بالوثائق الانشقاقات تطال مؤسسات تنظيم داعش الإرهابية
الخميس 05/أكتوبر/2017 - 09:27 م
طباعة
نشر المرصد الجهادي في 28 سبتمبر 2017، أربع وثائق مسربة من داخل تنظيم دولة الخلافة تظهر انشقاقات حادة بين أذرع التنظيم الإعلامي بسبب تغطيتهم للأحداث، الوثائق التي تسربت للمخرج السوري أيمن التميمي، الباحث في موقع المرصد الجهادي، وتشير الوثائق لوجود انشقاقات بين وكالة أعماق، ومؤسسة الفرقان، أحد أهم أذرع التنظيم الإرهابي الإعلامية.
الوثائق التي قام الباحث السوري بتحليلها، ونشر تقرير عنها باللغة الإنجليزية، وترجمتها بوابة الحركات الإسلامية للعربية.
يمتلك تنظيم داعش الإرهابي نوعين رئيسيين من إدارات وسائل الاعلام التي تعمل تحت إدارة مركزية موحدة مختصة بإدارة وسائل إعلامه، وهما:
- الأول: مؤسسات إعلامية رئيسية: مثل مؤسسات الفرقان والحياة.
- الثاني: مكاتب محلية تعمل بكل ولاية من ولايات التنظيم وتشمل الفئة الثانية مناطق (محافظة الرقة السورية ومحافظة ديالي في العراق.
وأعلن التنظيم رسميًا عن تقسيم "المحافظات" والمناطق التي يتواجد ويتمدد فيها التنظيم بشكل جغرافي حقيقي، والتي يعمل فيها بشكل مركزي على أرض الواقع، ولذلك لم يعلن عن المقاطعة مثل الصومال.
وبالإضافة إلى هذه المؤسسات، لدينا وكالة الأنباء "أعماق"، التي تغطي مناحي الحياة المدنية في أراضي التنظيم الإرهابي، والعمليات العسكرية والهجمات الإرهابية التي يشنها التنظيم في جميع أنحاء العالم، ولكن لم يتم الاعتراف رسميًا بها لتكون جزءًا من جهاز الإعلام للتنظيم، ولكن تعد الوكالة المثال الأبرز لتصور التنظيم لعمل الوكالات الإعلامية، المساندة له.
مؤخرًا تم تسريب أربع وثائق داخلية تعكس وجود مشاكل في مؤسسات الإنتاج الإعلامي لمحافظة الرقة والخلافات بين إدارات وسائل الإعلام المركزية والمحلية، ففي الوثيقة الأولى، تقوم اللجنة المفوضة من الهيئة الرئاسية العليا للتنظيم الإرهابي تقوم بتأنيب الوالي (حاكم المقاطعة) في الرقة لأوجه القصور الموجودة في تغطيتهم الإعلامية للأحداث، وتطلب اللجنة المفوضة أيضًا من الوالي الالتزام بإصدار موكب النور.
المتابع عن كثب دعاية تنظيم داعش الإرهابي سيعرف أن "موكب النور هو اسم أحد الأناشيد التي أطلقتها مؤسسة "أنجاد"، وهو اسم فيديو ظهر في حلقتين من المكتب الإعلامي محافظة نينوي، الأول صدر في شهر يناير 2017، والثاني أذيع في أبريل.
وعلى الرغم من أن تاريخ رسالة من اللجنة المفوضة يعود لـ22 أبريل 2017، تُظهِر الوثيقة الرابعة أن مسألة إصدار "موكب النور" لمحافظة الرقة بقيت مشكلة عالقة لم يتم حلها اعتبارًا من 5 مايو، مع وثيقة تشير لوجود نزاع مستمر منذ ذلك التاريخ بين وكالة "الفرقان للإعلام" ووكالة "أعماق" بمحافظة الرقة، في الواقع، حتى الآن.
وتعكس الوثائق أن سبب هذه المشاكل ترجع إلى تعيين أبو الحسن العراقي رئيسًا لمكتب الإعلام في محافظة الرقة، إلا أن ثلاثة من العاملين في مجال الإعلام في المحافظة - وجميعهم من أصل سوري – قاموا بتصوير مقاطع فيديو تظهر مواقع عسكرية حساسة، مع تقديم طلبات إلى الأطراف المعنية لإخضاع المراسلين الثلاثة للتحقيق. وللأسف، ولكن للأسف لم تظهر الوثائق مصير هؤلاء العاملين في وسائط الإعلام.
وتبرز الوثيقتان نقطة اهتمام أخرى، أولها، أن الوثيقة الرابعة هي الوثيقة الداخلية الوحيدة ذكرت اسم وكالة "أعماق" بالاسم، ثانيا، تشير الوثائق الثالثة والرابعة إلى شخص يدعى ريان مشعل (ويعرف أيضا باسم بارا كاديك)، وهو سوري من أصل حلبي، ومؤسس وكالة أعماق، وظهر اسمه في نهاية مايو 2017 عندما أعلن شقيقه في الفيسبوك أنه قتل في غارة جوية لقوات التحالف في محافظة دير الزور.
الخلاصة:
نستنتج من الوثائق الآتي:
1- وجود لجنة مفوضة من الهيئة العليا لتنظيم داعش، مسؤوليتها الأولى هي رصد كل ما ينشر أو يبث أو يذاع من إصدارات المكاتب المحلية للولايات.
2- أيضًا تهتم هذه اللجنة بصورة التنظيم إعلاميًا والتي تشغل قياداته الإرهابية، فوسط الهزائم المتلاحقة التي مُنيَّ بها التنظيم الإرهابي، ولكن ذلك لم يمنع اللجنة المفوضة من وضع ملاحظات على إصدارات ولاية الرقة، وتحليلها الجوانب الفنية ببعض الإصدارات.
3- الوثائق كشفت عن أسماء بعض الإرهابيين ومنهم ريان مشعل، مؤسس وكالة أعماق.
4- الوثائق تكشف بجلاء ما يواجه داعش من صعوبات على المستويين الداخلي والخارجي، حيث تتزامن الهزائم والانسحابات التي لحقت بالتنظيم على المعارك في العراق وسوريا مع الانشقاقات والانتقادات العنيفة التي يواجها أعضاء التنظيم من القيادات المركزية، الأمر الذي سيؤثر بالسلب على مستقبل التنظيم ودولته المزعومة.