن تحتوي على كميات من المواد المتفجرة والذخائر خاصة بـ «العناصر التكفيرية».
وأضاف الناطق في بيان منفصل، أن قوات الجيش، بالتعاون مع القوات الجوية وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، تمكنت من إحباط مخطط لتنفيذ عمل عدائي بعد اكتشاف وتتبع «بؤرة إرهابية شديدة الخطورة»، وتمكنت القوات من استهداف وتدمير سيارة محملة بكميات كبيرة من المواد المتفجرة وقتل 6 «تكفيريين مسلحين» في إحدى المناطق الجبلية وسط سيناء.
في غضون ذلك، قالت مصادر طبية ورسمية وشهود إن رجلاً (37 عاماً) أصيب بطلق ناري مجهول المصدر أثناء سيره في حي المساعيد غرب العريش شمال سيناء.
من جهة أخرى، قالت وزارة الداخلية إن معلومات توافرت لقطاع الأمن الوطني عن تردد عناصر إرهابية من حركة «حسم»، الجناح المسلح لجماعة «الإخوان المسلمين»، على طريق «أبورجوان» في الجيزة جنوب القاهرة، لتنفيذ إحدى العمليات العدائية، فتم التعامل مع تلك المعلومات وتمشيط الطريق، ولما رُصدت تلك العناصر واقتربت منها قوات الأمن، بادرت بإطلاق أعيرة نارية تجاه القوات، ما أسفر عن مقتل اثنين، وعُثر على بندقيتين آليتين وكمية من الذخيرة وفوارغ الطلقات.
وقالت وزارة الداخلية إن القتيلين من كوادر «حسم» الإرهابية، ولعبا دوراً بارزاً لصالحها خلال الفترة الماضية تمثل في تنفيذ تكليفات قياداتهم الفارة خارج البلاد بالتخطيط وتوفير الدعم اللوجيستي من أسلحة وعبوات ناسفة لعناصر الحركة لتنفيذ العديد من الهجمات.
في غضون ذلك، قرر قاض في محكمة جنايات الإسكندرية إحالة أوراق 3 متهمين بـ «الإرهاب» على المفتي لاستطلاع الرأي الشرعي في خصوص إعدامهم، لإدانتهم بتشكيل خلية إرهابية وقتل شرطي والشروع في قتل آخرين العام الماضي في الإسكندرية، علماً أن رأي المفتي غير ملزم للمحكمة.
(الحياة اللندنية)
«نيويورك تايمز»: جماعة «الإخوان» تتهاوى بعد عزل قطر
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن جماعة «الإخوان» تلعب دوراً مهماً في أزمة قطع دول عربية عدة علاقاتها مع قطر منذ مطلع الشهر الماضي، بعدما أدينت جماعة «الإخوان» وصنفت تنظيماً إرهابياً يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بدعم من الدوحة.
ونقلت الصحيفة عن مجدي شلش، أحد أعضاء «الإخوان» المقيمين في تركيا، قوله إن الجماعة ليست «ديمقراطية» كما يزعم قادتها، بل هي جماعة منقسمة ومدمرة من الداخل ولديها قدرة قليلة جداً في السيطرة على أعضائها، كما أنها فقدت وزنها السياسي. وقال شلش، في إشارة إلى قيادة الإخوان المسلمين في المنفى بتركيا «نحن نجلس هنا ولا يمكننا فعل أي شيء»، وذلك بعدما أبطلت الحكومة المصرية نشاطاتهم مما شل حركة الجماعة.
وأوضحت الصحيفة أن «الإخوان» لعبت دوراً رئيسياً خلال ما يسمى ب «الربيع العربي»، حيث ظهرت كقوة سياسية إقليمية، ففي مصر وصل محمد مرسي إلى الرئاسة، كما أصبح حزب «النهضة»، أحد التنظيمات التابعة ل«الإخوان»، الحزب الحاكم في تونس.
وقال شادي حامد، مؤلف كتاب «الاستثناء الإسلامي» إن ««الإخوان» يقدمون نوعاً مختلفاً من الشرعية الدينية، وسيبقون التهديد الأكبر للسعودية والإمارات»، إضافة إلى مصر. ومنذ الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في العام 2013، بعد خروج الملايين من المصريين إلى الشوارع داعين إلى إسقاط حكم «الإخوان»، تم القبض على عدد كبير من أعضاء الجماعة، وفر نحو 1500 شخص إلى تركيا، حيث يعيشون في «ينبوسنا» وهي ضاحية مغمورة تبعد عدة أميال عن وسط مدينة إسطنبول، وبعضهم لديه اهتمامات تجارية والبعض الآخر يدرس، أما القيادات فيقيمون بلا هدف. وفي الوقت الحالي، بعد عزل قطر، لا يملك قادة «الإخوان» في الخارج أي سلطة أو قوة، وهم يحاولون الحفاظ على الاتصالات بينهم وبين أعضاء الجماعة في مصر، إلا أن السلطات المصرية نجحت في ضبط أي شخص على صلة بالجماعة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن أعضاء الجماعة في تركيا يبحثون عن فرص عمل، فحياتهم مدعومة بالكامل من المؤسسات التركية والقطرية، وأثرياء الجماعة.
من جهته، قال أيمن عبد الغني، متحدث باسم «الإخوان»: «إن الاتصالات بأعضاء الجماعة داخل مصر شبه منقطعة، حتى لو كان لديك أحد أفراد العائلة هناك، فمن الصعب الوصول إليهم». وأضافت «نيويورك تايمز» أن معظم قادة «الإخوان» مسجونون في مصر، في حين أن 13 شخصاً منهم محكوم عليهم بالإعدام، كما أن الموارد المالية للجماعة قد جفت. ولفتت الصحيفة إلى حدوث انقسامات داخل تنظيم «الإخوان» حول معالجة موقفهم مع الحكومة المصرية، وقد انقسموا بين أولئك الذين يدعمون النهج الهيكلي القديم، وفصيل آخر يحبذ مواجهة أكبر مع الدولة المصرية.
وهناك رأي آخر، من أمثال عبد الله كريوني، وهو طبيب يبلغ من العمر 31 عاماً، والذي يجد أن كلا النهجين غير واقعي، مشيراً إلى أن المجموعة الأولى تنتظر من الله أن يجعلها منتصرة دون إتقان الأدوات السياسية التي ستجعلها منتصرة، بينما المجموعة الثانية قد تقود البلاد إلى تجارب مماثلة لسوريا والجزائر.
وأكدت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتبع نفس أسلوب وإيديولوجية «الإخوان»، ففي بداية عهده حاول التحالف مع الليبراليين والأقليات المختلفة، وبعد أن تمكن من ذلك، بدأ بالقضاء على خصومه واستغلال محاولة الانقلاب الفاشلة لإحكام قبضته على البلاد، مضيفةً أن «الإخوان» لهم طابع استبدادي لذلك يتفقون تماماً مع الرئيس التركي الذي يحاول إثبات أنه رجل ديمقراطي يبحث عن الشرعية، لكنه عكس هذا تماماً. وقالت مونيكا ماركس، وهي أكاديمية في جامعة «أكسفورد» وباحثة في شؤون «الإخوان»، إن النهج الذي اتبعه الرئيس التركي يزيد من حماسة «الإخوان»، مضيفة: هم يرون نموذجاً بالغ الأهمية في الممارسة العملية، وأخشى أن يعزز ذلك بعض توجهاتهم الاستبدادية.
(الخليج الإماراتية)
باحث: تشبيه قيادي إخواني للدول العربية بقريش يثير السخرية
قال هشام النجار، الباحث في شئون التيارات الإسلامية: إن تشبيه مجدي شلش القيادي الإخواني للدول العربية بقريش، وتشبيهه قطر بآل هاشم، هو توظيف ديني سطحي وتشبيه مزري يثير السخرية والشفقة فما حدث للرسول صلى الله عليه وسلم كان على أساس اضطهاد ديني وعقائدي لكون المسلمين يعتنقون دينا آخر ولا علاقة له بالسياسة.
وأضاف «النجار» في تصريح لـ«فيتو»، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يكن له ولا لصحابته، علاقة بنشاط تخريبي ولا إرهابي أو تفجيرات وتكوين تنظيمات سرية وعلنية لاختراق الدول وهدمها وتشريد شعوبها كما تفعل قطر والتنظيمات التابعة لها.
وتابع: «أن الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية ضد قطر لا تستهدف التجويع وإنما هي عقوبات محدودة ومعلومة الأثر لإجبار الدوحة على التراجع عن إرهابها وممارساتها الضارة بالمصالح العربية».
(فيتو)
"الإخوان تحوّل أزمة قطر لمعركة دينية".. قيادى بارز بالجماعة يشبه عقوبات الدول العربية ضد الدوحة بسياسة قريش مع "عائلة النبى".. باحث: العرب لم يستهدفوا تجويع "الشعب القطرى".. ومنشق عن التنظيم: تلاعب بالدين
سعت جماعة الإخوان، إلى تحويل أزمة قطر مع الدول العربية، بالمعركة الدينية، بعدما شبهت سياسة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، على قطر بسياسة قريش مع عائلة الرسول صلى الله عليه وسلم، فى الوقت الذى حذر فيه خبراء من سياسة الجماعة فى تحويل أزمة سياسية وتمويل قطر للإرهاب باعتبارها معركة دينية لحشد أنصارهم، وخلط الأوراق، ومؤكدين أن التنظيم يسعى لتحويل أزمة قطر بأنها اضطهاد دينى.
البداية عندما شبه قيادى بارز بجماعة الإخوان، أزمة الدول العربية مع قطر، بما فعله قريش مع آل هاشم الرسول، حيث حاول تشبيه الموقف العربى ضد قطر إلى معركة دينية، وزعم أن المعركة هدفها تجويع الشعب القطرى.
وحاول مجدى شلش، عضو لجنة الإدارية العليا للإخوان، تشبيه الدول العربية بقريش، وقال فى مقاله له: قديمة تلك السياسة، جوع كلبك يتبعك، خوفا من تسمينه، فإذا سمن يأكلك، تعامل بشرى، القصد منه المتابعة والتقليد والمحاكاة، سواء فى العقائد أو السلوك أو إدارة التجمعات والتنظيمات، فهى سياسة اتبعتها قريش مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فمنعت الطعام والشراب والبيع والشراء والنكاح، ظنا منهم أن حصار المعدة والفرج سيأتى بالعقول والقلوب.
وتابع شلش: جفف حسنى مبارك منابع المال على الجماعات الإسلامية وبالأخص منها الإخوان المسلمين إلا أنه كان يأتيها رزقها من كل مكان، وأكثر الناس والدول مالا فى الغالب أقلهم جمعا للقلوب على القيم والمبادئ، وليست مروءة ولا شهامة، أنت تعلم أن أخاك جائع ثم تتنصل منه حتى تمرغ أنفه فى التراب، فيأتك صاغرا ذليلا يبحث على قوت يومه تحت قدميك.
وزعم شلش، أن ما حدث مع آل هاشم من قبيلة قريش، يحدث مع قطر من جانب الدول العربية متابعا: "قطر يمارس عليها نفس سياسة التجويع حتى تركع، لكنها أدارت أزمتها، فاستعدت للأزمة قبل وقوعها، وبعد وقوعها، وإن كانت الخطورة قائمة، زاعما أن قطر ليست خائنة للعرب.
وزعم شلش، أن دفاع الإخوان عن قطر ليس دفاع من أجل المال، قائلا: "دفاعنا عن قطر ليس لأجل مال أو منصب أو جاه".
وتعليقا على هذا التشبيه، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن ما حدث للرسول كان على أساس اضطهاد دينى وعقائدى لكونهم يعتنقون دينا آخر ولا علاقة له بالسياسة ولم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم علاقة بنشاط تخريبى ولا إرهابى ولم يكن له ولا لصحابته علاقة بتفجيرات ولا قتل ولا اغتيالات ولا تكوين تنظيمات سرية وعلنية لاختراق الدول وهدمها وهدم مؤسساتها وتشريد شعوبها وقتل مواطنيها كما تفعل قطر والتنظيمات التابعة لها.
وأضاف الباحث الإسلامى فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "كما أن الإجراءات التى اتخذتها الدول العربية لا تستهدف التجويع إنما عقوبات محدودة ومعلومة الأثر لإجبار قطر على التراجع عن إرهابها وممارساتها الضارة بالمصالح العربية، متابعا:"الإخوان تنقل معركة مع قطر لمعركة دينية وهذا استمرار لنفس النهج الإخوانى".
وفى ذات السياق قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الجماعة التى تعتبر قياداتها هم صحابة وأولياء وكل من يقف بجانبها بأنهم أتباع للرسول، ليس من الغريب أن تحول أزمة الدول العربية مع قطر بسبب تمويلها للإرهاب، بمعركة دينية، وتحويل الدول العربية وتشبيهها بكفار قريش.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الجماعة تهدف من خلال التشبيه بحشد التيار الإسلامى، لصالح قطر، واعتبار أن الدفاع عن قطر هو دفاع عن المشروع الإسلامى، مثلما فعلت مع أردوغان واعتبرته خليفة للمسلمين.
(اليوم السابع)
"الأزهر" يحذر من توغل "داعش" بأمريكا اللاتينية ويوصي بالتوعية الدينية هناك
حذر تقرير صادر عن مرصد الأزهر، من خطورة توغل عناصر من تنظيم داعش، بدول أمريكا اللاتينية، مشيرًا إلى أن التنظيم الإرهابي، وبفضل الآلة الإعلامية التي يستخدمها، استطاع أن يستقطب بعض شباب هذه القارة، فضلًا عن نشر أفكاره ومعتقداته عبر وسائل التواصل الاجتماعي في دول القارة اللاتينية، ويحثّ مناصريه في تلك الدول على الجهاد بالمال لصالح التنظيم من خلال إرسال حوالات مالية إليه في سوريا والعراق، والتأكيد لهم أن مثل هذه الأعمال لا تَقِلّ إطلاقًا عن جهاد السلاح.
وتابع الأزهر في تقريره "مع العلم بأن العديد من المتطرفين يسعون لاستخدام دول أمريكا اللاتينية المختلفة كممرات للعبور إلى دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فإن اعتماد التنظيم على الدعاية ووسائل التواصل الاجتماعي عن بُعد أكبرُ دليلٍ على عدم انتشار عناصرَ للتنظيم على أرض الواقع بشكل كبير في هذه المنطقة، الأمر الذي يُقلّل من احتمالية وقوع هجمات إرهابية بها".
وأوصي "مرصد الأزهر"، بضرورة العمل على زيادة الوعي الديني لدى المسلمين الموجودين هناك من خلال البعثات والجمعيات الدينية الوسطية وعقد دروس وحلقات توعية لهم في المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية المختلفة؛ وذلك لأنه حال عدم وجود أرضية دينية قوية تنبذ العنف وتوضح المفاهيم المغلوطة سيكون الاستقطاب لصالح التنظيم وتنفيذ أجندته أسهل وسيعمل على سرعة انتشار أفكاره المغلوطة.
وشدد الأزهر على أهمية الاعتماد على السلاح نفسه الذي يبثّ به التنظيم أفكاره المسمومة، من خلال بثّ رسائل وحملات توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة لنبذ هذه الأفكار الضالة وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يروجون لها هو أمر له مردود إيجابي ولا يمكن بأي حال التقليل من شأنه؛ وهو أمر يعمل عليه "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف" في الداخل والخارج، حيث أصدر بعض الحملات التوعوية في هذا الصدد، ورغم ذلك لا يزال هناك الكثير مما يجب عمله.
وفي النهاية أشار "مرصد الأزهر"، إلى الأرض الخصبة في أمريكا اللاتينية والمستعدة لتلقي مناهج الدين الحنيف وتعاليمه السمحة، فهل يتحرّك ذوو الأمر قبل أن تمتد إليها الأفكار المتطرفة أو الأيادي الغادرة؟!.
مليون مسلم في رحاب القارة
تُشكّل الجالية المسلمة في دول أمريكا اللاتينية بشكل عام عددًا لا بأس به قد يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من مليون نسمة كما هو الحال في البرازيل على سبيل المثال، أخذًا في الاعتبار أن تلك الأعداد في تزايد مستمر.
ولعل المتابع للعديد من التقارير التي أعدتها وحدة الرصد باللغة الإسبانية عن أحوال الإسلام والمسلمين في مجموعة من دول أمريكا اللاتينية مثل: الأرجنتين والمكسيك وكولومبيا وكوبا، سيلاحظ أن اعتناق الإسلام في تلك الدول قد تَنامى بشكل ملحوظ خاصة بعد اعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع تزايد الأعمال الإرهابية التي تُقترف باسم الإسلام من جانب جماعات تنتسب زورًا إلى هذا الدين الحنيف، على رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي، يكثر الحديث عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة والتي تتناولها في أغلب الأحيان بصورة سلبية تعمل على ترسيخ فكرة أن الإسلام والإرهاب وجهان لعملة واحدة، وأن المسلمين هم مجموعة من الإرهابيين يسعَوْن في الأرض فسادًا، وهو ما يتنافى مع حقيقة الأمر، ومن هنا ترسّخت في أذهان الكثير في معظم دول العالم هذه الصورة المشوهة التي كانت نِتاجًا لتلك الاعتداءات الإرهابية، فضلًا عمّا تبثّه الآلة الإعلامية.
وفقًا لما رصدته وحدة الرصد الإسبانية بالأزهر، إن أمريكا اللاتينية كان لها نصيب كبير من ترسخ هذه الفكرة لدى شعوب تلك القارة، مما كان له الأثر السلبي على كثير من المسلمين هناك.
وأكد تقرير مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب على أنه رغم انتشار تلك الجماعات في دول أمريكا اللاتينية لم يكن على القدر الموجود في الدول الأوربية، إلا أنه تلاحظ انتشارًا كبيرًا للفكر المتطرف من خلال الجماعات الإرهابية في أمريكا اللاتينية، وهي غالبًا جماعات أهلية مسلحة مثل جماعة "القوات الثورية المسلحة" في كولومبيا و"الطريق المضيء" في دولة البيرو.
وشدد على أن تهديدات "داعش" الأخيرة لمجموعة من دول أمريكا اللاتينية قد يجعل منها هدفًا لتنفيذ عمليات إرهابية وملاذًا جديدًا لتجنيد الشباب من هذه الدول عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتأهيلهم للانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" على وجه الخصوص.
ووفقًا لتقارير أمنية، فإن القارة اللاتينية، تشهد وجود بعض الجماعات الإرهابية، تقوم ببعض العمليات الإرهابية في البرازيل، والمثلث الحدودي في الأرجنتين، والباراجواي، والبرازيل، منها جماعة الجهاد الإسلامية، والجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية، فضلًا عن القاعدة والكتيبة الإعلامية للجهاد.
ففي الأرجنتين، رصدت وحدة اللغة الإسبانية عملية اختراق مجموعة قالت إنها تابعة لتنظيم داعش الإرهابي الموقعَ الرسمي الإلكتروني للجيش الأرجنتيني وقامت بوضع صورة تضم مجموعة من مقاتلي التنظيم بعنوان: "نحن الدولة الإسلامية، الله أكبر"، هذا تهديد داعش في الأرجنتين وسريعًا سيعرفوننا"، وقد أوضح المخترقون للصفحة أنهم ينتمون لتنظيم داعش.
وعلى الرغم من البُعد الجغرافي الذي يفصل بين دول أمريكا اللاتينية ومناطق النزاع في سوريا والعراق، إلا إن تنظيم داعش ألقى بظلاله على دول أمريكا اللاتينية في الآونة الأخيرة؛ حيث تشير بعض التقارير إلى وجود ما يقرب من 100 مقاتل داخل صفوف هذا التنظيم، قدموا من دول أمريكا اللاتينية، وأنه في حال عودتهم إلى بلادهم من مناطق النزاع في سوريا والعراق فمن الممكن أن تتعرض بعض دول أمريكا اللاتينية لاعتداءات إرهابية.
(البوابة نيوز)
الجيش العراقي ينفي قتل البغدادي في الرقة
ردت قوات الأمن العراقية على تقارير وزارة الدفاع الروسية عن قتل زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي في غارة جوية على مدينة الرقة، وأكدت أن زعيم التنظيم ما زال مختبئاً في سورية، فيما أعلن قائد الحملة في الموصل بدء الاستعدادات لخوض معركة تلعفر.
وقال رئيس خلية الصقور، المدير العام للاستخبارات في جهاز مكافحة الإرهاب أبو علي البصري في تصريح نقلته صحيفة «الصباح» الرسمية أمس، أن البغدادي «ما زال مختبئاً خارج مدينة الرقة». وأضاف أن «استناداً الى خلايا الرصد والمعلومات الدقيقة عن تحركاته، ولإننا معنيون أكثر من غيرنا من أجهزة استخبارات دولية وعربية بملاحقة ومطاردة ورصد تحركات زعيم داعش وأتباعه، فإن خلية الصقور تنفي خبر قتله ولا صحة للمعلومات والتقارير التي تم نشرها وترويجها».
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في 16 الشهر الماضي معلومات تؤكد قتل البغدادي في غارة جوية على الرقة، مع العشرات من قادة «داعش»، فيما شككت وزارة الدفاع الأميركية بالأمر.
إلى ذلك، أعلن قائد الحملة العسكرية لاستعادة الموصل الفريق عبد الامير رشيد يارالله في أول تصريح، بعد انتهاء المعركة الأسبوع الماضي، أن أكثر من 100 الف مقاتل من القوات المشتركة شاركوا في المعركة على مدى تسعة أشهر. وأضاف في كلمة متلفزة مساء أول من أمس أن «القوات التي حررت المدينة حاولت الجمع بين حماية المدنيين والقضاء على الإرهابيين، ولقد اثبتت القيادة إمكاناتها الرائعة على كل المستويات»، لافتاً الى أن «خطط القادة تميزت بالمرونة لضمان تنفيذ الواجبات بكفاءة عالية». وأشار الى أن «المعركة استمرت تسعة أشهر بمشاركة أكثر من 100 الف مقاتل من قوات مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، ولا يمكن نسب فضل التحرير الى أي قوة على حساب قوات أخرى».
ولفت الى أن «القوات الأمنية خاضت معارك شرسة وتمكنت من دحر داعش وحررت الموصل، خصوصاً أن المدينة كانت ذات شوارع ضيقة وصعبة للغاية»، مشيراً الى أن «القوات المشتركة قاتلت قتالاً لم يخضه أي جيش في العالم». وزاد: «لم يبق من محافظة نينوى إلا مناطق العياضية والمحلبية وتلعفر»، وأشار الى أن «المرحلة الرابعة من عمليات قادمون يا نينوى ستنطلق قريباً لتحرير تلعفر والمناطق الأخرى ومن ثم إعلان تحرير المحافظة في شكل كامل». وتابع انه «تم قتل 10 آلاف إرهابي في المعركة، وإسقاط 24 طائرة مسيرة لـ «داعش» في قاطع مكافحة الإرهاب، وتدمير 212 مقراً ووكراً للإرهابيين».
من جهة أخرى، ذكر قائد جهاز مكافحة الإرهاب في الموصل الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، أن قواته «مستمرة في عمليات تطهير وتفتيش الجانب الأيمن لمدينة الموصل».
وأعلن وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد أمس وضع خطط لإعادة نازحي الموصل إلى مناطقهم خلال العام الحالي، وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في مخيم خازر غرب أربيل امس أن «الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان تنسقان في مساعدة النازحين». وشدد على «أهمية توفير الخدمات»، داعياً في الوقت ذاته سياسيي نينوى، إلى «المحافظة على مصلحة الشعب والعمل على عدم تكرار ما حدث في المدينة».
(الحياة اللندنية)
الغزو الأميركي للعراق.. منطلق ازدهار السلفيات الجهادية
أدى الاحتلال الأميركي للعراق إلى توفير بيئة ملائمة لنمو الحركات الجهادية، إذ اجتمع فيه بعدان يعتبران المغذي الأساسي لها. يتمثل أولهما في وجود قوة أجنبية “كافرة” تحتل أراضي المسلمين، ويتمثل الثاني في سقوط الدولة هناك وغياب سلطة سياسية؛ مما ترك فراغا زاحم الجهاديون غيرهم في ملئه.
أهم مخرجات الاحتلال الأميركي للعراق تمثلت في سيطرة تنظيم القاعدة على مساحات جغرافية ومدن بأكملها وفرض سلطته عليها، ناهيك عن تجنيد أعداد كبيرة من العراقيين والعرب في صفوفه، وتطوره في فترة وجيزة من جماعة قليلة جدا تنضوي تحت قيادة الأردني أبي مصعب الزرقاوي في كردستان العراق، إلى تنظيم يضم عددا كبيرا من الفصائل، فتأسيس دولة العراق الإسلامية تم بعيد مقتل الزرقاوي؛ الذي تعود بوادر فكرة تأسيس الدولة له. فقد بدأ يفكر قبل مقتله بتأسيس إمارة في العراق، الأمر الذي تحقق على يد أتباعه بإعلان “الدولة الإسلامية في العراق” في العام 2006.
كما أعطى الاحتلال الأميركي للعراق نفسا جديدا للقاعدة المركزية التي تراجعت كثيرا بعد الحرب على أفغانستان قبل سنتين وفقدانها ملاذها الآمن، حيث عاد الجدل حول أحداث 11 سبتمبر 2001 وحقيقة الأهداف الأميركية، وبذلك قدمت خدمات كبيرة للرواية القاعدية، وتضاعف عدد الجهاديين خصوصاً مع التطور في الوسائل التكنولوجية الذي كان يحصل بالموازاة مع ذلك، واستغلاله من طرف الجهاديين بمهارة.
ولم يفوت تنظيم القاعدة كل هذه الفرص حيث سارع لتبني تنظيم الزرقاوي على الرغم من الخلافات بينهما، ليتأسس بذلك فرعها في بلاد الرافدين في أكتوبر 2004.
وتتلاحق الفروع في شبه الجزيرة العربية، والمغرب الإسلامي، وفشلت المحاولات الحثيثة لتأسيس فرع في مصر، كإعلان تأسيس “القاعدة في أرض الكنانة” في 2006 بزعامة محمد الحكايمة الذي قتل بعد عامين في باكستان.
ما رجح كفة قتال "العدو القريب" في فكر الزرقاوي أن "العدو البعيد" يقاتل على جغرافية قريبة مع حكومة جاءت بعد الاحتلال
عاد سجال العدو القريب والعدو البعيد مرة أخرى إلى الأوساط الجهادية، وما رجّح كفة قتال “العدو القريب” في استراتيجية الزرقاوي وتجاوزه لطرح القيادة المركزية للقاعدة، أن “العدو البعيد” كان يقاتل على “جغرافية قريبة” جنبا إلى جنب مع الحكومة التي جاءت بعد الاحتلال وسيطر عليها الشيعة، وبالتالي فإن التعاون بين العدوين كان جليا، إذ كانا يقاتلانه في معركة واحدة، وهو الأمر نفسه الذي حصل مع فروع القاعدة الأخرى، خاصة في الجزيرة العربية.
فبالرغم من أنها رفعت شعار مقاتلة العدو البعيد من خلال استهداف الأميركيين وغيرهم من المصالح الغربية في السعودية، فإن مواجهاتهم مع المؤسسة الأمنية هناك، سرعان ما غيرت في أهدافهم وأصبحت مقاتلة العدو القريب أولويتهم.
عودة الجدل مرة أخرى حول أولويات العدو القريب والعدو البعيد، لم تكن بالأهمية الكبيرة، ولم يسفر الخلاف حول هذا الموضوع عن صراع بين القاعدة وفرعها العراقي؛ لأن واقع الحرب في المحصلة الأخيرة كان يفرض على فروع القاعدة القتال على كل الجبهات، فالقوات الأميركية لم تعد تستهدف أنظمة أو جيوشا، وإنما التنظيمات نفسها والزرقاوي كان يقاتل حيث يمكنه الوصول، فالقدرة هي المحرك الأساسي لسلوكه، حيث كان من السهل استهداف الشيعة والأميركيين، كما أنه قام بعمليات في موطنه الأصلي، فقد أشرف على العديد من الهجمات الناجحة والفاشلة في الأردن.
لكن في الموجة العراقية برز معطى آخر أكثر أهمية، ومعه بدأت إرهاصات تشظي تنظيم القاعدة والصراع داخل البيت الجهادي، فالمستجد الأهم تمثل في “الدولة الجهادية” الأولى، وجدل العلاقة السلطوية التي طرحتها، وإن تمت تغطيته بنقاش فقهي.
فعقب الإعلان عن تأسيس دولة العراق الإسلامية، بات موضوع إعلان الدولة نفسه مناطا للخلاف داخل أوساط التيار الجهادي عموما، وبين تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة خصوصا.
ولكن استياء تنظيم القاعدة المركزي حينها بزعامة أسامة بن لادن من ذلك الإعلان، ومن الخط الذي أخذ يسير عليه تنظيم العراق، لم يصل إلى حد القطيعة والصدام، وبقيت العلاقة مستمرة على الرغم من الفتور وضعف التنسيق. ومع أن الطرفين حاولا تجاوز الاختلاف الكبير، فإنه كان بالفعل نقطة تحول مهمة في مسار الفرع العراقي للقاعدة. فقد أخذ، لاحقا، مسارات أكثر استقلالية عن تنظيم القاعدة المركزي بعد الإعلان عن قيام الدولة، وذلك بعد أن تبدلت موازين القوى داخل الفرع العراقي، وأصبح تحت سيطرة العراقيين بصورة لافتة وتراجع نفوذ وهيمنة المقاتلين العرب والأجانب.
ومن منظور جغرافي، فإن أهم تطور حصل داخل التنظيمات الجهادية يتمثل في الانتقال من شغل حيّز جغرافي ضيق يتسم بحرب العصابات، واستيطان المناطق الجبلية والأرياف أو حتى المدن، ولكن على شكل خلايا سرية، إلى السيطرة على نطاقات جغرافية واسعة وبسط سلطتها من خلال فرض النموذج الإسلامي الذي تعتقد به، حتى باتت توصف بدولة الأمر الواقع. ثم العمل الحثيث والاستماتة في محاولة التمسك بتلك الأقاليم الجغرافية، ومن ثم محاولة التمدد نحو الأقاليم المحاذية.
أطروحة الجهاديين أصبحت تحظى بمبررات أكبر بعدما أفتى الكثير من العلماء المسلمين بوجوب "الجهاد" في سوريا
الملمح الآخر في هذه الموجة أنها رسخت الأسس الجهادية أكثر، فإذا كانت الظروف السابقة مثل الحالة الأفغانية على بعدها جغرافيا نُظرَ للجهاد فيها على أنه فرض عين، فإن تزايد حدة الصراعات وانتقالها ثم انتشارها في الجغرافية العربية كاملة رسخ هذه الفكرة، خاصة مع أنه في هذه الحالة “جهاد دفع” وهو الذي لا يختلفون فيه حتى مع غيرهم من الإسلاميين.
كما أن ردة الحكام العرب تزداد في “يقينهم” بعدما أصبحت القواعد الأجنبية “الكافرة” منتشرة ووصلت إلى الاحتلال المباشر، إضافة إلى تزايد حجم التنسيق والتعاون في “مكافحة الإرهاب” الذي هو من أخطر مظاهر موالاة الكفار، إلى جانب الضغوطات الدولية من أجل الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان وحرية التعبير والمعتقد، وما تفرضه من مسايرة القوانين الدولية، والتي تثبت من وجهة نظرهم، ليس عدم تطبيق الشريعة، وإنما العمل الدؤوب على محاربتها.
وتسببت حرب الجهاديين لعدوهم القريب، وتحديدا “الحاضنة السنية” كغيرها من المرات السابقة، في تراجع التنظيم وفقدانه المناطق التي كان يسيطر عليها، وتراجع قدراته القتالية، ولكنه سرعان ما استعاد تلك القدرات وأعاد انتشاره، مع تراجع زخم الانتفاضات الشعبية واستعادة الأنظمة السياسية زمام المبادرة والتكيف مع الأحداث، واتجاه البعض من الانتفاضات نحو العنف المسلح خصوصاً في سوريا التي أوغلت في الطائفية، بعد تورط إيران والميليشيات الشيعية العراقية في الحرب إلى جانب نظام بشار الأسد، وتعمّق الصراع، وأصبحت أطروحة الجهاديين تحظى بمبررات أكبر، بعدما أفتى الكثير من العلماء المسلمين، من مختلف الاتجاهات، بوجوب “الجهاد” في سوريا، في صورة مشابهة للإجماع الذي حصل حول الجهاد في أفغاستان.
وبذلك أصبحت سوريا قبلة للجهاديين من مختلف الدول، وبينما كانت الحدود حاجزا دون تعاونهم في سوريا والعراق سابقا إلا بالقدر الذي يسمح به نظام بشار الأسد، لم تعد هناك أي حواجز تعيق الجهاديين، وتوسعت حواضنهم الاجتماعية بعودة العشائر العراقية إلى التعاون مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، كرد فعل على سياسات رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي.
أغرت المساحات الشاسعة التي استطاع التنظيم السيطرة عليها بين العراق وسوريا، للمسارعة إلى إعلان الدولة الإسلامية بالعراق والشام، ثم دولة الخلافة متأثرا بحالة القوة التي أصبح عليها حينها، مقابل الضعف الشديد لخصومه المحليين والدوليين نتيجة تباين مصالح مختلف القوى. وانتقلت عدوى السيطرة على الأرض وإعلان الإمارات الإسلامية عليها إلى بقية التنظيمات الجهادية.
ونظراً للتواصل الجغرافي بين سوريا والعراق، فإن الأمر قد يبدو طبيعيا (في سياق الحرب) ولكن تنظيم “الدولة الإسلامية” توسع بطريقة تشمل أراضي غير متجاورة خارج قاعدته، وامتلك سلطة على جماعات تابعة له وإن كانت بعيدة عنه جغرافياً. إذ أعلنت بعض الجماعات الصغيرة؛ التي لا تمتلك تأثيراً ميدانياً يمكن التعويل عليه في بعض الدول، بيعتها لأبي بكر البغدادي، وتأسيس إمارات أو ولايات اعترف ببعضها ولم يعترف بالبعض الآخر.
(العرب اللندنية)
10 قتلى من قوات النظام السوري في هجوم لـ «داعش»
سقط 10 قتلى و20 جريحاً بصفوف قوات النظام السوري وحلفائها أمس، في هجوم جراء قيام تنظيم «داعش» بتفجير سيارة مفخخة في محافظة حمص بوسط سوريا، فيما أفادت السلطات السورية بسقوط قتلى وجرحى في انفجار وقع داخل قاعدة بحرية للجيش السوري في مدينة اللاذقية على الساحل السوري تبنته «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً).
وقال المرصد إن مسلحي «داعش» فجروا سيارة مفخخة عند تجمع لقوات النظام السوري المدعومة بميليشيات سورية وأجنبية، في منطقة حميمة الواقعة في أقصى البادية الشرقية لحمص، عند الحدود الإدارية مع محافظة دير الزور.
وأعقب ذلك هجوم عنيف ومعاكس نفذته مجموعة من عناصر «داعش» على مواقع لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، ما أسفر عن سقوط 30 قتيلاً وجريحاً أغلبهم من الأجانب.
وكانت قوات النظام السوري قد أحرزت يومي 26 و27 من يونيو الماضي، تقدماً في البادية السورية بريف حمص، وانتزعت من قبضة التنظيم الإرهابي السيطرة على أراض، ووصلت إلى مدخل دير الزور.
من جهة أخرى، أفادت مصادر سورية بسقوط قتلى وجرحى في انفجار وقع داخل قاعدة بحرية للجيش السوري في مدينة اللاذقية على الساحل السوري أمس. وقالت المصادر إن انفجاراً وقع داخل قاعدة بحرية في بلدة رأس شمرا شمال اللاذقية ظهر أمس، وإن ست سيارات إسعاف وثلاث سيارات إطفاء توجهت من اللاذقية إلى بلدة رأس شمرا وإن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا في الانفجار.
وقال سكان محليون في المدينة إن انفجاراً عنيفاً هز المنطقة مصدره القاعدة البحرية في البلدة. إلى ذلك، قالت مصادر إعلامية سورية إن قتلى وجرحى سقطوا في التفجير الذي وقع في بلدة رأس شمرا.
وتبنت «هيئة تحرير الشام» تفجير رأس شمرا شمال اللاذقية، وسط تضارب الأنباء والمعلومات عن سبب التفجير، وما هي نتائجه. وأعلنت الهيئة عبر وكالتها الإعلامية (إباء) المسؤولية عن التفجير، مشيرة إلى أن الميناء يحوي سفناً حربية وثكنات عسكرية للنظام وحلفائه.
من جهة أخرى، أعلن تنظيم «جيش الإسلام» أحد فصائل المعارضة المسلحة، موافقته على حل نفسه والاندماج في جيش سوري وطني موحد. وأعلن أنه وافق على مبادرة المجلس العسكري بدمشق وريفها، وبذلك يكون «جيش الإسلام» قد حل نفسه.
فالمبادرة تنص على حل التشكيلات العسكرية في الغوطة، وهي المنطقة التي تشكل مركز ثقل «جيش الإسلام»، أما الهدف من الخطوة، فهو تشكيل نواة لجيش سوري وطني موحد، إضافة إلى حل المؤسسات المدنية والخدمية كافة، وإعادة هيكلتها في جسم واحد، كما تنص المبادرة على معالجة كل فكر دخيل يعارض مبادئ الثورة السورية.
إلى ذلك، قتل أكثر من 330 ألف شخص، بينهم نحو مئة ألف مدني، خلال أكثر من ست سنوات من النزاع الذي تشهده سوريا، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تمكن المرصد من توثيق مقتل 331765 شخصاً على الأرض السورية، بينهم 99617 مدنياً في الفترة الممتدة من 15 مارس 2011 حتى 15 يوليو». وأوضح أن بين القتلى المدنيين «18243 طفلاً و11427 امرأة».
وأحصى المرصد مقتل 116774 من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، بينهم 61808 جنود سوريين و1480 عنصراً من حزب الله اللبناني.
في المقابل، قتل نحو 57 ألفاً من مقاتلي الفصائل المعارضة والمتشددة وقوات «سوريا الديمقراطية» التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها، وتخوض مواجهات ضد «داعش». كما قتل أكثر من 58 ألفاً من «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) وتنظيم «داعش» ومقاتلين أجانب من مجموعات أخرى.
(الاتحاد الإماراتية)
مركز سعودي: «الإخوان» و«الجزيرة» بئر التطرف في المنطقة
واصل مركز «الحرب الفكرية» التابع لوزارة الدفاع السعودية، تعرية فكر «الإخوان» و»الدواعش» و»القاعدة» وقناة «الجزيرة» القطرية، في إطار دور المركز في مواجهة جذور التطرف والإرهاب، وترسيخ مفاهيم الدين الحق.
وقال المركز في بيان نشرته صحيفة «المدينة» السعودية «تعتقد جماعة الإخوان أنه يجب على كل مسلم الانضمام لجماعتها باعتبارها الوريث الحصري للدين الحق، لذا احتكروا أُخوّة الإسلام على تنظيمهم، واندهش عامة المسلمين من هذا المنهج الإقصائي بأبعاده التكفيرية، الذي عبَّرت عنه كتابات سيد قطب وأبي الحسن الندوي».
وأشار المركز إلى أن «رهانات «داعش» تعتمد لتمرير فكره على أساليب التدليس والتمويه، فهو يراهن على مجرد تبني منهجه أكثر من رهانه على النظر لنطاقه الجغرافي الهش». وأضاف المركز أن «قناة الجزيرة القطرية تدس سماً فتلدغ وتؤجج وتضرم فتناً ثم تتسلل».
وتساءل المركز «هل غُسلت أدمغة أولئك الإرهابيين، وتم دفعهم لتلك الجريمة البشعة عن طريق فتاوى السلفية، أم هي النظريات الإخوانية»؟
من جهة أخرى، يتأكد سعي قطر لشق الصف الخليجي والعربي عبر أذرعها الإعلامية، باحتضان رموز الجماعات المتطرفة، وفتح المنابر الإعلامية لهم، رغم المطالب العربية التي قُدمت لها، والتحذيرات من عواقب مثل هذه السياسات.
وبررت قناة «الجزيرة» العمليتين الإرهابيتين اللتين شهدتهما محافظتا الغردقة والجيزة المصريتين، في اليومين الماضيين، بالتحجج حول وجود قصور أمني، إلى جانب ما أسمته ب«الاحتقان الشعبي» الذي يعيشه الشارع المصري بسبب سياسات الحكومة المصرية، وإقصاء أطياف من الشعب المصري، الأمر الذي أثار استياء نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، داعين القناة إلى التحلي بروح المسؤولية والحيادية، وإدانة الإرهاب بكل أشكاله، وصوره وعدم التبرير له.
وأصرت «الجزيرة» على تغطية هذه العمليات الإرهابية، باستضافة المعارضين لمصر، وفتح المجال الطويل لهم، فيما يقاطع مذيعو القناة المحللين الذين يرفضون تبرير الإرهاب، ويتم السماح للمعارضين بشن هجماتهم التحريضية ضد الحكومات والدول العربية.
وبحسب مراقبين، كانت «الجزيرة» تتباكى على ضحايا العمليات الإرهابية الذين سقطوا خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي في سيناء وغيرها، فيما لا تتوانى الآن عن مهاجمة الجيش المصري وانتقاد سياسة الحكومة، وتبرير الإرهاب بوجود قصور في الأجهزة الأمنية، في وقت تعترف أذرع حركة الإخوان وتنظيم «داعش» الإرهابيين بتبني العمليات الإرهابية ضد المدنيين والعسكريين.
وعد بعض المراقبين أن منهج القناة لا يتعدى السياسات المرسومة لها من الدولة القطرية، باعتراف شيوخ ومسؤولين قطريين بأن الجزيرة أهم إنجاز للدولة القطرية، مشيرين إلى أن قطر تريد زرع الخراب في الدول العربية بتأليب وتهييج الجماعات المتشددة والمعارضة للحكومات العربية، والتغلغل داخل تلك المجتمعات تحت غطاء العمليات الخيرية والتبرعات.
كما لا يخفى على العديد من المتابعين للشأن العربي، أن نسبة كبيرة من مذيعي ومحرري القناة، يعارضون حكوماتهم، ويؤججون العنف والخروج ضد جيوشهم الوطنية، وهو منهج عُرف من خلال البرامج الحوارية التي تنظمها القناة بشكل دوري.
(الخليج الإماراتية)
تحذيرات من عودة داعش رغم خسائره الأخيرة.. الأوبزرفر البريطانية: التنظيم قد يصعد من جديد ما لم يتم كسر شوكته تماما.. وعلى الولايات المتحدة وحلفائها وضع خارطة طريق سياسية وضمان عدم تكرار ظروف ظهوره
على الرغم من الاحتفالات التى سادت العراق وتردد صداها فى العالم بعد تحرير الموصل من قبضة داعش، إلا أن سؤال "ماذا بعد" كان حاضرا بقوة فى العديد من المناقشات التى دارت حول هذا الأمر، ما دعا كثيرا من الخبراء إلى التشديد على ضرورة عدم السماح بعودة التنظيم للظهور مرة أخرى، والسعى لإعادة الإعمار سريعا.
من جانبها حذرت صحيفة "الأوبرزفر" البريطانية من أن تنظيم داعش، وبرغم خسائره الأخيرة، يمكن أن يصعد مرة أخرى، ما لم يتم كسر شوكته، مشيرة إلى أنه لم يتم احتواء التنظيم بعد كما أنه يمكن أن يستغل فراغ السلطة ـ ذلك الذى سمح له بالصعود من قبل ـ مرة أخرى.
وفى التقرير الذى كتبه، حسن حسن، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية المتطرفة، قال إنه قبل يوم من بدء معركة الموصل، تعرضت دعاية داعش لضربة قوية سرعان ما تم نسيانها، فالمعارضة السورية المدعومة من تركيا استطاعت إخراج التنظيم من مدينة دابق فى شمالى سوريا، تلك التى قام فيها الإرهابى البريطانى محمد إموازى بإعدام عامل إغاثة أمريكى.
ومع صعود داعش فى 2014، أصبحت المدينة الصغيرة مركز لداعيته، واستطاع المسلحون السنة أن يستعيدوا المدينة مرة أخرى، وضاعت فرصة لتقويض داعش، ولم يعد أحد يتذكر دابق اليوم.
وتابعت الصحيفة قائلة: "إنه على الرغم من خسارة داعش الموصل، وتحذير المراقبين بأنه لم ينته بعد، إلا أن أحدا لم يتحدث عن التهديد الذى يمثله التنظيم الإرهابى عقب انهيار خلافته المزعومة".
وسرد التقرير عددا من المكاسب التى حققها التنظيم طوال السنوات الماضية منها أنه كسب تنظيما عابرا للحدود لم يكن لديه قبل ثلاث سنوات، وأنه أصبح جماعة دولية كاملة تتنافس من أجل استعادة عباءة الجهاد العالمى من تنظيم القاعدة.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن داعش لا يزال أقوى مما كان قبل تقدمه العسكرى فى يونيو 2014. وأصبح أكثر قوة مع سيطرته على الأراضى، الأمر الذى مكنه من جنى الأموال وتجنيد أعضاء جدد من السكان المحليين بناء على نجاحاته العسكرية، لكن تم إضعافه مقارنة بذروة قوته بعد أن استولى على ثلث العراق ونصف سوريا.
وكذلك، فإن معاقل داعش فى الأنبار، ورغم أنه سيكون من السهل استعادتها، لكنها ستظل على الأرجح مخابئ يمكن أن يعمل من خلالها التنظيم ويشن هجمات.
وأخيرا، فإن من المهم أن نتذكر، كما تقول الصحيفة، أن داعش قد كلف سوريا والعراق الكثير من الناحية الاقتصادية، وفى حين أن هزيمته ستحقق ارتياحا لمن تضرروا وسيشجع الآمال على بداية جديدة؛ إلا أنه تسبب فى دمار هائل فى البنية التحتية وللنسيج الاجتماعى فى مناطق كتيرة، وستتلاشى نشوة الانتصار وتبدأ بعدها الصراعات والتوترات.
وتحدث تقرير الأوبزرفر عن معركة الموصل، وقال إنها كعملية عسكرية كانت مثيرة للإعجاب، فلأول مرة تحارب قوات البيشمركة الكردية مع القوات العراقية، وتم إبعاد الميليشيات الطائفية إلى حد كبير عن القتال داخل المدينة.
وقال التقرير إن العملية يمكن أن تحقق أكثر من هذا، فكل من الموصل والرقة يقدمان فرصة، نظرا للقضايا السياسية المستمرة التى تحيط بالمدنيتين، لوضع خارطة طريق سياسية واضحة لسوريا وعراق جديدين. وفى كل من المدينتين، توجد فرصة أمام الولايات المتحدة والدول المتحالفة للعب دور كبير فى الحوار حول ما يجب أن يحدث بعد أن ساعدوا فى تحرير هذه المناطق من داعش.
وأنهت الصحيفة تقريرها بالقول: "بدلا من ذلك، فإن الخوف هو أن تسود نفس قضايا الانقسام الطائفى والفساد الحكومى وعدم الكفاءة، وهى نفس الظروف التى سمحت بصعود داعش فى المقام الأول".
(اليوم السابع)
داعش بعد الهزيمة.. انتهاء التنظيم وبقاء الفكرة
استعادة مدينة الموصل العراقية من براثن تنظيم داعش، بقدر ما تمثل خطوة أساسية ومفصلية في المسار الطويل لدحر الإرهاب في المنطقة والعالم، إلا أنها تمثل أيضا بداية طرح الأسئلة المشروعة عن نهاية التنظيم، وهل أن خسارة داعش للتنظيم تعني نهايته الوشيكة؟ استمرار الأفكار والأدبيات التي انطلق منها داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، تجعل الإقرار بنهايته ضربا من التفاؤل الخطير.
اختفت رايات التنظيم لكن دواعي نشوئه قائمة
خسر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الجولة الحاسمة التي كان يستعد لها منذ فترة طويلة ويعبئ لها مقاتليه، وفقد السيطرة على مدينة الموصل التي استعادها الجيش العراقي بدعم من التحالف الدولي، في ما تتناقل وكالات الأخبار مقتل “رأس الحية” أبي بكر البغدادي، الخليفة المزعوم الذي عاث فسادا طيلة ما يزيد على أربع سنوات في سوريا والعراق ومناطق أخرى، وروّع الآمنين، ونصب نفسه الخليفة والمفتي والقاضي والمحتسب والقاتل، الذي يتولى جميع المهام لكن يعفي نفسه منها بالتفويض.
ولكن هل انتهى هذا التنظيم الإرهابي حقا بخسارة الموصل والمقتل المرجح لزعيمه؟
ليس هذا مؤكدا تماما، ولا يمكن الجزم به. صحيح أن معركة الموصل كانت جولة حاسمة في حياة هذا التنظيم وبقائه، وراهن عليها نحو عام كامل، ولكنها ليست الجولة الأخيرة والنهائية. فلقد بنى التنظيم استراتيجيته منذ ظهوره على التوسع أفقيا والانتشار عموديا، وخلق ماكينة إعلامية صنعت منه الوحش الذي يخيف ووفرت له آليات لاستقطاب مقاتليه من جميع القارات، بل تحول لدى الكثير من الجهاديين عبر ربوع العالم إلى “أيقونة” للعمل الجهادي، وهو أمر لم يتوفر لأي تنظيم إرهابي ما عدا تنظيم القاعدة في حياة أسامة بن لادن، وفوق ذلك تمكّن من نشر نموذجه الجهادي إلى أكثر من مكان، حتى أصبحت التنظيمات الإرهابية المسلحة تتسابق على إعطاء البيعة للبغدادي بكل رضاء.
ليس مستبعدا أن ينقل داعش عملياته إلى أوروبا لإرسال إشارات بأنه باق على قيد الحياة، والعودة إلى ما قبل 2013
قبل بضعة أشهر من انطلاق معركة الموصل، صاغ تنظيم داعش مفهوما حربيا جديدا وضعه كسيناريو محتمل في حال هزيمته أمام التحالف الدولي، للحفاظ على بقائه، هو مفهوم الانحياز. وقد ظهرت كلمة الانحياز على لسان الناطق الرسمي السابق باسم التنظيم أبي محمد العدناني، الذي قال إن مقاتلي التنظيم سيقاتلون إلى النهاية ويمكن أن ينسحبوا استعدادا للكر مجددا.
وفي العدد الأخير من نشرة “النبأ” التي يصدرها، والذي ظهر قبيل هزيمته الساحقة في الموصل، نشر التنظيم افتتاحية تحت عنوان “قل للذين كفروا ستغلبون”، جاء فيها “وإن تكرار ما حدث في الموصل مرة ثانية وثالثة ورابعة، هو أمر ممكن حتما في كل المدن التي ينحاز منها جيش الدولة الإسلامية”، ومعنى ذلك أن تنظيم داعش يضع سلفا خطة الانسحاب المخادع أمام المواجهة غير المتكافئة من كل المناطق التي يسيطر عليها، في اتجاه مناطق أخرى، انتظارا لفرصة العودة.
قد تكون تلك الخطة مجرد مناورة بلاغية موجهة إلى مقاتلي التنظيم من أجل رفع معنوياتهم أمام الخسائر الفادحة التي يتكبدونها في الأرواح والأرض، فقد جرب نفس السلوك في سرت الليبية، لكي يحاول زرع الأمل في نفوس المقاتلين التابعين له بأن الخسارة ليست نهاية الحرب بل مجرد جولة في مسار جهادي طويل.
ولذلك وجه الناطق الجديد باسم التنظيم، أبوالحسن المهاجر، قبل أسابيع كلمة إلى المقاتلين تحت عنوان “ولما رأى المؤمنون الأحزاب”، أوهم فيها المقاتلين البسطاء بأن المعركة التي يخوضونها شبيهة بالمعركة التي خاضها النبي عليه السلام مع الأحزاب في الغزوة التي حملت نفس الاسم، وقال فيها “نسأل الله أن يصرف الأحزاب عن دولة الخلافة كما صرفها عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته”، ثم توجه إلى المقاتلين قائلا “يا جندي الخلافة، تأمل واعتبر بما يجري حولك من أحداث وتفكر ثم انظر فما هي والله إلا ميتة واحدة وقتلة واحدة، فكن عزيزا بدينك مستمسكا بإيمانك”، وهي صرخة شخص يائس يريد أن يلتف على هزيمته.
وفي نفس الوقت عمل التنظيم على الترويج لنشيد جديد باسم “دولتي باقية”، مدته ثلاث دقائق، لتجديد معنويات المقاتلين وتذكيرهم بالشعار الأول الذي رفعه التنظيم بعد إعلان ما سمي بالخلافة.
مع ذلك فإن التنظيم أمامه خيارات متعددة لمواصلة حربه بكل السبل، ولعل نظرية “الحرب الشاملة” التي رفعها منذ البداية قبل حوالي أربع سنوات جعلته لا يكتفي بالعراق كمسرح لعملياته وحضوره بقدر ما سعى إلى تنويع نقاط تواجده، من خلال تنويع جنسيات مقاتليه.
وفي عدد أخير من نشرة “النبأ” قال التنظيم إن مسرح عملياته ليس العراق وسوريا فقط “بل صارت تشمل العالم كله”.
وليس مستبعدا أن يغطي التنظيم على خسارته بنقل عملياته إلى أوروبا، لإرسال إشارات بأنه باق على قيد الحياة، والعودة إلى ما قبل العام 2013 حين نشأ نتيجة عملية توحيد بين جماعات مقاتلة تتقاسم نفس الأيديولوجيا.
(العرب اللندنية)