اعتقال إرهابيين وتدمير 14 وكراً بسيناء/الدوحة تبتعد في العلن عن «ابن القرضاوي» المدلل بعد فضائحه وتتمسك به سراً/«الفقى»: المسلمون أكثر فئة مظلومة.. والأزهر لا يسيطر على جميع المعاهد
الأربعاء 31/يناير/2018 - 09:54 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الأربعاء الموافق 31-1-2018
مصر:المؤبد لـ6 متهمين دينوا بـ «الإرهاب»
قضت محكمة جنايات القاهرة أمس، بمعاقبة 6 متهمين بالسجن المؤبد (25 سنة) و4 متهمين بالسجن المشدد لمدة 15 سنة، ومتهمَين آخرَين بالسجن 5 سنوات بعدما دينوا في القضية المعروفة بـ «خلية مدينة نصر الثانية» بالشروع في القتل بقصد الإرهاب، واستهداف مؤسسات الدولة ومنشآتها.
وتضمن الحكم وضع المتهمين تحت المراقبة الشرطية عقب انتهاء مدة عقوبتهم.
ويحق للمتهمين الطعن على الأحكام الصادرة في حقهم خلال 60 يوماً من صدور الحكم أمام محكمة النقض (أعلى محكمة جنائية مدنية في مصر)، وفي حال قبول الطعون تعاد محاكمة المتهمين أمام دائرة أخرى.
وأحالت النيابة العامة المتهمين إلى «الجنايات» بعدما أسندت إليهم اتهامات «اعتناق أفكار تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما».
في غضون ذلك، قضت «جنايات» القاهرة ببراءة متهم في إعادة محاكمته في قضية اقتحام قسم شرطة أول مدينة نصر، وكانت النيابة أسندت إلى المتهم وآخرين جرائم «التجمهر واستعراض القوة والتخريب».
إلى ذلك، أطلق قاضي المعارضات في محكمة جنح القاهرة أمس، 3 متهمين بالاعتداء على رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق المستشار هشام جنينة على ذمة التحقيقات بكفالة مالية قدرها 500 جنيه لكل منهم.
وكانت النيابة العامة قررت مساء الأحد حبس المتهمين 4 أيام احتياطياً على ذمة التحقيق في حادثة الاعتداء على جنينة.
(الحياة اللندنية)
اعتقال إرهابيين وتدمير 14 وكراً بسيناء
أعلنت القوات المسلحة المصرية القبض على شخصين مشتبه بهما وسط سيناء إضافة إلى كشف وتدمير عدد من العبوات الناسفة و14 وكراً مستخدماً من العناصر التكفيرية في الاختباء ومراقبة القوات وتخزين الإحتياجات الإدارية والطبية. وذكر المتحدث العسكري المصري العقيد تامر الرفاعي أن القوات قامت أيضاً بتدمير نصف فدان من النباتات المخدرة و7 مخازن تحتوي كمية كبيرة من بذور نبات البانجو المخدر.
من جانب آخر، قضت محكمة جنايات القاهرة أمس، بالسجن المؤبد مدة 25 عاماً بحق 6 متهمين، والمشدد 15 عاماً على 4 آخرين، لإدانتهم بارتكاب جرائم الشروع بالقتل واستهداف مؤسسات الدولة ومنشآتها بأعمال إرهابية، وذلك في القضية المعروفة إعلامياً بـ«خلية مدينة نصر الثانية».
الدوحة تبتعد في العلن عن «ابن القرضاوي» المدلل بعد فضائحه وتتمسك به سراً
أكد سياسيون في مصر، أن قطر لا يمكن أن تتخلى عن عناصر جماعة الإخوان الإرهابية التي تدعمهم وتمولهم لتنفيذ أجندتها السياسية، وفي مقدمتهم طارق رمضان الذي تستغله قطر لإعادة إحياء المشروع الإخواني المتعصب في أوروبا وضرب استقرار كثير من دول المنطقة.
ووصفوا الاجراء القطري حيال الأكاديمي طارق رمضان بالخدعة و«الحيل المفضوحة»، وأن إعلان السلطات القطرية عدم التعامل مع رمضان ومنعه من السفر إليها، يهدف إلى حفظ ماء الوجه بعد الاتهامات والهجوم الشرس الذي وجه إليه بعد حوادث الاغتصاب التي ارتكبها، وعدم رغبة قطر في أن تكون معه في خندق واحد، وللإيهام بأن قطر تنأى بنفسها عن التواصل مع العناصر التي تسيء إليها، خاصة الشخصيات التي عليها علامات استفهام، وحتى لا تبدو أمام العالم بأنها دولة راعية للقيادات والجماعات الإرهابية، ومنها تنظيم الإخوان.
وكانت صحيفة «لوموند دي أفريك» الفرنسية نشرت تقريراً يؤكد تخلي قطر عن طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، وهو مواطن سويسري من أصل مصري، بعد اتهامه في قضايا اغتصاب وتحرش جنسي عدة، وطلبت منه ألا تطأ قدمه الإمارة، أو ذكر علاقته بها في وسائل الإعلام. لإبعاد تلك الشبهات عن الدوحة، حتى ينسى الرأي العام تلك الفضائح.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر لا يعدو كونه خدعة قطرية لتحسين صورتها بعد اتهامها بإيواء عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي المطلوبين أمنياً في قضايا إرهاب، في حين أنها لم تفصل طارق رمضان عن إدارة «مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق» القطري.
وكان الأكاديمي طارق رمضان، أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة، قد حصل على إجازة من جامعة «أوكسفورد» البريطانية عقب عدة اتهامات وجهت ضده بالاغتصاب والتحرش، وفقاً لبيان صادر عن الجامعة البريطانية. وأوضحت الجامعة في بيانها «أن إجازة متفق عليها تعني عدم وجود افتراضات مسبقة أو اعتراف بالذنب، وتسمح لرمضان بالتعامل مع الاتهامات الجدية للغاية الموجهة إليه التي نفاها جميعها بشكل قاطع».
ويحقق الادعاء في فرنسا في مزاعم امرأتين اتهمتا الأكاديمي طارق رمضان باغتصابهما. فيما نفى طارق رمضان، المزاعم ووصفها بأنها «حملة من الأكاذيب»، وقال إن محاميه سيرفع دعوى على المرأتين بتهمة الافتراء.
المشروع الإخواني
بداية، أكد الدكتور محمد حبيب، نائب مرشد جماعة الإخوان السابق، ومنشق عن الجماعة، أن علاقة قطر بجماعة وعناصر الإخوان الإرهابية علاقة قوية وثابتة منذ سنوات عديدة، وأن سياسة قطر تجاه هذه الجماعة راسخة ولن تتغير مهما كانت الضغوط الدولية على قطر، مشيراً إلى أن قطر تستغل جماعة الإخوان لتنفيذ سياستها العدائية تجاه كثير من دول المنطقة، وزعزعة أمن واستقرار دول الجوار ومنها: سوريا ومصر وليبيا وتونس، وتتخذهم ورقة ضغط لتهديد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مؤكداً دعم وتمويل قطر لجماعة الإخوان الإرهابية، وإيواء قادة التنظيم في الدوحة، ومنحهم الجنسية القطرية، وكذلك دعم الجماعات والتنظيمات والقيادات الإرهابية في الخارج، خاصة تنظيم الإخوان في أوروبا.
وأشار إلى أن قطر لا يمكن أن تتخلى عن عناصر جماعة الإخوان التي تدعمهم وتمولهم لتنفيذ أجندتها السياسية، ومنهم طارق رمضان الذي تستغله قطر لإعادة إحياء المشروع الإخواني في أوروبا، مؤكداً أن قطر تدعي التخلي عن حلفائها للحفاظ على صورتها أمام العالم، خاصة بعد تورط طارق رمضان المقرب للنظام القطري في حوادث اغتصاب وتحرش جنسي، وكذلك للهروب من التهمة الرئيسة التي يواجهها النظام في الدوحة، وهي تمويل ودعم الإرهاب.
وأشار إلى أن طارق رمضان شخصية مثيرة للجدل، وله تأثير في أوساط علماء الدين المسلمين في أوروبا، ويتحدى في رؤيته للدين الجماعات السلفية، ويتهمه البعض بالترويج للإسلام السياسي، ولذلك قامت السلطات القطرية باستغلاله ومنحته رئاسة «مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق» في قطر، مشيراً إلى أن السلطات القطرية أعلنت عدم التعامل مع طارق رمضان ومنعه من السفر إليها، حفظا لماء الوجه بعد الاتهامات التي وجهت إليه، وللإيهام بأن قطر تنأى بنفسها عن التواصل مع العناصر التي تسيء إليها، خاصة الشخصيات التي عليها علامات استفهام، وحتى لا تبدو أمام العالم بأنها دولة راعية للإرهاب والجماعات الإرهابية، ومنها تنظيم الإخوان الإرهابي، وهو الاتهام الذي تحاول الدوحة الهروب منه، خصوصاً بعد مقاطعة دول الرباعي العربي قطر لدعمها الإرهاب. ولكن الحقيقة تؤكد أن قطر لن تتخلى عن جماعة الإخوان التي تدعمهم وتمولهم بقوة، وأن ما تقوم به حيال حفيد مؤسس جماعة الإخوان خدعة وحيل مفضوحة ومراوغة من النظام القطري.
دعم الإرهاب
من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور سعيد اللاوندي، أن قطر ما زالت مستمرة في سياستها الداعمة للإرهاب، وأنها تستقطب عدداً كبيراً من رموز وقادة الإرهاب على أراضيها، على الرغم من إعلانها الاستغناء عن بعض العناصر الإخوانية التي تدعمهم وتمولهم مثل الأكاديمي طارق رمضان حفيد حسن البنا والابن المدلل ليوسف القرضاوي، وبالتالي يؤكد هذا صحة الإجراءات وموقف دول الرباعي العربي، الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، المقاطعة لقطر بسبب استمرار دعمها وتمويلها للقيادات الإرهابية، مؤكداً أن قطر ما زالت مصرة على عدم تنفيذ المطالب الـ 13 التي فرضتها دول الرباعي العربي بدعمها وإيوائها للجماعات والتنظيمات والقيادات الإرهابية.
وأكد دعم قطر لجماعة الإخوان في دول العالم كافة، خاصة مصر، بعد الإطاحة بحكم الجماعة من مصر خلال السنوات الأخيرة، ويتمثل دعم الدوحة الإخوان في إيواء أعضاء الجماعة، وتسخير قناة الجزيرة القطرية لتكون منبراً لهم ولسياستهم، مشيراً إلى أن قطر يعيش فيها الآلاف من قيادات وأعضاء الجماعات الإرهابية، وبعضهم صدرت ضده أحكام بالإدانة وعقوبات تصل للمؤبد والإعدام لارتكابهم جرائم إرهابية، وتورطهم في عمليات عنف وإرهاب وقتل، ومنهم يوسف القرضاوي الذي صدرت ضده أحكام بالإعدام في قضايا التخابر، بالإضافة إلى بعض الشخصيات الإخوانية الأخرى.
ولفت إلى أن الدوحة تحتضن جماعة الإخوان مثل بعض الدول الأوروبية الكبرى التي تحتضن التنظيم الدولي، ومنها بريطانيا، مشيراً إلى أن قطر تستخدم جماعة الإخوان لإثارة القلاقل والفتن المذهبية والطائفية، وهز استقرار الدول العربية والخليجية.
وأشار إلى أن إعلان قطر التخلي عن طارق رمضان كذب، ومحاولة خبيثة من السلطات في الدوحة للتأكيد على عدم دعمها القيادات الإرهابية، ولكن الواقع يؤكد أن الدوحة لن تتراجع عن سياستها الداعمة لجماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية الأخرى، بدليل منحها تلك القيادات الجنسية القطرية.
وأشار إلى أن عمليات التجنيس والدعم القطري لقيادات الجماعات الإرهابية أحد الهواجس التي دفعت الدول الأربع لمقاطعة قطر ومواجهاتها وإنذارها بقطع علاقاتها بالتنظيمات الإرهابية والنشاط التخريبي التي تقوم به قطر في المنطقة.
وقال إن طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان مقيم في جنيف، ويذهب إلى باريس من وقت لآخر وليس مقيماً فيها، وهناك موقف من فرنسا بالنسبة لجماعة الإخوان بشكل عام، مؤكداً أن فرنسا صبت جام غضبها على تنظيم الإخوان، وفي الوقت نفسه تحاول قطر الابتعاد عن اتهامها بدعم جماعة الإخوان وتتنكر تماماً لما كانت تقدمه من دعم وتمويل لطارق رمضان، خاصة ما يتعلق بالأموال التي قدمتها لبناء مسجد كبير في جنيف معروف باسمه، بالإضافة إلى مراكز تحفيظ قرآن وأشياء كثيرة جداً، تبدو للجميع أنها دعوة للإسلام الحنيف، ولكنها في الحقيقة هي دعوة للتشدد والتعصب. وتابع: «قطر تسانده من وقت لآخر، وتحاول الإيهام بالابتعاد عنه حتى لا يظل الاشتباه بها قائماً، وتحاول قطر بقدر الإمكان الالتزام بالمطالب الـ 13 التي أقرتها دول الرباعي العربي، ومنها عدم دعم الحركات الإرهابية في العالم».
ووصف ما تقوم به قطر في شأن طارق رمضان بالحيلة، لأنه كان يجب على الدوحة الالتزام بشروط الرباعي العربي، ولكن قطر حتى الآن وبدعم من بعض الأطراف الأجنبية، مثل وزراء خارجية أميركا وفرنسا وألمانيا وانجلترا، لم تلتزم بهذه الشروط، خاصة في دعم الجماعات الإرهابية، ولكنها نتيجة للهجوم الشرس على طارق رمضان، وعدم رغبتها في أن تكون معه في خندق واحد، فهي تحاول الإيحاء للجميع بأنها تخلت عنه.
من هو طارق رمضان؟
يعتبر الإخواني طارق رمضان من أبرز الشخصيات في أوروبا المثيرة للجدل، خاصة بعد اتهامه من قبل نساء عدة في سويسرا وفرنسا بالاعتداء عليهن، إضافة إلى علاقته المشبوهة بقطر التي دأبت على نفي أي علاقة به، رغم أن الشواهد تثبت عكس ذلك، وتؤكد أنه أحد رجالها المخلصين والمنفذين لسياساتها وأجندتها المخربة. ورمضان هو مفكر سويسري من أصل مصري، ومنظر للإسلام السياسي، ولد في 26 أغسطس 1962 بجنيف، وهو حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية حسن البنا من ناحية والدته، وفاء البنا، ونجل الدكتور سعيد رمضان سكرتير البنا، والهارب من مصر في فترة الخمسينيات. وشقيقه هو هاني رمضان أستاذ إسلامي سويسري ومدير مركز جنيف الإسلامي.
ورأس طارق رمضان قسم الدراسات الشرقية بكلية القديس أنتوني، وإضافة إلى كونه أستاذ الأديان وحوار الأديان في قسم الدراسات اللاهوتية بالجامعة نفسها، كذلك يعمل أستاذاً زائراً في كلية الدراسات الإسلامية، وهي إحدى المؤسسات التابعة لمؤسسة قطر. كما يرأس رمضان مركز الدراسات التشريعية والأخلاق بالدوحة، لكن الأهم من ذلك هو ترؤسه بالاشتراك مع شقيقه هاني رمضان المركز الإسلامي بجنيف الذي يعتبر أول مؤسسة إخوانية في أوروبا تم إنشاؤها عام 1961.
علاقة رمضان بالدوحة
بدأت علاقة قطر بالإخواني طارق رمضان تتكشف منذ عام 2010، رغم أن العلاقة تعود إلى ما قبل ذلك، عندما بدأ زيارة الولايات المتحدة مرات عدة للتحدث في مناسبات نظمتها مختلف منظمات الإخوان الأميركية. وقد تم إطلاق مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق الذي يرأسه رمضان في يناير 2012، وهو تابع لمؤسسة قطر، وهو يمثل مجموعة كبيرة من قادة الإخوان الدوليين العالميين، ومن بينهم طارق رمضان ويوسف القرضاوي، إضافة إلى انضمامه رسمياً عضواً بالاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي يرأسه يوسف القرضاوي. وكشف مصدر في جامعة أكسفورد لـ«الاتحاد» عن أن طارق رمضان يدين بمسيرته الأكاديمية في أكسفورد لقطر التي تمول قسم العلوم الإسلامية المعاصرة الذي يرأسه، والذي يجعله يتحرك في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة لإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات.
وكان تقرير لموقع «موند أفريك» ذكر أن العالم السياسي هوس سينجر أكد أنه من الواضح أن مؤلف كتاب «الإسلام والإصلاح الراديكالي والأخلاق والتحرير» لديه «رأس مال رمزي» قوي بين الشخصيات الرئيسة في قطر مثل القرضاوي «الذي يقدس حسن البنا»، وهو ما روج له بين قيادات النظام القطري، غير أنه يؤكد أن طارق رمضان برغماتي متحفظ جداً، لكنه منفتح على العالم، وهو ما يجعله مثالاً للدبلوماسي الديني للنظام القطري. وكشفت وسائل إعلام سويسرية في أكثر من مناسبة عن تلقي المركز الإسلامي في جنيف دعماً مباشراً من قطر، في دليل آخر على استمرار الدعم القطري لحفيد حسن البنا.
ولم تقتصر الأمور عن تقارير فرنسية أو سويسرية، بل وصلت إلى اتهام قائد بريطاني متقاعد الإخوان وتركيا وقطر بلعب دور مقسم للجالية الإسلامية في المجتمع البريطاني. وأوضح الكولونيل تيم كولينز في جلسة حوارية داخل مجلس العموم في وقت سابق هذا الشهر، أن قطر دفعت أكثر من 125 مليون يورو لمؤسسات في شتى أنحاء أوروبا مرتبطة بجماعة الإخوان الإرهابية، مشيراً إلى تلقي أقسام في جامعة أكسفورد مبالغ تصل إلى 18 مليون يورو، بينها قسم الدراسات الإسلامية المعاصرة الذي يرأسه طارق رمضان. ولكن بعد الفضائح الأخيرة التي ضربت الأكاديمي الإخواني، قررت قطر الابتعاد عنه علناً، حتى لا يسيء إلى سمعتها السيئة بالفعل بعد الكشف عن فضائح تحرشه واغتصابه لعدد من الفتيات في أوروبا. ونقلت صحيفة «لوبوان» الفرنسية عن باحث مختص في شؤون الخليج عاد من الدوحة أعلن حدوث القطعية، مشيراً إلى عدم ترحيب الدوحة بزيارة رمضان، وهو ما أكده أنطونيو امينيرا، المسؤول عن موقع «وورلد نيوز ميدياس» الذي كشف أن حفيد حسن البنا، ممنوع من الإقامة في قطر، وأنه نصح بعدم القدوم إلى الإمارة الخليجية، تجنباً «لمشاكل كبيرة».
(الاتحاد الإماراتية)
«الفقى»: المسلمون أكثر فئة مظلومة.. والأزهر لا يسيطر على جميع المعاهد
قال الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، إن المسلمين هم أكثر فئة مظلومة حالياً، مشيراً إلى أنه لم ير أمة ظلمت أو ضللت صورتها مثل المسلمين فى هذا الوقت.
وأضاف «الفقى»، فى كلمته خلال ختام فعاليات المؤتمر الرابع لمواجهة التطرف بالمكتبة، أن تلك الصورة المغلوطة عن المسلمين طالت حتى الأقباط والذين صاروا يعانون مثل المسلمين من هذا الاضطهاد، لأن الغرب يحسبونهم على نفس المنطقة.
وتابع: «للأسف، الظلام يلقى على المنطقة بظلاله، وأرى مؤامرة حيكت ضد الإسلام، فالإعلام الغربى لا يقول داعش ولكن يقول المسلمين»، وشدد على أن مواجهة التطرف قضية عالمية تريد المكتبة أن تسهم فيها بشكل علمى وخطوات ملموسة على الأرض.
وقال «الفقى»: «بدلاً من أن نجتمع وننفض كل مرة، رأينا أن علينا واجبا تجاه أبنائنا من سن ١١ إلى ١٥ عاما، فتلك الفئة العمرية مظلومة فى المدارس والمعاهد الدينية، وتتلقى معلومات مشوهة ومغلوطة كثيرة من الأهمية بمكان الوصول لتلك العناصر فى مقتبل العمر».
وأضاف أنه لا يعرف ما الذى يتم تدريسه فى المعاهد الأزهرية، متابعاً: «كل شخص أتى من الخليج فى فترة ما ينشئ معهدا أزهريا ويدرس فيها وأقاربه،والأزهر معذور لأنه لا يستطيع السيطرة على كل ذلك، ولا يقلل هذا من جهود المشيخة فى مكافحة الإرهاب».
ولفت إلى أن موضوع تجديد الفكر الدينى مطروح منذ ٤ سنوات، ولكن العائد منه كان محدوداً، رغم وجود خطوات جادة مثل توحيد الخطبة وغيره، وأشار «الفقى» إلى أن جهود المكتبة تستهدف كل المحافظات لمحاربة التطرف، خصوصاً دعوة الأطفال على نفقتها لرؤية مداخل أخرى غير ما يتلقونه فى المدارس، وذلك بالتوازى مع الانتشار الأفريقى والعربى.
كان اليوم الثانى للمؤتمر قد شهد أمس الأول ٣ جلسات مختلفة لمكافحة التطرف، كانت أولاها جلسة «التطرف.. رؤى سياسية»، والتى ترأسها الدكتور أسامة الغزالى حرب، أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان «التطرف.. مواجهة فكرية»، وأدارها الكاتب الصحفى صلاح منتصر.
وقال «منتصر» إن البعض يعتقد أن التطرف هو الإرهاب، وهذا مفهوم خاطئ تمامًا، فالتطرف فكر، أما الإرهاب عمل، ولا يمكن للإرهابى أن يتحول إلى العمل الإرهابى دون أن يعتنق الفكر المتطرف، مشيرًا إلى أنه قبل مواجهة عدو لابد من معرفته بصورة جيدة حتى يمكن الانتصار عليه.
وتابع أن هذا الوضع عانت منه مصر خلال حربها مع إسرائيل فى عام ١٩٤٨، إذ عمل الإعلام على إظهار اليهودى باعتباره شخصا هزيلا ضعيفا، وهى الصورة التى ترسبت لدى المقاتل المصرى، وكان ذلك سببًا رئيسيًا فى الهزيمة، واستمر الجهل بالشخصية اليهودية حتى عام ١٩٦٧، وحتى ذلك الوقت لم يقرأ مصرى واحد كتابا عن إسرائيل، نظرًا لأنه كان ممنوعا دخولها مصر، وعقب النكسة تم السماح بدخولها، وبذلك تعرّف الجندى المصرى على نظيره الإسرائيلى، وهو ما مكنه من مواجهته والانتصار عليه.
وجاءت الجلسة الثالثة تحت عنوان «النقد الأدبى والفنى»، وأدارها الناقد السينمائى طارق الشناوى، وأشار الشناوى إلى أن ظاهرة التطرف والإرهاب تعود لأزمنة بعيدة، وأن مصر من أكثر الدول التى تواجه هذه الظاهرة بالقوى الناعمة، ولكنها مازالت محاولات غير مكتملة، فلم تستطع حتى الآن تقديم فيلم أو أغنية أو دراما لمواجهة التطرف، وشدد على أن عمق ثقافة الشعب المصرى هو التسامح، والتى يجب أن يعود إليها مرة أخرى من خلال الفن والسينما والدراما.
(المصري اليوم)
هجوم إرهابي لـ «القاعدة» يودي بـ 14 جندياً في شبوة
قتل أربعة عشر عنصراً من قوات النخبة الشبوانية، أمس، في هجوم إرهابي بسيارة مفخخة يقودها انتحاري في ضواحي مدينة عتق بمحافظة شبوة، شرق اليمن، فيما استنفرت السلط المحلية أجهزتها، بدعم من قوي من التحالف العربي، وتعهدت بملاحقة الجماعات المتطرفة.
وقال مصدر في قوات النخبة الشبوانية، إن سيارة مفخخة يقودها انتحاري من الجماعات الإرهابية هاجمت حاجز تفتيش بمنطقة نوخان شرق عتق، ما أسفر عن استشهاد أربعة عشر عنصراً من رجال النخبة.
وقال مصدر في الشرطة إن مسلحين يعتقد أنهم من تنظيم «القاعدة» هاجموا تجمعاً لأفراد شرطة قوات النخبة الشبوانية بسيارة مفخخة، وإطلاق الرصاص من أسلحتهم الرشاشة، وقذائف الهاون على مواقع قريبة من النقطة، ما أدى إلى مقتل 14 جندياً وجرح آخرين.
وكانت قوات النخبة الشبوانية سيطرت على مفرق نوخان، الذي وقع فيه الهجوم أوائل أغسطس/ آب الماضي، ونفذت عمليات مداهمة وملاحقات لعناصر يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة.
إلى ذلك، أفاد سكان محليون بأن مسلحين فتحوا النار على نقطة التفتيش بعد أن فجر انتحاري سيارته الملغومة في نقطة التفتيش شمال شرقي عتق عاصمة محافظة شبوة.
واستنكرت السلطة المحلية في محافظ شبوة، العمل الإرهابي الغادر. ونددت بما قامت به العصابة الإرهابية، واستغربت من توقيت تنفيذ هذه العملية الإجرامية والإرهابية الجبانة. كما عبرت عن ثقتها بتصدي أبطال الجيش الوطني، ومعهم كل الخيرين من أبناء الوطن، وبدعم أخوي قوي من التحالف العربي، لمواجهة الأعمال الإرهابية.
وزار الأمين العام للمجلس المحلي بشبوة، عبدربه هشله ناصر، لعدد من جرحى هذه العملية الإرهابية، الذين أصيبوا بجروح مختلفة ويتلقون العلاج بمستشفى عتق.
(الخليج الإماراتية)
قيادي سلفي: زيارة الأقصى يؤكد للعالم أحقية المسلمين في المسجد
أيد سامح عبد الحميد، القيادي السلفي، دعوة رئيس الشئون الدينية التركية لزيارة المسجد الأقصى بشروط، موضحًا أن السفر إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى فيه تأكيد للعالم بأحقية المسلمين في هذا المسجد.
وأضاف لـ«فيتو»: «سفرنا للمسجد الأقصى لنقدم دعمًا معنويًا للمسلمين هناك، ونقدم لهم أيضا دعما ماديًا، وذلك عن طريق الشراء من بضائعهم، أو إدخال مبالغ للفقراء والمحتاجين هناك، لكن بشرط ألا نُطبع مع الصهاينة بأن نشتري مع بضائعهم، ولا أن نُقيم في فنادقهم، ولا نزور معالمهم السياحية أو نختلط بهم، بل تكون الزيارة للمسجد الأقصى فقط».
كان رئيس الشئون الدينية التركية «على أرباش»، فجر مفاجأة كبرى، بدعوة المسلمين في العالم، إلى زيارة المسجد الأقصى، وشد الرحال إلى المدينة المقدسة، وذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي «القدس المدينة التي قدسها الوحي»، والذي تشرف على تنظيمه رئاسة الشئون الدينية التركية، في مدينة إسطنبول.
قيادي منشق عن الجماعة الإسلامية: دعوة تركيا لزيارة الأقصى «خيانة»
رفض منتصر عمران، القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية، دعوة رئيس الشئون الدينية التركية، على أرباش، المسلمين إلى زيارة المسجد الأقصى، وشد الرحال إليه في هذه الآونة بالذات، موضحا أنه برهان جديد، على سعى نظام أردوغان للتطبيع مع إسرائيل.
وأوضح عمران في تصريح خاص لـ«فيتو»، أن دعوة المؤسسة الدينية الرسمية التركية، لزيارة إسرائيل، يثبت كذب أردوغان عندما هدد ترامب، قبيل صدور قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، موضحا أنه ينفذ أهدافهم في المنطقة وفي العلن يتظاهر بعداوته لهما، ليخدع المغيبين من العرب والإخوان الذين جعلوا منه سلطانا للمسلمين زيفا وكذبا.
وكان رئيس الشئون الدينية التركية «على أرباش»، فجر مفاجأة كبرى، بدعوة المسلمين في العالم، إلى زيارة المسجد الأقصى، وشدّ الرحال إلى المدينة المقدسة، وذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي «القدس المدينة التي قدسها الوحي»، والذي تشرف على تنظيمه رئاسة الشئون الدينية التركية، في مدينة إسطنبول.
(فيتو)
جرائم أردوغان وداعش وجهان لعملة واحدة فى سوريا.. الجيش التركى يقتل المدنيين ويغتال الأطفال فى عفرين بزعم مطاردة الأكراد .. هدم الآثار التاريخية قاسم مشترك .. وحصيلة الضحايا تصل لـ63 قتيل ضمنهم 15 طفل
بجرائم ممتدة وإرهاب متطابق، استطاع تنظيم داعش الإرهابى ونظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن يكونا بلا مبالغة وجهان لعملة واحدة، فلا فارق بين أن يكون الإرهاب نظامياً، تمارسه جيوشاً تحمل أعلام دول، أو أن تقدم عليه جماعة إرهابية راودتها أحلام الدولة فى بلاد اللادولة، فمثلما أرتكب تنظيم"داعش" جرائم وحشية بحق السوريين عندما سيطر على مناطق متفرقة بها وفى مقدمتها مدينتى الرقة والحسكة من قتل للأبرياء وزهق للأرواح وسفك للدماء، وهدما للآثار، سار على الدرب نفسه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى قصفه لمدينة "عفرين" السورية.
ولليوم الحادى عشر على التوالى يواصل الجيش التركى جرائمه بحق الشعب السورى من خلال العملية العسكرية التى يشنها على مدينة "عفرين" الواقعة فى الشمال، بزعم القضاء على الأكراد وحزب "بى –بى –كا"، والتى أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين العزل وجرح المئات من الأطفال والنساء والشيوخ.
وفى وقت يعتبر فيه "أردوغان" قتل الأبرياء انتصاراً ، أعلن الهلال الأحمر الكردى إن 63 قتيلاً مدنيًا ونحو 155 جريحًا بينهم أطفال ونساء، هم حصيلة ضحايا القصف التركى على منطقة عفرين شمال سوريا.
وقال نوري قنبر رئيس الهلال الأحمر فى منطقة عفرين، إن الوضع الإنسانى سيئ للغاية فى عفرين وريفها نتيجة الاستهداف التركى للبلدات القريبة من الحدود السورية”.
ولفت قنبر فى تصريحات صحفية إلى أن الحركة معدومة فى مناطق جنديريس وراجو وبلبل وفى مختلف القرى الحدودية، مشيراً إلى أن آلاف السكان المدنيين فى عفرين يعيشون منذ 10 أيام فى الأقبية وداخل الكهوف وفى أماكن غير معدة للسكن.
وأشار إلى أن تأمين المأكل والمشرب فى هذه المناطق وفى هذه الأيام صعب للغاية ويعتبر مخاطرة، موضحا إن الهلال الأحمر الكردى تمكن خلال الأيام التسعة الماضية، من إحصاء القتلى اللذين من بينهم 15 طفلاً، ونحو 142 جريحًا من الأطفال والنساء وكبار السن غير المشاركين فى أى أعمال عسكرية.
وكشف إن قصفا تركيا بالطائرات على قرية كوبلة في ريف عفرين، الأحد الماضى، أدى إلى وقوع ما وصفه بـ"الكارثة" بعد مقتل أفراد من عائلة نازحة كانت تحاول الهرب من الاشتباكات.
وطالب قنبر القوات التركية بالتوقف عن استهداف المدنيين، ووقف القصف العشوائى وشن الحرب على الأبرياء، فيما زعم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن الجيش التركى يظهر حساسية شديدة لعدم الإضرار بالمدنيين خلال العملية.
وزعم أردوغان، إن قوات حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى استخدمت المدنيين كدروع بشرية أثناء المعركة ، وشدد أردوغان على أنهم يعملون بحديث شريف خلال العملية يقول: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".
ومن قتل الأبرياء إلى هدم الحضارة يعيش الأكراد فى عفرين، حيث تسببت الغارات التركية فى أضرار جسيمة لمعبد أثرى بالمنطقة، هو موقع عين دارة الأثرى، حيث تسبب القصف فى تحطم تمثال لأسد من الحجر البركانى ويعتقد أن المعبد بناه الأراميون فى الألفية الأولى قبل الميلاد.
ومن جانبها ، نددت مديرية الآثار والمتاحف في سوريا بهذا الهجوم، قائلة إنه"يعكس الحقد والوحشية التي يكنها النظام التركى للهوية السورية ولماضى وحاضر ومستقبل الشعب السورى.
وعلى صعيد آخر، أمر الادعاء التركى باعتقال 11 عضوا فى نقابة الأطباء، أمس الثلاثاء، فى إطار تحقيق بعد أن عارضت النقابة العملية العسكرية التركية فى شمال سوريا.
وقال الإدعاء إن الشرطة فى العاصمة أنقرة بدأت إجراءات قانونية صباح أمس، كما تجرى عمليات بحث واعتقال فى ثمانية أقاليم، وقال على شاكر النائب بالبرلمان من حزب الشعب الجمهورى المعارض على تويتر، إن راشد توكل نقيب الأطباء وأعضاء آخرين من المجلس اعتقلوا، وشجبت النقابة العملية عبر الحدود فى عفرين الأسبوع الماضى قائلة "لا للحرب.. السلام فورا".
واتهم الرئيس رجب طيب إردوغان النقابة بالخيانة يوم الأحد الماضى وتم اعتقال أكثر من 300 شخص لانتقادهم العملية العسكرية فى سوريا فى وسائل التواصل الاجتماعى.
(اليوم السابع)
معركة عفرين تهدد تماسك الدول الحاضنة للأكراد في المنطقة
يشكل الأكراد هاجسا مؤرقا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قاد مؤخرا إلى شنه معركة عسكرية في عفرين السورية ضد الوجود الكردي وتفاجأ الأكراد في سوريا بتخلي الحلفاء الأميركيين عنهم وبصمت غربي أمام الهجوم التركي وتنكرهم لجهودهم في الحرب ضد الإرهاب، ويشير المراقبون إلى أن واشنطن التي طالما اعتبرت الأكراد شريكا استراتيجيا، نقلت عنها أنقرة نيتها وقف دعمهم بالسلاح، أما موسكو فالتزمت الصمت في هذه المعركة لأنها أرادت إظهار واشنطن في موقف العاجز عن الحل في المشهد السوري، كما أرادت وضعها في موقف الشريك “الذي لا يمكن التعويل عليه،” ورغم التوظيف التركي للمصالح الاستراتيجية للقوى الكبرى بسعي تركيا إلى تطويق المد الكردي، إلا أن معركة عفرين ستؤجج المشاعر القومية بين الجماعات الكردية التي سيبلغ صداها العراق وإيران، وستدفع إلى ثورة كردية قد تعيد صياغة الحدود ورسم خارطة المنطقة.
لندن - يعاني الأكراد في أي دولة يتواجدون فيها، ويتحملون العيش في ظروف محفوفة بالمخاطر، حيث يتعرض الشعب الكردي في غرب إيران إلى اضطهاد كبير على يد النظام الإيراني الذي عصف بحقوقهم، وكانت أكبر نسبة للإعدامات السياسية خلال حقبة رئاسة حسن روحاني ضد النشطاء الأكراد، حسب ما أشار إليه ممثلو حقوق الإنسان في إيران.
وفي العراق، لم يكن الطموح الكردي في الانفصال عن العراق واقعيا لجهة تبعاته الوخيمة على أمن البلد ووحدته، فقد كان إعلان مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان السابق، إجراء استفتاء الانفصال بمثابة تحدّ لكيان الدولة العراقية التي تعاني من ويلات الحرب والإرهاب ومن شبح التقسيم منذ الغزو الأميركي في مارس 2003، لذلك قوبل استفتاء استقلالهم وتوحيدهم كدولة واحدة بمعارضة شديدة.
والملفت للانتباه أن الدول الغربية وقفت أيضا في صف معارضة حلفائها الأكراد العراقيين الذين استعانت بهم في الحرب ضد داعش. ولكن كان تفكير الحكومات الغربية منطقيا، بل هو موضوعي وهادئ، بسبب التزامها بسياسة حماية السلامة الإقليمية للعراق. في حين ترى الجماعات الكردية أنها ضحية سياسة غربية متناقضة حيث وجدت نفسها وكيلة للغرب عندما يحتاج إليها، ثم ينساها بمجرد انتهاء المصلحة.
الجماعات الكردية
هذه المرة تدور الأحداث في عفرين شمال سوريا، التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” وشريكها السياسي “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي السوري. وبالنسبة لتركيا تقترن هاتان الجماعتان بـ”حزب العمال الكردستاني” المحظور في تركيا وفي الدول الغربية باعتباره منظمة إرهابية.
معركة عفرين ليست المعركة التي يمكن للحكومات الغربية تجاهلها بسهولة كما فعلت مع الاستفتاء الكردي في العراق
وعلى النقيض من ذلك، تدعي هذه الجماعات أنها سورية بشكل كامل وأنها تنتمي إلى “روج آفا” أو كردستان السورية التي يدعي الأكراد استقلاليتها بعدما يتم بناء سوريا الاتحادية الجديدة. وهم أيضا ملتزمون بالوقوف إلى جانب حلفائهم الغربيين في معركتهم ضد داعش.
المشكلة أن ادعاءات تركيا تحمل بالفعل شيئا من الحقيقة. وبغض النظر عن الكيفية التي يدعي بها قادة حزب الاتحاد الديمقراطي بأنهم ليسوا جزءا من حزب العمال الكردستاني، إلا أن الأدلة غير المباشرة تشير إلى خلاف ذلك. فقد اتخذ حزب العمال الكردستاني في السابق من سوريا مقرا له، وقد تبنت الحكومة السورية على مدى سنوات عديدة سياسة لتشجيع الأكراد
هناك على الانضمام إلى حزب العمال الكردستاني.
وفي يوم من الأيام، كان هؤلاء المحاربون سيعودون حتما إلى ديارهم. لذلك، وفي حين أن هذا لا يعني أن وحدات حماية الشعب هي نفسها حزب العمال الكردستاني، إلا أن ادعاء أنقرة شيء بديهي. ومع ذلك، فقد أثبتت الجماعات الكردية أنها مسؤولة من الناحية السياسية، وأنها قادرة على إدارة أراضيها حتى أثناء حالة الفوضى التي استشرت في البلاد بسبب الحرب الأهلية السورية التي اندلعت بعد عام 2011.
ومن الناحية العسكرية، يمكن وصف وحدات حماية الشعب ب”الإسبرطيين” أي مجموعة صعبة الاختراق. ففي ظل محدودية المعدات والموارد، لكن يبدو أن هذه الجماعة تحظى بوفرة من الانضباط والإيمان المطلق. حيث خاضت الجماعة عملية دفاعية ناجحة في المدينة السورية (كوباني)، والتي سينظر التاريخ إليها على أنها لحظة تحول ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي لم يستطع أحد إيقافه.
وبعد ذلك، عملت وحدات حماية الشعب على استرداد قرى سوريا من داعش قرية قرية، ليس فقط عبر الشمال الشرقي من سوريا، بل وصولا كذلك إلى مدينة دير الزور في أقصى الحدود مع العراق. وبالتعاون مع القوات العسكرية الغربية، وخاصة الأميركية، اكتسب الأكراد خبرات ومهارات من شأنها أن تعزز موقفهم وتدعم طموحهم في الاستقلال الذاتي.
معركة عفرين
من وجهة نظر الغربيين، تمتلك تركيا عضو الناتو، حجتها بناء على هذه الادعاءات، وفي المقابل يمتلك حلفاؤهم الأكراد أيضا حجتهم. فعندما تواجه ضرورة اتخاذ خيار شبه مستحيل، قد يكون من الأسهل أن تختار أن تقوم بالحد الأدنى. لكن عفرين ليست معركة يمكن للحكومات الغربية تجاهلها بسهولة كما فعلت مع الاستفتاء الكردي في العراق.
ترى الجماعات الكردية أنها ضحية سياسة غربية متناقضة حيث وجدت نفسها وكيلة لها عند الحاجة، ثم ينسونها بانتهاء المصلحة
وعلى المستوى التكتيكي المباشر، يُلحق الأكراد بالفعل أضرارا جسيمة بالقوات التركية. فهل ستتمكن القوات العسكرية التركية من تحقيق نجاح عسكري حقيقي ضدهم؟ نعتقد أنه من غير المرجح أن تفعل، وحتى وإن فعلت، فإن هذا النجاح سيتحقق مقابل تكلفة باهظة جدا. فالجيش التركي لا يزال يمر بمرحلة التعافي من محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو 2016 ضد الرئيس رجب طيب أردوغان.
وإذا تورطت القوات التركية، أو حتى وكلاؤها، في معركة دامية في عفرين، فإن قرار أردوغان وحده يمكن أن يثير الشك في قلب شعب أنهكه تورط البلد في شؤون الجوار وتبعات ذلك أمنيا واقصاديا، حتى لو أصبح أكثر قومية ومعاداة للأكراد.
علاوة على ذلك، يمكن لأكراد تركيا أن يستغلوا تصعيد المعركة في عفرين التي يقودها الأكراد لتكثيف عصيانهم ضد نظام وأشار غاريث ستانسفيلد الأستاذ المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة اكستر البريطانية أن “تزايد الشعور بالقومية من قبل الأكراد ستتضح بوادره أيضا في العراق وإيران، فمع تزايد الصراع الذي يبدأ بالنجاح في الدفاع عن عفرين، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى اندلاع ثورة
كردية على نطاق أوسع تعيد رسم خارطة المنطقة”.
ورأى ستانسفيلد إن“ تأثير “الدومينو” أي حالة التفاعل المشترك وتصاعد الإحساس بالقومية بين الجماعات الكردية قد يكون مفاجئا ومؤثرا للغاية، إلى درجة قد تعيد صياغة الحدود ومفهوم الدولة في منطقة الشرق الأوسط. لذلك هناك مخاوف من تأثير هذا التفاعل في المنطقة التي تعاني من صراع في أكثر من واجهة، ويقع تحت تهديد معركة عفرين التي تأخذ حيز اهتمام أكبر من الغرب، ويفسره التماسك القوي للناتو.
وتابع “ بالنسبة لروسيا، وفرت المشاركة في الحرب السورية فرصة لتقويض نزاهة حلف الناتو، وتعزيز المصالح الروسية في أوروبا الشرقية، والبلطيق، وربما إلى أبعد من ذلك في المسارح الأخرى”. وفي ظل دعم روسيا للعمليات العسكرية التركية في عفرين، من خلال منح الإذن لاستخدام المجال الجوي وإدانة الولايات المتحدة التي تقوم بإجراءات “أحادية الجانب” لدعم “وحدات حماية الشعب”، يمكن لموسكو أن تشارك في رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد. وقد ينتهي الأمر بعضوي الناتو، الولايات المتحدة وتركيا، بالتورط في حرب ونزاع دموي قد يستمر لوقت طويل.
لذلك لا تقتصر الأحداث في عفرين على مستقبل الأكراد في شمال سوريا فحسب. فالأكراد قادرون على تحويل مسار المنطقة كليا، وفي تركيا والعراق وإيران على وجه الخصوص، ما ستنتج عنه آثار عميقة بالنسبة للغرب الذي يواجه تحديا جرّاء تزايد النفوذ الروسي.
وبحسب غاريث ستانسفيلد حان الوقت أن يواجه الغرب السؤال الصعب وهو: ما الذي يسعى إلى تحقيقه في المنطقة باستثناء التصريحات التي تشجع على السلام والاستقرار؟
ويعتقد ستانسفيلد أنه “سؤال صعب لكنه يحتاج إلى إجابة. وفي غياب جواب، ستستمر الأحداث التي تتكشف في عفرين وما سيتبعها من عواقب لا تصب إلا في صالح جهات أخرى”.
(العرب اللندنية)