وثائق تفضح راهن أردوغان على فوضى تعيد حكم "الإخوان المسلمين" لمصر
الأحد 05/أبريل/2020 - 12:03 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
كشفت تنصتات سرية نشرها موقع "نورديك مونيتور" أن رئيس مكتب أردوغان، حسن دوغان، راهن على عودة الإخوان المسلمين بشكل كبير بعد ثلاث إلى خمس سنوات من عزل مرسي الذي أطاحت به احتجاجات شعبية في 3 يوليو 2013.
وبحسب التنصتات التي حصل عليها موقع "نورديك مونيتور"، ووفق المحادثات التي تمت ما بين رئيس أركان أردوغان، حسن دوغان، وأسامة قطب ابن شقيق سيد قطب منظر ومؤسس الفكر التكفيري والقطب الإخواني الشهير في مصر، في 4 يوليو 2013، أي بعد يوم واحد من الإطاحة بمرسي، قال دوغان لقطب في الهاتف، "إن شاء الله، أتوقع أن يؤدي هذا الأمر، وهو الإطاحة بمرسي إلى انفجار كبير وتغيير أكبر وأكثر ديناميكية في مصر في غضون ثلاث إلى خمس سنوات".
وأشار الموقع أن دوجان كان يتحدث إلى أسامة قطب، والذي كان على ما يبدو لديه قدرة على الوصول دون عوائق إلى مكتب أردوغان. وخلال المحادثة كان على ما يبدو أن الرجلين كانا يتباكيان ويندبان الواقع المرير الذي خلفته التطورات الجديدة آنذاك في مصر.
ورسم دوجان خلال المحادثة مقارنة بين الإطاحة بالإسلاميين السياسيين الأتراك في أواخر التسعينيات وما حدث لمرسي، مدعيا أن جماعة الإخوان في مصر ستعود بقوة مثلما فعل الإسلاميون في عهد أردوغان بعد ذلك ببضع سنوات. وكان يشير إلى استقالة رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، المعادل التركي لشخصية الإخوان المسلمين، من حكومة ائتلافية عام 1997 تحت ضغط من الجيش.
كما تم طرد أردوغان، الذي كان عمدة اسطنبول من حزب الرفاه الإسلامي في ذلك الوقت، من منصبه بعد إدانته وقضى عقوبة بالسجن لمدة أربعة أشهر.
وأوضح رئيس أركان أردوغان أن طرد الإسلاميين من الحكومة كان نعمة مقنعة لأنهم لم يكونوا مستعدين لإدارة البلاد.
وأشار إلى أن مرسي والإخوان المسلمين في مصر لم يكونوا مستعدين لإدارة الدولة حينها، لأنهم يفتقرون إلى السيطرة على القضاء والجيش والفروع الحكومية الأخرى. وقال دوجان "الآن أرى نفس الشيء في مصر. لقد كانوا يحبطون عمل ذلك الرجل [مرسي]، وتابع دوجان على أي حال "لم يكن للفقير جيش ولا شرطة ولا حاكم ولا بلدية ولا سلطة قضائية ولا أحد".
وأشار الموقع إلى أن بقية المحادثة كانت حول قيام دوجان بعقد اجتماع خاص مع شركاء قطب وأردوغان حول مشروع تطوير في اسطنبول كان من المقرر المضي قدمًا في تمويله من ياسين القاضي، وهو سعودي المولد تم الإبلاغ عنه في وقت سابق من قبل وزارة الخزانة الأمريكية ولجنة الأمم المتحدة للعقوبات على القاعدة. كان قطب يمثل مصالح قاضي ومصالحه الشخصية في تركيا وكان يعمل عن كثب مع بلال أردوغان نجل أردوغان. وعد دوغان أنه سيجري الترتيبات.
وأوضح الموقع أن العلاقات بين تركيا ومصر كانت مضطربة بشأن دعم حكومة أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين، يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طالب مرارًا بالإفراج عن مرسي، وإلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق مؤيديه، قبل أن يتوفى الأخير في يوليو الماضي.
ولفت الموقع أن القاضي ودوجان وبلال أردوغان نجل أردوغان كانوا من بين المشتبه بهم الرئيسيين في تحقيق خاص بالجريمة المنظمة تابعها المدعون العامون في اسطنبول وكانوا موضوع أوامر اعتقال صادرة في 25 ديسمبر 2013 من قبل النيابة العامة.
إلا أن أردوغان تدخل ومنع تنفيذ أوامر الاعتقال بشكل غير قانوني من خلال إصدار أمر إلى الشرطة بتجاهل أوامر المدعي العام. وبعد إبعاد المدعين العامين ورؤساء الشرطة الذين شاركوا في التحقيقات، تمكن أردوغان من تبييض جرائم زملائه.