مقتل الإرهابي محمد عواد أبو دان برصاص الجيش الثالث بسيناء/الطيب: لن يتحقق السلام العالمي بدون احترام الأديان السماوية/الجزائر تؤهل أئمة «الإسلام المعتدل» لفرنسا
السبت 17/مارس/2018 - 09:17 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم السبت الموافق 17-3-2018
مقتل الإرهابي محمد عواد أبو دان برصاص الجيش الثالث بسيناء
نجحت قوات الجيش الثالث الميداني من تصفية الإرهابي الخطير محمد عواد أبو دان أحد قيادات الصف الأول في تنظيم بيت المقدس بوسط سيناء وذلك خلال عملية نوعية نفذتها قوات الجيش الثالث بجبل العجمة بمنطقة صوان التابعة لمركز الحسنة بوسط سيناء.
وأكدت مصادر أمنية كبيرة، أن معلومات وردت للقوات بالتعاون مع قبائل وسط سيناء عن مكان اختباء الإرهابي محمد أبو دان شقيق الإرهابي المعروف سلامة أبو دان والذي سبق مقتله على أيدي الجيش الثاني جنوب مدينة رفح منذ شهور وتمت محاصرة الإرهابي محمد عواد أبو دان بجبل العجمة وعقب اشتباكات عنيفة سقط أبو دان قتيلا وضبط بحوزته علي سلاح آلي وجهاز اتصال موتوريللا.
وأضافت المصادر، أن جهود قوات الجيش الثالث الميداني خلال حملة سيناء 2018 أسفرت عن تصفية 13 إرهابيا من أخطر عناصر الصف الأول في تنظيم بيت المقدس بوسط سيناء من أهم أعوان الإرهابي الهارب حتي الآن محمد موسى أبو محيسن قائد التنظيم بوسط سيناء، كما تمكنت القوات من ضبط قرابة 8 عناصر إرهابية شديدة الخطورة بعد محاصرتهم خلال عمليات نوعية منفصلة بوسط سيناء.
(البوابة نيوز)
الطيب: لن يتحقق السلام العالمي بدون احترام الأديان السماوية
كثف كبار علماء الأزهر من نشاطهم الدعوي أمس خارج مصر، حيث أدى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر صلاة الجمعة في المسجد الكبير في لشبونة بالبرتغال يرافقه وفد رفيع المستوى من كبار العلماء والمسؤولين بالأزهر، والتقى الرئيس البرتغالي مجدداً أمس في الاحتفال بمناسبة مرور50 عاما على تأسيس الجمعية الإسلامية في لشبونة بحضور عدد من الوزراء وسفراء الدول العربية والإسلامية، وألقى الكلمة الافتتاحية في الاحتفالية، مؤكدا رعاية الأزهر لكل ما يؤدي إلى الحوار والتفاهم والعمل المشترك والتعايش السلمي بين اتباع الأديان السماوية.
وقالت مشيخة الأزهر في بيان أمس، إن الطيب قد ألقى خطابا تاريخيا عن القيم الدينية وأزمة المجتمعات المعاصرة في الجامعة الكاثوليكية بلشبونة التي عبرت رئيستها «إيزابيل كابيلُّو جيل» عن سعادتها بزيارة الإمام الأكبر إلى مقر الجامعة. وأكد الطيب أن المؤسسات الإسلامية وفي مقدمتها الأزهر ومجلس حكماء المسلمين تسعى إلى مدّ جسور التعارف الحضاري بين الأمم والشعوب، مهما اتَّسعت بينهما فوارقُ الأجناس واختلاف اللُّغات والعقائد والأديان، وذلك عبر التأكيد على المشتَرَكات الدِّينيَّة -وما أكثرها- بين المؤمنين بالأديانِ السماويَّة،التي لها دورها في ضبط مسيرة العالَم المعاصر، وإعادته إلى صوابه، بعد أن فقد «الاتجاه الصحيح».
وفي العاصمة اليابانية ألقى وكيل الأزهر عباس شومان، خطبة الجمعة بمسجد المركز الإسلامي في طوكيو، وأكد أن الحديث عن دور الدين في تحقيق الهوية الوطنية للشعوب أمر غاية في الأهمية، خاصة في ظل ما يحاك من مؤامرات ضد الدول التي تشهد نوعًا من الاستقرار وتسعى للتقدم والرقي،.
(الخليج الإماراتية)
تقارير أمنية تكشف مخطط الإخوان لإسقاط مصر.. إنشاء أبواق إعلامية لإحباط المصريين.. إرهابيون: شكلنا أجنحة مسلحة على غرار الحرس الثورى الإيرانى بعد فشلنا إعلاميا.. تفكيك 992 بؤرة إرهابية وضبط 19 ألف متطرف
تقارير أمنية لجهاز الأمن الوطنى، بالتنسيق مع كافة الجهات والإدارات المعنية بوزارة الداخلية، كشفت عن أضخم المخططات الإرهابية التى كانت تُحاك ضد البلاد، بهدف ضربها بسلسلة أعمال تخريبية ، تستهدف إثارة الفوضى بالبلاد.
وفي تحرك سريع للأجهزة الأمنية على مدار السنوات الأربع الماضية، نجحت أجهزة الأمن فى القضاء على 992 بؤرة إرهابية وضبط 19,108 عنصراً إرهابياً بحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة والعبوات الناسفة.
وكشفت التقارير الأمنية، وجود مخططات ضخمة لاسقاط البلاد، من خلال عدة محاور أساسية، أبرزها محور الانهاك والإرباك، من خلال استهداف البنية التحتية وضرب البلاد بسلسلة تفجيرات مثل استهداف المرافق الحيوية بالبلاد.
ووفقاً للتقارير الأمنية، فقد تم الاعتماد على المحور الإعلامى لاسقاط البلاد، من خلال استغلال الأبواق الاعلامية ضد مصر، حيث قال الارهابي "أحمد.ح" المحبوس على ذمة القضية رقم 977 لسنة 2017 حصر أمن الدولة العليا، تعرفت على طالب فى جامعة المنوفية اتفق معى لتصوير فيديوهات عن "غلاء الأسعار" و"سوء الأوضاع الإقتصادية" مقابل أجر شهرى، وعرفت منه أنه جند مراسلين فى عدة محافظات لفبركة تقارير عن سوء الأحوال في مصر، واستفزاز المواطنين بالأسئلة للتأكيد على غلاء الأسعار، وارسال هذه التقارير لقنوات الإخوان بالخارج مثل الجزيرة ومكملين، والتواصل مع وكالة إخوانية في تركيا.
وبدوره، قال الإرهابى "محمد.أ"المحبوس على ذمة القضية رقم 977 لسنة 2017 حصر أمن الدولة العليا، تم تكليفنا بإنشاء صفحات على الفيس بوك، تظهر كأنها غير تابعة لجماعة الإخوان، ومن خلالها ندس الشائعات والأخبار المغلوطة بهداف إثارة البلبلة وتهييج الرأى العام.
وتؤكد التقارير الأمنية لجوء الجماعات الإرهابية لمحور "التأزيم"، من خلال إصابة الشعب المصرى بالإحباط وتسفيه المشروعات الوطنية والعمل على تقزيمها، ومحاولة سحب العملات الأجنبية ومدخرات المصريين بالخارج ومنع تحويلها للبلاد.
وتوضح التقارير الأمنية، لجوء الجماعة الإرهابية للمحور الحقوقى، حيث اعتمدت الجماعة على أدواتها بالخارج لتشوية سمعة مصر والتأكيد على انتهاكها لحقوق الإنسان، والترويج لأكذوبة "الاختفاء القسرى" فى مصر، وتلاعبت بأسماء أبرزها "عمر الديب"، الذين تبين أنه يقاتل مع داعش، والفتاة "زبيدة" التى تبين أنها تزوجت وتركت أسرتها.
وفي هذا الصدد، يقول الإرهابى "عمر.ا" المحكوم عليه بالسجن 10 سنوات، في القضية رقم 15965 لسنة 2016 جنايات كفر الدوار، الجماعة كلفتنى بالإختفاء أنا و4 أشخاص آخرين فى شقة الإسكندرية لمدة 4 أيام بهدف تهييج الرأي العام ضد الشرطة مقابل أجر مادي.
ووفقاً للتقارير الأمنية، فقد فشلت جميع مساعى الجماعة الإرهابية فى تحقيق مآربها من خلال المحاور السابقة، الأمر الذي جعلها تنجح للعنف، من خلال "محور الأجنحة المسلحة"، فلجأت لتكوين خلايا عنقودية، بأسماء مختلفة أبرزها "حسم" و"لواء الثورة".
ويقول الإرهابي "أحمد.ت" المحبوس على ذمة القضية رقم 64 لسنة 2017 جنايات عسكرية شمال القاهرة، صدر لنا تكليفات من جماعة الإخوان بتكوين جناح عسكري شبيه للحرس الثوري الإيراني، بهدف تنفيذ عمليات ضد الضباط والقضاة والاعلام ، وعمل بيانات إعلامية تحت عدة مسميات لإظهار ضعف الأمن المصري، وبهدف إثارة البلبلة غير غير الحقيقة.
(اليوم السابع)
شيخ الأزهر: فلسطين تواجه غطرسة القوة وسياسات الظلم
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن المقدسات الفلسطينية تواجه، اليوم، غطرسة القوة وصوت المستبد وسياسات الإبادة والتهجير. وأضاف، فى كلمة له حول «سؤال القيم الدينية وأزمة المجتمعات المعاصرة»، فى الجامعة الكاثوليكية بلشبونة، أنه يتحدث عن مأساة اليمن وليبيا وغيرهما، وعن التنظيمات الإرهابية المسلحة التى وُلدت فجأة دون مقدمات ولا إرهاصات طبيعية أو منطقية، هذا الإرهاب الذى اختطف منطقة الشرق الأوسط، على مرأى ومسمع من عقلاء الشرق والغرب، وأحالها إلى بركة دماء، ومرتع للفقر والمرض وساحة تجارب لتطورات الأسلحة الفتَّاكة.
وأشار إلى أن كل هذه المآسى البشعة، التى تتعذب بها شعوب الشرق الأوسط، وراءها سبب رئيسى، هو تطور الإنسان الغربى وامتلاكه القوة، فى ظل حداثة انطلقت من القطيعة مع الدين، قطيعة حادّة، ثم أدارت ظهرها لتراث إنسانى يختزن الكثير من كنوز المعرفة الصحيحة والأخلاق المؤيَّدة بالوحى الإلهى، ومع هذه الحداثة الجديدة فقد الإنسان هويته الحقيقية وتبدَّلت ماهيته، بل مُسخت من كونه «كائناً عاقلاً» إلى كونه كائناً مادياً اقتصادياً، ليس له قلب يخفق بالألم لشقاء الآخر وتعاسته. ودعا شيخ الأزهر إلى بدء إطفاء نار الحروب والدعوة إلى سلام عالمى، مؤسَّس على أخلاق الدين وتعاليمه، يوقف شلالات الدماء التى تتدفق دون مبرر أخلاقى أو حضارى.
(المصري اليوم)
الجزائر تؤهل أئمة «الإسلام المعتدل» لفرنسا
أعلنت الجزائر أنها تساهم في تعزيز «الإسلام المعتدل» في فرنسا، وتعهدت بإخضاع عشرات من الأئمة الجزائريين إلى تأهيل خاص قبل إرسالهم إلى فرنسا بموجب اتفاقات مع الحكومة الفرنسية.
جاء ذلك بعد محادثات أجراها وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى مع وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب.
وأكد عيسى أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الجزائر «شريك موثوق لوزارة الداخلية الفرنسية من أجل إرساء الإسلام الوسطي والتعايش». وأبدى ارتياحه لاستعانة فرنسا بخبرة الجزائر في تأهيل أئمة جيدين وقادرين على دعوة المسلمين الفرنسيين إلى خدمة مجتمعهم والدفاع عن أمتهم وترقية الإسلام المعتدل». وأضاف: «سيخضع هذا التأهيل أيضاً لإشراف معهد الغزالي بالمسجد الكبير في باريس الذي تعتبره الجزائر وفرنسا منارة لنشر الإسلام المعتدل في مواجهة الراديكالية والتطرف العنيف».
وسترسل الجزائر كل 4 سنوات حوالى 120 إماماً لخدمة مساجد في أوروبا، خصوصاً فرنسا التي كانت طالبت بتوفير أئمة ذوي خبرة في مواجهة التطرف، للاستعانة بهم في مساجد باريس ومدن أخرى، بعد انتشار الفكر المتطرف في أوساط الجالية المسلمة.
وأشار كولومب إلى أن بلاده والجزائر «متفقتان على تطوير إسلام منفتح، وخلق عالم معاصر ومنير، ويجب أن يعود الإسلام مجدداً رمزاً للحضارة».
على صعيد آخر، استدعت الخارجية الجزائرية سفير دولة مالي على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي شهدها محيط السفارة الجزائرية في العاصمة المالية باماكو الثلثاء الماضي.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية في مالي استدعت السفير الجزائري، وأبلغته فتح تحقيق في الأحداث «المؤسفة».
(الحياة اللندنية)
تدمير مخابئ لـ «الحوثيين» في الحديدة وعمران وصعدة
شنت مقاتلات «التحالف العربي»، أمس، غارات مكثفة على مواقع ومخابئ أسلحة لميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية في محافظات الحديدة وعمران وصعدة. وذكرت مصادر ميدانية، أن غارتين استهدفتا آليات عسكرية مخبأة في إحدى مزارع منطقة الغوادر بمديرية بيت الفقيه، وسط الحديدة، التي كانت قد شهدت مقتل عشرات الحوثيين مساء أمس الأول في 30 غارة، دمرت مخازن أسلحة ومعسكراً تدريبياً في مناطق متفرقة، حيث تتواصل أيضاً المعارك الميدانية مع استمرار تقدم قوات الشرعية اليمنية لتحرير مدينة الجراحي، جنوبي المحافظة.
وأغار الطيران على مواقع متفرقة للميليشيات في محافظة عمران الواقعة بين صنعاء ومحافظة صعدة. ورصد سكان محليون، ثلاث غارات على جبل سودة عدان بمديرية آل سريح، وسط عمران، وغارتين على منطقة عجمر في مديرية حوث، شمال المحافظة. وقال الجيش اليمني في بيان إن الغارات دمرت مواقع وتجمعات للميليشيات في المنطقتين. كما نفذت مقاتلات التحالف ست غارات على مواقع عديدة للميليشيات في منطقتي الأزهور والقد بمديرية رازح الحدودية غرب محافظة صعدة التي تدور فيها معارك ميدانية منذ أواخر يناير.
وكان الجيش الوطني اليمني قد تحدث مساء أمس الأول عن انتزاع السيطرة بالكامل على سلسلة جبال المنصاع وقرية عيدة جنوب غرب بلدة نهم التي تبعد 40 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي عن صنعاء، لافتاً إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين خلال المعارك التي تخللتها غارات جوية للتحالف على مواقع الميليشيات. في وقت كرمت الإدارة العامة لشرطة مأرب أمس أفراد نقطة أمنية ضبطوا الأربعاء الماضي شحنة أسلحة في شاحنة كانت في طريقها للميليشيات في صنعاء. وأكد مدير عام الشرطة العميد عبد الملك المداني، أهمية رفع اليقظة الأمنية وتكثيف جهود الأجهزة والارتقاء بمستوى الأداء، منوهاً بالنجاحات والإنجازات لرجال الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب في إحباط العديد من عمليات التهريب التي كانت في طريقها إلى الحوثيين في صنعاء.
وأفشلت قوات الشرعية هجوماً للميليشيات على مواقعها في شمال مديرية خب الشعف بمحافظة الجوف (شمال شرق). بينما كسر مقاتلو المقاومة الشعبية محاولة تقدم للحوثيين لاستعادة مواقعهم التي خسروها قبل أيام في مديرية القريشية، شمال محافظة البيضاء. وذكر قيادي في المقاومة لـ«الاتحاد»، إن مقاتلي المقاومة كسروا محاولة تقدم للميليشيات على جبلي القابل وجميدة في منطقة الزوب بالقريشية، كما تمكنوا من تفجير مركبة عسكرية للحوثيين.
ودمرت مقاتلات «التحالف» عتاداً ومركبات عسكرية تابعة للميليشيات قبالة الحدود السعودية اليمنية. وأفاد موفد «العربية» بأن طائرات من دون طيار، كشفت 3 مركبات عسكرية تابعة للحوثيين، تحمل ألغاماً وذخائر، حيث تم تدميرها، ومقتل العناصر التي كانت تستقلها. كما استطاعت مدفعيات التحالف استهداف أكثر من 12 هدفاً متنوعاً، ما بين أوكار وثكنات للحوثيين في مواقع متعددة داخل الحدود اليمنية، ما أسفر عن مقتل 15 انقلابياً، وتدمير مواقع للذخائر والأسلحة والطاقة الشمسية.
(الاتحاد الإماراتية)
كيف ينتمي المسلمون إلى ألمانيا ويظل الإسلام غريبا عنها
وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر يطلق عاصفة انتقادات بعد تأكيده أن الإسلام لا ينتمي لبلاده.
لم تمر أيام على إتمام الإعلان عن تشكيل الحكومة الألمانية بعد مخاض عسير، حتى قرر وزير الداخلية في الحكومة الجديدة هورست سيهوفر إعادة فتح الباب أمام نقاش غير محسوم حول طبيعة الهوية الألمانية وفق مقاييس العصر الحديث، ووفق القيم التي قام عليها الاتحاد الأوروبي، وموقع الإسلام وسط معادلة الهوية الصعبة.
ولم تستطع ألمانيا، رغم ما تحققه من إنجازات اقتصادية يعوّل عليها لقيادة أوروبا، تجاوز عقد تاريخية وثقافية تعرقل انتقال البلاد نحو تعدد مجتمعي ناضج على الرغم من قوة القوانين التي تحمي الأقليات المقيمة على أراضيها.
وقال سيهوفر، في مقابلة نشرت الجمعة، إن الإسلام “لا ينتمي إلى ألمانيا”، الأمر الذي أطلق مجددا الجدل حول مكانة الدين الإسلامي في المجتمع الألماني.
وقال سيهوفر، وهو زعيم الحزب المحافظ “الاتحاد الاجتماعي المسيحي” المتحالف مع المستشارة أنجيلا ميركل، “لا. الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا. ألمانيا طابعها مسيحي. يوم الأحد عطلة، أيام العطل مسيحية وأعياد الفصح والعنصرة وعيد الميلاد جزء منها”.
ورأت أوساط سياسية ألمانية أن تصريحات الوزير الألماني تعبر عن الخلفية التي يستند عليها الحزب الذي يتزعمه، كما تعكس توجهات كتلة الحزب الناخبة من المسيحيين المتدينين.
وتحمل هذه التصريحات خطورة على وحدة وتماسك المجتمع، إذ صدرت عن سيهوفر بصفته وزيرا للداخلية في البلاد، وهو ما يضفي على مضمون المقابلة بعدا قد يفهم منه تمثيل للحكومة الرسمية في ألمانيا.
وأضاف سيهوفر في المقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية “لكن المسلمين الذين يعيشون عندنا ينتمون بالتأكيد إلى ألمانيا. هذا لا يعني بطبيعة الحال أن نتخلى عن تقاليدنا وأعرافنا لاعتبارات خاطئة”.
واستغربت بعض الدوائر الحقوقية في ألمانيا تناقض سيهوفر في القول إن المسلمين ينتمون لألمانيا فيما لا ينتمي الإسلام للبلد. ورأت هذه الدوائر أن الدستور الألماني كما القوانين الألمانية يوفّر غطاء ألمانيا لكافة المقيمين، مواطنين وأجانب، وأن الوجود المسلم في ألمانيا قديم في البلاد بما يعني أن الإسلام بات جزءا من ثقافات البلد المتعددة.
وتأتي تصريحات سيهوفر بعد يومين من إعادة انتخاب أنجيلا ميركل لولاية رابعة على رأس تحالف بين المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين.
ويقول مراقبون للأزمة السياسية التي أجلت تشكيل حكومة بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، إن هذا الجدل الذي أطلقه وزير الداخلية الألماني يعبر عن جانب من أسباب هذه الأزمة، خصوصا في الشق المتعلق بتداعيات موجة اللجوء التي وفدت إلى ألمانيا في السنوات الأخيرة على الاستقرار الاجتماعي والسياسي والأيديولوجي في البلاد.
ويأتي موقف سيهوفر متناقضا مع ما كان أدلى به عام 2010 الرئيس الألماني حينذاك كريستيان فولف، الذي أكد أن الإسلام أصبح “حاليا” جزءا من ألمانيا، فيما كررت المستشارة ميركل مرات عدة هذه الجملة لاحقا.
وأثار تصريح وزير الداخلية هذا جدلا واسعا في ألمانيا حول مكانة الإسلام في المجتمع الألماني، حيث يعيش أكثر من أربعة ملايين مسلم واستقبل بتشجيع من ميركل منذ 2015 مئات الآلاف من اللاجئين غالبيتهم العظمى من بلدان مسلمة.
ويلفت خبراء في شؤون الهجرة في أوروبا إلى أن هذا النقاش لا ينحصر في ألمانيا بل هو وجه من وجوه الجدل حول الأمر في كافة بلدان الاتحاد الأوروبي، وأن أفكارا مشككة في مكانة الإسلام باتت متداولة من قبل تيارات تعرف بالوسطية يمينا ويسارا تأثرا بصعود الأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة والتي ظهرت بشكل جلي في الانتخابات التشريعية الأخيرة في إيطاليا.
ويضيف الخبراء أن مسائل الهجرة والهوية باتت تلقى رواجا لدى الأحزاب السياسية لأغراض داخلية لن تغير من طبيعة التشريعات التي تحرص على حماية الجماعات الدينية، بما في ذلك المسلمة في أوروبا.
ونجح حزب سيهوفر المعارض لسياسة الهجرة التي تتبعها ميركل، خصوصا في أن يحدد اتفاق تشكيل الحكومة سقفا لعدد اللاجئين الذين يمكن لألمانيا استقبالهم كل سنة ويتراوح بين 180 و220 ألف شخص.
كما أعلن سيهوفر أنه سيدعو إلى مؤتمر حول الإسلام لمناقشة مشاكل اندماج المسلمين. وقال “هذه رسالتي: يجب على المسلمين أن يعيشوا معنا، إلى جانبنا. لتحقيق ذلك، نحتاج إلى تفاهم متبادل واحترام. لن نحقق ذلك من دون نقاشات بيننا”.
ويعتبر مراقبون أن سيهوفر منسجم مع سياسة حزبه، لكن ذلك لن يؤثر كثيرا على الوعي السياسي العام لهذه المسألة في ألمانيا، وأن الأمر سيبقى محصورا داخل متطلبات المقابلات الصحافية، خصوصا أن ألمانيا بالذات لا تملك ترف المخاطرة في الانجرار في إعطاء شرعية لحجج قومية متعصبة تذكر بما كان سائدا في عهد ألمانيا النازية.
قطر تنسق لتحالف حوثي إخواني يعرقل نجاحات التحالف العربي
لقاءات بين الحوثيين والإخوان في إسطنبول برعاية قطرية تركية تهدف إلى عرقلة استكمال تحرير المناطق اليمنية.
كشفت مصادر خاصة لـ”العرب” عن عقد وفد حوثي برئاسة الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام سلسلة لقاءات مع قيادات بارزة في جماعة الإخوان – فرع اليمن، وقيادات من الفصيل الموالي لإيران في الحراك الجنوبي خلال الآونة الأخيرة، بهدف عرقلة التقدم الذي تحققه المقاومة الشعبية مسنودة بغطاء التحالف العربي.
يأتي هذا في وقت قللت فيه مصادر خليجية لـ”العرب” من التسريبات التي تحدثت عن لقاء جمع الناطق الرسمي باسم الحوثيين بجهة سعودية في سلطنة عمان، مشددة على أن الرياض لا تحتاج إلى مسقط لعقد مثل هذا اللقاء، خاصة أن القيادي الحوثي سبق أن زار السعودية أكثر من مرة في فترات سابقة.
ووفقا للمصادر، فقد التقى الوفد الحوثي في مدينة إسطنبول التركية التي توقف فيها بعد عودته من العاصمة الألمانية برلين، بقيادي بارز وشيخ قبلي من حزب الإصلاح وبرلماني إخواني من المحسوبين على الجناح المدعوم من قطر.
ويهدف اللقاء الذي تم برعاية وتنسيق من الدوحة إلى بناء تحالف جديد لمواجهة الشرعية والتحالف العربي، ويضم الحوثيين وجماعة الإخوان والتيار الموالي لإيران في الحراك الجنوبي برئاسة فادي باعوم الذي لايزال، وفقا للمصادر، في العاصمة الألمانية عقب لقاء جمعه بالوفد الحوثي.
ويشير متابعون للشأن اليمني إلى أن التدخل القطري يهدف إلى الرد على نجاح الرباعي العربي المقاطع للدوحة، أي محاولة تخريب المشهد اليمني ومنع استقراره لفائدة الشرعية اليمنية المدعومة عربيا، ردا على نجاح المقاطعة ووضع قطر في الزاوية والاتجاه لنسيان أزمتها.
وقالت مصادر لـ”العرب” إن التحركات الأخيرة للوفد الحوثي والتي دشنها بزيارة لطهران الشهر الماضي، مرورا بالدوحة حيث أحيطت زيارته لها بسرية شديدة، جاءت عقب رفض موسكو الوفد ليتجه إثر ذلك في زيارة شملت ألمانيا وتركيا.
وأضافت المصادر أن التحركات الحوثية المدعومة قطريا تهدف إلى تخفيف حالة العزلة الدولية المفروضة على الحوثيين منذ إقدامهم على تصفية الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأمين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا مطلع ديسمبر 2017، مشيرة إلى أن النظام القطري يقوم بالتواصل مع عدد من القيادات اليمنية المتواجدة في الرياض والقاهرة والمحسوبة على الشرعية لاستقطابها لهذا التحالف.
وأشارت إلى أن حملة الشائعات الإعلامية المنظمة التي أطلقتها وسائل إعلام قطرية وأخرى تابعة للإخوان وتركزت حول وجود ناطق الجماعة الحوثية في العاصمة السعودية الرياض وعقد الحكومة السعودية لمفاوضات سرية مع الحوثيين في مسقط، تهدف إلى التغطية على التحركات المشبوهة التي ترعاها قطر وتركيا وإيران للتقريب بين الحوثيين والإخوان وجناح الوجه الجنوبي فادي باعوم.
ودخلت تركيا على خط الأزمة اليمنية وبشكل واضح من خلال استقبالها للوفد الحوثي وتشجيع بعض قيادات الإخوان المتواجدة على أراضيها للالتقاء مع الحوثيين، وحثهم على البحث عن قواسم مشتركة على قاعدة العداء لدول التحالف العربي.
وقامت الدوحة بدور كبير خلال الفترة الأخيرة لإحياء نسخة ميتة من الحراك الجنوبي لا تحظى بأي شعبية في الشارع اليمني، إضافة إلى دورها البارز في محاولة تطبيع الأوضاع بين قيادات حزب المؤتمر في صنعاء والحوثيين عقب مقتل صالح.
وسبق أن كشفت صحيفة “العرب” في عدد سابق عن قيام الدوحة بالتواصل مع العديد من قيادات المؤتمر وشيوخ القبائل للاستمرار في حالة الشراكة مع الحوثيين، ودفعها باتجاه عقد اجتماع لحزب المؤتمر في صنعاء بعد وقت وجيز من مقتل رئيس الحزب وأمينه العام.
وعملت الدوحة من أجل تحقيق ذلك على استثمار علاقاتها القديمة في اليمن وضخ الأموال من خلال ضابط ارتباط قطري يتواجد في صنعاء بشكل دائم.
وبالتزامن مع التحركات التي تهدف إلى تحشيد القوى اليمنية في الداخل ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية، شرعت قطر عبر الجناح المقرب لها داخل جماعة الإخوان اليمنية في بث الشائعات الإعلامية داخل صفوف الشرعية ومحاولة خلق حالة تباين وهمية بين أطرف التحالف العربي، ودفع عدد من المحسوبين عليها أو من تمكنت من إغرائهم بالمال لإطلاق تصريحات معادية للتحالف العربي من داخل الحكومة الشرعية نفسها.
ويرى العديد من المراقبين أن التحالف العربي وقيادة الشرعية اليمنية باتا على قناعة تامة بمخاطر حالة الاختراق القطري –الإخواني التي أصبحت تقف حائلا أمام استكمال تحرير المناطق التي لا تزال في قبضة الميليشيات الحوثية.
كما أن حالة الازدواج التي يعبر عنها بعض الموالين للشرعية قد تتسبب في خسارة الكثير من المكاسب التي تحققت على الأرض، وهو الأمر الذي أفضى – بحسب مصادر مطلعة – إلى التوافق بين الشرعية والتحالف على عدد من القرارات المهمة التي من المحتمل أن يتم الإعلان عنها خلال الأيام القادمة.
واعتبرت مصادر سياسية خليجية أن التحرك القطري التركي لجمع الحوثيين بالإخوان، يستهدف أي مفاوضات لها معنى ما بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين تحت إطار الأمم المتحدة، بعد رواج معلومات عن محادثات بين السعودية والحوثيين برعاية سلطنة عمان.
وقال دبلوماسيان ومسؤولان يمنيان لوكالة رويترز، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن محمد عبدالسلام تواصل بشكل مباشر مع مسؤولين سعوديين في سلطنة عمان بشأن حل شامل للصراع.
إلا أن مسؤولا بالتحالف نفى خوض السعودية مفاوضات مع الحوثيين، وأكد مجددا الدعم لجهود إحلال السلام بقيادة الأمم المتحدة والتي تهدف إلى التوصل إلى حل سياسي، بينما لم يصدر تعليق رسمي عن الحوثيين بشأن المفاوضات.
يذكر أن محمد عبدالسلام سبق وأن زار الرياض ومن المستبعد أن تحتاج السعودية إلى وساطة عمانية للتواصل معه.
(العرب اللندنية)
"أطفال داعش" خلايا الإرهاب النائمة
الأطفال كلمة السر فى عودة ظهور تنظيم داعش.. حقيقة باتت واقعا لا تقبل الشك، خاصة أنهم أصبحوا يشكلون خلايا نائمة مستمرة لعقود من الزمن، وأيضا، لأنهم حجر الأساس فى استمرار أفكار التنظيم، وانتشارها، بالنظر إلى اقتداء الأطفال ببعضهم البعض، ومسارعتهم إلى تقليد ما هو غريب، وعنيف فى بعض الأحيان. ولعل ما يخدم التنظيم أن الحكومات لا تزال عاجزة عن وضع حلول جذرية لمشكلة «أشبال الخلافة المزعومة»، بعد نجاحها فى إلحاق هزائم عسكرية بداعش على الأرض، بجانب أنها لا تستطيع محاكمتهم لصغر سنهم، ولن تنجح فى إعادة تأهيلهم بسهولة، فى ضوء ما هو متعارف عليه من أن «التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر»، ولذا هناك صعوبة بالغة فى محو الأفكار المتطرفة، التى تم زرعها فى عقول آلاف الأطفال، عن طريق آبائهم الإرهابيين.
جاءت إدانة أحد المعلمين البريطانيين فى ٢ مارس بتهمة تجنيد أطفال دواعش، لتزيد من حجم المأزق، الذى يواجهه العالم، خاصة أنها أظهرت بوضوح أن التنظيمات المتشددة اخترقت أيضا بعض المدارس الخاضعة لرقابة الحكومات، وأنها لن تتوانى عن فعل أى شيء لتحقيق أهدافها الإرهابية.
يبدو أن الحروب، التى شنها التحالف الدولى ضد «داعش»، سواء فى سوريا أو العراق، وفرت أيضا مخزونا إضافيا من «الأطفال الإرهابيين»، لأن هذه الحروب سببت دمارا واسعا، وشردت آلاف الأسر والعائلات، دون مأوى، ما يساعد فلول التنظيم فى تجنيد المزيد من العناصر المتطرفة.
ولعل تتبع مراحل إعداد الأطفال الإرهابيين يزيد أيضا من قتامة الصورة، إذ يتعمد داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، قتل براءتهم، على مرحلتين، الأولى، تقوم على زرع الحقد وكره الآخر فى نفوسهم، فيما الثانية تركز على عرض مشاهد قتل وذبح أمامهم، وتدريبهم على استخدام الأسلحة. ويبقى الأمر الأخطر، وهو قيام الإرهابيين بتبرير الجرائم الوحشية من منطلق ديني، ومحاولة تشويه معتقدات الدين الإسلامى فى عقول الأطفال، لضمان استمرار الأفكار المتطرفة السامة لعقود، وإجهاض جميع محاولات الحكومات والأطباء النفسيين، لتخليصهم منها، وهذا ما ظهر بوضوح فى واقعة المدرس البريطاني، عمر أحمد حقي، الذى عرض فيديوهات على الأطفال تتضمن «مشاهد عنف»، كما جعلهم «يمثلون دور إرهابيين» يطعنون ضباط شرطة. وحسب الشرطة البريطانية، فإن حقى (٢٥ عاما)، حاول دفع أعداد كبيرة من الأطفال إلى التطرف، من أجل استغلالهم فى ارتكاب «هجمات ضد أهداف فى لندن». وأدانت محكمة «أولد بايلى» فى لندن، فى ٢ مارس «حقى» بتهم استغلال عمله فى إحدى المدارس شرقى بريطانيا، ليعمل على تجنيد «جيش» من الأطفال بهدف «شن هجمات إرهابية». وقال دين هايدون رئيس وحدة مكافحة الإرهاب فى شرطة لندن: «كان حقى رجلا خطيرا، أراد أن يدبر عدة هجمات فى وقت واحد، تستخدم فيها الأسلحة النارية والخناجر والقنابل والسيارات الكبيرة لقتل أناس أبرياء».
وأضاف «استعدنا عددا من كتب التدريب من منزله، وكان واضحا من ملاحظاته التى دونها أن خطته كانت طويلة الأمد».
وتابع هايدون «حقى اعتزم تنفيذ خطته بعد سنوات، فى الوقت الذى قدّر فيه أنه سيكون قد انتهى من تدريب وامتلاك جيش من الجنود، بينهم أطفال».
واستطرد «عندما استجوب ضباط متخصصون الأطفال، تحدثوا عن قيام حقى بعرض فيديوهات عنف أمامهم، بما فى ذلك مشاهد إعدام».
وأضاف «الأطفال أبلغوا الشرطة أيضا كيف طلب منهم حقى لعب دور إرهابيين ورجال شرطة، والأطفال الذين يمثلون دور الإرهابيين عليهم أن يطعنوا ضباط الشرطة حتى الموت».
وأشار المسئول البريطانى إلى أن حقى هدد الأطفال بأن مصيرا عنيفا ينتظرهم إن هم أخبروا أحدا ما الذى يفعله. وحسب «رويترز»، تتعرض هيئة الرقابة على المدارس البريطانية «أوفستيد» لانتقادات شديدة، لأن المدرسة، التى كان يعمل بها حقي، حصلت على تصنيف «ممتاز»، بعد جولة تفتيش قامت بها الهيئة هناك. وكانت هيئة «أوفستيد»، أجرت فى ٢٠١٥ تحقيقا شمل ٢١ مدرسة فى مدينة «برمنجهام» وسط بريطانيا، وأظهر أن بعض المدارس بالمدينة استعمل مناهج دراسية وضعت من منظور متطرف. وأشار التحقيق حينها إلى وجود شخصيات بارزة داخل بريطانيا دعمت جهودا لترسيخ ما سمته «التشدد الإسلامي» فى تلك المدارس، أو أنهم تعاونوا بطريقة غير مباشرة من خلال عدم رفضهم لتلك التوجهات داخل تلك المدارس، التى يشرفون عليها.
ذعر أوروبى
تتوالى التقارير الأوروبية، التى تكشف أمورا صادمة حول «الأطفال الدواعش»، ففى ١٣ نوفمبر ٢٠١٧، نشرت شبكة «يورو نيوز» تقريرا للمركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب، حول مشكلة المقاتلين الدواعش العائدين.
وأظهر التقرير أن هناك نقطة فى غاية الخطورة فى مشكلة العائدين، هى الأصعب بالنسبة للدول للتعامل معها، وهى شريحة الأطفال والمراهقين، الذين انضموا إلى «داعش» عبر الإنترنت، أو بعض الأطفال، ممن وُلدوا فى دولة الخلافة المزعومة، لأب أو أم يحملون جنسية إحدى الدول الأوروبية.
وحسب التقرير؛ فإن التعامل مع هؤلاء الأطفال يتطلب، وبشكل عاجل، استحداث آليات للسلامة العقلية والدعم الاجتماعى؛ لأن بعضهم درب على حمل السلاح والقتل، وخلص إلى القول: «إن أحد أصعب الأمور هو إعادة تأهيل الأطفال، الذين جندتهم الجماعات المتطرفة، فولاؤهم شبه مطلق للإرهابيين». وفى مطلع فبراير الماضي، قال رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألمانية هانز جورج ماسن، إنه يريد من حكومة بلاده، إعادة النظر فى القوانين، التى تفرض قيودا على مراقبة القُصر، لمواجهة خطر أطفال المقاتلين المتشددين، الذين يعودون إلى البلاد على شكل «خلايا نائمة»، قد تنشط فى أى وقت.
وأبلغ ماسن «رويترز»، أن مسئولى الأمن يتأهبون لعودة مقاتلين من تنظيم داعش إلى ألمانيا مع أطفالهم الذين يحتمل أن يكونوا تعرضوا لـ«غسل المخ».
وتابع «قرابة ألف شخص غادروا ألمانيا للانضمام إلى تنظيمات متشددة، ومع هزائم داعش فى الشرق الأوسط، يعود البعض من هؤلاء مع أفراد أسرهم».
وأشار ماسن إلى أن ٢٩٠ رضيعا وطفلا رحلوا من ألمانيا أو ولدوا فى سوريا والعراق، عادوا إلى ألمانيا، ولا يزال كثير منهم على الأرجح فى الشرق الأوسط، أو ربما انتقلوا إلى أفغانستان مثلا، حيث لا يزال داعش هناك قويا.
وفيما تسارع الدول الأوروبية الخطى لمواجهة خطر الأطفال الدواعش العائدين، يكثف التنظيم من استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لتجنيد المزيد من الأطفال والمراهقين، بالإضافة إلى أساليبه المعتادة فى تجنيد الأطفال فى مناطق القتال، إذ قالت وكالة «سبوتنيك» الروسية، إن «داعش» فى سوريا والعراق كان يتعمد تجنيد الأطفال فى المرحلة العمرية ما بين ١٣ و١٧ عاما، كما عمل على إغرائهم بالمال والهدايا، للالتحاق بدوراته للتدريب، وفى الوقت عينه، قام التنظيم بترهيب أسر أولئك الأطفال.
وأضافت الوكالة، أن خطة داعش تقوم على إرسال الأطفال بعد انتهاء دوراتهم التدريبية لتنفيذ عمليات انتحارية، أو تركهم ينضجون لمرحلة مستقبلية، أو زرعهم كخلايا نائمة، تهدد بظهور جيل من الدواعش فى المستقبل، أكثر تطرفًا ودموية من الجيل الحالي.
وبصفة عامة؛ فإن الحرب على الإرهاب ركزت على استهداف البنية القتالية للتنظيمات المتشددة، وأغفلت أمورا أخرى تغذى الإرهابيين، وتضمن استمرارهم لعقود، وهى الأفكار المتطرفة فى عقول الأطفال، ما جعل «أشبال الخلافة المزعومة»، قنبلة موقوتة قد تنفجر فى أية لحظة.
ويبقى الأمل معقودا على احتمال ابتكار علاج نفسى غير تقليدي، لإنقاذ الأطفال من براثن الإرهاب، فهل تنجح تجربة العراق فى استخدام الرسوم والألوان لمواجهة التطرف.
أكد عدد من الخبراء فى مصر، أن الأطفال التابعين لتنظيم داعش غير أسوياء ويحتاجون إلى علاج نفسى وإعادة تأهيل بشكل سريع، لأنهم بمثابة قنبلة موقوتة.
وقال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، إنه يوجد عدد كبير من الأطفال الدواعش لأن الكثير من النساء اللاتى التحقن بالتنظيم وتزوجن بمقاتليه أنجبن منهم، كما أن بعضهن ذهبن حوامل إلى العراق أو سوريا واصطحبن معهن أطفالهن.
وأضاف فرويز فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أن أطفال داعش بعد مقتل الكثير من آبائهم الإرهابيين، فى حاجة ماسة إلى علاج نفسى ضخم لكى يعودوا إلى الحياة الطبيعية، ويستطيعوا التعامل بسلمية مع المجتمع، خاصة أن آباءهم الإرهابيين علموهم مفاهيم متطرفة، وجعلوهم يرون مشاهد القتل والدمار والذبح والإرهاب، وزرعوا داخل نفوسهم الإرهاب، لذلك إذا لم يتم علاجهم بطريقة صحيحة، لن يكونوا أسوياء، وسيشكلون خطورة كبيرة على المجتمع.
وأشار الطبيب النفسي، إلى أن أى إنسان طبيعى يحتاج إلى المأكل والملبس ومكان للنوم، ثم يأتى الأمر الثاني، وهو توفير الأمان له، والأمر الثالث هو توفير العمل وتوفير أدوات العمل والإبداع فى العمل، وكل هذه الأمور يجب توفيرها للإنسان حتى ينشأ تنشئة سوية، وفى حال عدم توافرها، سيكون إنسانا عنيفا وإرهابيا، وهذا الأمر حدث مع أطفال تنظيم «داعش»، لذلك يجب أثناء فترة التأهيل النفسى لهم، أن يتم توفير هذه الأمور لهم، حتى لا يشعروا بأى نقص.
وأضاف «فرويز»، أن الأطفال أبناء عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى ليس لهم أى ذنب فيما حدث، لأن أى إنسان يولد ولا يختار الأب والأم ولا المستوى الاجتماعى ولا الظروف، لذلك هؤلاء الأطفال ضحية ولا بد من التعامل معهم على هذا الأساس حتى تتم تنشئتهم تنشئة سليمة، خاصة أن آباءهم العناصر الإرهابية التى كانت فى التنظيم قاموا بغسيل مخ لهؤلاء الأبناء.
وتابع «هؤلاء الأطفال لا يعتبرون بشرا وهم هيكل إنسان، لأنهم لا يمتلكون أى نوع من أنواع الأمان، فهم منبوذون من قبل الشعوب التى حدثت على أراضيها الحرب على داعش، على الرغم من أن هذه الشعوب تعلم أن هؤلاء الأطفال ضحية».
وأشار فرويز إلى أنه يجب الإسراع فى عمل مركز تأهيل لهؤلاء الأطفال من أجل إعادة تأهليهم، فهؤلاء الأطفال يعانون الآن أمراضًا نفسية خطيرة للغاية، وقد تؤثر تأثيرا سلبيا فى المجتمع.
وفى السياق ذاته، قال الدكتور هاشم بحري، استشارى الطب النفسي، إن الأطفال الدواعش يعانون شيئا يدعى «كرب الصدمة»، وهذا المرض النفسى عبارة عن أزمة نفسية أو صدمة كبرى تأتى للأطفال وللشباب بسبب الحروب، وهذا المرض أًصيب به أطفال تنظيم داعش، لأن آباءهم الإرهابيين كانوا يتعمدون إشراكهم فى المعارك الإرهابية التى يقومون بها، بل وكانوا يجعلونهم يشاهدون مناظر الذبح والقتل حتى يزرعوا فى نفوسهم حب التطرف والإرهاب.
وأضاف «بحري»، أن أطفال تنظيم داعش هم الضحية الأولى للصراعات والحروب التى حدثت طوال السنوات السابقة، ويجب على الشعوب تبنى مصير هؤلاء الأطفال، حتى لا يشكلوا خطرا على المجتمعات بسبب إرهابهم.
وأضاف الطبيب النفسي، أن الحل الوحيد لإنقاذ هؤلاء الأطفال هو أن يتم جمعهم فى مراكز نفسية خاصة، وتأهيلهم بعيدا عن الضياع الذى يعيشون فيه، خاصة أنهم يشكلون عبئا كبيرا على المجتمعين السورى والعراقي. وأشار إلى أن الأطفال الدواعش يشكلون تحديًا كبيرًا أمام المجتمع الغربي، وذلك لأن أغلبهم من جنسيات أوروبية واندمجوا فى صفوف التنظيم فى السنوات الأخيرة، وهذا الأمر يضع العالم الغربى فى مشكلة، وهى أن هؤلاء الأطفال من المحتمل أن يعودوا إلى أوطانهم الأصلية ويشكلوا خطرا كبيرا. وتابع الطبيب النفسي، أنه يجب عمل مراكز تأهيل فى أسرع وقت سواء داخل العراق أو سوريا أو فى الخارج لتأهيل هؤلاء الأطفال حتى يسترجعوا الثقة فى نفوسهم من جديد، ويجب اختيار أفضل الأطباء من جميع أنحاء العالم لتأهيلهم للحياة الطبيعية، ويأتى الدور الثانى وهو دور الإعلام فى جميع دول العالم لتوعية الناس بأن هؤلاء الأطفال قنابل موقوتة يجب الإسراع فى ضمهم إلى المجتمع، وإذا لم يحدث ذلك، سوف يشكلون تنظيما إرهابيا جديدا.
وبدوره، قال الدكتور محمد هاني، استشارى صحة نفسية وعلاقات أسرية وتعديل سلوك الأطفال، إن أطفال تنظيم «داعش»، الذين عثرت عليهم القوات العراقية والسورية تحت ركام الحرب أثناء عمليات تحرير المدن التى كانت تحت سيطرة التنظيم، نشأوا فى بيئة غير سوية، وتربوا على أفكار العنف والقتل.
وأضاف، أن ذنب هؤلاء الأطفال فى أعناق آبائهم، ويجب على الحكومات فى كل مكان جمعهم فى أماكن قابلة للعيش والراحة النفسية والتأهيل للحياة من خلال مراكز خاصة بالتأهيل، فهؤلاء الأطفال هم بذرة المستقبل ويجب أن تكون بذرة صالحة للحياة.
وأكد «هاني» ضرورة اختيار أماكن بعيدة عن ويلات الحرب، والاستعانة بأشخاص لا يعاملون هؤلاء الأطفال على أساس ذنب ذويهم، ويجب معاملتهم على أسس إنسانية سليمة. ومن جانبه، قال جمال أبو ذكري، الخبير الاستراتيجي، إن الأطفال التابعين لتنظيم داعش يشكلون خطرا أمنيا كبيرا على المجتمعات؛ لأنهم أبناء إرهابيين، وبالتالى تم التأثير فيهم بشكل سلبي، خاصة أن آباءهم عملوا لهم عمليات غسيل مخ بالكامل وزرعوا فى عقولهم الأفكار المتطرفة والإرهابية. وأضاف أبو ذكري، أنه لا بد من التعامل سريعا مع هؤلاء الأطفال، حتى تتم السيطرة على إرهابهم، كما أنه لا بد من وضع استراتيجية أمنية قوية للتصدى لخطرهم. وأخيرا، قال عبدالشكور عامر، القيادى السابق فى الجماعة الإسلامية والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن أطفال تنظيم داعش يشكلون خطرا أمنيا كبيرا على سوريا والعراق والبلدان التى من الممكن أن يلجأوا إليها. وأضاف عامر فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أن أطفال داعش عبارة عن جيل ثانٍ من التنظيم، وإذا لم يتم التعامل معهم بشكل جيد سيصبحون أخطر من آبائهم.
فى محاولة لمواجهة خطر الأطفال الدواعش قبل فوات الأوان، لجأت الحكومة العراقية لعدة خيارات لإنقاذهم من براثن الإرهاب، كان أبرزها، استقبالهم فى مراكز إيواء، والاستعانة بالرسوم والألوان لمواجهة أفكارهم المتطرفة.
ففى ٨ فبراير، أكدت وزارة العمل والشئون الاجتماعية العراقية، أنها استقبلت العديد من أطفال الدواعش من الأيتام فى مراكز إيواء تابعة للدولة.
وقال معاون مدير دائرة رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة فى الوزارة عامر الموسوى، فى بيان نشره موقع «عين العراق نيوز»، إن «دور إيواء تابعة لوزارة العمل استقبلت الأطفال الدواعش من عمر يوم واحد إلى ١٨ سنة»، لافتا إلى «وجود دور إيواء حسب الفئات العمرية للإناث والذكور فى بغداد والمحافظات».
وأشار الموسوى إلى وجود أكثر من ٥٠ طفلا داعشيا حاليا فى دور إيواء، وأن هناك تنسيقا مع الجهات الرسمية للتعرف على ذويهم من خلال الفحوص المختبرية DNA، وتابع أن «أطفال الدواعش تم دمجهم فى دور الإيواء استنادا إلى أوامر قضائية»، مضيفا أن «الوزارة كلفت باحثين اجتماعيين بدراسة حالات أطفال الدواعش، واستطاعت الحد من التأثير السلبي، الذى غرسه التنظيم الإرهابى فى عقولهم- حسب تعبيره. وبجانب ما سبق، اتجهت الحكومة العراقية وبمساعدة أمريكية إلى أسلوب الرسومات لإعادة تأهيل الأطفال الدواعش، وقال تيرى وولف، مساعد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى دونالد ترامب لدى التحالف الدولى لمحاربة داعش، إنه يوجد فى مخيم «روانكة» فى شمال العراق أكثر من ١٠٠٠ طفل كانوا يتبعون التنظيم الإرهابي، وهذا العدد كبير للغاية، خاصة أنهم يمثلون خطرا كبيرا بسبب النزعة الإرهابية، التى ترعرعوا عليها طوال السنوات الماضية، موضحا أنه يتم حاليًا تأهيل هؤلاء الأطفال بشكل نفسى كبير حتى يصلحوا للعيش كأى شخص طبيعي.
وأضاف وولف على هامش أحد مؤتمراته الصحفية فى العراق بداية هذا الشهر، أن الولايات المتحدة خصصت لجانا اجتماعية معينة ليتم تأهيل هؤلاء الأطفال بشكل جيد وصحيح، فبدأت بتأهيلهم عن طريق الرسومات، لكنها فوجئت بطابع الإرهاب والعنف يغلب على رسوماتهم؛ حيث رسموا صور أحزمة وقنابل وعبوات ناسفة.
وأشار المسئول الأمريكى إلى أن اللجان الخاصة بتأهل الأطفال الدواعش لم تكف عن محاولة علاجهم نفسيًا، على الرغم من الرسومات العنيفة التى يرسمونها، وستحاول علاجهم بنفس الطريقة، لأن الرسم من أسهل الطرق التى تجعل الإنسان يعبر عما بداخله، ومع الوقت والممارسة وطريقة المعاملة، التى يتلقونها من قبل المعالجين النفسيين، سيتغير هؤلاء الأطفال إلى الأفضل- حسب تعبيره.
وبدوره، قال الطبيب النفسى العراقى نايف جوردو القاسم، الذى يعالج الأطفال فى مخيم روانكة للاجئين فى شمال العراق، إن «الأطفال الدواعش ضحايا لا مجرمون ويجب التعامل معهم على هذا الأساس». ونقلت جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية فى ١٠ مارس عن قاسم، قوله: «إنه فى بداية الأمر، واجه العاملون فى مركز القاسم، الذى يديره، صعوبة بالغة فى التعامل مع أطفال الدواعش، خاصة أن أغلبهم كانوا لا يرغبون فى الاستجابة للعلاج النفسي، بالإضافة إلى أنهم يريدون الانتقام من الجيش العراقي، ولكن مع مرور الوقت بدأوا يستجيبون تدريجيًا للعلاج النفسي، الذى يقدمه المركز». ويعتبر مركز « القاسم»، أول مركز عراقى للعلاج النفسى وإعادة تأهيل الأطفال الدواعش؛ حيث بدأ المركز عمله منذ ستة أشهر وقام بعلاج نحو ١٢٣ طفلا ما بين الإناث والذكور، وجميعهم لا يتخطى الثمانية عشر عاما.
(البوابة نيوز)