وثائق مسرّبة تفضح التآمر التركي الإيراني مع الإخوان ضد دول المنطقة
الأحد 24/نوفمبر/2019 - 12:55 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
وثائق سرية مسربة كشفها موقع "ذا إنترسيبت" الأمريكي وتشارك في نشرها مع صحيفة "نيويورك تايمز" شملت الوثائق على نحو 700 صفحة، توزعت بين تقارير، ورسائل رسمية وتقديرات موقف، كتبها ضباط أمن واستخبارات إيرانيون في الفترة 2014-2015.
وتضمنت الوثائق معلومات عن استضافة تركيا لـ"قمة سرية" في 2014 بين الحرس الثوري والإخوان لمواجهة السعودية، وقد بحثا فيه "التحالف ضدها".
وبحسب الوثائق فإن القمة السرية جاءت في لحظة حرجة لكل من فيلق القدس وجماعة الإخوان، وبالتحديد في أبريل 2014، حيث كان الجيش العراقي يواجه تنظيم داعش الذي كان يهدد استقرار الدولة المجاورة لإيران.
بينما كانت جماعة الإخوان المسلمين تعاني بعد إزاحة حكومة الإخوان والرئيس المحسوب على التنظيم محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013.
وأفاد موقع "ذا إنترسيبت" أنه على الرغم من أن تركيا تعتبر مكاناً آمناً لمثل هذه القمة، لأنها تعد واحدة من الدول القليلة التي تربطها علاقات طيبة مع كل من إيران والإخوان المسلمين. ولكن لأن حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كان لا يزال يتعين عليها أن تتمسك بالأقنعة التي تتخفى وراءها أمام العالم، لذا فقد رفضت منح تأشيرة دخول إلى قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، بحسب ما كشفت عنه وثائق المخابرات الإيرانية المسربة.
ونظراً لعدم تمكن سليماني من دخول تركيا، فقد حضر الاجتماع وفد من كبار مسؤولي فيلق القدس، برئاسة أحد نواب سليماني، وهو باسم أبوحسين وفقاً لما ذكرته الوثائق المسربة.
وأشارت الوثائق إلى أن وفد تنظيم الإخوان ضمَّ 3 من أبرز قيادييه المصريين في المنفى، وهم: إبراهيم منير مصطفى ومحمود الإبياري ويوسف مصطفى ندا.
افتتح وفد الإخوان الاجتماع بالتفاخر بأن الجماعة لديها حضور في 85 دولة على مستوى العالم، في محاولة لإبراز قوتها بالمقارنة مع قوة فيلق القدس ومواجهة الدعم الإيراني له، حيث لم تكن لجماعة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت قوة وطنية تقف خلفها.
وأشار أعضاء الإخوان الإرهابية في الاجتماع إلى "الخلافات بين إيران كممثل للعالم الشيعي والإخوان المسلمين كممثل للعالم السني" لكنهم شددوا على أهمية التعاون المشترك والتركيز على الأعداء المشتركين للجماعتين الإرهابيتين.
وقال ممثلو الإخوان إن أحد أهم الأشياء التي يتشاركون فيها هي "كراهية المملكة العربية السعودية"، لكونها "العدو المشترك" للإخوان المسلمين وإيران.
كما قال وفد الإخوان في الاجتماع، إنه يمكن للجانبين توحيد صفوفهم ضد السعوديين، وأن أفضل مكان للقيام بذلك هو اليمن، حيث كان تمرد الحوثيين المدعومين من إيران ضد الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية على وشك أن يتحول إلى حرب واسعة النطاق.
وحول سوريا أشارت جماعة الإخوان المسلمين إلى أن الوضع المعقد خارج سيطرة كل من إيران وجماعة الإخوان حاليا، ولذا فإنه ليس ثمة شيء يمكن فعله حيال ذلك.
وبحسب تقارير صحفية فإن العلاقة بين إيران والإخوان تعود لأجيال عديدة سابقة، وارتبطا معا بأفكار جمعتهما منذ بداية نشأة الإخوان.
وتعليقا على هذه العلاقة، قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية أحمد بان: "علاقات إيران بجماعة الإخوان هي علاقات تعود لأجيال بعيدة، حيث بدأت العلاقة نهاية الثلاثينيات، عندما قابل مصطفى الخميني حسن البنا، من دون تفاصيل عن المقابلة والاتفاقات التي تمت".
وأضاف بان "ظهر بعدها دار "تقريب المذاهب" عام 1947، حيث تم الترويج لتوثيق العلاقة بين محمد تقي القمي وحسن البنا".
وأشار إلى أن المحطة الثالثة كانت انتصار ما يسمى بالثورة الإيرانية عام 1979، وإرسال الإخوان طائرة تحمل قيادات بعض الأحزاب المتطرفة، لتبارك لإيران بنجاح الثورة، وتعزز العلاقة لمستوى أعمق، ليأتي بعدها الرئيس المصري السابق محمد مرسي، ويعيد إنعاش "العلاقة التاريخية"، بزيارته لطهران.
من جانبه أكد رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، جاسم محمد، أن قواسم مشتركة كثيرة جمعت الفكر الإيراني بالإخوان، وفي مقدمتها التركيز على زعزعة أمن المنطقة.
وقال محمد في تصريح خاص له "هناك قواسم مشتركة بين إيران والإخوان، تتمثل بمعاداتها للمنطقة العربية، فأيديولوجية الإخوان ليست بعيدة عن الإسلام السياسي في إيران".
وتابع قائلا، "توقيت الاجتماع السري بين الإخوان وإيران في تركيا عام 2014، جاء مع هزيمة الإخوان في مصر، لذلك كانت محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالنسبة للإخوان وفروعه الأخرى، وكان هناك توجه إرهابي لزعزعة الأمن في مصر وليبيا واليمن".
وكان المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، براين هوك، قد أكد أن اللقاء الذي جمع بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم الإخوان في تركيا هو بمثابة اجتماع بين كيانين إرهابيين وليس بالأمر المفاجئ، وذلك في إشارة للتسريبات الاستخباراتية التي كشف عنها موقع إنترسيبت.