اليوم.. استئناف محاكمة 24 متهمًا في "اللجان النوعية للإخوان"/الهزائم المتتالية تجبر "داعش" على تغيير إستراتيجيته بسيناء/حبس 15 متهماً من عناصر «خلية الواحات»
الإثنين 20/نوفمبر/2017 - 09:42 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الاثنين الموافق 20-11-2017
اليوم.. استئناف محاكمة 24 متهمًا في "اللجان النوعية للإخوان"
تستأنف اليوم الإثنين، محكمة جنايات القاهرة، محاكمة 24 متهمًا من عناصر "اللجان النوعية" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية.
كان النائب العام المستشار نبيل صادق، وافق على قرار، بإحالة أخطر خلية إرهابية تابعة للجان العمليات النوعية الإخوانية، للمحاكمة الجنائية العاجلة، في القضية 570 لـسنة 2015 حصر أمن دولة عليا.
وباشرت نيابة أمن الدولة التحقيقات مع عناصر اللجان النوعية، ووجهت إليهم اتهامات في بداية التحقيق باغتيال النائب العام الراحل، إلا أنها قررت فصل واقعة الاغتيال عنها، وأحالت المتهمين بتفجير موكب المستشار هشام بركات للمحاكمة على ذمة القضية 314 لسنة 2016.
وأُسندت للمتهمين في القضية 570 لـسنة 2015 حصر أمن دولة عليا، ارتكاب جرائم الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون، تدعو لتعطيل الدستور ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، وحيازة أسلحة ومفرقعات، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، واغتيال عدد من رجال الجيش والشرطة.
الهزائم المتتالية تجبر "داعش" على تغيير إستراتيجيته بسيناء
كشفت الحوادث الإرهابية الأخيرة، التي قامت بها جماعة أنصار بيت المقدس" الإرهابية، المسماة "ولاية سيناء"، ضد المدنيين، الضعف الذي تعرض له التنظيم الإرهابي بفضل الضربات الأمنية الموجعة التي حققتها القوات المسلحة ضد عناصر التنظيم.
واضطر التنظيم لتغيير إستراتيجيته القتالية التي أعلنها سابقًا إلى استهداف المدنيين، وبدأ بتفعيل إستراتيجيات الذئاب المنفردة، عقب النجاحات الأمنية للجيش، حيث قامت تلك العناصر بقتل شاب، أمس الأول، بالرصاص، في منطقة حي كرم أبو نجيلة دائرة قسم ثان العريش، بالإضافة إلى استشهاد أحد شيوخ قبائل وسط سيناء يدعى "خليل. س. أ"، إثر إطلاق النيران عليه أثناء تواجده في مزرعته بمنطقة القسيمة بوسط سيناء.
وقال نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، إن السبب الرئيس لاستهداف المدنيين من قبل العناصر التكفيرية المتواجدة في سيناء، كونهم متعاونين مع قوات الأمن ورجال الشرطة، مؤكدًا أن هذه العناصر مستمرة في أعمالها الإرهابية، واستهدافها للمدنيين وغيرهم لبث الرعب في نفوس الأهالي والمدنيين، مؤكدًا أنه لا فرق عندهم بين مدني وغيره.
وأضاف نعيم في تصريحات لـ"البوابة"، أن العناصر التكفيرية في سيناء، تقوم بعمل كمائن مشددة في الطرقات وتوقف من تشتبه فيهم، وتقوم بالبحث في هواتفهم المحمولة بحثًا عن أرقام أو صور لضباط للكشف عن المتعاونين مع قوات الأمن لقتلهم، مشيرًا إلى أن إستراتيجية الذئاب المنفردة في سيناء تم تفعليها من قبل العناصر التكفيرية لبث الرعب في نفوس الأهالي.
(البوابة نيوز)
حبس 15 متهماً من عناصر «خلية الواحات»
أمرت نيابة أمن الدولة العليا في مصر بحبس تسعة متهمين لمدة 15 يوماً، وستة آخرين لمدة أربعة أيام احتياطياً على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم بمعرفة النيابة، لاتهامهم بالارتباط بتنظيم إرهابي نفذ هجوم «الواحات البحرية» في منتصف الشهر الماضي، والذي استُشهد فيه 16 ضابطاً وجندياً، فيما فند مفتي مصر الدكتور شوقي علام خلال لقائه عدداً من الائمة، أفكار الليبي عبدالرحيم المسماري، أحد أفراد الخلية الذي ظهر في حوار تلفزيوني قبل أيام.
وأسندت نيابة أمن الدولة العليا إلى المتهمين التسعة اتهامات بـ «الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، واعتناق أفكار تكفر الحاكم وتُشرع الخروج عليه لتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة». كما أسندت النيابة إلى المتهمين الستة الآخرين اتهاماً بـ «العلم بأن بقية المتهمين في القضية هم أعضاء في تنظيم إرهابي، والوقوف على الأغراض الإجرامية لهذا التنظيم المتمثلة في تنفيذ عمليات عدائية ضد الدولة ومواطنيها ومؤسساتها ومنشآتها، من دون إبلاغ الجهات والسلطات الأمنية المختصة».
وقال مفتي مصر الدكتور شوقي علام إن أفكار الإرهابي الليبي التي طرحها في حوار إعلامي، تقوم على «المظلومية وعدم الاعتراف بالوطن»، مشيراً إلى أن تلك الأفكار أساس التطرف منذ العقد الثاني من القرن الماضي. وتطرق علام خلال محاضرة لأئمة وزارة الأوقاف ضمن دورة تدريبية لتأهيلهم لمواجهة الأفكار المتشددة، إلى أفكار منظّر جماعة «الإخوان المسلمين» سيد قطب، التي استمدت منها الجماعات التكفيرية مناهجها.
إلى ذلك، استأنفت محكمة جنايات القاهرة أمس محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان في قضية «التخابر مع منظمات وجهات أجنبية» وشهدت الجلسة فض أحراز القضية.
وطالب محامي المتهمين بإدراج الرئيس السابق حسني مبارك ضمن قائمة المتهمين في القضية، مشيراً إلى أنه استند في طلبه إلى شهادة وزير الداخلية السابق محمود وجدي أمام المحكمة في قضية اقتحام السجون، والتي جاء فيها أن رئيس جهاز الاستخبارات العامة السابق اللواء عمر سليمان أخبر مبارك برصد عمليات تسلل عبر الحدود مع قطاع غزة إبان ثورة كانون الثاني (يناير) من العام 2011، فطالبه مبارك بعدم اتخاذ أي إجراء، بحسب المحامي.
وشهدت الجلسة توقيع الكشف الطبي على القيادي في الإخوان عصام الحداد، إثر تعرضه لوعكة صحية، وأمرت المحكمة بتوقيع الكشف الطبي على مرسي الذي شكا من تدهور في صحته، لكن الأخير رفض، مطالباً بتمكينه من إجراء فحص طبي شامل، في مستشفى خاص على نفقته، فطلبت منه المحكمة التقدم بطلب رسمي للجهات المختصة.
(الحياة اللندنية)
زيارة الطيب إلى مخيمات الروهينجا في بنجلادش رسالة للعالم
جدد كل من الأزهر الشريف، ومجلس حكماء المسلمين، إدانتهما للجرائم التي ارتكبت ضد مسلمي الروهينجا في وطنهم ميانمار، والتي أسفرت عن قتل الآلاف منهم على يد المتطرفين والمتعصبين، وبمساعدة السلطات هناك، كما نددا بالصمت الدولي على هذه الجرائم، وعدم تدخل
المنظمات الدولية والدول الكبرى لإنقاذ المسلمين المستضعفين، من حرب الإبادة التي شاهدها العالم.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك بين الأزهر ومجلس الحكماء، في مشيخة الأزهر أمس، وتحدث فيه د. عباس شومان، وكيل الأزهر، ود. علي النعيمي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، حيث أكد شومان أن الزيارة المرتقبة لشيخ الأزهر على رأس وفد رفيع المستوى، من هيئة كبار العلماء ومجلس حكماء المسلمين، للتعرف إلى أحوال مسلمي ميانمار في مخيماتهم ببنجلادش، لها مغزى سياسي وديني، لكي يعرف العالم كله أن الأزهر والمجلس لن يتخليا عن مسلمي ميانمار في أزمتهم، التي تمثل إدانة للمجتمع الدولي، الذي وقف صامتاً ومتفرجاً على ما يحدث للمسلمين بسبب دينهم.
وقال شومان إن الأزهر له موقفه الثابت والعادل في هذه الأزمة، ولن يتخلى عنه، وهو ضرورة عودة المسلمين المشردين في الدول المجاورة، وخاصة بنجلادش إلى ديارهم، وعدم إقامتهم في مخيمات بدولتهم، بل لابد أن يعودوا إلى ديارهم وتعمر قراهم وبيوتهم من جديد، لكي يعيشوا في وطنهم حياة كريمة، وتكفل لهم السلطات هناك الحماية اللازمة.
وأكد شومان أن ما يقرب من مليون مسلم روهينجي، يعيشون في ظروف معيشية صعبة في بنجلادش، ولا ينبغي أن يقف العالم ومنظماته الدولية متفرجاً على إهدار أبسط حقوق هؤلاء، وهي العودة إلى ديارهم وتوفير الحماية لهم.
وأكد د. علي النعيمي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن كلاً من الأزهر والمجلس يتحركان معاً بقيادة شيخ الأزهر لمناصرة المستضعفين في كل مكان، مشيراً إلى أن هذه مسؤولية إنسانية تجاه العالم أجمع، منوهاً بأن زيارة الإمام الأكبر لمسلمي الروهينجا اللاجئين ببنجلادش، لها أهداف إنسانية واضحة، وهي حلقة في سلسلة جهوده المشكورة لحل الأزمة، وإعادة مسلمي ميانمار المهجرين إلى ديارهم.
وأشار إلى أن الزيارة ستحقق نتائج جيدة على الصعيد السياسي والإنساني؛ لأن شيخ الأزهر له مكانته الدولية وهو داعية سلام وحوار، كما ستسلط الزيارة المرتقبة الضوء على ما يعيشه مسلمو الروهينجا من معاناة إنسانية.
وقال النعيمي إن الأزهر هو المرجعية الأولى للمسلمين في العالم، ومواقف شيخه لها صداها على المستوى الدولي، وهو يتعامل مع كل المشكلات والأزمات بدوافع إنسانية، ويرفض ويدين أن يتم التنكيل بفئة أو شعب بسبب عقيدته، وهذا يجسد رسالة الأزهر الحقيقية كمؤسسة تدعو إلى السلام والحوار والتفاهم مع الجميع.
وثمن النعيمي دور الدولة المصرية في دعم الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، مؤكداً أن المواقف المصرية داعمة دائماً للسلام والحوار، وإنهاء الصراعات بالتفاهم دون اللجوء إلى العنف، ووجه تحية خاصة للرئيس المصري على دعمه لمبادرات الأزهر ومجلس الحكماء.
وناشد النعيمي المجتمع الدولي بالقيام بواجباته ومسؤولياته لدعم مسلمي ميانمار، واستعادة حقوقهم، وإعادتهم إلى ديارهم، وتوفير الحماية اللازمة لهم.
يذكر أن الأزهر ومجلس الحكماء، قد أعدّا قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية ضخمة، لرفع بعض المعاناة عن مسلمي ميانمار في مخيماتهم في بنجلادش.
مفتي مصر : قيادات«الإخوان»مهدت الطريق للإرهابيين
أكد شوقي علام، مفتي مصر، أن قيادات ورموز جماعة الإخوان المسلمين مهدوا الطريق بشطحاتهم الفكرية لجماعات التطرف الديني، مؤكداً أن حسن البنا مؤسس الجماعة، وسيد قطب تحدثا كثيراً عن جاهلية الدول الإسلامية المعاصرة، وخاصة مصر لعدم تطبيقها الشريعة الإسلامية، وما زالت العناصر الإخوانية تردد ذلك الآن لتحريض الشعوب على الحكام ودعم الجماعات التي تمارس العنف وتبرير جرائمها المنكرة.
وقال علام، أمس في افتتاح الدورة التدريبية لدعاة وزارة الأوقاف، الكلام عن الخلافة الإسلامية الآن يستهدف اللعب على مشاعر الجماهير، فالإسلام يحث الدول الاسلاميى على التعاون والتكامل، ولا يلزمها بالتجمع في نظام واحد، مؤكدا أن الخلافة ليست من أصول الاعتقاد وأن الشكل الحالي للدول الإسلامية ليس مخالفا للشرع، ومن حق كل دولة أن تختار النظام الذي يناسبها بشرط أن تظل علاقة الحاكم بالمحكوم تضبطها تعاليم الإسلام وآدابه. وأكد علام أن الشريعة الإسلامية مطبقة في مصر، وأن الذين يشككون في ذلك يستهدفون تشويه صورة الدولة، وتبرير جرائم الإرهابيين.
ودعا محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، إلى خطاب عقلاني رشيد في الفكر الديني، والمجال الثقافي والعلمي والتربوي، لكسر حالة الجمود الكامنة داخل النفوس، للانطلاق بالأمة إلى فضاء أرحب وأوسع من العلم والفكر والتأمل والتدبر، والاجتهاد والنظر، دون خوف ولا وجل، مع الحفاظ على الثوابت الشرعية، والقيم المجتمعية. وأكد الوزير، في مقال نشره السبت على الموقع الرسمي للوزارة، أن الأمة في حاجة إلى التفكير، والتأمل ، محذرا من العقول الاستسلامية والجامدة، ومن غلبة العقلية المجترّة المعتمدة على التلقين والحفظ، على حساب العقلية المفكرة المبدعة والناقدة، مؤكدا أن قضية الصراع بين التعصب القديم والإيمان بالتجديد متعمقة في التاريخ الثقافي. وشدد على أهمية الخطاب العقلي الرشيد، الذي يحترم عقلية المخاطب، ويتخير من الخطاب ما يرى أن المتلقي قادر على استيعابه فهمًا ولغة، داعيا إلى التخلص الشامل والسريع من العصبيات الفكرية والمذهبية والطائفية والإيديولوجية، والتحلي باحترام نتاج عقل الآخر .
(الخليج الإماراتية)
سامح عيد ردا على جمال حشمت: السياسة «أساس» دعوة الإخوان
قال سامح عيد، الباحث في شئون التيارات الإسلامية تعليقا على تصريح جمال حشمت القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية بأن الجماعة ضعفت وتمزقها الانشقاقات والخلافات الداخلية بأن هذا الكلام صحيح لكن هذا لا يعني انتهاءها في القريب بعد أن نجحت في نقل كوادرها إلى خارج مصر من الأطباء والمدرسين وغيرهم إلى السعودية وأمريكا وتركيا.
وأكد في تصريح لـ«فيتو» أن مطالبة حشمت للجماعة بفصل السياسة عن الدعوة كلام غير منطقي لأن دعوتهم أصلا سياسية من خلال الدعوة لإقامة دولة إسلامية وتطبيق شرع الله إلا إذا تخلوا عن أفكار البنا وسيد قطب وعموما الإخوان ليسوا المشكلة، لأن هناك تنظيمات أخرى تسير على نفس الخط مثل القاعدة وداعش.
وتابع جمال حشمت دائما يقول كلام في الغرف المغلقة يكشف فيه مساوئ الإخوان ثم يتراجع عنه.
(فيتو)
«شومان»: الأزهر يرفض إقامة مخيمات لمسلمى الروهينجا فى ميانمار
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن الأزهر لم يكن غائباً عن أحداث ميانمار، أو أى حادثة تخصُّ المسلمين وغيرهم فى كل بقاع الأرض، لافتاً إلى أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، التقى سفير ميانمار بالقاهرة ٥ مرات للبحث عن حلول لإنقاذ مسلمى الروهينجا.
وأضاف، خلال كلمته فى مؤتمر صحفى أمس، حضره الدكتور على النعليمى، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، للإعلان عن تفاصيل زيارة الدكتور أحمد الطيب لمسلمى الروهينجا اللاجئين ببنجلاديش، المنتظر القيام بها خلال الشهر الجارى - أن المشيخة عقدت مؤتمرات جمعت كل الأطياف من بورما بالقاهرة مطلع العام الجارى، وللأسف زاد التنكيل بهم، وتدخَّل الجيش فى عملية التطهير العرقى هناك.
ونوَّه «شومان» بأن الأزهر يتحمل مسؤولية إنسانية تجاه العالم أجمع، وزيارة الدكتور أحمد الطيب لها مغزى سياسى ودينى، مفاده أن الأزهر يرفض رفضاً قاطعاً إقامة مخيمات للاجئين الروهينجا على أرض ميانمار، أو تواجدهم كلاجئين فى أى دولة أخرى، لتسبب هذا الإجراء فى الإضرار بهم وليس مساعدتهم، وإلى أن تحل القضية يبقى المجتمع الدولى متحملاً المسؤولية تجاه هؤلاء اللاجئين. ووجَّه وكيل الأزهر الشكر لبنجلاديش لاستضافتها مسلمى الروهينجا ومنحهم حق اللجوء، مشدداً على أن المشيخة تقف بقوة مع مسلمى ميانمار.
(المصري اليوم)
الموصل.. إعلان "خلافة الدم" ونهايتها "ملف"
5 يونيو ٢٠١٤ بدأ تنظيم «داعش» الإرهابى يتوغل تدريجيًا فى مدينة الموصل شمال العراق
6 يونيو ٢٠١٤ سيطر التنظيم على أطراف المدينة، وشن العديد من العمليات الإرهابية داخلها
7 يونيو ٢٠١٤، استطاع التنظيم أن يُسيطر على ١٠٪ من المدينة وهجر المئات من الأهالي
8 يونيو ٢٠١٤ سيطر التنظيم على بعض القرى فى المدينة ودخل فى اشتباكات دامية مع قوات الأمن العراقية
9 يونيو ٢٠١٤ انسحبت الشرطة الاتحادية من مدينة الموصل بالكامل وأخذ التنظيم مقارها
10 يونيو ٢٠١٤ سيطر التنظيم على مدينة الموصل بالكامل
تشكل تنظيم داعش فى إبريل 2013، وعرف نفسه فى البدء على أنه اندماج بين ما يسمى «دولة العراق الإسلامية» التابع لتنظيم «القاعدة» الذى تشكل فى 2006 و«جبهة النصرة» فى سوريا، إلا أن هذا الاندماج الذي أعلن عنه أبوبكر البغدادي، رفضته النصرة على الفور، وبعد هذا الإعلان بشهرين، أمر زعيم القاعدة أيمن الظواهري بإلغاء الاندماج، غير أن البغدادي خالف هذا الرأي، وأكمل العملية لتصبح داعش «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» واحدة من أكبر الجماعات المتطرفة المسلحة التي تقوم بالقتل والدمار فى العراق وسوريا، يتبنى هذا التنظيم الفكر السلفى الجهادى التكفيري، ويهدف المنظمون إليه لإعادة ما يسمونه «الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة».
ولدت الظروف التي مر بها العراق خلال السنوات العشر الأخيرة كثيرًا من عدم الاستقرار السياسى والأمنى والركود الاقتصادي، الذي واكب جميع مراحل الحكومات المتعاقبة بعد 2003، بالإضافة إلى ما اعتبره السُنة تهميشا لهم من قبل الحكومة الشيعية مع عدم كفاءة القيادات العسكرية العراقية، والخلاف الذي ظهر بينهم وبين محافظ الموصل أثيل النجيفي، كلها ساهمت فى لحظة غير متوقعة سقوط مدينة الموصل بجميع مؤسساتها ومعسكر الغزلاني الذي كان من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية قبل خروجها من العراق، سقط بيد داعش وهرب جميع المسئولين وخرج سكان المدينة مرحبين ومؤيدين باحتلال داعش لمدينتهم لعدم قناعاتهم بالقيادات السابقة.
كيف سقط "داعش" في الموصل؟
أطماع «البغدادى» عجلت بسقوطه.. ودخل فى صراع مع الجولانى
«أبو مصعب» استهدف الشيعة كخيار استراتيجى باعتبارهم مساندين للمحتل
«أبوبكر» قاد حروبًا ضد الفصائل السنية متبعًا نهجًا انتقاميًا متشددًا
بسقوط الموصل ومعسكرها الذى كان يضم عددا كبيرا من الأسلحة المختلفة مهد الطريق أمام داعش بعد أن انضم إليه الآلاف من سكان الموصل بالتوجه جنوبا وشرقا، ولم يتوقفوا إلا بعد السيطرة على القضية والنواحى العربية، لينجح «داعش» بالتحرك فى هذه المناطق حتى الحدود السورية، ما أدى لإعلان الخلافة من قبل أميرها أبوبكر البغدادى؛ إذ حضر إلى المسجد الكبير (الحدباء) فى الموصل معلنا فى خطبة الجمعة بقيام الخلافة الإسلامية، وكانت هذه نقطة تحول كبيرة بالنسبة لهذا التنظيم المتشدد فى العراق بعد سيطرته على أجزاء كبيرة من العراق، وكان من ضمن ممارسات «داعش» فى البداية، أنه كان يحاول فى بادئ الأمر استمالة أهل السنة فى المناطق الخاضعة لنفوذه، بهدف كسب المزيد من العناصر أو حتى إسكات الأهالى عن أفعاله تجاه مؤسسات الدولة وتراث العراق.
التنظيم من «الزرقاوى» إلى «البغدادى»
نشأ تنظيم داعش الإرهابي، فى بداياته عقب سقوط بغداد ٢٠٠٣، فهو امتداد لـ «دولة العراق الإسلامية»، والذى أعلن عنه أبو عمر البغدادي، بعد اتحاد عدد من الفصائل الجهادية فى العراق، على رأسهم تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين، الذى كان تحت مسمى «جماعة التوحيد والجهاد»، التى أسسها الزرقاوى لمواجهة القوات الأمريكية، ولكنه اعتمد فى قتاله على استهداف الشيعة كخيار استراتيجى باعتبارهم مساندين للمحتل محاربين لأهل السنة، وتمكن هذا التنظيم الصغير من احتلال مساحات كبيرة فى العراق، نظرًا لوجود الفرقة هناك فى ذلك الوقت، واستطاع أن يكون قاعدة استراتيجية إرهابية فى المنطقة، وكوّن العديد من القيادات التى طورت من تلك الجماعة وبرزت واستمرت حتى وقتنا هذا.
«الزرقاوي» كان غرضه الأساسى توحيد كافة الفصائل السنية المسلحة فى العراق فى ذلك الوقت، إلا أنه لم ينعم بحياة مديدة ليكمل مسيرته التى بدأها؛ حيث قتل على يد القوات الأمريكية، وحلّ «أبو عمر البغدادي» مكانه، وأعلن تغيير اسم «مجلس شورى المجاهدين»، إلى ما عرف بـ«دولة العراق الإسلامية»، وقام بشن حروب ضد الفصائل السنية التى لم توالى التنظيم بعد توجيه دعوات الانضمام لها لمبايعة الكيان الجديد، متبعًا نهجًا انتقاميًا متشددًا.
استخدم «أبو عمر البغدادي»، استراتيجية جديدة فى شن الهجمات والحروب ضد كل من ينتسب إلى الجيش والشرطة، والقيام بعمليات انتحارية تستهدف المدنيين فى الأسواق، واستمر البغدادى فى قتال الفصائل الأخرى فى محاولة منه لإرغامها على مبايعة «دولة العراق الإسلامية»، الأمر الذى أدى إلى إضعاف التنظيم نتيجة الاشتباكات المتكررة.
أما فيما يتعلق بالمصرى أبو حمزة المهاجر قائد كتيبة «عائشة أم المؤمنين»، عقب مقتل الزرقاوي، سياساته كانت أشد حدة من سياسة سلفه، فبعد إنشاء دولة العراق الإسلامية بإمرة أبو عمر البغدادي، عمد المهاجر إلى إجبار الرافضين لمشروع الدولة من الفصائل الأخرى على بيعة البغدادى حتى وصل إلى قتال المنشقين عنه من تنظيم القاعدة ومن الجماعات الأخرى؛ حيث تسبب نهج «المهاجر» إلى ظهور ما يعرف بـ«مجالس الصحوات» بمساعدة أمريكية وإقليمية عربية، لطرد تنظيم دولة العراق الإسلامية من مناطق الوسط والشمال السنية خاصة محافظة الأنبار.
وشهدت فترة تولى «المهاجر» تصاعدًا فى العمليات ضد الحكومة العراقية، ولم يلبث حتى قتل المهاجر فى غارة أمريكية على محافظة صلاح الدين، وفقد التنظيم حاضنته الشعبية ولجأ إلى الصحارى والمناطق النائية وقلت عملياته بنسبة كبيرة فى مواجهة المحتل والقوات العراقية المساندة له واستمر على هذا الحال.
تولى بعدها القيادة لداعش «أبو بكر البغدادي»، وفى عهده حصلت الثورة السورية التى كانت متنفسًا لتنظيمه فتدخلت الدولة تحت مسمى «جبهة النصرة»، وظهرت بنهج مغاير تمامًا للدولة حتى حصل الخلاف بينها وبين قيادة الدولة فى العراق بعد إعلان البغدادى عن حل «جبهة النصرة» وإعلان الدولة الإسلامية فى العراق والشام.
ومع تحول الأزمة السورية إلى حرب أهلية، انشق «أبو محمد الجولاني»، أحد مساعدى أبو بكر البغدادي، عن ما سمى بـ«الدولة الإسلامية فى العراق»، مع مجموعة من السوريين الآخرين، وأسس ما يعرف بـ«جبهة النصرة»، داخل الأراضى السورية، لتنخرط فى العمليات المسلحة مع الفصائل الأخرى ضد قوات النظام؛ حيث تمكنت الجبهة من إحراز مكاسب عسكرية ضد قوات النظام السوري، خلال مرحلته القتالية الأولى.
وعقب صعود نجم الجبهة فى سوريا، دفعت أطماع البغدادى لتبنى إنجازاتها وقائدها الجولانى فى سوريا، الذى كان من منتسبى «الدولة الإسلامية فى العراق» سابقًا؛ حيث أعلن البغدادى فى ٢٠١٣، قيام ما يسمى بـ«دولة الإسلام فى العراق والشام» من طرف واحد، فى محاولة منه لضم «جبهة النصرة» إلى صفوف التنظيم، داعيًا الجولانى إلى مبايعته، غير أن الأخير رفض مبايعة البغدادي، رغم انفصال مجموعة عنه وانضمامها إلى صفوف «داعش»، الأمر الذى أدى إلى إكساب التنظيم تسارعًا فى امتداده داخل سوريا.
وانخرط تنظيم داعش فى العمليات القتالية فى سوريا، إلا أنه بدل محاربة قوات النظام، فضل الاستيلاء على المناطق التى تسيطر عليها المعارضة شمال البلاد، وبذلك تبنى التنظيم دورًا فى إضعاف المعارضة وتعزيز قبضة نظام الأسد فى المناطق الخارجة عن سيطرته.
«قادمون يا عتيق».. كتاب يفضح جرائم التنظيم الإرهابى
جلد ثلاثة عازفين.. وقطع رأس شاب صغير قُبض عليه متلبسًا بسماع الأغانى
يعتبر كتاب «قادمون يا عتيق» لمؤلفه «نوزت شمدين»، من أهم الكتب التى دافعت عن مدينة الموصل العراقية، معقل تنظيم «داعش» الإرهابي؛ حيث كشف أكذوبة «دولة العراق الإسلامية» التى يعتبرها التنظيم دولة «الخلافة» المزعومة، موضحًا حقيقة هذه العصابة التى قامت على أخذ إتاوات من قيادات أمنية فى عدد من المناطق، لا سيما الغربية منها ثمنا لعدم التعرض لوحداتها، وكان القادة يستعيدون ما يدفعونه من التجار بالاعتقال وإطلاق السراح، أو التهديد بالاعتقال.
كما أنهم كانوا يتقاضون نصف رواتب المنتسبين لديهم مقابل عدم التحاقهم بالخدمة، فضلًا عن تكتمهم على نسب الغياب، حتى وصلت نسبته إلى ٨٠٪، بالإضافة إلى حصولهم على نسبة لا تقل عن ٢٠٪ من كل مقاولة من أعمال المقاولات فى أى دائرة من الدوائر الحكومية، حتى قررت عدم تنفيذ أى مشروع فى «نينوى»، باستثناء المؤسسات الصحية والمدارس.
واستعرض الكتاب عددًا من الجرائم التى ارتكبها التنظيم فى الموصل، مثل تفجير المنازل، وتصفية أصحابها، خاصة بين أوقات صلاتى الفجر والمغرب، وعلى مقربة من نقاط التفتيش، وكان من بين الفئات التى استهدفها التنظيم التجار والقضاة والمحامين والصحفيين والعناصر الأمنية، والمواطنين الذين لا يملكون سوى شهادات ميلادهم، وكانوا يعتذرون عن ذلك بأن القتل تم عن طريق الخطأ، ثم تقيد كل جرائمهم ضد مجهول.
وأجاب فى مطلع كتابه عن سبب عدم تعاون أهل الموصل مع الأجهزة الأمنية؛ حيث قال إن القوات الأمنية عمدت إلى اتباع سياسة سحب الأسلحة الشخصية والمنزلية منذ العاشر من مارس ٢٠٠٨، واعتبروا من يحوز سلاحًا إرهابيًا، ويزج به فى السجن بحكم لا يحضره محام، بعد أن يتم انتزاع اعتراف تليفزيونى منه، مؤكدًا أن هذه الأجهزة كانت مخترقة، مما أدى إلى استهداف عناصرها وضباطها بشكل دائم.
ونقل عن الموسيقى أسعد عزيز -٦٠عامًا- أن الدواعش بدأوا حكمهم بحرب ضد الفن وتحريمه بمختلف أشكاله، فدمروا تمثال أشهر موسيقى عرفته الموصل، وهو الملا عثمان الموصلى، الذى كان منتصبًا منذ سنوات بعيدة أمام محطة القطار فى جانب المدينة الأيمن، وهو تمثال برونزى ضخم، بملامح مبتسمة بارزة، يقبض فى يده اليمنى على عصاه، وفى الأخرى على أسطوانة موسيقية، كما ألغوا دراسة الفنون الجميلة موسيقى وغنًاء ومسرحًا وتشكيلًا ونحتًا، مبقين على رسم الخط، وأقفلوا مكاتب الموسيقى والاستوديوهات والتسجيلات، ومنعوا إذاعة الأغانى والموسيقى فى المقاهى والسيارات والمنازل.
كما حدد التنظيم عقوبات للمدخنين والمتهمين بالزنى والسرقة والتجسس وغيرها من القضايا التى تنظرها محاكمه الشرعية، محددًا لكل منها عقوبة منصوص عليها، لكنه ترك أمر عقوبة الموسيقيين بيد القاضى الشرعي، فهو من يحدد عدد الجلدات تزيد أو تقل عن ١٠٠ حسب قناعته، وقد يتمادى ليصل بالعقوبة إلى أبعد من ذلك.
ورصد «عزيز» ٤ حالات من بينهم عازفان وصاحب تسجيلات صوتية وشاب صغير؛ حيث تم جلد الثلاثة أمام الناس فى أوقات متباعدة ومناطق مختلفة من الموصل بحجة قيامهم بأفعال الكفار، بينما تم قطع رأس شاب صغير بسبب القبض عليه متلبسًا بسماع الأغاني، وهذه التهمة ذاتها التى أدت إلى اعتقال خمسة آخرين خلال العام المنصرم لا يعرف عن مصيرهم شيء، بالإضافة إلى تدمير الآلاف من الآلات الموسيقية الوترية.
أما الاعتداء على الآثار فقد دمروها بالتفجيرات، وسرقوها من مئات المواقع الأثرية بدءًا من سور نينوى حتى تلة ريمة شمالًا، وسرقوا آلاف القطع وباعوها حول العالم.
وفضح المؤلف فى إحدى مقالات كتابه منهج «داعش» فى خيانة الأمانة، بعد أن تعهد أحد العناصر بتهريب شاب من حدود مناطق سيطرة التنظيم مقابل مبلغ من الدولارات لإنقاذ حياته، إلا أنه نقض وعده وسلم الشاب لتنظيمه، ليسجن ويجبر على الاعتراف بجرائم لم يرتكبها، بعد أن ارتدى الزى البرتقالى الخاص بالتنظيم.
وتحدث عن الموصل التى فى خاطره؛ حيث كانت فى مقدمة المدن العراقية عقودًا طويلة لتتحول على يد «داعش» وبفعل الحروب العبثية المتلاحقة لنظام البعث إلى مدينة خنقها الإرهاب بوحشيته، فتراجع التعليم وتوقفت حركة الاقتصاد، وأحيلت دور السينما والمسارح إلى التقاعد، واعتقلت المرأة فى سجن المنزل، وصار الموت عقوبةً لأبسط مخالفة أو مجرد فكرة تغيير تخطر فى البال.
وهذا ما دعا لطرح سؤال فى مقال مستقل «هل ستعود إلى الموصل إن حل فيها السلام ذات يوم؟»، ليطرح العديد من السيناريوهات المتوقعة للموصل فى مرحلة «ما بعد داعش»، والتى كان من بينها دعوات انفصالها عن العراق بعد تجاهل بغداد للملفات الأمنية والاقتصادية فيها، ويتم التخطيط لمحافظة «نينوى» التاريخية لتنقسم إلى محافظات عدة على أساس عرقى وطائفي، إلا أنه عاد ليؤكد أنه سيعود إلى «الموصل» إن حل السلام بها.
كُتب سيد قطب.. مرجع أفكار التنظيم
هناك العديد من الأفكار التى ارتكز عليها التنظيم، واتخذها سببا فى تكوين أفكاره ومناهجه، وكان من أبرزها كتابات سيد قطب، والتى أصبحت مرتكزًا أساسيًا للجهاد وفق رؤيته، فكتاباته وأفكاره التكفيرية، هى المرتكز الأساسى للجهاد، فهو صاحب مقولة «إنه بسبب عدم تطبيق الشريعة فى العالم الإسلامي؛ فإنه لم يعد إسلاميًّا، وعاد إلى الجاهلية، ولكى يعود الإسلام، فالمسلمون بحاجة إلى إقامة دولة إسلامية حقيقية»، «تطبيق الشريعة الإسلامية، تخليص العالم الإسلامى من أى تأثيرات لغير المسلمين، مثل مفاهيم الاشتراكية أو القومية».
ويرى التنظيم منذ نشأته أن المرتكزات الفكرية تقوم على نظرية الجهاد الإسلامى العالمي نفسها، التى تتمثل فى «مساعدة المقاومة العراقية لمحاربة القوات الأمريكية، وإقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية فى العراق، والجهاد الإسلامى عالمي، وأساس قوة الإسلام تتركز فى أرض إسلامية واحدة، بالجهاد يمكن الانتصار على الكافرين المعتدين، وإقامة الخلافة الإسلامية، والتى تبدأ من إندونيسيا فى الشرق حتى المغرب، وإسبانيا فى الغرب، وصولًا إلى تحرير جميع الأراضى الإسلامية، الجهاد يبدأ بالعدو القريب وليس العدو البعيد».
(البوابة نيوز)
حملة أمنية في صحراء الأنبار بحثاً عن جيوب «داعش»
أكد مجلس محافظة الأنبار مواصلة الحملة العسكرية في محور جزيرة راوة التي تمتد في اتجاه نينوى والحدود السورية، بطول 300 كلم، فيما تمكنت قوات «الحشد الشعبي» من إحباط تسلل لعناصر «داعش» من الأراضي السورية.
وقال عضو مجلس المحافظة صباح كرحوت لـ «الحياة» ان «العمليات الآن تركز على محور جزيرة راوة، وهي معقدة بسبب التضاريس الطبيعية لكن نتوقع الانتهاء منها في غضون 15 يوماً». ولفت إلى أن «القوات أكملت تحرير مركز راوة بالكامل، وما يجري الآن تطهير الشوارع من العبوات الناسفة والبيوت المفخخة ومعامل التفخيخ». وعن عودة سكانها الى منازلهم قال: «لم تحدث عملية نزوح كبيرة، هناك 25 في المئة تقريباً من أهالي راوة والقائم غادروا مناطقهم». وعزا ذلك إلى أن «العمليات كانت خاطفة وسريعة ونوعية»، وتابع أن «ما يجري الآن عمليات تفتيش في البيوت وتدقيق للتحقق من خلوها من عناصر داعش او وجود مندسين بين الأهالي».
في الأثناء، أعلن اعلام «الحشد الشعبي» ان «القوة الصاروخية للواء التاسع والعشرين تمكنت من رصد واستهداف تجمع لعناصر داعش حاولوا التسلل من الأراضي السورية باتجاه تل صفوك الحدودي»، ولفت إلى أن «الضربات حققت إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين».
وأعلن إعلام الحشد أن قواته «دمرت مضافة لداعش جنوب غربي صحراء نينوى». وأضاف أن «الإصابات كانت دقيقة وحققت أهدافها»، لافتاً إلى أن «قوات اللواء أكملت استعداداتها أيضاً لتحرير صحراء جنوب غربي نينوى».
وقال مصدر أمني لـ «الحياة» إن «القوات الأمنية أحبطت هجوماً لتنظيم داعش على قرية العريج، جنوب الموصل، وفرضت حظراً للتجول في القرية، بحثاً عن المسلحين».
القوات النظامية وحلفاؤها يستعيدون البوكمال من «داعش»
سيطرت القوات النظامية السورية وحلفاؤها مجدداً على كامل مدينة البوكمال الواقعة في شرق البلاد على الحدود مع العراق، بعد طرد تنظيم «داعش» منها. وكانت القوات النظامية أعلنت مطلع الشهر السيطرة على البوكمال وطرد «داعش» منها، غير أن التنظيم شن هجمات مضادة عبر خلايا نائمة في المدينة، وعاد للسيطرة على معظمها مجدداً قبل الهجوم الكبير في اليومين الماضيين للقوات النظامية.
ويعني طرد «داعش» من البوكمال أن بضع قرى على نهر الفرات ومناطق متناثرة في الصحراء القريبة وجيوباً معزولة في أجزاء أخرى من البلاد لا تزال خاضعة للتنظيم الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة في سورية والعراق.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» «سيطر الجيش السوري والقوات الرديفة والحليفة على كامل مدينة البوكمال»، مشيراً إلى أن العمل يجري حالياً على «إزالة الألغام والمفخخات التي خلّفها تنظيم داعش في المدينة».
وتمكنت القوات النظامية في التاسع من الشهر الجاري من طرد التنظيم من المدينة بعد أكثر من ثلاث سنوات من سيطرته عليها، لكن عناصر التنظيم تمكنوا بعد أيام عدة من السيطرة عليها مجدداً.
وتأتي السيطرة على المدينة أمس إثر هجوم بدأه الجيش مع حلفائه الخميس بدعم جوي روسي.
وأفاد المصدر العسكري بأن التنظيم «أبدى مقاومة عنيفة وحاول استخدام المفخخات والانتحاريين، لكن محاصرة المدينة مكنت الجيش من حسم المعركة والسيطرة عليها بالكامل».
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أن الجيش وحلفاءه «يقضون على آخر بؤر إرهابيي داعش في المدينة»، مشيرة إلى أن «عناصر الهندسة يواصلون تفكيك الألغام والعبوات الناسفة والمفخخات في الشوارع والأحياء».
كما أفادت «وحدة الإعلام الحربي» التابعة لـ «حزب الله» بأن الجيش السوري وحلفاءه سيطروا بالكامل على البوكمال، موضحة أن الجيش السوري وحلفاءه «يحررون مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي في شكل كامل وبذلك يكون الجيش السوري وحلفاؤه قد طردوا داعش من آخر معقل له على الأراضي السورية».
وذكر «الإعلام الحربي المركزي» أن الجيش السوري يسيطر على أكثر من 85 في المئة من مساحة البوكمال «فيما فرّ نحو 150 مسلحاً من فلول تنظيم «داعش» المتبقية في البوكمال إلى شرق نهر الفرات عبر الأنفاق».
وأشار إلى أن هؤلاء الفارين «قام بعضهم بتسليم أنفسهم إلى قوات سورية الديموقراطية»، التي تنشط في المنطقة بدعم من «التحالف الدولي».
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» استعادة الجيش السوري مع حلفائه من «حزب الله» اللبناني والحرس الثوري الإيراني والمجموعات المقاتلة العراقية السيطرة على المدينة، مشيراً إلى انسحاب عناصر التنظيم من الأحياء الشرقية باتجاه نهر الفرات الذي تقع المدينة غربه.
وتتركز الاشتباكات حالياً وفق «المرصد»، في محيط البوكمال التي كانت تعد آخر معقل بارز للتنظيم في سورية، حيث لا يزال يسيطر على 25 في المئة من مساحة محافظة دير الزور الغنية بالنفط والحدودية مع العراق.
وأحصى «المرصد» مقتل 31 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في مقابل أكثر من خمسين عنصراً من «داعش» داخل المدينة وعلى أطرافها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
ومني التنظيم الذي كان أعلن عام 2014 إقامة «الخلافة الإسلامية» على مناطق واسعة في سورية والعراق المجاور، بسلسلة هزائم ميدانية كبرى في البلدين، آخرها بلدة راوة قبل يومين التي كانت تعد آخر بلدة تحت سيطرة التنظيم في العراق قرب الحدود مع سورية.
وتمكنت «قوات سورية الديموقراطية»، وهو تحالف يضم عناصر من العرب والأكراد وتدعمه الولايات المتحدة، من طرد التنظيم من أغلب المناطق التي سيطر عليها في شمال البلاد بما في ذلك معقله الرئيسي في الرقة.
وشن الجيش السوري وحلفاؤه هجوماً عبر وسط سورية وشرقها بدعم من القوات الجوية والصواريخ الروسية.
وتجنبت الحملتان إلى حد كبير أي مواجهة بينهما عبر اتصالات بين الولايات المتحدة وروسيا. لكن مسؤولين سوريين وإيرانيين قالوا إن دمشق تسعى إلى استعادة السيطرة على مناطق في يد «قوات سورية الديموقراطية».
يذكر أن مدينة البوكمال القريبة جداً من الحدود العراقية والتابعة لمحافظة دير الزور السورية تعد من النقاط الرئيسية التي استخدمها «داعش» للتنقل بين العراق وسورية.
إلى ذلك، استعادت وحدات الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة السيطرة على قريتي حران وحردانة شمال شرقي مدينة حماة، بعد طرد تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات المنضوية تحت زعامته.
وانتهت المواجهات باستعادة السيطرة على القريتين المذكورتين والقضاء على العديد من عناصر التنظيم، وفرار العشرات منهم، حيث يواصل الجيش السوري عملية تعقبهم.
كذلك تمت استعادة قريتي قصر علي وعرفة، بعد القضاء على آخر تجمعات «جبهة النصرة» وتحصيناتها فيهما.
كما قام عناصر الهندسة في القوات النظامية بتفكيك العبوات الناسفة والمفخخات، التي زرعها عناصر «النصرة» في المنازل والأراضي الزراعية، لعرقلة تقدم وحدات القوات النظامية.
وتواصل وحدات من قوات النظام تقدمها في إطار العملية العسكرية التي بدأتها لاجتثاث تنظيم «جبهة النصرة» من ريف حماة الشرقي، وذلك بعد إعلانه خالياً تماماً من عناصر «داعش»، حيث استعادت خلال الأسبوع الماضي السيطرة على قرى الحازم وربدة وسرحا القبلية والحسناوي وأبو الغر وبلدة قصر شاوي بعد القضاء على آخر تجمعات «داعش» وتدمير تحصيناتهم فيها.
وفي حمص، لقي 12 شخصاً مصرعهم وأصيب 27 آخرون نتيجة سقوط صاروخين أطلقهما مسلحون، بعد ظهر أمس على مطحنة في مدينة حمص السورية.
وقال مصدر في شرطة حمص لوكالة «سبوتنيك» الروسية إن «الصاروخين تسببا بدمار كبير في مكان سقوطهما، ما أدى إلى بقاء أعداد كبيرة من الأشخاص تحت الأنقاض، وبالتالي فحصيلة الضحايا غير نهائية».
وكانت وكالة «سانا» السورية الرسمية أفادت في وقت سابق أمس بأن مجموعات مسلحة تتحصن في عدد من مناطق ومزارع ريف حمص الشمالي استهدفت بقذيفتين صاروخيتين «مطحنة الوليد» على الأطراف الشمالية للمدينة، ما تسبب بمقتل 6 وإصابة 44 عاملاً، جروح بعضهم خطرة جداً، ما يجعل عدد القتلى مرشحاً للزيادة.
ولفتت الوكالة إلى أن الاعتداء تسبب بوقوع أضرار مادية كبيرة في مبنى المطحنة وتجهيزاتها وآلاتها.
(الحياة اللندنية)
«حزب الله» و«الحوثيون».. مختبرات فاشلة للصواريخ الإيرانية
استخدم الحوثيون صواريخ بالستية أطلقوها من اليمن صوب الأراضي السعودية، لاستهداف مكة المكرمة ومطاري جدة والرياض، وذلك في أعقاب تهديد زعيم الجماعة الطائفية المتمردة عبدالملك الحوثي الموالي لإيران، باستهداف السعودية بسبب دورها الريادي والقيادي في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بيد أن الحوثيين الذين يخوضون حرباً بالوكالة لصالح إيران ضد السعودية، ليسوا إلا مجرد أدوات في المختبر الإيراني لتجربة الصواريخ البالستية التي تنتجها طهران، وهو الدور نفسه الذي يقوم به «حزب الله» في لبنان، والميليشيات الطائفية الموالية لإيران في العراق وسوريا.
تحاول إيران أن تحصل عبر برنامجها الصاروخي على قوة ردع كافية، ولكن الصواريخ الإيرانية التي هي محاولة لاستنساخ صواريخ كورية شمالية وسوفيتية قديمة، تفتقر إلى المميزات الفنية والتقنية الضرورية، ويعوض نظام الملالي في طهران عن ضعفه في مجال الطيران والمدرعات بالاستماتة في بناء صواريخ بالستية، ويعمل الحوثيون في اليمن و«حزب الله» في لبنان على اختبار هذه الصواريخ لصالح إيران، رغم أن الجوار الخليجي يتفوق على إيران في الأنظمة الدفاعية.
وقد نجحت الدفاعات الجوية السعودية في اعتراض كل الصواريخ الحوثية، واتهمت الرياض إيران بأنها مصدر هذه الصواريخ، التي هربتها إلى أشياعها في اليمن لممارسة حرب بالوكالة ضد المملكة، واعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن إمداد إيران الحوثيين بالصواريخ «يعد عدواناً عسكرياً ومباشراً من جانب النظام الإيراني وقد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة».
وزعم الحوثيون أن هذه الصواريخ صناعة محلية، فيما سارعت طهران على لسان أكثر من مسؤول إلى نفي المسؤولية عن تهريب هذه الصواريخ، وفي الوقت نفسه الابتهاج بإطلاقها على أراضي المملكة، على طريقة «يكاد المريب يقول خذوني».
وقد أكدت القيادة المركزية في القوات الجوية الأمريكية أن الصواريخ التي يطلقها الحوثي من اليمن إيرانية الصنع، وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية إن الصاروخ الذي أطلق من الأراضي اليمنية لاستهداف الرياض مؤخراً هو من نوع «قيام» إيراني الصنع. وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي إن الصاروخ الإيراني «قيام» «نوع من الأسلحة التي لم تكن موجودة في اليمن قبل الصراع».
وأكد الخبراء الاستراتيجيون في شؤون التسلح، أن اليمن لديه 300 صاروخ «سكود» حصل عليها في فترة التسعينات من القرن الماضي من كوريا الشمالية، وأن هذه الصواريخ مازالت في عهدة الحرس الجمهوري قوات النخبة الموالية للرئيس المخلوع علي صالح. وعلى ذلك فإن الصواريخ المستخدمة ضد السعودية ليست من المخزون القديم للجيش اليمني، ولا يملك الحوثيون «الحفاة الأقدام والعقول» قاعدة علمية أو صناعية للادّعاء بأنهم صنعوا الصواريخ البالستية محلياً، وكل الأدلة المادية بعد فحص حطام صاروخ الرياض تؤكد البصمة الإيرانية في التصنيع والتهريب. وأكد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن إيران قدمت للحوثيين كثيرًا من الأنظمة الصاروخية، وأن الصواريخ التي تستخدمها الميليشيا الطائفية الموالية لطهران في الحرب ضد السعودية صنعت في إيران، لكنه شدد على أن الصواريخ البالستية الإيرانية قصيرة المدى لا تشكل خطرًا على المدن الكبرى والعمق في دول مجلس التعاون الخليجي، لأن مداها قصير.
أما البيت الأبيض فقد رأى «أن هجمات الحوثيين الصاروخية على السعودية، والتي يتيح الحرس الثوري الإسلامي الإيراني تنفيذها، تهدد الأمن الإقليمي وتقوض مساعي الأمم المتحدة للتفاوض على نهاية للصراع». وأشار إلى أن النظام الإيراني يطيل أمد الحرب في اليمن من أجل المضي في طموحاته الإقليمية»، وفتح جبهة جديدة ضد السعودية لتخفيف ضغوط الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية على الميليشيات الانقلابية.
الهجمات الصاروخية المنطلقة من اليمن إلى الأراضي السعودية تكشف رغبة إيران الشريرة في تصدير الأذى إلى المملكة باستخدام ربائبها وصنائعها من الحوثيين لشن حرب بالوكالة، وبذلك تتجنب إيران المواجهة المباشرة مع السعودية التي لن تكون وحدها في مواجهة «العدو الفارسي» الذي أدمن الأنشطة المزعزعة لاستقرار المنطقة، والتآمر عليها.
إن إيران عندما تستخدم صواريخها البالستية ضد دول مجلس التعاون لن تكون الوحيدة التي تطلق الصواريخ في الخليج.
وقد أثبت الواقع أن نظام الدفاع الجوي السعودي استطاع بنجاح أن يعترض جميع الصواريخ المصنعة إيرانيًا (57 صاروخاً) التي تم إطلاقها من اليمن.
وكما أكد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية؛ فإن الصراعات في المنطقة سواء في سوريا أو في اليمن توفر مختبرًا لإيران لاختبار صواريخها في حروب حقيقية، ويقوم حزب الله والحوثيون سواء مباشرة أو غير مباشرة بمهمة تجريب الصواريخ الإيرانية.
تؤكد معاهد الدراسات الاستراتيجية أن إيران لا تستطيع استخدام نظامها الصاروخي بدقة عالية بسبب أن هذه الصواريخ تفتقر أصلاً للدقة، وهناك شكوك كثيفة حول فاعليتها العسكرية، ولا يخرج تأثيرها عن الحرب النفسية. فإيران أدركت منذ وقت طويل أنها عاجزة عن مواجهة القوّة العسكرية الأمريكية المتمركزة في مناطق الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط والمحيطين الهندي والهادي، وإزاء هذا العجز يحاول نظام الملالي في طهران الاستعاضة عنه بقوة عسكرية لشن حرب استنزاف أو خوض حرب بالوكالة ضد الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين. وليس أمام إيران خيار آخر، فهي عاجزة عن مجاراة التحديث المتلاحق للترسانة العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.
تعول إيران لتعويض الفرق العسكري ببناء قدرات صاروخية بالستية متوسطة وبعيدة المدى، وصواريخ مضادة للسفن. الجهود الإيرانية خلال ربع قرن سمحت لها بإنتاج محركات صاروخية بقياسات صغيرة تعمل بالوقود الصلب، وأن تستعمل هذه المحرّكات من أجل تطوير صواريخ قصيرة المدى، يمكن استعمالها كمدفعية بعيدة المدى. كما تصنع إيران الآن نماذج عديدة من الصواريخ قصيرة المدى والتي يتراوح مداها ما بين 30 و200 كلم. وتتصف هذه القذائف الصاروخية بعدم الدقة، ولكن كلفتها المتدنية تسمح باستعمالها بكثافة وخصوصًا في العمليات الدفاعية. وقد واجه الإيرانيون مشاكل فنية عديدة منعتهم من تطوير محركات كبيرة تستعمل في الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى. ويبدو أنّ إنتاج مكوّنات طويلة من الوقود الصلب ستتطلب المزيد من الوقت والمخصصات المالية.
كما أن الجهود لصنع محرّكات تعمل بالوقود السائل واجهتها أيضاً مصاعب، لذلك عززت طهران تعاونها السري مع الدولة المارقة كوريا الشمالية لتلقي المساعدة لتجاوز الصعوبات. وفضلاً عن استيراد صواريخ سكود - سي، اشترت إيران من كوريا الشمالية مصنعاً لإنتاج صواريخ سكود، أسمتها»فجر-1«(أو 63- بي ام- 12 بمدى 8 كلم)، و»فلق-1«(مدى 10 كلم)، و»عقاب«-نموذج 83 (مدى 30 كلم)، و»فجر-3 «(مدى 43 كلم)، و»فجر-5«(مدى 80 كلم).
غير أن هذه الصواريخ قصيرة المدى ليست لها قيمة إضافية كعامل الردع الذي تريده إيران، ويستخدم نظام الملالي هذه الصواريخ بهدف زيادة قدراته النارية، حيث يمكن من خلالها مضاعفة كثافة نيران المدفعية التقليدية وزيادة مدى هذه النيران. ويمكن أن يعوّض حجم النيران التي توفّرها الصواريخ قصيرة المدى، ولو بصورة جزئية، النقص القائم في نيران المساندة الجوية، الناتج عن تقادم قدراتها الجوية وضعفها، وخصوصًا في مواجهة أي عملية غزو برّي.
وغالب الصواريخ التي زودت بها إيران ربيبها اللبناني (حزب الله) هي من هذا النوع من الصواريخ.
استغلت إيران امتلاكها للمصنع الذي اشترته من كوريا الشمالية لتطوير نسخ إيرانية من سكود- بي وأسمته شهاب (300 كلم) وشهاب 2 (يعرف في الدولة الشيوعية الستالينية باسم«هواسنغ 5» ويبلغ مداه 600 كلم)، ثم شهاب 3 وهو نسخة من الصاروخ الكوري الشمالي «نودونغ» ويبلغ مداه 1300 كلم، وتعديله لاحقاً ليبلغ مداه 2000 كلم. وإنتاج نموذج جديد منه بالاستفادة من مواصفات الصاروخين الروسيين SS21 وSS23 ليحمل اسم«قادر - 1»وهو يشبه الصاروخ الصيني DF25، أما شهاب -4 فهو نموذج آخر من الصاروخ الكوري الشمالي «نودونغ -2» والروسي SS-4،ويبلغ مدى هذا الصاروخ مابين 2000 إلى 3000 كلم.
وقالت مصادر «اسرائيلية» إن صاروخ «عاشوراء» الإيراني البالستي متعدد المراحل ويعمل بالوقود الصلب، يتراوح مداه ما بين 2000 إلى 2400 كلم. وتسعى إيران إلى إنتاج الصاروخ شهاب 5 ليصل مداه إلى 5000 كلم. كما كشفت أن إيران حصلت على 18 صاروخاً من طراز BM25،مع منصات متحركة للإطلاق.
وتسعى إيران أيضاً لإنتاج صواريخ جوالة(كروز)،وزعمت أنها تبني 14 نموذجاً من الصواريخ الجوالة ومن أسمائها ظفار ونصر وقادر وغدير..الخ.، وفي حقيقة الأمر هذه النماذج هي نسخ من صواريخ KH55 (اشترت 12 صاروخاً من اوكرانيا)، وAS115A،وSS-N-22 (وهي صواريخ تعود إلى الحقبة السوفيتية واشترت من النوع الأول من روسيا 8 صواريخ) ومدى هذه الصواريخ يتراوح بيم 35 -40 كلم. كما يدخل في النماذج المقلدة الصاروخ الصيني HY-4K-601-FL-4 المعروف ب «دودة الحرير» ويصل مداه إلى 150 كلم ويطير بسرعة 0.8 ماخ.
والمشكلة في حقيقة الصواريخ الإيرانية أن غالب مصدر المعلومات عنها إما من إيران نفسها التي تبالغ في تقدير قوتها العسكرية على غير الواقع، و«إسرائيل» التي تبالغ في تضخيم القوة العسكرية التي تمتلكها إيران لتبرير ضربها أو إقناع الدول الغربية باتخاذ خطوة للأمام لمجابهة الخطر الصاروخي الإيراني، والحصول أيضاً من هذه الدول على أسلحة ومعدات وتكنولوجيات متقدمة تضمن التفوق «الإسرائيلي» الجوي والعسكري والاستخباري.
تثير إيران ضجة ضخمة حول برامجها الصاروخية، وتنتهز الفرصة ما بين الحين والآخر للإعلان عن نجاح تجربة إطلاق صاروخ بالستي، والتبجح بقدراته التدميرية ودقته..الخ، وهي بالطبع ادعاءات لا يسندها دليل، فالهدف من الإعلانات المتكررة عن نجاح التجارب الصاروخية بأمداء عالية هو توجيه رسالة تطمين للداخل، ورسالة تهديد إلى الخارج مضمونها أن إيران تملك قوة ردع كفيلة بجعل من يفكر في مهاجمتها إعادة النظر في نواياه.
في التقييم الواقعي للصواريخ الإيرانية، وهي كما أسلفنا نسخ مقلدة من «سكود»، فإن الصواريخ قصيرة المدى وإن تعددت مسمياتها (زلزال -1،زلزال -2، وزلزال -3،و فاتح -110)، فإن هناك شكوكاً حول القدرات الفنية والتدميرية لهذه الصواريخ، فهي محدودة التأثير لعدة عوامل أولها صغر حجم الرؤوس التدميرية التي تحملها، وافتقارها إلى أنظمة التوجيه الدقيق. وفي التجربة العملية استعمل ربائب إيران في لبنان واليمن(حزب الله والحوثيون) هذه الصواريخ في قصف عشوائي عوضاً عن توجيهها لإصابة هدف عسكري مهم أو ذي أهمية لوجستية مثل الموانئ والمطارات.
وهذا هو ما يدفع الخبراء الاستراتيجيين إلى القول إن افتقار الصواريخ الإيرانية إلى الدقة والقوة التدميرية، يجعل منها في نهاية الأمر مجرد سلاح سياسي أو سلاح لإثارة الرعب بين المدنيين. وهذا يرتبط فقط باستخدام هذه الصواريخ في حروب ومعارك غير تقليدية، يخوضها بالوكالة عن إيران ربائبها وصنائعها من الجماعات والميليشيات المسلّحة الموالية لها مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
الحرس الثوري الإيراني الجيش العقائدي لنظام الملالي، يتبجح ويدعي على الدوام أن أجرى تجارب ناجحة لصواريخ بالستية ويتحدث عن أمداءها العالية، بيد أن هناك شكوكاً حول حقيقة هذه التجارب للتثبت من دقة الصواريخ وقدراتها التدميرية، لأن هذه التجارب أجريت في أحوال ميدانية غير مشابهة لأجواء حرب حقيقية، بل تشبه تمارين إطلاق النار في ميدان الرماية، من دون وضع اعتبار إلى ما يملكه الطرف الآخر من أنظمة دفاعية فعالة ومجربة.
تؤكد مراكز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية أن الصواريخ الإيرانية تفتقر إلى الدقة، وغير مزودة بأنظمة توجيه في أثناء طيرانها أو بأجهزة ذاتية للتعرف إلى أهدافها، وهذه النواقص الفنية والتقنية تجرد القوّة الصاروخية من الموثوقية بها كسلاح ردع، أو ضمان إصابة الأهداف وتدميرها، وعليه الفشل في تحقيق الهدف منها.
إيران تثير ضجة إعلامية حول قدراتها الصاروخية، بالحديث عن إجراء التجارب الناجحة، أو فرد عضلاتها خلال الاستعراضات العسكرية في مختلف المناسبات، في محاولة لخلق تأثير سياسي ونفسي في الخارج، ورفع الروح المعنوية لشعبها وقواتها المسلحة وربائبها وصنائعها في المنطقة العربية، وهي في نهاية الأمر تصب في الحرب الدعائية والنفسية.
(الخليج الإماراتية)
الوسطية في الخطاب الأصولي.. خداع المصطلح والتباس المفهوم
الوسطية كما يدّعيها الإسلاميون ويسوّقونها، ليست حالة تقييم سياسي وتموقع حزبي كما هو السائد بل تمثّل لاعتدال وهمي وسط عقيدة مبنية أصلا على العنف، وينطلق من فكرة أنهم الطرف الأكثر لينا في مشروع أيديولوجي يفترض على جمهور الناس أن يخضع إليه عنوة وينخرط فيه كواقع لا مفرّ منه، مما يضمر نزعة إقصائية وحالة عدم اعتراف بالتنوّع والاختلاف والحريات الفردية.
من مغالطات الخطاب الأصولي التي يعتمدها في تسويغ أفكاره مغالطة “الوسطية”؛ والتي تقول إن الصواب والمثالية يكمنان في اختيار الحل الوسط بين الإفراط والتفريط وبين التشدّد والتمييع، لكن نتيجة اعتماد هذه المغالطة في تسويق المعتقدات الأصولية كانت إضفاء الشرعية على أفكار وأعمال ليست أخلاقية أو قانونية، فالخطاب “الوسطي” يرى أن “الجهاد المشروع” والمقيّد بالشروط الفقهية هو الحل الوسط بين نقيضين هما “الجهاد الداعشي” و”القعود عن الجهاد”؛ ولكننا لا نعلم مَن الذي يمتلك سلطة تحديد مفهوم المشروعية إذ يمكن لأي جماعة متطرّفة ادّعاء أن العنف الذي تمارسه هو الجهاد الصحيح وأنه “وسطي” وأكثر اعتدالا من “جهاد داعش”.
ويلاحظ أن مغالطة “الوسطية” تقوم أساساً على مقدمة غير موضوعية ومنحازة؛ وهي القول بصلاحية المفاهيم الدينية التاريخية لهذا العصر، وأن المشكلة في التطبيق فقط، وكأننا إزاء قضية كميّة وإجرائية محصورة في جدلية الاعتدال والتطرف وليست أزمة فكرية عميقة ومركبة يجسّدها الإصرار على إقحام التراث على الواقع الراهن ومعالجة مشكلاته بمنطق ديني خارج الأطر العقلاني.
تأسيس على فرضيات مغلوطة
مَن قال إن “الجهاد” مطلوب أصلا في التعاطي مع الصراعات المحلية والدولية؟ ومَن أباح للمؤسسات الأصولية الفقهية والحزبية أسلمة النزاعات واستحضار مفهوم “الجهاد” في مقاربتها؟ لا يمكن القبول بالعنف المقنن فقهياً كـ”حلٍّ وسط” بين الدعوة إلى العنف الجهادي وبين رفضه، لأن فكرة العنف الديني يجب أن تكون مرفوضة من الأساس، فكل عنف لا تحتكره أجهزة الدولة الرسمية في إطار القانون لا يمكن اعتباره مشروعاً، سواء كان دينياً أم علمانياً، متطرفاً أم “وسطياً”.
ومن الأمثلة على مغالطة الوسطية زعمُ الخطاب الإسلامي “المعتدل” أن الحجاب يمثل الحالة الدينية الوسطية بين الإفراط (النقاب) والتفريط (عدم لبس الحجاب)؛ لكن هذا الطرح متحيّز وغير موضوعي وتمييزي لأنه افترض سلفاً أن عدم ارتداء الحجاب يعكس التفريط في الالتزام الديني وأن النقاب يعبّر عن التطرف الديني. تفتح هذه المغالطة باب التمييز العنصري والتنميط الثقافي، إذ تكرّس صورة نمطية عن السفور والنقاب تربط الأول بالانحلال والثاني بالتطرّف
وتمنح الحجاب الإخواني الذي يكشف الوجه والكفّين فقط امتيازا حصريا بتمثيل الاعتدال الديني.
لا يحق لذلك الخطاب الإسلامي الذي يوصف بأنه “معتدل” أو “تنويري” أن يَقصر الوسطية الدينية على زي معين لأنه بذلك يصِمُ الأزياء الأخرى بالخروج على التدين المعتدل ويُقصيها دينياً واجتماعياً، في حين أن الملابس والهيئات خيارات ثقافية تعكس التقاليد والتفضيلات الشخصية ويُفترض أنها مستقلة عن التصنيفات الدينية، وهي في كل الأحوال مسائل مظهرية وشكلية لا يمكن استخدامها في الحكم على جوهر الإنسان وأفكاره وسلوكه كما يفعل الأصوليون.
مفاهيم ملفقة
كما يلاحظ في هذا المثال أن الوسطية الإسلامية مفهوم شكلي وسطحي وليس جوهرياً، بمعنى أنه ذو طبيعة سياسية وليست قيمية، فالاعتقاد أن الحجاب يجسّد الوسطية قد يبدو خياراً معتدلاً في الظاهر؛ لكنه يؤشر على تعصّب ديني كامن وانحياز ثقافي وفئوي ولا يعكس اعتدالاً حقيقياً لأنه يتضمّن إقصاء ضمنياً للنساء اللواتي اخترن لأنفسهم شكلاً آخر في الملبس غير الحجاب، أي أن الوسطية مفهوم تلفيقي يحاول الجمع بين المتناقضات لافتعال شرعية دينية مزيفة للإسلام السياسي.
الوسطية بالمفهوم الأصولي تكتيك لتسويق التطرّف وحمايته وليست بديلاً عنه أو نقيضاً له، أي أنها التعصب بعينه، فمن صريح التعصّب أن تعتقد بأن أفكارك وسياساتك تعبّر عن المثالية والحل الوسط بين الخيارات والتيارات الأخرى التي تعتبرها مجانِبة للصواب الديني. كما أن الوسطية موقف أيديولوجي يستند إلى الاعتقاد بأن المسلم يجب أن ينطلق في سلوكياته الحياتية من أرضية الهوية الدينية، وهذا في حد ذاته موقف متطرّف لأنه يدفعك للانطواء في أطراف الفضاء العام متخندقاً في حصنك الديني الذي شيّدته لنفسك، وهو ما يبعدك عن “الوسط” الذي ادعيت ملكيتك له، ويجعلك تعيش في حالة إقصاء متبادل مع المحيط.
وتدور الوسطية، في الوعي الأصولي، حول الاعتدال في الأدوات والوسائل لا في المنطلقات والأهداف، فهي تنطلق من الاستعلاء الديني وتستهدف أسلمة المجتمع بمعنى أنها تشارك تنظيم داعش منطلقاته وغاياته. وهي في الوقت نفسه محاولة للمزايدة بين التيارات الأصولية في سياق التنافس على احتكار تمثيل “الحقيقة المطلقة”؛ فالإخوان يعتبرون أنفسهم إسلاميين وسطيين مقارنة بالسلفيين والصوفيين، والسلفيون التقليديون يقدمون أنفسهم كوسطيين مقارنة بالقاعدة والسلفية الجهادية. والقاعدة ترى نفسها وسطية مقارنة بداعش وجبهة النصرة.
الوسطية بالمفهوم الأصولي تكتيك لتسويق التطرف وحمايته وليست بديلا عنه أو نقيضا له، أي أنها التعصب بعينه
إن الوسطية في الإسلام السياسي هي اعتدال مصطنع يخاطب نفسه، ويقارن ذاته بذاته، فهي مثل الديمقراطية الإيرانية؛ بمعنى أنها وسطية أيديولوجية في إطار الهيمنة الأصولية وتحت مظلتها، وتفتقر لأول شروط الاعتدال وهو الانفتاح على الآخر، وبالتالي، لا تمنح هذه الوسطية التيار الإسلامي أيّ سمة اعتدال أو انفتاح فعلية على صعيد الصراع مع القوى العلمانية والليبرالية؛ لأنها ليست وسطية حقيقية بل مجرد إعادة هيكلة وإنتاج للمفاهيم اليمينية المتطرفة في صيغ “تسويقية” برّاقة، حيث تستخدم الدعاية الأصولية هنا نظرية “التكييف الشَرْطي” فتحتال على الرفض الاجتماعي الطبيعي للتشدّد بتوظيف شعار “الوسطية” لتحفيز استجابة مجتمعية مصنّعة لخطابات الاستلاب الأيديولوجي وتزييف الوعي، وقد تجلّت هذه الاستجابة في مقبولية نخبوية وشعبية للأحزاب الإسلامية منحتها فرص الحضور السياسي والصعود الانتخابي في عدة بلدان عربية قبل أن ينهار المعبد وتفشل التجربة وتنكشف هشاشة المحتوى الصحوي الإخواني وتهافته.
وبعيدا عن الأدلجة الأصولية، تستخدم الأدبيات الأكاديمية مصطلح “الوسطية”، وفق تصنيف علمي يستند إلى معايير سياسية وأيديولوجية، لتحديد موقع حزب ما ضمن الخارطة السياسية، أما الوسطية التي يدعيها الإسلام السياسي فتوصيفها الدقيق هو “اليمين الإسلامي المتطرف”؛ أي التيار السياسي الذي يدعو إلى فرض هوية دينية أحادية على المجتمع عبر التدخل القسري والإكراه واستخدام العنف.
وتشترك قوى الإسلام السياسي مع قوى اليمين المتطرف حول العالم في خاصية أنها ترفض نعتها بالتطرف وتزعم أنها تمثل الاتجاه العام في المجتمع وتنقل صوت الأغلبية، ولتمرير هذا الزعم كان الإخوان في مصر مثلا يستخدمون شعار “الشعب المصري متدين بطبعه” لفرض هيمنتهم الأيديولوجية على المجتمع. وفي العراق يستعمل الإسلاميون مغالطات مماثلة لتمرير مشاريع القوانين المعادية لحقوق الإنسان عبر العزف على وتر شعارات “الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي” و”احترام الخصوصيات المذهبية” بمعنى أنّ العبارات الدستورية والمفاهيم الديمقراطية يتم استخدامها لفرض إرادة اليمين الشعبوي المتطرّف وإخضاع التيارات الأخرى، أي جعل الديمقراطية تعمل ضد نفسها.
ومن علامات اليمينية المتطرّفة التي يعتنقها التيار الأصولي، وتنسف كل مزاعم الوسطية التي يسوّقها، أنه لا يؤمن بالمساواة بين البشر، ويعتقد أن للمسلم أفضلية على غيره، ويؤمن بالطبقية الدينية؛ أي أن يكون المسلمون في المرتبة الأولى يليهم المسيحيون والأديان السماوية الأخرى، أما اللادينيون أو أتباع الأديان غير السماوية فيرى وجوب عدم الاعتراف بحقهم في الاعتقاد، و”عدم الاعتراف” هنا لا نستطيع اعتباره مجرد “رأي ديني” متشدد بل هو موقف قمعي، إذ تترتب عليه ممارسات ميدانية فاشية تشمل السعي إلى إنهاء التنوّع الديني في المجتمع عبر السياسات الدعوية والضغط الاجتماعي على الأفراد والأقليات، أو من خلال تشجيع السلطات على التدخل لإدماج المختلفين قسرياً وتذويبهم في الهوية السائدة.
وتعكس الوسطية الإسلامية اعتقادا نرجسيا لدى التيار الأصولي والصحوي بأنهم مركز الكون، وتعبّر عن حالة من “التمركز الثقافي”؛ أي إصدار الأحكام على الآخرين وفق معايير مستمدة من الهوية الثقافية الذاتية مع إضمار الكراهية نحو الهويات التي تختلف عنها، و”التمركز حول الذات”؛ أي أن تعتبر الجماعة نفسها وآراءها الأكثر أهمية وإقناعاً، إذ يقول الخبراء النفسيون إن الأفراد المتمركزين حول ذواتهم عاجزون عن إدراك أفكار الآخرين أو التعايش معها، إضافة إلى عدم قدرتهم على التأقلم مع الواقع الذي تشير أحداثه إلى أن الحقائق قد تكون مختلفة عن التصورات التي لديهم استعداد لتقبّلها.
تطرف صريح ولا وسطية مزعومة
يبدو التطرف الصريح برغم شراسته وعدوانيته أكثر مصداقية من الوسطية المزعومة، فالأصولي المتعصب أكثر “مبدئية” من نظيره “المعتدل” البراغماتي، وأقوى ولاء للمفاهيم الأصولية، وهو أكثر انسجاما مع نفسه واتساقا مع ما يؤمن به، لذلك يبدو فرض داعش للنقاب الكامل في المناطق التي سيطرت عليها أكثر منطقية من دعوة الإسلاميين “المعتدلين” للحجاب بشكله “العصري” الأقل تشدداً من النقاب، لأن الفريقين ينطلقان من فكرة أن المرأة “عورة” تثير الغرائز والشهوات ويجب تغطيتها، لكن الدواعش أكثر صراحة في تطبيق ما يؤمنون به دون التفاف والتواء و”عصرنة” كما يفعل “الوسطيون”، فالدواعش يغلفون المرأة حرفياً بـ”اللباس الشرعي” تطبيقاً للمبادئ الأصولية التي ينطلقون منها بعكس “الوسطيين” الذين لا يهدفون لتطبيق المبادئ بقدر ما يسعون إلى توظيف الحجاب كشعار سياسي وهوية فئوية تخدم أجندتهم الحزبية.
ما يسمى بـ”الاعتدال” و”الوسطية” هو في الحقيقة خداع ومخاتلة، فلا فرق حقيقيا بين مَن يربط الأخلاق بالحجاب ومَن يربط العفة بالنقاب؛ ذلك أن مجرد الربط بين الالتزام الديني أو الأخلاقي ومظهر الإنسان، أي القول بأن الالتزام يجب أن يتجسّد في هيئة محددة للفرد يتم على أساسها تصنيفه أخلاقياً واجتماعياً إلى فاضل ومفضول عليه أو ملتزم ومتهتك، فهذا تفكير يميني، أما تحويل هذه الأفكار إلى برنامج سياسي لحزب يسعى إلى الوصول إلى السلطة وفرض آرائه على المجتمع فهذا سلوك يميني متطرّف وفاشية سياسية.
ولا يمكن اختزال الوسطية برفض العنف الجهادي فقط، والزعم أن حمل السلاح من عدمه هو المعيار الوحيد للتفريق بين الوسطي والمتطرف، فمن الناحية الفكرية والعقائدية، لا فرق بين المنابع الأيديولوجية للفصائل والميليشيات الدينية القتالية وبين تلك التي تنهل منها الجماعات الدينية “السلمية” و”المعتدلة” التي تشارك في العمل السياسي والتنافس على السلطة، ذلك أن التطرّف لا يعني العنف المادي فقط بل يشمل تسييس الهوية الدينية وتديين الأحزاب والتنظير للطائفية والتبشير بها وتطبيقها سياسيا وحزبيا.
ومن الخصائص الأيديولوجية للتيار الأصولي، رفضُه الإقرار بحرية الاعتقاد والتدين لكل البشر، واعتبار التنوع واقعاً مشوّها وفوضويا ينبغي تغييره باتجاه الأحادية وخلق حالة من التجانس الديني والنقاء العقائدي. والإيمان أيضاً بأن العقيدة الدينية يمكن أو يجب أن تكون وسيلة للوصول إلى السلطة أو للبقاء فيها، أو غاية من وراء السعي إليها، أو أيديولوجيا للسياسة والحكم، أو دينا رسميا للدولة، وكذلك الاعتقاد بأن العنف أداة فعّالة وأخلاقية لنشر وحماية العقيدة.
الاستعلاء الديني
تتجلى أزمة الخطاب الأصولي عند تبشيره بالوسطية في كونه يعتبرها صفة جوهرية في الإسلام، وأنه، بخلاف سواه من الأديان، معتدل بذاته لأنه يعبّر عن “أكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب” كما جاء في مدوّنات التراث؛ أي أن الوسطية التي يُفترض أنها تعني الاعتدال صارت تُستخدم للتعبير عن مواقف متعصبة ومنحازة وغير معتدلة مثل هذا الموقف الذي يجعل جميع الأديان في مرتبة أدنى من الإسلام.
الوسطية الحقيقية في الفكر والسياسة والسلوك هي عملية مواءمة عقلانية وثقافية تقوم على التأمل والتأويل والتعلّم والتفاعل وتراكم المعرفة والخبرات والتجارب، ولذلك لا نستطيع أن نحتكرها لصالح دين أو هوية، فهي ممارسة فلسفية واجتماعية مستمرة وليست معطى دينيا، بمعنى أن بإمكاننا الاستدلال على مفهوم الوسطية بنصوص وروايات دينية وتراثية تدعو إليها من مختلف الثقافات والحضارات لكننا لا نستطيع أن ننسبها إلى دين دون غيره؛ لأننا بذلك نناقض أنفسنا فليس من الوسطية أن تحتكرها لنفسك، وإنما الوسطية أن تنفتح على الآخرين، وأن تتقبّل برحابة عقل وسماحة روح تفوّقهم عليك في البعض من مجالات الحضارة والحياة، وتؤمن بأن الوسطية مفهوم إنساني ومساحة تَشارُك وفضاءُ التقاء يضمّ الجميع وليست عنواناً تستأثر به جماعة دينية دون سواها.
(العرب اللندنية)