سفارات قطر مكاتب للإخوان.. آل ثاني يسهلون نقل الإرهابيين لـ"داعش" ونشر فكر الجماعة في الخارج/حوارات القاهرة تلتئم بين «فتح» و«حماس» لاستكمال ملفات المصالحة/موسكو تتهم واشنطن بالتظاهر بمحاربة «داعش»
الأربعاء 11/أكتوبر/2017 - 09:32 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الأربعاء الموافق 11-10-2017.
سفارات قطر مكاتب للإخوان.. آل ثاني يسهلون نقل الإرهابيين لـ"داعش" ونشر فكر الجماعة في الخارج
كشف حساب «قطر يليكس» على «تويتر» التابع للمعارضة القطرية النقاب عن دور السفارات القطرية في دعم التنظيمات الإرهابية، وتسهيل انضمام العناصر لتنظيم «داعش»، ومساعدة الإخوان في نشر فكرهم بالخارج.
ونشر الحساب مقطع فيديو بعنوان «سفارات قطر.. منافذ تمويل الإرهاب» يتحدث عن دعم الدبلوماسية القطرية للإرهابيين سواء بمساعدتهم على التنقل بين عواصم العالم وتسهيل نقلهم للانضمام لـ«داعش».
واستعرض الفيديو لمدة دقيقة ونصف الدقيقة تسلسل دعم قطر للإرهابيين بداية من «دعم مالي ولوجيستي لمدبر هجمات ١١ سبتمبر»، ودعمها للإخوان في بريطانيا.
وبحسب الفيديو، نشرت قطر في فرنسا فكر حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان عبر ٢٤٢ جمعية، أما هولندا فقد دفعت قطر ملايين الدولارات لنشر فكرهم داخل المساجد، وأقامت في إسبانيا ٨٠٠ مسجد لاستقطاب المغاربة وتجنيدهم للتنظيمات الإرهابية وانضمامهم للجماعة.
وقال «خالد الهيل» المتحدث باسم المعارضة، قطر لم تعد تكتفي بدعم التنظيمات الإرهابية بالطرق التقليدية سواء الاستعانة برجال أعمال أو منظمات خيرية، لكنها باتت تدعمهم من خلال السفارات.
وأضاف لـ«البوابة»، السفارات التي من المفترض أن تكون ممثلة لدولة قطر باتت منابر للتواصل مع الإرهابيين ونشر فكر جماعة الإخوان.
وأشار إلى أن الدفع بمرشح قطري في الانتخابات على منصب المدير العام لمنظمة مثل اليونسكو، الهدف منه تحسين وجه قطر الذي بات مفضوحًا، وأنها تسعى للحصول على المنصب لنفي أي علاقة بينها وبين الإرهاب.
(البوابة نيوز)
حوارات القاهرة تلتئم بين «فتح» و«حماس» لاستكمال ملفات المصالحة
بدأت، أمس الثلاثاء، في القاهرة جولة حوار بين حركتي «فتح» و«حماس» برعاية مصرية في محاولة لإنهاء الانقسام الفلسطيني المستمر منذ عقد من الزمن. وتعقد جلسات الحوار التي ستستمر أياماً عدة، في مقر المخابرات المصرية في القاهرة.
وأكد رئيس وفد «فتح» عزام الأحمد للصحفيين، أن النقطة الأساسية المتفق عليها في جدول أعمال الجلسة هي «مناقشة مسألة تمكين الحكومة في القطاع». وقالت حركة «فتح» في بيان، إن وفدها إلى حوار القاهرة «مسلح بتعليمات واضحة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس القائد العام للحركة بحتمية إنهاء الانقسام وبذل كل جهد ممكن لإنجاح الحوار».
وقال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم في بيان، إن الحوار مع «فتح» سيتناول «مجمل القضايا والملفات المتعلقة بالمصالحة وإجراءات وآليات تنفيذها وفق اتفاق القاهرة الموقع العام 2011». ويترأس نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري وفد الحركة إلى اجتماعات القاهرة. ويضم الوفد كذلك رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار وأعضاء المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وخليل الحية وعزت الرشق وحسام بدران. ويترأس وفد «فتح» عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، ويضم الأعضاء في اللجنة المركزية للحركة روحي فتوح وحسين الشيخ وأحمد حلس ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج ونائب أمين سر المجلس الثوري للحركة فايز أبو عيطة.
في الأثناء، استعرض مجلس الوزراء الفلسطيني خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها في مدينة رام الله برئاسة رامي الحمد الله رئيس الوزراء نتائج الجولة التي قامت بها الحكومة إلى قطاع غزة، وأكد أن الحكومة تدرس وتتابع باهتمام جميع القضايا التي طرحها ممثلو الفصائل والشخصيات والقوى الوطنية، وجمعية رجال الأعمال الفلسطينيين، والشابات والشبان وغيرها من الجهات خلال لقائها برئيس الوزراء وأعضاء الحكومة في غزة، وجدد التزام الحكومة ببذل أقصى الجهود لإيجاد الحلول لهذه القضايا، والتزامها بتعليمات الرئيس بتسخير الإمكانيات كافة لتلبية احتياجات أبناء شعبنا في قطاع غزة.
وأعرب المجلس عن تمنياته بنجاح جولة الحوار الوطني في القاهرة ضمن الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة، وإعادة الوحدة للوطن. وأكد جاهزيته لتسلّم كافة المهام في قطاع غزة حال اتفاق الفصائل، وأن الحكومة لديها الخطط والبرامج بالخطوات الواجب القيام بها وتطبيقها على الأرض، والاستعداد لتحمّل مهامها كاملة إلى جانب المسؤوليات التي تحملتها منذ تشكيلها تجاه قطاع غزة، ومجدداً شكره العميق للدور المصري الهام والتاريخي لضمان إتمام المصالحة وإنجازها بشكل شامل وكامل.
وشدد المجلس على وجوب ارتقاء الجميع إلى أعلى درجات التلاحم والتكاتف، وتضافر الجهود لإنهاء الانقسام البغيض ومعالجة الندوب والجروح العميقة التي تسبب بها، وتحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية الصادقة كشرط لا يسبقه شرط آخر.
(الخليج الإماراتية)
واشنطن تعتبر «حزب الله» تهديداً للأمن الأميركي
كان من المتوقع ان تُعلن الخارجية الاميركية خطوات تصعيدية ضد «حزب الله» فجر اليوم، في الذكرى العشرين لادراجه «منظمة ارهابية»، فيما اعتبر منسق الأمن الداخلي في البيت الأبيض توم بوسارت ان الحزب يشكل تهديداً للأمن الاميركي.
وتوقعت مصادر أن يعلن منسق مكافحة الارهاب في الخارجية الاميركية ناتان سايلز «أجراءات اميركية جديدة تستهدف بنية الحزب التحتية» مع اقتراب تصويت مجلس النواب الاميركي على رزمة عقوبات جديدة ضد الحزب وتحويلها على مجلس الشيوخ.
وكتب بوسارت على موقع البيت الأبيض أمس ان الحزب، وفِي الذكرى العشرين لادراجه منظمة ارهابية (٨ تشرين الاول/أكتوبر ١٩٩٧) يبقى تهديداً للولايات المتحدة و»لأمن الشرق الاوسط وما ابعد من ذلك».
ودعا بوسارت الأوروبيين الى عدم الفصل بين الجناح السياسي والعسكري للحزب وإدراج الاثنين كمنظمة ارهابية. كما أعاد التزام ادارة الرئيس دونالد ترامب «ملاحقة ممولي الحزب وداعميه وشبكاته وأبرزهم ايران» كما قال.
(الحياة اللندنية)
تونس: الكشف عن خلايا تكفيريّة تروّج لـ «داعش»
أعلنت وزارة الداخلية التونسية أن وحداتها الأمنية تمكنت من الكشف عن خليتين تكفيريتين جنوب العاصمة تونس يروّج أصحابها لتكفير شخصيّات سيادية وسياسيّة وعدد من المسؤولين والإعلاميّين. وأكدت الداخلية في بيان لها أمس أنه وفي إطار المجهود المتواصل للكشف عن الخلايا الإرهابيّة قصد إحباط مخططاتها الإرهابيّة المحتملة، لوحظ وجود حساب على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يتواصل صاحبه مع عدد من العناصر التكفيريّة ويُمجّد ما يُسمّى بتنظيم «داعش» الإرهابي كما يُكفر عدداً من المسؤولين والإعلاميّين.
وأضاف البيان أنه وبتعميق التحريات في الموضوع، من قبل وحدات إقليم الأمن الوطني ببنعروس (جنوب العاصمة) تبيّن أن صاحب الحساب المذكور عنصر تكفيري معروف لدى الوحدات الأمنيّة واعترف بعلاقته بعناصر تكفيريّة أخرى، تتواصل فيما بينها عبر موقع الـ«فيسبوك» تمّ الكشف عن أصحابها وتبيّن من خلال المعاينات أنهم يروّجون لتكفير شخصيّات سيادية وسياسيّة وكوّنوا فيما بينهم وفاقا تحت مسمّى «الموحّدون». وبمراجعة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بهم جميعاً وعددهم 4 عناصر، وتحرير محضر من أجل «تكوين وفاق إرهابي والإشادة بالإرهاب».
وفي السّياق ذاته، ذكرت وزارة الداخلية في بيان ثانٍ لها أن وحدات منطقة الأمن الوطني ببنعروس كشفت واعتقلت أفراد خليّة تكفيريّة تتواصل فيما بينها أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وينتمي اثنان منهم إلى تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور ويُروّجون إلى ما يُسمّونه بـ «الجهاد» وينعتون أعوان الأمن بـ «الطواغيت». كما بيّنت التحرّيات أن هذه الخليّة كانت تدعو من خلال مواقعها الإلكترونيّة والاجتماعية إلى الانضمام إلى معسكرات التنظيمات الإرهابيّة والانتقام من رجال الأمن. ومن جهة أخرى، ووفق بيان ثالث، تمكّنت وحدات الحرس الوطني من إيقاف عدد من العناصر التكفيرية بمختلف جهات البلاد شملت 5 محافظات للاشتباه فيهم بالانتماء إلى تنظيم إرهابي. وأشار بيان صادر عن وزارة الداخلية، إلى أن فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني ببنقردان، من محافظة مدنين، بحدود ليبيا، تمكنت من إلقاء القبض على 4 عناصر تكفيريّة، من بينهم امرأتان وبالتحرّي معهم اعترفوا بتبنيهم الفكر التكفيري وتواصلهم مع عناصر تكفيريّة بالدّاخل والخارج.
وألقت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بطبربة من محافظة منوبة، القبض على عنصر تكفيري وبالتحرّي معه اعترف بتبنيه للفكر التكفيري.
(الاتحاد الإماراتية)
'سرقة العمليات الإرهابية'.. حيلة داعش الجديدة للبقاء في المشهد
مؤشرات كثيرة تدل على أن تنظيم داعش الإرهابي بدأ يعلن إفلاسه بعد الهزائم التي مني بها في الفترة الأخيرة. وأوضحت هذه المؤشرات أن داعش بدأ يعلن مسؤوليته عن عمليات إرهابية لم يرتكبها وذلك للإبقاء على تلك الصورة الدموية المخيفة التي يحب أن يرهب بها محاربيه ويكسب من خلالها ثقة مناصريه ويضم مقاتلين جددا إلى صفوفه، لكن صورته التي جند لها آلة إعلامية عند بداية ظهوره قد انهارت فبدأ يحاول إنقاذها عبر التضليل الإعلامي الذي لم يعد ذا جدوى.
لم تكد سيارات الإسعاف تنهي نقل 59 قتيلا وأكثر من 400 جريح، سقطوا في هجوم مسلح في مدينة لاس فيغاس الأميركية إلى المستشفيات في الثاني من أكتوبر الجاري، حتى أعلن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تبنيه للحادثة كاشفا عبر ذراعه الإعلامية، وكالة أعماق، عن أن منفذ الهجوم الستيني الأميركي ستيفن بادوك قد اعتنق الإسلام قبل أشهر عدة وأن اسمه الحركي أبوعبدالبر الأميركي.
ولم يمض وقت طويل حتى أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي أنه لا وجود لمؤشرات تربط بين العملية ومنفذها وبين التنظيم الإرهابي.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يسارع فيها التنظيم إلى تبني عمليات قام بها غيره. ففي يونيو 2017، أعلن داعش عن تبنيه لهجوم مسلح استهدف مجمعا ترفيهيا بالعاصمة الفلبينية مانيلا سقط خلاله أكثر من 35 قتيلا، لكن لم تكد تمضي ساعات قليلة حتى أعلن قائد شرطة مانيلا، أوسكار البايالدي، عن أن المجمع يعاني مشاكل مالية وأن السرقة كانت الدافع وراء الهجوم، نافيا أي صلة للمهاجمين بالتنظيمات الإرهابية.
وقبل ذلك وفي مارس من العام نفسه تبنى التنظيم هجوما بواسطة مركبة دفع رباعي دهست مجموعة من المارة على جسر وستمنستر، في ساحة البرلمان وسط لندن.
وقالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم إن المهاجم خالد مسعود جندي للدولة الإسلامية نفذ الهجوم تلبية لدعوات سابقة باستهداف رعايا دول التحالف الدولي مع أن الأجهزة البريطانية لم تؤكد حتى الساعة أي علاقة بين المهاجم وبين التنظيم الإرهابي. وهو في أقصى الأحوال ذئب منفرد نفذ عمليته منفردا بلا روابط تنظيمية أو حركية مع داعش أو غيره من التنظيمات.
صورة التنظيم المخيفة والدامية، قد بدأت تتهاوى وتتبدد على وقع الهزائم التي يتعرض لها أخيرا في أغلب ساحات وجوده
فلماذا يسارع التنظيم إلى تبني عمليات لم يخطط لها ولم ينفذها وليست له بها أي صلة؟ ولماذا تواتر هذا التبني المضلل خلال الأشهر الماضية؟
بدا واضحا أن صورة التنظيم المخيفة والدامية، والتي حاول أن يبنيها خلال السنوات القليلة من عمره، من خلال أحدث التقنيات السمعية – البصرية ومن خلال الإمعان في الفتك بالخصوم، والتي ساهمت في بث الرعب في الأعداء وجذب المزيد من الأنصار، قد بدأت تتهاوى وتتبدد على وقع الهزائم التي يتعرض لها التنظيم في أغلب ساحات وجوده.
خسارة الموصل، المدينة الرمز لداعش، كانت قاسية ومريرة، والهزائم المتوالية في الساحة الشامية على يد كل الخصوم، نظاما ومعارضةً شكلت ضربة موجعة، والقضاء على التنظيم في الساحة الليبية نهائيا، بدد أملا داعشيا بالتمدد في بلاد المغرب، إلى جانب ما تتكبده خلاياه النائمة هنا وهناك في أغلب الأقطار العربية والمهاجر الأوروبية يوميا على يد الأجهزة الأمنية بالملاحقة والسجن والتفكيك.
فالتنظيم الإرهابي الغريق بات يتعلق بقش التضليل الإعلامي كي يحفظ ماء وجهه الشرير، ولو كلفه الأمر طريق الكذب، فالكذب كالقتل، جائز عند الضرورة.
فالظاهر أن التنظيم ينتهج سياسة المسارعة بتبني أي عملية قتل أو دهس أو إطلاق نار في أي بقعة من جهات الأرض الأربع، معولا على هلاك المهاجم وأن الحقيقة ستذهب معه إلى المجهول، وبذلك يرسل أكثر من رسالة.
رسالة أولى موجهة إلى الأعداء، وخاصة الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمجابهة الإرهاب، بأن “لا تغرنكم قوتكم ولا خسائر الميدان في سوريا والعراق، فنحن قادرون على ضربكم في عقر داركم، في أعرق ساحاتكم ومتاحفكم، وقادرون على بث الرعب في مواطنيكم وقتلهم بجريرتكم وضرب سياحتكم”.
رسالة ثانية إلى الأنصار، تطمئنهم على بقاء التنظيم حيا، رغم الهزائم، وعلى أنه مازال قويا وتبعث فيهم أملا بـ“فجر داعشي جديد”، لكنه ومن خلال الوضع الراهن لن يكون الأمر كذلك فلقد بدأ يأخذ طريقه نحو الاندثار.
لكن هذه السياسة الإعلامية الجديدة من داعش تكشف أيضا تخبطا واضحا في إدارة الأزمة التي يتعرض لها التنظيم، ويبدو أنها توحي بتفكك القيادة، أو حتى غيابها في ظل تواتر الأخبار بمقتل زعيمه أبوبكر البغدادي أو إصابته وتأكيدات بمقتل العشرات من قادة الصف الأول خلال العمليات العسكرية الجارية منذ أكثر من سنة في سوريا والعراق.
الأمر يذكر بخريف التنظيمات اليسارية في التسعينات، عندما كانت تسارع بتبني أي عملية خطف أو قتل في أوروبا
فالنظام الصارم والقوة الإعلامية، وخاصة البصرية ذات البصمات الهوليوودية المؤثرة التي ظهر بها التنظيم في سنته الأولى، أصبحت مفقودة تماما، ما يشي بأن هواة يسيرون الدفة الإعلامية في المركب الداعشي المشرف على الغرق.
ففي البدايات كان التنظيم يحيط عملياته الداخلية في مواقع سيطرته أو الخارجية بهالة كبيرة تحيل إلى وجود جهاز دعائي ضخم. وكانت العمليات توثق بشكل دقيق صورة وصوتا وحتى الهجمات الخارجية تدعم بمقاطع للمهاجمين يرددون فيها نص البيعة للخليفة البغدادي، ما يعطي الكثير من الصدقية لما يعلنه التنظيم من مسؤوليات عن عمليات هنا وهناك.
أما اليوم فبات قليلا جدا الإعلان عن عمليات إرهابية موثقة، حيث يكتفي “الإعلاميون الدواعش” بنص خبر صغير على موقع وكالة “أعماق” يعلن عن أن “أحد جنود الدولة الإسلامية قام بهجوم تنفيذاً لدعوات القادة باستهداف رعايا دول التحالف الدولي ضد الإرهاب”.
بات واضحا أن الحرب الوجودية التي يخوضها التنظيم على أثر من جبهة والهزائم التي يتعرض لها قد أنهكت هياكله القيادية، وجعلت آلته الإعلامية التي طالما تباهى بها واعتبرها أحد أمضى أسلحته، تستجير بسرقة “جهود الغير” الإرهابية كي يبقى التنظيم حاضرا في مشهد الدم.
وهو وضع يحيل إلى خريف التنظيمات الثورية اليسارية في تسعينات القرن الماضي، عندما كانت تسارع بتبني أي عملية خطف أو قتل في العواصم الغربية كي تقنع حفنة من أنصارها أنها مازالت قوية وقادرة على ضرب المعسكر الرأسمالي.
حتى أن تنظيما ثوريا، كان يعيش حالة من السبات منذ نهاية الحرب الباردة، استفاق فجأة عندما كانت طائرات القاعدة ترتطم بأبراج التجارة في نيويورك صباح الحادي عشر من سبتمبر 2001 وتبنى الهجوم، لكن الوقائع كانت غير ذلك.
فداعش، أصبح مستعدا لارتكاب كبائر الإثم، وفقا للشريعة الإسلامية، كي يبقى محط الأنظار. ولا يخشى في ذلك أن ينفض من حوله أنصاره وداعموه، لأنه يعي تماما أنهم منقادون إليه بقوة الجذب العقائدي الدوغمائي، وتسليمهم الساذج بصدق كل ما يصدر عنه. ففي هذه البيئة الفاقدة للوعي النقدي تحيا أفكار التنظيم السطحية وتنمو وتكبر، وتتحول إلى آلة مرعبة، لا تسرق عمليات الغير فقط، بل تسرق أرواح البشر.
(العرب اللندنية)
السودان مصدر قلق على الحدود المصرية.. خبراء سياسة: المصدر الأساسي لدخول الأسلحة إلى صعيد مصر.. وتمول عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في سيناء
لا تزال السودان مصدر قلق للحدود المصرية، إذ تعتبر الدولة مصدرًا لدخول السلاح عبر الحدود الجنوبية، لا سيما حوايتها لمعارضين مصريين ينتمون لجماعة الإخوان الصادر في حقها حكم قضائي بإدراجها على قائمة الإرهاب.
واتضحت تلك الخطورة، عندما ألقت الأجهزة الأمنية على ثلاثة أشقاء في محافظة قنا المتواجدة بجنوب مصر، ووجدت معهم 100 بندقية متنوعة منهم بندقيات قنص، إلي جانب 20 ألف رصاصة، واكتشفت الأجهزة الأمنية من اعترافات المقبوض عليهم أن تلك الأسلحة وصلت لهم مهربة من السودان، عن طريق جبال وصحراء البحر الأحمر التي تربط بين صعيد مصر والحدود الجنوبية لدولة السودان.
والأخطر في الأمر أن الثلاث أشقاء الذين قُبض عليهم بحوزتهم الأسلحة كانوا بالقرب من خلية تنظيم " داعش" الإرهابي في جبال "قنا".
ورأي خبراء ومحللون أن دولة السودان تُمثل خطورة على الحدود الجنوبية لمصر، بسبب الصراعات السياسية فيها، وبسبب وجود عدد كبير من عناصر تنظيم "القاعدة" بها، إذ قال الخبير الأمني، محمود قطري إن السودان هي المصدر الأساسي والرئيسي لدخول الأسلحة إلى صعيد مصر، بل هي المصدر الدائم لدخول السلاح إلى مصر، وذلك بعد الأحداث الليبية في الفترة السابقة، بحسب قوله.
وأكد "قطري" أن الحدود الجنوبية لمصر في خطر بسبب السودان، لأنها بسبب الصراعات والنزاعات السياسية في السودان لديها عدد كبير من الجماعات الإرهابية، وتلك الجماعات تمول عناصر تنظيم داعش الإرهابي المتواجدة في مصر.
وأشار الخبير الأمني، إلي أن أغلب الأسلحة التي تدخل مصر عن طريق السودان تكون مستخدمة من قبل جماعات النزاع في السودان، لذلك جميع الأسلحة المتواجدة في الصعيد تكون أسلحة ثقيلة مثل الجرينوف والرشاشات.
وأوضح أن أغلب القيادات الكبرى لتنظيم "القاعدة" الإرهابي مثل أيمن الظواهري، كانوا متواجدين في السودان، إلى جانب أن السودان لها مويل إخوانية واضحة، لذلك هي لا ترغب الاستقرار لمصر.
وأضاف أن الحكومة السودانية لا تستطيع أن تسيطر على الأوضاع الأمنية في بلادها، وكل تلك الأمور تصب بشكل سلبي على الأوضاع الأمنية لمصر.
واستطرد للسيطرة على الحدود الجنوبية المصرية يجب مراقبتها بالطائرات العسكرية، ولابد من تعزيز القوات الأمنية المتواجدة على الحدود، ويجب مراقبة الجبال في صعيد مصر مراقبة شديدة لإحكام السيطرة على الحركة فيها.
ومن جانبه قال الإخواني المنشق، سامح عيد، إن الجماعات الإرهابية المسلحة المتواجدة في السودان تُدخل الكثير من الأسحلة لمصر، لكن يصعُب السيطرة علي هذا الأمر، ذلك لأن جميع الحدود المصرية سواء كانت الشمالية أو الجنوبية مهددة بخطر تهريب السلاح.
وأوضح "عيد" أن الأجهزة الأمنية لن تستطيع أن تمنع ظاهرة تهريب السلاح ودخوله مصر، لكنها تستطيع أن تحد منه، لأن دخول أسلحة لمصر في هذا التوقيت يُمثل خطورة على الأمن القومي.
(البوابة نيوز)
«ممر آمن» لـ «داعش» خارج الرقة قبل مواجهات دموية
واصلت «قوات سورية الديموقراطية» عملياتها العسكرية في الرقة التي تهدف إلى القضاء على تنظيم «داعش» في المحافظة. وتسعى «سورية الديموقراطية» إلى تطويق «داعش» وإجباره على الفرار أو القتال حتى الهزيمة. ويتحصن «داعش» في ثلاث مناطق أخيرة بوسط الرقة هي الملعب البلدي، و «دوار النعيم» الذي باتت كُنيته «دوار الجحيم» بسبب استخدام «داعش» له في عمليات إعدام جماعي، والمستشفى العام.
وتحدثت مصادر متطابقة عن مفاوضات بين «داعش» و «قوات سورية الديموقراطية» لتأمين ممر آمن لعناصر «داعش» للخروج من الرقة. وأفادت بأن «سورية الديموقراطية» تدعم ما يشبه التهدئة للسماح لعناصر التنظيم بمغادرة معاقلهم الأخيرة في الرقة، لأنها لا تريد معارك ضارية وسط المدينة حيث يوجد آلاف المدنيين يمكن أن يستخدمهم التنظيم كدروع بشرية، إضافة إلى الألغام والعربات المفخخة.
ولا يدعم كل عناصر «داعش» الانسحاب من الرقة من دون قتال. ومن المتوقع أن يدخل المتشددون في مواجهة أخيرة دفاعاً عن هذا المعقل في دولة الخلافة التي أعلنوها عام 2014. لكن «سورية الديموقراطية» تؤكد جاهزيتها للرد على التنظيم.
وقال بابل، وهو اسم مستعار «دع داعش تأتي ونحن مستعدون لهم. لدينا متفجرات لنسقطها تحتنا على الدرج».
ويسيطر بابل ورفاقه في «سورية الديموقراطية»على المبنى الواقع على الخطوط الأمامية منذ ثلاثة أسابيع ويستعدون الآن لمواجهة أخيرة مع «داعش».
والموقع مجهز جيداً لمواجهة أي محاولة هجوم من المتشددين المحاصرين. فقد دمر القتال درج مدخل المبنى مما خلف هاوية لا يمكن عبورها إلا بتسلق جزء من سور حديدي يستخدم كدرج متحرك يمكن للمدافعين عن المكان سحبه لأعلى.
وفي الداخل تتناثر زجاجات بلاستيكية في كل مكان كي تصدر أصواتاً عندما يمر عليها أي شخص لتنبه بابل ورفاقه بوجود دخلاء.
وقال بابل: «يشن داعش غارات صغيرة بانتظام حتى خلف موقعنا. أمس هاجموا الجهة المقابلة للمبنى وحاولوا الزحف باتجاهنا. قتلنا عدداً قليلاً وتراجعوا إلى المستشفى».
وترى «سورية الديموقراطية» بوضوح مستشفى الرقة، أحد آخر معاقل «داعش» من مجموعة مبان تسيطر عليها إلى الشمال الغربي من المستشفى.
ويقول قادة إن المستشفى وملعباً مجاوراً يقال إن «داعش» يحتجزون رهائن مدنيين بداخله سيشهدان المواجهة الأخيرة.
وتشغل وحدة بابل الخط الأمامي قبل مواجهة أخيرة متوقعة وتطلق النار على المتشددين في أي موقع ترصدهم فيه.
وقال بابل: «في الليالي الأخيرة، كانوا يسلطون علينا أضواء من المستشفى باتجاه خطوطنا حتى لا نتمكن من الرؤية».
وقال مقاتل آخر بالوحدة إن نيران قناصة التنظيم تراجعت في الفترة الأخيرة، مضيفاً أن السبب ربما يكون محاولة ادخار الذخيرة لمعارك أكثر شراسة.
وعلى الخطوط الأمامية، قال عناصر «سورية الديموقراطية» إن المعنويات مرتفعة. وبعث أحد المقاتلين بموسيقى شعبية لوحدات أخرى عبر جهازه اللاسلكي. وقال بابل: «نأمل أن ننتهي قريباً».
(الحياة اللندنية)
182 غارة روسية على «داعش» بدير الزور في 24 ساعة
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن مقاتلاتها شنت 182 غارة خلال الساعات الـ24 الماضية، مستهدفة مواقع «داعش» في دير الزور، مضيفة أن قاذفة طراز «سوخوي-24» تحطمت أثناء إقلاعها من مدرج قاعدة «حميميم» قرب اللاذقية، ما أسفر عن مقتل طاقمها، دون أن تحدث أضراراً على الأرض. وقال المتحدث باسم الوزارة ايجور كوناشينكوف في بيان إن الغارات استهدفت مسلحي التنظيم الإرهابي الفارين إلى دير الزور من العراق. وذكر أن الغارات دكت «مواقع حصينة» تابعة «للدواعش» ضواحي مدينة الميادين شرق الفرات ضمت مخازن لقذائف المدفعية ودبابات، إضافة إلى شبكة متطورة من الأنفاق وأعداد كبيرة للمسلحين.
وأفاد مصدر بالمكتب الإعلامي لوزارة الدفاع الروسية، بأن القاذفة «سوخوي- 24» انزلقت عن المدرج في قاعدة حميميم وتحطمت، أثناء محاولتها الإقلاع لتنفيذ مهمة قتالية، مشيراً إلى أن طاقم الطائرة لم يتمكن من القفز. وأضاف المصدر أن «سبب وقوع الحادث قد يكمن، بحسب تقرير من مكان الحادث، في وجود خلل تقني بالطائرة». وسوخوي- 24 هي قاذفة مخصصة لتوجيه ضربات باستخدام صواريخ وقنابل، وتعتبر من الطائرات الحربية الأكثر شيوعاً ضمن القوات الجوية الروسية. ولم يوضح المتحدث العسكري عدد الأشخاص الذين قتلوا، لكن طاقم «سوخوي-24» غالباً ما يضم شخصين. وفقدت روسيا طائرتين نوع، «سوخوي-33» و«ميج-29» قبالة ساحل سوريا العام الماضي إثر انطلاقهما من حاملة الطائرات الروسية الوحيدة الآميرال كوزنيتسوف في المتوسط. وتستخدم روسيا قاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية لشن غارات جوية على معارضي الرئيس الأسد، منذ تدخلها للمرة الأولى بالصراع السوري في سبتمبر 2015.
(الاتحاد الإماراتية)
موسكو تتهم واشنطن بالتظاهر بمحاربة «داعش»
اتهم الجيش الروسي الذي يشن حملة عسكرية لدعم قوات النظام في سوريا، الولايات المتحدة أمس ب«التظاهر» بمحاربة تنظيم داعش من أجل «تعقيد» تقدم الجيش السوري.
وقال الجنرال إيغور كوناتشنكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن التحالف الدولي بقيادة واشنطن قلص عملياته في العراق ليتيح أمام مقاتلي التنظيم الإرهابي الانسحاب إلى شرق سوريا، حيث يحقق جيش النظام السوري تقدماً في محافظة دير الزور أحد آخر معاقل تنظيم داعش في هذا البلد.
وقال كوناتشنكوف في بيان «الجميع يرى أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يتظاهر بمحاربة تنظيم داعش خصوصاً في العراق، لكنه يواصل معاركه المزعومة ضد التنظيم في سوريا». وأضاف أن «تحركات البنتاجون والتحالف بحاجة إلى تفسير. هل يتم التغيير في الأولوية عن رغبة في تعقيد عمليات الجيش السوري قدر الإمكان من أجل تحرير الأراضي السورية شرق الفرات بدعم من الطيران الروسي؟ أم إنه وسيلة ذكية لتحرير العراق من إرهابيي داعش وحملهم على التوجه إلى المناطق التي يستهدفها القصف الدقيق للطيران الروسي؟».
(الخليج الإماراتية)
تراجيديا الإعدام بسبب المعتقد الديني
حرية المعتقد من أهم وأبرز وأنفس مبادئ حقوق الإنسان الأساسية، وهي لا تتصادم مع التدين والمتدينين، ذلك أن من يمارس حقه في الإيمان بالعقيدة التي يختارها ويقتنع بها، يجب عليه في المقابل أن يحترم من يختلف عنه في عدم الإيمان ويقدّر حق الآخر في اختيار العقيدة التي يريدها. هذا الأمر يكاد ينعدم في العالمين العربي والإسلامي، إذ يتدخل الأفراد والمجتمع وحتى الدولة في شؤون عقيدتك وينصبون أنفسهم أوصياء على الإسلام والمسلمين فيجبرون الذين اختاروا عقيدة أخرى على التستر والعيش في خوف دائم مما يسمونه عقوبة الردة، وهو أمر غير وارد بوضوح حتى في الإسلام نفسه.
لا تزال عقوبة المرتد بالإعدام سارية المفعول في إيران وفي بعض البلدان العربية والإسلامية. ولئن سقطت من القوانين المكتوبة في بقية الدول الإسلامية الأخرى، فإن الإعدام الرمزي أو السري يبقى مصير كل من تسوّل له نفسه الجهر بحريته في المعتقد والانفصال عن اعتقادات الجماعة المحيطة.
وهو ما خلق جوا يشوبه الحذر وانتهاج الحياة السرية والعيش بتستر وخوف، فمثلا إن وجدنا في الغرب مؤمنين غير ملتزمين، فكثيرا ما نجد ملتزمين غير مؤمنين في البلدان الإسلامية، يتظاهرون بالإيمان خوفا من نظرات وعنف الآخرين الذين يعتقدون في أغلبهم أن المسلم يولد مسلما وينبغي أن يموت مسلما رغم أنفه. وكثيرا ما يوجه بعضهم إلى الغير تلك الجملة التفتيشية المهددة ضمنيا “نحن لم تعد نراك في المسجد هذه الأيام”.
تحمل كلمة “الردة” معنى اتهاميا تجريحيا، ولو كان تطور المجتمع العربي متماشيا مع مبادئ القرن الحادي والعشرين لانقرضت تلك الكلمة من القاموس واللغة اليومية من تلقاء نفسها، إذ كيف يمكن اعتبار من يتغير فكريا، أو يغير رأيه في مسألة تخصه هو لا غيره، مجرما يستحق عقوبة القتل؟
هل من العدل ومن المعقول أن نجبر إنسانا ولدته أمه حرا في عائلة مسلمة أن يكون مسلما بالضرورة ورغم إرادته؟ ما معنى الحرية والاستقلالية الذاتية إن لم يكن له الحق في تجاوز الثقافة الدينية والعقائدية التي وجد فيها نفسه عن طريق الصدفة، لا غير؟
هل يرث الكائن البشري رؤيته للكون والحياة وكذا أحاسيسه وميولاته النفسية والفلسفية مثلما يرث نعجة أو جرارا أو بئرا؟ إن كانت حتى في القرآن إشارة إلى الذين لا يستطيعون الإيمان، فكيف يسمح البعض لأنفسهم وصم الآخر بالردة بمجرد أنهم يفترضون أنه كان مسلما؟ كيف يمكن أن نكلف من لم يؤمن أصلا أو من فقد الإيمان في طريقه الحياتي ما لا طاقة له به؟ هل نكث المواطن عهدا؟ هل اعتدى على الغير؟ هل دعا إلى عنف؟ هل احتقر الأديان؟
إذا كان في المسيحية ما يسمى التعميد وهو ذلك الطقس الذي يتم فيه إعلان إدخال الأطفال عادة إلى دين أوليائهم، فليس هناك لدى المسلمين مثل هذا الإعلان "الإداري" فكيف يتم إذن التثبت من أن الشخص المتهم كان مسلما ثم ارتد! ألا يمكن لكل متهم أن يهدم الادعاء قائلا ببساطة “من قال لكم إنني كنت مسلما بإرادتي واختياري وكيف تثبتون ذلك حتى تطبقون في حقي عقوبة الردة؟”.
كلمة "الردة" تحمل معنى اتهاميا وتجريحيا، ولو كان تطور المجتمع متماشيا ومنسجما مع مبادئ العصر لانقرضت الكلمة
ولكن حتى وإن كان مسلما ورعا، ألا يحق للإنسان أن يعيد النظر في حياته الروحية جملة وتفصيلا؟ بماذا يضر غيره إن فعل؟ لماذا يحتفي الدعاة بالمسيحيين الذين يعتنقون الإسلام على أن الله قد هداهم إلى الصراط المستقيم ولكن ينظرون إلى بعض المسلمين الذين يدخلون في دين المسيح على أنهم ضلوا ضلالا مبينا!
ويبتهج أغلب المسلمين كلما أسلم شخص مهما كانت نية هذا الشخص وتاريخه ويهللون لانتصار الإيمان وكيف أن الله هداه للدين الحنيف، ولكنهم يعتبرون كل من ترك دينهم مجرما مرتدا يجوز سفك دمه! يحتفلون بدخول الآلاف في دينهم، كما يزعمون، لكن يعز عليهم خروج واحد من ملتهم ويصبح محل مساءلة وإدانة ثم تجريم وعقاب.
والغريب في الأمر أن الدعاة ينظرون إلى من يُسلم على أنه فكّر وأعمل عقله وأعانه الله على الاختيار الصحيح، أما في حالة انتقاله إلى المسيحية فيكون في اعتقادهم قد غرّر به وتم تنصيره من قبل المبشرين وأضله الشيطان وأصبح من الخاسرين.
ألا يشجع يوسف القرضاوي على قطع الرقاب حينما يصرح أنه لو لا وجود حد الردة وقتل المرتد لانتهى الإسلام في حين أن المسألة خلافية بامتياز بل لا ذكر لحد الردة في القرآن على الإطلاق؟ ألا يؤكد داعية الجزيرة مقولة أن الإسلام قد انتشر بحد السيف وهي نفس المقولة التي ينفيها في أحاديث أخرى؟
إن ما يسمى اليوم "أصولية" ما هو إلا امتداد منطقي لهذا التصور الضبابي والملتبس للحرية الإنسانية وتلعثم مزمن في هضم حقوق الإنسان الأساسية وعلى رأسها حرية المعتقد.
(العرب اللندنية)