علماء الأزهر والسياسيون: تدويل المقدسات «فكرة شيطانية»/تهديدات "داعش" تجبر الطرق الصوفية على تأمين أضرحتها بحراسات خاصة/مقتل العشرات بسيارة ملغومة في الصومال واشتباك مع «الشباب»
الإثنين 31/يوليو/2017 - 09:49 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الاثنين الموافق 31-7-2017.
داعية أزهري: أحكام التكفير ليست في أدراج "الإمام الأكبر".. ومثيرو الشبهات يشككون في التاريخ الإسلامي
قال الداعية الأزهري، ماهر خضير، إن الأزهر أعرق وأقدم مؤسسة سنية علمية فى العالم، لافتًا إلى أن أحكام التكفير لها ضوابط، وليست أحكامًا في أدراج مكتب الإمام الأكبر شيخ الأزهر يخرجها كيفما يشاء، وإنما هي أحكام شرعية لها ضوابطها ولها موانعها ولها فقهها.
وأضاف خضر، أن بعض الاتهامات الموجهة للفتح الإسلامي هي تشكيك في التاريخ الإسلامي برمته وإنكار ما شهد به الأعداء قبل الأصحاب، كما رد على الكثير من الشبهات والاتهامات التي توجه للإسلام ومؤسسة الأزهر... فإلى نص الحوار:
• كيف ترد على القائلين إن الأزهر لا يريد تكفير داعش في الوقت الذي يكفر المفكرين والمجددين؟
الأزهر أعرق وأقدم مؤسسة سنية علمية فى العالم يقوم منهجه على دراسة الأصول والفروع للعلوم الشرعية دراسة تأصيلية تفصيلية على كل المذاهب وكل الآراء ولا يترك قولا ولا رأيا إلا ويذكره ويفنده، وهذا فن يجهله الكثير من متخصصي قطع الجمل والكلمات من سياقها ليصيحوا ويعربدوا وتراهم يرقصون ويقلبون أيديهم ورؤوسهم وكأنهم توصلوا إلى السبب الرئيسي في انتشار الإرهاب والتطرف فى سطر من أحد كتب الفقه على أحد المذاهب، ولك أن تعلم بأن التكفير والتفسيق والتضليل والجنة والنار ليست في أدراج مكتب الإمام الأكبر شيخ الأزهر يخرجها كيفما يشاء، وإنما هي أحكام شرعية لها ضوابطها ولها موانعها ولها فقهها.
وأما تكفير الأزهر لبعض المفكرين والمجددين فلم نسمع أن الأزهر كفر مفكرًا أو مجددًا وعلى المدعى أن يثبت ذلك، ونؤكد أن الدواعش والتكفيريين هم مجرمون مارقون فجرة يجب قتالهم واستئصال شأفتهم وهم خطر على الإسلام.
• ما مدى مسئولية الأزهر عن تجنيد "داعش" للشباب؟
الزج باسم الأزهر فى هذه التهمة ما هو إلا افتراء، فكما قلنا الأزهر الشريف ليس وليد الأعوام السابقة بل هو موجود منذ عام 970 ميلادية أى ما يقرب من ألف وسبعة وثلاثين عامًا، تخرج منه قامات وعلماء ملئوا الدنيا علمًا وفضلًا منهم زعيم الأمة سعد زغلول باشا، ومنهم الإمام المراغي، الشيخ الشعراوى، وآخرون، فكيف لمن خرج مثل تلك النماذج أن يتهم بأنه يجند الدواعش؟، كما أن الأزهر أطلق مرصدًا إلكترونيًا بنحو 10 لغات أجنبية لمواجهة الأفكار المتشددة والرد على الآراء الشاذة بطريقة علمية منضبطة لمواجهة الإرهاب الذى يجتاح العالم، ومثل هذه الاتهامات حقد على الأزهر وعلمائه.
وماذا عن من يعتبرون أن الفتح الإسلامي كان حربًا لسبي النساء؟
مثل هذه الاتهامات هي تشكيك في التاريخ الإسلامي برمته وإنكار لما شهد له وبه الأعداء قبل الأصحاب، فهل فتح مكة لم يكن فتحًا؟، وأين سبى النساء والرسول يعلنها لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء"؟، ويكفى شهادة غوستاف لوبون حين يقول "فإن الأمم لم تعرف فاتحين متسامحين مثل العرب، ولا دينًا سمحًا مثل دينهم، وما جهله المؤرخون من حلم العرب الفاتحين وتسامحهم كان من الأسباب السريعة في اتساع فتوحهم وفي سهولة اعتناق كثير من الأمم لدينهم ونظمهم ولغتهم التي رسخت وقاومت لجميع الغارات، وبقيت قائمة حتى بعد تواري سلطان العرب عن مسرح العالم.
• وكيف ترد على أن الرسم العثماني للقرآن كذب ودليل جهل؟
من المعروف لأى مهتم بهذا الأمر أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف أي لهجات ولم يكن هناك ثمة خلاف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان القرآن في صدور الرجال من أصحاب النبي، والمتعهد بحفظه إنما هو الله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، وفى عهد سيدنا أبو بكر الصديق جمع القرآن وكتب في الرقاع.
ثم فى عهد عثمان بن عفان، جمعت تلك الصحف في مصحف واحد هو مصحف الإمام قال أبوعمرو أكثر العلماء على أن عثمان بن عفان، لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية من النواحي بواحدة منهن فوجّه إلى الكوفة إحداهن وإلى البصرة أخرى.
واعتمد على لغة قريش عند الاختلاف لنزول القرآن عليهم، وهنا نوضح القاعدة العربية أن اللفظ يكتب بحروف هجائية مع مراعاة الابتداء والوقوف عليه وقد مهد النحاة له أصولا وقواعد وقد خالفها في بعض الحروف خط المصحف الإمام.
• كيف ترد على القائلين إن هناك 1409 آيات تنفى عذاب القبر؟
إن القرآن وردت فيه آيات كريمات تشير إلى حياة القبر وعذابه، ولكنهم من جهلهم بالقرآن وبسنة النبي عليه الصلاة والسلام يطعنون في ثوابت وأمور فيدعون أن القرآن الكريم لم يذكر أن هناك عذابا في القبر وهى شبهة يريد أصحابها نفى الحياة البرزخية التي هي جزء من الأيام باليوم الآخر والعجيب أنهم يترسون ويستدلون بالقرآن بفهمهم ويرفضون ما أثبتوه لأنفسهم رغم الفارق، لفقدهم أدوات استنباط الأدلة في فهم النصوص وها نحن نرد عليهم بكتاب الله تعالى.
فمن هذه الآيات القرآنية التي تشير إلى حياة القبر قوله عز وجل: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:99 - 100] فهذا تهديد من الله عز وجل بعذاب القبر وبحياة البرزخ.
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: ويل لأهل المعاصي من أهل القبور! تدخل عليهم في قبورهم حيات سود أو دهم، حية عند رأسه وحية عند قدميه، يقرصانه حتى يلتقيا في منتصفه، فذلك قول الله عز وجل: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:100].
• "زواج المتعة يساوى زواج المسيار الذى أباحه الأزهر".. فما ردك؟
الزواج فى الإسلام بصفة عامة هو نعمة من الله على الإنسان وآية من آياته (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا)، وهو سنة من سنن الله لإعمار الأرض وفيه مراعاة لطبيعة الإنسان وميوله الفطرية وقد روعى فيه حفظ الحقوق للزوجة والأولاد إذا أن من ضروريات الشريعة الخمس حفظ النسل وكل ما خالف هذا التشريع جاء الإسلام بتحريمه.
زواج المتعة: ويسمى الزواج المؤقت، والزواج المنقطع، وهو أن يعقد الرجل على المرأة يوما أو أسبوعا أو شهرا وسمي بالمتعة، وإن هذا الزواج لا تتعلق به الأحكام الواردة في القرآن بصدد الزواج، والطلاق، والعدة، والميراث، فيكون باطلا كغيره من الأنكحة الباطلة.
أما زواج المسيار كغيره من الزواج الذي شرعه الله إذا توفرت فيه شروط النكاح وأركانه وانتفى من الموانع، وحصل فيه إعلان النكاح، غاية ما في الأمر أن الزوجة تنازلت عن بعض حقوقها الزوجية لمصلحتها، كعدم مطالبتها الزوج بالمبيت معها أو النفقة عليها، أو السكن أو العدل بينها وبين زوجته إن كانت له زوجة غيرها، وهي لم تتنازل عن ذلك إلا لسبب اضطرها إلى ذلك، كالخوف من العنوسة فيفوتها قطار الشباب فيزهد فيها الرجال، أو طلب الذرية، أو العفاف.
* وما ردك على أن أغلب المصريين منكرون للسنة لأنه "لا يشرب من بول الإبل"؟
سبحان رب البرايا هل معنى أن الشعب المصري لا يشرب بول الإبل أنه منكر للسنة وهل يعنى شرب بول الإبل الإيمان والتصديق بالسنة؟، شرب بول الإبل الذي جاء فى الحديث إنما كان لضرورة حينها، قال أحمد بن حنبل: لا يشرب بول الإبل وغير الإبل مما يؤكل لحمه إلا عند الضرورة،
وبعبارات بسيطة الأدوية في هذا الزمان تستخلص من الثوم والبصل ومن جلود الحمير من غير نكير، وقد قال ابن المنذر: واستعمال أبوال الإبل في أدويتهم قديما وحديثا من غير نكير.
فقه الكراهية ابتدعه بعض المشايخ والعمائم على المنابر للشباب.. فما ردك؟
الكراهية لم يبتدعها بعض المشايخ على المنابر وإن صح التعبير لقلنا فقه الكراهية والحقد ابتدعه أعداء الأمة والوطن ووجدوا له مسلكا وطريقا على أيدى الجهلة والعملاء من أصحاب المنابر المختلفة إعلامية ودينية وسياسية واقتصادية دون الحصر على فصيل واحد، وأما المشايخ والعمائم "الحق" فهم دعاة السماحة والحب والوحدة.
• البعض يردد عبارة "الدين ليس علمًا ينمو بالدراسة".. فما ردك؟
من المستفيد من طرح مثل تلك الأطروحات التي تريد أن تقول إن هناك نفرة بين العلم والدين وإحداث بلبلة نحن في غنى عنها وما هى إلا مغالطات خسرنا فيها أحبارا وأوراقًا، الدين هو إلزام والتزام، إلزام من المعبود، والتزام من العابد وهذا لا يتأتى إلا بالعلم بأوصاف هذا المعبود وأوامره ونواهيه، والعلم ليس شيئًا جامدا متحجرا على أبعاد محددة، وإنما هو متسع وقد بدأ بالحث عليه قبل القول والعمل.
وأما قول القائل إن الدين ليس علما فأراد أن يجرد الدين من كل معالمه وجعله نوعا من التجليات الروحية وفقط لا دخل للإنسان فيها وهذا خطأ أيضا إذ إن الروح مرتبطة بالنفس والبدن رفعة وانحطاطا وفهما وقربا وبعدا ولا يغرنكم العصور المظلمة التى تسلط فيها بعض رجال الدين على رقاب العباد.
(البوابة نيوز)
علماء الأزهر والسياسيون: تدويل المقدسات «فكرة شيطانية»
أكد علماء إسلام وسياسيون مصريون أن قطر تسعى لإثارة الفتن في صفوف العرب والمسلمين من خلال توظيف فريضة الحج في أزمتها مع الدول العربية الداعية لمحاربة الإرهاب، وذلك بدلاً من تصحيح سياساتها، التي أغضبت منها أشقاءها العرب، مؤكدين ان الحديث عن تدويل المقدسات «فكرة شيطانية» ستجر على الأمة الإسلامية ويلات لا يعلم احد نتائجها.
وأوضح العلماء والسياسيون أن قطر استغلت الحج كي تدعي زوراً وبهتاناً أن المملكة العربية السعودية تمنع مواطنيها من الحج، وذلك في مسعى لخلق أزمة مع المملكة، بما يصب في خدمة المخططات الإيرانية الساعية إلى إثارة الفتن مع حلول موسم الحج كل عام، مما يؤكد أن قطر تتناغم مع السياسات الإيرانية المعادية للدول العربية، واعتبر هؤلاء ما ذهبت إليه قطر يؤكد أنها لا تزال مصرة على التفكير بعقل إيران التي سبق لها، وأن طالبت في المحافل الدولية بتدويل الحج، مؤكدين أن قطر تسعى بذلك للالتفاف على المطالب العربية المشروعة، عبر تصعيد، بعيد كل البعد عن جوهر الأزمة.
وحذر كبار علماء الأزهر والسياسيين قطر من الزج بفريضة الحج في الخلافات السياسية، متهمين قادة قطر بالسير على درب ملالي إيران في محاولة تدويل الحج والحرمين الشريفين، لافتين إلى أن ذلك سيضاعف من تشويه صورة قطر، فالحج عبادة تقرب بين المسلمين ولا تباعد بينهم، مثمنين الموقف السعودي المرحب بحجاج قطر، والميسر لهم أداء شعائرهم الدينية في يسر وسهولة، رافضين المحاولات القطرية لتعميق الخلافات، وتوسيع الهوة من خلال ترويج مزاعم كاذبة.
الأزهر يدين ويحذر
أكد د. عباس شومان وكيل الأزهر الأمين العام لهيئة كبار العلماء رفض الأزهر الشديد لدعوات تدويل إدارة الحرمين الشريفين أياً كان مصدرها، حيث تؤدي إلى «إثارة الفتن والنعرات الطائفية في العالم الإسلامي».
وقال إن هيئة كبار العلماء بالأزهر ناقشت هذا الأمر في سبتمبر/أيلول الماضي، وأعلنت رفضها القاطع دعوات بعض القوى الإقليمية لتدويل إدارة الحرمين الشريفين في الأراضي المقدسة، واستهجنت استخدام أمور الدين والنعرة الطائفية لتحقيق أهداف سياسية، وحذرت من محاولات خداع بعض المسلمين بهذا المطلب، لأنه باب جديد من أبواب الفتنة ويجب إغلاقه، وأكدت حق المملكة العربية السعودية في الولاية على الحرمين الشريفين، وجدارتها بتنظيم أمور الحج بعيداً عن أي تدخل خارجي.
وشدد شومان على ضرورة أن يرقى المسلمون بالحج عن خلافاتهم وصراعاتهم، مشيراً إلى أن أهم من أهداف فريضة الحج جمع المسلمين وتحقيق التلاقي والتواصل بينهم استجابة لقول الحق سبحانه: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات»، مؤكداً ضرورة التصدي لمحاولات تشويه مقاصد الحج العليا، ومن أبرزها أن يتلاقى المسلمون من كل فج عميق في مكان واحد ليتحاوروا ويتفاهموا ويتناقلوا فيما بينهم الأفكار المفيدة والتجارب.
استغلال سياسي مرفوض
وأعلنت دار الإفتاء المصرية رفضها وإدانتها لدعوات تدويل الإشراف على الحج وعلى الحرمين الشريفين، حيث حذر د. شوقي علام مفتي مصر، من المحاولات المتكررة لاستغلال موسم الحج، لتحقيق أهداف سياسية أو نقله من ساحة العبادة الخالصة لله تعالى، إلى إثارة «النعرات الطائفية»، وتحقيق مآرب لا علاقة لها بالعبادة، مؤكدا أن هذا السلوك لا يجوز شرعا ويخالف أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، ويؤكد أن «تسييس الحج» يدخل الأمة الإسلامية في «فتن كبرى» تمزق وحدتها وتماسكها.
وأضاف: حذرنا مراراً من استغلال فريضة الحج لأغراض سياسية أو لتحقيق أهداف ومآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية، أو أي أمور أخرى تخرج هذه العبادة عن مقاصدها، ولكن للأسف بعض الدول لا تكف عن محاولات استغلال المناسك في إثارة النعرات الطائفية، وهذا أمر غير جائز شرعاً ويخالف أحكام الشريعة الإسلامية، ويستهدف تشويه الحقائق.
وثمن المفتي جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خدمة الحجاج، دون تفرقة بين حجاج دولة وأخرى، قائلا: نحن على ثقة بأن كل الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة يجدون كل ترحيب من سلطات المملكة ومن إخوانهم السعوديين، والسلطات السعودية لا تدخر جهدا في توفير كل سبل الراحة وتذليل الصعاب التي تواجه ضيوف الرحمن.
فكرة شيطانية
ورفض د. أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر مزاعم قطر بشأن فكرة تدويل الحرمين الشريفين والولاية غير السعودية على موسم الحج، ويصفها ب«الفكرة الشيطانية»، التي تجر على المسلمين ويلات كثيرة لا يدرك هؤلاء خطرها وتداعياتها الدينية والسياسية والأمنية.
وأضاف: لا نرى تقصيراً ولا تعنتاً من السلطات السعودية، ولذلك نعلن تضامننا كعلماء مع المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وندعو هؤلاء الذين يحاولون تفريق الصفوف وإثارة المشكلات والأزمات إلى التعقل، مناشداً المسلمين في كل مكان دعم مواقف المملكة وحرصها الشديد على أمن واستقرار موسم الحج، وكل ما تتخذه من إجراءات لضمان تحقيق ذلك، قائلاً: يجب أن نقف في وجه هؤلاء الساعين لتأجيج مشاعر المسلمين في موسم الحج، بإثارة نعرات مذهبية وطائفية وألاعيب سياسية تتنافى مع مقاصد وأهداف فريضة عظيمة مثل فريضة الحج.
ورفض د. أحمد عمر هاشم أي محاولة من جانب حجاج بعض الدول لاستغلال الحج لتحقيق أهداف سياسية، كما تفعل إيران دوما، مؤكدا أن هذا خروج بالفريضة عن أهدافها الحقيقية، ومحاولة لإفساد جو العبادة على ضيوف الرحمن، ونحن دائما كعلماء نحذر من ذلك، ولا يجوز لحجاج أية دولة ترديد أي شعارات سياسية أو «إثارة النعرات الطائفية» أثناء وجودهم في الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وكل من يقوم بذلك يحدث فتنة في المجتمع الإسلامي وديننا ينهانا نهياً قاطعاً عن إحداث الفتن ونشرها في المجتمعات الإسلامية، فالفتنة بين المسلمين كما قال الله تعالى: «أشد من القتل».
ادعاءات كاذبة
وقال د. جمال شقرة نائب رئيس مركز الشرق الأوسط للأبحاث والدراسات السياسية بجامعة عين شمس وأستاذ التاريخ المعاصر: الثابت أن قطر هي من تمنع الحجاج القطريين هذا الموسم، بهدف إثارة البلبلة والشكوك حول قدرة المملكة العربية السعودية على تنظيم موسم الحج المقبل، كما أن الثابت أن المملكة العربية السعودية لم تمنع الحجيج القطريين، فالمملكة تبذل جهودا غير عادية لتأمين موسم الحجيج، والحفاظ على أرواح وحياة الحجاج، حيث قامت مؤخرا بتطوير تنظيم موسم الحج. وكان آخر ذلك التطوير إقامة قطار بين جدة ومكة المكرمة.
وأضاف شقرة: إن قطر تسعى لإثارة القلاقل حول المملكة العربية السعودية بادعاءات كاذبة ووهمية، كما أن المملكة لم تقدم أبدا على منع الحجيج من أي دولة، وإن كان من حقها أن تتخذ الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين أمن الحجيج، مشيرا إلى أن قطر مثل إيران تثيران المشكلات حول المملكة.
ولفت إلى أن تأثير المقاطعة العربية لقطر دفعها إلى مزيد من التخبط وادعاء الأكاذيب حول الدول الأربع، وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية، معتبرا قطر دولة مارقة تغرد خارج السرب العربي، وتدعم الإرهاب، ولا تجد حلاً للخروج من أزمتها سوى إثارة الشائعات والقلاقل حول دول الجوار.
قطر تفكر بعقل إيران
وقال د. سعيد اللاوندي الخبير بشؤون العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن المطلب القطري لم يكن الأول من نوعه، فهو الثالث، حيث سبق لألمانيا أن طرحته، ثم تلقفته إيران بعد ذلك، ومن ثم تطرحه قطر الآن، فهو ليس مطلباً جديداً.
وأوضح اللاوندي أنه جاء كمحاولة لتشويه المملكة العربية السعودية كونها تقود دول المقاطعة الأربع في الأزمة القطرية، مشيرا إلى أن قطر تناست أن المملكة العربية السعودية تقوم بواجبها على أكمل وجه تجاه الأراضي المقدسة في المملكة، وأن ما ذهبت إليه لا معنى له، مشيرا إلى أن قطر تفكر الآن بعقل إيران، كما كانت تفكر من قبل بعقل الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا.
وتوقع اللاوندي أن ترفض الأمم المتحدة مثل تلك الدعاوى، التي لا سند لها، وسوف تؤكد الأمم المتحدة موقفها، الذي أعلنه أمينها العام بأنه يجب حل الأزمة القطرية في إطار مجلس التعاون الخليجي، فكيف للأمم المتحدة أن تنظر إلى شكوى قطر بشأن تدويل مناسك الحج؟ وهي التي أعلنت على لسان أمينها العام أن حل أزمة قطر يأتي في إطار مجلس التعاون.
وقال اللاوندي إن قطر تحاول إطالة أمد الأزمة وتصعيدها بأي شكل متناسية تورطها في تمويل الإرهاب، معتبراً قطر خطراً على الأمن القومي العربي والعالمي معا، لا سيما أن جريمة الإرهاب لم تقتصر على المنطقة العربية، بل إنها طالت دولاً غربية أوروبية وأمريكا.
الالتفاف على الأزمة
قال الدكتور كمال حبيب الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، إن إقحام قطر لمناسك الحج على خط الأزمة مع دول المقاطعة الأربع، وخاصة المملكة العربية السعودية، أمر خطير، ويؤكد أن قطر تحدث القلاقل دائما مع جيرانها العرب، حيث تنفذ رغبة إيرانية سابقة، بشأن تدويل مناسك الحج.
واعتبر حبيب شكوى قطر ضد المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة تصعيدا جديدا للأزمة يستوجب مواجهته، وهو ادعاء ليس في محله، لا سيما أن المملكة العربية السعودية أعلنت ترحيبها باستقبال الحجاج القطريين.
وأضاف حبيب: إن ادعاء قطر ضد السعودية يستهدف تسييس فريضة الحج، التي يجب أن تكون بعيدة عن أي خلاف سياسي، مع الأخذ في الاعتبار أن المسجد الحرام يقع في الأراضي السعودية، وهي صاحبة السيادة عليه وعلى أراضيها، ومن حقها اتخاذ أية إجراءات لتأمين وحماية موسم الحجيج.
وقال حبيب: إن قطر أشبه بمن يطالب بحق يراد به باطل، فهي تلجأ للمنظمات الدولية، وتستعين بأدوات ليس في محلها مع أزمتها، وتلتف بذلك على المطالب العربية المشروعة، التي تستهدف الحد من الممارسات القطرية في دعم الإرهاب، والتدخل في الشؤون الدولية على دول الجوار.
ورأى حبيب أن الشكوى التي تقدمت بها قطر لا قيمة لها، ويمكن تسجيلها فقط في أرشيف هيئة الأمم المتحدة، مؤكدا أنه لا يعتقد أن الأمم المتحدة ستحيل مثل هذه الشكوى، إلى مجلس الأمن لمناقشتها، فالأولى أن تقدم هيئة الأمم المتحدة على مناقشة المطالب العربية، وتأكيد جديتها ومن ثم التحرك بشأنها.
(الخليج الإماراتية)
الإخوان تصدر تعليمات لأعضائها بشأن استخدام المحمول.. «تقرير»
بدأ نشاط المجموعات الشبابية لجماعة الإخوان الإرهابية فور فض اعتصامي رابعة والنهضة، لتبدأ جولة جديدة من مواجهة الدولة ومؤسسات عبر عمليات نوعية بإشراف عدد من قيادات الجماعة التي بدورها وفرت الأموال والأسلحة وحددت الأهداف المطلوبة، فضلا عن الخطط المسبقة وعملية التدريب على استخدام الأسلحة النارية، وكيفية عمل المفرقعات.
لم يبق لشباب الإخوان المشاركين في العمل النوعي سوى حماية أنفسهم من خطر الانكشاف، والحفاظ على السرية من خلال مجموعات عنقودية لا تعرف بعضها البعض وتتواصل من خلال قائد واحد، لعل الاسم الأبرز في الآونة الأخيرة يحيى موسى القيادي الإخواني الذي شغل منصب المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة.
الخوف يسيطر على مجموعات النوعية، لذا حرصوا حسب تعليمات مشددة على أن يغيروا من سمتهم باستحداث بعض الحيل التي تقيهم من إلقاء القبض عليهم.
وفي رسالة متداولة بين شباب الجماعة الإرهابية، صدرت تعليمات بضرورة التغيير المظهري لكافة الشباب، يأتي على رأسها حلق اللحية، وارتداء البناطيل الجينز، عدم حمل أي صور على التليفون المحمول ذات صبغة إسلامية أو أدعية دينية.
لم يقف الأمر عند هذا الحد؛ إذ صدرت تعليمات مؤخرا تشدد على عدم استخدام خاصية تحديد المكان الجغرافي، أو استخدام الهاتف في التواصل فيما بينهم، أو استخدام شبكة الواي فاي عامة؛ حيث يتم تتبعها، أو استخدام البرامج التي يتم تفعيلها برقم مصري مثل الواتس والتليجرام والفايبر.
أما عن طريقة التواصل فيعتمد هؤلاء على برامج لا يتم تتبعها على شاكلة برنامج "لاين"، بالإضافة إلى ذلك لجأت الحركات الإخوانية إلى التواصل عبر الـ"ProtonMail" والذي دخل للأسواق في 2014 بنسخة تجريبية وذاع صيته بعد حجب جوجل له في الفترة الأخيرة.
(فيتو)
تدمير أوكار إرهابية بسيناء
أعلن المتحدث العسكري للجيش المصري العقيد تامر الرفاعي على صفحته بموقع فيسبوك أمس، أن قوات الجيش تمكنت من اكتشاف وتدمير عدد من الأوكار، التي تستخدمها العناصر التكفيرية في الاختباء شمالي سيناء.
وأوضح البيان أنه جرى العثور بداخل الأوكار الإرهابية على كمية من الأسلحة والذخائر ومعدات تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة.
وذكر البيان أنه تم أيضاً العثور على كمية من الأجهزة الإلكترونية وكاميرات التصوير وأجهزة اتصال وعدد من الكتب والوثائق ذات الطابع التكفيري وكمية من الملابس والمهمات العسكرية التي تستخدمها العناصر الإرهابية.
وتواصل قوات إنفاذ القانون بالجيش الثاني الميداني استكمال عملياتها بمدن العريش ورفح والشيخ زويد للقضاء على باقي البؤر الإرهابية واقتلاع جذور الإرهاب بشمال سيناء ضمن المرحلة الرابعة لعملية حق الشهيد.
وعقب قيام ثورة 30 يونيو تخوض القوات الأمنية في مصر مواجهات مع المجموعات الإرهابية، وخصوصاً في محافظة شمال سيناء حيث يتركز عناصر تنظيم «داعش».
من جهة أخرى، أعلن المتحدث العسكري، أن عناصر إنفاذ القانون بالجيش الثاني الميداني تمكنت من إحباط عملية تهريب كبيرة بأحد معابر قناة السويس المؤدية لشمال سيناء.
وأضاف أنه استمراراً لجهود القوات المسلحة في مكافحة النشاط الإرهابي وملاحقة العناصر التكفيرية والإجرامية، تمكنت عناصر إنفاذ القانون بالجيش الثاني الميداني من إحباط عملية تهريب كبيرة بأحد معابر قناة السويس المؤدية لشمال سيناء، حيث تم ضبط عربة نقل عثر بداخلها على عدد من المعدات والمواد التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة والدوائر الإلكترونية، إضافة إلى أجهزة ومعدات اتصال.
(الاتحاد الإماراتية)
تهديدات "داعش" تجبر الطرق الصوفية على تأمين أضرحتها بحراسات خاصة
كشفت مصادر بالطرق الصوفية لـ"البوابة" عن استعانة عدة طرق صوفية بحراسات خاصة لتأمين أضرحتها بعد تهديدات من متشددين.
وكانت فى مقدمة الطرق التى ذكرتها المصادر"الطريقة النقشبندية والخليلية والضيفية"، وذلك تخوفا من الجماعات المتطرفة التى تصدر تهديداتها بين الحين والآخر لاتباع هذه الطرق الصوفية الثلاث وخاصة بعد الحديث الدائم لمشايخ هذه الطرق عن خطر الجماعات التكفيرية والجهادية على الأمة الإسلامية.
وأوضحت المصادر لـ"البوابة" أن الشيخ سيف الدين الكردى شيخ الطريقة النقشبندية يشن حملة كبيرة ضد الجماعات التكفيرية التي تكفر الصوفية بين الحين والأخر مما جعل الجماعات التكفيرية تدخل فى عداء دائم معه ومع أتباع الطريقة النقشبندية.
واستعانت قيادات الطريقة بشركات خاصة لتأمين الأضرحة والمقامات الخاصة بها خوفا من حدوث أعمال عدائية من قبل المتطرفين الذين تهاجمهم الطريقة فى كل مؤتمر أو احتفالية من احتفالاتها.
وتابعت المصادر أن "الطريقة الخليلية والضيفية ستستعين هى الأخرى بحراسات لتأمين الأضرحة والمقامات وذلك بعد ورود تهديدات مؤكدة تفيد بإستهدافها وذلك بعد إتهام الجماعات التكفيرية لشيخ الخليلية بنشر أفكار ضالة تؤثر سلبا على الدعوة الإسلامية الصحيحة".
فى السياق ذاته قال محمد الشاذلي عضو الطرق الصوفية فى تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن "الجماعات التكفيرية تنظر الى الصوفية على انهم كفار ومرتدين ولذا فمن الطبيعى أن يكون هناك استهداف للأضرحة والمقامات الخاصة بالصوفية والدليل على ذلك ما حدث في الكثير من المقامات الصوفية فى سيناء حيث تم تفجير أكثرمن مقام صوفى خاص بالطريقة الجريرية الأحمدية على يد ولاية سيناء الإرهابية ".
وتابع "الشاذلى" أن "هناك الكثير من الأمور التى لايريد المتصوفة الكشف عنها خلال هذه الفترة تتعلق بالتهديدات والتحذيرات المتكررة التي تطلقها الجماعات المتطرفة بين الحين والآخر للمتصوفة ومطالبة هذه الجماعات لهم بالتراجع عن نشر فكرهم الصوفى بل وغلق بعض الأضرحة والمزارات فى اكثر من مكان مثل الغربية وكفرالشيخ والبحيرة".
(البوابة نيوز)
مشروع تشريح العقل المتطرف.. إعلان الحرب الفكرية على الإرهاب
قناعة راسخة أجمعت عليها كل القراءات المهتمة ببحث سبل التصدي للتطرف والإرهاب، قوامها أن مواجهة الإرهاب لم تعد قضية أمنية أو عسكرية فقط، بل تحولت إلى مشغل له امتداداته الفكرية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، وأن جهود محاربة الإرهاب لن تكلل بالنجاح في غياب مواجهة الفكر المنتج للظاهرة. في هذا الصدد يندرج مشروع تشريح العقل المتطرف، الذي أطلقه مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة والساعي لفهم العنصر المتطرف والعوامل الأساسية الدافعة إلى نزوعه نحو التطرف.
بدأت دار الإفتاء المصرية بوضع أسس علمية ومنهجية لمواجهة الأفكار المتطرفة والتكفيرية، من خلال مشروع يعتمد على تشريح العقل المتطرف، في خطوة تعكس التغيير الواضح في إستراتيجية المؤسسات الدينية نحو التعامل مع أصحاب الفكر المتطرف ومواجهتهم بالحجة والبرهان وتفنيد الأفكار التي يحملونها وتفسيرها ومحاولة فهمها للحيلولة دون استقطاب المزيد من الشباب وسقوطهم في دوامة الإيمان بنفس هذه الأفكار.
تقوم فكرة مشروع تشريح العقل المتطرف، الذي أطلقه مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أخيرا، على فهم وتشريح الفرد المتطرف والعوامل الأساسية والدافعة نحو التطرف، والمراحل التي يمر بها المتطرف وصولا إلى الانضمام لتنظيم إرهابي ثم القيام بالعمل الإرهابي والتفجيري.
يضم المشروع مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات ذات العلاقة بالتطرف والإرهاب وممارسة العنف وتحليل السلوك الفردي العنيف، ويشارك في عضوية اللجنة خبراء في مجالات علم النفس والعلوم الشرعية ومتخصصون في جماعات الإسلام السياسي والحركات الإسلامية، والمراجعات الفكرية لجماعات الجهاد والجماعة الإسلامية، إضافة إلى مجالات الأمن المجتمعي وتحليل الصراعات.
وقالت دار الإفتاء المصرية في بيان صدر الخميس الماضي، إنه سيتم عقد مجموعة من جلسات العصف الذهني وورش العمل التي تشارك فيها مجموعة من أساتذة علم النفس ورموز التيارات الإسلامية السابقة للخروج بنماذج واضحة ودليل كاشف لأنماط المتطرفين ومراحل تحولهم، في الداخل أو الخارج، وآلية مواجهة أفكارهم بدحضها وتفنيدها للحيلولة دون استقطاب المزيد من الشباب إليهم. وتسعى دار الإفتاء لأن تكون شريكة فاعلة في توجهات الحكومة المصرية لمكافحة الإرهاب، عبر النجاح في الوصول إلى نموذج عملي واضح لكيفية صناعة المتطرف وأنماطه ومراحل تحولاته، وصولا إلى وضع التصورات والسياسات الإجرائية التي تكفل مواجهته ووقف نزيف التحول نحو التطرف وممارسة العنف.
لا قيمة لأي تشريح عقلي للمتطرف دون وضع استراتيجية لمواجهة هذا الفكر، وتكون البداية بتنقية المناهج الدينية من التطرف
تعكس الاستعانة بخبراء من مختلف المجالات والتخصصات، خاصة القيادات السابقة في الجماعة الإسلامية وتنظيم الإخوان المسلمين، من بينهم ناجح إبراهيم وكمال حبيب القياديان السابقان بالجماعة واللذان أعلنا توبتهما، أن مواجهة التطرف والإرهاب قضية معقدة، والتصدي لها من خلال الأبعاد الدينية والاقتصادية والعسكرية لن يكلل بالنجاح دون أن تكون هناك مواجهة للفكر ذاته.
ويرى البعض من المراقبين أن وضع خطة فكرية لمواجهة التطرف والإرهاب، يبرهن على وجود تحولات جذرية في طريقة تعامل الحكومة مع هذا الملف، وأن المواجهات المسلحة دون وجود ظهير فكري لها يحارب التطرف والإرهاب على الجانب الآخر، يعني أن المواجهة سوف تكون ممتدة لأمد طويل، ما حدا بصانع القرار المصري أن يعتمد على الحرب الفكرية كذراع ثانية في هذه المواجهة.
وقالت دار الإفتاء المصرية إن الحرب على الإرهاب والتطرف ذات أبعاد متنوعة، ولا يجب أن تقتصر المواجهة على البعد الديني أو الجانب الاقتصادي والجوانب النفسية والسلوكية وحدها، لأن التطرف نتاج لتفاعل العديد من تلك العوامل التي أنتجت الفرد الإرهابي، بالتالي فإن الإلمام بكل الجوانب والأبعاد، ومشاركة كل التخصصات في مشروع التشريح والمواجهة، يعني أن مواجهة التطرف والإرهاب سوف تكون شاملة ومتكاملة.
ومن المقرر أن يمتد المشروع لعدة أشهر، وتقوم دار الإفتاء بنشر تقارير وأوراق السياسات المقترحة التي توصل إليها الخبراء والمتخصصون المشاركون لتكون متاحة لصانعي القرار والمفكرين وقادة الرأي والمراكز البحثية، ومختلف الأطراف والهيئات ذات الصلة بمواجهة العنف والتطرف داخل مصر وخارجها.
وقالت مصادر على صلة بالمشروع لـ”العرب” إن الأفكار التي تخرج وتفسر عقلية المتطرف وأسباب انخراطه وسط التيارات الإرهابية سوف تعرض على المجلس الأعلى القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي تشكل بقرار جمهوري الأربعاء الماضي، بحيث تكون أمامه استراتيجية فكرية متكاملة عن آلية مواجهة المتطرفين والتكفيريين بالمجتمع.
فكرة مشروع تشريح العقل المتطرف، تقوم على فهم وتشريح الفرد المتطرف والعوامل الدافعة نحو التطرف
ورأى ناجح إبراهيم، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، وأحد المشاركين في المشروع، أن التوصل العلمي والمنهجي لطبيعة الشخص التكفيري وأسباب وصوله إلى هذه المرحلة، بدافع فهم خاطئ للدين أو أسباب اجتماعية واقتصادية وغيرها، بداية لمواجهة التطرف والإرهاب بأساليب حديثة قائمة على فكر المنهج العلمي. وأضاف لـ”العرب” أن مشاركة سياسيين وخبراء ومتخصصين في علوم الاجتماع والنفس والإسلام السياسي والفقهاء والمفكرين في مشروع تشريح العقل المتطرف، نواة لتأسيس مرجعية فكرية متطورة لمواجهة من يحملون الأفكار الخاطئة والمتطرفة والتكفيرية بنفس طريقتهم، فهم يستخدمون الفكر لاستقطاب عناصرهم، بالتالي فلا بد أن تكون المواجهة بالمثل.
وأشار إلى أن جلسات المشروع عبارة عن الإجابة على تساؤلات منطقية، من بينها: كيف يتكون العقل المتطرف؟ وأبرز العوامل التي تساهم في إنشائه وتغذيته والمراحل التي يمر بها التطرف، ومتى يتحول إلى عنف منفرد يقوم به الشخص بدافع ذاتي أو يصل إلى عنف تنظيمي مشترك يتعامل فيه المتطرف بلغة الجماعة وينفذ مطالب قادته، والأهم كيف يتحول المتطرف إلى إرهابي وتفجيري.
وذهب متخصصون في الجماعات الإرهابية، إلى أن فكرة المشروع قائمة بالأساس على الحماية الاستباقية للشباب من الإيمان بعقلية الفكر المتطرف، لكن ذلك يتطلب وجود ليونة من صانع القرار المصري لتذليل كل الأسباب والمشكلات التي تدفع هذه الفئة إلى التماشي والتعاطف مع أصحاب الفكر المتشدد، بما يعني أن الوصول لأسباب التطرف ليست مشكلة، بل تكمن الأزمة في القضاء على الأسباب خاصة إذا كانت تتعلق بالظروف الاجتماعية والاقتصادية.
قال أحمد عامر، الباحث في شؤون التيارات الدينية، إنه من الضروري للغاية أن تتحاور الحكومة ممثلة في المتخصصين من مختلف التيارات الفكرية والسياسية والدينية مع العناصر التكفيرية والمتطرفة المتواجدين داخل السجون، حتى يمكن أن تكون هناك عقلانية وفهم حقيقي وواقعي لعقلية المتطرف، وليس مجرد تفسيرات لأشخاص كانوا ضمن تيارات دينية في الماضي، لأن الواقع والفكر تغير كثيرا، بين هؤلاء وبين المتطرفين الجدد.
وأوضح لـ”العرب” أن تحليل عقلية التكفيري والإرهابي ليست بالمعضلة، ولكن النجاح يكمن في طريقة وضع منهج علمي قائم على الفكر ومواكبة التطور الفكري الحاصل داخل التنظيمات الإرهابية هو معيار النجاح، ولا قيمة لأي تشريح عقلي للمتطرف دون وضع استراتيجية علمية وفكرية لمواجهة هذا الفكر، بحيث تكون البداية تنقيتها من المتطرفين والمتشددين، فهذه مواجهة فكرية شديدة التأثير.
(العرب اللندنية)
«داعش» كان مستعداً لاغتيال السيستاني
أعلنت «خلية الصقور» العراقية إحباط مخطط إرهابي لنسف مراقد الأئمة ومنزل المرجع الشيعي علي السيستاني في النجف. ونقلت صحيفة «الصباح» الرسمية عن رئيس الخلية المدير العام للاستخبارات في وزارة الداخلية أبو علي البصري قوله أمس، إن «داعش أعد ثلاث عمليات إرهابية منفصلة يقودها أجانب للاعتداء على مراقد الأئمة في كربلاء والنجف وسامراء، ومنزل مرجع الأمة آية الله السيد علي السيستاني ومسجدي الكوفة والبصرة، بعدد من العربات المفخخة وعشرات الانتحاريين من جنسيات مختلفة، بالتعاون مع عصابات التهريب لتسهيل دخول الأسلحة والانتحاريين إلى داخل المحافظات المستهدفة».
وأضاف: «بعد التأكد من معلومات مصادرنا تم عرض المخطط الإرهابي على القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء) حيدر العبادي ووزير الداخلية قاسم الأعرجي لأخذ الموافقة على تنفيذ خطة استباقية، بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة باستخدام طائرات قواتنا أف 16 للإغارة على مركز تجمع القوة الإرهابية التي ستتوجه إلى الأماكن المقدسة والبصرة».
وتابع: «وفقاً لمعلوماتنا الموثقة تم تدمير سبعة أهداف كبيرة في مراكز تجمع الإرهابيين والعربات المفخخة في منطقة الميادين السورية وأطراف مدينة القائم قبل انطلاقهم بساعات من تلك المضافات باتجاه أهدافهم في كربلاء والنجف وسامراء والكوفة والبصرة، ما أدى إلى هلاك العشرات منهم».
إلى ذلك، قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي لـ «الحياة» إن «الوضع في العاصمة مسيطر عليه وتم إيقاف عمليات الخطف والقتل»، وعزا ذلك إلى «تفعيل الجهد الاستخباري في شكل جيد، والقبض على أكثر من 8 عصابات خطرة وتقديمها إلى العدالة فضلاً عن سد معظم الثغرات».
ولفت إلى أن «بغداد لم تشهد خلال الفترة الماضية أي تفجير انتحاري أو سيارة مفخخة بفضل إحباط محاولة دخولها». وأشار إلى «السيطرة على طرق زراعية لم تكن فيها حواجز، كانت السيارات المفخخة تعبرها إلى الكاظمية والشعلة كما تم إغلاق أحد الطرق في المدائن». وأكد معلومات عن «تغيير داعش تكتيكه والتركيز على استهداف المدن في محاولة لزعزعة الاستقرار، مستغلاً خلاياه النائمة أو الزج بعناصر جديدة، ويجري العمل للسيطرة على ذلك».
في الأنبار، أعلن قائد عمليات الجزيرة اللواء الركن قاسم المحمدي أن «قوة أمنية بمساندة العشائر نفذت فجر اليوم (أمس) عملية نوعية في عمق الصحراء في منطقة أم الوز، شمال غربي مدينة حديثة، بإسناد من طيران التحالف الدولي، أسفرت عن قتل 15 عنصراً من داعش وتدمير أربع عربات مفخخة وإيقاع خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوف العدو».
(الحياة اللندنية)
مقتل العشرات بسيارة ملغومة في الصومال واشتباك مع «الشباب»
قتل خمسة مدنيين على الأقل، وأصيب عشرون آخرون في انفجار سيارة مفخخة على طريق مزدحم في العاصمة الصومالية مقديشو، حسبما أعلنت وزارة الأمن الصومالية أمس الأحد، وأعلنت حركة الشباب المتمردة مسؤوليتها عن الانفجار، مشيرة إلى مقتل عشرات الجنود من قوات اليونصوم في اشتباك مسلح.
وقال الناطق باسم وزارة الأمن أحمد محمود، إن غالبية الضحايا القتلى والجرحى في انفجار السيارة المفخخة من المدنيين. وأفاد محمود الصحفيين إن الهجوم «وقع أمام محال تجارية على جانب الطريق».
وأوضحت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس أن السيارة كانت متوقفة على جانب طريق مكة المكرمة المزدحم وتم تفجيرها عن بعد.
وأوضح شهود عيان أن جثث الضحايا تناثرت في الطريق. وقال الشاهد عبدالقادر محمد «رأيت عدة جثث متناثرة ومركبات محروقة» في الطريق.
على صعيد متصل، قال ضابط عسكري كبير إن اشتباكاً وقع بين مقاتلي حركة الشباب الصومالية وقوات من بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي وقالت حركة الشباب إنها قتلت 39 جندياً. ووقع الاشتباك في حي بولامرير بمنطقة شبيلي السفلى. وقال العقيد حسن محمد إن مقاتلي حركة الشباب نصبوا كمينا لقافلة تقل جنودا من بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال. وقال إن الكمين تحول إلى معركة شرسة بين الشباب وقوات أميصوم، مضيفا أن القتال ما زال مستمرا، ولكن لم يتضح بعد عدد القتلى والجرحى. ودانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة الهجوم الإرهابي الغادر الذي خلف العشرات من القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء.
وأعرب الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين عن استيائه الشديد لهذا الهجوم الغادر، مقدماً مواساته للحكومة الصومالية وتعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى، مؤكداً دعم المنظمة لحكومة الصومال في جهودها لتحقيق الاستقرار والسلام.
(الخليج الإماراتية)
أسباب تؤكد بقاء داعش لسنوات.. لا يعتمد على زعيم مثل «القاعدة» وإنما على نظام الولايات.. يلهم متشددين لا ينتمون إليه حول العالم.. يغير معاقله بكل مرونة.. والحل وضع إستراتيجية طويلة الأمد لتقطيع أوصاله
تظهر بين الحين والآخر تقارير عن مقتل زعيم داعش الإرهابي "أبو بكر البغدادي"، وتقارير عن تحرير القوات المسلحة العراقية أو السورية لمدينة كانت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، وأخرى عن انسحاب الإرهابيين دون تحديد وجهتهم.
مقتل البغدادي
وأوضح الكاتب "كولين كلارك"، في مقال له بمجلة فورين بوليسي الأمريكية، أسباب عدم تخلص دول العالم أجمع من التنظيم الإرهابي في المستقبل القريب، مؤكدًا أن التقارير الإخبارية عن مقتل الزعيم ليست سوى نصر معنوي على داعش.
وبحسب "كلارك"، فإن داعش تنظيم لا يقوم على شخص واحد مثل تنظيم القاعدة الإرهابي، وإنما هو منظمة عالمية تقوم على الولايات وهذا يجعل المنظمة متصلة ببعضها، لافتًا إلى تمتع التنظيم بمرونة لم يشهدها العالم في جماعات عنف من قبل.
إستراتيجية طويلة
ورأى الكاتب الأمريكي، أن الحل للقضاء على هذا الكيان متعدد الجنسيات هو مواصلة تقطيع أوصال التنظيم بولايات ليبيا وأفغانستان وغيرها بجانب سوريا والعراق، مشيرًا إلى الخسائر القاسية التي واجهها أَثناء العام الماضي، وجرى تجفيف معظم منابع تمويله، وانخفض بشدة عدد الملتحقين به، محذرًا من أن هذا لم يمنعه من شن هجمات دامية في دول حول العالم مثل إيران وبريطانيا وأماكن أخرى.
إلهام المتشددين
وأبرز الكاتب تأثير داعش على المتطرفين حول العالم لتنفيذ هجمات إرهابية لا يكون مسئولا منها بصورة مباشرة، ما يساعده على زيادة حجم تغلغله حول العالم.
وتطرق "كلارك" إلى سحب التنظيم لإرهابييه ومعداته من مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية ونقلهم إلى مدينتي دير الزور والميادين، ما ينذر باحتمال اندلاع صراع دموي بالقرب من حدود العراق والأردن.
ونصح الكاتب القيادة الأمريكية بوضع إستراتيجية طويلة الأمد لمواجهة التنظيم على مستوى الدول العالمية، موضحًا أن قتل البغدادي غير مؤكد، ولكن يتوجب على واشنطن أن تعد العدة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تِلْكَ المواجهة.
ترويج الأفكار
ويرى "كلارك" أن العنف الطائفي والحرب الأهلية السورية والفقر والاستبداد في المنطقة هي الدوافع الرئيسة لوجود تنظيم داعش، ولا بد من وضع حد لها، محذرًا من الامتداد الذي تمثله منطقة الشرق الأوسط إلى شتى الدول من خلال ترويج الإرهابيين لأفكارهم وتجنيد أجانب كي يشنوا عمليات فردية في أوطانهم.
ومع تراجع تنظيم داعش في دمشق والعراق، قد ينتقل مقاتلوه إلى فرع آخر، أو قد يدشنون أذرعًا جديدة في مناطق مثل جنوب شرق آسيا، مثلما يحدث في الفلبين.
(فيتو)
أمير الإرهاب والإخوان فى خندق واحد.. خبير أمريكى: الجماعة أهم سبب وراء مقاطعة الدول العربية لقطر.. ويؤكد: محمد بن سلمان يقود حربا شرسة ضد التنظيم الإرهابى..وأستاذ علوم سياسية: الولايات المتحدة انقلبت على الدوحة
قال الخبير الأمريكى ثودور كاراسيك، أن إشراف الأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية على مركز الحرب الفكرية يمنحه قوة لمواجهة التطرف والعنف، لافتا إلى أن قطر تبدو اليوم معزولة دوليا بسبب دعمها لجماعة الإخوان التى صنفتها المملكة منذ عام 2014 باعتبارها تنظيما إرهابيا .
أضاف كاراسيك وفقا لما نشرته جريدة عكاظ الأحد، أن التركيز على جماعة الإخوان أمر بالغ الأهمية فأهم أمر بالنسبة لأزمة المقاطعة مع قطر يكمن فى دعمها للإخوان الإرهابية حيث تسللت الإخوان وعملاءها السياسيين إلى الدول المستهدفة عن طريق أساليب فكرية واستخباراتية، لافتا إلى أن المركز أوضح بان حركة الإخوان لا تتآمر فقط ضد العلماء وإنما تستهدف كل الوطنيين.
وحمل كاراسيك تنظيم الإخوان مسئولية تنفيذ بعض الشباب المسلم للعمليات الانتحارية والاغتيالات لأهداف سياسية، مشددا أن مركز محاربة الفكر المتطرف سيكون على عاتقه مسئولية كبيرة تتعلق بتوعية الشباب ضد الفكر المتطرف وتفكيك الأساليب التى يستخدمها الإرهابيون فى استقطاب أتباعه منهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تشهد فيه المقاطعة العربية لنظام قطر تطورات مختلفة خاصة فيما يتعلق بدعم الإخوان والجماعات الإرهابية فمنذ يومين، عقد الكونجرس الأمريكى، جلسة استماع لتقييم علاقات الولايات المتحدة مع قطر، جرى التأكيد خلالها على أن الدوحة قدمت الدعم للإرهاب ولجماعة الإخوان، مع الإشارة إلى دعم قطر أحد منفذى هجمات 11 سبتمبر، لتؤكد رئيسة اللجنة الفرعية للشئون الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إليانا روس ليتينن، أن قطر متورطة بدعم الإرهاب، وهذا الموضوع ليس بالجديد، وأضافت أن السعودية والإمارات العربية المتحدة حاولتا ثنيها عن هذه الممارسات منذ فترة طويلة فى حين قدم مسئول قطرى رفيع المستوى الدعم للعقل المدبر لهجمات الحادى عشر من سبتمبر، وهو خالد شيخ محمد، وهناك بالطبع خليفة محمد، المدرَج على قوائم الإرهاب فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة لدوره فى تمويل القاعدة.
من جانبه قال طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الكونجرس الأمريكى سيكون بوابة انقلاب أمريكا على قطر، وفرض عقوبات عليها، واتخاذ قرار بنقل القاعدة الأمريكية العديد من الدوحة، موضحا أن الكونجرس لديه أراء مختلفة والغالبية مع فرض عقوبات على قطر.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن هناك أراء تمثلها وزارة الدفاع الأمريكية أن أى علاقات سيئة مع قطر ستؤدى إلى خسائر فيما يتعلق بصفقات السلاح ، وهم من يطالبون دونالد ترامب بالإبقاء على العلاقات الجيدة مع الدوحة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الغالبية العظمى من أعضاء الحزب الجمهورى وكذلك بعض أعضاء الحزب الديمقراطى، يطالبون بضرورة فرض عقوبات على الدوحة، وممارسة ضغوط عليها لوقف تمويلها للإرهاب، وستستمر النقاشات فى الكونجرس حتى يتم اتخاذ قرار يدفع الإدارة الأمريكية للتحرك ضد قطر.
وفى السياق ذاته قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن مجلس الكونجرس الأمريكى يحتوى على اتجاهات مختلفة وليس به رأى واحد بل أراء متعددة واستقلالية فى قرار العلاقة القطرية الأمريكية وبالتالى قد يدفع الكونجرس الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى قلب الطاولة على الدوحة وإجبارها على اتباع سياسة تمتنع فيها عن دعم الإرهابيين وتجعل المجتمع الدولى يفرض عقوبات عليها.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أنه إذا ثبت لدى مجلس الكونجرس الأمريكى أن لقطر علاقة بجماعات تصنفها أمريكا كإرهابية، مثل القاعدة وداعش والنصرة بصرف النظر عن صحة التصنيف من عدمه بلا شك سيتخذ قرارا بفرض عقوبات على الدوحة وسيترتب عليه تغير فى السياسة الأمريكية التى تكاد أن تكون غير مفهومه في هذه الأزمة حتى الآن وخاصة بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكى تليرسون للخليج منتصف شهر يوليو الجارى.
(اليوم السابع)
الدول الأربع مستعدة لحوار مع قطر حول «آلية» تطبيق الشروط
أعربت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، استعدادها للحوار مع قطر في شأن كيفية تطبيق الشروط الـ13، التي فرضتها عليها، والمبادئ الستة التي أعلنت في اجتماع القاهرة مطلع الشهر الجاري .
وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي لوزراء خارجية الدول الأربع (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، بعد اجتماعهم في المنامة أمس، أن «طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني ويُعتبر إعلان حرب ضد المملكة».
وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد: «أن هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن أن تتخذها دولنا ضد قطر، ولكن هناك مبدأ أساسياً وهو أن أي خطوة يجب أن تكون في إطار القانون الدولي، ولا بد من أن تقلل أية انعكاسات سلبية على المواطن القطري»، مضيفاً: «المسؤولية الكبيرة تقع على الدولة القطرية، وعليها أن تختار النهج الذي تريد للسير فيه».
وشدد الجبير على أن الدعوة إلى تدويل الحج من قطر «مرفوضة وغير معقولة، وإنها بمثابة إعلان حرب ضد المملكة»، وأكد أن «تعليمات المملكة واضحة في تسهيل أية مهمة للحجاج والمعتمرين، ولا تقبل أي تسييس في الحج».
وتابع: «نعتبر أن التصريحات القطرية لا تحترم الحج ولا الحجاج، والأشقاء في قطر مرحب بهم مثل أي مسلمين آخرين»، مشدداً على أن المملكة «تحتفظ بحق الرد على أي طرف يعمل في مجال تدويل المشاعر المقدسة».
ودعا الجبير الدوحة إلى تعديل سياستها، وقال: «الإجراءات التي اتخذت ضد قطر سيادية، وهي تأتي لوقف سياسة الحكومة القطرية التي تدعم الإرهاب، وتتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولا بد لقطر من أن تكف سياستها العدوانية».
واعتبر أن تقارب إيران مع قطر لن يؤدي إلى فائدة: «أية دولة تتعامل مع إيران ستكون عليها نتيجة سلبية، ولا توجد دولة رأت الخير من إيران، وإنما الفساد والدمار، والقطريون إذا رأوا مصلحة في التقارب فهم لا يقوّمون الأمور، والشعب القطري لن يقبل بوجود إيراني في بلاده».
وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة إن اجتماع المنامة جاء «لمصلحة المنطقة ومستقبلها وللبحث في مكافحة الإرهاب»، وأكد أنه لا صحة لوجود تحركات عسكرية مصرية- بحرينية في جزيرة حوار، وأضاف: «التعاون العسكري بين البحرين ومصر موجود منذ عقود، وهناك تدريبات مستمرة وليست لها علاقة بالأزمة».
ولفت إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي حريصة على عضوية كل الدول بما فيها قطر، وحريصة على ألا تسبب أية دولة بالتخريب والتآمر على المنطقة.
ورداً على سؤال لـ «الحياة» عما إذا كانت الدعوة إلى الحوار ناجمة عن عدم نجاعة الإجراءات المتخذة ضد الدوحة، قال الوزير البحريني: «هناك شرط في الحوار هو أن تلتزم قطر كل مواثيقها وتقبل تنفيذ المطالب الـ١٣، ونحن لن نسقط أياً من المطالب، ولن نستبدل أي شيء منها، وسنكون على موقفنا نفسه، ونقول للعالم، الذي يقول إنه يجب أن يكون هناك حوار، إننا مستعدون له، ولكن لكي ينجح يجب أن يكون على أسس واضحة ومعروفة». وأشار إلى أنه لا دور للوساطة في الأزمة غير وساطة الكويت.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: «إن الحوار هو شريطة التنفيذ الكامل للمطالب، وليس هناك أي نوع من التفاوض حول تنفيذ بعضها، وهذا التنفيذ يتطلب وضع آليات من الدول الأربع تضعها وتراقبها وربما دول أخرى تدخل معها في ذلك».
(الحياة اللندنية)
السلفية الجهادية الكردية والدعم الإيراني
تحاول إيران استغلال القوة السلفیة المتعصبة في خدمة مصالحها، لذا نری كیف أنها تغض الطرف عن السلفیین عندما لا یشكلون خطرا علیها، في حین تضربهم بقوة إذا أضروا بمصالحها.
الدلیل علی استخدام إيران للسلفية لصالحها، أنه عندما قامت كتائب القاعدة في كردستان بمحاولة اغتیال فاشلة للملا بختیار، أحد قادة الاتحاد الوطني الكردستاني في العام 2005، أثبتت التحقیقات تورط المخابرات الإيرانیة في المحاولة، على الرغم من أنه وحزبه من التابعین للحكومة الإيرانیة، وقد جاءت المحاولة كرد فعل علی اتهام الملا بختیار بمساندة بعض الصحافیين والكتاب الأكراد الإيرانیین.
تتمنى إيران كقوة طائفیة مذهبیة تأسیس قوة مذهبیة سنیة متطرفة في كردستان إيران، تتمكن من خلالها من تجاوز الأحزاب الكردیة، الخاملة والفاشلة وعدیمة النشاط أصلا، وتجهض الحلم الكردي القومي الدیمقراطي من خلالها، وتشوه المجتمع الكردي المنفتح والدیمقراطي، وتشغله بسجالات دینیة تافهة تدور حول حف الشوارب وإعفاء اللحیة وتقصیر الثیاب، وتكفیر العلمانیة والدیمقراطیة، وتكفیر الناس وتبدیعهم، وتكفیر الشیعة على الرغم من أنهم یتلقون رعایة الجمهوریة الإسلامیة التي تعتبر نفسها حامية حمی الشیعة والتشیع في العالم. ومع إفساح المجال لظهور السلفیین وتقویتهم داخل المجتمع الكردي.
لا تكتفي إيران باتباع هذه السیاسة في كردستان إيران، بل تفرض، من خلال حلفائها، السیاسة نفسها في كردستان العراق.
فالسلفیة في مناطق السلیمانیة وأربیل ودهوك وكركوك تعمل علی قدم وساق لتحویل شباب الأكراد إلى السلفیة المتطرفة، وقد تم توفیر الأمن والأموال والقنوات الفضائیة والإذاعات المحلیة لهم، ولو أرادت إيران أن تمنع هذه الظاهرة علی الأقل في السلیمانیة وكركوك اللتین تقعان تحت سیطرة الحزب الحلیف الأول لها، لكان بإمكانها أن تفعل ذلك بإشارة من إصبعها للاتحاد الوطني الكردستاني، وكلنا نتذكر كیف أن دلشاد كلاري أو كرمیاني، الذي هو من أشهر الشخصیات السلفیة الجهادیة الكردیة في العراق، توجه بعد الضربة الأميركیة لأنصار الإسلام عام 2003 إلى إيران، وبقیت إيران تحافظ علیه بسبب وجود اسمه علی القوائم الأميركیة للإرهاب إلى حین عودته إلى كردستان العراق بعد أكثر من سنتین.
كما نعلم أن الجمهوریة الإسلامیة منذ نشأتها كانت تربطها علاقات قویة مع الأصولیین السنة والشیعة، والسلفیة الجهادیة في المناطق السنیة لهذه الدولة ظاهرة لا یمكن إنكارها، ويعود تاریخها إلى 15 سنة قبل الآن. لم تحاول السلطة الإيرانیة یوما أن تقطع الطریق علی هذه الظاهرة إلا في الأوقات التي كانت تصل إلى نقطة تشكل فيها خطرا علیها. وهذا يعود علیها بفائدتین:
تتمنى إيران كقوة طائفیة مذهبیة تأسیس قوة سنیة متطرفة في كردستان إيران، تتمكن عبرها من تجاوز الأحزاب الكردیة
لماذا تشجع إيران تحول الأكراد في بلادها وفي العراق إلى السلفیة المتطرفة؟ إيران ترید أن تحول مسار النضال الكردي القومي المعتدل إلى حرب طائفیة سنیة وشیعیة، لتسهل علیها وصم الأكراد بالإرهاب الداعشي، ولا یتعاطف معهم العالم حین تضربهم بید من حدید بحجة ضربها للسلفیة الداعشیة، وهو السیناریو الذي حدث في سوریا وفي العراق، حین دفعت الحكومة أهل السنة دفعا إلى أحضان داعش، وفشلت في إیجاد حل سیاسي والتعامل بروح الدولة المدنیة الدیمقراطیة معها.
إن الجمهوریة الإسلامیة تمهد عن قصد لنشاطات السلفیة الجهادیة (القاعدة وداعش). وهذه السیاسة لیست فقط ضد الحركة الوطنیة الكردیة، مع أنها هي المستهدفة بشكل رئیس، بل تعادي تحت مسمی الخلایا السریة للقاعدة وداعش التیار الإسلامي المعتدل المتمثل في مكتب القرآن والمنتمین إلى الطرق الصوفیة النقشبندیة والقادریة. ما معناه أن إيران تدعم عن قصد تقویة وتطوير المنظمات الإرهابیة، وتزرع السموم بوعي في كردستان إيران. وبحسب الأنباء التي تصلنا من هناك، فإن رجال الدین والدعاة المنتمین إلى القاعدة والدواعش لدیهم علاقات وأواصر قویة مع المؤسسات التجسسیة الإيرانیة.
تساند إيران هذه المجموعات السلفیة عن قصد لتقطع الطریق عن أي نشاط مسلح كردي في حالة استئنافه، وسیدفع هؤلاء الأفراد إلى القیام بتفجیرات وتفجیر أنفسهم، وستتخذ الحكومة منهم ذریعة للمزید من القمع وإذلال الشعب الكردي بحجة محاربة الإرهاب.
من مصلحة إيران ألا تستقر الأمور في باكستان وأفغانستان وكردستان إيران والعراق، لذا نری إيران ترعی السلفیین وتساعدهم من أجل استخدامهم كورقة ضد كردستان أولا، ثم ضد هذه الدول، لكن هذه لعبة خطیرة لا یمكن التنبؤ بنتائجها.
إن السلفیة الكردیة على الرغم من أنها ظهرت واشتد عودها تحت نظر وموافقة السلطة الإيرانیة، إلا أنها أصبحت قوة حقیقیة تخطط لیس فقط لكردستان إيران، بل لعموم إيران، ولها فروع في بلوشستان وجنوب إيران وفي مناطق تركمان الصحراء وحتى في طهران نفسها. فكما أطلق الرئیس المصري الأسبق أنور السادات العنان للقوی الإسلامیة المتطرفة ضد القوی الوطنیة والیساریة، انتهت بقتله علی أیدی القوی الإسلامیة المتطرفة، كذلك فإن هذه اللعبة المقیتة الخطرة التي تلعبها إيران ضد الأكراد بنشر السلفیة وتقویتها لاستخدامها في تكتیكاتها ضد الأكراد ودول المنطقة، سوف تعود بضررها علیها أكثر، وقد رأینا بوادر هذه المخاطر بما تنشره الصحافة الإيرانیة عن ظهور تشكیلات مسلحة سلفیة كردیة مبایعة لتنظيم داعش في أرضیها، بل هناك أنباء عن حدوث اشتباكات علی الأرض، على الرغم من تشكیك الإعلام المعارض فیها.
تحاول إيران دفع الأكراد نحو التطرف السلفي، وقد أعدمت مجموعة من السلفیین الأكراد في سجونها، كما تحاول إثارة الشعب الكردي، وسلطت علیهم أضواء إعلامیة كثیرة من الإعلام العربي والأجنبي، وعلى الرغم من عدم تمتع السلفیة بشعبیة بین الناس، فإن إعدام حوالي 30 نفرا دفعة واحدة في أغسطس من العام 2016، أثر في إیقاظ الشعور المذهبي شیئا ما.
وأظهر السلفي الملا كریكار (نجم الدين فرج) ردة فعل تصب في خدمة المخططات إيرانیة، وكأنه یرید تطبیق استراتيجية إيران الطائفیة في تحویل ساحة الصراع الكردي إلى صراع طائفي، حین قال في تصريح له بخصوص هذه الإعدامات “تأكدوا أننا متمسكون بدیننا أكثر منكم ونحافظ علی توحیدنا بأرواحنا، وإن شرككم وظلمكم وجبروتكم لن تستطیع أن توقف مسیرتنا من أجل حب الله".
(العرب اللندنية)