حادث الروضة الإرهابي وصراع الجماعات الإرهابية داخل شبه الجزيرة/قبائل سيناء تتوحد للثأر من «داعش»/الإعدام لـ7 من تنظيم «داعش» بينهم متورطون في مذبحة الأقباط في ليبيا
الأحد 26/نوفمبر/2017 - 09:38 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الأحد الموافق 26-11-2017.
عقيدة "داعش" في استهداف "المساجد": "معابد جاهلية" "ملف"
التنظيم على خطى «سيد قطب»: الصلاة وراء «أئمة الحرمين» حرام
«الدواعش» لا يفرقون بين السنة والشيعة.. ويشعلون الفتنة الطائفية
بعد سلسلة من العمليات الإرهابية، التى استهدفت المسيحيين وكنائسهم فقط، امتدت هجمات تنظيم داعش لتشمل أيضا مساجد المسلمين، بزعم أنها «مساجد ضرار» لم يتم تأسيسها على تقوى الله، حسب معتقد التنظيمات الإرهابية التى تسير على خطى سيد قطب، الأب الروحى لهم، الذى يصف مساجد الأرض كلها بأنها «معابد جاهلية»، لذلك لم يكن يصلى خلف إمام الحرم المكى، لأنه يراه أحد مساجد الضرار، ويعتبر إمامه «كافرًا مرتدًا» لموالاته للحاكم الكافر الموالى للأمريكان.. وهكذا لم يجد الدواعش أى غضاضة فى مهاجمة المصلين فى مسجد الروضة بالعريش، وتصفية وإصابة من فيه، بعد أداء صلاة الجمعة.
بجانب ادعاءات «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية حول أن مساجد المسلمين الآن هى «مساجد ضرار» لا يجوز الصلاة فيها، فهم يصفون أئمتها أيضا بـ«أولياء الطاغوت»، الذين يعملون لحساب الحكام «الكفرة»، ومن ثم لا يجوز الصلاة خلفهم، فلا يصلون إلا خلف من تحققوا من عقيدته كشرط لصحة الصلاة، من وجهة نظرهم.
وبعضهم يكفر موظفى الأوقاف حتى أصبح كل من يعمل فى هذه الوزارة كافرًا وفق معتقدهم الفاسد، سواء كان إمامًا أو موظفًا، فلم يبق لهم مكان يصلون فيه جمعة ولا جماعة، وربما مرت على الواحد منهم السنون دون أن يصلى جمعة أو جماعة فى مسجد.
المساجد.. 3 أقسام في عقيدة الإرهابيين
ويقسم أحد قادة الإرهاب، وهو أبومحمد المقدسى، المنظر البارز للسلفية الجهادية، المساجد إلى ٣ أقسام، الأول: مساجد حكومية أسستها الحكومات «الكافرة» لتعطى نفسها الصبغة الشرعية عند عوام المسلمين، زاعمًا انطباق صفات مسجد الضرار على هذا النوع من المساجد، بسبب ضخامتها وزخرفتها واتخاذها كمقرّات لانعقاد المؤتمرات والندوات التى تهدف إلى محاربة الإرهاب، الذى هو الجهاد فى سبيل الله من وجهة نظرهم، كما أن رسالة المسجد تبقى مقيدة بالخطة التى ترسمها وزارة الأوقاف.
أما القسم الثانى فهى مساجد لم تؤسسها هذه الحكومات، ولكنها أصبحت تحت ولايتها وتتحكم فيها كيف تشاء، فيلحق بمساجد الأوقاف ويأخذ حكمها كمساجد ضرار عند التكفيريين، إضافة إلى المساجد القديمة التى بنيت قبل وجود الحكومات، مثل المسجد النبوى والمسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجد قباء، سواء كانت مشهورة أو غير مشهورة، وربما قامت الحكومات بترميمها أو تجديدها، وهذا النوع من المساجد يختلف الإرهابيون حوله من الناحية الفقهية، فيرى «المقدسى» جواز الصلاة فيها دون حرج، لأنها مساجد أسست «على التقوى من أول يوم»، بحسب الآية القرآنية، والمؤسسون لها مسلمون موحّدون، ما أسسوها ضرارًا ولا إرصادًا لمن حارب الله ورسوله ولا تفريقًا بين المؤمنين، لكن «داعش» يحرم الصلاة فى هذه المساجد بسبب كفر أئمتها، بمن فيهم أئمة الحرمين الشريفين.
ووفقا لـ«المقدسى» فإن القسم الثالث هو «مساجد أهلية خالصة، ليست للحكومة الكافرة عليها ولاية، يبنيها أناس موحدون، ليستبرئوا لصلاتهم بابتعادهم عن المساجد التى أسسها أو يتحكم بها الطاغوت وأولياؤه، ولذلك يؤم الناس ويخطبهم ويؤذن لهم فيها موحدون قد برئوا من الطاغوت وشركه، وما أقلها وأعزها اليوم فى ديارنا، فى ظل تسلط الطواغيت وحربهم على الإسلام وعلى المسجد ورسالته، فهذه لا شك بأنها من المساجد التى أسست على التقوى، وهى فى هذا الزمان أحق أن يقوم الموحد فيها، خصوصًا إذا كان فيها رجال يحبون أن يتطهروا من رجس الطاغوت وشركه، والله يحب المطهرين».
ويخص «داعش» مساجد الصوفية والشيعة بالهجمات، على اعتبار أن الصوفية «أشد ردةً من غيرهم»، فهو يصف الصوفية بـ«عُبّاد القبور أصحاب الشركيات»، بسبب تمجيدهم للمساجد التى بها أضرحة، والتى يصنفها التنظيم ضمن مساجد الضرار، بينما يصف الشيعة بأنهم روافض مرتدون، مع ما يترتب على ذلك من أحكام تتعلق باستباحة الدماء المعصومة، وقتل الأنفس.
رسائل «داعش» من تفجير المساجد بما فيها السنية
ويتغذى التنظيم الإرهابى «داعش» على الطائفية وينمو فى هذه البيئات أكثر من غيرها، ولذلك يسعى لزرع الطائفية فى كل البلدان التى دخلها، ليضمن استمراره وسط هذه الصراعات، مستغلًا فى ذلك استهداف دور العبادة من المساجد والكنائس، على حد سواء.
كما أنه يبعث بهذه الجرائم الوحشية أكثر من رسالة، من أهمها إشعار المواطنين، مسلمين ومسيحيين، بأن حكوماتهم غير قادرة على تأمينهم، حتى يدفعوهم للجوء إلى التنظيمات الإرهابية، طلبًا للحماية، حفاظًا على أبناء قبائلهم وعائلاتهم وذويهم، مثلما حدث فى مسجد الروضة ببئر العبد بالعريش.
وهذه الجريمة قد ورثها «داعش» من تنظيم «القاعدة» الإرهابى، الذى استهدف دور العبادة فى العراق، واستهدف مساجد الصوفية ومزاراتهم فى مالى، وفى فبراير ٢٠٠٦ استهدف ضريحى الإمامين على الهادى والحسن العسكرى فى سامراء، وهما من المزارات الشيعية المقدسة، وهو ما ردت عليه بعض ميليشيات الشيعة بإحراق مساجد سنية وهدمها، وحدثت أعمال قتل عشوائى، وقد أعلن الوقف السنى أن ما يقرب ١٦٨ مسجدًا سنيًا تعرضت للهجوم وتم قتل ١٠ أئمة فى المساجد وخطف ١٥ آخرين فى بغداد وحدها، وكذلك حركة الشباب الصومالية «بوكو حرام».
وشملت قائمة الاعتداءات على المساجد فى العديد من المدن، عربية وغربية، امتدت من اليمن والصومال والسودان والعراق والسعودية ودول إفريقية، مثل نيجيريا، إضافة إلى مدن أسترالية وبريطانية وأمريكية وأوروبية عديدة.
تاريخ طويل للدواعش فى قتل المصلين
وقد توسع تنظيم داعش فى استهداف المساجد، التى كان من بينها مسجد قوات الطوارئ، والمصلين فيه بمحافظة أبها السعودية، التى قال التنظيم إنه لم يكن يقصد المسجد وإنما كان يقصد مبنى قوات الطوارئ فيه فقط، إضافة إلى تفجيرات كثيرة شملت ما لا يقل عن ٥٠ مسجدًا.
وقد بدأ التنظيم تفجيرات المساجد من منطقة القديح فى بمحافظة القطيف السعودية فى ٢٢ مايو ٢٠١٥م، حينما قام داعشى بتفجير نفسه بحزام ناسف بين المصلين بمسجد الإمام على بن أبى طالب، ما أدى إلى سقوط ٢١ قتيلا وإصابة العشرات، ليتبعه تفجير آخر بعد أسبوع من التفجير الأول، فى جامع العنود فى مدينة الدمام بالسعودية استهدف المصلين أثناء صلاة الجمعة، ما أدى إلى مقتل ٤ وإصابة آخرين، بعد أن تصدى للانتحارى وأحبط محاولته ثلاثة شباب من المصلين.
كما استهدف الدواعش مسجد الإمام الصادق بالكويت يوم ٢٦ يونيو العام الماضى، ما أدى إلى مقتل ٢٧ مصليًا وجرح ٢٢٧ آخرين، وفى مدينة الموصل العراقية، وجه التنظيم الإرهابى ضرباته للمساجد والأضرحة ومختلف دور العبادة مبكرًا فى يونيو ٢٠١٣، حيث أقدم عناصر التنظيم المتطرف على تدمير قبر نبى الله يونس، ثم مقام نبى الله شيت، وهم من الأنبياء المذكورين لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
ويبدو هذا الاستهداف سمة كل «الجهاديات» المتطرفة وتوظيفاتها المتبادلة، قصدا أو دون قصد، فردًّا على جرائم «داعش» فى المدن العراقية وتماهيا معه كان تفجير وقتل سبعين من المصلين فى مسجد ديالى السنى فى أغسطس سنة ٢٠١٤ ثم مقتل ٧٥ مصليا فى مسجد بها أيضا فى يناير سنة ٢٠١٥ بعد خروج «داعش» منها على أيدى ميليشيا «جهادية» شيعية.
كذلك بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء وتمددهم جنوبا، بلغ عدد المساجد فى تعز، التى استهدفها الحوثيون هناك، ٢٠ مسجدا، فى الفترة من ٢٤ أبريل إلى ٢٢ يونيو من العام الحالى، حسب شبكة الراصدين المحليين، وفى ٢٩ يوليو الماضى أعلن «داعش» تبنيه تفجير مسجد لطائفة البهرة فى العاصمة اليمنية صنعاء، راح ضحيته ٤ قتلى و٧ مصابين.
وتوسع «داعش» فى استهداف المساجد والمصلين، حتى بلغ ما تم تدميره منها فى سوريا والعراق، حتى أواخر يونيو الماضى، ٥٠ مسجدا، بجوار عملياته العسكرية والانتحارية الأخرى.
وقد أعطى أبوبكر البغدادى زعيم التنظيم الضوء الأخضر لأنصاره لاستهداف المساجد فى كلمة له نشرتها «مؤسسة الفرقان» الإعلامية التابعة للتنظيم بعنوان «ولو كره الكافرون» بتاريخ ١٣ نوفمبر ٢٠١٤م، والتى أعلن فيها تكفير الحكم فى السعودية، مطالبًا إياهم باستهداف المجتمع السعودى، ويدل على ذلك أن عمليتين فقط، من المحاولات الثمانى، وجهت نحو الشيعة، وباقيها نحو السنة، ما يعنى استهداف الدولة والمجتمع السعودى ككل.
لماذا يستهدف "داعش" الصوفية؟ "ملف"
التنظيم يتهمهم بالكفر.. وينتقم لموالاتهم للدولة المصرية.. والطريقة الجريرية الأكثر استهدافا
بدعوى «الشرك والتشيع»، أعلن تنظيم «داعش» الإرهابى الحرب على الطرق الصوفية فى العالم، خاصة صوفية مصر، وكان آخر عملياته الإرهابية، الهجوم الذى استهدف مسجد «الروضة» التابع للطريقة الجريرية فى شمال سيناء، ما أسفر عن استشهاد ٣٠٥ مصلين وإصابة المئات.
بداية أزمة الصوفية مع التنظيم
بدأت أزمة الطرق الصوفية فى سيناء مع تنظيم «داعش» فى ١٩ نوفمبر ٢٠١٦، وذلك عقب قيام التنظيم بخطف «سليمان أبو حراز»، وهو شيخ مسن ضرير يبلغ من العمر٩٨ عامًا، وهو من كبار مشايخ الطرق الصوفية، من أمام منزله بحى «المزرعة» جنوب العريش على مرأى ومسمع من الجميع تحت تهديد السلاح، بدعوى ممارسة السحر والشعوذة.
وعقب اختطافه بساعات قليلة نشر التنظيم صوره على تطبيق «انستجرام» وهو مقطوع الرأس بعد إعدامه بالسيف، وكان للشيخ حراز آراء بناءة تُحارب الفكر الداعشى المتطرف.
ومُنذ ذلك الحين خيم الحزن على قبيلة «السواركة»، التى كان ينتمى لها الشيخ حراز، وهى من كبرى قبائل سيناء.
المشكلة الأخطر فى الأمر أن التنظيم بدأ يستهدف ويقتل كل من هو صوفى على أرض سيناء بزعم أن الصوفية ينشرون الخرافات وينشرون التشيع.
وكشف عن هذا الاستهداف من يُعرف بـ«أمير مركز الحسبة» خلال حوار نٌشر بمجلة «النبأ» الخاصة بالتنظيم، وقال فيه للصوفية فى سيناء مهددًا إياهم بحرب شرسة: «اعلموا أنكم عندنا مشركون وكفار، وأن دماءكم عندنا مُهدرة، ونقول لكم إننا لن نسمح بوجود زوايا لكم فى سيناء».
وواصل تهديده: «انتشر الشرك بالله عن طريق الصوفية، حتى هرِم عليه الكبار، ونشأ عليه الصغار فاشتدت المصيبة وهم يعتقدون النفع والضر فى الأموات، ويستغيثون بهم، ويتخذونهم واسطة إلى الله».
الطريقة الجريرية أكثر الطرق المستهدفة
«الجريرية» تعد كبرى الطرق الصوفية فى سيناء، وهى أولى الطرق التى قامت ببناء زاوية صوفية فى مدينة الطور، وبجانب الزاوية أنشأت دارا لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم أصول الدين، كما قام أبناء الطريقة ببناء أكثر من ٢٠٠ مسجد فى سيناء بجهودهم الذاتية، إضافة إلى دورهم الوطنى فى حرب أكتوبر.
من سوء الحظ، نالت الطريقة الجريرية أكبر قدر من العمليات الإرهابية والتهديدات الداعشية، بسبب أنها أكبر طريقة فى سيناء و٦٠٪ من أبناء سيناء مريدون بها، وبسبب أنها من قبيلة «السواركة»، التى أعلنت مساندتها للجيش والشرطة فى محاربة «داعش».
وبالفعل واصل أمير مركز الحسبة تهديده لصوفية آل جرير، وقال: «أتباع الطريقة الجريرية يقدسون الأضرحة للغاية، ويقرأون كلامًا يحتوى على ألفاظ تدخل فى الشرك، مثل الاستغاثة بالنبى وطلب الشفاعة».
وعقب هذا التهديد قام التنظيم بتفجير مقام سيدى سليم آل جرير، ومقام الشيخ حميد، وذبح الشيخ سليمان أبو حراز البالغ من العمر ٩٨ عاما، وفى النهاية ارتكب حادث مسجد الروضة الإرهابى.
قرية «الروضة» معقل الصوفيين بسيناء
قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد فى العريش شمال سيناء، واحدة من القرى السيناوية الصغيرة التى يعمل أغلب أهاليها فى الحرف اليدوية والزراعات المختلفة، وبالأخص زراعة التمور، إضافة إلى التجارة فى الملح، وذلك يرجع إلى قرب القرية من ملاحات سبيكة على طريق «العريش- بئر العبد»، إلى جانب وجود مصنع كبير لتصنيع وتكرير الملح الخشن بالقرية.
خلال شهر أبريل من العام الماضى، تداولت وسائل الإعلام المختلفة اسم قرية الروضة، وذلك عندما توافد عليها عدد كبير من النازحين من الشيخ زويد ورفح، عقب زيادة الاشتباكات هناك، حينها رحبت القرية بأهل رفح والشيخ زويد، ونصبت لهم الخيام فى الشوارع والساحات.
ويرجع سبب تسمية قرية الروضة بهذا الاسم، إلى كثرة الأشجار المثمرة فيها والنخيل، إضافة إلى المساحات الخضراء الواسعة التى يلجأ إليها الأهالى للرعى.
وتُعرف قرية الروضة بأنها معقل لتواجد الصوفيين فى محافظة سيناء، بالأخص الطريقة الجريرية الأحمدية.
سبب استهداف مسجد «الروضة»
من الممكن أن يكون السبب وراء استهداف التنظيمات الإرهابية لمسجد الروضة يوم الجمعة هو أنه يعيش نحو ٢٥٠٠ سيناوى تابعين لقبيلة «السواركة»، وأغلبهم يترددون على مسجد «الروضة» التابع للطريقة الجريرية التى فى الأصل هم مريدوها.
ومن ضمن الأشياء التى قد تكون سببا أساسيا فى الحادث، وذكرتها الإذاعة الفرنسية «يورب ١»، أن
الحادث قد يكون بسبب الانتصارات الدبلوماسية والسياسية التى حققتها مصر خلال الفترات السابقة، وعلى رأسها لم شمل الفصائل الفلسطينية.
لكن تقرير الإذاعة الفرنسية، أشار إلى أن هناك سببا آخر محتملا للهجوم، وهو أن معظم الضحايا من قبيلة «السواركة»، وتلك القبيلة أعلنت دعمها للجيش والشرطة والحكومة بالكامل فى الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابى.
وقالت القبيلة فى بيان لها: «على ضوء التطورات التى تشهدها سيناء فى مواجهة عصابات الإرهاب، أصبح لزاما علينا نحن أحرار قبيلة السواركة، أن نحدد موقفنا من المواجهة المسلحة المباشرة مع هذه الجماعات الإرهابية».
كما وصفت قبيلة السواركة، تنظيم داعش فى سيناء، بأنه امتداد سرطانى للتنظيم الرئيسى فى المنطقة، وحلقة من حلقات المشروع التكفيرى الواسع الذى يهدف إلى هدم الأوطان وتقسيم المنطقة إلى دويلات تتقاتل فيها الشعوب بشكل طائفى.
وأكدت القبيلة أنها ستستمر فى مواجهة الإرهاب حتى القضاء النهائى عليه، كما أعلنت عن تشكيل قيادة مشتركة مركزية للقبائل، تعمل بالتنسيق مع القوات المسلحة، من أجل تغيير قواعد الاشتباك العسكرى مع العصابات الإرهابية، وذلك بالتعاون مع تشكيلات الجيش الموجودة فى سيناء.
كما أوضح تقرير لوكالة «فرانس ٢٤» أن سبب استهداف مسجد الروضة الصوفى بالتحديد، هو أن داعش يكفر الصوفيين، ويستهدفهم مثلما يفعل مع المسيحيين.
وقالت مصادر صوفية فى سيناء لـ«البوابة»، رفضت نشر هويتها، إن تنظيم «داعش» الإرهابى استهدف مسجد «الروضة» ببئر العبد فى العريش، لأن المسجد تابع للطريقة الجريرية الأحمدية، و«داعش» يُحارب الصوفية منذ اللحظة الأولى التى دخل فيها سيناء فى ٢٠١٤.
شيخ الطريقة «الجريرية»: دمروا كل ما هو صوفى بسيناء
قال مسعد حامد الجريرى، شيخ الطريقة الجريرية فى شمال سيناء، إن المسجد لا يوجد بداخله أى أضرحة أو مقامات، فهو مسجد عادى، ويتردد عليه عدد كبير من الصوفيين لأداء الفريضة، ويوجد بجوار المسجد زاوية صوفية تُقام فيها حلقات ذكر.
وأضاف «الجريرى» لـ«البوابة» أن الطرق الصوفية فى سيناء، تدهورت أحوالها بسبب الهجمات الإرهابية التى شنها تنظيم داعش الإرهابى عليهم فى السنوات السابقة.
وأوضح شيخ الطريقة أن تنظيم «داعش» الإرهابى دمر كل ما هو صوفى فى سيناء، ودمر جميع الأضرحة والمقامات الخاصة بالصوفية، وتعمد استهداف الصوفيين والمريدين.
واستطرد: «بسبب الهجمات الشرسة التى يتعرض لها الصوفيون فى سيناء، طلب جميع مشايخ الطرق الصوفية المتواجدة فى سيناء من جميع القبائل البدوية، التعاون مع القوات المسلحة وجهاز الشرطة، من أجل تطهير المحافظة من العناصر الإرهابية المتواجدة بها، خاصة من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى ومن عناصر التيار الجهادى السلفى المسلح.
وواصل: «للأسف الشديد تنظيم داعش والتيارات السلفية المتواجدة فى سيناء استطاعت أن تجند عناصر من المحافظة يعملون فى صالحها، وهؤلاء الأشخاص استطاعوا تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية فى سيناء». وأكد «الجريرى» أن أبناء جميع الطرق صوفية المتواجدة فى سيناء أصبحوا لا يستطيعون ممارسة الطقوس الدينية، ويتخفون وسط المواطنين للنجاة من خطر تنظيم «داعش» الإرهابى.
وأوضح أن الطرق الصوفية فى سيناء، أعادت بناء أضرحة الطريقة العلاوية التى دمرها تنظيم داعش بالكامل، ولكن من دون «قباب» حتى لا تلفت النظر إليها.
حادث الروضة الإرهابي وصراع الجماعات الإرهابية داخل شبه الجزيرة
أثار الحادث الأليم الذي وقع بالأمس في مسجد قرية الروضة الواقعة بمدينة بئر العبد التابعة لمحافظة شمال سيناء، آثار العديد من التساؤلات حول عقيدة منفذي هذا الحادث، الذي لم يعلن أي تنظيم تبنيه له حتى كتابة هذه السطور، وإن كان على الأرجح نفذته عناصر تابعة لتنظيم "داعش"، وفي هذا الإطار تدور العديد من السيناريوهات تتلخص في أن منفذي القتلة المجرمين هم أجانب من المهاجرين القادمين إلي شمال سيناء بعد تضييق الخناق عليهم في سوريا والعراق أو من المنشقين عن الفصائل الجهادية في غزة وانضموا للتنظيم الداعشي في سيناء وربما يكون بعض الإرهابيين الفارين من ليبيا نجحوا في التسلل إلي شمال سيناء.
ووفقا لهذه التوقعات، يجدر بنا الحديث عن نجاح التيار الحازمي المنسوب للإرهابي السعودي الجنسية أحمد بن عمر الحازمي _ لقي حتفه في وقت سابق_ في السيطرة على مقاليد داعش في سيناء مثلما حدث في سوريا والعراق سابقا، رأت منفذي هذا الحادث هم من أتباع التيار الحازمي، ويعتبر هذا التيار الحازمي الاشد تكفيرًا وخطورة داخل داعش، وسبق أن كفر قيادات داعش وعلى رأسهم أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم، لأنهم لم يكفروا زعماء القاعدة، بما يعني أن هذا التيار يؤمن بأن كل من لا يتبعه فهو من الكافرين بحسب زعمهم.
ومثلما حدث في بعض فروع داعش في الخارج، تمكن هذا التيار الشديد الخطورة من الوصول لمراكز عليا داخل التنظيم، وتمكن من إصدار بيانات يشرع فيها "التكفير بالسلسلة"، وفى منتصف عام ٢٠١٤، بدأ التيار الحازمى يظهر يومًا تلو الآخر، بزيادة وتيرة تكفير الكل من المخالفين له، وبالتالي مسألة قتل المصلين داخل مسجد أثناء صلاة الجمعة ليست مستبعدة بالنسبة لفكرهم.
علاقة الحادث بصراع "داعش" و"جند الإسلام":
ومن جانب أخر يجوز أن يدخل هذا الحادث ضمن ما يمكن تسميته بصراع الأخوة الأعداء أي صراع جماعات متناحرة، فخلال الفترات الاخيرة وجهت جماعة تضم منشقين عن "داعش" تسمى "جند الإسلام"، اتهامات مباشرة للتنظيم الداعشي بالعمل لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ومن ضمن الاتهامات أنه يعمل دائما علي عدم السماح لفتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة لتضييق الخناق عليهم، وكانت مواقع تكفيرية على شبكة الإنترنت كشفت مؤخرا عن استمرار الصراعات بين التنظيمات الإرهابية الموجودة في شمال سيناء، وخاصة بين تنظيمي "جند الإسلام" و"داعش"، بالإضافة إلى انشقاق الكثير من الإرهابيين عن تنظيم "داعش" بسبب أعماله الوحشية ضد المدنيين في سيناء، ولا سيما محاولاته المستميتة لفرض حصار دائم على قطاع غزة، مما أثار الشكوك في نفوس بعض المنتسبين له بأن تنظيم داعش يعمل لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وتجدر الإشارة هنا أن المعبر كان مفتوحا في الأيام الأخيرة وتم غلقه عقب وقوع الحادث الأليم.
كما أن الظهور الأخير لجند الإسلام التابعة فكريا لتنظيم القاعدة، يشير إلى وجود صراع داخلي على زعامة المشهد الجهادي المحلي بعد بيانها تبني عملية أمنية تستهدف "خوارج البغدادي بسيناء"، والجدير بالذكر أن هذه الجماعة أصدرت بيانا بالأمس أعلنت فيه تبرؤها من الحادث واستنكارها له.
وقبل أيام قليلة نقلت مدونة سرية مقالا موقعا باسم "أبو عبدالله" عرف نفسه بأنه تابع لتنظيم "جند الإسلام"، قال فيه إن تنظيمه أقام كمين يستهدف أفرادا وقيادات من مفارز "داعش" الأمنية، نظرًا لأن الأهالي في سيناء لم تعد تحتمل ما يحدث لها بسبب ممارسات أذناب البغدادي في سيناء، وممارستهم أبشع الجرائم بحق المدنيين في هذه المناطق، إضافة إلى محاولاتهم منع دخول الاحتياجات الأساسية لقطاع غزة وتشديد الحصار عليه، وملاحقة التجار وحرق شاحنات الأسمنت وتصفية السائقين، لمنع إدخال أي مواد لقطاع غزة المحاصر، إضافة إلى تصفية وفرض الإقامات الجبرية على بعض المنتسبين لـ"داعش" عندما أبدوا تعاطفهم ورفضهم أسلوب تعاملهم مع قطاع غزة، مما أوجد ريبة وقلق من طبيعة الدور المشبوه وحقيقة وجود تنظيم البغدادي في سيناء.
ونقل أبو عبدالله عن بعض عناصر "داعش" المنشقين أن التنظيم كان حريصًا على استهداف مواقع للجيش المصري أثناء فتح معبر رفح، لجعل الجمهور المصري يربط بين فتح معبر رفح ومقتل جنودهم، مشيرًا إلى أن هذه الأسباب كانت كفيلة بالتفكير بتوقيف تنظيم البغدادي عند حده، لكونه كيانا مريبا وغريبا ذي أجندة مشبوهة تعمل لصالح الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى انشقاق بعض عناصرها والانضمام لجند الإسلام، وفي النهاية أشار إلى أن جند الإسلام هي الجهة الممثلة للقاعدة على أرض سيناء، وتسير في خطوات واضحة ناحية القضاء على تنظيم البغدادي، ولديها معلومات عن طبيعة عمله وأماكن تواجد عناصره وترصدهم في كل مكان.
تيار مؤمن بفكر الخوارج:
ومن ناحية أخرى بات من المؤكد أن هؤلاء القتلة من أرباب فكر الخوارج، حسبما أشار ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في بيانه الرسمي بشأن الواقعة؛ ومن المعروف أن الخوارج هم أصل الشر ويتبعون المنهج التكفيري المتشدد، ومرت الجزائر في تسعينيات القرن الماضي بويلاتهم، فقد أطلقوا الرصاص وتعاملوا بوحشية مفرطة مع الشعب الجزائري في تلك المرحلة الدموية، ولم يفرقوا بين مدني أو عسكري والنساء قبل الرجال والأطفال قبل الشيوخ ووصل الأمر لدرجة تفجير بطون الحوامل وإلقاء الجني على مقلاة الزيت المغلي، واذا دخلوا قرية أبادوا أهلها.
ويظهر وجه الموافقة والمطابقة بين ما تفعله فروع داعش في ليبيا وفي منطفة شمال سيناء بمصر وتونس، والعراق وسوريا وما يسمى بداعش، ويتشابهون في المبررات التي يخلقونها لأفعالهم الوحشية، ومنها أنهم يرون الدولة التي لا تتبعهم هي دولة مرتدة ومن ثم يجوز لهم قتل كل من فيها ممن لا يتبعونهم أو يساعدونهم وبالتالي تصبح بالنسبة لهم دار كفر وردة وحرب، ويرون أن كل من تقاعس عن مساعدتهم والانضمام لهم فهو مرتد كافر حلال الدم والعرض والمال، ويعتقدون أن الحكم بالردة ينزل على الشعب ومن هنا أجازوا لأنفسهم قتل كل من كان في مسجد الروضة بمدينة بئر العبد في شمال سيناء.
"داعش" والصوفيون وحربهم مع قبيلة السواركة:
وبجانب ما سبق يرى أحمد زغلول شلاطة، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن استهداف المساجد ليس أمرا جديدا في واقع ممارسة الجماعات الجهادية على تنوعها سبق وممارسة تنظيم الدولة الإسلامية – داعش في العراق وسوريا واليمن، كذلك حركة بوكو حرام الصومالية، والقاعدة في مالي في استهداف المتصوفة ومساجدهم ومزاراتهم، ولكن توسع فيها «داعش» بشكل غير مسبوق عن غيره وكان نقطة خلاف مع تنظيم القاعدة والذي حرص على تأكيده لاحقا على حرمه استهداف المساجد. أيضا مارست هذا الامر حركة حماس في حصارها وضربها لمسجد ابن تيمية برفح جنوبي قطاع غزة في يونيو 2009 في أعقاب إعلان زعيم جماعة جند أنصار الله عبد اللطيف موسى إقامة إمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس.
وأوضح شلاطة في تصريح خاص لـ البوابة" تفجير مسجد الروضة تم في منطقة تشهد تواجدا ضئيلا لولاية سيناء خاصة مع مواقف الطريقة الصوفية الجريرية المناهضة لأفكارهم المتطرفة والتي لعبت دورا في مواجهة أفكار التكفير بين الشباب للحيلولة دون وقوعهم في دوائر هذه الجماعات وهو ما بدا في استهداف أحد رموزها ذي المواقف المناهضة لهم. فضلا عن أن عشيرة الجريرات أحد أفرع قبيلة السواركة أكبر القبائل السيناوية والتي شهدت علاقة التنظيم بالقبلية عدة مواجهات من قبل بسبب تعاونها مع الأمن.
وأضاف شلاطة، أن الأمر يحمل عدة إشارات تتعلق بالجهة التي قامت بها -ونرجح أنها "ولاية سيناء"- أبرزها: الرغبة في جذب الأضواء للمشهد السيناوي بعملية كبيرة بهدف إرسال رسالتين: الأولى أن التنظيمات الجهادية لا تزال موجودة ولها اليد العليا في سيناء. والثانية كمحاولة للالتفاف على الحصار الأمني الذي يتعرض له التنظيمات في سيناء كان التحول نحو أهداف مدنية إما لإثبات الوجود كما هو الحال في مسجد الروضة أو للحصول على مصادر تمويل كما حدث باقتحام البنك الأهلي وسط مدينة العريش في منتصف أكتوبر 2017 بالتزامن مع الهجوم على كمين كنيسة ماري جرجس بمدينة العريش.
وأكد الباحث ان منفذي الحادث أرادوا التأكيد على قصور الإستراتيجيات الأمنية بالتدليل على استمرار حراكهم وقدرتهم على الحركة وضرب المدنيين المتعاونين مع الأمن على اعتبار العلاقات القبلية الرسمية بالأجهزة الأمنية.
واخيرا يبقى الخطر قائما بحسب الخبراء نتيجة توحش الدواعش، جراء خسائرهم المتتالية، ومحاولاتهم المستميتة لإثبات وجودهم، وهو ما دعاهم لتنفيذ العمليات السهلة والأهداف الغير متوقعة، مستندا لأفكاره الشاذة من ناحية أو تحقيقا لرغبات مشبوهة من ناحية أخرى.
(البوابة نيوز)
قبائل سيناء تتوحد للثأر من «داعش»
بدا أمس أن أطراف المعركة ضد الإرهاب في شمال سيناء تستعد لإعادة ترتيب الأوراق بعد المجزرة التي شهدها مسجد الروضة في بئر العبد، وارتفع عدد ضحاياها إلى 305 قتلى و128 جريحاً، وفق السلطات الرسمية، إذ جرت اتصالات بين مشايخ وقيادات قبائل سيناء في محاولة لتوحيد جهودهم بشأن التعامل مع التنظيمات المتطرفة المسلحة في مناطقهم، وبين قيادات القبائل من جهة والمؤسسات الأمنية والعسكرية المعنية بمكافحة المسلحين في سيناء من جهة أخرى، لتنسيق قنوات التواصل «بهدف تحقيق أقصى استفادة من خبرة القبائل ومعلوماتها عن تلك القوى المتطرفة».
وقال الجيش المصري أمس، إن القصف الجوي والملاحقات التي استهدفت المتورطين في المذبحة تمت «بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة وبتعاون مع أبناء سيناء»، وأسفرت عن مقتل عدد من المتطرفين.
وكشفت النيابة العامة أن عناصر تكفيرية تنتمي لتنظيم «داعش» يتراوح عددها ما بين 25 و30 عنصراً، نفذت المجزرة بحق المصلين في مسجد الروضة قبل أن يفروا مستقلين 5 سيارات دفع رباعي.
وعقدت قبائل في سيناء اجتماعاً في منطقة البرث في رفح، معقل قبيلة الترابين، وسط إجراءات أمنية مشددة، خشية تنفيذ هجوم مباغت يستهدف قيادات القبائل، أصدرت في أعقابه بياناً يتوعد التكفيريين بـ «الثأر». وقال البيان: «سنقتلكم، ولن تأخذنا بكم رأفة. المجزرة الجماعية ضد أهل سيناء وقبائلها (في مسجد الروضة) وهم يصلون، ستجعلنا ناراً تحرقكم».
وجرت اتصالات بين قيادات قبلية في مسعى لطي صفحة الخلافات بينها بخصوص التعامل مع المسلحين المنضوين في الجماعات المسلحة التكفيرية من أبناء القبائل، وخصوصاً بين قبيلتي الترابين والسواركة، بهدف توحيد جهود القبيلتين في المعركة ضد الإرهاب.
وأغلقت قبيلة الترابين طرقاً ومدقات جبلية عدة في المنطقة الشرقية في شمال سيناء، التي تخضع لسيطرتها، إضافة إلى إغلاق مدقات تؤدي من تلك الطرق الرئيسية المعبدة إلى قلب الصحراء الجنوبية المتاخمة لمدينتي رفح والشيخ زويد، فيما عُهد إلى مسلحين يتبعون قبيلة «السواركة»، التي يتحدر منها غالبية ضحايا الهجوم على مسجد الروضة وتنتشر في المنطقة الغربية، خصوصاً في غرب الشيخ زويد والعريش وبئر العبد، بحماية المدقات الجبلية في مناطقهم، وقطع أي طرق محتملة لفرار أو تسلل المسلحين الذين يلوذون بجبال سيناء.
وتداولت مواقع محسوبة على تيارات تكفيرية بياناً لم يتسنّ التأكد من صحته منسوباً إلى تنظيم «ولاية سيناء» التابع لـ «داعش»، يعلن فيه تبني الهجوم، فيما أصدرت جماعة «جند الإسلام» المحسوبة على «القاعدة» والتي قتلت قبل أسابيع مسلحين تابعين لـ «داعش»، بياناً تبرأت فيه من الهجوم على مسجد الروضة وانتقدت منفذيه، لكنها في الوقت ذاته حذرت أهالي سيناء من التعاون مع الجيش.
وكانت النيابة العامة المصرية ذكرت في بيان أمس، نقلاً عن شهادات مصابين استجوبهم فريق من أعضائها في نطاق التحقيقات التي تجريها، أن بعض المسلحين الذين هاجموا المسجد رفعوا راية تنظيم «داعش» وهم يطلقون النار من باب المسجد ونوافذه.
مجزرة مسجد الروضة تستنفر القبائل ضد «داعش» ... و «القاعدة» يتبرأ
كثف الجيش المصري هجماته البرية والجوية على بؤر المسلحين في شمال سيناء، خصوصاً في المنطقة الواقعة بين مدينتي العريش وبئر العبد، التي شهدت أول من أمس مجزرة دامية استهدفت مسجداً صوفياً في قرية الروضة قتل فيه مسلحون تابعون لتنظيم «داعش» 305 مصلين وجرحوا 128 آخرين.
وأعلن الجيش أن هجماته تمت بناء على «معلومات استخباراتية مؤكدة وبتعاون مع أبناء سيناء»، في وقت عقدت قبائل سيناء في رفح اجتماعاً مهماً حضره شيوخ قبائل وعائلات بارزة، للاتفاق على تنسيق جهود مواجهة تنظيم «داعش» في مناطقهم. ولم يعد هناك ثمة شكوك في تورط «داعش» في قتل المصلين، بعدما تبرأت جماعة «جند الإسلام» المحسوبة على تنظيم «القاعدة» في بيان من الهجوم، منتقدة «داعش» لكنها في الوقت نفسه دعت القبائل إلى عدم التعاون مع الجيش.
وأغلقت قبيلة «الترابين» طرقاً ومدقات جبلية عدة في المنطقة الشرقية في شمال سيناء، إضافة الى إغلاق مدقات تؤدي من تلك الطرق الرئيسية المعبدة إلى قلب الصحراء الجنوبية المتاخمة لمدينتي رفح والشيخ زويد، فيما عُهد إلى مسلحين يتبعون قبيلة «السواركة»، التي تتحدر منها غالبية ضحايا الهجوم على مسجد «الروضة»، وتنتشر في المنطقة الغربية خصوصاً في غرب الشيخ زويد والعريش وبئر العبد، بتأمين المدقات الجبلية في مناطقهم، وقطع أي طرق محتملة لفرار أو تسلل المسلحين الذين يلوذون بجبال سيناء.
وقال الناطق باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي في بيان، إن «القوات واصلت ملاحقة العناصر التكفيرية المسؤولة عن الهجوم الإرهابي الغاشم الذي استهدف المصلين في مدينة بئر العبد، وبناء على معلومات استخباراتية مؤكدة وبالتعاون مع أبناء سيناء قامت القوات الجوية على مدار الساعات الماضية بالقضاء على عدد من البؤر التي تتخذها العناصر الإرهابية قاعدة انطلاق لتنفيذ أعمالها الإجرامية، والتي تضم كميات من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة والاحتياجات الإدارية الخاصة بهم، فيما تواصل القوات بالتعاون مع سلاح الجو تنفيذ عملياتها وفرض طوق أمني محكم لتمشيط المنطقة فى محيط الحدث بحثاً عن بقية العناصر الإرهابية للقضاء عليهم». وأوضح أن «القوات الجوية طاردت العناصر الإرهابية واكتشفت ودمرت عدداً من السيارات المنفذة الهجومَ الإرهابي الغاشم وقتل من بداخلها في محيط منطقة الحدث».
وعقد «اتحاد قبائل سيناء» اجتماعاً ضم أقطاب عائلات شمال سيناء في منطقة البرث في رفح، معقل قبيلة الترابين التي تعد واحدة من كُبرى قبائل شبه جزيرة سيناء، وسط إجراءات أمنية مشددة. وقال الاتحاد في بيان في أعقاب الاجتماع: «لا عزاء إلا بعد الثأر من التكفيريين. لن تنام أعين الرجال حتى تطهير كامل أرضنا من آخر تكفيري يمشي بأقدامه على أرض سيناء. سنقتلكم ولن تأخذنا بكم رأفة، وأنتم جربتم ذلك وشاهدتموه بأعينكم». وأضاف البيان: «المجزرة الجماعية ضد أهل سيناء وقبائلها (في مسجد الروضة) وهم يصلون، ستجعلنا ناراً تحرقكم بالدنيا لنلحقكم بنار الآخرة. لن ينام الرجال حتى القصاص منكم ومن جرائمكم، فليس لدينا لكم محاكمات ولا سجون، وندعو كل رجال وشباب قبائل سيناء للانضمام للتنسيق لعملية كبرى مع الجيش للإنهاء التام على الإرهاب الأسود، التي يجري التحضير لها». وفيما بدا محاولة لطي صفحة الخلافات القبلية بخصوص التعامل مع الجماعات الإرهابية والمسلحين المنضوين فيها من أبناء القبائل، قال البيان: «نرحب بمن يريد الثأر والقصاص من الإرهاب ومن الدواعش ومن نفذوا الجريمة. نرحب بالجميع مرة أخرى للانضمام إلى مقاتلي القبائل (في قرية البرث في رفح) لرص الصفوف من جديد ضد الإرهاب الفاشي».
وأفادت مصادر قبلية لـ «الحياة» بأن محاولات واتصالات أجريت بين قيادات قبلية للسيطرة على الخلافات بين قبيلتي الترابين والسواركة (أكبر قبيلتين في شمال سيناء) فيما يخص كيفية مواجهة الإرهاب والتعامل مع أبناء القبائل المنضوين في الجماعات المسلحة، آملة بأن تقبل «السواركة» الانضمام إلى تحالف «الترابين» لمحاربة الإرهاب.
ووزعت القبائل على سكان سيناء منشورات لطلب المسارعة في الإبلاغ عن أي تحرك مشبوه لتجمع أو عناصر أو أفراد عبر طرق عدة.
في غضون ذلك، أعلنت النيابة العامة في مصر إن «عدد ضحايا الهجوم الإرهابي ارتفع إلى 305 شهداء بينهم 27 طفلاً، إضافة إلى 128 جريحاً». وذكر بيان صادر عن النيابة العامة أن «الهجوم الإرهابي بدأ مع بداية خطبة صلاة الجمعة، حيث فوجئ المصلون بقيام عناصر تكفيرية يتراوح عددها بين 25 و30 عنصراً، يرفعون علم تنظيم «داعش» الإرهابي، وقد اتخذوا مواقع لهم أمام باب المسجد ونوافذه البالغ عددها 12 حاملين الأسلحة الآلية، وأخذوا بإطلاق الأعيرة النارية على المصلين بطريقة عشوائية، أثناء إلقاء خطبة الجمعة». وأشار إلى أن العناصر التكفيرية استقلوا 5 سيارات دفع رباعي بعدما أحرقوا 7 سيارات خاصة بالمصلين.
وانتقل فريق من النيابة العامة الى مسجد الروضة لإجراء المعاينة اللازمة، والى مستشفيات الاسماعيلية لسماع شهادات مصابي الهجوم، الذين شاهد بعضهم دخول عدد من المسلحين، بعضهم ملثم، ويحمل أحدهم راية سوداء مدوناً عليها عبارة «أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله» ويرتدون جميعاً ملابس تشبه الملابس العسكرية.
وتداولت مواقع محسوبة على تيارات تكفيرية بياناً لم يتسن التأكد من صحته منسوباً لتنظيم «ولاية سيناء»، التابع لـ «داعش»، يعلن فيه تبني الهجوم، فيما أصدرت جماعة «جند الإسلام»، المحسوبة على «القاعدة» والتي قتلت قبل أسابيع مسلحين تابعين لـ «داعش»، بياناً تبرأت فيه من الهجوم على مسجد الروضة وانتقدت منفذيه، لكنها في الوقت نفسه حذرت أهالي سيناء «من توظيف الحكومة والجيش للهجوم»، لدفعهم للتعاون معهم.
ودقت أمس أجراس جميع الكنائس المصرية، بالتزامن مع صلاة الظهر تضامناً مع ضحايا مسجد الروضة. وأدى آلاف المصريين صلاة الغائب على أرواح الضحايا في المساجد الكُبرى في مختلف المحافظات، فيما شددت أجهزة الأمن من إجراءات تأمين المساجد التي تُحيي ذكرى المولد النبوي خصوصاً في «المشهد الحسيني» حيث يقبع مسجد الحسين قبلة الصوفيين في مصر.
الإعدام لـ7 من تنظيم «داعش» بينهم متورطون في مذبحة الأقباط في ليبيا
قضت محكمة جنايات القاهرة أمس بإعدام 7 إرهابيين شنقاً (بينهم 4 موقوفين)، من عناصر إحدى الخلايا الإرهابية في محافظة مرسى مطروح، والتي تتبع فرع تنظيم «داعش» في ليبيا، لقيامهم بالالتحاق بمعسكرات تدريبية تابعة للتنظيم في ليبيا وسورية وتلقيهم تدريبات عسكرية، علاوة على مشاركة عدد منهم في ارتكاب جريمة ذبح 21 مواطناً مصرياً قبطياً من العاملين في ليبيا. وهي الجريمة التي قام التنظيم الإرهابي بتصويرها والإعلان عنها في شباط (فبراير) 2015.
كما قضت المحكمة بمعاقبة 10 متهمين بالسجن المؤبد لمدة 25 عاماً لكل منهم، ومعاقبة 3 متهمين آخرين بالسجن المشدد لمدة 15 عاماً لكل منهم.
وأكدت المحكمة أنه ثبت لديها على وجه القطع والجزم واليقين، ارتكاب المتهمين الواقعة المنسوبة إليهم. والمتهمون في القضية عددهم 20 شخصاً، ارتكبوا الجرائم المسندة إليهم في غضون الفترة من عام 2012 وحتى نيسان (أبريل) 2016، في محافظات القاهرة والإسكندرية ومرسى مطروح، وخارج مصر. وذكر قرار الاتهام أن المتهمين قاموا بالالتحاق بمعسكرات تدريبية تابعة لتنظيم داعش في ليبيا وسورية وتلقيهم تدريبات عسكرية، علاوة على مشاركة عدد منهم في ارتكاب جريمة ذبح الأقباط في ليبيا.
من جهة أخرى، أمرت نيابة أمن الدولة العليا في مصر بحبس 9 متهمين بالإرهاب من «تنظيم لواء الثورة»، إحدى الأذرع المسلحة لجماعة «الإخوان»، لمدة 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات، لاتهامهم بالإعداد لتنفيذ عمليات عدائية ضد المنشآت العامة والشرطية باستخدام العربات المفخخة والمتفجرات ورصد العديد من الشخصيات والمنشآت تمهيداً لاستهدافها.
(الحياة اللندنية)
تآمر قطر و«الإخوان» ضد مصر واضح بالأدلة والوثائق
رفض سياسيون وخبراء استراتيجيون المزاعم القطرية حول وجود طرف خارجي يعرقل علاقات الدوحة بالقاهرة، ووصفوها بأنها «محاولة ساذجة» للوقيعة بين مصر ودول الخليج بالأخص السعودية والإمارات. وفند الخبراء ادعاء وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية مؤخرا بأن بلاده لا تتعامل مع أي فصيل سياسي في مصر، وأكدوا أن الوزير يحاول بطريقة مستفزة وساذجة أن يتستر على علاقة بلاده المشبوهة مع جماعة الإخوان الإرهابية، وأشاروا في الوقت نفسه إلى أن علاقات قطر بـ«الإخوان» عميقة وممتدة منذ أكثر من نصف قرن، ولم تتحسن علاقة قطر بمصر إلا في عهد حكم الجماعة الإرهابية، والاثنان (الإخوان وقطر) يتآمران ضد الأمن القومي المصري.
وكان العطية، زعم خلال حوار مع تلفزيون قطر أن كل المحاولات التي قامت بها بلاده لتقريب وجهات النظر مع الأشقاء في مصر كانت دائما تعرقل من طرف خارجي، مشيرا إلى أن قطر تعاملت بشكل طبيعي مع كل الحكومات المصرية ولم تتعامل مع أي حزب سياسي، زاعما أن الإعلام المصري الذي يتطاول على قطر هو إعلام مدفوع من إحدى الدول الخليجية وليس مصر نفسها.
وكذب القيادي الإخواني المنشق، ثروت الخرباوي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، تصريحات وزير الدفاع القطري، ووصفها بأنها مجرد مزاعم فارغة لا أساس لها من الصحة، وكل الوقائع والحقائق تكذبها، مؤكدا أن قطر تعمل منذ أكثر من 20 عاما على إثارة الفوضى والاضطرابات في مصر، ولم يصدر عنها أي تحرك يشير إلى أنها ترغب في تقريب وجهات النظر بينها وبين القاهرة. وقال: «هناك العديد من الوقائع والحقائق تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن قطر تنتهج سياسة عدائية ضد مصر منذ سنوات عديدة، ويظهر ذلك جليا من خلال تعامل قناة الجزيرة مع الأحداث المصرية، فمنذ نشأة القناة وحتى الآن باستثناء فترة حكم الإخوان وهي مستمرة في نهجها نحو العداء والتربص والهجوم الشديد على مصر، حيث تعمل على فبركة الموضوعات والتقارير من أجل إثارة الفوضى والبلبلة في صفوف المجتمع، ويبدو أنها لن تتراجع عن هذه السياسات العدائية في المستقبل القريب.
وفيما يتعلق بزعم وزير الدفاع القطري أن بلاده لا تتعامل مع فصيل سياسي في مصر، وتتعامل بشكل طبيعي مع الحكومات، أكد الخرباوي أن العطية يحاول بطريقة مستفزة وساذجة أن يتستر على علاقة بلاده المشبوهة مع جماعة الإخوان الإرهابية، ويكفي الإشارة هنا إلى أن علاقات قطر بالإخوان عميقة وممتدة منذ أكثر من نصف قرن، ولم تتحسن علاقة قطر بمصر إلا في عهد حكم الجماعة الإرهابية، وكان الاثنان الإخوان وقطر يتآمران ضد الأمن القومي المصري، وهو الأمر الذي كشفت عنه أوراق القضية المعروفة إعلاميا بـ»التخابر مع قطر»، والمدان فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، والمحكوم عليه بالسجن المؤبد، نظرا لتورطه في تهريب وثائق ومعلومات خطيرة لقطر، عن الوضع الأمني والعسكري في سيناء، وقدرة وتسليح الجيش المصري، وذلك في 55 وثيقة منفصلة سرية.
وأضاف الخرباوي: «العلاقات المشبوهة بين قطر والإخوان ثابتة ومعروفة، ولا يمكن لأحد إنكارها، والتمويل والدعم القطري لجماعة الإخوان ممتد منذ أكثر من نصف قرن، ولكنه ظهر جليا في أعقاب أحداث 25 يناير، حيث أنفقت الدوحة ملايين الدولارات في سبيل مساعدة الإخوان على الوصول إلى سدة الحكم في مصر، وقد مولت الدوحة الحملة الانتخابية لمرسي بـ 100 مليون جنيه مصري، وبعد الإطاحة بحكم الإخوان في أعقاب ثورة 30 يونيو، ضاعفت الدوحة تمويلها للجماعة الإرهابية على أمل عودتها إلى الحكم مرة أخرى عبر سيناريوهات إثارة الفوضى ونشر العنف والإرهاب في مصر.
أما اللواء محمود منصور، أحد مؤسسي جهاز المخابرات القطرية العامة، فقد وصف زعم وزير الدفاع القطري حول وجود طرف خارجي يعرقل علاقات الدوحة بالقاهرة، بأنها محاولة ساذجة لإثارة الخلافات بين مصر والدول الخليجية، وبالأخص السعودية والإمارات من أجل الوقيعة بينها، مؤكدا أن الوزير يحاول أن يوهم الرأي العام العربي بأن السعودية والإمارات تحاولان عرقلة العلاقات المصرية القطرية، وهي بالتأكيد سذاجة سياسية لا يمكن أن ينخدع بها أحد.
وقال: «الجميع يعلم حجم التآمر القطري على مصر، والذي بدأ منذ سنة 1995 مع تولي الأمير السابق حمد بن خليفة حكم قطر بعد الانقلاب على أبيه، ومع تأسيس قناة الجزيرة في نفس العام، وقد ظهر التآمر القطري ضد مصر بشكل فج خلال أحداث 25 يناير، والتي انتهت بوصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم في مصر، حيث إن التحضير لأحداث يناير بدأ من الدوحة من خلال ما يعرف بـ «أكاديمية التغيير»، والتي قامت بتدريب أعداد كبيرة من الشباب المصري الذي شارك في أحداث 25 يناير لتحقيق أهدافها، وكانت تقوم بتدريب الشباب على كيفية التظاهر وإدارة الاحتجاجات، وبعد ذلك عمدت قطر على ضخ ملايين الدولارات لدعم بعض القوى السياسية مثل الإخوان وحركة 6 أبريل، واستمر هذا الدعم حتى وصل الإخوان إلى السلطة، وبعد الإطاحة بحكم الإخوان دعمت الدوحة الجماعات الإرهابية لتخريب مصر، حيث تشير التقديرات إلى أن الدوحة مولت الجماعات الإرهابية في سيناء المصرية بأكثر من 100 مليون دولار، أي ما يعادل ملياري جنيه مصري لضرب أمن واستقرار مصر، ولاستهداف قوات الجيش والشرطة واستهداف كنائس الأقباط المصريين.
وأوضح المحلل السياسي، محمد عبدالقادر خليل، مدير برنامج المشرق العربي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التوتر المصري - القطري له أساس سابق، وحلقات ممتدة تعود إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث شاب علاقات البلدين تدهور متصاعد الحدة ومتعدد المستويات منذ بلغ حمد بن خليفة سدة السلطة في قطر بعد انقلابه على والده الشيخ خليفة بن حمد، وتزامن مع انقلاب أمير قطر السابق على والده، الأدوار التي لعبتها قناة الجزيرة ضد السياسة المصرية، وما تلاها من منابر إعلامية وقنوات فضائية ومؤسسات صحفية داخل وخارج الدوحة، لتزداد مساحات التوتر المعلنة والمكشوفة بين القاهرة والدوحة.
وقال: «مع قيام الثورات العربية، اتجهت قطر إلى الرهان على تيارات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك في منحى مختلف عن سياسات العديد من الدول الخليجية، وعلى الرغم من أن وصول الإخوان لحكم مصر قد أسهم في تحسن العلاقات، غير أن سقوط حكمها، ثم وصول تميم بن حمد إلى السلطة مباشرة، أعاد العلاقات بين الجانبين إلى مربع الصفر، لا سيما أن هذا لم يقترن فحسب بنمط سياسات قطر الرافضة لسقوط حكم الإخوان واتجاهاتها المعادية للنظام السياسي المصري في المرحلة اللاحقة، وإنما تداخل ذلك مع اشتداد مساحات التباين وتعاظم مظاهر التناقض المركب بين البلدين حيال مسار التفاعلات في العديد من الساحات الإقليمية، حيث لعبت قطر أدوارا مركزية في دعم المعارضة المسلحة في بؤر التوتر والصراع بالإقليم.
وتابع: «لقد عملت قطر على استهداف النظام السياسي المصري في مرحلة ما بعد 30 يونيو، عبر أدوات سياسية ودبلوماسية وإعلامية، وصاغت تحالفات مع أنقرة من أجل محاولة محاصرة القاهرة على الساحة الدولية، وبالتنسيق مع بعض القوى الرئيسية، لا سيما داخل الولايات المتحدة الأميركية، وعبر عمل مكثف مع العديد من العناصر داخل الإدارة الأميركية، ومن خلال وسائل إعلام وأدوات ضغط مختلفة، لم تحبطها سوى الجهود المقابلة والمتزامنة من جانب كل من مصر والسعودية والإمارات.
وأشار إلى أن قطر وفرت مساحات للتصعيد بين الإخوان والدولة المصرية، كونها زادت من هامش المناورة وأتاحت الأدوات اللازمة للتصعيد السياسي والإعلامي والأمني، ارتبط ذلك بقناعة سابقة لدى القيادة القطرية بواقعية المشروع الإخواني وقدرته على التحقق، في ضوء وصول حزب العدالة والتنمية في تركيا إلى سدة الحكم، وتنامي نفوذ جماعة الإخوان الإرهابية في أقطار عربية عديدة، وبالتالي باتت الدوحة على قناعة بأن لديها نفوذا سياسيا وجماهيريا يفوق ما لدى أطراف عربية أخرى، بما يمكنها من القدرة على أن تتزعم المشروع الإسلامي في الإقليم.
(الاتحاد الإماراتية)
داعش يستعين بسلاح الطائفية لترسيخ نفوذه بسيناء
كشف الهجوم الإرهابي الذي شنّ، الجمعة، على مسجد الروضة بشمال سيناء عن استراتيجية جديدة للتنظيمات المتطرفة تهدف إلى بث صراع طائفي وتأجيجه داخل مصر، وكانت الطرق الصوفية ضحية أدوات داعش الجديدة، ويكشف التنظيم بذلك رغبته في تدارك خسارته الميدانية بسوريا والعراق وانحسار نفوذه باستنساخ النموذج الطائفي العراقي في الحالة المصرية للبحث عن موطئ قدم جديد.
القاهرة - تنظر التنظيمات المتطرفة إلى سيناء كبيئة مثالية بديلة عن معاقله الرئيسية التي فقدها في كل من سوريا والعراق خلال الآونة الأخيرة، وباتت سيناء تشكل مساحة لترجمة نظريته المعروفة بإدارة التوحش التي تقوم على استخدام الوحشية المفرطة في الهجمات، بالإضافة إلى توفير صبغة طائفية للهجوم واستنساخ أساليبه السابقة، بغرض بسط نفوذه على جزء من إقليم الدولة ليصبح نقطة انطلاق لما يسمّونه “إمارة إسلامية”.
لم يتوقف استهداف داعش عند المساجد الشيعية التي فجرها خلال عامي 2015 و2016 بتفجيره لمساجد سعودية وكويتية، لكن هاجمت التنظيمات مسجدا سنيا في سيناء لأول مرة والتي لم يسبق لأيّ تنظيم سلفي متشدد أن فعلها من قبل.
وبحسب الفكر العقائدي السائد لدى جماعات السلفية الجهادية يعد كافة المسلمين الذين لم يبايعوا داعش على ضلال وتستحلّ دماؤهم إلى جانب الشيعة الذين يعتبروا في نظرهم “كفارا” بل أكثر كفرا من المسيحيين واليهود، لاعتقاد هؤلاء أن” الشيعة حرفوا تعاليم الدين الصحيح”.
ويهدر داعش دماء الجماعات الأخرى كالقاعدة والإخوان المسلمين من السنة باعتبارهم جماعات مرتدة عن مبايعة “الخلافة الإسلامية الصحيحة”.
يشار إلى أنه قبل حادث مسجد الروضة في شمال سيناء كان داعش يرفض مهاجمة مساجد سنية باعتبارها بيتا من بيوت الله، حتى وإن كان مرتادوها من المسلمين على “ضلال” أو “كفرة” من وجهة النظر الأيديولوجية التي يتبناها داعش.
ويعد مسجد الروضة أكبر مساجد الطرق الصوفية بمدينة بئر العبد، وتبعد 50 كيلومترا غرب مدينة العريش، ويقع المسجد في منطقة صحراوية ويتردد عليه أتباع إحدى الطرق الصوفية من تلاميذ الشيخ سليمان أبوحراز الذي اختطفته عناصر من تنظيم بيت المقدس الذي أعلن مبايعته لداعش وقطعت رأسه العام الماضي وكان عمره يناهز الـ100 عام، وكان أبوحراز شيخا ضريرا وأحد قيادات الطرق الصوفية بسيناء التي تناصبها السلفية العداء بمختلف درجاتها.
الحكومة المصرية تشدّد إجراءاتها الأمنية على الكنائس والأديرة التابعة للمسيحيين بعد تكرار استهدافها من قبل داعش، الأمر الذي زاد من صعوبة الوصول إليها من قبل التنظيمات المتطرفة
ويرجّح البعض من المراقبين أن”يكون الاعتراض على سلوك الصوفية هو المخرج الذي اعتمد عليه منفذو الهجوم لتشريع تفجيرهم للمسجد وقتل المصليين”.
ويرى غالبية السلفيين أن”الصوفيين خارجون عن الملة بسبب تقديسهم لمقامات أولياء الله الصالحين واستنجادهم بهم في الدعاء”، وهو ما يعد مرتبة من مراتب الكفر بالله، وتعتبر أغلب الجماعات المتشددة الصوفيين “أهل بدعة وضلال”.
ويخدم الهجوم على الطوائف الدينية المختلفة هذه الاستراتيجية من جهة تأجيج الصراع الداخلي ودفعها إلى امتلاك السلاح والدخول في صراع مسلح مع التنظيم ليتصاعد الإرهاب الطائفي، وتدخل مصر بذلك في دوامة جديدة من العنف والعنف المضاد بعد عجزها عن حماية الطوائف.
وشددت الحكومة المصرية إجراءاتها الأمنية على الكنائس والأديرة التابعة للمسيحيين بعد تكرار استهدافها من قبل داعش، الأمر الذي زاد من صعوبة الوصول إليها من قبل التنظيمات المتطرفة.
ويسعى التكفيريون من وراء التركيز على طوائف إلى صناعة بيئة توحي بالفوضى الطائفية، وجذب الآلاف من مقاتلي داعش الفارين من سوريا والعراق والمنتقلين إلى ليبيا الدولة المجاورة لمصر، حيث تعتبر بمثابة حاضنة للتنظيم، الذي يسعى لتحقيق مكاسب عقائدية ونوعية أمام أنصاره.
ويرجّع البعض من الخبراء اختلاق معركة عقائدية مع الطرق الصوفية في هذا التوقيت تحديدا بمصر إلى وجود مقاتلين عادوا من سوريا والعراق ونجحوا في التمركز بسيناء، وكان من مهام وممارسات التنظيم في هذين البلدين استهداف الطائفة الشيعية ومساجدها. وطرح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مجددا في كلمته بعد الحادث مسألة وقوف جهات خارجية وراء العملية عندما ألمح إلى أن “مصر تحارب الإرهاب لمنع تدمير ما تبقى من المنطقة” وأن “ما جرى كان هدفه النيل من الدولة المصرية”.
ويرى متابعون أنّ الإرهاب الطائفي يتمّ التّعاطي معه من جهة ارتباطاته الخارجية أكثر من التعامل معه من منطلق الأوضاع والدوافع المحلية، لما يمنحه من محفّزات للقوى الإقليمية للتدخل بقصد تعزيز الطموحات التوسعية.
ووصف تنظيم داعش الطريقة “الجريرية” التي أسسها عيد أبوجرير شيخ عشيرة الجرارات من قبيلة السواركة، والتي يرتاد مريدوها مسجد الروضة بمدينة بئر العبد في العريش شمال سيناء بأنها “أشد الطرق كفرًا وأكثرها علاقة بالروافض (الشيعة)”.
وقام التنظيم بتكفير جميع الطرق الصوفية في مصر، زاعمًا أنها تؤمن بعقائد الشيعة و”تتوسل بغير الله وتقدّس الأولياء”.واستهل التنظيم ممارساته ضد مريدي الطرق الصوفية الذين تتعدّى نسبتهم الـ60 بالمئة من سكان سيناء، باختطاف أعداد منهم، ثم الإفراج عنهم لاحقًا بعد “استتابتهم” وإغلاق زواياهم ومنع إقامة طقوسهم وأذكارهم التعبدية الجماعية.
وتلقت الطرق الصوفية في سيناء تحذيرات أمنية قبل الحادث وأنهم سيكونون ضمن أهداف التنظيمات المتشددة في المنطقة، ونبّهت أجهزة الأمن شيوخها بعدم التمادي في احتفالاتهم بالمولد النبوي هذا العام، وأن يتم ذلك بعلم الأجهزة الأمنية لتوفير الحماية اللازمة لهم.
وفي العام 2013 تبنى تنظيم داعش تفجير ضريح الشيخ سليم أبوجرير بقرية مزار وضريح الشيخ حميد بمنطقة المغارة وسط سيناء، وهما من كبار مشايخ الطرق الصوفية في مصر. وأعلن داعش في أكتوبر 2016 وضع المنتمين للطرق الصوفية على قائمة الاغتيالات لعدم الالتزام بشروطه التي تتمثّل في التوقف عن ممارسة شعائر الصوفية مثل الموالد وحلقات الذكر بالتزامن مع نشر صحيفة النبأ التابعة للتنظيم مقالًا لأحد قادته يهدّد فيه جميع الطرق الصوفية شيوخًا ومريدين قائلًا “لن نسمح بوجود طرق صوفية في سيناء خاصة ومصر عامة”.
ووصف قائد آخر بالتنظيم في حوار له بنفس العدد من الصحيفة الطرق الصوفية بـ“القبوريين” بمعنى أنهم يقدسون أضرحة الأولياء وأنهم داخلون في دائرة حرب التنظيم لكونهم كفارًا ولصلتهم بقيادات الأمن المصري.
واقتحمت مجموعة مسلحة تابعة للتنظيم في أكتوبر من عام 2016 زوايا الطرق الصوفية في جنوب مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء ومنعت المصلين وألغت حضرة الذكر وتم خطف سبعة أشخاص قبل أن يطلق سراحهم فيما بعد.
ولا يعكس هجوم الجمعة على مسجد طريقة الجريرات الصوفية بقرية الروضة في شمال سيناء رغبة انتقامية للتنظيم تجاه قبيلة السواركة التي ينتمي أغلبها للطريقة الجريرية على خلفية انحيازها للجيش، إنما تمثل كذلك صعودًا لذروة الفعل الطائفي في لحظة أرادها التنظيم لصالحه ضمن مساعيه لخلق معقل بديل لخلافته، ولتدارك خسارته الميدانية بالشرق الأوسط.
ويطمح داعش إلى استنساخ النموذج الطائفي العراقي في الحالة المصرية، باستبدال الشيعة بالصوفية، ويكشف هذا التوجه أساليبه في التعويض عن الخسائر الكبيرة.
ويدرك داعش أنه ينحسر ويخسر مواقعه وحواضنه وعوامل جذبه للجهاديين بما يجبره على اللجوء إلى الإرهاب الطائفي كمدخل لتأسيس شرعية جديدة على الأرض.
ويجد التنظيم أنه في حاجة لترسيخ ما يعتبره علامة لتمايزه عن تنظيم القاعدة في سياق الردود العملية على محاولات الأخير وراثته ثم إزاحته عن عرش زعامة الجماعات الجهادية، ومن أوضح علامات التمايز التوحش الطائفي والتوغل في دماء المدنيين.
الإسلام المعتدل طريق رابطة العالم الإسلامي لاستئصال الغلو الفكري
السعودية تعمل على ترسيخ مبدأ الاعتدال في سياساتها التي تستهدف نشر الأفكار المستنيرة للإسلام ومنع كل مظاهر الغلوّ والتشدد في البرامج والخطط التي تتولى رعايتها.
باريس - أكد محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن الرابطة تركز في اشتغالها حاليا وطرق تسييرها للعديد من البرامج التي تقوم بها في مختلف الأقطار على استئصال الأفكار المتطرفة.
وقال العيسى، الذي عيّن أمينا عاما للرابطة التي تتخذ من مدينة مكة مقرا لها، إن “الرابطة لن تقف موقف المتفرج بعد الآن ولن تترك الإسلام رهينا بأيدي جماعات الإسلام السياسي والمتطرفين”.
والحملة من أجل دعم منهج الإسلام الأكثر اعتدالا تسلط الضوء على مساعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتحديث المملكة، التي تمول منظمات تشرف عليها الرابطة، والعودة إلى الانحياز لتفسير أكثر انفتاحا وتسامحا للإسلام.
وتعمل السعودية على ترسيخ هذا المبدأ في سياساتها التي تستهدف نشر الأفكار المستنيرة للإسلام ومنع كل مظاهر الغلوّ والتشدد في البرامج والخطط التي تتولى رعايتها داخل المملكة وخارجها.
وكان وليّ العهد السعودي تعهّد بالعودة “إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم”، في تصريحات تعكس تطلعات المملكة وطموحاتها المستقبلية.
وقال الأمير محمد بن سلمان “نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب”. وأضاف أن “70 بالمئة من الشعب السعودي أقل من 30 سنة، وبكل صراحة لن نضيّع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أيّ أفكار مدمرة، سوف ندمرها اليوم وفورا”.
وليّ العهد السعودي تعهّد بالعودة “إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم”، في تصريحات تعكس تطلعات المملكة وطموحاتها المستقبلية
واتخذ الأمير الشاب الكثير من الخطوات بهدف تخفيف القيود الاجتماعية الصارمة في المملكة، حيث قلص دور شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسمح بتنظيم حفلات عامة وأعلن خططا للسماح للمرأة بقيادة السيارة بدءا من العام القادم.
وتضطلع الرابطة بدور تشاوري مع العديد من المساجد والمراكز الإسلامية في أنحاء واسعة من العالم.
ولخّص العيسى المهمة الموكولة للرابطة في أنه “يتعين القضاء على الفكر المتطرف من خلال العمل الذي تقوم به رابطة العالم الإسلامي”. وأضاف أنه ينبغي استئصال التشدد الديني والتطرف اللذين يشكلان مدخلا للإرهاب.
وقال العيسى إن الرابطة ستكون الآن أكثر انخراطا وتسعى للتصدي لأيّ علامة على التطرف في المناطق التي تعمل فيها وتتحرك أيضا إذا علمت بمدارس أو مراكز أو مساجد أخرى يجري فيها الترويج لمذهب متطرف.
ورفض إعطاء تفاصيل محددة، لكنه قبل نحو أسبوع كان في جنيف، حيث تعهد بإصلاح أمور أكبر مسجد في المدينة بعدما أثارت السلطات الفرنسية والسويسرية مخاوف من تحوله إلى بؤرة للتطرف. والمسجد مدعوم من رابطة العالم الإسلامي.
وقال العيسى، البالغ من العمر 52 عاما، إنه ما إن ترصد الرابطة مثل تلك الرسالة في أيّ وقت فلن تقف مكتوفة الأيدي وستبذل قصارى جهدها للقضاء على هذا الفكر.
وتابع أن “ما تفعله الرابطة وما تريد أن تفعله هو تنقية الإسلام من الفكر المتطرف والتفسيرات الخاطئة وإبراز التفسيرات الصحيحة للإسلام. وقال إنه لا تمكن هزيمة ذلك الفكر إلا بالحقيقة”.
وأفرز ظهور تنظيم داعش في العراق وسوريا والآلاف من مقاتليه الأجانب إلى أيّ مدى تحوّلت أوروبا على نحو خاص إلى أرض خصبة يمكن أن يتحوّل فيها الساخطون وضعفاء النفوس إلى الفكر المتطرف.
ففي فرنسا وحدها قتل المئات من الأشخاص منذ العام 2015 في سلسلة من الهجمات نفذها في الغالب مسلمون كانوا ينتمون لتنظيمات إرهابية متشددة.
رابطة العالم الإسلامي تحاول إيجاد أجوبة لرد تلك الرسائل التي تغيّر حقيقة الإسلام، مضيفا أن الرابطة تريد تقديم التفسير الحقيقي للنصوص المقدسة التي أخذها المتطرفون رهينة وفسروها بشكل خاطئ
وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إن عمله يشمل التصدي للصعوبات التي ربما يواجهها المسلمون في مواءمة دينهم مع البلدان غير المسلمة.
ويرى العيسى أن رابطة العالم الإسلامي ستحاول إيجاد أجوبة لرد تلك الرسائل التي تغيّر حقيقة الإسلام، مضيفا أن الرابطة تريد تقديم التفسير الحقيقي للنصوص المقدسة التي أخذها المتطرفون رهينة وفسروها بشكل خاطئ.
وأضاف أنه يعمل أيضا مع الأديان الأخرى في إطار تلك الجهود. وبعدما قام البطريرك الماروني اللبناني بزيارة تاريخية إلى الرياض خلال الفترة الماضية، زار العيسى مسؤولين دينيين في كاتدرائية نوتردام الشهيرة في باريس، كما زار المعبد الكبير في العاصمة الفرنسية.
وقال إن “لدينا هدفا مشتركا هو القضاء على الكراهية”، مضيفا أن “رابطة العالم الإسلامي تعتقد أن بوسعها إنجاز ذلك كما أن الأديان لها تأثير كبير في عمل ذلك”.
(العرب اللندنية)