اعتداء يستهدف مسجداً صوفياً في سيناء يوقع أكثر من 230قتيلاً و100 جريح/رابطة العالم الإسلامي تؤكد مهمتها في استئصال الفكر المتطرف/مراوغة جديدة للإخوان.. نواب يكشفون مغزى هجوم عاصم عبد الماجد على حلفائه
السبت 25/نوفمبر/2017 - 09:40 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم السبت الموافق 25-11-2017.
"حادث" مسجد الروضة يكشف الخلافات بين الصوفيين والتنظيمات الإرهابية.. الطرق الصوفية: هذا ليس الحادث الأول ولكننا مستمرون في مواجهة الإرهاب.. ونطالب بمحاكمة الإرهابيين أمام "العدل الدولية"
فجر مجهولون، عقب صلاة الجمعة، مسجد الروضة بمنطقة الروضة غرب العريش، وأسفر الحادث عن استشهاد 235 شهيدًا وإصابة 109 حتى الآن.
الإرهابيون قاموا بتفجير المسجد ثم اعتدوا على المصلين العزل، حيث قاموا بفتح النار عليهم بطريقة عشوائية؛ هذا الحادث يفتح الباب على الخلافات القديمة بين الطرق الصوفية وبين التنظيمات الإرهابية، فهذا ليس الحادث الإرهابي الأول من نوعه، حيث تم اغتيل الشيخ سليمان أبو حراز شيخ الطريقة الجريرية في شهر نوفمبر من العام الماضي، شيخ مسن ضرير يبلغ من العمر98 عامًا، من كبار مشايخ الطرق الصوفية، من أمام منزله بحي "المزرعة" جنوب العريش على مرأى ومسمع من الجميع تحت تهديد السلاح، بدعوى ممارسة السحر والشعوذة.
وعقب اختطافه بساعات قليلة نشر التنظيم صوره على تطبيق "انستجرام" وهو مقطوع الرأس بعد إعدامه بالسيف، وكان للشيخ حراز آراء بناءة تُحارب الفكر الداعشي المتطرف.
وفي سيناء تنشط عدة طرق صوفية، على رأسها الطريقة الجريرية ، وتعدّ أول الطرق الصوفية في سيناء، وأبناء الطريقة أول من قامت ببناء زاوية صوفية في مدينة الطور، وبجانب الزاوية أنشأت دارًا لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم أصول الدين، كما قام أبناء الطريقة ببناء أكثر من 200 مسجد في سيناء بجهودهم الذاتية، بالإضافة إلي دورهم الوطني في حرب أكتوبر.
ولهذه الطريقة عدة زوايا في أكثر من منطقة منها "الجورة والملافية والمقاطعة والظهير والشلاق والنصايرة في الشيخ زويد وأبو طويلة ورفح".
من جانبه، قال الشيخ عبد الحليم الحسيني، المتحدث باسم الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، إن هذا استهداف للطرق الصوفية بشكل خاص واستهداف لمواطنين عُزل لا يحملون سلاحا، مشيرًا إلى ضرورة تكاتف الجميع من أجل مواجهة الإرهاب في سيناء.
وأضاف في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم استهداف أبناء الطريقة الجرارية في سيناء، ففي العام الماضي ومع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تم قتل الشيخ سليمان أبو حراز شيخ الطريقة الجرارية.
وتابع، أن هذه الجريمة امتدادًا لما قاموا العام الماضي، من أجل بث الرعب والخوف في نفوس المواطنين في سيناء لعدم إقامة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، لافتًا إلى أن هذا هو تفكير السلفيين الجهاديين الذين يحرمون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
وأشار إلى أنه تم استهداف مساجد في اليمن والسعودية ولبنان وسوريا ومعظم الدول العربية، وخاصة في المساجد التي تحوي أضرحة، مدللًا على حديثه بما حدث لأضرحة العراق وشواهدها.
ولفت الحسيني إلى ضرورة تقديم هؤلاء الجناة إلى محكمة العدل الدولية في حال القبض عليهم إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي باعتبارها جريمة حرب، لأن قانون المحكمة الدولية ينص على أن استهداف دور العبادة من جرائم الحرب.
وناشد الحكومة المصرية بضرورة القصاص لكل المواطنين الذين استشهدوا في هذه الجريمة، وعدم التهاون مع هؤلاء الجناة، متابعًا أن هؤلاء ليسوا من المسلمين ويمكن اعتبارهم "خوارج" لأن المسلم لا يؤذي أخاه الإنسان مهما اختلف معه في الأفكار وحتى المعتقدات.
كما أدان رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، علاء أبو العزائم، الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة، مقر الطريقة الجرارية الأحمدية الصوفية ببئر العبد في سيناء، أثناء صلاة الجمعة اليوم 24 نوفمبر 2017م، داعيًا الله عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يكتب الشفاء العاجل لكافة المصابين.
وقال أبو العزايم، إن الاتحاد تقدم بالعزاء للصوفية في مصر بصفة عامة، وللشيخ مسعد أبو جرير شيخ الطريقة الجريرية وأسر الشهداء والمصابين بصفة خاصة، موضحًا أن هذا الهجوم حلقة من مخطط إرهابي يستهدف الطرق الصوفية في العالم الإسلامي، استكمالًا لتفجير المساجد الصوفية واستهداف مشايخها في اليمن وليبيا وباكستان والصومال وسوريا والعراق، وأن الإرهاب الغاشم قام بالهجوم على مسجد الطريقة الجريرية تزامنًا مع احتفالات الطرق الصوفية بالمولد النبوي الشريف والذكرى السنوية الأولى لحادث استشهاد العارف بالله الشيخ سليمان أبو حراز، شيخ مشايخ الصوفية بشمال سيناء، والذي أعلنت التنظيمات الإرهابية قتله في نوفمبر 2016م.
وأكد أبو العزايم، أن هذا العمل الهمجي لا يمت إلى دين من الأديان ولا عرف من الأعراف الإنسانية، وأن منفذي تلك الأعمال الإرهابية خوارج ومفسدون في الأرض ومستحقون لخزي الله في الدنيا والآخرة؛ لأنها تنم عن نفوس مريضة تحجرت قلوبهم فذهبت تعيث في الأرض فسادا تقتل وتسفك الدماء البريئة دون حق.
وطالب بتعقب وملاحقة كل من ساعد في هذه العملية الغادرة، سواء كان ذلك بالتخطيط أو التحريض أو التمويل أو التسهيل أو المشاركة أو التأييد، مستنكرًا المجتمع الدولي تجاه ما يرتكب بحق المساجد من جرائم تخالف الشرائع السماوية والأعراف والدساتير الدولية، وتستفز المشاعر بجميع أنحاء العالم.
كما طالب الاتحاد بتوثيق هذه الجرائم وتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية كجريمة حرب طبقًا للمادة الثامنة من معاهدة روما الخاصة بإنشاء المحكمة، مناشدًا الحكومة المصرية بعدم التهاون في التعامل مع الإرهابيين، ويطالب الشعب المصري بالتكاتف والوقوف خلف الجيش والشرطة لوأد الإرهاب الغاشم والقضاء عليه، ويعلن الاتحاد الدعم الكامل للقيادة السياسية والعسكرية والأمنية والدينية في مواجهة الإرهاب.
وأعلن الاتحاد العالمي للطرق الصوفية مساندته للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، ويطالب دول العالم أجمع بالتكاتف والتآزر من أجل اجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه، لكنه يحذر من استغلال مسمى "الحرب ضد الإرهاب" في تدمير وتفتيت الدول الإسلامية والعربية.
في نفس السياق، قال عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية، إن تنوع أساليب الإرهاب أثبت أن الارهاب بالفعل مقولة أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له ولا يصح أننا ننسب أي جريمة إرهابية لأي دين سواء كان الإسلام أو اليهودية أو أي دين من الأديان السماوية.
وأضاف في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن التطرف الديني والتعصب الذي يوجد عند الجماعات التكفيرية والمصحوب بالتكفير الإجرامي هي المسئول الأول والأخير عن ارتكاب الجرائم الإرهابية التي تحدث ضد المدنيين الأبرياء بغض النظر عن أي دين ينتمون إليه.
وأشار عبد الخالق أن محاربة الإرهاب ليست مسؤولية الجيش والشرطة والمنظمات الحكومية والحقوقية فقط ولكن كلا منا لابد أن يكون له دور في محاربة الإرهاب سواء كان بتربية أبنائنا تربية سليمة وإبعاده عن أي فكر من الأفكار التي باتت موجودة بكثرة في مجتمعنا.
"الجريرية".. العدو رقم 1 لـ"داعش"
الطريقة الجريرية، أول الطرق الصوفية في سيناء، ومن أقدم الطرق، وهي أول طريقة صوفية قامت ببناء زاوية صوفية في مدينة الطور، وبجانب الزاوية التي بنتها أنشأت دارًا لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم أصول الدين.
وللطريقة الجريرية عدة زوايا منها زاوية «الجورة والملافية والمقاطعة والظهير والشلاق والنصايرة في الشيخ زويد وأبو طويلة ورفح».
ومنذ أن ظهر تنظيم «داعش» الإرهابي عام ٢٠١٤ واجهت الطريقة الجريرية الكثير من التهديدات من قبل تنظيم «داعش»، حيث ذكرها التنظيم بالاسم، وقال في أحد الإصدارات الإعلامية له: «أتباع الطريقة الجريرية يقدسون الأضرحة للغاية، ويقرأون كلامًا يحتوى على ألفاظ تدخل في الشرك، مثل الاستغاثة بالنبي وطلب الشفاعة»، وتبلغ نسبة أتباع هذه الطريقة ٥٠٪ من أبناء وشباب سيناء.
س- مَن القتلة؟ ج- "داعش".. التنظيم يعلن عداءه للصوفية بما لا يخالف شرع الإرهاب
في تطور للعمليات الإرهابية في مصر، تم استهداف مسجد بعبوة ناسفة في مصر، أدى إلى سقوط العديد من الضحايا أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مسجد الروضة بمدينة العريش، شيمال سيناء.
يذكر أن العمليات الإرهابية في مصر طالت الكنائس والمسيحيين، غير أنها المرة الأولى التى يتم فيها استهداف مسجد، وتشير أصابع الاتهام لتنظيم داعش الإرهابي، نظرًا للأفكار التكفيرية التي يحملها تجاه الدولة المصرية، وللأفكار التكفيرية التي يحملها تجاه الصوفية.
فالمسجد يتردد عليه العديد من أتباع الطرق الصوفية في سيناء، حيث خرج التنظيم في أكثر من مرة، وأعلن خلالها تكفيره الصوفية واعتبارهم أهل شرك، وبحسب مجلة «النبأ الداعشية» التي تصدر أسبوعيًا، في إحدى حواراتها مع أحد قادة التنظيم يطلق عليه بأنه «أمير الحسبة في ولاية سيناء»، يكفر المتصوفة، ويقول: «إن ديوان الحسبة يمارس نشاطه ووظيفته على أرض الواقع، وقد تصدى لكثير من مظاهر الفساد، مثل تهريب المخدرات، فضلًا عن دوره في محاربة مظاهر الشرك والبدع مثل السحر والكهانة.. وأيضًا التصوف».
المسجد الذي يصلي فيه أتباع الطريقة الجريرية، الذي تعرض للتفجير، لم تجد داعش مكانًا لتقول من خلاله: «نحن لم ننته، سترون أياما أكثر وحشية وتكفيرًا أشد»، فكان أول ما فكرت فيه لإيصال الرسالة المسجد الذي كان يصلي فيه رجال الطريقة الجريرية، ففجروا محيطة بقنبلة بعبوة ناسفة، فحكم تفجير مساجد الشيعة هو حكم تفجير مساجد الصوفية نفسه.
وتأكيدًا على تورط التنظيم الإرهابي في تلك الحادثة، هدد الإرهابي الطرق الصوفية بجميع طرقها بحرب تجتثهم من شبه الجزيرة، قائلا: «لقد انتشر الشرك بالله في الطرق الصوفية بشكل كبير، حتى هرم عليه الكبار، ونشأ عليه الصغار، فاشتدت المصيبة، وهم يعتقدون النفع والضر في الأموات، ويستغيثون بهم، ويتخذونهم وسائط إلى الله، كما يتبعون طواغيتهم وشيوخهم في باطلهم ويؤدون لهم السمع والطاعة في القول والفعل»، مضيفًا أن «الطرق الصوفية واقعة في الشرك، يقدسون ابن عربي والحلاج، وغيرهما من أئمة الكفر والضلال»، معتبرًا «الطريقة الجريرية أشد الطرق كفرًا وأكثرها علاقة بالروافض».
التنظيم الإرهابي طبقًا لأفكاره التي نشرها في العديد من الكتب أمثال كتاب «شرك الطاعة» لأبو على الأنباري، كان استهدف العديد من المزارات والأضرحة لمشايخ الطرق الصوفية في سوريا، حيث قام وفقًا لتعليمات القادة الإرهابيين، بتفجير عشرات الأضرحة والمقامات والمزارات الخاصة بأتباع الطريقة الصوفية ومشايخها، في محافظات دير الزور والرقة والحسكة وحمص وحماة وحلب وإدلب، وفي مزار النبي داود في قرية دويبق.
(البوابة نيوز)
اعتداء يستهدف مسجداً صوفياً في سيناء يوقع أكثر من 230 قتيلاً و100 جريح
في اعتداء هو الأكثر دموية في تاريخ مصر، سقط أكثر من 230 قتيلاً و100 جريح، كلهم مدنيون، في «هجوم نوعي» نفذه مسلحون تابعون لتنظيم «داعش» على الأرجح، استهدف مسجداً يتبع الطرق الصوفية أثناء صلاة الجمعة في قرية الروضة في مركز بئر العبد في شمال سيناء.
وهذا الهجوم هو الأول الذي يستهدف مُصلين مسلمين في مصر، وعدد ضحاياه هو الأكبر على الإطلاق في تاريخ العمليات الإرهابية في البلاد، إذ لم يُسجل سقوط هذا العدد الضخم، المُرشح للتصاعد، في أي هجوم إرهابي استهدف عسكريين أو مدنيين أو سائحين، ما استدعى إعلاناً سريعاً من رئاسة الجمهورية لحداد عام في الدولة لمدة 3 أيام على ضحايا الهجوم.
وعقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اجتماعاً رفيعاً على خلفية هذا الهجوم، ضم وزيري الدفاع الفريق أول صدقي صبحي والداخلية اللواء مجدي عبدالغفار ورئيس الاستخبارات العامة الوزير خالد فوزي.
ومسجد الروضة متاخم للمنطقة الحدودية بين مدينتي بئر العبد والعريش، ويقع على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب العريش في أقصى شرق مدينة بئر العبد الهادئة نسبياً، والتي تبعد إلى حد كبير عن دائرة استهداف الجماعات المتطرفة في شمال سيناء.
والمسجد هو أكبر مساجد المنطقة التي تنتشر فيها غالباً الزوايا الصغيرة، وبُني لاستيعاب نحو ألف مصل، وهو يتبع إحدى الطرق الصوفية التي يُكفّرها تنظيم «داعش». وقبيلة السواركة هي كبرى القبائل التي تسكن قرية الروضة والمناطق المحيطة بها، وهي من أبرز وأشهر القبائل التي أعلنت «حرباً» ضد تنظيم «داعش» في شمال سيناء. وغالباً ما يُؤدي أبناء القبائل صلاة الجمعة في المساجد الكبرى، باعتبارها مناسبة للقاء والاجتماع بين القبائل.
وأظهر المسلحون «توحشاً بالغاً» و «إصراراً» على القتل في هذا الهجوم، الذي بدا مُركباً، ونُفذ على مراحل عدة. وبحسب شهود عيان بدأ الهجوم بتفجير عبوة ناسفة في قلب ساحة المسجد المكتظة بالمصلين، فسقط قتلى ومصابون، إلا أنه لم يُخلف أضراراً مادية مُدمرة في المسجد، ولم تسقط أعداد كبيرة من القتلى، غير أن مسلحين تربصوا بالمصلين أثناء تدافعهم للخروج من المسجد فور تفجير العبوة، وأمعنوا في قتلهم بأسلحة آلية، ليسقط عدد كبير من الضحايا. ومع توالي أنباء الهجوم تجمع الأهالي وهرعت سيارات الإسعاف ناحية المسجد في محاولة لإنقاذ الضحايا، لكن المسلحين كانوا أغلقوا كل الطرق المؤدية إلى المسجد، واستولوا على سيارات المصلين وفروا بها. ومع الاضطراب الذي ضرب المنطقة المحيطة بالمسجد وأثناء نقل الجرحى، عاود المسلحون الهجوم، فاستهدفوا سيارات الإسعاف بالرصاص ما عطل نقل المصابين إلى المستشفيات وأسقط مزيداً من القتلى. وأغلقت قوات الأمن الطريق الدولي بين العريش وبئر العبد، ومنعت مرور السيارات خشية تعرضها لاعتداء، وسمحت فقط لسيارات الإسعاف والسيارات الخاصة التي أقلت جرحى بالمرور. وتوجه الأهالي إلى المستشفيات للتبرع بالدم في محاولة لإنقاذ الجرحى.
وتراصت جثث الضحايا في ساحة المسجد ملفوفة في أغطية أحضرها سكان من المنازل القريبة. وشوهدت سيارات نقل صغيرة تنقل جثامين الضحايا، وسط صدمة قبائل سيناء من هذا الهجوم غير المسبوق في بلدتهم.
واستقبل مستشفى بئر العبد عدداً من الجرحى، ونُقل آخرون إلى مستشفيات في العريش والإسماعيلية، ودفعت وزارة الصحة بفرق طبية من القاهرة للمساعدة في إنقاذ الجرحى، وخبراء في الطب الشرعي لتشريح جثامين القتلى.
واستهداف «داعش» المدنيين في سيناء ليس نادراً، لكن لم يسبق للتنظيم قتل هذا العدد الكبير من المدنيين دفعة واحدة، إذ دأب على تنفيذ اعتداءات فردية بزعم التعاون مع الأمن. كما أن التنظيم سبق أن فجّر أضرحة تمثل قيمة روحية عالية لدى أتباع الطرق الصوفية، وخطف وأعدم الشيخ سليمان أبو حراز القطب الصوفي المهم في شمال سيناء، لكنه تجنب قتل المُصلين في المساجد.
وظهر أن التنظيم اختار مسجد الروضة تحديداً لتحقيق أهداف عدة، فمن ناحية يتبع المسجد الطرق الصوفية التي يُكفرها التنظيم، وسكان المنطقة يغلب عليهم الطابع الصوفي، وأتى الهجوم في خضم التجهيزات للاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي يوليه الصوفيون أهمية استثنائية، كما أن الروضة تقع في منطقة نفوذ قبيلة «السواركة» التي تناصب التنظيم العداء، وأتى الهجوم بعد أيام من إعلان جماعة «جند الإسلام» التابعة لـ «القاعدة» قتل عدد من مسلحي «داعش» وتحذيرها للتنظيم من مواصلة استهداف المدنيين في سيناء.
ويمثل الهجوم أحدث حلقات التغييرات التكتيكية التي طرأت على عمليات «داعش» في شمال سيناء في الآونة الأخيرة، بعدما فقد السيطرة على أبرز مناطق نفوذه في المثلث الجنوبي لمدن العريش والشيخ زويد ورفح في شمال سيناء، ومعاقله في «جبل الحلال» في وسط شبه الجزيرة، إذ عمد إلى تنفيذ هجمات في مناطق ظلت هادئة وبعيدة من مرمى الإرهاب ومنها مدينة بئر العبد والطريق التي تصلها بمدينة العريش، فضلاً عن التركيز على «الأهداف الرخوة»، خصوصاً المدنيين والمصالح الاقتصادية بعدما تحصنت المقرات والمكامن الأمنية والعسكرية بشكل يُصعب على المسلحين مواصلة توجيه هجماتها نحوها، ما دفعه للبحث عن أهداف جديدة، كان بينها مصرف في العريش ومصانع في وسط سيناء وسائقون يتعاملون مع مصنع لمواد البناء يتبع الجيش، وأخيراً مسجد الروضة.
ورأى الباحث في شؤون الأمن والإرهاب في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في «الأهرام» أحمد كامل البحيري، أن هذا الهجوم يمثل نقطة فارقة في هجمات الإرهاب في سيناء، الذي استهدف للمرة الأولى مُصلين داخل مسجد، لافتاً إلى أن «توقيت العملية مُلفت، إذ أتى في خضم الصراع بين «داعش» و «جند الإسلام» تحت مسمى «استهداف المدنيين»، فالهجوم بمثابة مزيد من التأكيد من تنظيم «داعش» على الاستمرار في استهداف المدنيين»، وتوقع «اتساع دائرة استهداف المدنيين في المرحلة المقبلة، التي أرى أنها الأخطر في تاريخ المواجهة مع داعش»، مشدداً على أن «استهداف المدنيين بهذا التوحش سيؤثر في بنية التنظيم. تاريخ التنظيم في سيناء قبل هذا الهجوم سيختلف كثيراً عما قبله. التنظيم أراد توجيه رسالة تخويف لشعب سيناء لإجباره على الاستسلام بالقوة من خلال التوحش». وأوضح أن العبوة الناسفة أو الحزام الناسف الذي استخدم في الهجوم صُنع بعناية من أجل إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا من دون تفجير المبنى.
وتابع القائم بأعمال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي جهود إنقاذ الجرحى، وشُكلت غرفة عمليات لتطويق تداعيات الهجوم. وأمر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، بفتح تحقيقات عاجلة في الهجوم. وكلف فريقاً موسعاً من أعضاء نيابة استئناف الإسماعيلية ونيابة أمن الدولة العليا، بالانتقال الفوري إلى موقع الحادث، لإجراء المعاينات والتحقيقات اللازمة للتوصل إلى كيفية ارتكاب الحادث. كما أمر بنقل جثامين القتلى إلى أقرب مستشفى، وندب مفتشي الصحة لتوقيع الكشف الطبي عليهم، وسرعة تسليم الجثامين إلى ذويهم، والانتقال إلى المستشفيات التي يرقد المصابون بها، للاستماع إلى شهاداتهم حول الحادث. وكلف النائب العام أجهزة الأمن المعنية باستمرار البحث والتحري عن هوية مرتكبي الهجوم، وسرعة ضبطهم.
من جهة أخرى، أعلن الجيش أمس قتل تكفيريين وتدمير 6 دراجات بخارية وعدد من الأوكار تحتوي على كمية كبيرة من المواد التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة في وسط سيناء.
رابطة العالم الإسلامي تؤكد مهمتها في استئصال الفكر المتطرف
قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى، إنه يركز حالياً على «استئصال الأفكار المتطرفة». وأضاف خلال جولة أوروبية أن الرابطة لن «تقف موقف المتفرج بعد الآن، وتترك الإسلام رهينة لدى المتطرفين».
والحملة من أجل دعم منهج الإسلام الأكثر اعتدالاً، تسلط الضوء على مساعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتحديث المملكة التي تمول منظمات تشرف عليها الرابطة، والعودة إلى تفسير أكثر انفتاحاً وتسامحاً للإسلام.
واتخذ الأمير الشاب بالفعل بعض الخطوات لتخفيف القيود الاجتماعية الصارمة، فقلص دور «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وسمح بتنظيم حفلات عامة وأعلن خططاً للسماح للمرأة بقيادة السيارة بدءاً من العام المقبل.
وأكد العيسى في مقابلة مساء الخميس، أن «الماضي وما قيل من قبل أصبح شيئاً من الماضي». وتابع أن «ما حصل والطريقة التي عُمل بها آنذاك ليسا محلاً للنقاش». وأضاف: «يتعين القضاء على الفكر المتطرف من خلال العمل الذي تقوم به رابطة العالم الإسلام، وينبغي استئصال التشدد الديني والتطرف الذي يشكل مدخلاً للإرهاب، وهذه مهمة الرابطة التي ستكون الآن أكثر انخراطاً وتسعى الى التصدي لأي علامة على التطرف في المناطق التي تعمل فيها وتتحرك أيضاً إذا علمت بمدارس أو مراكز أو مساجد أخرى يجرى فيها الترويج لمذهب متطرف».
ورفض إعطاء تفاصيل محددة. لكنه قبل نحو أسبوع كان في جنيف، حيث تعهد «إصلاح أمور أكبر مسجد في المدينة، مؤكداً، من خلال مترجم: «ما إن نرصد مثل تلك الرسالة (التطرف) في أي وقت، لن نقف مكتوفي الأيدي وسنبذل قصارى جهدنا للقضاء على هذا الفكر». وأضاف أن ما «تفعله الرابطة، وما تريد أن تفعله، هو تنقية الإسلام من الفكر المتطرف والتفسيرات الخاطئة وإبراز التفسيرات الصحيحة، فلا يمكن هزيمة ذلك الفكر إلا بالحقيقة».
وأبرز ظهور «داعش» في العراق وسورية والآلاف من مقاتليه الأجانب، إلى أي مدى تحولت أوروبا على نحو خاص إلى أرض خصبة يمكن أن يتحول فيها الساخطون وضعفاء النفوس إلى الفكر المتطرف. ففي فرنسا وحدها قتل مئات الأشخاص منذ عام 2015 في سلسلة هجمات نفذها في الغالب مسلمون فرنسيون.
وقال العيسى إن عمله يشمل «التصدي للصعوبات التي ربما يواجهها المسلمون في مواءمة دينهم مع البلدان غير المسلمة». وتابع أن «رابطة العالم الإسلامي ستحاول إيجاد أجوبة لرد تلك الرسائل التي تغير حقيقة الإسلام»، مضيفاً أن «الرابطة تريد تقديم التفسير الحقيقي للنصوص المقدسة التي أخذها المتطرفون رهينة وفسروها في شكل خاطئ».
وزاد أنه «يعمل أيضاً مع الأديان الأخرى في إطار تلك الجهود».
(الحياة اللندنية)
لماذا نقل التكفيريون معركتهم مع سيناء إلى بيوت الله «ملف خاص»
لم يكن حادث العريش، تطورًا نوعيًا خطيرًا كما نقلت العديد من المواقع والصحف المصرية، باعتباره العمل الإرهابي الأول في تاريخ مصر، الذي يُستهدف فيه مواطنون، يسجدون ويركعون لله في أحد المساجد التي تتلى فيها آياته، ولكن كانت له مقدمات عدة وسلسلة من المحاولات الخسيسة، لتركيع القبائل السيناوية، وعلى وجه التحديد قبيلة السواركة، التي تقطن هذه المنطقة، وتقف بمنتهى القوة في وجه التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها المجرم الأكبر «داعش».
قبيلة السواركة تنضم لقبيلة الترابين في محاربة داعش بشمال سيناء
لا تحتاج العملية الإرهابية الخسيسة، الانتظار لمعرفة من صاحب المسئولية فيها؛ فهناك العديد من التنظيمات الجهادية التكفيرية، التي تستبيح دماء القبيلة، والبطون المنبثقة عنها، وخاصة قبيلة «الجريرات»، وما ينسب الفعلة الشنيعة لداعش على وجه التحديد، أن إمام مسجد الروضة الذي جرى استهدافه، هاجم التنظيم بضراوة الجمعة الماضية، ورفض نشاطه الدموي في شبه جزيرة سيناء.
وتجميع مزيد من خيوط الحادث، سيوجه على الفور كافة أصابع الاتهام صوب تنظيم داعش، لاسيما وأن المسجد الذي كان مسرحًا للجريمة النكراء، تقوم عليه جماعة صوفية، تسمى بالطريقة الصوفية الجريرية، ومعظم مرتادي المسجد من قبيلة السواركة التي تساند الجيش والشرطة بشكل واضح ضد المسلحين والتكفيريين؛ لذا لجأ التنظيم الإجرامي إلى تكفير الطريقة الجريرية؛ لتصفية حساباته مع السواركة.
القصة الكاملة للإرهاب في سيناء.. من الصوفية إلى داعش
ويشير أي تحليل منطقي للعملية الإرهابية، التي جرت بحق مسجد، يبعد نحو 20 كيلومترا غرب العريش، عن مناطق الهدوء النسبي للعمليات المسلحة شمال سيناء ضد قوات الجيش والشرطة، إلى الورطة الكبرى التي تلتف حول عنق التنظيم؛ بسبب تضييق الخناق عليه من المؤسسات الأمنية، ومحاصرته شعوبيا، من المواطنين الذين يرونه أفعى كبرى، تسعى للتمدد في البلاد لتدميرها، وإشعال حرب شوارع فيها كما حدث في البلدان المجاورة، مما جعله يفقد بوصلته الدينية المشوهة بالأساس، ويقدم على تنفيذ أول عملية بهذا النوع من الخسة، منذ انطلاق المواجهات العسكرية معه وأذنابه من التنظيمات التكفيرية، خلال السنوات التي تلت ثورة 30 يونيو عام 2013.
وتشير تفاصيل العملية إلى حالة الغضب المستعرة في قلوب الدواعش، مما جعلهم يتبعون تفجير العبوة الناسفة، بإطلاق نار كثيف تجاه طواقم الإسعاف، لمنعها من نجدة المصابين، وليس هذا فقط، بل أقدموا على حرق سيارات المصلين، وكل هذا يدور في إطار الحرب الدائرة بين تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم داعش، والصوفيين الرافضين لوجوده على أرض سيناء.
ويصر التنظيم الإرهابي، على اتهام الصوفية دائما بالسحر والشعوذة، وهو مبرر جرى ترويجه بكثرة، للإعداد لاحقا لنسف الأضرحة ونقل المعركة إلى الصوفية ومساجدها وقاداتها، بدعوى أنهم يخالفون الشريعة الإسلامية عبر التكهن بالغيب والتضرع للأولياء، وهو ما يعتبره التنظيم وأوليائه من الحركات التكفيرية «شرك بالله».
ورغم محاولة عبد الهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب وشيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر، طمأنة أتباعه، بالإيعاز في كافة تصريحاته اليوم، أن القضية ليست في استهداف مسجد صوفي، ولكنها استهداف للمصريين بالكامل، إلا أن الطرق الصوفية ومريديها يضعها تنظيم داعش الإجرامي، ضمن مقدمة أهدافه، وعملياته بحق رموز الصوفية ومساجدهم وأضرحتهم خلال السنوات الأخيرة، خير شاهد على ذلك.
إعدام الشيخ أبو حراز
قبل عام من الآن، أقدم «داعش» بدم بارد على خطف الشيخ سليمان أبو حراز، وهو الشيخ المسن والضرير، كانت التنظيم يقصد توجيه رسالة واضحة لكبار مشايخ الطريقة الصوفية في سيناء، لاسيما وأنه اقتاده من أمام منزله بحي المزرعة جنوب مدينة العريش، وعلى مرأى من أبنائه تحت تهديد السلاح، واتهمه بممارسة السحر والدجل والشعوذة.
وبعد قتل حراز بشهر واحد، تجاسر التنظيم بالتهديد علانية بقتل كل أبناء الطرق الصوفية في سيناء، خصوصا وهم كانوا أشهر معارضيه الذين رفضوا مبايعة تنظيم «ولاية سيناء»، وقال في تهديده وقتها إن كافة زوايا الصوفيين على أرض سيناء تحت رقابته، وأرفق التحذير بتهديد جدي، عبر إعلانه إلقاء القبض على عدد من أبناء الطرق الصوفية، وذبح منهم من رفضوا الانضمام إليه، وفي نفس توقيت الإعلان عن تهديد بهذا الشكل، كانا ضريحي الشيخ حميد أبو جرير بمنطقة المغارة وسط سيناء، والشيخ سليم الشريف أبو جرير بمنطقة المزار في بئر العبد، يتم تفجيرهما في التو واللحظة.
يرى الداعية الإسلامي عبد الله رشدي، أن الجماعات الإرهابية تعتمد مبدأ المغالطة، موضحا أن الذين يرفعون السلاح في وجه الحاكم على هذا النحو، ويستبيحون دماء من يتعاونون معه «خوارج».
أوضح رشدي أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم، ما قاتل قط، إلا ردا لعدوان واقع، أو ما نسميه اليوم الاحتلال، ويسميه الفقهاء جهاد الدفع، أو إنهاكا لعدوان محتمل، أو ما درج الفقهاء على تسميته جهاد الطلب، مؤكدا أن هذه التنظيمات ضلت عقلها ودينها.
وأشار رشدي، إلى أن الإسلام حرم قتل المسالم، كائنا من كان، ونهى عن الاعتداء، وقال في قرآنه الكريم: "ولا تعتدوا"، موضحا أن كل أمر ورد فيه القتال بالقرآن مقيد بهذه الآية، لافتا إلى أن عدم دراسة هؤلاء الخوارج للتفسير أو أصول الفقه، يجعلهم لا يفقهون الجمع بين الآيات، كما يتم تدرس هذه المسائل في الأزهر الشريف.
كيف يحمي الصوفيون مساجدهم من الدواعش؟.. رئيس الطرق الصوفية يجيب
قبل عشرات السنين وبالتحديد نهايات القرن الماضي، شد الشيخ الصوفي أبو أحمد الغزاوي الرحال من غزة ليستقر به الحال في مصر، بالتحديد في سيناء، ليقيم بجانب صديقه، والذي تحول لاحقًا إلى تلميذه عيد أبو جرير، شيخ عشيرة الجرارات من قبيلة السواركة.
بعد ذلك اللقاء الذي جمع بين شيخ وتلميذه الذي سيصير فيما بعد أحد أهم رموز التصوف في سيناء، تمكن "أبو جرير" بعد محاولات عدة وانصهار في أوساط المجتمع السيناوي، أن ينجح في إنشاء أول مقر للطريقة العلوية الدارقوية الشاذلية في سيناء ما بين عامي 1953 – 1954.
سعى أبو جرير إلى نشر أفكاره في المجتمع السيناوي، ولما كان واحدا منهم، لم يكن بالأمر العسير أن ينتشر بين أوساط المجتمع، وراح ينشر الزوايا والمساجد بداية من جورة الشيخ زويد إلى العريش، حتى بلغ قرية الروضة بين العريش وبئر العبد".. يقول المؤرخ اللبناني نعوم شقير في كتابه "تاريخ سيناء القديم والحديث".
بعد تلك الرحلة الشاقة التي تحملها أبو جرير جاءت حرب السويس 1956 لتمثل اختبارا حقيقيا لأهالي سيناء، ليظهروا شجاعة واستبسال ووطنية خالصة.. نجحوا خلال تلك الحرب في توطيد علاقتهم بالقوات المسلحة، وعملوا على التنسيق ما بين مصر وغزة خلال الحرب، حمل أبو جرير على عاتقه مسئولية شحن وحشد مريديه وأعوانه وقبيلته للجهاد ضد الاحتلال، وتنتهي الحرب ويتجدد الوعد ويظهر الصوفيون انحيازهم الواضح والصريح للوطن.
خلال السنوات الماضية، عبر الصوفيون المحن التي واجهت الدولة المصرية جنبا إلى جنب في مواجهة كل عدو غاشم، يهدف لتهديد استقرار الوطن وأمنه وسلامته، وفشلت الاختبارات التي تارة على قوات الاحتلال وتارة على يد أصحاب الأفكار التكفيرية.
خلال الساعات الماضية وقع حادث إرهابي في قرية الروضة غرب العريش، يصل صداه إلى العاصمة، حيث استهدف إرهابيون مسجد الروضة غرب مدينة العريش، أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة، ما أسفر عن استشهاد 235 من المصلين، وإصابة 109 آخرين، حسب آخر الإحصائيات الرسمية.
تقع قرية الروضة، غرب العريش على بعد 20 كيلو مترا من المدينة، أغلب قاطنوها من قبيلة السواركة، والبالغ عددهم التقريبي 2500 نسمة، على بعد النظر من القرية ترى مئذنة مرتفعة لمسجد الروضة الرئيسي في القرية، والتابع للطريقة الصوفية الجريرية ذات التواجد الأكبر في شمال سيناء.
"تعتبر قرية الروضة من معاقل الطريقة الصوفية الجريرية الأحمدية، حيث توجد زاوية للطريقة بجوار المسجد الكبير، وكلاهما يخلوان من الأضرحة"..
يقول عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية: هناك العديد من الطرق الصوفية المتواجدة في شمال سيناء ومتمركزة في العديد من القرى، ويعود تاريخ التصوف إلى ما يزيد على سبعة عقود من الزمان، يقول القصبي "التواجد الصوفي يقف حائلا أمام انتشار الأفكار التكفيرية في سيناء، وهناك العديد من الطرق المنتشرة في كافة أنحاء سيناء، منها الطرق "الرفاعية والشاذلية والجريرية والعلوية الدرقاوية والتيجانية ذات التواجد التاريخي" وغيرها من أصحاب التوجه الصوفي القوى الذي يصل إلى معظم أبناء سيناء.
يستعد الشعب المصري، وخاصة الطرق الصوفية للاحتفال بالمولد النبوي، إلا أن تخوفات وأصواتا تعالت تطالب بترك الاحتفال حدادا على شهداء الحادث الإرهابي.
كشف القصبي عن عقده صباح غدا السبت اجتماعا طارئ للمجلس الأعلى للطرق الصوفية ومناقشة الأمر: "الطرق الصوفية ستقف صفا واحدا أمام تحديات الوطن، وأهل التصوف لديهم حكمة وذكاء في التصرف، ولا شك في حرصهم على نسيج الشعب المصري.. ولا يمكن أن نفعل ما ليس في صالح الوطن في المقام الأول".
الحادث الإرهابي هدفه الأول زعزعة استقرار البلاد وبث الفتنة داخل النسيج الواحد، ورسالتي لأصحاب الأفكار التكفيرية "لن تمسوا وحدتنا ولن نكون ورقة للضغط على بلادنا".
سألنا القصبي كيف يحمي الصوفيين مساجدهم.. قال بالإيمان.
(فيتو)
مراوغة جديدة للإخوان.. نواب يكشفون مغزى هجوم عاصم عبد الماجد على حلفائه.. طارق الخولى: محاولة لتوحيد صفوفهم المشتتة.. محمد أبو حامد: جس نبض فكرة عودتهم للمشهد مرة أخرى.. بكرى: ألعوبة جديدة من الجماعة الإرهابية
كشف أعضاء مجلس النواب النقاب عن تصريحات عناصر جماعة الإخوان الإرهابية والتى أطلقها عاصم عبد الماجد عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعى "الفيس بوك" من تفاصيل مفاوضات الساعات الأخيرة بعد عزل محمد مرسى من رئاسة الجمهورية، فى ضوء المطالب الشعبية التى رفعتها ثورة 30 يونيو، وقبل فض اعتصامى جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها فى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، والذى أكد أن الاعتصام هدفه تحسين التفاوض وليس عودة مرسى، إذ أكد النواب إن تلك التصريحات تحمل رسائل داخلية لتوحيد صفوف الجماعة وأنها بمثابة مراوغة سياسية لجس نبض مدى تقبلهم بالدولة مرة أخرى.
فى البداية، قال مصطفى بكرى عضو مجلس النواب إن ما اعترف به عاصم عبد الماجد وأحمد المغير قيادات جماعة الإخوان الإرهابية من أن كل المفاوضات والوساطات التى أجراها الإخوان وحلفاؤهم بعد إعلان عزل مرسى، لم تكن تهدف لعودته مرة أخرى للحكم، ولكنهم استمروا فى الاعتصام والاحتجاج بزعم تحسين شروط التفاوض محاولة للتحايل ونشر الأكاذيب والادعاء بأن ما يجرى كان لتحسين شروط التفاوض.
وأضاف بكرى فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن ما ذكره هذا يكذبه الواقع لأن الجماعة من البداية دعيت للتفاوض يوم 3 يوليو وأوفد القائد العام للقوت المسلحة فى هذا الوقت الرئيس عبد الفتاح السيسى وأوفد سليم العوا وأحمد فهمى رئيس مجلس الشورى السابق إلى محمد مرسى، وبعد أن قامت الثورة دعى حزب الحرية والعدالة للمشاركة إلى جانب حزب النور للحضور وكان المفترض أن يحضر سعد الكتاتنى ، ومع ذلك ظهرت قيادات للإخوان ورفضت الاعتراف بالثورة والقيادة الجديدة .
وتابع النائب مصطفى بكرى الأهم يتوجب أخذ هذه التصريحات بشىء من الحذر فهؤلاء تعودوا الكذب والادعاء والزيد ويجب إلا نعطيهم أى اهتمام، ما حدث أننا أمام جماعة إرهابية ارتكبت جرائم وأسالت الدماء فى الشوارع ولا يمكن أن يكون هناك أى حوار مع من قتلوا ولوثوا دماءهم وتعتبر ألعوبة جديدة من الجماعة حيث زجت بفتاها المدلل.
ومن جانبه أكد النائب طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان أن إطلاق عناصر جماعة الإخوان الإرهابية مثل تلك التصريحات فى الوقت الحالى يحمل أكثر من رسالة حيث تتمثل الرسالة الأولى فى أنه قد تكون محاولة لجمع وتوحيد صفوف الجماعة مرة أخرى بعد تفرقها خلال الفترة الماضية .
وأضاف الخولى فى تصريح خاص ، أن من ضمن الرسائل أيضا قد تكون رسالة موجة إلى الدول الخارجية لاحتوائهم كفصيل سياسى بعد أن نبذهم الشعب المصرى بالكامل، بالإضافة إلى إمكانية اعتبارها تلميح لإتمام المصالحة معهم ودمجهم مرة أخرى فى حين أنه سب وتم التأكيد على أن مسألة المصالحة مع الإخوان فى يد الشعب المصرى وليس فى يد رئيس الجمهورية أو أى مؤسسة بالدولة مؤكدا أن الجماعة أصبحت منبوذة لدى جموع الشعب المصرى.
وأوضح أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان أن إطلاق عناصر الجماعة تلك التصريحات حاليا بمثابة مراوغة سياسية جديدة .
وفى ذات السياق قال النائب محمد أبو حامد عضو مجلس النواب إن تصريحات جماعة الإخوان الإرهابية تصدر من مجموعات ليس لها شرعية وأغلب تصريحاتهم تهدس لجس نبض بعض الأمور خاصة وأن ما أدلى به عاصم عبد الماجد القيادى الإخوانى من أن اعتصام رابعة هدفه تحسين التفاوض مع الدولة وليس عودة مرسى .
وأضاف أبو حامد فى تصريح خاص ، أن من فترة لآخر يصدر عناصر الجماعة تصريحات ليروا رد فعل الدولة وهل هناك إمكانية للدخول فى مفاوضات والعودة إلى ما كانوا عليه قبل ثورة يناير وتحديد أيام مبارك والعودة بنفس الآلية التى اعتادوا عليها، حيث كان مكفولا لهم العمل فى المجتمع الأهلى.
وتابع أبو حامد أن السماح لجماعة الإخوان بالتواجد مرة أخرى أمر غير مقبول ومن الطبيعى أن يتم حل الجماعة حقيقة وليس وفقا للقرارات وألا يسمح بوجود تجمعات تنظيمية لهم أى كان شكلها وأماكن تواجدها لأن بقاءهم فيه تهديد لبقاء الدولة المصرية.
"اتحاد القرضاوى" التاريخ الأسود للإرهاب بالعالم.. تأسس فى 2004 ليكون غطاء للإخوان والتنظيمات الإرهابية.. حرّض ضد الجيش والشرطة بمصر وتسبب فى دمار الدول العربية.. دعمه "ابن لادن" فى رسالة له.. ومولته الدوحة
خبير بمكافحة الإرهاب الدولى: الدوحة تكفلت بمصاريفه لاستخدامه فى الضغط على الدول
لاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الذى يترأسه الإرهابى يوسف القرضاوى، تاريخ طويل من الإرهاب والتطرف، على مدار الفترة الماضية، حتى أنه تم إعلانه كيانا إرهابيا محظورا من قبل دول الرباعى لمكافحة الإرهاب الممول من قطر.
فالمتابع للاتحاد وأنشطته الذى تأسس فى عام 2004، يرى أن هذا الكيان، تم إنشاؤه على أساس أن يكون غطاء لجماعة الإخوان الإرهابية فى كل دول العالم، لجمع ما يسمونه بقيادات التنظيم الدولى للإخوان، تحت هذا الكيان بغرض إسباغ الشرعية الفقهية والعلمية على منتجاته التى تدعو للتحريض والعنف، فى كل دول العالم.
اتحاد الإرهاب أو ما يسمى "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين" الذى يضم 42 شخصية من أكثر من دولة عربية وأجنبية، حسبما ورد بموقعهم الرسمى، معظمهم من جماعة الإخوان بمختلف دول العالم، والذى تحتضنه قطر ورئيسه فى الدوحة، لم يكن مجرد كيان فقط، بل أصبح واحد من أصحاب القرار فى قطر، وواحد ممن يقدمون مشاوراتهم فى قرارات تنظيم الحمدين بالدوحة.
فرغم أن هذا الكيان أسس على أنه اتحاد عالمى يهتم بقضايا الأقليات والموضوعات الفقهية ووضع مسلميها فى العالم الإسلامى المترامى الأطراف إلى كيان داعم ومحرض على الإرهاب فى كل دول العالم، فتورط هذا الكيان فى عدد من دعم الإرهاب فى دول عربية ومنها سوريا والعراق واليمن وليبيا، وحرض بفتاوى مشايخه ضد الجيش والشرطة فى مصر خلال الفترة الذى تولت فيها جماعة الإخوان الإرهابية حكم البلاد لما بعد ذلك، حتى هذه الفترة بفتاوى التحريض المستمر ضد مؤسسات الدولة بمصر، بالإضافة إلى التدمير والخراب الذى تشهده العديد من الدول العربية.
للكيان الإرهابى تواجد فعلى وقوى فى الدول التى تدعم وتوفر الملاذات الآمنة للإرهاب، فالاتحاد له عدة مقرات من أهمها العاصمة القطرية الدوحة، وآخر فى تركيا، ويضم عناصر إرهابية متشددة من مختلف الدول العربية، ومطلوبة بالأسماء، إلا أن معظهم هارب للدول التى ترعى التطرف والإرهاب وعلى رأسها قطر وتركيا، وينالون دعما قطريا وتركيا مباشرا على مستويات مختلفة، بما فى ذلك تزويدهم بجنسيات قطرية مثل ما حدث مع القرضاوى، رئيس الاتحاد الإرهابى، وتزويدهم بجوازات سفر وتعيينهم فى مؤسسات قطرية ذات مظهر خيرى لتسهيل حركتهم.
لكيان "القرضاوى"علاقات وطيدة مع الجماعات الإرهابية المتورطة فى العنف والإرهاب فى سوريا والعراق وليبيا ومختلف الدول العربية، وعلى رأسها تنظيم القاعد وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات المسلحة والإرهابية فى هذه الدول، حيث لقى الاتحاد دعما من زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، والذى قتل على أيدى القوات الأمريكية وقطر حسبما كشفت مؤخرا وثائق كشفت عنها الاستخبارات الأميركية.
الوثائق التى تم تدوالها فى عدد من الصحف العالمية ووكالات الأنباء، تؤكد أن هذا الاتحاد فى الرسالة التى كتبها بن لادن بخط يده، حول دعم إنشاء ما سماه الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، وأعرب عن ثقته فى استجابة قطر لتعليماته حول تبنى المشروع وتمويله والإعداد لإنشائه، ليكون هذا المجلس بمثابة توحيد المسلمين فى مختلف الدول، وتبنت الدوحة فى دعم قيادات متطرفة لإقامة هذه الدولة المزعومة وتبنى فكرة بن لادن بإنشاء المجلس وإطلاق اسم اتحاد علماء المسلمين عليه على أن تتحمل قطر تكاليف تأسيسه.
وفى هذا الصدد كشف العقيد حاتم صابر، الخبير فى مكافحة الإرهاب الدولى، إن الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، والذى أدرجته دول الرباعى لمكافحة الإرهاب، هو أساس لنواة هذه التنظيمات المسلحة والإرهابية اتلى ظهرت على الساحة فى مختلف دول العالم، ما بين داعش والقاعدة وغيرهم.
وأضاف الخبيرى مكافحة الإرهاب الدولى فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن هذا الكيان مبنى على هذا الأساس، فبالرجوع إلى قادته المؤسسين تجد أنهم هم أنفسهم مرجع للجماعات الإرهابية مثل القاعدة وجبهة النصرة وغيرهم من مسميات الحركات الإرهابية، والتى هى أساسها جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيم الدولى التابع لها، فالدوحة هى المتكفل الرئيسى بكافة ما يتطلبه هذا الكيان الإرهابية، لاستخدامه كورقة ضغط لها على مستوى العالم.
(اليوم السابع)