إحباط هجوم في بئر العبد وقتل إرهابيين في قصف جوي/الأزهر يحذر من تأجيج مشاعر الغضب لدى المسلمين/أردوغان : الإرهابيون الذين غادروا الرقة أرسلوا إلى سيناء
الأربعاء 06/ديسمبر/2017 - 10:04 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الأربعاء الموافق 6-12-2017
مرصد الإفتاء يحذر من مغبة قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من مغبة قرار الولايات المتحدة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية للقدس واعتزامها إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدًا أن هذا القرار يعزز من تصاعد الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وأن هذه الخطوة ستكون ذريعة للجماعات المتشددة والتنظيمات المتطرفة في تكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التي تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم.
وأضاف مرصد الإفتاء أن واشنطن بهذا القرار غير المدروس تصنع مناخًا للعنف مؤيدًا ومشجعًا للتنظيمات المتطرفة التي تلعب على عواطف المسلمين، فتتخذ من مثل هذه القرارات العشوائية مبررًا لعملياتها العسكرية بحجة الدفاع عن مقدسات المسلمين والعرب.
وأوضح المرصد أن القرار الأمريكي يخاطر بإثارة الغضب الشعبي والعنف في العالمين العربي والإسلامي المعارض لنقل السفارة، وربما يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وذلك من خلال الكراهية المتصاعدة ضدها في العالم العربي والإسلامي، بسبب دعمها الكامل والمباشر لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد المرصد أن هذا القرار يساعد التنظيمات الإرهابية على ترويج أيديولوجيتها المتطرفة، ما يؤدي بدوره لتجنيد مزيد من المتطرفين والإرهابيين ما يعني موجة عنف لا يمكن توقعها.. حيث ستنتهز التنظيمات الإرهابية هذه الفرصة لتصوِّر القرار على أنه إعلان حرب على الإسلام والمسلمين، مما يفجر حالة من الغليان لدى الشعوب الإسلامية والعربية، وتأليبها على أنظمتها والمصالح الغربية في الشرق الأوسط.
وأضاف أن هذه السياسات تؤجج لهيب الصراع المشتعل في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من التنافس المحتدم بين التنظيمات الإرهابية الناشطة فيها، ودعا مرصد الإفتاء واشنطن إلى العدول عن مثل هذه الإجراءات التي تقوض ما تبذله الإدارة الأمريكية من جهود لاستئناف العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من جهة أخرى دعا المرصد إلى توحيد الجهود العربية والإسلامية ضد أي تغيير سلبي في السياسة الأمريكية، إضافة إلى التعاون مع حركات التضامن ومنظمات المجتمع المدني في العالم لضمان ممارسة الضغوط على حكوماتها لإثناء الإدارة الأمريكية الجديدة عن توجهاتها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي.
(البوابة نيوز)
إحباط هجوم في بئر العبد وقتل إرهابيين في قصف جوي
أحبطت قوات الأمن في شمال سيناء هجوماً بعبوة ناسفة في مدينة بئر العبد، جنوب غربي مدينة العريش التي كانت شهدت قبل أيام هجوماً دموياً استهدف «مسجد الروضة»، قُتل فيه أكثر من 310 مُصلين، فيما قتل الجيش في قصف جوي «إرهابيين».
وقال الناطق باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي أن قوات الجيش الثاني والقوات الجوية واصلت دهم البؤر الإرهابية وملاحقة العناصر التكفيرية في شمال سيناء، وتمكنت من كشف وتدمير كثير من الأوكار والبؤر الإرهابية التي تستخدمها العناصر التكفيرية للاختباء وتخزين الأسلحة والذخائر والاحتياجات الإدارية، كما دمرت سيارة دفع رباعي خاصة بالعناصر الإرهابية ومقتل من بداخلها أثناء استعدادها للهجوم على أحد الارتكازات الأمنية، فضلاً عن تدمير سيارة أخرى محملة مواد تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة، لافتاً إلى أن الجيش يواصل توفير الاحتياجات الإدارية والمعيشية لأهالي قرية الروضة في بئر العبد.
في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية في بيان أن القوات المعينة لتمشيط الطريق الساحلي «العريش – القنطرة» وتعقيمه، كشفت عبوة ناسفة في منطقة أبو الحصين في بئر العبد، فتم فرض طوق أمني حول المنطقة وتم التعامل مع العبوة، وتبين أنها عبارة عن برميل مدفون أسفل الطريق يحتوي على 250 كيلوغراماً من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار موصولة بسلك ممتد حتى الظهير الصحراوي المتاخم للطريق، وتمكن خبراء المفرقعات في شمال سيناء من تفجير العبوة عن بعد.
الأزهر يحذر من تأجيج مشاعر الغضب لدى المسلمين
طالبت جامعة الدول العربية الولايات المتحدة وكل الدول بعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «القوة القائمة بالاحتلال» أو نقل البعثات الديبلوماسية إليها، وذلك التزاماً بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بمدينة القدس ومبادئ القانون الدولي «التي تعتبر القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتعتبر كل الإجراءات والقوانين الإسرائيلية التي تستهدف مدينة القدس الشرقية ومقدساتها وهويتها وتركيبتها الديموغرافية، لاغية وباطلة».
كما حذر الأزهر الشريف في بيان من مغبة اعتراف الإدارة الأميركية بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ولفت إلى أن ذلك «يؤجج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين ويهدد السلام العالمي ويزيد التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم».
واعتبر مجلس الجامعة في قرار أصدره أمس في اختتام اجتماعه الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين «أي اعتراف بمدينة القدس عاصمة إسرائيل، أو إنشاء أي بعثة ديبلوماسية فيها أو نقلها إلى المدينة، اعتداءً صريحاً على الأمة العربية وحقوق الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين والمسيحيين، وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية الصادرة في تاريخ 9-7-2004»، محذراً من أن «مثل هذا الاعتراف غير القانوني يشكل تهديداً جدياً للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم، علاوة على نسف فرص السلام وحل الدولتين وتعزيز التطرف والعنف».
وحض مجلس الجامعة الولايات المتحدة على «الاحتفاظ بدورها كوسيط إيجابي ونزيه ومحايد ومقبول من جميع الأطراف، من أجل تحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط، استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وقواعد القانون الدولي ومبادرة السلام العربية لعام 2002 وعلى أساس حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام».
(الحياة اللندنية)
أردوغان : الإرهابيون الذين غادروا الرقة أرسلوا إلى سيناء
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، إن الإرهابيين الذين غادروا الرقة، تم إرسالهم إلى مصر، فيما رفض مسؤولون «إسرائيليون» تصريحاته التي هدد فيها بقطع العلاقات مع «إسرائيل» في حال إقدام الإدارة الأمريكية على الاعتراف بالقدس عاصمة ل«إسرائيل»، أو نقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إلى القدس. وقال أردوغان: «إن الإرهابيين الذين غادروا الرقة أرسلوا إلى مصر لاستخدامهم هناك في صحراء سيناء». وأشار إلى أن واشنطن ستستخدم الأسلحة التي أرسلتها إلى المنطقة، ضد إيران، أو تركيا، أو روسيا، إذا استطاعت ذلك.
وحذر أردوغان من أن وضع القدس «خط أحمر للمسلمين»، مهدداً «بقطع العلاقات» مع «إسرائيل». وتابع مشدداً: «أقول لترامب القدس خط أحمر بالنسبة إلى المسلمين. في حال جرى اتخاذ مثل هذه الخطوة سنعقد اجتماعاً لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وسنحرك العالم الإسلامي من خلال فعاليات هامة».
(الخليج الإماراتية)
«برلمانية النور» تطالب الدول الإسلامية بمواجهة الاستيلاء على القدس
حذر الدكتور أحمد خليل خير الله، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، من خطورة ما يتم تداوله في وسائل الإعلام حول نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإعلان عن مدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
وأوضح أن هذه الخطوة تعد بمثابة إطلاق رصاصة الموت على جميع الجهود المبذولة للسلام في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف رئيس "برلمانية النور"، أن قرار ترامب إذا تم تنفيذه اعتداء صارخا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على القدس الشريف، كما يعطى غطاء وضوءا أخضر للكيان الصهيوني للاستمرار في جرائم تهويد القدس وطرد الفلسطينيين، ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي باعتبار القدس أراضي محتلة.
وأشار "خير الله" إلى أن هذه القرار سيشعل أزمة جديدة في المنطقة في ظل وجود أزمات كثيرة في المنطقة؛ فإن القرار الأمريكي سيزيد الاضطرابات في الشرق الأوسط، ويخاطر كثيرا باستفزاز الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية في الغرب.
وطالب رئيس "برلمانية النور"، الدول العربية وكذلك المجتمع الدولى والمنظمات الدولي، باتخاذ موقف موحد تجاه المحاولات المستمرة من سلطات الكيان الصهيونى لتهويد القدس، وتدنيس المقدسات الإسلامية في الأراضى الفلسطينية المحتلة وقيامها بعمليات الاعتقال والقتل العشوائي للفلسطينيين وتجريف الأراضي الفلسطينية المحتلة، والاستمرار في بناء المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية.
(فيتو)
القوات العراقية تقتل 10 «دواعش» في الرطبة
قتل 8 من عناصر تنظيم «داعش» أمس، في عملية عسكرية للقوات العراقية بقضاء الرطبة غرب محافظة الأنبار العراقية، كما قتل قيادي «داعشي» وشقيقه في الموصل بمحافظة نينوى، فيما طارد عناصر التنظيم مدنيين غرب كركوك وقتلوا 5 منهم. ونفى رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني وجود أي حوار سياسي أو فني مع الحكومة الاتحادية ببغداد لحل المشاكل العالقة حتى الآن، مبدياً استعداد الإقليم للحوار، ودعا إلى تحقيق دولي في أحداث كركوك وطوزخورماتو، فيما تظاهر النازحون الكرد من طوزخورماتو أمام مقر الأمم المتحدة في أربيل، احتجاجاً على أوضاع القضاء والانتهاكات التي تقوم بها ميليشيات «الحشد الشعبي» وللمطالبة بحماية دولية.
وقال قائد عمليات الأنبار بغرب العراق اللواء الركن محمود الفلاحي أمس، مقتل 8 عناصر من تنظيم «داعش» جنوب غرب منطقة الرطبة. وأضاف أن «طيران التحالف الدولي تمكن من قصف عجلة وتجمع للإرهابيين في منطقة الكيلو 75 جنوب غرب الرطبة الواقع غرب الرمادي». وأكد مواصلة القوات الأمنية والعشائر تطهير المناطق الصحراوية الواقعة غرب الأنبار من بقايا عناصر التنظيم، الذين لجأوا إليها بعد فرارهم من المدن الغربية.
وفي كركوك، قتلت عناصر من «داعش» 5 مدنيين بينهم مختار قرية بعدما هاجموا قرية الخزيفي التابعة لناحية الرياض غرب كركوك، فيما اختطفوا 3 مدنيين من قريتي النصر والشريفية التابعة لناحية الرياض.
وفي الموصل بمحافظة نينوى، طوقت القوات الأمنية منطقتي الوحدة وسومر وقتلت قياديا بتنظيم «داعش» وشقيقه جنوب شرق المدينة، بعد تسللهما إليها.
سياسياً، نفى رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب اجتماع حكومة الإقليم أمس، وجود أي حوار، سياسي أو فني مع الحكومة الاتحادية ببغداد لحل المشاكل العالقة حتى الآن، مبدياً استعداد الإقليم للحوار، برغم «عدم استعداد» بغداد لذلك.
ورحب بالمبادرة الفرنسية لترطيب الأجواء مع الحكومة الاتحادية، وكشف عن وجود اتصالات مع أنقرة وطهران، متوقعا تحسن العلاقات مع تركيا في القريب. وأضاف أن موعد الانتخابات الكردية «سيحدد في وقت قريب بعد التشاور مع الأطراف السياسية»، لاسيما أن الحكومة الحالية «ملتزمة بدورتين تشريعيتين أمدهما ثمانية أشهر تنتهي في يونيو المقبل.
ودعا نيجيرفان من جهة أخرى، المجتمع الدولي إلى «مساعدة نازحي كركوك وطوزخورماتو والتحقيق بالانتهاكات ضد الكرد فيهما ومحاسبة مرتكبيها».
إلى ذلك، تظاهر النازحون الكرد من طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين أمس، أمام مقر الأمم المتحدة في أربيل، احتجاجاً على أوضاع القضاء والانتهاكات التي تقوم بها ميليشيات «الحشد الشعبي» وللمطالبة بحماية دولية، فيما أكد ممثل المنظمة الدولية بالإقليم «السعي لحل مشكلتهم بأسرع وقت».
يأتي ذلك وسط تلويح الاتحاد الوطني الكردستاني بتدويل قضية كركوك وطوزخورماتو. وقال النائب عن كركوك محمد عثمان في مؤتمر صحفي، إن «الكرد في كركوك وداقوق وطوز خورماتو والدبس يعيشون أوضاعا مأساوية ويتعرضون لانتهاكات خطيرة من قبل القوات المتواجدة هناك، بنحو يخالف الدستور والقانون».
واتهم ميليشيات الحشد بـ»الاعتداء على الكرد في تلك المناطق، مما ينذر بإمكانية تفجر الأوضاع في حال عدم تثبيت الأمن والاستقرار فيها»، مضيفا أن «الإقليم قد يضطر إلى اللجوء للمحكمة الدولية في لاهاي والأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية».
على صعيد متصل أكد المتحدث باسم الحكومة الكردستانية سفين دزيي أمس، عودة وزير الثروات الطبيعية آشتي هورامي، مع وفد الإقليم الذي زار باريس مؤخراً، منهياً بذلك الجدل عما إذا كان قد»هرب» للخارج قبل إغلاق مطاري أربيل والسليمانية.
وجدد برلمان كردستان أمس مطالبته بضرورة مثول هورامي أمامه، للرد على «كيفية إدارة الملف النفطي في الإقليم»، مهدداً باتخاذ الإجراءات القانونية ضده عن طريق المدعي العام وإمكانية «سحب الثقة» عنه، إذا لم يمتثل لطلبه.
بشأن آخر كشفت النائبة في برلمان كردستان عن الحزب الديمقراطي حياة مجيد، عن انطلاق حملة لتعديل حصة النساء (الكوتا) في السلطة التنفيذية بالإقليم لتكون 25% على غرار ما موجود في البرلمان، وذلك بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني. واعتبرت أن دور المرأة بالحكومة «مهمش بنحو كبير»، إذ لا توجد سوى وزيرة واحدة في التشكيلة الحالية كما لا توجد نساء بمناصب حكومية مهمة.
(الاتحاد الإماراتية)
داعش في نسخته الجديدة.. اعتراف بالهزيمة وادعاء للولادة الثانية
في محاولة لرفع معنويات عناصره، يسعى تنظيم داعش بعد تكبّده خسائر فادحة، للترويج لمزاعم توحي بأنه مستمر في نشاطاته. وعاد إلى إطلاق أبواقه الإعلامية بإصدار ثان لشريطه المصور الشهير "لهيب الحرب" معلنا فيه عن قيام ولاية ثانية للتنظيم في سيناء وليبيا تأتي كبديل لسوريا والعراق، لكن كل المؤشرات تدل على أن داعش وأمثاله من العصابات الإرهابية في طريقها إلى الاندثار.
القاهرة – بعد مرور ثلاثة أعوام من إصدار تنظيم داعش لشريطه المصور الشهير "لهيب الحرب" الذي يعد الأشرس في مسيرته الدعائية، أطلق التنظيم الجزء الثاني منه، متخذا من سيناء ميدانا بديلا لما زعم أنه “مواصلة الصراع ضد قوى الكفر العالمي".
وتمكنت قوات الأمن المصرية من القضاء على جزء كبير من قوة التنظيم المسلحة في سيناء، وهو ما اضطره إلى توسيع دوائر ضرباته، وبدلا من رجال الجيش والشرطة والقضاء والكنائس اتجه أخيرا إلى استهداف مصلين في المساجد، وارتكب منذ أسبوعين مذبحة كبيرة في مسجد بمنطقة بئر العبد في سيناء راح ضحيتها 309 من المدنيين، وأصيب نحو 135 آخرين.
وقصد التنظيم أن يكون الإصدار الدعائي الجديد حاملا رسائل وعناوين انطلاقته الأولى وبدايات فرض سيطرته على مواقع من سوريا، وهي الأجواء التي واكبت إصداره “لهيب الحرب” في جزئه الأول في سبتمبر 2014، الذي تزامن مع تمكّن عناصر التنظيم من السيطرة على أماكن أخرى في العراق.
وبهدف غسل سمعته والتخفيف من ثقل الهزيمة وآثارها حاليا، اعترف التنظيم ضمنيا بخسارته لكافة الأراضي التي سيطر عليها في العام 2014 في كل من سوريا والعراق، مشددا على أن ما حدث لا يعني النهاية، زاعما أنه لا أحد مهما بلغت قوته قادر على إيقافه.
ومنذ خسارة داعش الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، حاول التنظيم البحث عن بدائل سريعة لإنقاذ الهيكل التنظيمي من التدمير فكريا وماديا، فاتجه تارة إلى شرق آسيا محاولا تأسيس إمارة إسلامية بجزيرة مراوي بالفلبين، وتارة أخرى شرقا نحو ليبيا وسيناء عبر خلق حالة من الفوضى مستغلا الصحراء الشاسعة بين مصر وليبيا، حيث يسعى أيضا لتكوين إمارات أوسع تكون مقرات للخلافة بأفريقيا في نيجيريا والصومال.
التنظيم دأب على تنفيذ عمليات كبيرة تمثل رمزية ذات أبعاد طائفية، في محاولة لتعزيز الروح المعنوية لأتباعه
ويستعيد تنظيم داعش في سيناء أجواء نشأته الأولى في كل من العراق وسوريا، من جهة الخلافات الفكرية بشأن التوسع في استهداف المدنيين كتلك التي وقعت بين أبومصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن، أو اعتبار سيناء مركزه الجديد بإسناد ليبي كنموذجي العراق وسوريا، معتمدا على وجود عناصر له، ومستفيدا من بعض الدلالات الدينية لمنطقة سيناء عموما.
ويسعى التنظيم إلى إنقاذ أيديولوجيته الفكرية قبل البقاء الميداني، ويبني فكره الأساسي حول كونه “دولة الخلافة الإسلامية الجديدة” التي ستقود أمة الإسلام في المرحلة المقبلة.
الرسالة الرئيسية التي حملها إصدار “لهيب الحرب 2” هي أن “التنظيم يبدأ من سيناء مرحلة جهاد جديدة”، وأنه في وارد استعادة مكانته ورد اعتباره من خلال استخدام نفس الأساليب الوحشية ضد خصومه، لذلك استدعى في الشريط مشاهد قديمة مصورة لممارسات أعضائه الوحشية في حق المدنيين والأسرى.
ويرى خبراء أن إظهار سيناء وكأنها وجهة داعش بعد خسارته في سوريا والعراق تطلب من التنظيم التصعيد في وحشيته عمليا على الأرض لتكرار مستوى ظهوره الأول الذي كان سببا في تمدده بالمدن السورية، وهو ما حققه في هجوم مسجد الروضة ببئر العبد.
ويلفت خبراء في شؤون الحركات الجهادية إلى أن داعش سيناء ليس في حاجة لإعلان مسؤوليته عن اعتداء مسجد الروضة الأخير، فالهجوم مدبر في سياق عدة خطوات لإعلان انطلاقة داعش الجديدة من قلب سيناء.
ورصد متابعون كيفية استثمار هذه الوقائع ومن ضمنها الإصدار المصور الجديد عبر وسائل التواصل ومواقع الإنترنت لاستقطاب مقاتلين جدد لدعم حضور التنظيم في سيناء باعتبارها البقعة المثلى لاحتضانه.
ودأب التنظيم على تنفيذ عمليات كبيرة تمثل رمزية ذات أبعاد طائفية، في محاولة لاستعادة مواقعه وتعزيز الروح المعنوية لأتباعه واكتساب مقاتلين جدد.
ودعا البغدادي خلال المقطع المصور مساعديه إلى تعويض هزائم التنظيم في العراق وسوريا بالتوجه إلى جنوب ليبيا كمحطة إعداد وتحشيد وتوزيع مهام، ومنها التحضير لاستهداف دول الجوار العربي وتحديدا الجزائر ومصر وتونس.
تنظيم لا يريد أن يعترف بنهايته
وبرّر البغدادي هزائم التنظيم في العراق وسوريا باعتبارها “حربا فرضتها متغيّرات العالم”، معتبرا ليبيا الساحة القادمة ومن ثم رفع الراية في مصر ودول الجوار.
ونظرا لمحدودية المساحة التي يتحرك فيها التنظيم بسيناء وتبلغ ثلاثة بالمئة، لجأ إلى التمدد مستحدثا ما أسماه “جيش الصحراء” جنوب مدينة سرت الليبية، بالتزامن مع محاولة خلق حضور له في واحة سيوة والظهير الصحراوي لمحافظات الصعيد خاصة محافظة أسيوط وصحراء الواحات لتخفيف الضغط عن سيناء.
وينتقل مقاتلو التنظيم من ليبيا إلى سيناء عبر واحة “جغبوب” عبر الحدود الغربية لمصر، حيث تجد قوات الأمن صعوبة في تأمين المنطقة الحدودية الغربية بالكامل نظرا لطولها ووعورة تضاريسها.
ولفتت مصادر أمنية إلى أن البغدادي يستخدم نفس استراتيجية تمدد تنظيمه السابق في العراق وسوريا عبر تطبيق تكتيك كسر الحدود بعد التمكن من السيطرة على بعض المدن، منطلقا منه لتهديد البلدان المجاورة.
ويرى الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت موسى أن حضور الدولة المصرية بكامل ثقلها العسكري والأمني في هذه المرحلة بسيناء يمثل أولوية قصوى، بالنظر إلى ما يمثله هذا التهديد على أمنها القومي، مشددا على أن التنظيم لم ينجح في كل من سوريا والعراق إلا بسبب ضعف الدولة وهشاشة مؤسساتها الأمنية.
ودأب التنظيم في إصداراته المرئية على مخاطبة أعضاء جماعة الإخوان، وتكرر إلحاحه في إصدار “صولة الأنصار” بجزأيه وإصدار “صاعقات القلوب” ثم أخيرا عبر رسائل إصدار “لهيب الحرب 2”، على دعوة أنصار الجماعة وأعضائها للانضمام إلى داعش كسبيل أوحد للخروج من أزمتها وإنقاذ قادتها.
ويجد خبراء أن ظاهرة ما عرف بـ”الإخوانية الجهادية” التي تؤشر لانضمام أعضاء من الإخوان لداعش أو تأسيس البعض منهم لخلايا مسلحة مستقلة هي أحد رهانات داعش لاستقطاب عناصر جديدة بالترويج للمظلومية السياسية، ما يتلاقى مع رهانات جماعة الإخوان على “تصدع وانهيار الدولة المصرية” كسبيل وحيد لعودتها من جديد للمشهد.
وقال إمام مسجد الأزهر بالقاهرة الشيخ أسامة الحديدي إن مواجهة خطط داعش “لا تتوقف فقط على مواجهة أفكاره المتطرفة بل تتطلب حضور الدولة بكامل مؤسساتها”.
ويخوض داعش تحدّيا ضد مقاتلي القاعدة الذي جاهر بمنافسته لسلطة داعش عبر بيانات إدانة لعملياته ضد المدنيين، ويعد الاشتباك بين مجموعة من تنظيم جند الإسلام القاعدي ومسلحين تابعين لداعش بداية لمواجهة أشمل شبيهة بمواجهات الطرفين في سوريا.
ويضع تنظيم داعش عينه على تحركات القبائل ويظهر حرصه من خلفيات عملياته التي تترك أكثر من أثر في مسارات عدة، على ألا تتطور العلاقات بين القبائل والأجهزة الأمنية المصرية إلى مستويات ما واجهه في العراق، عندما قضت صحوات القبائل السنية العراقية على الجانب الأكبر من قوّته.
خطاب الإسلاميين يكشف زيف نفسه بنفسه
حلقات كثيرة من 'الإبداع' التركي القطري في التظاهر بنشر ثقافة إنسانية مؤدلجة بتخصيب إخوانيّ محضة تنهل من ثقافة أصولية محضة لا تؤمن إلا بالأفق البعيد للمشروع الغائر.
أعلنت الدول العربية المقاطعة لقطر الأسبوع الماضي أن “اتحاد علماء المسلمين يعمل على ترويج الإرهاب عبر استغلال الخطاب الإسلامي واستخدامه غطاء لتسهيل النشاطات الإرهابية المختلفة”.
بدا واضحا ومفهوما أن هذا الإعلان مدروس بعناية ولا يحتاج سندا يرتكز عليه. في المقابل فإن مبررات عديدة يفرزها الواقع العربي تكشف عن خطابات مؤدلجة وأخرى مضلّلة بغطاء إسلامي يعمل المنتسبون لهذا الهيكل الإسلامي على نشرها في أنحاء عدة من البلدان العربية.
الخطاب أي خطاب في معناه الشمولي هو فن. فن بكل ترنيماته وأساليبه الإخراجية ومحتواه اللفظي والمنطوق الذي يخرج للناس. والفن بلغة المحاور المتزن والمجادل الرصين يحاول إيصال رسائله دون مغالاة في التأثير الأيديولوجي أو بث السموم.
لكن هذا الفن أثبت وهن المخرجات التي يتضمنها خطاب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في كيفية “أدلجة” الناس وكشف عورات المنتسبين إليه في الطرق المضللة لمغازلتهم. الحديث يجد صداه في البرامج والإذاعات وشهادات الناس وأيضا في التقارير الأخيرة لأعتى المعاهد اشتغالا على هذه الظاهرة وإخراج مساوئها للعالم.
جانب كبير من هذا الخطاب يعكسه “الإسناد” والنشاطات المختلفة المقدمة للمجتمعات، عربيا وأفريقيا، اللذان لم يتوقفا تحت يافطات دينية ممنهجة وبأسلوب ملتو فيه الكثير من الروافد الأصولية.
لعبة الأصابع الملتوية لخطاب الأخونة وبث السموم تاجر بها من قبل أصوليون فانقلب سحرها على الرعاة للمشروع وهاهم فيه ساقطون بلا فائدة
تكثّف الاشتغال على هذه الناحية من جانب تركيا في أفريقيا تحديدا. وصحيح أن المصاب جلل (كوارث طبيعية، تفجيرات إرهابية وغيرها) لكن أبعد من المصاب هو الطريق المرّ لعلاجه بوصفة “السحر المبين” وبطرق مشروطة أيضا.
كل ما أقدمت عليه تركيا وتقدمه من تبرعات وقوافل إغاثة ومساعدات زمن المحن وكل ما يوضع عبر الملصقات (مساهمة خيرية من تركيا أو من قطر) لبعض الدول عربيا وأفريقيا لا يذهب سدى.
تركيا ليست وحدها على هذا النهج. الحليفة قطر هي الأخرى تضاعف جهودها على نفس المنوال، لكنه منوال قول شهير تردده الأذهان “فمن دخل البيت القطري.. فهو آمن” لكنه أبدا ليس كذلك، لأن طوقا إخوانيا سيلفّه ليأخذه في غياهب “عالم فسيح” من الإسلام السياسي تستميت الدوحة في نشره.
قارئ متأن بين السطور يستكشّف مرارة الغزو الممنهج الذي تسير فيه الدولتان لنشر خطاب إخواني والثبوت على تركيز عوالمه في العديد من البلدان. دلائل ومؤشرات على ذلك تعكسها أيضا البنية اللفظية للخطباء والأئمة في جل المساجد التي تسهم فيها أو تشرف عليها الدولتان بالدعوة إلى المدح والتهليل لهما، فيما انشداد أجيال من فئات عمرية مختلفة لطرق المغازلة شيء لا يمكن وصفه ولا تخيّل مقياس حراري يستطيع عكس درجات النبض بين صفوف المولعين بأسلوب التغني والإشادة به.
ليس ذلك فحسب. المثال الأكثر أهمية في تونس ما تم تيسيره زمن الانفلات الثوري في 2012 من خدمات تتولى رعايتها جمعيات خيرية بصنوفها المتعددة كـ”قطر الخيرية” وغيرها من الجمعيات الناشطة في تونس. ورغم تحجيم الأدوار التي تقوم بها هذه الجمعيات، فإن تساؤلات المراقبين لا تكاد تتوقف: بأي اتجاه ذهبت كل تلك التمويلات وما هي الأطر التي أضحت تستفيد من كل تلك المليارات داخل الدولة؟
حلقات كثيرة من “الإبداع” التركي القطري في التظاهر بنشر ثقافة إنسانية مؤدلجة بتخصيب إخوانيّ محضة مرتكزاته ظاهرة للعيان وأساليبه بدائية تنهل من ثقافة أصولية محضة لا تؤمن إلا بالأفق البعيد للمشروع الغائر (مشروع الإخوان) مهما تظاهرت الدولتان بأنهما في حل من كل ما ألصق بهما من “تهم” وفرضيات تخوين.
الخطاب الإخواني بدلائله البعيدة والقريبة ظاهر في أشد الخلافات تعقيدا بين جمهور واسع من المتابعين لنشاطاتهما في كل الدول تقريبا. ينطوي هذا الفن على مدلول عقائدي صرف لا حياد عنه. الجماعة الأم هي دون سواها.
تعويم الشعوب بخطاب الأخونة الذي تمارسه تركيا وقطر بمسوّغات شتّى وأساليب مستقاة قد فشل في بلوغ مآربه وانهار السد على بانيه
بماذا يفسر الباحثون والنقاد والمتابعون لكل الأزمات التي أثيرت حول تمسك الدولتين بالمشروع الكبير للأخونة الذي لا تريد الدولتان الحياد أو التراجع عنه؟
انساقت أطروحات البحث والتحليل سواء وراء الأزمة الخليجية مع قطر رغم أنها صغيرة، بحسب وصف القادة السعوديين لها، وهذا معلوم لجهة الأهمية التي يكتسيها ملف الدوحة من خطورة وتأثير على أمن المنطقة بعد ثبوت دعمها لتنظيمات إرهابية، لكن اللافت هو الدعم المتواصل لحزام الأخونة الذي يجمع الدولتين والمسنود من إيران وحزب الله.
يبحث رجب طيب أردوغان كما الشيخ تميم في كل اللقاءات، التي تسارعت وتيرة كل منهما إلى عقدها خلال الفترات الأخيرة ببلدان وعواصم أوروبية، عن متنفس لانحسار نفوذ تركيا لاشتغالها على إثارة النعرات بينما وضعها الداخلي يزداد تأزما بسبب التسلط الأردوغاني وإمعانه في سياسة التصفيات لمن يعتبرهم خصوما.
فيما تكابر الدوحة بمضاعفة جهودها أملا في تطويق الآلام التي سببتها مقاطعة الدول الأربع، على جل المستويات، والتي يرى محللون أنها نجحت إلى حد بعيد في تحقيق نتائجها.
لعبة الأصابع الملتوية لخطاب الأخونة وبث السموم تاجر بها من قبل أصوليون فانقلب سحرها على الرعاة للمشروع وهاهم فيه ساقطون بلا فائدة. درج الإرث المسموم للجماعة على البحث في كل الأطر الضيّقة والأساليب المفبركة للظهور في أشكال ناصعة، لكنّ غمامة سوداء تحوم حول أعناق صانعيها بانتظار ساعة الحسم يتم فيها كنسهم نحو مصيدة الأفول والزوال لينتهوا أشلاء، وهو أمل كل مناهض لهذا الفكر المتزمت الضارب في أعماق الإيذاء للآخر والعبث بمقدراته طال الأمد أو قصر.
باحث عن العقائدية المأزومة هو ذاك الذي ينصب العداء وشراك الإرهاب لإخوته من العرب. هذا مبعث الخوف والقلق من كلا الدولتين في الساحة العربية تضاف إليهما إيران “المارقة” استنادا إلى توصيف ترامبي محض، وهو أيضا مسار لا عودة فيه لكل المخرجات والبيانات التي تتوصل إليها الدول العربية في لقاءاتها وقممها الاستثنائية منها والرسمية.
سيتكشّف للرأي العام العربي والعالمي بوضوح بعد صيرورة تاريخية، والتاريخ حافظ لكل الأحداث والمحن، أن تعويم الشعوب بخطاب الأخونة الذي تمارسه تركيا وقطر وأذرعهما المنتشرة في البلدان العربية وخصوصا بمنطقة الشرق الأوسط بمسوّغات شتّى وأساليب مستقاة قد فشل في بلوغ مآربه وانهار السد على بانيه.
(العرب اللندنية)
سيناريوهات الفوضى في اليمن
بمجرد الإعلان عن اغتيال الرئيس اليمنى المخلوع على عبدالله صالح، تساءل كثيرون، عن السيناريو القادم فى هذا البلد العربى المنكوب، وهل سينجح الحوثيون فى مخططهم لتحويله إلى ولاية فارسية، أم أن مؤامرتهم ستسقط سريعا أمام ضربات التحالف العربي، وهل ستكرر إيران السيناريو ذاته مع حلفائها فى دول عربية أخرى.. تحاول «البوابة» الإجابة على التساؤلات السابقة وغيرها فى هذا الملف.
الأربعة الكبار يتصارعون على البلد المريض
الحوثيون.. حزب المؤتمر.. التجمع اليمنى للإصلاح المحسوب على الإخوان.. وعلى محسن الأحمر
فى أغسطس الماضي، اتهمت ميليشيات الحوثى حليفهم الرئيس اليمنى الأسبق على عبدالله صالح، بـ«الغدر» بعدما وصفهم بـ«الميليشيا»،ومنذ ذلك الحين، بدأت الانقسامات بالظهور بين زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثى وصالح بعدما تحالفا منذ عام ٢٠١٤ ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، إذ تبادلا الاتهامات بالغدر فى خطابات متلفزة.
وفى الثانى من ديسمبر الجاري، تعهد صالح، بـ«فتح صفحة جديدة» مع السعودية بعد وقف لإطلاق النار وفك للحصار عن اليمن، كما دعا «الشعب اليمنى أن يهب للدفاع عن بلاده ضد العناصر الحوثية»، وأضاف صالح «اليمنيون الآن يختارون قيادة جديدة بعيدا عن الميليشيات»، داعيا جميع الشعب اليمنى فى كل المحافظات وكل مكان أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن اليمن ضد الحوثية، التى تعبث باليمن منذ ٣ سنوات للانتقام ممن حققوا وحدة اليمن وثورة سبتمبر»
وبعد التصريحات السابقة، سارع زعيم جماعة أنصار الله الحوثية، عبدالملك الحوثي، إلى دعوة الرئيس الأسبق وحزبه، إلى الحوار لوقف الاشتباكات الدائرة بين الطرفين فى العاصمة صنعاء، كما خاطب صالح وناشده أن يكون أنضج من «تهورات الميليشيات»، فى إشارة إلى القوات الموالية للرئيس الأسبق، التى قاتلت الحوثيين فى صنعاء، ومضى الحوثى بالقول: «ليحتكم حزب المؤتمر الشعبى العام معنا إلى العقلاء والمشايخ فى البلد ويتحمل الخطأ من يحكم عليه»، وهدد زعيم الحوثيين بشكل ضمنى بالتصرف أمنيا ضد القوات الموالية للرئيس الأسبق حال عدم الاستجابة للحوار، قائلا: «إذا أصرت قوات صالح على التهور، فعلى الجميع التعاون لضبط الأمن».
ولم تكد تمر ساعات على دعوة الحوثي، إلا وفوجئ العالم بغدرهم بحليفهم صالح، إذ قاموا باغتياله فى صنعاء فى ٤ ديسمبر. وسلطت واقعة انتقام الحوثيين من صالح، الضوء على الدور السياسى للأطراف المتصارعة فى اليمن ومصدر تمويلهم وأهدافهم من الصراع.
والبداية مع حركة أنصار الله، التى عرفت إعلاميا باسم الحوثيين، نسبة إلى مؤسسها بدر الدين الحوثي، الذى يعد المرشد الدينى لها، وهى حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من صعدة شمال اليمن مركزا رئيسا لها.
تأسست الحركة عام ١٩٩٢ نتيجة ما يزعمون أنه تهميش وتمييز ضدهم من السلطات اليمنية، وخاضوا أكثر من حرب ضد الدولة اليمنية، وقبل ثلاث سنوات، انقلبوا على السلطة الشرعية هناك.
وقائد الحركة حاليًا هو عبدالملك الحوثي، ابن مؤسسها بدر الدين الحوثي، وشكلت الحركة ما يعرف باللجان الشعبية بقيادة محمد على الحوثى الذى يتلقى تمويلات ضخمة من إيران عن طريق شخصيات حوثية توجد فى لندن، لتتمكن هذه الميليشيات الانقلابية من الصمود وتخريج دفعات عسكرية شيعية على غرار الحشد الشعبى فى العراق.
وتمارس هذه اللجان أبشع الجرائم والبلطجة على اليمنيين، وأدرج اسم محمد على الحوثى فى قائمة العقوبات التى فرضها مجلس الأمن الدولى فى ٧ من نوفمبر ٢٠١٤، لتهديده السلام والاستقرار فى اليمن واستخدام العنف لتقويض العملية السياسية وعرقلة تنفيذ عملية الانتقال السياسى فى اليمن، وتهدف العقوبات لوضعهم فى قائمة المنع من السفر إضافة إلى تجميد أصولهم المالية.
ويسعى الحوثيون لتشكيل جيش طائفي، لذا يعملون على عامل الوقت، وإطالة أمد الحرب، لأن انتهاءها فى الوقت الحالي، قد تنهى آمالهم فى الوصول إلى العدد المطلوب فى تجنيد الشباب بحسب ميولهم المذهبية للقضاء على الجيش اليمني، ولذا سعوا لعرقلة أى دعوات للتهدئة بين صالح والتحالف العربي، على اعتبار أن التهدئة ستنهى دور ميليشيات الحوثى من حياة اليمنيين، وهو ما أدى على الأرجح إلى اغتيال صالح.
ومن أطراف الصراع فى اليمن أيضا، حزب المؤتمر الذى كان يقوده على عبدالله صالح قبل اغتياله، والذى تحالف مع الحوثيين ضد الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وكان صالح يعتقد أن إطالة الحرب ليست لصالح الحوثيين من حيث القاعدة الجماهيرية، بسبب طريقة إدارتهم للدولة، ومن ثم، فإن أى انتخابات قادمة ستكون لصالح حزبه أو نجله أحمد،وهناك أيضا حزب التجمع اليمنى للإصلاح المحسوب على الإخوان، والذى يشكك كثيرون فى ولائه للحكومة الشرعية، وأنه يقوم بأدوار ملتبسة فى المشهد اليمني.
ومن ضمن المتصارعين أيضا، على محسن الأحمر، الذى يتردد أنه يتحالف مع حزب التجمع اليمنى للإصلاح، ويطمح أن يصبح رئيسا، ويراهن على ذلك، من خلال ما ينفذه من خطط لحفظ مكانته بين القبائل، لكن علاقته مع الرئيس عبدربه منصور هادى ليست جيدة.
وبجانب الأطراف السياسية المتصارعة، وتصاعد الدعوات الانفصالية فى الجنوب، توجد أيضا تنظيمات إرهابية، أبرزها، «داعش» و«القاعدة» وهما يستغلان الأوضاع المتدهورة وانشغال السلطات الأمنية عنهم، ويعملون جاهدين للانتشار فى مدن ومحافظات بعينها.
وقُتل ما لا يقل عن ٤٣ جندياً وأُصيب العشرات من قوات الجيش اليمنى الموالى لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، جراء هجوم انتحارى استهدفهم فى ١٨ ديسمبر ٢٠١٦ فى عدن جنوبى البلاد.
إنذار بلون الدم للعراق.. الدور على «العبادى»
تحذير إيرانى: الحشد الشعبى خط أحمر
يبدو أن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادي، هو الهدف القادم لإيران، بعد أن تخلصت من الرئيس اليمنى الأسبق على عبدالله صالح، خاصة فى ظل الضغوط الدولية المكثفة على بغداد لحل ميليشيات الحشد الشعبى الشيعية.
فالإعلان عن اغتيال صالح، بدأ برسالة تحذير دموية، من قبل إيران، لحلفائها، من مغبة الانقلاب عليها، وأن مصيرهم لن يكون أفضل، مما انتهى إليه الرئيس اليمنى المخلوع.
وكان صالح تحالف مع الحوثيين، ذراع إيران فى اليمن، وتآمر معهم، ضد شعبه وجيرانه، وعندما أراد التراجع، كان رد طهران وحلفائها، دمويا.
وفى ذروة تقارير متزايدة حول احتمال حصول العبادي، على دعم دولى لتحجيم فصائل الحشد الشعبى الموالية لإيران فى العراق، جاء اغتيال صالح بمثابة إنذار له، بلون الدم، من احتمال تكرار سيناريو صالح معه.
ولعل ما يرجح صحة ما سبق، أن زعيم ائتلاف «دولة القانون»، نورى المالكي، الذى يشغل منصب نائب الرئيس العراقي، والحليف القوى لإيران، يرفض بشدة أى محاولة لتقييد دور الحشد الشعبي، الذى اقترف جرائم وحشية ضد «السنة».
وتقول مصادر مطلعة فى بغداد، إن «رئيس الوزراء العراقى يسعى لتحجيم الحشد الشعبي، وإبعاده عن نفوذ إيران، وأن هذه الخطوة، لن تنجح، إلا بإقالة المتحدث باسم الحشد، أحمد الأسدي، حليف المالكي، والنائب فى البرلمان العراقى عن دولة القانون.
وقبل أن يقدم العبادى على هذه الخطوة، سارع المالكى لإحباطها، عبر انتقاد تصريحات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى طالب بحل «الحشد الشعبي».
وحسب وسائل الإعلام الفرنسية، أكد ماكرون، «وجوب إنهاء الميليشيات فى العراق، ومن ضمنها الحشد الشعبي»، مشيرا إلى أنه تحدث مع رئيس الوزراء العراقي، بهذا الشأن.
وكان مايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، حذر أيضا قوات الحرس الثورى الإيرانى من مهاجمة القوات الأمريكية فى العراق أو انتهاج أى سلوك ينطوى على تهديد لها.
وجاء تحذير الاستخبارات الأمريكية فى رسالة وجهها بومبيو إلى قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيراني، قاسم سليماني،المشرف المباشر على فصائل الحشد الشعبى فى العراق، محملا المسئولين العسكريين الإيرانيين، مسئولية أى هجمات على المصالح الأمريكية فى العراق، من قبل الميليشيات الخاضعة لسيطرتهم.
واللافت أن المؤتمرات الصحفية، التى عقدها العبادى مؤخرا، تضمنت بالفعل إشارات واضحة إلى «وجود فساد فى مؤسسة الحشد الشعبي». وقال العبادي، إن بعض قيادات الحشد تسجل أسماء وهمية فى قوائم مرتبات المقاتلين، وتحصل على أموال طائلة بشكل غير مشروع.
ونسبت جريدة «العرب» اللندنية إلى مصادر عراقية قولها، إن العبادى يعرف أنه لا أحد سيقف معه، إن هو اختار مواجهة الحشد، بل إن تلك المواجهة ستكون فرصة لصقور الشيعة العراقيين الموالين لإيران، وأبرزهم المالكي، للانقضاض عليه.
وبصفة عامة، فإن إيران مصرة على زعزعة استقرار الدول العربية، وهى توظف أدوات محلية لتنفيذ مخططاتها، مثل الحوثيين وصالح فى اليمن، وحسن نصرالله فى لبنان، ونورى المالكى فى العراق.
فمعروف أنه بعد الغزو الأمريكى للعراق، وما خلفه من فوضى عارمة هناك، استغلت إيران الفرصة وأنشأت ميليشيات شيعية مسلحة، بحجة محاربة تنظيم داعش، وتشير التقديرات إلى أن عدد هذه الميليشيات يتراوح بين ٥٣ و٦٧، وتضم أكثر من مائة ألف مقاتل.
ومن أبرز هذه الميليشيات: فيلق بدر، ويرأسها وزير النقل العراقى السابق هادى العامري، وهناك أيضا كتائب الإمام علي، ونشرت العديد من الفيديوهات لقطع رؤوس من تقوم بقتالهم، كما اعترفت فى بيانات صادرة عنها، أنها تعمل بتفويض رسمى من شيعة إيران.
وبالإضافة إلى ما سبق، توجد أيضا، عصائب أهل الحق: ويزيد عدد أعضائها على ١٠ آلاف مقاتل، وتحصل على مبالغ مالية طائلة من إيران، ويشرف عليها بشكل مباشر، فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني.
ومن بين الميليشيات أيضا، كتائب حزب الله العراقي، وتعلن صراحة ولاءها لإيران، وتقدر أعدادها بنحو ١٥ ألفا، وقد صنفتها أمريكا ضمن لائحة المنظمات الإرهابية.
وفى ضوء ما سبق، يتأكد أن العراق مثل اليمن، يواجه مؤامرة إيرانية خطيرة، قد تنتهى بتفتيته، ولذا لا بديل عن الإسراع بتحجيم ميليشيات الحشد الشعبى، قبل أن يستفحل خطرها، مثل الحوثيين.
ويبدو أن رد الفعل السعودى السريع، على اغتيال صالح، يبعث برسالة طمأنة بإجهاض المخطط الإيراني، إذ قال سفير المملكة العربية السعودية فى اليمن، محمد آلـ جابر، إن بلاده تقف مع اليمنيين، مهما يحدث من جرائم حوثية. جاء ذلك فى تغريدة للسفير السعودى على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، وأضاف «دوما المملكة مع أشقائنا اليمنيين مهما يحدث من جرائم حوثية، وما قام به الحوثى من غدر ونقض للعهود، جزء من تربيته الإيرانية».
عودة شبح الانقسام إلى شمال وجنوب البلاد
قال الدكتور محمد محسن أبوالنور، الباحث المتخصص فى الشئون الإيرانية، إن هدف الحوثيين فى الفترة القادمة، يتمثل فى ثلاثة أمور، أولها، السيطرة على كل مفاصل السلطة، ومزاولة الدور التخريبى فى تقسيم اليمن، والعبث بأمنه واستقراره، وثانيًا: الزحف إلى عدن للسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي، والذى يحقق لإيران السيطرة على أهم مضيقين فى الشرق الأوسط، وهما مضيق هرمز وباب المندب، وثالثًا: تثبيت تواجدهم فى اليمن عن طريق إقصاء فصيل معارض لهم، على غرار التجربة الليبية حين تم قتل العقيد الراحل معمر القذافى للإبقاء على دور الجماعات الإرهابية المسلحة.
وعن مستقبل اليمن، أشار أبوالنور، إلى أن الوضع يتجه من سيئ إلى أسوأ، خاصةً أن حالة من عدم الاستقرار ستنشر فى البلاد الفوضى على مدار السنوات المقبلة، وسيتكرر نفس نموذج الدولة الليبية فى اليمن، إذ ستنتشر العديد من الميليشيات المسلحة، والتى تتقاتل مع بعضها البعض على التفرد بالسلطة، فضلًا عن مواجهة الدولة شبح الانقسام إلى شمال وجنوب مرة أخرى.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد قباص أبوراس الباحث اليمني: «إن الأوضاع فى اليمن سوف تتأزم بعد مقتل صالح، وستدخل البلاد فى نفق مظلم، سيدفع ثمنه الجميع»، مشيرًا إلى أن هدف الحوثيين تحويل اليمن إلى ولاية فارسية تابعة لإيران.
وأكد «أبوراس» ضرورة الإسراع باتخاذ مجموعة من الإجراءات فى إطار التطورات الراهنة لوقف الحرب، منها الاستجابة لدعوة المصالحة.
قال خالد الزعفراني، الإخوانى المنشق والخبير فى شؤن الحركات الإسلامية، إن قتل صالح كان هدفا للحوثيين، من أجل الأخذ بالثأر، لأنه طوال فترة حكمه، حارب الحوثيين، وقتل عددا كبيرا منهم، وكذلك قتل عددا كبيرا من قياداتهم «الروحية»، حسب تعبيره.. وأضاف أن الحوثيين كان هدفهم الوحيد طوال الفترة السابقة الوصول إلى صالح وقتله بأى شكل من الأشكال، لأنه أفسد لهم حياتهم، حسب رؤيتهم.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد حربا شرسة بين الحوثيين وبين جميع طوائف الشعب اليمني، والمعركة لن تنتهى عقب قتل صالح، بل ستتأزم أكثر. وأضاف «ميليشيات الحوثيين ستحاول السيطرة على الدولة بأكملها، وهذا الأمر سيغضب الشعب، لذلك، ستحدث حروب شرسة بينهم، وبين اليمنيين، ستؤدى فى النهاية إلى التخلص من الحوثيين».
(البوابة نيوز)