وثيقة "إمارة أفغانستان".. والحرب الطائفية
الوضع في
أفغانستان يزداد سوءا وتوترا مع استمرار العمليات الإرهابية التي تقوم بها حركة
"طالبان"، فوفق تقديرات غير رسمية تشير إلى أن حوالي 45 من أفراد الشرطة
والجيش يقتلون أو يصابون يومياً، ولم تعد الحكومة تصدر أعداد القتلى بدقة
لكن مسؤولين يقولون إن 500 شخص على الأقل يقتلون شهريا ومئات يصابون بجروح وهو رقم
يعتبره الكثيرون أقل من الواقع.
وتستمر هجمات طالبان
المتوالية على وﻻية غازنى، منذ الأربعاء الماضي، لاستهداف شيعة الهازار المقيمين في
المنطقة، وكانت الحكومة الافغانية قد أرسلت عدداً من جنود القوات الخاصة لدعم الميليشيا
الشيعية المدافعة عن الشارع، ويتزامن استهداف طالبان للأقلية الشيعية غير المعتاد مع
المحادثات الدولية الداعية لعقد سلام مع حركة طالبان، ومن الجدير بالذكر أن طالبان
لم تكن تستهدف الأقليات الطائفية في وقت سابق كما حال داعش في العراق والشام، وفي ظل
هذه الاستهدافات قام شيعة الهازار بتشكيل ميليشيا للدفاع عن أنفسهم، ما عزز مخاوف حكومية
ودولية من تسبب تلك الخطوة في صراع طائفي في أفغانستان، خصوصا بعد ما مثلت الخلافات
بين السنة والشيعة في وﻻية غازنى حول تمثيل كل منهما في البرلمان بتعطيل الانتخابات
بالوﻻية منذ شهر، ومن جانب آخر، صرح محافظ وﻻية باجلان شمالي أفغانستان، بوقوع قتلى
بين قوات الأمن والمدنيين بهجوم لطالبان، كما صرح المتحدث الرسمي لطالبان بقيام الحركة
بهجمتين على وﻻية غازنى الجنوبية وباجلان الشمالية، ما أسفر عن مقتل 36 جنديا والسيطرة
على 5 نقاط تفتيش شرطية وتمركز بالجيش.
وتحاول حركة
طالبان انكار حربها الطائفية ضد الشيعة بإصدار عدة بيانات كان آخرها البيان الصادر
في 15 نوفمبر 2018، والذي أعلنت فيه بأن عملياتها في مديريات مالستان، جاغوي، وخاص
أروزجان وغيرها من مناطق البلاد تستهدف الأهداف العسكرية للعدو وأفراده، وليست لها
أي انطباع طائفي، وسلامة أموال وحياة وكرامة عامة الأهالي وسكان المنطقة من وظائف مجاهدي
الإمارة الإسلامية، ولم يتم إلحاق أي نوع من الضرر لحياة وأموال ومنازل المدنيين في
عملياتها بتلك المنطقة كما لن يتم بعد ذلك أيضا.
كما حزرت
الإمارة في بيانها أي شخص أو كيان حاول إشعال نار الطائفية بين الأفغان ستكون مسؤولية
مصيره على عاتقه.
مما يوحي بحالة
من محاولات إمارة أفغانستان ابعاد شبهات الطائفية عن عملياتها الإرهابية خشية
عرقلة مفاوضات السلام بالرعاية الروسية لها.
نص البيان:
بيان الإمارة الإسلامية حول تجهيز
إدارة كابل مليشيات طائفية
حاول كبير إدارة
كابل أشرف غني خلال جولته لعدة ولايات في الآونة الأخيرة بإعطاء انطباع لسكان بعض المناطق
بأن المجاهدين يحاربون نتيجة تعصب مذهبي أو أن حربهم طائفية، وأن هناك خطر جدي لسلامة
أموالهم وأرواحهم من قبل المجاهدين.
وبناء على ذلك أمر
بتجهيز مليشيات طائفية ووافق على تسليم مقرات عسكرية وإمكانيات لهذه المليشيات، كان
آخرها تجهيز مليشيا قوامها 500 مسلح في ولاية باميان.
تعتبر إمارة أفغانستان
الإسلامية مثل هذه التحركات لإدارة كابل العميلة ضد المصالح الوطنية تكرارا للجهود
الفاشلة الأخيرة للنظام الشيوعي السابق، حيث أسس ذلك النظام عند اقتراب انهياره مليشيات
"جلمجم، كيهان، جبار" ومليشيات أخرى، وأسس كتائب طائفية ارتكبت جرائم حرب،
وعمليات نهب وسرقة واسعة؛ لكن النظام الشيوعي لم يستفد شيء من تلك المليشيات رغم ما
ارتكبت من مجازر وجرائم.
وبما أن نظام كابل
العميل يلفظ آخر أنفاس حياته، ويحاول إخداع الشعوب من أجل نجاة نفسه، لكن لن يفيد هذا
النظام أيضا مثل هذه الحركات التي هي أساسا ضد المصالح الوطنية وخلافا لجميع القيم.
تعلن الإمارة الإسلامية مرة أخرى بكل صراحة بأن عملياتنا في مديريات مالستان، جاغوي، وخاص أروزجان وغيرها من مناطق البلاد تستهدف الأهداف العسكرية للعدو وأفرادها، وليست لها أي انطباع طائفي، وسلامة أموال وحياة وكرامة عامة الأهالي وسكان المنطقة من وظائف مجاهدي الإمارة الإسلامية، ولم يتم إلحاق أي نوع من الضرر لحياة وأموال ومنازل المدنيين في عملياتنا بتلك المنطقة كما لن يتم بعد ذلك أيضا.
ونحذر تلك الدوائر
والحلقات التي تشوش أذهان العامة خصوصا سكان تلك المناطق وتثير تعصبات طائفية، أو تقوم
بإنشاء جيوش طائفية من أجل بقاء إدارة كابل المنهارة، وتقوم بانعكاس عمليات المجاهدين
بأنها ضد طائفة خاصة من المدنيين، نحذرهم تحذيرا جديا بأن مسؤولي استخبارات الإمارة
الإسلامية تراقب جميع مرتكبي هذه الخيانة العظمى بدقة وتجمع المعلومات عنها وستتخذ
الإمارة الإسلامية إجراءات مناسبة ضدها عند الفرصة.
إننا بنشر هذا البيان
نطمئن المواطنين من أقلية الهزارة بأنه لن يتم إلحاق ضرر بأموالهم وأنفسهم وممتلكاتهم
في عمليات المجاهدين، ونعلن أيضا لمن لهم أبناء أو أقارب في الدوائر الأمنية والعسكرية
لإدارة كابل العميلة بإخراجهم فورا وبذلك سيتم تأمين حياتهم.
بعد هذا التحذير،
أي شخص أو كيان حاول إشعال نار الطائفية بين الأفغان ستكون مسؤولية مصيره على عاتقه.
تعطي الإمارة الإسلامية
أيضا تعليمات لجميع المجاهدين بمطاردة جميع مخالفي هذا التحذير، والقبض عليهم حيثما
وجدوا وتسليمهم لمحاكم الإمارة الإسلامية.
إمارة أفغانستان
الإسلامية
2018/11/15م