البطريرك 87 متاؤس المسكين.. بين المجاعات والحكام
الخميس 05/أكتوبر/2017 - 02:03 م
طباعة
في القرن الرابع عشر لم تكن الكنيسة تخرج من محنة إلا لتجوز أخرى، وكأنّ أبواب الجحيم قد فتحها الشيطان ففي نهاية القرن الرابع عشر ترأس الكنيسة القبطيه عملاق من عمالقة الكنيسة القبطية ممن بلغوا الذروة في الكمال والقداسة فى كافة الفضائل المسيحية ،
نشأته:
أشتهر هذا البابا بأسم " المسكين " وكان قديساً من صعيد مصر من قرية من ناحية الأشمونين أسمها بنى روح وكان يعمل راعى غنم فى بيت أبيه . وقد أظهر الرب يسوع عجائب على يدية وهو صغير فقال أبن المقفع تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 261: " وكان متى وهو صغير يلبعب مع أقرانه الأطفال فكان يضع يده على رأس الواحد منهم وهو يقول : أكسيوس ثلاث مرات وكان يرسم مجموعة منهم قسوس وآخرين شمامسة , وكانت والدته تتعجب من ذلك وكانت تقول إلى صاحباتها أن : أبنى هذا لابد أن يصير بطريركا .. وكبر متى ولما وصل إلى سن الرابعة عشر ترك بيت أبيه وذهب إلى دير من اديرة الصعيد وعمل راعى غنم لهم , وكان لا يلبس على جسده ثوب ولكنه كان متزر بعباءه وحبل على حقوية (وسطه) ولكنه مع بساطته وصغر سنه شجاعاً فى وسط الرعاة الذين أكبر منه سناً , وكان كثيرا ما تهاجم الضباع الكاسرة قطيع الأغنام فى الليل وكانوا لا يقدرون عليها , وأرادوا أن يمتحنوا متى فبعثوه إلى تلك الضباع فكان إذا دنا منها وزعق عليهم بصوته فتتقافز خائفة منه وترجع موليه هاربة وتعجب الرعاه من عظم شجاعته ونعمة الرب يسوع وموهبته التى أعطاها له .
الفرنجة يهاجمون الإسكندرية فيقبض المسلمون على الرهبان ويعذبونهم:
وحدث أن هاجم الفرنجة مدينة الإسكندرية وأحتلوها ونهبوها وأخذوا سبايا من النساء ثم تركوها ومضوا.وقد كان لهذا الحادث أثر سيىْ على اقباط مصر فان الامير يلبغا الذى كان حاكما فى ذلك الوقت فأرسل رسلا الى جميع الاديره الواقعه داخل دائره سلطانه يطلب أموالهم ويستولى على أوانيهم.فلما بلغ الرسل الى دير الانبا انطونيوس قبض الامير الذى على رأس الرسل على القس متى الذى كان رئيسا فى تلك الأيام وعاقبه كثيرا للحصول على أموال وذخائر الدير حتى انه من شدة العقاب الذى حصل له صار كلما اقسم القس متى على ان الأمير أن يمسك عنه الضرب من الله فلم يسمع لاستغاثته ولم يمسك عنه الأذى حينئذ حنق عليه الشيخ مرقس الانطونى وانتهر الأمير قائلا:"أما تنظر ياهذا أنه يستحلفك بالله (من الجائز أنه قال لأجل الله لا تضربنى) لتراف به وأنت لا تقبل مرضأة الله" فلما سمع الأمير كلام الشيخ ازداد حنقا وامر الجند أن يطلقوا سراح القس متى ويضربوا الشيخ عوضا عنه وهكذا طرح الجند بالشيخ ارضا وضربوه أمام الأمير. وبعدما فرغ الامير من عقاب الرهبان وشيخهم ورئيسهم أوثق الشيخ مرقس والقس متى وجماعه من الأخو’ وانطلق بهم الى مصلا.ثم ضيق عليهم فى الطريق كثيرأ بالجوع والعطش والمشى حفاة فى البرية. ولما كان ضرب المماليك وقائدهم شديداً على الرهبان المساكين وكانوا سائرين فى الطريق موثقين فإشتد العطش بهم من حراره الشمس حتى انهم كانوا يسقطون فاقدى الوعى وهم سائرين فى الطريق
وذهب القس متى إلى الراهب القديس مرقس وطلب منه أن يذهب إلى دير المحرق بجبل قسقام ويقول أبن المقفع فى مخطوط تاريخ البطاركةسيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 263- 264 عن طلبه فى الذهاب إلى دير المحرق فقال : " وكان ذهاب الراهب متى إلى هناك لمنفعة رهبان دير المحرق هناك
ترشيح القس متى للبطريركية:
انتقل البابا غبريال الرابع البطريرك (86) من هذا العالم فى يوم 3 بشنس سنه 1094 شهداء الموافق 28 أبريل سنه 1378م فى أيام السلطان على بن شعبان المنصور ولبث الكرسى بعده خاليا نحو ثلاثه شهور.فقام جماعة من الشعب يبحثون على من يصلح للبطريركية من الرهبان لترشيحه الى ان استقر رأيهم على ان يسألوا القس متى فى أن يصير بطريركا عليهم فلم يرض وقام واختفى عن الأعين ونزل فى مركب للأ بحار الى الجهات القبليه .أْلاأن الطبيعة عاكسته بارادة الله عز وجل اذ امتنع الهواء ان يخرج فى هذا اليوم .والشعب قايم فى البحث عنه الى ان اتى طفل بالهام الهى وكان صغير السن فغمزهم عليه قائلا:"انه مختبىء فى خن المركب"فأسرع الشعب بالمضى اليه واخرجوه من الخن المختبىء فيه. ولما علم انه ليس خلاص من أيديهم حينئذ سألهم بالحاح كبير أن يرسلوه صحبة اثنين منهم الى جبل القديس أنطونيوس ليشاور أبائه الشيوخ فيما هو معروض عليه. فأجاب الشعب طلبه وذهبوا به الى الدير المذكور وعندما وصله وأبصره شيوخ الدير قاموا عليه وعلى الأخص الأأب الطوبانى مرقس وأشاروا له بان لا يبرح عما رسم له بل يستعد ويقبل الخدمه ويعمل بطريركا.
القس متى يقطع لسانه:
ولما ذهب إلى مصر واصبح من المؤكد أنه سوف يصير بطريركا تألم قلبه جداً ومن حزنه أخذ مقصا وقطع طرف لسانه وألقى بطرف لسانه امامهم حتى يكون اخرس فلا يقبله الشعب وتألم الشعب وعالجوه
وبعد ذلك أمسكه الشعب وأعضاء ألمجمع المقدس ورسموه بطريركا فى اليوم الاول من شهر مسرى سنه 1094ش الموافق 25 يوليه سنه 1378م فى مدينه الاسكندرية مقر كرسيه باسم البابا متاؤس الكبير البطريرك (87) وكان جملة من اجتمع من أعضاء المجمع المقدس ووضعوا اليد عليه بالاسكندرية فى ذلك اليوم أحد عشر أسقفا وكان يود من المسيح ان يرسل الاسقف الثانى عشروأنه لم يخرج من الأاسكندرية حتى أرسل له السيد المسيح الأسقف الثانى عشر وكملوا جلوسه بطريركا فى اليوم السادس عشر من شهر مسرى لمحبته فى ذلك اليوم الذى هو يوم تذكار سيدتنا العذراء الذى كان يحبها ويحتمى فيها ويلحأ اليها فى كل حين.
معيشته لم تتغير بعد أن أصبح بطريركا:
وبعدما أصبح بطريركا لم يغير شيئاً من طريقته فى المعيشة ولا فى تواضعه وعلق جرسا من نحاس فى القمر البطريركى وأصبح كل من يسمع صوت ذلك الجرجس ينهض للصلاة فى أوقاتها - والصوم فى كل يوم وإلى الساعة التاسعة .
إهتمامه بالفقراء:
وفى وسط إنشغاله بالصلاة والصوم وأعمال البطريركية لم يكن يغفل عن رحمة المساكين وكان إذا جلس ليحكم أو منشغل فى عمل من اعمال البطريركية وجاءه احد من المساكين او الفقراء كان يترك كل ما هو فيه من الإنشغال ويهتم بحال هذا المسكين الجائع وكان يفضل خدمة الفقراء والمساكين عن اى عمل آخر , وكان فى أيام يقوم ويطوف على بيوت الأرامل والمساكين والفقراء يفتقدهم ويذهب بنفسه ليزور الذين فى السجون وكان يتعهد ويهتم بكل واحد فيهم . أما الأديرة فكانت فى نظرة أعظم من الكل فكان يذهب إلي كل دير ويراجع إحتياجاته المادية والروحية , وفى مره ذهب إلى أحد الأديرة فوجد أمرأة عجوز راهبة مسكينه جالسة وقت الساعة التاسعة تأكل خبز وملح فقط فتأثر وتألم وحزن قلبه على الراهبات ولم يغفل طيلة مدة بطريركته على رعايتهم المادية والروحية , وأمر بأن يرسل لهم كل شهر قمح وحبوب وزيت وغير ذلك من تموين وزاد للأديرة وأستمر يرسل لهم زادا حتى يوم أنتقاله . ولم ينسى الذين فى الديرة البعيدة ولا الرهبان سكان الجبال كان يرسل لهم كل ما يحتاجونه , وكذلك الذين فى الضيقة وأصبهم الفقر والعوز كان يفك ضيقتهم , والذين كان يقبض عليهم الأمراء والولاه ويرمونهم فى السجون ظلما فكان يبذل نفسه بدلاً منهم و يطرح ذاته على أبواب الأمراء والحكام المماليك ويبذل لهم الأموال الكثيرة حتى يخلص نفس كل انسان من تلك الشدايد وكان يطلب العوض فى ذلك من رب الاحسان والرحمة تزايدت اليه العطايا من ذهب وفضة وكأن يصرفه أولا بأول على الساكين دون أن يدخر له شيئأ منها.
مقاومة البابا للمجاعة ومكافحة الغلاء
ألهم الله سبحانه وتعالى البابا القديس متاؤس بقرب حدوث مجاعة كبرى وغلاء كثير فقال لتلاميذه : " قوموا يا أولادى أشتروا ألف أردب قمح لأنه سيقع غلاء عظيم على مصر وسيموت الكثيرون من المساكين والفقراء " .. فقالوا له : " من اين لنا يا أبانا ان نشترى ألف أردب غله وليس معنا من ثمنها سوى500 دينار لا غير" فقال لهم البابا المتكل على رحمة مولاه : "اشتروا يا اولادى ولا تخافوا والرب سيجهز لنا خمسمائة دينار أخرى لأجل المحتاجين من شعبه " ولم يكد هذا البطريرك أن ينتهى من كلامه حتى أتت أمراتين من كبار وأعيان الناس ومعهما 500 دينار وطلبوا منه أن يشترى بها قمحاً ويفرقه على المساكين والمحتاجين ولما رأى تلاميذه هذه الاعجوبة العظيمة اندهشوا مما حصل وآمنوا بان الاعتماد على الله سبحانه وتعالى خيرمن الاعتماد على البشر والمال المدخر,وقام التلاميذ فى الحال وأشتروا ألف أردب غله كما قال لهم أبيهم البابا متاؤس . وبعد ايام قليلة حدث غلاء شديد فى أرض مصر وهاجر ناس كثيرين من بلادهم وذهبوا إلى البابا متى العظيم بين الباباوات وأمتلأ الطريق إلى المقر الباباوى (قلايته) من الجياع والمرضى , وكان البابا ينزل ويمر بينهم ويتألم قلبه عليهم وكان يهتم بالجميع بما يحتاجونه يوما بيوم إلى أن زال هذا الغلاء وذهبت تلك الشدة عن الارض, وبعد ذلك دعا الغرباء وكلمهم بكلمات التعزية الإلهية وأعطى كل واحد ثوب وكسوة له وكذلك النساء أعطاهم ما يجب لسترتهم ثم زودهم بما يحتاجون وأجر لهم مراكب تحملهم إلى بلادهم وكان عددهم 800 شخص حتى تعجب الناس لكثرة الثياب والأردي’ التى قام مدة فى تفصيلها وخياطتها حتى كفت الجميع فى ذلك اليوم, واهتم بالأموات الذين كانوا يموتون من الجوع فكان يكفنهم ويدفنهم , وفعل فعل الرحمة مع كل الطوائف بلا تفرقه وكان يتألم قلبه عليهم نصارى ومسلمين ويهود و وكان الرب يسوع يبارك فى مخازنه وغيرها كما بارك فى الخمس خبزات والسمكتين , وشكى له تلاميذه أن الغلة فى المخازن على وشك أن تنفذ وأن ما فى المخازن لن يكفى لغذاء الجميع فى الغد , فكان يقول لهم : " فرقوا يا أولادى ولا تخافوا لأن عندى مخازن أخرى ملآنه " ولم يعنى البابا المخازن الأرضية بل المخازن السمائية . وكان من عادة هذا البابا العظيم بين الباباوات أنه كان فى عيد سيدتنا العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل وهما عيدين فى كل شهر كانت مخازن الغلال التى يوزع منها على الفقراء تكاد تكون خاليه من القمح فكان إذا دخل البابا وباركها فى هاذين العيدين كانت المخازن تنمو وتفيض من البركة السمائية . وكان هذا البابا قد أشترى كميات كبيرة من أرادب ترمس قبل مجئ الغلاء وتحسباً له ومعينا للأديرة ومن فى الجبال وحدث فى أحد الديرة أنهم أستهانوا بوجود كميات كبيرة منه فصاروا يلقونه فى النار ليصنعوا طعامهم فلما جاء الغلاء ندم هؤلاء الرهبان من سوء تصرفهم وكانوا كلما جاعوا يأكلون مما تبقى من هذا الترمس ويمجدوا الرب يسوع على عطاياه .
قيام الامراء باضطهاد البابا متاؤس الاول وفشلهم فى أيام السلطان الناصر فرج:
الحادث الاول:
من من البطاركة يوافق أن يشهر أحد ببنات شعبه ويصيروا عارا وأضحوكة لصغار وعامة الناس ؟
قال أبن المقفع فى مخطوط تاريخ البطاركة سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 274 : " وكشف الرب لهذا البابا أن المسلمين لبغضهم لهذا البابا كمنوا للشعب القبطى ووضعوا خطة لأضطهادهم بالأتفاق مع الأمير سودون , ولما كشف الرب له عن هذا المخطط الشيطانى الإسلامى لم يلتفت للوراء بل قام فى الحال وخرج متخفياً من المقر الباباوى ولم يراه أحدا ولم يعلم تلاميذه إلى أين ذهب , وذهب البابا إلى كنيسة القديس مرقورة أبى سيفين وحبس نفسه فى مكان مظلم ولم يسمح لأحد أن يراه وأوصا الرجل الذى حبسه أن لا يكلم احداً فأقام سبعة أيام ولياليهم فى هذا المكان وهو يصلى بلجاجه فى الحبس ويعبد الرب ويستغيث بشفاعة القديسة العذراء مريم , إلى أن ظهرت له القديسة العذراء مريم أم النور وقالت له : " أن الرب قبل طلبته فى خلاص الشعب القبطى وبطلت مؤامرة الأشرار , حينئذ أبتهج قلب البابا متاؤوس وفرح فرحا عظيماً وخرج فى اليوم السابع مثل ملاك الرب وبتدبير الرب أرسل الأمير وطلبه فى ذلك اليوم وأخبره بما أضمره المسلمين للأقباط فقد أرادوا أن يلبس نساء الأقباط الإزارات الزرقاء وغير ذلك من الإضطهادات العنصرية الدينية , وكان هذا الأب قد أحتمى بروح الرب وقوته وقال له : " من هو من الأمراء الذين تقدموك فعلوا هكذا مع بنات شعبهم من المسلمين ؟ , أو من من البطاركة يوافق أن يشهر أحد ببنات شعبه ويصيروا عارا وأضحوكة لصغار وعامة الناس , ولكن الحق أقول لك أيها الأمير أنك متى شهرت بواحدة من بنات شعبى سأطلق الخراب واشهر بلادكم من أطراف أثيوبيا وإلى أقاصى مصر , وأخبرك أيها الملك أنت تظن أن النصارى ليس لهم ملوك على الأرض ولا سلاطين وكما أنتم تحكمون عليهم فلهم أيضا سلاطين سينظروا فى سلطنتكم " فسقط الامير فى الوهم والتفكير فى ما قاله البابا وأطلق سبيل البابا ولم يعد يخاطبه فى شئ , وتعجب الشعب ومجدوا الرب والسيدة العذراء التى تساعد هذا البابا فى خطواته , فقد كان هذا البابا لم يكن يعمل أى عمل حتى يقف أمام أيقونه السيدة العذراء ويسألها فيما يفعله .
.
فى الساعة الأولى من ليلة الأثنين 5 من شهر طوبة سنة 1125 للشهداء وكان عمره 72 سنة قضى منها 40 سنة راهباً .. 32 سنة بطريركاً . توفي وأجتمع فى جنازته الكهنة والشمامسة والأراخنة وحض أيضا كل الطوائف المسيحية وحضرت طائفة اليهود أيضا ومن المسلمين ويقول أبن المقفع كاتب مخطوط تاريخ البطاركة : وأعداد لا تحصى من الناس وكان بكاء وعويل حتى أن أعمدة الكنيسة كادت تبكى على فقده وهو راقد مطروح وصليبه فى يده وكان يبكوا بالأكثر لأجل حسن منظرة وتواضعه وهيبته ومحبته وصدقته وأفتقاده للمساكين وعلى أحتماله وصبرة .ثم حملوه بالأكرام والتبجيل والوقار وحملوه فى التابوت كمثل حمل تابوت العهد من كثرة الخليقة المحيطة به ومزدحمين عليه , وكان جند المسلمين والعساكر تسير أمام التابوت تحجبه إلى أن مضوا به إلى دير الخندق (دير الأنبا رويس) حيث دفنوه فى المكان الذى أوصى به