"داعش" يبارك استهداف أقباط مصر.. والسلفيون يمهدون له الطريق!!
السبت 10/نوفمبر/2018 - 03:08 م
طباعة
حسام الحداد
لا يزال تنظيم الدولة "داعش" يحاول بكل جهده بث الرعب في نفوس أقباط مصر، بعد أن أعلن مسئوليته عن العملية الإرهابية التي وقعت في طريق دير "الأنبا صموئيل المعترف" في المنيا شمال الصعيد في 2 نوفمبر 2018، تضمن اصداره الأخير من مجلة "النبأ" (المنبر الإعلامي الأسبوعي لتنظيم داعش) تهديدا واضحا للأقباط في مصر، شارحا الأسباب التي بموجبها يقوم بقتل الاقباط، علي خلفية المواقف السياسية للأقباط، حيث يبرر تلك الجريمة الإرهابية بالانتقام لإلقاء سلطات الأمن المصرية على عدد من نساء جماعة الإخوان، ولو بشكل ضمني، مما يؤكد العلاقة الوثيقة بين تنظيم "داعش" وجماعة الإخوان وأن تلك الجريمة انما تستهدف الدولة المصرية كلها قبل أن تستهدف الأقباط الذين يعتبرهم كفرة وغير ذميين وقتلهم وسلب أموالهم وممتلكاتهم حلال، حسب ما جاء في الإصدار
"إن جميع النصارى في مصر اليوم هم "نصارى حربيون" ليسوا بأهل ذمة ودمهم هدر سواء أحملوا علينا السلاح أم لم يحملوه، ولا يُعصم دمهم إلا بإيمان منهم أو أمان من خليفة المسلمين إليهم، وهو ما يتحقق فيهم"
ويستطرد البيان "فهم لا يخضعوا لأحكام الإسلام، فلا جزية دفعوا ولا هم صاغرون، بل هم يحاربون دين الله تعالى ويصدون عن سبيله، فيسجنون ويعذبون كل من أسلم منهم ليفتنوه عن دينه، وفي المقابل يوفرون الحماية لكل من ارتد عن الإسلام! والشواهد على ذلك كثيرة.
كما أنهم من أخلص أنصار السيسي ومؤيديه، فهم حلفاؤه في الحكم وشركاؤه في الحرب على الإسلام، وكثير منهم عناصر وقادة في جيش السيسي ونظامه المرتد ومن أكبر الداعمين له، وقساوستهم ورهبانهم يطعنون في دين الإسلام والقرآن الكريم والنبي- صلى الله عليه وسلم- على مرأى ومسمع من "أتباعهم" دونما إنكار من أحد منهم!
وأما كنائسهم وأديرتهم فهي بيوت يُكفر فيها بالله! وهي دور ندوتهم وأوكار شرهم ومكرهم بالإسلام وأهلة، وعليه فإن دم هؤلاء النصارى مهدور، واستهداف كنائسهم بالنسف والتخريب مشروع.
وعمليًا، فإن استهداف النصارى أشد وأنكى على النظام المصري، فالنصارى لهم أيد متنفذة داخل النظام سياسيًا واقتصاديًا، ومن تابع ردة فعلهم بعد الهجوم أدرك ذلك جيدًا، كما أن في ضربهم ضرب لتحالفهم مع النظام المرتد، فها هي أصوات النصارى تتعالى بمهاجمة النظام المرتد وإلقاء اللوم عليه، ووصفه بالتقصير والفشل والضعف، وفل جمعهم بإذن الله.
وإن دولة الإسلام منذ نشأتها أخذت على عاتقها محاربة النصارى والتصدي لكفرهم والثأر لأهل الإسلام منهم، ولا زلنا نذكر تهديد ووعيد دولة الإسلام في العراق بعد تفجيرها لكنيسة "النجاة" في بغداد، حيث أمهل المجاهدون الكنيسة النصرانية في مصر مهلة للإفراج عن المسلمات المأسورات في أديرتها، وهددت بفتح "أبواب الخراب وبحور الدم" عليهم!
وهذا ما نراه اليوم بأم أعيننا، ويعيشه النصارى المحاربون واقعًا مريرًا مرعبًا، فقد أنفذت دولة الإٍسلام وعيدها ونفذت تهديدها وشفت صدور المؤمنين من النصارى المحاربين جزاءً وفاقًا لهم على كفرهم وحربهم للمسلمين واعتدائهم على أعراضهم، وبتنا نرى جثثهم ورؤوسهم تتدحرج في كل مكان! ففتحت عليهم أبواب الخراب وغرقوا في بحور الدم".
لا يختلف حديث تنظيم الدولة "داعش" كثيرا في هذا البيان عن فتاوى السلفيين التي تحرض ضد الأقباط كما اشرنا إلى هذا مرارا في بوابة الحركات الإسلامية.
فالخطاب السلفي في تعامله مع الملف القبطي انما يتعامل من خلال مرجعيته الدينية التي يؤمن بها بغض النظر عن ان تلك المرجعية يشوبها الكثير من التشدد والماضوية، فالتيار السلفي في مصر يرتبط ارتباط وثيق بالوهابية وبآراء المتشددين من علماء الاسلام امثال ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ووريثهم محمد بن عبد الوهاب، الذين ينظرون إلى الاخر الديني على انه كافر تجب محاربته ومن هنا جاء خطاب التيار السلفي الموجه للأقباط على انهم:
-الأقباط في الخطاب السلفي كفار يجب محاربتهم
-الاقباط في الخطاب السلفي لا يتولون الوظائف العامة في الدولة
-عدم القصاص للمسيحيين
4-الطعن في زعماء الأقباط
-عدم تهنئة الأقباط بأعيادهم
-تحريم إلقاء السلام علي المسيحيين
-فرض الجزية
ومن هذا كله نجد إن جوهر المشكلة هي النيران المشتعلة تحت الرماد؛ لأننا جميعا نعلم أن السلفيين هم المعادل الموضوعي لجماعة الإخوان الإرهابية، وهم الذين يمهدون الأرض لتنظيم الدولة "داعش" وما تصريحات قادتهم بشأن مدنية الدولة وقبول الآخر إلا من قبل التقية وفقه الاستضعاف والابتلاء