مخاوف من تسلل إرهابيي سيناء إلى العمق المصري/الأزهر والأوقاف يثمّنان حالة التضامن العربي والإسلامي مع القدس/وجدي غنيم ينقلب على أردوغان: بيان قمة إسطنبول عن القدس «هبل وعبط»
الإثنين 18/ديسمبر/2017 - 09:48 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الاثنين الموافق 18-12-2017
باحث بمركز "الأهرام": داعش تحول من مجرد تنظيم إرهابي لمظلة فكرية
قال على بكر، الباحث فى مركز «الأهرام» للدراسات الاستراتيجية، وخبير الحركات المتطرفة، إن الذئاب المنفردة ستعمل على تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية، خاصة أنها قامت بتهديد العديد من لاعبى كرة القدم المتواجدين فى أوروبا، كما هددت باستهداف بطولة كأس العالم.
وأضاف بكر لـ"البوابة نيوز"، أن داعش تحول من مجرد تنظيم إرهابى موجود فى العراق وسوريا إلى مظلة فكرية تتواجد في أغلب دول العالم، وينتمي إليها الآلاف، سواء على شكل مجموعات، أو أفراد، وذلك عن طريق قبول التنظيم الأم بيعات العديد من المجموعات الإرهابية، والأفراد، وكذلك أصبح داعش يمثل مرجعية للعديد من الإرهابيين حول العالم وسيظل العالم يعانى منه لفترة كبيرة.
وتابع: "داعش يخاطب الذئاب المنفردة فى أوروبا وأمريكا باستمرار بجملة «جاهدوا فى بلادكم»، وهو ما يعنى أنه يأمرهم بتنفيذ عمليات إرهابية عن طريق الدهس هناك، ومن المؤكد أن انهيار تنظيم داعش، وخسارته أكثر من ٩٥٪ من الأراضي، التى كانت بحوزته بالعراق وسوريا، سيدفعه إلى تنفيذ عمليات إرهابية عشوائية وغير محسوبة، سواء من العائدين من التنظيم، أو من قبل عناصره، التى تعمل بشكل منفرد، والتى يطلق عليها الذئاب المنفردة، من باب مناصرة التنظيم من ناحية، وكرد فعل سريع على سقوط دولتهم المزعومة من ناحية أخرى، فالتنظيم يسعى لتدارك هزيمته على وجه السرعة، والتخفيف من حدتها على فروعه ومناصريه، وأيضا للحفاظ على هيبته ووجوده على الساحة، وهو ما قد يؤدى إلى تنفيذه عمليات إرهابية كبيرة ومتنوعة فى الفترة القادمة".
لعنة مجزرة الروضة.. "داعش" يتفكك
التنظيم يفشل فى امتصاص غضب أعضائه بسبب الحادث
«أبوالسعد»: الغطاء الشرعى لـ«ولاية سيناء» سقط.. والقيادات يحاولون تقديم مبررات لقتل المصلين
بدأ تنظيم «داعش» الإرهابى فى سيناء، محاولات احتواء الخلافات بداخله، على خلفية مجزرة مسجد الروضة بالعريش شمال سيناء فى ٢٤ نوفمبر الماضى، والتى سقط فيها ٣٠٥ شهداء.
وكشفت عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة»، كانت انضمت لـ«داعش» وانشقت عنه، أن التنظيم بدأ جلسات حوار داخلية، لامتصاص الغضب فى صفوفه حول عملية مسجد الروضة.
وتابعت المصادر ذاتها، عبر قناة لها على تطبيق «تيليجرام»، أن أصواتا داخل التنظيم تتساءل عن شرعية تنفيذ عملية ضد مصلين وأطفال.
وكشفت المصادر، أن التنظيم يناقش فى الجلسات تكفير كلًا من قبيلة الترابين «إحدى أكبر قبائل سيناء ومتعاونة مع السطات فى مكافحة الإرهاب»، وجماعة ما يعرف بـ«جند الإسلام» المحسوبة على تنظيم القاعدة.
وأشارت المصادر، إلى أن التنظيم لم يفلح بعد فى تحقيق غرضه من جلسات الحوار، لعدم امتلاكه مهارة النقاش المباشر، إذ اعتاد عناصره التحدث من خلف شاشات الهواتف النقالة.
وفى سياق الخلافات بين «داعش»، و«جند الإسلام» كشفت قناة «منبر سيناء»، المقربة من «القاعدة»، عن المسئول عن عملية الروضة، والملقب بـ«مفتى داعش فى سيناء».
وذكرت «منبر سيناء» تحت عنوان «من هو القاضى العام لتنظيم ولاية سيناء؟» تفاصيل عنه قائلة: إن اسمه محمد سعد الصعيدى، وكنيته محمد سعد أبوحمزة القاضى، ينحدر من مدينة رأس سدر جنوبى سيناء، والتحق بداعش فى سوريا لمدة عام، ليعود بعد ذلك إلى سيناء، بأمر من التنظيم ليعمل فى صفوفه داخل سيناء.
وأوضحت أن المفتى الداعشى عمل بالجوانب الدعوية والشرعية والقضائية، ويعتبر أحد العناصر الرئيسة المحركة لما يسمى بـ«ولاية سيناء»، والمسئول عن فتاوى القتل ضد الفارين من «داعش»، كما أنه أباح قتل المصلين، كما حدث فى مجزرة مسجد الروضة.
ولفتت «منبر سيناء» إلى أن «أبوحمزة» معروف عنه، عدم اعترافه بالخطأ، فى إشارة لعدم وجود نية لدى التنظيم للإقرار بجرمه.
يأتى ذلك بالتزامن مع عدم إشارة التنظيم إلى سيناء فى إصداره الجديد من مجلة «النبأ» الأسبوعية، الناطقة باسمه، إذ نشر التنظيم فى العدد «١١٠» مقالة بعنوان «عليكم بالشام»، نفى فيها التصريحات الرسمية الواردة على لسان مسئولين عراقيين وسوريين تفيد بانتهاء التنظيم فى سوريا والعراق.
وأوضح التنظيم، خلال المقال، أنه مطمئن على ما سماه «الجهاد فى العراق»، موجهًا عناصره إلى سوريا واليمن.
وتعليقًا على ذلك، قال طارق أبوالسعد، الإخوانى المنشق، إن التنظيمات الإرهابية قائمة على الغطاء الشرعى، وتضمن بقاء عناصرها فى صفوفها، دون انشقاقات بوجود قناعة دينية لديهم بأفكار التنظيم، مضيفًا: «الإرهابيون ليسوا مرتزقة، وعندما يقتلون فهم يقتلون لفكرة مقتنعين بها، وليس من أجل مقابل مادى».
وأضاف «أبوالسعد» أن الغطاء الشرعى لـ«ولاية سيناء» سقط مع عملية الروضة، مشيرًا إلى أن التنظيم سيحاول من خلال جلسات الحوار، التى بدأها، تقديم مبررات شرعية لقتل المصلين على لسان شرعييه.
ولفت إلى أن التنظيم مهدد بالانشقاقات إذ لم يوفر شرعيين على كفاءة عالية قادرين على احتواء الشباب والترويج لأن عملية «قتل المصلين» مباحة شرعيًا، حسب ادعائهم.
وشدد «أبوالسعد» على أن الأزمة التى تواجه داعش هى أن التاريخ الإسلامى ليس فيه أى واقعة تشير إلى جواز قتل مسلمين داخل مسجد، ما يعنى أن التنظيم سيحاول إدخال الضحايا فى تصنيف يعتبرهم من خلاله مرتدين، ومن ثم يجوز قتلهم.
وتابع، أن التنظيم فقد أغلب شرعيّيه، ما يعنى أن قدرته على احتواء الأزمة ضعيفة جدًا، ومن ثم يمكن تخيل أن ولاية سيناء ستتفكك ليعود عناصرها، كلًا إلى تنظيماته القديمة، متوقعا أن تنشط الكيانات المقربة من «القاعدة» هذه الفترة لاستقبال الفارين من «داعش». وأشار «أبوالسعد» إلى أن هذه الكيانات تراهن على قوة غطائها الشرعى، وبمجرد سقوط هذا الغطاء تحل كيانات أخرى توفر غطاء شرعيا أقوى تستقطب من خلاله العناصر الفارة من الجماعات المنهارة.
(البوابة نيوز)
مخاوف من تسلل إرهابيي سيناء إلى العمق المصري
لفت وزير الداخلية المصري مجدي عبدالغفار أمس، انتباه مساعديه إلى احتمال سعي إرهابيين من شمال سيناء إلى التسلل إلى عمق المدن المصرية بسبب الحصار المفروض عليهم في سيناء، واشتداد ضربات الجيش على معاقل الجماعات المتطرفة، تنفيذاً لتكليف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالقضاء على الإرهاب في سيناء قبل حلول آذار (مارس) المقبل.
وعقد عبدالغفار اجتماعاً ضم مساعديه وكبار القيادات الأمنية في الوزارة استعرض خلاله التطورات الإقليمية وتأثيرها في الحال الأمنية داخل مصر. وأكد أن «الأحداث المتلاحقة التي تشهدها المنطقة تتطلب المراجعة المستمرة وتقويم الخطط الأمنية وتطويرها لتحقيق رؤية شاملة للعمل الأمني، والتصدي الحازم لمحاولة بعض الجماعات المتطرفة استثمار الموقف الإقليمي لمصلحة منطلقاتها وأهدافها. وطلب ضرورة استمرار توجيه الضربات الأمنية الاستباقية للتنظيمات الإرهابية وإحباط مخططاتها وملاحقة عناصرها. وقال إن «المواجهات الأمنية الحاسمة مع العناصر الإرهابية شمال سيناء، قد تدفع بعض تلك العناصر إلى الفرار ومحاولة التسلل إلى المدن، ما يتطلب يقظة واستعداداً جيداً للتصدي لهذا الأمر».
ووجه وزير الداخلية برفع الحال الأمنية إلى الدرجة القصوى خلال فترة الأعياد المقبلة.
ولفت خصوصاً إلى ضرورة «تكثيف الأمن في محيط دور العبادة المسيحية وتمشيط محيط الكنائس في شكل متواصل».
ميدانياً، قتل الجيش قيادياً من الجماعات الإرهابية شمال سيناء خلال دهم قرية المهدية في رفح. وقالت مصادر طبية إن الحملة أسفرت أيضاً عن مقتل 3 إرهابيين آخرين. وأفاد سكان بأن قوات الأمن «فككت عبوات ناسفة وجدت معدة للتفجير على الطريق الساحلي في العريش بعد حاجز الميدان، وطوقت أماكن على الطريق لتفكيك العبوات قبل أن تقوم بتمشيطه، تحسباً لزرع عبوات أخرى تستهدف على الأرجح قوات الجيش والشرطة التي تكثف من تحركاتها شمال سيناء بسبب حملات الدهم حالياً».
في غضون ذلك، شهد وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي المرحلة النهائية لتدريب عسكري بالذخيرة الحية نفذه الجيش الثالث الميداني. وقال قائد الجيش الثالث في كلمة خلال فعاليات التدريب إن «مقاتلي الجيش الثالث مصرون على القضاء على الإرهاب، وتنفيذ ما يكلفون به من مهمات للحفاظ على أمن الوطن ومقدساته».
وعبّر وزير الدفاع عن اعتزازه بما تحققه قوات الجيش والشرطة، من ضربات متلاحقة للقضاء على الإرهاب في شمال سيناء ووسطها، والجهود المتواصلة لتأمين الجبهة الداخلية. وأكد أن مهمات الجيش للقضاء على الإرهاب «لا تؤثر في مستوى التدريب القتالي للتشكيلات والوحدات». وطلب «البعد من النمطية في تخطيط وتنفيذ الأنشطة، والمهمات التدريبية».
(الحياة اللندنية)
الأزهر والأوقاف يثمّنان حالة التضامن العربي والإسلامي مع القدس
ثمن المجلس الأعلى للأزهر، في اجتماعه أمس، موقف شيخ الأزهر من قضية القدس، ورفضه استقبال نائب الرئيس الأمريكي، حتى تتراجع الإدارة الأمريكية عن قرارها الظالم. وعبّر المجلس عن تأييده التام بالإجماع لموقف شيخ الأزهر، وهيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، من قضية القدس والقضية الفلسطينية، مؤكداً أن موقف الأزهر الشريف من هاتين القضيتين الإسلاميتين يمثل موقفاً ثابتاً وراسخاً، وسيظل متمسكاً به، ولن يتوانى لحظة في الانتصار له، من واقع مسؤوليته الإسلامية عن قضايا المسلمين، واهتمامه بجميع قضاياهم، وفي ضوء رسالته العلمية والإسلامية والإنسانية، ويحث المسلمين على التمسك بحقوقهم والانتصار لقضاياهم.
وفي السياق، ثمن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، حالة التضامن التي تعيشها الأمة العربية حول القدس، على الرغم مما تعانيه من مشكلات وأزمات داخلية، مطالباً باستثمار هذه الحالة لتحقيق مصالح الأمة، والدفاع عن حقوقها والتصدي لكل القوى التي تهدر حقوقها.
وثمن الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، تلاقي علماء الأمة ومثقفيها مع الجماهير الفاضلة حول قضية القدس، فالعرب يعيشون «حالة غضب عامة» تجاه القرار الظالم للرئيس الأمريكي، داعياً إلى استثمار هذه الحالة لفرض إرادة العرب والمسلمين على كل من يريد أو يتعمد إهدار حقوقهم، وإهانة مقدساتهم.
وأكد شومان ل«الخليج» أن العرب قادرون على استرداد حقوقهم المغتصبة من أرض ومقدسات، وفرض احترام حقوقهم على الجميع لو استمروا على هذه الحالة، وتجاوزوا خلافاتهم وصراعاتهم الخارجية.
وأكد شومان دعم الأزهر لاستمرار انتفاضة الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة، خاصة القدس، حتى يتراجع ترامب عن قراره، مثمناً موقف مصر الداعم بقوة للقضية الفلسطينية، مؤيداً مشروع القرار المصري في مجلس الأمن، مؤكداً أنه يرد على كل المشككين.
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن قضية القدس استطاعت توحيد الأمة الإسلامية، وتنبيهها إلى المخاطر المحدقة بها في مواجهة قوى متطرفة، أدمنت إهدار حقوق العرب والمسلمين.
وقال في تصريحات أمس، إن الموقف التضامني الرائع للأمة العربية والإسلامية، ضد الهيمنة الأمريكية، والدعم المتواصل ل»إسرائيل» على حساب حقوق الفلسطينيين والعرب، يجب أن يتلاحم ويتواصل للخروج من حالة السلبية واللامبالاة، التي فرضت علينا خلال السنوات الأخيرة.
وقال إنه أعطى توجيهات لخطباء المساجد بدعم قضية القدس، وجمع جماهير المصلين حولها، خلال الأسابيع المقبلة، فالقدس قضيتنا ودعمنا للحقوق الفلسطينية لن يتوقف.
من جانب آخر، جدد مفتي مصر، دعوته ا لتحرك جماعي لمواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، التي اكتوى بنارها الجميع.
(الخليج الإماراتية)
سامح عيد: ادعاء الإخوان حشدهم لتظاهرات دعم القدس استغلال مكشوف
وصف سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، مزاعم طلعت رضوان، المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان الإرهابية، حول تنظيم الشعوب العربية، تظاهرات نصرة القدس بناء على حشد الإخوان للقضية، بأنها استغلال مكشوف للأحداث.
وأكد عيد، في تصريح خاص لـ«فيتو» أن الجماعة معروف عنها الانتهازية، وركوب الموجة، فالتظاهرات التي خرجت من الأزهر، أو حتى في البلدان الإسلامية والعربية، لم يشاهد على رأسها قيادات إخوانية، ولم يكن لهم أي حضور بها، لافتا إلى أن التصريحات المشار إليها حيلة مكشوفة من الجماعة لاستغلال الحدث لصالحها.
وكان المتحدث الرسمي للجماعة الإرهابية زعم في مداخلة لقناة إخوانية، أن الاحتجاجات العربية على نقل سفارة أمريكا إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، تحركت بحشد دعا الإخوان إليه.
وجدي غنيم ينقلب على أردوغان: بيان قمة إسطنبول عن القدس «هبل وعبط»
هاجم الداعية الإخواني المتطرف وجدي غنيم، القمة الإسلامية التي عقدت بإسطنبول، مؤكدًا أن اعترافها بالقدس الشرقية فقط عاصمة لفلسطين «خيبة كبيرة».
وأوضح "غنيم" في تسجيل على موقعه بشبكة الإنترنت، أنه لا يوجد قدس شرقية ولا غربية؛ جميعها أرض محتلة، موضحًا أن اختزال أزمة فلسطين في الحدود المتفق عليها منذ 1967، «هبل وعبط».
وهاجم الداعية المتطرف كعادته، أغلب الذين حضروا القمة الإسلامية في تركيا، والتي يقيم «غنيم» نفسه على أراضيها حاليًا، بالرغم من عقد القمة بناءً على دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ وسخر من حل الدولتين الذي تتفق عليه الدول العربية والإسلامية، كما هاجم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس؛ بسبب دعوته الفصائل الفلسطينية لعدم استخدام السلاح في حل الأزمة.
وكان البيان الختامي للقمة الإسلامية التي عقدت في العاصمة التركية "إسطنبول"، أكد اعتبار المجتمعين «القدس الشرقية»، عاصمة لفلسطين، وطالب البيان كل دول العالم الاعتراف بها عاصمة للدولة الفلسطينية، كما أدان قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعتبره إعلان انسحاب أمريكا كراعية لمباحثات السلام في المنطقة.
انتهازية الإخوان عرض مستمر.. «الإرهابية» تزعم خروج الجماهير العربية لنصرة القدس بناء على دعوتها.. داعية سلفي: جماعة مصابة بـ«جهل مركب» ولا أمل في شفائها.. وقيادي منشق: تزييف للوعي وكوميديا عبثية
لا تترك جماعة الإخوان الإرهابية فرصة لمنتقديها لالتقاط الأنفاس، والصمت على انتهازيتها، التي تمارسها بسذاجة تحسد عليها في المنطق والفهم لطبائع الأشياء؛ فلم تترك الإخوان قضية القدس، إلا وهي تروج أن الحشود العربية الرافضة لقرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة بلاده إلى القدس واعتبارها عاصمة موحدة لإسرائيل، كان استجابة من الشعوب الإسلامية لـ«الفكرة الإخوانية».
غرابة الفكر الإخواني، تجسد في مداخلة على إحدى القنوات الناطقة بلسان الجماعة، وزعم طلعت فهمي، المتحدث الرسمي باسم الإخوان أن المظاهرات والحراك الذي فجرته الشعوب العربية نصرة للقدس، ليس إلا صدى لدعوتهم التي نادت بتلوين الحياة بصبغة الإسلام، مشيرا إلى أن الأحداث التي جرت تثبت صواب منهج الجماعة ونظرتها للأمور، لافتا إلى أن المجتمعات التي تحركت نصرة للقدس، هي التي زرع الإخوان فيهم دعوتهم، وحرصوا على كسب الرأي العام فيها، لصالح الفكرة الإسلامية.
جماعة على ضلال
الغريب والطريف في نفس الوقت، أن الداعية السلفي محمد أبو عجيلة، هاجم الإخوان بضراوة بالأمس، وكأنه نطق عنه الهوى، وأكد أن الجماعة مصابة بجهل مركب، يجعلها يحتقرون التيارات الإسلامية الأخرى، وتقلل من أعمالها ويحبطونها، باعتبار «الإخوان» أعلى شأنا منهم.
وشدد «أبو عجيلة» في تسجيله الذي بثته على شبكة الإنترنت، مؤسسة التناصح للدعوة، على أن الإخوان يختصون أنفسم دائما بالخير، موضحا أن الضلال وصل بهم لدرجة تجعلهم يدعون الله دائما، لو أن تحرير فلسطين جاء عن طريق أحد غيرهم، فالأفضل لها أن تبقى بيد اليهود.
«كوميديا عبثية»
من ناحيته، أكد إبراهيم ربيع، القيادي السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، أن زعم طلعت رضوان المتحدث الرسمي للجماعة، تنظيم الشعوب العربية، تظاهرات نصرة القدس بناء على حشد الإخوان للقضية «كوميديا عبثية».
وأكد «ربيع» في تصريح خاص لـ«فيتو» أن الجماعة تمارس تزييفا للوعي، وتحاول دائما قولبة الحقائق لتثبيت وقائع كاذبة في أذهان الناس، مشيرا إلى الجماهير العربية، لو كانت تدعم الإخوان بهذا الشكل على أرض الواقع، لكان الأولى لها الخروج لانتشال الجماعة من البئر الذي سقطت فيه منذ 2013 في كافة الأقطار العربية، وليس مصر وحدها، ولا تستطيع الخروج منه حتى الآن.
وكان المتحدث الرسمي للجماعة قال في له مداخلة على قناة إخوانية، أن الاحتجاجات العربية على نقل سفارة أمريكا إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، تثبت صواب منهجهم ونظرتهم للأمور، زاعما أن المجتمعات التي تحركت نصرة للقدس، هي التي زرع الإخوان فيها دعواتهم، وحرصوا على حشدها لصالح الفكرة الإسلامية.
(فيتو)
«الأعلى للأزهر»: ندعم موقف «الطيب» برفض لقاء نائب الرئيس الأمريكى
أعرب المجلس الأعلى للأزهر برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن تأييده بالإجماع لموقف «الطيب» وهيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، من قضية القدس والقضية الفلسطينية، ورفض شيخ الأزهر لقاء نائب الرئيس الأمريكى، مايك بنس، فى ظل قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أن القدس عاصمة لإسرائيل.
وشدد المجلس، فى اجتماعه، أمس، على أن موقف الأزهر من هاتين القضيتين الإسلاميتين يمثل موقفًا ثابتًا وراسخًا، وسيظل متمسكًا به، ولن يتوانى لحظة فى الانتصار له، وذلك من واقع مسؤوليته الإسلامية عن قضايا المسلمين، واهتمامه بكل قضاياهم، وفى ضوء رسالته العلمية والإسلامية والإنسانية.
من جهة أخرى، قال الدكتور مجدى عبدالحميد، مدير الجمعية المصرية للمشاركة المجتمعية، إنه رفض دعوة غير رسمية وجهت له للقاء نائب الرئيس الأمريكى خلال زيارته للقاهرة، مضيفاً: «عرض علىّ من قبل مسؤولين فى دردشة حول مدى رغبتى فى المشاركة إلا أننى أبديت رفضى».
وبشأن ملف الأقباط وما تردد حول مناقشة المسؤول الأمريكى له خلال الزيارة المرتقبة قال «عبدالحميد»: «القضية بالنسبة لأقباط الداخل مختلفة تماما عنها بالنسبة لأقباط الخارج، فأقباط الداخل يرفضون بشكل كبير المساس بقضيتهم ويتعاملون معها بحذر شديد، ويرفضون الاستقواء بالخارج».
وتساءل علاء شلبى، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان: «بأى وجه يناقش نائب ترامب ملف الأقباط فى مصر، وهو مارس أسوأ أنواع الاضطهاد والتمييز الدينى بعد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وجعلها عاصمة أبدية لإسرائيل؟!». واعتبر «شلبى» أن مصر حققت خطوات كبيرة فى ملف الأقباط على مدار السنوات الماضية. فى سياق متصل، قالت مصادر مطلعة بالمجلس القومى لحقوق الإنسان إن المجلس لم يتم إبلاغه بزيارة نائب الرئيس الأمريكى للمجلس أو قياداته. وأضافت المصادر أن موقف المجلس بالنسبة لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ثابت ورافض أى تعديل للوضع القانونى للقدس.
(المصري اليوم)
الجمعيات الخيرية.. منطلق الاختراق الإخواني الناعم للنسيج الاجتماعي
وجد الإسلاميون أنه لا يمكن لأفكار من القرن الماضي كان دعا إليها حسن البناء وسيد قطب، تحث الشباب على الانعزال عن المجتمع، أن تجد مكانا في القرن الحادي والعشرين، لذلك لعبوا على استثمار الوضع الاجتماعي ليسوّقوا لأفكارهم في استقطاب الشباب عماد المستقبل.
أعاد الجدل الذي ثار في العاصمة التونسية بشأن شراكة بين وزارة الشؤون الدينية وجمعية خيرية محسوبة على حركة النهضة ذات الخلفية الإخوانية، إلى الواجهة دور الجمعيات الخيرية في اختراق النسيج الاجتماعي العربي بشكل ناعم وخدمتها لأجندات الجماعة سواء كأذرع محلية، أو كتنظيم دولي.
وقاد انكشاف اتفاق بين جمعية مرحمة للمشاريع الاجتماعية والخيرية، ومديرها التنفيذي العضو السابق في مجلس الشورى بحركة النهضة محسن الجندوبي، ووزارة الشؤون الدينية في تونس، إلى ردود فعل في وسائل إعلام مختلفة، ودعوات إلى استقالة وزير الشؤون الدينية أحمد عظّوم.
وكشف متابعون لأنشطة مرحمة أنها ساهمت في بناء مساكن اجتماعية ومدارس ومراكز صحية، وأنها تتحرك بحرية تامة، وتختار بنفسها المشاريع التي تنفذها تحت ستار العمل الخيري، فيما تغيب الرقابة الحكومية عن أغلب المشاريع بسبب تشتت جهود الدولة في معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والخلافات السياسية لما بعد ثورة 2011.
ويقول المتابعون إن الجمعيات الخيرية انتشرت بكثرة مباشرة بعد الثورة، وخاصة بين سنتي 2012 و2013 فترة حكم الترويكا بزعامة حركة النهضة، لكن ليس هناك جهة سياسية أو حكومية تتبنى أيا من هذه الجمعيات التي تقول تقارير إن عددها بالآلاف، وأنها تتلقى تمويلا من جهات وكيانات موجودة في تركيا وقطر ومنظمات إسلامية عابرة للدول.
ولا شك أن الحالة التونسية جزء من حالة أشمل في المنطقة، وأن الأمر يتجاوز الشرق الأوسط إلى أماكن أخرى مثل أفريقيا وأوروبا وجنوب شرق آسيا، ما يعني أن الرهان على الجمعيات الخيرية هو جزء مفصلي في استراتيجيات الحركات الإسلامية للتمكين والاستقطاب.
الجماعات الإسلامية تراهن على تنويع مجالات الاستقطاب والتأثير في المجتمع، لكن تبقى الريادة للجمعيات الخيرية
ويعتقد خبراء في الجماعات الإسلامية أن مواجهة الشبكات المتشددة التي تتولى الاستقطاب لفائدة داعش أو القاعدة لا يمكن أن تحقق نجاحا في تفكيك هذه الشبكات ما لم يتم فهم سياقات الدعوة وأوجهها المتعددة في تفكير تلك الجماعات.
ويوظف الإسلاميون الأموال التي يجمعونها بأشكال مختلفة في الدعوة والاستقطاب، وبعض هذه الأموال معروف مثل تبرعات الأعضاء، وتجميع أموال الزكاة، وتمويل جمعيات إخوانية عابرة للدول، وتبرعات رجال أعمال وتوظيفها في مشاريع ربحية، وبعضها الآخر غير معروف وسط تقارير تفيد بمتاجرة بعض الجماعات في السلاح أو المخدرات، وغسيل الأموال.
ولا يكمن خطر هذه الجمعيات في استقطاب الفقراء والمهمشين في توظيف أصواتهم خلال الانتخابات مثلما جرى في تونس 2011، فهذا أمر محدود التأثير ويمكن للأحزاب المدنية والليبرالية تداركه بسهولة، وهو ما حصل في الانتخابات الموالية، حيث نجح حزب نداء تونس في الفوز بالانتخابات، إنما يلفت خبراء في الإسلام السياسي إلى أن الجمعيات الخيرية مع مرور الوقت بدأت تأخذ مكان الدولة في المناطق المهمشة، أو ما يطلق عليه مناطق الظل التي لا تصل إليها برامج الحكومات، أو أنها توكل مهمتها لمسؤولين محليين دون أن تراقب أداءهم ليثيروا الغضب بين الناس عبر منظومة فساد قديمة نجحت في الاندماج بيسر مع المنظومة الجديدة، منظومة ما بعد الثورة، حيث تضاعفت أشكال الفساد واحتكار الموارد والدعم والإعانات الموجهة من المركز إلى هذه المناطق، خاصة خلال الشتاء مع نزول الثلج.
ويستفيد الإسلاميون من غياب أي تيار اجتماعي حيوي يسند دور الدولة خاصة بعد انقلاب اليسار من حركة اجتماعية تساند الطبقة المهمشة/ البروليتاريا، إلى بورجوازية صغيرة منكمشة على ذاتها داخل الطبقة الوسطى، وانحصر دور اليسار في النضال من داخل الاتحاد العام التونسي للشغل لتمكين الموظفين من زيادات وعلاوات دون أي دور عملي نضالي إلى جانب الفئات العاطلة عن العمل، أو محدودة الدخل.
ويحذر الخبراء من أن انسحاب اليسار، وضعف تأثير الدولة يحولان المناطق الفقيرة إلى أرضية خصبة لثقافة التيارات المتشددة، مشيرين إلى أن الدور الحيوي الذي لعبه السلفيون في 2012 و2013 في نجدة مناطق الشمال الغربي والوسط في تونس خلال موجة البرد والثلج عبر تكثيف الإعانات وفي وقت سريع سهّل استقطاب شباب الجهة لقيادة العمليات التي تنفذها جماعات متشددة ضد الدولة في جبال الشمال الغربي والوسط الغربي.
ويمثل شباب محافظات جندوبة والكاف والقصرين، وهي مناطق حدودية مع الجزائر، العنصر الرئيسي في كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية التي استهدفت عملياتها قوات الجيش والحرس في سلسلة جبال الطويرف والشعانبي وسمامة ومغيلة، وقد نجحت القوات التونسية في توجيه ضربات قوية لها في الأشهر الأخيرة.
وركز المتشددون في عملية الاستقطاب على خريجي الجامعات العاطلين عن العمل مستفيدين من الغضب على أداء الدولة ما بعد الثورة في توفير مواطن العمل، فضلا عن سهولة إقناعهم بالأفكار والقيم المتشددة حيث نشطت في السنتين الأوليين بعد الثورة ظاهرة ارتداء النقاب بين طالبات الجامعة، فضلا عن الزواج العرفي، واستهداف رموز الدولة مثل محاولات نزع العلم وتعويضه براية التنظيمات المتشددة، ومهاجمة التظاهرات الثقافية والفنانين ودور السينما.
ويعتقد متخصصون بظاهرة الإسلام السياسي أن أخطر مشاريع الجمعيات الخيرية أنها تغري الشباب بتبني الأفكار المتطرفة والتخلي عن القيم المدنية السائدة، وأنها توظف المال، الذي تحصل عليه بكل يسر، في عمليات التأثير على الشباب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر أكبر عناصر الجذب للتطرف والعنف عبر نشر أشرطة الفيديو الحماسية، ونقل الفتاوى، واختلاق قصص وحكايات للترغيب في الانتماء إليها.
التغاضي الرسمي عن أنشطة هذه الجماعات يعود إلى الحسابات الآنية للحكومات لضمان صمت اللوبي الإسلامي في مؤسساتها
ويرى المتخصصون أن تجميع أموال التبرعات بمختلف الطرق صار أولوية لدى الجماعات الإسلامية المختلفة لدوره الأهم في الاستقطاب الحزبي والتنظيمي، وخاصة في جذب الشباب الغاضب للمشاركة في العمليات العسكرية والتفجيرات التي تنفذها تنظيمات مثل داعش والقاعدة في سوريا والعراق وليبيا، وأن تغيير الأولويات تم بعد أن فشل أسلوب الدعوة التقليدي الذي تتبعه هذه الجماعات في جذب شباب متأثر بالقيم الغربية التي تشيع بين الناس بتطور وسائل الإعلام، وخاصة الإعلام الاجتماعي.
ووجد الإسلاميون أنه لا يمكن لأفكار القرن الماضي التي دعا إليها حسن البنا وسيد قطب، والتي تحث الشباب على الانعزال، ومقاطعة الثقافة الاجتماعية، أن تجد مكانا في القرن الحادي والعشرين، لذلك لعبوا على استثمار الوضع الاجتماعي وحاجة الناس إلى المساعدة ليسوقوا أفكارهم.
ويهدد التغاضي الرسمي عن أنشطة هذه الجماعات في مختلف الدول العربية -وهو تغاض يعود في جانب منه إلى سلبية الحكومات وحساباتها الآنية وبينها ضمان صمت اللوبي الإسلامي في مؤسساتها واستقطابه لدعمها- الدولة بأن تفقد هويتها الوطنية، خاصة أن هذه الجماعات تمتلك من الوسائل المتجددة ما يمكنها من التأثير بعيد المدى، وخلق أجيال جديدة لديها قابلية للتطرف والعيش في الماضي، والرغبة في الاتكاء على الأموال الخيرية بدل الاجتهاد في العلم والعمل، أي خلق جيل سلبي جاهز للتطرف والموت العبثي.
تنظيم داعش.. تلمّس سبل الخروج من الأزمة من باب القضية الفلسطينية
لا توجد قضية أيسر استغلالا وتوظيفا من القضية الفلسطينية لما تمثله من ثقل في الوجدان العربي، ولما تكتسيه من شرعية لدى المناصرين للحقوق الفلسطينية. لكن الانسداد السياسي الذي تعرفه القضية منذ عقود، إضافة إلى المستجدات الدولية الأخيرة من قبيل القرار الأميركي الجديد باعتماد القدس عاصمة لإسرائيل، قدما طوق نجاة للتنظيمات الإرهابية المحاصرة عسكريا وسياسيا وماليا. تنظيم داعش عاد إلى العزف على وتر القضية الفلسطينية من خلال إصداره المرئي الجديد “لهيب النار إلى قيام الساعة”، وقدم ما يقيم الدليل على أنه يبحث عن كوة تخرجه من عنق الزجاجة.
منذ تكبده خسائر ميدانية كبيرة هددت بتفتيت أيديولوجيته الفكرية، يبحث تنظيم داعش عن منفذ لإعادة تقديم نفسه كجيش خلافة يدافع عن الإسلام والمسلمين، ويحاول توظيف الغضب العربي ضد القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ليبرز نفسه كقوة مقاومة يمكن أن تنطلق من قطاع غزة بزعم تحرير المسجد الأقصى، عبر نشر إشاعات حول إرسال مقاتلين لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
تستغل التنظيمات التكفيرية مستجدات الأحداث على الساحة لتجد متنفسا لأزماتها، وفي مقدمتها داعش الذي يخطط لفرض نفسه في ملفات تهم قوى إقليمية ودولية كملف الصراع العربي الإسرائيلي ومحاولة تعويض انهياره الواضح في كل من العراق وسوريا.
ويروج التنظيم ومنصات دعائية قريبة منه شائعات هدفها التلويح لأطراف بعينها بأنه شريك ومساهم أصيل في ملفات تهمها وبإمكانه الضغط والتأثير من خلالها.
ورجح خبراء وقوف التنظيم وراء شائعة وجود مفاوضات بين حركة حماس وأطراف متداخلة في الملف السوري لاستقبال 1600 مقاتل من داعش نازحين من الرقة السورية، بالنظر إلى أنه المستفيد الوحيد منها.
ويعي تنظيم داعش حساسية المرحلة التي تروج خلالها هذه الدعاية، بعد الإعلان الأميركي الأخير بشأن القدس، وتصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن انتقال مقاتلين من الرقة إلى سيناء. ولأن التنظيمات الإرهابية المسلحة في سياق السعي لخلق حواضن جديدة لها ترغب في تهيئة واقع جديد يتمتع بنفس مستويات جذب فكرة الخلافة المنهارة، لا يجد داعش أكثر جذبا من مزاعم توجهه للجهاد ضد إسرائيل.
تبلورت استراتيجية داعش منذ بدء تلقيه خسائر كبيرة في العراق بتحرير الموصل في يوليو الماضي ووضعه تحت الحصار في محافظة دير الزور بسوريا وتلاها إعلان العراق محددا بالكامل من عناصر داعش الأسبوع الماضي.
منذ ذلك الحين يسعى قادة داعش إلى البحث عن منفذ للحفاظ على أيديولوجيا الخلافة الإسلامية، فتارة يتجه إلى ليبيا وسيناء للتأكيد على بقائه ميدانيا في تلك المناطق، وتارة أخرى يتجه إلى مناطق بشرق آسيا وأفريقيا مختبئا خلف التنظيمات الإرهابية هناك كتنظيم الشباب الصومالي وبوكو حرام بنيجريا.
ويجد التنظيم ملاذا في الصراعات والقضايا الإقليمية بتقديم نفسه المقاوم والمدافع الأول عن الإسلام والمسلمين، سواء مع إيران التي تحاول فرض نفوذها في دول عربية عدة، مستغلا الصراعات في اليمن وسوريا، أو الاحتكاك اللفظي مع إسرائيل مؤخرا بسبب الحراك العربي ضد القرار الأميركي الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمةً لإسرائيل.
العلاقة بين حماس وداعش حافلة بوقائع التربص والعداء، كما شهدت تطورا أقلق قادة حماس في العامين الأخيرين بعد انشقاق قادة عسكريين في الحركة وانضمامهم إلى القتال مع داعش في سيناء.
التجاذبات الإقليمية ووصول الملف السوري إلى مرحلة الحديث الجدي عن التسوية السياسية ورغبة بعض القوى الإقليمية في التقليل من حجم الدور المصري، دفعت البعض من المراقبين إلى عدم استبعاد قيام داعش بمناورات هدفها إفشال التفاهمات الجديدة.
ويسعى الجانب المصري ضمن مخرجات التفاهمات الأخيرة مع حماس لأن تقوم الحركة بإجراءات صارمة ضد عناصر السلفية الجهادية في غزة وضد المنشقين الذين انضموا إلى داعش وشاركوا في تنفيذ عمليات ضد الجيش في سيناء.
وهدفت استراتيجية الحكومة المصرية الجديدة للتعاون مع حماس إلى تشديد الحصار على تنظيم ولاية سيناء وتضييق الخناق على قادته وأعضائه، وقطع أي خطوط إمداد بشري له. وأظهرت حماس التزامها بضمانات التفاهمات مع مصر من جهة إحكام الرقابة على الحدود وإقامة منطقة عازلة وتركيب كاميرات مراقبة متحركة.
ومنذ عام 2014، كشفت تقارير أمنية مصرية عن سلفيين جهاديين بقطاع غزة تمكنوا من التسلل عبر الأنفاق واجتياز الجدار الإسمنتي الفاصل بين غزة وسيناء، وشاركوا في تنفيذ عمليات ضد الجيش المصري، وآخرها الهجوم على كمين البرث في يوليو 2017.
وانضم حوالي 130 تكفيريا من غزة إلى تنظيم ولاية سيناء منذ عام 2013 حتى 2016، بعضهم كانوا أعضاء بارزين في كتائب القسام، منهم محمد حسن أبوشاويش، أحد كبار قادة حماس في رفح الفلسطينية، الذي انضم إلى ولاية سيناء في العام الماضي.
وهو العام نفسه الذي شهد تطورا نوعيا في قدرات داعش العسكرية مكنته من مباشرة حرب مدن موسعة في مواجهة قوات الجيش والدخول في عمق مدينة العريش التي تضم المقرات الرئيسية للدولة، وفي مقدمتها مبنى محافظة شمال سيناء ومقرات المخابرات الحربية والعامة والكتيبة 101 التي تنطلق منها جميع العمليات العسكرية.
يرى متابعون أن التطور الذي طرأ على أداء داعش خلال العامين الأخيرين ليس مرتبطا بقدوم مقاتلين من سوريا أو العراق أو ليبيا، إنما يعود لانتقال مقاتلين من غزة إلى سيناء، بخبراتهم القتالية التي اكتسبوها من مواجهاتهم ضد الجيش الإسرائيلي.
ويتيح أي حضور لداعش في غزة التمكن من إدارة مناوراته على ثلاث جبهات، وهي إسرائيل ومصر وغزة، سواء من جهة الحدود بين إسرائيل وغزة أو من ناحية الحدود بين غزة وسيناء، وهو ما يمنحه فرص الإفلات من الحصار الذي سعت مصر لإحكامه عليه عبر تفاهماتها مع حماس. وأعلن التنظيم عبر إصداره الأخير “لهيب النار إلى قيام الساعة 2″، اعتماد هذه الاستراتيجية في عدة ساحات ذكر منها سيناء ولبنان وسوريا والعراق.
سيناء هي ساحة أساسية بالنسبة للتنظيم في المرحلة المقبلة، حيث يعمل على إثبات حضوره في المنطقة الصحراوية الممتدة من مدينة العريش حتى مدينة بئر العبد.
(العرب اللندنية)
مركز بحثي سعودي: القاعدة وداعش "تلاميذ" الإخوان
زعيم القاعدة أيمن الظواهرى انضم للتنظيم منذ سن 15 عامًا ومعه شكرى مصطفى والهُضيبى
الجماعات المتطرفة شربت أفكارها من كتب سيد قطب وعلى رأسها التكفير والهجرة
أكد مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع السعودية، أن جماعة الإخوان تتفق مع تنظيمى داعش والقاعدة في الهدف، وإن اختلفت معهما في أساليب العمل و"التكتيك المرحلي".
وأشار المركز في تقريره الصادر مؤخرًا إلى أن أصول الجماعات المتطرفة «كالإخوان والجماعات الجهادية التكفيرية» تتركز على عزل الشعور الوطنى عن الوجدان؛ فلا تجد فى أطروحاتهم أى مشاركة تُشعر باللحمة الوطنية، كما نشطت فى توظيف الفضاء الإلكترونى لخدمة الهدف، ولا يوجد لتلك الجماعات أى إشارة للدولة الوطنية إلا عند النيل منها، مضللين ببكائياتهم حماس الشباب المغرر به فكانوا وقود الإرهاب ومسرح الفتنة.
وأضاف تقرير المركز السعودى: «قويت تلك الجماعات عندما تحالفت فيما بينها، رغم اختلافها فى عدد من الأصول، وتابع: كما عمد تكتيكهم على إيجاد برامج ومراكز تضليل و«صد» بذريعة التحصين والنصائح الفكرية، بينما هى فى الحقيقة وكر للتطرف.
وأوضح أنه صار لنشطاء تلك البرامج والمراكز «المقنَّعة» تطرف معلن عندما وُضِعُوا على محك المساجلة والمكاشفة، بينما لاذ آخرون لجمعيات وكراسى أكاديمية.
ومن أفكار وكتب المرشد الروحى لجماعة الإخوان سيد قطب شربت كل الجماعات المتطرفة فكانت المدرسة القطبية الإخوانية العباءة الفضفاضة التى خرجت منها جماعة التكفير والهجرة والقاعدة وداعش وغيرها، وغذت وتغذت منها قياداتها، مثل أيمن الظواهرى -زعيم تنظيم القاعدة- الذي انضم لجماعة الإخوان منذ أن كان فى سن ١٥ عامًا، وأبو بكر البغدادى زعيم داعش والذى اعترف مفتى الإخوان يوسف القرضاوى بانضمامه للإخوان.
وهناك العديد من الشواهد علي وجود علاقات بين جماعة الإخوان و«داعش» والقاعدة، كانت واضحة بقوة على الأرض فى كل من سوريا والعراق من خلال «الشعارات» التى رفعتها ميليشياتها، وأدبيات مقاتلى وأنصار داعش على مواقع التواصل الاجتماعى، كشفت مبكرًا رعاية سيد قطب للجماعات المتطرفة «القاعدة» و«داعش»، وكان أبرزه ما اعترف به أمير جبهة النصرة، أبومحمد الجولانى، فى يونيو ٢٠١٥ خلال حواره عبر إحدى الفضائيات، بتدريسهم كتب جماعة الإخوان لطلابهم، وخاصة فكر القيادى الراحل الإخوانى سيد قطب لدعمه الجهاد وقتل الفئات الكافرة.
وأضاف الجولانى أنهم يرون أن جماعة الإخوان جماعة جهادية، وأن جبهة النصرة منبثقة من فكر حسن البنا، مؤسس الإخوان.
وفي أكتوبر ٢٠١٤ اعترف يوسف القرضاوى خطيب جماعة الإخوان المسلمين بأن البغدادى زعيم تنظيم «داعش» كان من جماعة الإخوان المسلمين، وكما جاء فى حديث للقرضاوى: «هذا الشاب كان من الإخوان فى أول أمره، إلا أنه كان يميل إلى القيادة وأغراه هؤلاء بعد عدة سنوات، كان مسجونًا وانضم إلى هؤلاء».
وفي نوفمبر ٢٠١٤ وكما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» فى لقاء لها مع الداعشى البريطانى كبير أحمد قبل أن يفجر نفسه فى هجوم انتحارى عند مصفاة بيجى، شمال بغداد، وقال الداعشى المذكور: «فى السجن درست القرآن وعرفت ما يجري للمسلمين حول العالم، والمفكرون الذين تأثرت بهم وأحبهم هم سيد قطب، وأنور العولقى، وأسامة بن لادن، وأيمن الظواهرى، وأنا أحبهم جميعًا وأحترمهم»، على حد تصريحاته.
ومن بين أحد إصدارات «داعش» على خطى سيد قطب، وما بثته حسابات التنظيم، ما كتبه المسمى أحمد طه فى مقال له بعنوان «انتصارات الدولة الإسلامية.. معالم في الطريق».
أما حساب «قادمون» فآثر اقتباس إحدى عبارات سيد قطب قائلا: "إن جيلا زرعته يد الله، لن تحصده يد البشر.
كما أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، الذى انضم لجماعة الإخوان المسلمين منذ أن كان في سن ١٥ عامًا، اعترف فى تسجيل مصور له بثته المواقع الجهادية فى يناير ٢٠١٥، أن أسامة بن لادن خرج من تنظيم الإخوان المسلمين، وأشار إلى أنه كان يتبع تعليمات التنظيم بحذافيرها عندما توجه إلى باكستان.
وأضاف: «كان عضوًا فى الجماعة، وأن التنظيم هو الذى أرسله إلى باكستان عندما وقع الغزو السوفيتى فى مهمة محددة، وهي توصيل الدعم للجماعة الإسلامية الموجودة هناك، وكانت تعليمات التنظيم إليه ألا يدخل أفغانستان ولكن أسامة خالف الأوامر».
عبدالله عزام الزعيم الروحى للأفغان العرب، ومؤسس تنظيم القاعدة تم تجنيده فى شبابه المبكر فى تنظيم الإخوان بفلسطين وتدرج فى المناصب داخله حتى أصبح من رموز الجماعة، وتواصل أثناء تواجده بالقاهرة للحصول على درجتى الماجستير والدكتوراه من جامعة الأزهر مع قيادات الإخوان في مصر، يقول في كتابه «عشرون عامًا على استشهاد سيد قطب»: «والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التى تركتها كتابة سيد قطب وقلمه فى تفكيرهم، والذين دخلوا أفغانستان يدركون الأثر العميق لأفكار القطبيين آنذاك وفى الجيل كله فوق الأرض كلها.
(البوابة نيوز)
هجوم دموي على كنيسة باكستانية نفذه 3 انتحاريين من «داعش»
قتل تسعة أشخاص في مدينة كويتا غرب باكستان حين هاجم انتحاريون موالون لـ «داعش» كنيسة كاثوليكة أثناء قداس أمس الأحد، وهو أول هجوم من نوعه يستهدف الأقلية المسيحية في إقليم بلوشستان المحاذي للمثلث الحدودي مع أفغانستان وإيران.
وأعلنت الشرطة الباكستانية أنها قتلت انتحاريين اثنين قبل تفجير أحزمتهم الناسفة داخل الكنسية فيما نجح ثالث في الدخول إلى حرمها على رغم إصابته في تبادل إطلاق نار مع قوى الأمن. وأسفر تفجير الانتحاري حزامه الناسف عن مقتله وستة مصلين وجرح 56 آخرين.
ووصف قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوه الهجوم على الكنيسة بأنه محاولة لبث الفتنة بين الباكستانيين. وتقطن أقلية مسيحية مدينة كويتا التي أتت إليها من الهند قبل استقلال باكستان، وانضم إليها آلاف من المسيحيين الآتين من إقليم البنجاب للعمل في قطاع الخدمات في مركز فيلق الجيش الباكستاني في كويتا.
واتجهت أصابع الاتهام في الهجوم إلى فصيل من حركة «طالبان باكستان» بايع تنظيم «داعش» ويقيم قادته في الجانب الأفغاني من الحدود.
وهذا أول هجوم يستهدف المسيحيين في كويتا التي شهدت عدداً من التفجيرات والهجمات الانتحارية التي استهدفت الأقلية الشيعية ووقف وراءها تنظيم «لشكر جنكوي». لكن هذا التنظيم لم يقم بأي عمل مسلح ضد الأقلية المسيحية في الإقليم.
وبايعت فصائل متشددة محلية تنظيم «داعش» وفرعه المحلي الذي يعرف بولاية خراسان. وأعرب محللون عن اعتقادهم بأن التنظيم استهدف من الاعتداء إثبات وجوده في المنطقة، بعد الخسائر التي مني بها في كل من العراق وسورية فيما يخوض مقاتلوه معارك يومية مع القوات الأفغانية في ولاية ننغرهار شرق أفغانستان.
وكانت مصادر أمنية وديبلوماسية أعلنت أن مئات من مقاتلي التنظيم بدأوا يشقون طريقهم إلى أفغانستان وباكستان عبر الأراضي الإيرانية بالتعاون مع مهربين محليين، وأن مجموعات منهم وصلت إلى مدينة زهدان الإيرانية القريبة من الحدود الباكستانية- الأفغانية في طريقها إلى أفغانستان.
(الحياة اللندنية)