اليوم.. استكمال محاكمة بديع وآخرين في أحداث مكتب الإرشاد/غارات جوية تستهدف مقرات «داعش» جنوب كركوك/رئيسة سنغافورة تشيد بجهود الأزهر في نشر قيم الوسطية/موسكو: لا أدلة على مقتل البغدادي
السبت 05/مايو/2018 - 09:39 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم السبت الموافق 5-5-2018
اليوم.. استكمال محاكمة بديع وآخرين في أحداث مكتب الإرشاد
تنظر محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، اليوم السبت، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، إعادة محاكمة محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان، ونائبه خيرت الشاطر، و11 آخرين، من بينهم القيادات الإخوانية سعد الكتاتني ومحمد البلتاجي وعصام العريان، في قضية "أحداث مكتب الإرشاد".
ويواجه المتهمون، بحسب قرار الإحالة الصادر ضدهم، اتهامات بالتحريض على القتل والشروع في القتل تنفيذًا لغرض إرهابي وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخيرة حية غير مرخصة بواسطة الآخرين، والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف إلى ترويع الآمنين والتحريض على البلطجة والعنف، أمام مقر مكتب الإرشاد بضاحية المقطم، جنوب شرقي القاهرة، أثناء احتجاجات 30 يونيو التي كانت تطالب برحيل الرئيس المعزول محمد مرسي، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 91 آخرين.
وأسندت النيابة لقيادات الجماعة الاشتراك بطريقي الاتفاق والمساعدة في إمداد مجهولين بالأسلحة النارية والذخائر، والمواد الحارقة والمفرقعات والمعدات اللازمة لذلك، والتخطيط لارتكاب الجريمة، وأن الموجودين بالمقر قاموا بإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش صوب المجنى عليهم، قاصدين إزهاق أرواحهم.
باحث في الشئون الإسلامية: "إخوان ليبيا" يعرقلون إجراء الانتخابات
قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية بـ"الأهرام"، إنه ليس من مصلحة جماعة "الإخوان" الإرهابية، إجراء الانتخابات في ليبيا، التي يتوقع أن تنظم هذا العام.
وأضاف النجار في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن جماعة الإخوان الإرهابية تعرقل إجراء الانتخابات، حتى لا يلفظهم الشعب الليبي مرة أخرى.
وتابع أن الانفجار الانتحاري الذي وقع في 2 مايو في مقر مفوضية الانتخابات في العاصمة الليبية طرابلس، يهدف إلى زعزعة أمن البلاد، وإيصال رسائل لأطراف أخرى، بأن الإرهابيين موجودون بأكبر مدينة في ليبيا.
وكان تنظيم "داعش" الإرهابي تبنى الهجوم الذي استهدف المفوضية العليا للانتخابات في العاصمة الليبية طرابلس، فيما نقلت صحيفة "بوابة الوسط" الليبية عن شهود عيان في موقع الحادث، قولهم إن عناصر من تنظيم "داعش" اقتحموا مقر اللجنة العليا للانتخابات وأطلقوا عيارات نارية داخله، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى.
باحث إسلامي: انتخابات العراق وليبيا تفسد مخططات داعش
قال عبدالشكور عامر، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية والباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن أي استقرار، تتمتع به البلدان العربية، يفسد على تنظيم "داعش" أي مخطط إرهابي، كان ينوى فعله، لذلك هو يستهدف الانتخابات، خاصة في العراق وليبيا.
وأضاف عامر في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن داعش لا يريد أن تنعم الشعوب العربية بالأمان، ولا يحبذ أن تكون هناك حكومات مستقرة، لأن كل ما يرغب به هو تدمير المنطقة، وتحويلها لما يسميه ولايات".
وتابع أن الانتخابات تشكل خطرا كبيرا على التنظيمات الإرهابية، لأنها تجلب الاستقرار.
وزادت وتيرة تهديدات "داعش" باستهداف مراكز الاقتراع في كل من العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى قيامه بتفجير مقر المفوضية العليا للانتخابات في العاصمة الليبية طرابلس.
وكان "داعش" تبنى الهجوم الذي استهدف الأربعاء الموافق 2 مايو المفوضية العليا للانتخابات في العاصمة الليبية طرابلس، والذي أسفر عن مصرع وإصابة العشرات.
(البوابة نيوز)
غارات جوية تستهدف مقرات «داعش» جنوب كركوك
قتل وأصيب عدد من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي بغارات جوية للطيران العراقي استهدف مضافات للتنظيم جنوب كركوك. وقال مصدر أمني في المحافظة: «إن طيران القوة الجوية العراقية نفذ ضربات جوية قرب قرى السماكة وعدد من المضافات في محيط قضاء داقوق جنوب كركوك، أسفرت عن تدمير المضافة ومقتل وإصابة عدد من عناصر التنظيم الإرهابي الذي يستخدم مواقع بين داقوق والطوز لاستهداف المدنيين والقوات الأمنية». وأضاف المصدر أن «داعش يتحرك من خلال مجاميع صغيرة، خاصة في محيط قضاء داقوق، منها منطقة الشاي وحمرين والمنطقة المنتدة بين قضاء داقوق والطوز بمحافظة صلاح الدين».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن اعتقال 4 عناصر خطرين من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى. وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء سعد معن في بيان: «إن فوج الرد السريع الأول التابع لقيادة شرطة نينوى، وبناءً على تعاون المواطنين، تمكن من اعتقال 4 عناصر خطيرة من عصابات داعش الإرهابية والمطلوبين قضائياً بجرائم جنائية عدة، والصادر بحقهم مذكرات قبض». وأضاف معن أن «القبض عليهم تم في قصبة بادوش وقريتي البغلة وتل خيمة غرب مدينة الموصل».
وفي سياق متصل، أفاد مسؤول محلي في محافظة ديالى، أمس، بأن ثلاثة مدنيين قتلوا بانفجار عبوة ناسفة على طريق زراعي شمال شرق بعقوبة. وقال رئيس اللجنة الأمنية في ناحية «أبي صيدا» عواد الربيعي: «إن ثلاثة مدنيين قتلوا في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول بانفجار عبوة ناسفة على طريق زراعي قرب منطقة بروانة الكبيرة في أطراف أبي صيدا». وأضاف الربيعي أن «الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقاً بالحادث».
موسكو: لا أدلة على مقتل البغدادي
صرح نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف، بأنه لا تتوافر لدى موسكو أي معلومات تدل على مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي.
وقال سيرومولوتوف، أمس، «أذكر أن المعلومات حول مقتله ظهرت نحو 10 مرات، ولا يمكننا التأكيد أن البغدادي قتل قبل الحصول على المعلومات التي تؤكدها الوقائع الملموسة»، وفقاً لما أوردته قناة «روسيا اليوم»، على موقعها الإلكتروني.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أفادت في منتصف يونيو الماضي بأنها تدرس المعلومات حول القتل المزعوم للبغدادي نتيجة الغارة التي نفذتها القوات الروسية في 28 مايو الماضي بالقرب من الرقة، وفيما بعد أعلن البنتاجون أن البغدادي لا يزال على قيد الحياة.
مقتل 3 إرهابيين واستشهاد جندي باشتباكات في سيناء
أحبطت قوات الجيش المصري هجوماً على إحدى النقاط الأمنية العسكرية في مدينة الشيخ زويد أمس الجمعة، مما أسفر عن مقتل 3 إرهابيين مسلحين، واستشهاد جندي في اشتباكات. ونسبت قناة (سكاي نيوز عربية) الإخبارية إلى مصادر عسكرية قولها: «إن الاشتباكات جرت في قرية الجورة، حيث حاول المسلحون استهداف قوات الأمن في أحد الكمائن». يذكر أن الجيش المصري أعلن في فبراير 2018، بدء خطة مجابهة شاملة ضد العناصر الإرهابية في مناطق عدة، بينها شمال ووسط سيناء. وحدد الجيش المصري أهدافاً للعملية العسكرية الجديدة، تتمثل في «إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية، وضمان تحقيق الأهداف لتطهير المناطق من البؤر الإرهابية».
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد تعهد السبت الماضي أن يتم إنهاء العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش بالتعاون مع الشرطة في سيناء «في أسرع وقت ممكن». وقال السيسي في لقاء نظمه الجيش المصري وبثه التلفزيون الرسمي، موجهاً حديثه إلى أهالي سيناء: «إنه يتم تنفيذ خطة تنمية في سيناء، تنتهي بحلول 2022». وأكد أنه بالتوازي مع ذلك يستمر «الجهد الذي يقوم به الجيش والشرطة بالتعاون معكم». وأضاف: «سننهي المهمة في أسرع وقت ممكن».
رئيسة سنغافورة تشيد بجهود الأزهر في نشر قيم الوسطية
قالت رئيسة سنغافورة حليمة يعقوب، أمس الجمعة، إن أبناء سنغافورة ينظرون باحترام وتقدير بالغ إلى الأزهر الشريف، وجهوده في نشر قيم الوسطية والاعتدال، مضيفة أن مسلمي سنغافورة يثقون به لتعليم أبنائهم العلوم الشرعية، لأن منهجه يقوم على التسامح ورفض الإقصاء والتشدد، وهذه مبادئ مهمة هنا في سنغافورة، وتساعدنا على الاندماج والمساهمة بقوة في نهضة البلاد.
جاء ذلك خلال استقبالها امس فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في القصر الرئاسي بسنغافورة «أستانا»، وذلك في اليوم الثاني لزيارته إلى سنغافورة، المحطة الثانية من جولته الآسيوية التي تشمل كذلك إندونيسيا وسلطنة بروناي. وطبقاً لبيان صادر من مقر مشيخة الأزهر بالقاهرة، قدم شيخ الأزهر في بداية اللقاء، التهنئة للسيدة حليمة يعقوب على فوزها بهذا المنصب الرفيع، مشيراً إلى أن الأزهر الشريف حرص حينها على إصدار بيان تهنئة لها وللشعب السنغافوري، لأن هذا النجاح يشكل تطبيقاً عملياً لفكر الأزهر الشريف الذي يدعو المسلمين إلى الاندماج الإيجابي في المجتمعات التي يعيشون بها، والإسهام بقوة في تقدمها ورقيها، كما أن هذا شهادة حية على أن المرأة تستطيع أن تسهم بقوة في نهضة المجتمع وبنائه، مشيراً إلى أن الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، سيعقدان مؤتمراً عالمياً حول التحديات المعاصرة التي تواجه المرأة، ويسعده حضورها ومشاركتها في المؤتمر. وأشاد الطيب بالإسهام القوي لمسلمي سنغافورة في النهضة التي تعيشها بلادهم، وحرصهم على التعايش الإيجابي مع بقية مكونات المجتمع، والتمسك بقيم التسامح والعيش المشترك وقبول الآخر، لأنها تشكل قيماً إسلامية أصيلة.
(الاتحاد الإماراتية)
شيخ الأزهر خلال لقائه بالمجلس الإسلامي السنغافوري: الاختلاف سنة إلهية والقرآن كفل حرية الاعتقاد.. تجديد الخطاب الديني لن يمس الثوابت أبدا.. ومنهج الأزهر يقوم على الانفتاح والتعددية
ألقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الجمعة، المحاضرة السنوية للمجلس الإسلامي في سنغافورة، وجاءت تحت عنوان «الدين كعامل للوحدة»، وذلك في إطار زيارته الحالية إلى جمهورية سنغافورة، وضمن احتفال المجلس الإسلامي السنغافوري بمرور 50 عاما على تأسيسه.
زيارة شاملة
وشدد الطيب، في بداية المحاضرة، على أن زيارته لسنغافورة "ليس المقصودُ بها زيارة المسلمين فقط؛ بل هي زيارةٌ لشعبِ سنغافورة "مسلمين وغير مسلمين"، من أجلِ تدعيمِ وَحدَتِهم العظيمة، وعَيشِهم المشتَرَكِ، وتقديمهم نموذَجًا رائعًا للأخوَّة في الوَطَن وفي الإنسانيَّةِ، والعملِ يدًا واحدةً من أجلِ مُجتمَعٍ راقٍ مُتقدِّمٍ وقويٍّ".
وأشار إلى أن القرآن يقرر اختلاف الناس في الاعتقادات وفي الأفكار والمشاعر والسلوك، وأن هذا الاختلاف سنة إلهية، وأنه باق فيهم إلى يوم القيامة، كما أن القرآن كفل للإنسان حرية الاعتقاد أيا كان نوع هذه العقيدة، وأيا كان قُربها أو بعدها من الدين الإلهي الصحيح، والقرآن، كذلك، يقرر أن علاقة الناس في إطار حق الاختلاف هي علاقة التعارف والسلم والتعاون والتكامل.
واعتبر شيخ الأزهر أنه من الجهل الفاضح بالإسلام والقرآن أن يُقال إن علاقة المسلم بغير المسلم أو بالكافر هي علاقة الدم، حيث لم يُسَجِّل التاريخ حالة واحدة دخل فيها المسلمون بلدًا وخيَّروا أهلها بين الدخول في الإسلام أو القتل أو التهجير القسري من البلاد، مشددا على أن الإسلام دين السلام ليس بين المسلمين فقط، بل بين المسلمين وغير المسلمين، وعلى المسلم الذي يقتدي بنبيه أن يكون مصدر رحمة لنفسه وللمسلمين وللناس أجمعين.
ولفت إلى أن الإسلام هو دين الأخوة الإنسانية، وإذا كانت الأخوة الدينية ترتِّب على المؤمنين حقوقا وواجبات؛ فإن الأخوة الإنسانية ترتب على الناس حقوقا وواجبات أيضا، ومطلوب من المسلم شرعا أن يتعامل مع الناس جميعا بالبر وبالقسط الذي هو العدل؛ لأن الله يحب الذين يتعاملون مع غيرهم بهذه الأخلاق.
وفي نهاية المحاضرة، أجاب الطيب على عدد من أسئلة الحاضرين، وأوضح أن هناك علاقتين: الأولى علاقة "الأخوة الدينية" والثانية علاقة "الأخوة الإنسانية"، وهناك دائما مشتركات بين الناس بغض النظر عن أديانهم، فهناك مآسي الفقر والمرض والجوع، وهي تستوجب مشاركة أي إنسان من أجل مواجهتها، وعلى المسلم أن يكون هو المبادر بالاتصال بالآخر، للاستفادة من عناصر الخير الموجودة بداخله.
تجديد الخطاب الدينى
وردا على سؤال حول المقصود بتجديد الخطاب الديني، أوضح أن تجديد الخطاب الديني يكون بتيسيره كي يفهمه الناس ونحل به المشكلات المعقدة، خاصة قضايا المرأة، حيث لا زلنا نخشى أن نقدم فقها في الأحوال الشخصية، من منطلق الإسلام وليس فقها مستوردا، يساعد المرأة على العمل والاندماج وأن تكون عضوا فعالا في المجتمع، لكن تجديد الخطاب الديني لن يمس الثوابت أبدا.
وأشار إلى أنه من الصعب إرجاع ظاهرة الإرهاب لأسباب دينية بحتة، وإن كان البعض استغل بعض المتطرفين الذين يكفرون الناس، لذا يجب أن نراقب مناهج التعليم، وننقيها من عناصر رفض الآخر، حيث إن منهج الأزهر يعود الطالب على الانفتاح والتعددية والرأي الآخر، وهذه سمة عامة في التراث الإسلامي، لأنه يقوم على الحوار والمراجعة، ولابد أن نقدم تعليما حواريا وليس تعليما قائما على الحفظ.
السنة والشيعة
وعن الصراع المذهبي بين السنة والشيعة، أوضح أن السنة والشيعة عاشوا 14 قرنا إخوة، ولا توجد بيننا من خلافات إلا الخلافات العادية بين المذاهب المختلفة، لكن أن يتخذ من السني والشيعي وسيلة لتفجير صراع تباد فيه شعوب وأمم بأكملها، فهذا لا يرجع إلى الشيعي أو السني، وإنما هو اختطاف للمذهبين ووضع كل منهما في مواجهة الآخر، لينفجر الموقف وليتدفق السلاح وتقسم المنطقة، كما سمعنا قبل سنوات عن الشرق الأوسط الجديد.
وشدد على أن هذه أمور مفتعلة ونحن في الأزهر ندرس المذهب الشيعي ولا نجد حرجا في ذلك، ولذلك نحن نسعى لوحدة المسلمين، وليس من الصالح إطلاقا أن يقسم المسلمون إلى فرقاء يتصارعون، وما كان ينبغي أن نبتلع هذا الطعم، فقد ابتلعنا الطعم في السنة والشيعة، وفي الإسلاموفوبيا، وأخيرا طالبوا بأن يجمد المسلمون بعض آيات القرآن الكريم.. "فهل نضعها في الثلاجة مثلا".
وردا على سؤال حول كيفية تعايش المسلم في مجتمع علماني، أوضح أن هناك درجات من العلمانية، فهناك علمانية متسامحة، وعلمانية شرسة، والعلمانية الشرسة التي تقصي الدين والمؤمنين وتجعلهم يشعرون كما لو كانوا أغرابا يجب أن تقاوم فكريا من أجل الحق في الحرية، فالتي تريد أن تتحجب يجب أن تحترم على نفس قدم المساواة مع غير المحجبة، أما العلمانية المتسامحة، فليس هناك مشكلة معها، لأن المجتمع يسع الجميع.
شيخ الأزهر يوضح علاقة المسلمين بغيرهم.. يكشف «حقيقة الاختلاف الكوني».. يدعو لـ«حرية الاعتقاد» و«التعارف والتكامل».. يؤكد: 3 حقائق تؤصل للعلاقة بين الأديان
شيخ الأزهر: هناك فرق بين حرية الاعتقاد والارتداد عن الدينأكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن علاقة المسلمين بغير المسلمين تحددها نصوص القرآن الكريم في أصول ثلاثة، أو حقائق ثلاث تشكل جوهر نظرية الإسلام في القرآن الكريم.
حقيقة الاختلاف
الحقيقة الأولى: هي ما يمكن أن نسميها «حقيقة الاختلاف الكوني»، وتعني باختصار شديد: أن الله تعالى لو أراد أن يخلق الناس على دين واحد، وعرق واحد، ولغة واحدة، لفعل ولتحقَّقَت إرادته ومشيئته، لكنه لم يشأ ذلك، وشاء عَكسَه وهو خَلق الناس مختلفين في الأديان والأعراق واللغات.
وقال تعالى: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم". [هود: 118-119] ويتبع اختلاف الناس في العقيدة والعرق واللغة اختلافهم بالضرورة في العقول والتصورات والأحاسيس والمشاعر.
وأضاف خلال كلمته بالمحاضرة السنوية للمجلس الإسلامي في سنغافورة، والتي جاءت تحت عنوان "دور الأديان في توحيد الأوطان"، في احتفال المجلس الإسلامي السنغافوري بمرور 50 عاما على تأسيسه أن خلاصة هذا الأصل، أن القرآن يقرر اختلاف الناس في الاعتقادات وفي الأفكار والمشاعر والسلوك، وأن هذا الاختلاف سنة إلهية، وأنه باق فيهم إلى يوم القيامة.
حرية الاعتقاد
الحقيقة الثانية التي تترتب منطقيا على الحقيقة الأولى: هي حقيقة حرية الاعتقاد التي كفلها القرآن للإنسان أيا كان نوع هذه العقيدة، وأيا كان قُربها أو بعدها من الدين الإلهي الصحيح؛ فحُريَّةُ الاعتقاد هي الوجه الآخر لحقيقة الاختلاف، ولا يُعقل في الحكمة الإلهية أن يُخبرنا الله بأنه خلق عباده مختلفين ثم يطلب منا أن نحشرهم على دين واحد، ونصادر عليهم حرياتهم في الاعتقاد في أديان أخرى، فهذا عبث لا يليق بحكمة الله تعالى.
أضف إلى ذلك أن هذا التعارض بين إقرار الاختلاف في موضع ومصادرته في موضعٍ آخر يؤدِّي إلى القول بتناقض القرآن الكريم وهو مما لا يتصوره العقل في جناب الحكمة والعدالة الإلهية.. والقرآن مملوء بالآيات التي تقرر حرية الاعتقاد، في مقدمتها، "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، "لا إكراه في الدين"، "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا".
التعارف والتكامل
الحقيقة الثالثة هي: ما يُسمَّى بحقيقة التعارف والتكامل، وتعني أن العلاقة بين المختَلِفينَ الذين يملكون حرياتهم لا يصح أن تكون علاقة صراع ومغالبة؛ لأن علاقة الصِّراع إنما تعني القضاء على الآخر المختلف، ولا تنتهي هذه العلاقة إلَّا بإبادة أحد الطرفين المتصارعين، وفرض الرؤية الواحدة أو الثقافة الواحدة التي يُختلف عليها.. وهنا يقرر القرآن الكريم أن علاقة الناس في إطار حق الاختلاف ومشروعيته – هي علاقة التعارف وهي: علاقة السلم والتعاون والتكامل.
إذن فمن الجهل الفاضح بالإسلام والقرآن أن يُقال إن علاقة المسلم بغير المسلم أو بالكافر هي علاقة الدم، أو يُقال: إن الإسلام دين سيف وذبح ومطاردة الآخرين وإكراه الناس على الإسلام وإلَّا طارت رقابه.
وقد تعلَّمنا في الأزهر الشريف في أبواب الفقه أنَّ عِلَّةَ القِتال في الإسلام ليست هي الكفر وإنما هي العدوان على المسلمين، ومن قال من غير ذلك من العلماء مردود عليه من كبار الأئمة المحققين، الذين نقضوا هذا الرأي المخالف، بأدلة من المعقول والمنقول.
وقالوا: إن الحالة الوحيدة التي يجب على المسلم أن يحمل فيها سلاحه ويُقاتل غيره هي حالة اعتداء الغير على المسلمين، سواء كان الاعتداء على العقيدة أو الأرض أو المال أو العِرض، فهاهنا يجب الدفاع عن هذه الحرمات، وهذا ما تفرضه كل شرائع الحق والعدل، ولأن الحرب في الإسلام استثناء واضطرار فقد نهى الله المسلمين –إذا كُتِب عليهم القتال- أن يجاوزوا الحق في الدفاع عن أنفسهم، وسمَّى هذا التجاوز بالاعتداء فقال في القرآن الكريم: ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ﴾.
القتال في سبيل الله
وتابع: القتالُ في سبيل الله له ضوابط وقيم لو تجاوزها المسلم في دفاعه كان معتديًا، والله يكره المعتدين ويمقتهم.. والمتأمِّلُ في أوَّل آيةٍ تأذن للمسلمين في قتال أعدائهم هي قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز﴾.
وهذه الآية تُثبِتُ بجلاء أنَّ أوَّل أسباب مشروعية القتال في الإسلام هو: نصرة المظلومين وتمكينهم من حقهم في حياة آمنة مثل غيرهم، وأن الإسلام يوجب الحرب للدفاع عن الأديان السماوية، وليس عن دين الإسلام وحده ضد عدوان أعداء هذه الأديان. وهذا يُفهَمُ من ذِكْر دُور عبادة اليهود والمسيحيين مع المسجد الذي هو دار عبادة المسلمين.
الحرب في الإسلام
والدليلُ على أن الحرب في شريعة الإسلام إنما هي لدفع العدوان وليس لإكراه الناس على اعتناق الإسلام والدليل على ذلك أمران:
1- الأول: أن البلاد التي فتحها الإسلام كان المسلمون يخيِّرون أهلَها بين الدخول في الإسلام إذا أرادوا ذلك، أو البقاءِ على أديانهم وشعائرهم ومعابدهم وعاداتهم وتقاليدهم، مع تَعَهُّد المسلمين تَعهُّدًا شرعيًّا بضمان حريَّتهم كاملة في اعتقاداتهم، وحراسة الدولة لكنائسهم، ومعاملتهم بالقاعدة التي نحفظها وهي: «لهم ما لنا وعليهم ما علينا».. ولم يُسَجِّل التاريخ حالة واحدة دخل فيها المسلمون بلدًا وخيَّروا أهلها بين الدخول في الإسلام أو القتل أو التهجير القسري من البلاد.
2- الأمر الثاني: أن الإسلام يحرم على المسلم أن يقتل في جيش الأعداء الطفل والمرأة والرَّجُل الضَّعيف والأعمى والمُقْعَد والعُمَّال والزُّرَّاع والرُّهبان، وعِلَّة تحريم قتلهم؛ أنهم وأمثالهم لا يحملون السلاح ولا يمثلون عدوانًا مباشرًا على المسلمين، لذلك حَرُم قتلهم، لأن «العدوان» غير متحقق فيهم، بل نقرأ في وصايا قادة جيوش المسلمين: حرمة قتل الحيوان في جيش الأعداء، اللَّهُمَّ إلَّا لضرورة الأكل، وكذلك يحرُم حرق الأشجار وتفريق النحل وهدم المباني والبيوت.
دين السلام
إذا أردنا أن نلخص كلماتنا عن الإسلام فإني أقول: الإسلام دين السلام ليس بين المسلمين فقط، بل بين المسلمين وغير المسلمين، ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بعثه الله رحمة للعالمين، ولم يقل القرآن: رحمة للعالمين، بل قال: {للعالمين}، و"العالمين" جمع "عالم"، والعوالم أربعة كما نعرف: عالَم الإنسان، وعالَم الحيوان، وعالَم النبات، وعالَم الجماد.
وعلى المسلم الذي يقتدي بنبيه أن يكون مصدر رحمة لنفسه وللمسلمين وللناس أجمعين، وإذا كان الإسلام دين رحمة لكل العوالم؛ فمن المنطقي أن يحرم إراقة الدماء، ولا يبيحها إلا حين تكون حقا للآخر، والذين يقتلون باسم الإسلام مجرمون مفسدون في الأرض، وعقوبتهم معلومة من القرآن الكريم.
والإسلام دين يسر في عقيدته وشريعته وأحكامه، وقد أكد القرآن هذا اليسر في موضعين، وبكلمات متماثلة، فقال: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}، وفي موضع آخر: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}.
دين الأخوة
والإسلام دين الأخوة الإنسانية، وهذا هو الإمام على كرم الله وجهه، يقول ناصحا المسلم: "الناس إما أخ لك في الدين، وأو نظير لك في الإنسانية"، وإذا كانت الأخوة الدينية ترتِّب على المؤمنين حقوقا وواجبات؛ فإن الأخوة الإنسانية ترتب على الناس حقوقا وواجبات أيضا.
والإسلام دين ينهى عن الغلو والتشدد، ويحذر من التطرف في الفهم، لما يترتب على ذلك من تضييق على الناس في دين الله، ودين الله يسر لا عسر.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إيذاء أهل الكتاب أو ظلمهم فقال: "ألا من ظلم معاهَدا أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفسه، فأنا خصمه يوم القيامة".. وقال في حديث آخر: "من قتل معاهَدًا لم يَرِح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما".
طعام أهل الكتاب
وأنا أعجب من هؤلاء الذين لا يأكلون طعام أهل الكتاب، وهو يقرأون صباح مساء: {اليوم أحل لكم الطيباتُ وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم}، ومن حق المسلم أن يطمئن إلى اللحم الذي يقدم: إذا كان مذبوحا فيأكله، أو بطريقة أخرى غير الذبح فيعتذر عن أكله.
تهنئة المسيحيين
وتابع: أعجب كذلك من الذين يحرمون تهنئة المسيحيين في أعيادهم وهو يقرأون صباح مساء قوله تعالى في نفس الآية السابقة: {والمحصنات من المؤمنات والمحصناتُ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم}، أي: أحل الله للمسلمين الزواج من المحصنات من أهل الكتاب، فهل يعقل أن يحل الله للمسلم أن يتخذ زوجة مسيحية يبادلها المودة والرحمة، ثم يحرم عليه أن يهنئها بأعيادها!؟
وقد تقولون: هذا الذي تقول يتعلق بمعاملة أهل الكتاب، فماذا عن معاملة المسلم لغير أهل الكتاب؟
والجواب هو قوله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين}، وإذن فمطلوب من المسلم شرعا أن يتعامل مع الناس جميعا بالبر وبالقسط الذي هو العدل؛ لأن الله يحب الذين يتعاملون مع غيرهم بهذه الأخلاق.
الحوار الإيجابي
واختتم حديثه: ليس المطلوب للمسلم مع غيره إلا الحوار الإيجابي البناء الذي عبر عنه القرآن {بالتي هي أحسن}، وعلينا أن نعلم أنه: لا حوار في العقائد؛ لأن الحوار في العقائد صراع منهي عنه، وأن نبحث عن المشتركات الإنسانية بين المؤمنين وغير المؤمنين، فقد خلقنا الله لنتعارف كما مر في أول الكلام، لا لنتصارع أو ليقتل بعضنا بعضا...ويعجبني قول أبي عَمرٍو ابن الصلاح (ت.643هـ) -رحمه الله – في استدلاله على المسلم يحرم عليه قتل الكفار المسالمين: "ما خلقهم الله ليأمر بقتلهم"، فهذا عبث لا يليق بالحكمة الإلهية، وكلامه هذا إشارة إلى قوله تعالى في سورة التغابن: {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن، ولله بما تعملون بصير}.
وقد قدم الله الكافر على المؤمن في الآية، والحكمة في ذلك – كما يقول المفسرون – لأن الكفار أكثر عددا من المؤمنين.
(فيتو)