خبايا تحالف "داعش" و"القاعدة" في "الساحل الأفريقي"/ البرلمان المصري ينفي اضطهاد الأقباط/الطيب: الأزهر يدعم الجيش والشرطة لمكافحة الإرهاب/الإخوان يراهنون على عنان للعودة إلى المشهد السياسي في مصر

الثلاثاء 23/يناير/2018 - 10:00 ص
طباعة خبايا تحالف داعش
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الثلاثاء الموافق 23-1-2018

خبايا تحالف "داعش" و"القاعدة" في "الساحل الأفريقي"

خبايا تحالف داعش
يبدو أن الحرب، التى خاضتها فرنسا، قبل خمس سنوات، فى شمال مالي، لطرد الجماعات، المحسوبة على تنظيم القاعدة، لم تؤت ثمارها، إذ ظهرت تنظيمات أخرى أكثر تشددا، ليس فى هذه الدولة فقط، إنما فى منطقة الساحل الأفريقى برمتها. 
ولم يقف الأمر عند ما سبق، بل إن هذه التنظيمات أعلنت أيضا مبايعة تنظيم «داعش»، وأظهرت صراحة تحديها للقوة العسكرية المشتركة، التى تشكلت مؤخرا من خمس دول فى منطقة الساحل الأفريقى هي: مالي، النيجر، بوركينا فاسو، موريتانيا، وتشاد، وتدعمها فرنسا، ودول غربية أخرى.
ولعل ما يضاعف من خطورة هذه الجماعات، أنها كثفت مؤخرا من تواجدها فى المناطق الحدودية بين مالى وبوركينا فاسو والنيجر، حيث تتركز عمليات القوة المشتركة لدول الساحل، ذات الأغلبية المسلمة. 
وبالنظر إلى إخفاق الحرب، التى قادتها فرنسا فى ٢٠١٣، فى شمال مالي، فى القضاء نهائيا على الجماعات المتشددة، فقد زادت شوكتها، بل إن هناك أيضا مناطق بأكملها خاضعة لها، رغم تواجد القوات الحكومية المالية، وقوات فرنسية وأممية.
وكانت مجموعة «عدنان أبو وليد الصحراوي»، التى بايعت تنظيم «داعش» فى مايو ٢٠١٥، أعلنت فى ١٤ يناير عن تشكيل ما سمته تحالفا جهاديا، ضد القوة المشتركة، وقال متحدث باسم المجموعة يدعى عمار لوكالة «فرانس برس»، إنهم «سيقومون بكل ما بوسعهم، لمنع تمركز قوة دول الساحل الخمس».
وأضاف أن جماعته قررت التحالف مع جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التابعة لتنظيم القاعدة، والتى تأسست فى ٢٠١٧، من عدة تنظيمات فى منطقة الساحل، مبررا هذه الخطوة بما سماه «التعاون لمكافحة الكفار».
وجاء إعلان مجموعة «عدنان أبوالوليد الصحراوي»، والتى تسمى نفسها أيضا «تنظيم الدولة فى الصحراء»، بعد شهر من الاجتماع، الذى استضافته فرنسا فى ١٣ ديسمبر ٢٠١٧، حول آليات مواجهة الجماعات المتشددة فى منطقة الساحل، خاصة بعد الهجمات المتكررة، التى استهدفت قواتها فى شمال مالي، وكذلك، الهجوم، الذى أدى إلى مقتل أربعة عناصر من القوات الخاصة الأمريكية فى الرابع من أكتوبر من العام الماضى فى النيجر، والذى تبنته مجموعة «عدنان أبو الوليد الصحراوي».

خطر الجماعات
ولعل التصريحات والتحركات الفرنسية تكشف بوضوح مدى استفحال خطر هذه الجماعات، إذ أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى ١٣ ديسمبر الماضي، أن الحرب على المتشددين بلغت ذروتها فى منطقة الساحل، مشيرًا إلى أنه يسعى بالتعاون مع دول الساحل للانتصار عليها فى الشهور الأولى من ٢٠١٨.
وفى ختام اجتماع دولى استضافته باريس، لتسريع تشكيل قوة مشتركة من دول الساحل الخمس، قال ماكرون: «يجب أن ننتصر فى الحرب على الإرهاب فى منطقة الساحل، جماعات متشددة تشن اعتداءات يوميًا، ثمة دول إفريقية مهددة». وشارك فى الاجتماع، قادة دول الساحل الخمس «مالى والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد وموريتانيا»، كما حضره وفود عربية وأمريكية وأوروبية.
السعودية والإمارات
وكانت السعودية والإمارات، على رأس الدول العربية التى شاركت فى الاجتماع، وقررت المملكة المساهمة بـ١٠٠ مليون دولار لتشكيل القوة المشتركة لدول الساحل الخمس، والتى قدرت تكلفتها بـ ٢٥٠ مليون يورو، فيما قدمت الإمارات العربية المتحدة بدورها ٣٠ مليون دولار. 
ويبدو أن مشاركة الدولتين جاءت فى إطار الشعور بالقلق من احتمال اتساع خطر الجماعات المتشددة فى منطقة الساحل، ما يهدد عدة دول عربية فى شمال أفريقيا أبرزها، ليبيا والجزائر، بل واحتمال امتداد نشاط هذه الجماعات أيضا إلى البحر الأحمر ومنطقة باب المندب، ما يهدد السعودية ودول الخليج. 
فمعروف أن منطقة الساحل تقع بين المحيط الأطلسى غربًا والبحر الأحمر شرقًا، وتمتد حوالى ٥٤٠٠ كم، وأطلقت عليها هذه التسمية، لأنها أقرب إلى الساحل، منها إلى الصحراء، رغم أنها تتوسط جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية مع شمالها، وهى تغطى أجزاء من شمال السنغال وجنوب موريتانيا، ووسط مالي، وشمال بوركينا فاسو، وأقصى جنوب الجزائر، والنيجر، وأقصى شمال نيجيريا، ووسط تشاد، ووسط وجنوب السودان، وشمال إريتريا. وبصفة عامة، تضم منطقة الساحل أجزاء من عشر دول أفريقية، هي: السنغال، موريتانيا، مالي، بوركينا فاسو، الجزائر، النيجر، نيجيريا، السودان، إريتريا.
«عملية برخان» 
وبالنظر إلى أن عددا من الدول السابقة، كانت خاضعة للاستعمار الفرنسي، فإن باريس تعتبر انتشار الجماعات المتشددة، فى منطقة الساحل، تهديدا لمصالحها، ونفوذها التاريخى هناك، ولذا طرحت مطلع ٢٠١٧، مبادرة تهدف إلى تشكيل قوة مشتركة من ٥٠٠٠ عسكرى من خمس دول فى منطقة الساحل، تستمر حتى مايو ٢٠١٨، ويكون مقرها فى مالي.
وبعد اجتماع ١٣ ديسمبر فى باريس، الذى بحث الإسراع بتشكيل هذه القوة، أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى ٢٣ من الشهر ذاته، أن فرنسا نفذت عملية عسكرية أولى بالتعاون مع الدول الخمس، أطلق عليها عملية «برخان»، فى منطقة الحدود بين مالى والنيجر وبوركينا فاسو.
وأضاف ماكرون أن القاعدة العسكرية الفرنسية فى مدينة غاو شمالى مالى تعتبر مركزا لعمليات «برخان»، والتى تعتبر الأحدث فى العمليات العسكرية الفرنسية ضد الجماعات المتشددة، فى منطقة الساحل، بعد عمليتى «سرفال»، و«إيبرفييه»، فى كل من مالى وتشاد، فى أغسطس ٢٠١٤.
مهمة صعبة
ويبدو أن مهمة فرنسا فى القضاء على الجماعات المتشددة بحلول مايو ٢٠١٨ فى مالى والنيجر تحديدا، لن تكون سهلة، فى ضوء استمرار المشاكل التى كانت قائمة قبل التدخل الفرنسى فى شمال مالى ٢٠١٣، على حالها، خاصة ما يتعلق منها بانتشار الفقر والأمية، وضعف الحكومات المركزية، وتهميش الأقليات، بالإضافة إلى الدعاية، التى تبثها الجماعات المتشددة، حول أنها تحمى السكان هناك مما سمته «الحرب الصليبية ضد المسلمين». 
فمعروف أن منطقة شمال مالي، التى تقع على الحدود مع النيجر والجزائر وموريتانيا، يعيش فيها ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص من القبائل العربية، وقبائل الطوارق المسلمين ذوى الأصول الأمازيغية. وتمتد منطقة شمال مالى أو كما يطلق عليها الطوارق « أزواد» على مساحة تعادل مساحتى فرنسا وبلجيكا مجتمعتين، وتعد مهد الطوارق المنتشرين فى دول المنطقة، تحديدا فى مالى والجزائر والنيجر وليبيا وموريتانيا، وهى تقع شمال نهر النيجر وتشمل ثلاث مناطق إدارية هى كيدال وتمبكتو وغاو.
وبعد أسبوع من الانقلاب العسكرى الذى أطاح فى ٢٢ مارس ٢٠١٢ برئيس مالى أمادو تومانى توريه، وتحديدا فى مطلع إبريل من العام ذاته، سقطت المناطق الثلاث بالكامل بعد ثلاثة شهور من القتال مع الجيش المالى فى أيدى الحركة الوطنية لتحرير أزواد وحركة أنصار الدين الإسلامية، التى يتهمها الغرب بتلقى مساندة من عناصر من تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي.
كعكة اليورانيوم 
ورغم أن الغرب ربط حينها نجاح الطوارق فى السيطرة على منطقة شمال مالى بالكامل بسقوط نظام العقيد الليبى الراحل معمر القذافى، الذى طالما ضغط عليهم لإبرام اتفاقيات سلام مع الحكومة المركزية فى باماكو، وجند عددا كبيرا منهم فى الجيش الليبي، إلا أن الحقيقة أن حلم إقامة دولة لشعب أزواد الصحراوى لم يفارق أبدا سكان شمال مالي، بالنظر إلى التهميش الذى تعرض له الطوارق والعرب لعقود على يد حكومات باماكو المتعاقبة.
وطالما اتهم سكان شمال مالي، الغرب، بأن هدفهم أكبر من محاربة الجماعات المتشددة، المحسوبة على القاعدة، وأن لهم أطماعا فى منطقة الساحل، الغنية بالنفط واليورانيوم، وأن التدخل العسكرى الفرنسى فى ٢٠١٣، جاء للحفاظ على مصالحها الاقتصادية فى مستعمراتها السابقة، خاصة بعد اكتشاف الغاز والنفط بكميات كبيرة فى منطقة الساحل، بجانب قلقها من احتمال فقدان مخزون النيجر الكبير من اليورانيوم، فى حال تغلغل تنظيم القاعدة هناك. 
الموقعون بالدم
وكانت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «الموقعون بالدم» تابعة لتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي، تبنت التفجيرين اللذين وقعا فى ٢٣ مايو ٢٠١٣ فى شمال النيجر، وقتل فيهما ٢٥ شخصا على الأقل، من بينهم ١٨ جنديا. واستهدف تفجيرين بسيارتين مفخختين حينها قاعدة عسكرية فى أغاديز كبرى مدن شمال النيجر، وموقعا لاستخراج اليورانيوم تابعا لشركة «أريفا» الفرنسية.
وأعلن مسئولون بالنيجر حينها أن التفجيرين ألحقا أضرارا ببعض الوحدات فى منجم اليورانيوم، وهو حلقة مهمة فى سلسلة إمداد فرنسا بالكهرباء حيث تورد النيجر نحو خمس اليورانيوم، الذى تحتاجه المحطات النووية الفرنسية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير الدفاع النيجرى محمدو كارجو قوله إن التفجيرين نفذا بسيارتين مفخختين، فيما قالت شركة أريفا التى تشغل منجم سومير لليورانيوم، وهو أكبر منجم فى النيجر، إن واحدا من موظفيها المصابين توفى بعد الهجوم.
أمريكا ويورانيوم النيجر
وبجانب فرنسا، فإن الولايات المتحدة هى الأخرى، ترغب هى الأخرى فى الاستفادة من اليورانيوم فى النيجر، إذ نشرت هناك طائرات بدون طيار وعسكريين، لتدريب القوات القادمة من بضع دول بغرب أفريقيا، قبل نشرها فى شمال مالى فى ٢٠١٣، وذلك لحفظ السلام هناك، بعد انتهاء العملية العسكرية الفرنسية.
وبالنسبة للجزائر وموريتانيا، فإنهما يشعران بقلق بالغ إزاء ما يحدث فى مالي، وشددتا على وحدة هذه الدولة المجاورة، مع التلميح بدعم بعض مطالب الطوارق فى حال تخلوا عن تحالفهم مع الحركات المتشددة فى أزواد المحسوبة على القاعدة.
ويبدو أن المتحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد موسى آغ طاهر حاول طمأنة الجزائر وموريتانيا فى هذا الصدد، حيث أكد فى تصريحات لشبكة «فرانس ٢٤» احترام حركته «العلمانية» الحدود مع الدول المجاورة فى الصحراء، أى الجزائر وموريتانيا والنيجر، وأدان فى الوقت ذاته رفض جماعة أنصار الدين الإسلامية وقف إطلاق النار مع الجيش المالي، كما ندد بمحاولات ما سماها بعض «القوى الإرهابية» تهديد استقلال «دولة أزواد».
وفى المقابل، تسابق التنظيمات المتشددة الزمن فيما يبدو للفوز بكعكة « اليورانيوم»، ولذا تحالف تنظيما القاعدة وداعش هناك، رغم الاختلاف الأيدلوجى بينهما.
تنظيم القاعدة
فمعروف أن تنظيم «القاعدة» تغلغل فى أفريقيا عقب أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١، وانتشر فى أكثر من دولة هناك، وفى مارس ٢٠١٧، حذر تقرير صادر عن السفارة الأمريكية فى مالى من عمليات إرهابية قد تستهدف العديد من رعايا الدول الغربية، وذلك بعد الإعلان عن تحالف بين جماعات متشددة محسوبة على القاعدة فى شمال مالي، هى «المرابطين» بقيادة مختار بلمختار، وحركة «ماسينان»، وجماعة «كتائب الصحراء»، بالإضافة إلى ظهور جماعات متشددة جديدة مثل، «أنصار الدين» و«الجهاد والتوحيد».
ويعتبر تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، امتدادًا للجماعة السلفية للدعوة والقتال فى الجزائر التى انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة فى عام ١٩٩٧.
وجاء هذا الانشقاق اعتراضًا على استهداف الجماعة الإسلامية المسلحة للمدنيين، وتركزت أعمال الجماعة السلفية فى البداية على المواقع العسكرية، ولكن منذ عام ٢٠٠٣، وفى أعقاب الاحتلال الأمريكى للعراق تحولت للقيام بأعمال خطف الأجانب إلى جانب ضرب المواقع العسكرية، واتخذت أعمالها أبعادًا إقليمية بعد أن أصبح عناصرها يجوبون فى الصحراء الكبرى، واستمرت على هذا النحو إلى أن أعلنت فى يناير ٢٠٠٧ انضمامها إلى تنظيم القاعدة، وغيرت اسمها إلى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى.
واللافت إلى الانتباه أن «الموقعون بالدم» المرتبطة بتنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامي، كانت أعلنت أيضا مسئوليتها عن اختطاف عشرات الرهائن الأجانب فى موقع «عين أمناس» النفطى جنوب شرقى الجزائر فى ١٦ يناير ٢٠١٣، احتجاجا على التدخل العسكرى الفرنسى فى شمال مالي، والتى قتل فيها ٣٢ مسلحًا و٢٣ رهينة.
ورغم إعلان مصادر فرنسية وتشادية، قبل عملية «عين أمناس»، عن مقتل الجزائرى مختار بلمختار، مؤسس «الموقعون بالدم»، فإنه تبنى التفجيرين اللذين وقعا فى ٢٣ مايو ٢٠١٣ فى شمال النيجر، وقتل فيهما ٢٥ شخصا، وتوعد حينها بالمزيد من الهجمات على تلك الدولة الأفريقية، وغيرها من الدول المشاركة فى التدخل العسكرى فى مالي.
ونشرت وكالة «الأخبار» الموريتانية حينها، بيانا وقعه بلمختار جاء فيه «سننقل المعركة إلى داخل النيجر، إلى فرنسا وكل الدول التى تشارك فى الحملة الصليبية على أرضنا فى مالى ولو باسم حفظ السلام، سنذيقكم حر القتل والجراح فى دياركم وبين جنودكم، وكما تَقتلون تُقتلون، وكما تَقصفون تُقصفون، والبادئ أظلم»، وأشار بلمختار إلى أن تفجيرى النيجر نفذا بالاشتراك مع جماعة «التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا»، وهى إحدى أكبر الجماعات المسلحة فى شمال مالي.
داعش.. والبحث عن أماكن جديدة
وبالإضافة إلى تنظيم القاعدة، يسعى "داعش" أيضا لإيجاد مناطق جديدة تكون بديلة للمناطق، التى خسرها فى سوريا والعراق، وتعتبر أفريقيا دائما المفضلة عند التنظيمات المتشددة، نظرا للحروب الأهلية المنتشرة بها، فضلا عن وجود عدد كبير من المسلمين، وصلوا إلى ٥١.٧٪ من تعداد سكانها، أى نحو ٢٤٢ مليون نسمة من إجمالى مجموع سكان القارة، البالغ نحو ٤٦٧ مليونا.
ووصل أعداد المنضمين لداعش من دول القارة السمراء حوالى ستة آلاف مقاتل، من بين ٣٠ ألف مقاتل أجنبى فى التنظيم، حسب ما قاله مفوض السلم والأمن فى الاتحاد الأفريقى إسماعيل شرقى مؤخرا.
ويبدو أن الأسوأ لم يقع بعد، إذ تمدد «داعش» فى وقت قصير بالقارة، وانتشر غربًا فى تشاد والنيجر ومالي، وجنوبًا فى نيجيريا.
وأعلنت عدة تنظيمات متشددة مؤخرا مبايعتها لداعش، منها جماعة جند الخليفة فى الجزائر كانت تابعة للقاعدة ضمن فروع ما يسمى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي، ولكنها انشقت عنه وأعلنت على لسان زعيمها خالد أبوسليمان مبايعتها لداعش، كتيبة عقبة بن نافع فى تونس (انشقت عن القاعدة وبايعت داعش)، جماعة «بوكو حرام» فى نيجيريا، جبهة شرق أفريقيا الصومالية.
«الأعور» الأخطر في أفريقيا والعالم 
ولعل إلقاء نظرة على الشخصيات الإرهابية الموجودة في أفريقيا يزيد من القلق حول مستقبل القارة السمراء ، إذ يتصدر الجزائرى مسعود عبدالقادر مختار بلمختار، أو «الأعور»، قائمة أخطر الإرهابيين فى أفريقيا والعالم، ويطلق عليه البعض «السيد مارلبورو»، لاحتكاره تهريب سجائر مارلبورو فى منطقة الساحل الأفريقى من أجل تمويل أعماله الإرهابية، كما يطلق عليه مسئولو الاستخبارات الفرنسية «الرجل الذى لا يمكن الإمساك به»، لهروبه رغم تورطه فى الكثير من الأعمال الإرهابية.
ولد بلمختار فى مدينة غرداية جنوب الجزائر، الواقعة على أبواب الصحراء الكبرى، وقبل بلوغه العشرين ذهب للقتال فى أفغانستان فى ١٩٩١، حيث فقد عينه اليمنى، ما أدى إلى إطلاق لقب «الأعور» عليه. وكان بلمختار، قائدا سابقا فى «تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي» قبل أن يغادره ويؤسس فى نهاية ٢٠١٢ تنظيم «الموقعون بالدم»، الذى تبنى فى يناير ٢٠١٣، عملية احتجاز رهائن فى منشأة عين أمناس النفطية فى جنوب الجزائر. 
ورغم أن تشاد أعلنت مقتله فى أبريل ٢٠١٣، لكنه أعلن فى مايو من العام ذاته تبنيه اعتداء فى النيجر أسفر عن سقوط ٢٠ قتيلا. وفى العام ٢٠١٣، اندمج تنظيمه مع «حركة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا»، إحدى أكبر الجماعات المتشددة، التى سيطرت على شمال مالى فى ٢٠١٢، وبالتالى ولادة تنظيم جديد أطلق عليه جماعة «المرابطون»، بزعامة بلمختار. وحسب «فرانس برس»، أعلنت جماعة «المرابطون» فى مايو ٢٠١٥ مبايعتها تنظيم داعش، إلا أن بلمختار نفى ذلك، وجدد البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
أبو مصعب عبدالودود 
يعتبر عبد المالك دروكدال، زعيم تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامي، أيضا، من أخطر الإرهابيين فى العالم، وقد حكم عليه غيابيًا بالإعدام بالجزائر، كما قام مجلس الأمن الدولى فى ٢٧ أغسطس٢٠٠٧، بإدراج اسمه ضمن قائمة الإرهاب الموحدة، التى تضم كلا من تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
ودروكدال الذى عرف أيضًا بـ«أبومصعب عبدالودود»، كان يتزعم الجماعة السلفية للدعوة والقتال فى الجزائر، وهو مهندس تكنولوجيا من مواليد ١٩٧٠ بمدينة مفتاح جنوب غربى الجزائر العاصمة. وشارك دروكدال فى الحرب فى أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتى السابق، وفى عهده، انضمت الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة، وغيرت اسمها فى يناير ٢٠٠٧ إلى «تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي». 
وفى ١٣ مارس ٢٠١٢، أصدرت محكمة الجنايات بالجزائر العاصمة حكما بإعدام زعيم تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى عبد المالك دروكدال وثمانية من معاونيه غيابيًا فى قضية تفجيرات قصر الحكومة ومركز شرطة فى ١١ أبريل ٢٠٠٧. 
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن القاضى الجزائرى الطيب هلالى قوله حينها:«حكمت المحكمة غيابيا نهائيًا بالإعدام ضد عبدالمالك درودكال لارتكابه جناية القتل العمدى مع سبق الإصرار والترصد وإنشاء جماعة إرهابية وارتكاب اعتداءات باستعمال المتفجرات». يذكر أنه فى ١١ أبريل ٢٠٠٧، استهدفت ثلاث تفجيرات بواسطة سيارات مفخخة يقودها انتحاريون قصر الحكومة ومركز شرطة بباب الزوار بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة، ما أسفر حينها عن مقتل ٢٠ شخصا وإصابة ٢٢٢ آخرين بجروح. وترددت أنباء أكثر من مرة حول مقتل دروكدال فى عمليات للجيش الجزائري، إلا أنه لم تتأكد صحتها، فيما قتل عبدالمالك غوري، أحد كبار معاونيه السابقين. وكان الجيش الجزائرى أعلن فى ٢٣ ديسمبر ٢٠١٤ أنه تمكن من القضاء على «ثلاثة إرهابيين» بمنطقة يسر بولاية بومرداس شرق الجزائر العاصمة، ومن أبرزهم عبدالمالك غوري، المكنى بـ«خالد أبو سليمان»، والذى كان أحد المقربين من عبدالمالك دروكدال قبل أن ينشق عنه. 

خريطة تحركات "داعش" في 2018

خريطة تحركات داعش
مع بداية العام الجديد، قام تنظيم «داعش » الإرهابي بتحركات في أكثر من مكان، لإثبات أنه ما زال موجودا، إذ حرض أنصاره لشن عمليات إرهابية بحق الأكراد، وتحديدًا في مناطق دير الزور والحسكة السورية، فيما أطلق عليه «غزوة الثأر للعفيفات»، كما نزل تدريجيا من أعالي جبال سوريا والعراق إلى المدن، ونفذ بعض العمليات الإرهابية الفردية، ووسع كذلك من تواجده في أفريقيا، وتعاون مع التنظيمات الإرهابية المتواجدة هناك. 
وكثف أيضًا من تواجده في مواقع التواصل الاجتماعي، ودعا عناصره للدخول بقوة إلى «الفيسبوك، تويتر والتيليجرام»، كما قام في 19 يناير بنشر فيديو جديد يتضمن مشهدا تمثيليا مقتبسا عن بعض الأفلام الحربية، التى أنتجتها هوليوود، محاولا الترويج لغزو العاصمة الأمريكية، هذا بالإضافة إلى تهديداته المتواصلة باستهداف مونديال 2018 فى روسيا. 
ورغم أن التحركات السابقة، تبدو، مثل الشخص الذي يوشك على الغرق، ويتشبث بأي شيء للنجاة، إلا أن هناك تحذيرات من أن «داعش» لم ينته بعد، وأنه قد يعيد إحياء نفسه من جديد، مستغلا حالة الفوضى العارمة في الشرق الأوسط بصفة خاصة، والعالم بصفة عامة.
البحث عن معقل جديد.. هدف «رجال البغدادي» الأول في الشام
في سوريا، قام تنظيم داعش الإرهابي، عبر حساباته ومنتدياته وقنواته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «التليجرام »، بتحريض أنصاره لشن عمليات إرهابية بحق الأكراد هناك، وتحديدًا في مناطق دير الزور شرقا والحسكة شمال شرق، فيما أطلق عليه «غزوة الثأر للعفيفات»، وقال التنظيم الإرهابي عبر «التليجرام»، إن «غزوة الثأر للعفيفات»، جاءت بسبب زعم الأكراد تعرض الفرنسية إيميلي كونيج للتعذيب على يد داعش، ومن ثم نشر شريط فيديو لها بعد ذلك، وهي تنفي تعذيبها.
واعتقل مقاتلون أكراد في شمال سوريا في 3 يناير إيميلي كونيج، 33 عامًا، التي لعبت دورًا كبيرًا في
الدعاية والتجنيد لتنظيم داعش عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كما أعلنت والدتها.
معقل جديد
وبجانب «غزوة الثأر للعفيفات »، توجه عدد من عناصر تنظيم «داعش»، نحو مدينة اليرموك في جنوب سوريا، في محاولة لاتخاذها معقلا جديدا لهم، بدلا من الرقة شمال شرق.. وذكرت وسائل إعلام روسية، أن التنظيم بدأ يشن مجموعة هجمات على أهالي اليرموك ليخليها من سكانها، مع العلم أن نسبة كبيرة من المدنيين السوريين، الذين هاجروا من أراضيهم الأصلية، ذهبوا إلى هذه المدينة، وعاشوا فيها. 
ولم يكتف التنظيم الإرهابي بما سبق، بل شن هجومًا إرهابيا على حي «الزين » فى اليرموك، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وإصابة العشرات من القوات الأمنية المخولة بتأمين المكان.
وعقب هذا الهجوم، قام التنظيم ببث فيديو للعملية الإرهابية على تطبيق «التليجرام »، وأظهر الفيديو الذي بثه «داعش » مدرعة وجرافة تقوم بتحطيم الحي بالكامل، إلى جانب مجموعة من الاشتباكات العنيفة، التي دارت بينهم، وبين الشرطة.
اليرموك بديلا للرقة
وقال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية ب «الأهرام »، إن تنظيم «داعش » الإرهابي اختار مدينة اليرموك المتواجدة في جنوب سوريا، لأنها منطقة بعيدة ورخوة، ولا يوجد بها قوات عسكرية بشكل مكثف، لذلك استهدفها التنظيم. 
وأضاف النجار لـ«البوابة، أن داعش يخطط لأن تكون اليرموك معقله الجديد بدلًا من الرقة، والدليل على هذا الأمر الهجوم المسلح، الذي شنه على حي «الزين »، ومن خلاله، استطاع أن يفرض سيطرته على عدد من المباني.
ومن جانبه، قال مختار الغباشي، المحلل السياسي ونائب رئيس المركز المصري للدراسات السياسية، إن تنظيم «داعش » الإرهابي لم ينته في الوقت الحالي، وكل ما حدث ما هو إلا ضربات قوية وجهت له وقللت من حدة عنفه، لكنه يستطيع أن يتفاداها.
«الفقر».. الباب الذهبي للتوسع في القارة السمراء
بجانب اليرموك، اتجه «داعش » أيضًا صوب القارة السمراء، مستغلًا الفقر والضعف الاقتصادي وعدد المسلمين الكبير هناك، فيما تم الإعلان مؤخرًا عن تشكيل قوة مشتركة من عدة دول في منطقة الساحل الأفريقي، مدعومة فرنسيا، لمواجهة انتشار التنظيم، تحديدًا في النيجر ومالي، والقضاء عليه بحلول مايو 2018. 
وكانت عناصر داعشية توجهت إلى النيجر في غرب أفريقيا منذ أكتوبر 2017 ، وحدثت اشتباكات بين قوات أمريكية تدعم قوات من النيجر على الحدود مع مالي، وهذه العناصر، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود أمريكيين وخمسة جنود من النيجر. 
وقال الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن استراتيجية داعش، في أفريقيا هي التوسع والتوغل داخل القارة السمراء، عقب خسارته لجميع الأراضي، التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق. وأضاف «دانفورد »، أنه بسبب توغل عناصر داعشية في النيجر، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير دفاعه جيم ماتيس، التكثيف من التواجد العسكري الأمريكي في النيجر، عقب العملية الإرهابية التي تبناها «داعش » في أكتوبر من العام الماضي.. وتابع، «كل ما قامت به الحكومة الأمريكية، هو رد فعل، لأن ما يحدث في النيجر وأفريقيا، خطر على مستقبل القارة السمراء ».. وأشار إلى أن أمريكا متواجدة في النيجر بشكل مكثف، ويوجد هناك نحو 1300 عسكري من القوات الخاصة الأمريكية، موضحًا أن فرنسا تساند أمريكا في حربها على الإرهاب في النيجر، حيث نشرت هناك أيضًا ما يقرب من 4000 عسكري.
وبدوره، قال كريستوف أياد، المحلل السياسي في جريدة «لموند » الفرنسية، إن مالي في غرب أفريقيا تعتبر دولة أفغانستان الثانية، من حيث الإرهاب، بالنسبة للدول الغربية.
وأضاف «أياد »، أن دولة مالي تتشابه مع أفغانستان بسبب التطرف، فجميع العمليات الإرهابية المتواجدة في افغانستان هي نفسها العمليات المتواجدة في مالي.
استهداف المونديال.. «بروباجندا » للعودة إلى المشهد
يبقى مونديال 2018 في روسيا، هدفا رئيسا لداعش، للعودة للمشهد من جديد، مستغلًا أهمية كأس العالم وضخامة جمهوره، خاصة أن جماهير الكرة في العالم تتخطى المليار.
وذكرت مؤسسة «آى.إتش.إس » للتحليلات، ومقرها الأساسي بريطانيا، أن بطولة كأس العالم المقرر إقامتها في شهر يونيو المقبل بروسيا، ستكون هدفا محوريا لتنظيم «داعش»، خاصة في ظل الدور، الذي لعبته روسيا في القضاء على التنظيم بسوريا.
وأضافت المؤسسة، أن زعيم تنظيم «داعش » أبوبكر البغدادي مازال حرا طليقا، لأن هناك أقاويل كثيرة تقول إنه لم يمت، وأن نشر تقارير حول مقتله كانت خدعة من قبل التنظيم، لإبعاد الأنظار عنه، حتى يستطيع أن يمارس عمله الإرهابي على أكمل وجه.
وكان تنظيم داعش الإرهابي، هدد أكثر من مرة فى 2017 ، باستهداف مونديال روسيا، عبر ذئابه المنفردة المتواجدة في روسيا، وأطلق أيضًا العنان لعناصره عبر مواقع التواصل.
الاجتماعي للترويج المستمر للنيل من لاعبي ورموز ومشاهير كرة القدم، المشاركين في كأس العالم 2018.
وعبر «التليجرام »، و«مؤسسة الوفاء الإعامية » التابعة له، قام «داعش » بنشر العديد من الصور، التي يدعو من خلالها إلى استهداف روسيا خال المونديال، تحت مسمى «الإرهاب العادل».
وبدأت تهديدات داعش فور صعود المنتخبات إلى نهائيات كأس العالم، ونشر صورة لإرهابي يحمل بندقية وقنبلة عليها الشعار الأسود للتنظيم، وهو يقف في ساحة فولجوجراد أرينا(، على مقربة من استاد لكرة القدم جنوبى روسيا)، إلى جانب صورة تحمل الشعار الرسمي للبطولة، التي ستقام في
11 مدينة روسية في الفترة بين 14 يونيو حتى 15 يوليو 2018.
وحذرت الدول الأوروبية، مشجعيها، مشجعيها الذين ينوون السفر إلى روسيا لحضور مباريات المونديال بضرورة أخذ الحيطة، وقامت أيضًا بتوقيع بروتكولات فيما بينها، من أجل مواجهة التطرف في القارة العجوز، كما وضعت الدول التابعة للاتحاد الأوروبي، على رأسها فرنسا
وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا، مجموعة إجراءات أمنية مشددة، منها وضع خطة جديدة للكشف عن جوازات السفر المزورة، مع تتبع القادمين إلى أي بلد في القارة العجوز، وتأمين حدود القارة، من خلال تكثيف عدد الجنود المتواجدين على الحدود. 
يذكر أن زعيم «داعش » أبوبكر البغدادي عرف عنه أنه كان محبا للغاية لكرة القدم، إذ أصبح نجمًا لفريق مسجد مدينة الطوبجي المتواجد في بغداد، إلا أنه سرعان ما انجذب إلى الأشخاص المتشددين، الذين يتبنون نهج العنف والقتل والخراب.
الإضرار بمصر
ويبدو أن الخطر غير بعيد عن مصر أيضًا، وقال صبرة القاسمي، المنسق العام للجبهة الوسطية، إن تنظيم داعش الإرهابي يسعى بشكل كبير إلى الإضرار بمصر والدخول بها إلى نفق مظلم ومراحل أعنف، ويحاول عرقلة مسيرتها عن التقدم والنهوض، وأضاف أن تنظيم
داعش سيعتمد على استراتيجية مخالفة لما اعتمده في سوريا والعراق، ولن يكرر الأخطاء السابقة لأنه تعلم من المدن التي فقدها جيدًا وتحديدًا مدينة
الموصل العراقية.
وتابع «القاسمي» أن التنظيم يلجأ إلى الصحراء دائمًا، فهي المحطة الرئيسة لديه، إذ تحتوى على جبال ووديان ودروب وعرة، تعد ملاذًا وملجأ لعناصره، بحيث لا تراه أعين الناس، لافتًا إلى أن عملياته الإرهابية دائمًا تكون على الطرق الدائرية القريبة من الطرق الصحراوية لسرعة اللجوء إلى
الملاذ الآمن والتخفي سريعا.
«التليجرام» آخر ملاذ إعلامي
قام «داعش » منتصف يناير، ببث فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى مثل تطبيق «التليجرام »، يظهر قيام مجموعة من عناصره في سوريا بتحطيم قبور متواجدة في ريف محافظتي إدلب شمالا، وحماة وسط، وهي مناطق وصل لها داعش مؤخرًا، ويعتبر هذا الفيديو أول عمل دعائي لداعش في 2018 ، ما يؤكد أن التنظيم حدث له تحول جذري، فبعد أن كان يُنفذ عمليات إرهابية كبرى، أصبح ينشر مجموعة صور
وفيديوهات ترويجية، وأثار الفيديو الذي نشره «داعش » تعجب المتابعين عبر تطبيق «التليجرام»، وذلك لأنهم اعتادوا على مشاهد العنف والقتل، التي كان يتعمد داعش بثها باستمرار.. ولم يكتف التنظيم الإرهابي بنشر الفيديو السابق، بل قام أيضًا بنشر مجموعة فيديوهات اجتماعية تتحدث عن مخاطر السجائر والتدخين، وأنه لا بد من الإقلاع عنها، بالإضافة إلى فيديوهات أخرى تتحدث عن أهمية فرض الملابس
الإسلامية - من وجهة نظره- وهي «النقاب والعباءة السوداء».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن تنظيم «داعش » الإرهابي، عقب خسارته جميع معاقله، بدأ يتجه إلى الدعاية الإعلامية، لمحاولة إثبات أنه متواجد.
على الساحة، ولكنه لن ينجح في ذلك الأمر، لأن شعبيته تراجعت للغاية، وأضافت
الصحيفة، أن عدد إصدارات داعش، تراجع في 2017 بنسبة 80% عن بدايات ظهوره، وهذا يرجع إلى الخسائر البشرية والعسكرية، التى تعرض لها العام الماضي.
وتابعت، أنه على الرغم من تراجع إصدارات «داعش » الإعلامية، إلا أنه مازال يمثل خطورة بالغة، لأنه لا يمكن الحد من المنشورات الإعلامية التي ينشرها، ولا يمكن وقف المحتوي الإعلامي لها، ومن الممكن أن يكون لها تأثير سلبي على عقول شباب مواقع التواصل الاجتماعي.
محاكاة فيلم «سقوط البيت الأبيض»
ونشر التنظيم الإرهابي في 20 يناير تعميمًا عبر «التليجرام »، يدعو من خاله الشباب للالتحاق بصفوفه فىي مجالات الدعاية، والإعلام، قائلا: «يجب على المتقدم أن تكون لديه خبرة في: التصميم، والمونتاج، وكتابة المقالات، والسيناريو، والتدقيق اللغوي، وإنشاء حسابات في مواقع التواصل».
وجاء هذا التعميم بعد مقتل العديد من عناصره فيما يعرف بـ «ديوان الإعلام »، لديه، كما قام التنظيم الإرهابي في 19 يناير بنشر فيديو جديد عبر منصاته الإعلامية، يتضمن ما بدا أنه مشاهد وهمية يسعى إلى تحقيقها، لرفع الروح المعنوية لمقاتليه، بعد هزائمه المتتالية في العراق وسوريا. واستخدم التنظيم الإرهابي تقنية الجرافيك في تركيب العديد من الصور الخاصة به ك «الراية السوداء» وغيرها وإلصاقها بالمدرعات والدبابات، أثناء دخولها المدينة ومحاصرتها، مستعينًا بالعديد من الفيديوهات والإصدارات التي قام بنشرها في السابق. 
الفيديو الذي نشرته ما تعرف بـ«مؤسسة العبد الفقير»، التابعة للتنظيم الإرهابي عبر قناتها بمواقع التواصل الاجتماعي «التليجرام»، جاء بعنوان «ونراه قريبا»، وقال التنظيم الإرهابي إن «الفيلم تصويري عن غزو داعش لولاية واشنطن في المستقبل القريب»، حيث تضمن مشهدا تمثيليا مقتبسا عن بعض الأفلام الحربية، التي أنتجتها «هوليوود»، متوهمًا من خلالها تصوير مشهد مستقبلي لعناصر التنظيم أثناء غزو العاصمة الأمريكية، على حد وصفه.. واقتبس التنظيم الإرهابي بعضًا من مشاهد الفيلم الأمريكي «سقوط البيت الأبيض » الذي تم عرضه عام 2013، وتحديدًا المدرعات الحربية أثناء اقتحامها ساحة البيت الأبيض بواشنطن، وبعض المشاهد الأخرى في الأفلام الأمريكية الخاصة بحروب الجيش الأمريكي وحرب العصابات داخل الولايات المتحدة.
وتحدث أحد عناصر التنظيم الإرهابي داخل الفيديو قائلًا: «ينطلق استشهادي من عرينه، قاصدًا الموت وفريسته، وأن يقتل ويقُتل»، بالإضافة إلى رسم تخيلي لخلايا نائمة تابعة للتنظيم الإرهابي وهي تقوم باستطلاع المدينة ليلة الغزو، وتفجير أحد الكباري المعلقة المتواجدة في واشنطن، المأخوذ من الأفلام الأمريكية، كما قام بتصوير عدد من الطائرات المقاتلة واضعًا عليها رايته السوداء باستخدام تقنية الجرافيك، حسب تصوره الوهمي».
ويؤكد خبراء، أن «داعش» بدأ يتجه بقوة إلى الوسائل المتاحة له بمواقع التواصل الاجتماعي، للتغطية على إخفاقاته المتتالي.. وقال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بـ«الأهرام»، إن تنظيم داعش الإرهابي فقد عددا كبيرا من العناصر البشرية، التي كان يعتمد عليها الفترة السابقة، بالإضافة إلى خسارته جميع القنوات الإعلامية التي أنشأها لنفسه، لذلك لم يبق له سوى تطبيق «التليجرام» وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك، تويتر »، وأضاف، أن التنظيم الإرهابي يحاول عن طريق تلك الصفحات أن يروج لنفسه إعلاميًا، حتى يثبت لجميع الدول أنه متواجد ومازال ينفذ عمليات إجرامية، وتابع «على الرغم من الدعاية الإعلامية، التى يستخدمها داعش هذه الأيام، إلا أنه أمر غير مجد، لأنه فقد شعبيته، وتراجعت قوته القتالية والإرهابية، مقارنة بالسابق». وبدوره، قال إسلام الكتاتني، الباحث في شئون الحركات الإسلامية والإخوانى المنشق، إن تنظيم «داعش » يلفظ أنفاسه الأخيرة، لذلك اتجه إلى الأساليب الترويجية، ليثبت أنه ما
زال متواجدا ومازال يمثل خطرا.. وأضاف، أن تنظيم داعش لم يخرج بشكل نهائي من سوريا والعراق، وهو الآن يحاول بأي طريقة من الطرق أن يعيد نفسه من جديد، وأشار إلى أن «داعش » يتعمد بث فيديوهات ترويجية ليس فقط من أجل إعادة نفسه إعلاميًا على الساحة، بل لجذب عناصر جديدة، من الشباب الأجنبي المسلم.
وبدوره، قال اللواء عبدالرافع درويش، الخبير الاستراتيجي: إن تنظيم داعش وعددًا من التنظيمات الإرهابية، المتواجدة في العالم، استطاعت تجنيد عدد من العاملين في شبكات التواصل الاجتماعي، الذي من المفترض أن تكون مهمتهم الأساسية محاربة المحتوى الإرهابي، لمنع انتشار الإرهاب، لكن ما حدث كان عكس ذلك.
وأضاف، «للأسف الشديد، فإن مواجهة هذا الأمر شديدة الصعوبة وتحتاج لكثير من الوقت؛ حتى يتم التخلص من هؤلاء الجواسيس. 
(البوابة نيوز)

البرلمان المصري ينفي اضطهاد الأقباط

البرلمان المصري ينفي
دحض البرلمان المصري ادعاءات حول تعرض الأقباط للاضطهاد، مؤكداً سيادة مبدأ المواطنة، في وقت تواجه الدولة مخططات جماعة «الإخوان المسلمين»، المصنفة إرهابية، للنيل من النسيج الوطني وإثارة نزعة طائفية.
وكان 6 نواب في «الكونغرس» الأميركي تقدموا الشهر الماضي بمشروع قرار ينتقد هجمات إرهابية ضد المسيحيين في مصر على اعتبارها «حوادث طائفية». وطالبو بربط المعونة الاقتصادية بتحقيق تقدم في ذلك الملف، ما أثار حفيظة البرلمان المصري، الذي أعد مذكرة لإرسالها إلى الكونغرس ووسائل إعلام أجنبية تتناول بالتفصيل وضع الأقباط في مصر.
وأكدت المذكرة، التي حصلت «الحياة» على نسخة منها، على استيعاب مصر بحضارتها وتراثها الثقافات والأديان كافة من دون تفرقة بين مسلم ومسيحي، كما أشارت إلى ثورة 1919 التي «تعانق فيها الهلال مع الصليب».
وحملت المذكرة، التي صاغتها لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، «الإخوان» مسؤولية عمليات إرهابية استهدفت الأقباط بهدف النيل من النسيج الوطني. وذكرت أن الجماعة «لعبت دوراً ممنهجاً ومخططاً بالتعاون مع أيادي أجنبية لمحاولة ضرب الثوابت المصرية، وإشعال الفتن الطائفية، والتحريض على الفتنة وازدراء الأديان، الأمر الذي مهد لظهور الكيانات والجماعات المتطرفة الإرهابية مستغلة الدين وسيلة لتحقيق أهدافها».
وأوضحت أن العلميات الإرهابية بلغت في مجملها 83 واستهدفت الكنائس والراهبات وبيوت الخدمة المسيحية، بالإضافة إلى المئات من ممتلكات الأقباط، لا سيما بعد فض اعتصامي الجماعة في ميداني رابعة (شرق القاهرة) والنهضة (جنوب العاصمة)». وقالت إن»جرائم جماعة الإخوان تمحورت حول محاولة تأكيد صراع مزعوم بين مسلمي وأقباط مصر»، وذلك «لاستقطاب الرأي العام الغربي وإقناع حكوماته التدخل في شؤون مصر».
 (الحياة اللندنية)

الطيب: الأزهر يدعم الجيش والشرطة لمكافحة الإرهاب

الطيب: الأزهر يدعم
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن المؤسسة الأزهرية تدعم الجيش والشرطة المصرية بلا حدود، للقضاء على الإرهاب، واقتلاعه من جذوره، مؤكداً ضرورة استمرار التلاحم الشعبي خلف أجهزة شالأمن لتطهير الوطن من براثن الإرهاب الأسود، بينما نفى المتحدث باسم الجيش المصري الأخبار المزعومة عن استهداف طائرة بلا طيار، قوات الجيش في شمالي سيناء.
وأكد خلال استقباله أمس عدداً من شيوخ العشائر بقرية الروضة بشمالي سيناء، برئاسة الشيخ مسعد حامد عيد شيخ المشيخة، والشيخ حسين سليم شيخ القرية، أن حادث الروضة، الذي أسفر عن استشهاد 312 شهيداً على يد جماعة إرهابية، أدمى قلوب جميع المصريين وآلمهم، إلا أنه زاد من تكاتفهم وإصرارهم على اجتثاث الإرهاب واقتلاعه من جذوره، مضيفاً أن الأزهر يقف مع أهالي سيناء في المعركة ضد الإرهاب، من خلال مواجهة الأفكار المتطرفة وتحصين شباب سيناء من الانخداع بها.
وقدّم وفد قرية الروضة الشكر لشيخ الأزهر على دعمه الكبير لأهالي قريتهم بعد الحادث الإرهابي الأليم، الذي استهدفها، مؤكدين أن زيارته لهم بعد الحادث بأسبوع واحد، كانت أكبر مواساة لهم، كما أن قراره بتقديم التعليم المجاني لأبناء الروضة، وإقامة مجمع أزهري في القرية، سيسهم في رفع الوعي العلمي لدى أبناء القرية، ويخفف من معاناتهم التي يتكبّدونها من أجل الالتحاق بالتعليم.
من جهة أخرى، نفى العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، في تصريح خاص ل»الخليج»، صحة الأخبار المتداولة حول استهداف طائرة بدون طيار لقوات الجيش المصري بشمالي سيناء، مؤكداً أن هذه الأخبار عارية تماماً عن الصحة، مشيراً إلى مواصلة قوات الجيش الثاني الميداني، جهودها للقضاء على العناصر التكفيرية في شمالي سيناء، وذلك في إطار الجهود المكثفة للقوات المسلحة لدحر الإرهاب.
 (الخليج الإماراتية)

الإخوان يراهنون على عنان للعودة إلى المشهد السياسي في مصر

الإخوان يراهنون على
تعتبر جماعة الإخوان المسلمين أن المرشح الرئاسي الفريق سامي عنان تتوفر فيه المقومات المطلوبة لمنافسة الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي بالنظر لانتمائه إلى المؤسسة العسكرية وعلاقاته الداخلية وحتى الخارجية، وهي تحاول اليوم جس نبضه لدعمه في السباق الرئاسي على أمل عودتها إلى المشهد مجددا.
القاهرة - قال حازم حسني المتحدث باسم المرشح الرئاسي الفريق سامي عنان، لـ”العرب”، إن جماعة الإخوان لم تتواصل معهم حتى هذه اللحظة، تاركا الباب مواربا أمام إمكانية التنسيق معها خلال الفترة المقبلة، حال قبولها بالمبادئ الرئيسية التي أعلنها عنان في خطاب الترشح، وأهمها الحفاظ على الدولة الوطنية واستعادة مؤسساتها عافيتها.
وكان رئيس أركان الجيش المصري الأسبق قد تلقى رسالة من القيادي الإخواني المقيم في لندن يوسف ندا، مساء الأحد، يحدد فيها جملة من الشروط لدعمه في السباق الرئاسي المقرر في مارس المقبل.
وأوضح حازم حسني “أن الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي اتفقت على رفض الشروط التي أعلنها ندا، والترحيب بجميع القوى التي أعلنت دعمها لترشحه والتنسيق معها، شريطة أن يرتبط ذلك بالوقوف على أرضية سياسية مشتركة، من دون أن يكون ذلك عبر إملاءات مسبقة، فالفريق عنان لن يستجدي أحدا حتى يؤيده في الانتخابات”.
ونفى حسني أن تكون الاستعانة بخبرات المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات سابقا، جاءت بهدف مغازلة الإخوان، مشددا على أن الحملة تستهدف جميع المصريين ولا يمكن أن تحجر على أي تنظيم تأييد الفريق سامي عنان، في إشارة إلى عدم استبعاد التنسيق مع الإخوان.
وجماعة الإخوان منبوذة من قطاع عريض من المصريين، بسبب ضلوع جناحها المسلح في الكثير من العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد خلال الأعوام الماضية والإصرار على دعم العناصر المتطرفة.
وترفض الحكومة المصرية السماح للجماعة بمزاولة النشاط السياسي، منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في 3 يوليو 2013، ويحاكم عدد من قياداتها بتهم تتراوح بين ممارسة العنف والتحريض عليه، وصدرت أحكام بالإعدام على بعضهم.
ولا تجد الجماعة منفذا للخلاص من التضييق الرسمي والشعبي الذي تتعرض له في مصر ودول عربية أخرى، سوى التعويل على تغيير النظام المصري الحالي، والتفاهم مع أحد المرشحين ممن تتوسم فيهم القدرة على المنافسة لدعمه وطي المرحلة الحالية التي تكبدت فيها خسائر باهظة، وتعرض التنظيم برمته لأزمة كادت أن تعصف به.
ومنذ إعلان عنان الترشح صباح السبت في مواجهة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والشكوك تلاحقه حول توجهاته السياسية وتحيط به شبهة التعاون والتنسيق مع الإخوان.
وتفضل جماعة الإخوان دعم سامي عنان لكونها تراه ندا قويا للرئيس السيسي بالنظر إلى تاريخه العسكري والعلاقة المتوترة بين الرجلين وإصراره على الترشح وعدم التنازل وتجاهل الضغوط الواقعة عليه، وهي حريصة على استغلال هذه المعطيات محاولة القفز من جديد داخل المشهد السياسي والتأثير فيه.
جماعة الإخوان تفضل دعم عنان لكونها تراه ندا قويا للسيسي بالنظر إلى تاريخه العسكري والعلاقة المتوترة بين الرجلين
ورغم التناقض الظاهر، كون عنان عسكريا وطالما وصفت الجماعة حكم السيسي بغير المدني لخلفيته العسكرية، إلا أن قادتها يجدون فيه مرشحا مثاليا لهذه المرحلة التي تتطلب دعم شخصية قادرة على احتواء المؤسسة العسكرية.
ويرى تيار الإسلام السياسي في مجمله أن أحد الأسباب الرئيسية لفشل محمد مرسي في تجربة الحكم الأولى التي خاضتها الجماعة في مصر، يتعلق بعجزه عن التعاطي مع المؤسسات العسكرية والشرطية والقضائية، والإخفاق في التعامل مع جميع المؤسسات السيادية في الدولة.
وتتطلع الجماعة لخوض فترة وسيطة تحقق خلالها بعض الأهداف الأولية كمقدمة لعودتها للمشهد بشكل كلي لاحقا، وعلى رأسها تحييد أو تحجيم نفوذ الأجنحة الرافضة للجماعة داخل الجيش والمؤسسات المختلفة، وهو أمر خارج عن قدرات مرشح مثل الناشط الحقوقي خالد علي.
ويكافح خالد علي للحصول على التوكيلات اللازمة لموافقة اللجنة العليا للانتخابات على ترشحه، بينما لن يجد عنان صعوبة في ذلك، لأن كوادر الجماعة المنظمة تستطيع الحصول على 25 ألف توكيل من 15 محافظة بسهولة.
ومع أن يوسف ندا قال إن رسالته لعنان كانت شخصية، إلا أن مضمونها تظهر عليه بصمات وأفكار الجماعة التي اعتادت توصيل رسائل من هذا النوع، عندما لا تكون متأكدة من رد فعل الجهة المقابلة، أو لا تريد أن تحرجها عندما تكون الأوضاع السياسية غائمة.
ويأتي على رأس أهداف الجماعة خلال السنوات الأربع المقبلة إطلاق المسجونين من قادة وأعضاء وإعادة الهاربين من الخارج، وهو ما يقتضي القيام بتغييرات داخل مؤسسة القضاء، وكان هذا أحد الشروط الستة التي تضمنتها رسالة يوسف ندا.
وتحرص الجماعة على مطلب عودة محمد مرسي الرمزية ولو ليوم واحد للسلطة، وهو الطلب الأول الذي تضمنته رسالة ندا لعنان، حرصا من الجماعة على إرضاء قواعدها ومحاولة لتبرئة القادة وإعفائهم من مسؤولية العنف.
وينطوي مطلب إعادة الجيش إلى ثكناته على تحقيق أهداف حلفاء الجماعة من الجهاديين، خاصة في سيناء، فتغيير مسار الحرب الضارية التي يشنها الجيش على التنظيمات المسلحة والحرص على عدم تطويرها وإعادتها من حيث حجم القوات المشاركة وطبيعة الأهداف إلى المربع الأول، ربما تخدم تكريس التنظيمات المسلحة الحليفة للجماعة نفوذها وحضورها في سيناء.
وهذه معضلة كبيرة سوف تواجه عنان، لأنها تخصم من رصيده داخل المؤسسة العسكرية، وإذا وافق عليها، تصريحا أو تلميحا، يمكن أن تخصم من رصيده شعبيا، لأن قطاعا كبيرا من المواطنين يرى أن أزمة مصر في الجماعات الإرهابية، والتعاون السابق معها من قبل نظام حسني مبارك مسؤول عن الوصول إلى النتيجة القاتمة حاليا.
وتحمل رسالة ندا إشارة خاصة موحية إلى حملة عنان متعلقة بطبيعة الشخص الذي أرسلها، كونه أحد أثرياء الإخوان ومن ممولي التنظيم الدولي وأحد رؤوس الاقتصاد التاريخيين بالجماعة، بما ينطوي على استعداد للدعم المادي غير المحدود للحملة في حالة التعاطي مع الرسالة بإيجابية.
 (العرب اللندنية)

دراسة أميركية: 300 تونسية بصفوف «داعش» في ليبيا

دراسة أميركية: 300
كشفت دراسة لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ساهمت في إنجازها الباحثة التونسية الدكتورة بدرة قعلول، بقاء 1000 امرأة في صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا بينهن 300 تونسية. وأوضحت الباحثة قعلول في تصريح صحفي أمس، أن باقي «الداعشيات» في ليبيا، جئن من أستراليا وتشاد وبلجيكا ومصر وإريتريا وفرنسا وكينيا والمغرب والنيجر والسنغال والصومال والسودان وسوريا وبريطانيا. وأفادت الدراسة التي أجراها الباحث بمعهد واشنطن هارون يزيلين المتخصص في الجماعات المتطرفة بشمال أفريقيا وسوريا، بالتعاون مع قعلول، أن واجبات هؤلاء النسوة تتمثل بدعم أزواجهن أعضاء التنظيم وإنجاب أكبر عدد من الأطفال، وتنشئة جيل جديد من المتشددين.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الداخلية التونسية أنه تم استدعاء النائب بالبرلمان عن «الجبهة الشعبية» أيمن العلوي، للإدلاء بشهادة لدى الحرس الوطني لمكافحة الإرهاب بالعاصمة، إثر تلقيه تهديدات تمثل خطراً على حياته.
وذكر بيان الداخلية أن الإرهابي الخطير الموقوف المدعو برهان البولعابي، أقر في التحقيق بأنه اقترح اسم النائب العلوي، على بقية أفراد مجموعته الإرهابية. واعتقلت وحدات عسكرية البولعابي، إثر إصابته بطلق ناري في كمين بمنطقة جبل السلوم في محافظة القصرين وسط غرب البلاد. وبولعابي المكنى «أبو ياسين»، تونسي خطير من القصرين تم تعيينه «أميراً» على رأس المجموعة الإرهابية المتمركزة بجبل المغيلة، عقب مقتل القيادي الإرهابي بالمنطقة سيف الدين الجمالي.
 (الاتحاد الإماراتية)
خبايا تحالف داعش
"فلول داعش" يربكون حسابات التحالف الدولى.. المبعوث الأمريكى يحذر: المعركة لم تنته.. جارديان: رحلة البحث عن "البغدادى" لم تزل مستمرة.. ومراقبون: اختفاؤه يثير شكوكا بعودة قوية للتنظيم فى سوريا والعراق
رغم تأكيدات العديد من دوائر الأمن والاستخبارات الغربية أن نهاية تنظيم داعش الإرهابى ، بعد الهزائم المتتالية التى تكبدها التنظيم خلال العامين 2016 و2017 ، إلا أن تقارير غربية حذرت من إمكانية إعادة ظهور التنظيم بشكل قوى خاصة فى ظل اختفاء زعيمه أبو بكر البغدادى، الأمر الذى عززته تحذيرات المبعوث الأمريكى للتحالف الدولى ضد داعش بريت ماكجورك والذى قال إن الحرب ضد التنظيم فى سوريا والعراق لم تنته.
وفى تصريحات خاصة لشبكة سكاى نيوز، قال ماكجورك اليوم الإثنين إن الحرب لم تنته، مطالباً كافة الأطراف المتحالفة فى الحرب ضد الإرهاب بالتركيز على قتال داعش، وعدم تشتيت الجهود فى معارك جانبية، خاصة أن الوضع فى شمال شرق سوريا معقد لأن التحالف لا يملك حضورا مباشرا.
وعن المناوشات الدائرة فى منطقة عفرين، قال ماكجورك إن الوضع الميدانى المستجد يخلق تحديات عدة، مؤكداً أن "أسوأ ما يمكن القيام به الآن هو خلق تشتيت للمعركة الكبرى ضد داعش فى سوريا".
المخاوف التى أثارها المبعوث الأمريكى لدى التحالف الدولى جاءت بعد أيام من تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، توقعت خلالها إعادة ظهور داعش بشكل قوى فى ميادين النزاع داخل الشرق الأوسط، مستشهدة بالعمليات النوعية التى يقدم عليها فلول التنظيم دخل سوريا والعراق، والعمليات المنفردة التى يقدم عليها عناصره داخل الدول الأوروبية.
وقال تقرير الجارديان: "برغم الهزائم التى تعرض لها تنظيم داعش فى سوريا والعراق وانهيار حلم الخلافة، إلا أن زعيم التنظيم لا يزال طليقا متحديا جميع الجهود المبذولة للقبض عليه"، موضحاً أن "عددا غير مسبوق من جواسيس العالم طاردوا أبو بكر البغدادى خلال الثلاثة أعوام الماضية دون جدوى". 
وأضافت الصحيفة البريطانية إن أكثر المطلوبين على هذا الكوكب تم تتبعه ثلاث مرات على الأقل فى الأشهر الـ 18 الماضية وحدها. ورغم إحاطته بشبكة حماية، إلا أن الزعيم المنعزل شوهد فى أماكن أخرى، معتبرة أن وجود هارب فى العصر الرقمى له أوجه قصور واضحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطأ واحدا فى 45 ثانية فى 3 نوفمبر 2016 كلف البغدادى تقريبا "الخلافة" قبل انهياره العام الماضى، ومع تقدم القوات العراقية والكردية فى الموصل، حمل البغدادى راديو محمولا فى قرية بين غرب المدينة وبلدة تلعفر، وطالب أتباعه بالثبات. 
وقال مسئول كبير فى إقليم كردستان الذى رصد المكالمة "تحدث لمدة 45 ثانية ثم أخذ حراسه الراديو منه لأنهم أدركوا ما فعله". ورغم أن الجواسيس الذين يتبعونه عرفوا موقعه إلا أن حراسه كانوا أسرع ونقلوه. 
وخلال صعود وسقوط داعش، استمر النقاش فى دوائر الاستخبارات حول ما إذا كان حياة البغدادى أو موته سيحدث فرقا فى التنظيم، وما إذا كان الأخير لا يزال يشكل تهديدا للنظام الإقليمى والأمن العالمى. وقال أحد كبار رجال المخابرات الإقليمية إن مستوى التهديد من التنظيم لم يتغير، وأن بقاء البغدادى على قيد الحياة يمكن أن يستخدمه أتباعه كنداء جماعى للتجنيد. 
وأوضح المسئولون إن الفرع المسئول عن التخطيط للهجمات فى الخارج لم يبدو أنه تأثر بأى شكل يذكر من الخسائر التى تعرض لها التنظيم على الأرض.
وفى بيان لها ، اتهمت قوات سوريا الديمقراطية أمس الأول السبت ، تركيا بفتح الباب أمام فرص عودة تنظيم داعش للظهور، مشيرة إلى أن القصف الذى شنته القوات التركية للحدود يعد "مغامرة" يمكن أن يستغلها التنظيم الإرهابى للعودة بقوة. 
(اليوم السابع)

شارك