تركيا تُثبت أقدامها فى ليبيا بتأسيس جيوش من الميليشيات و المرتزقة
الإثنين 23/نوفمبر/2020 - 10:58 ص
طباعة
أميرة الشريف
في خطوة تؤكد حقيقة الأطماع التركية في ليبيا والمساعي التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإيجاد موطئ قدم له في ليبيا، بدأت تركيا تأسيس جيش من الميليشيات المسلحة والمرتزقة في المنطقة الغربية بليبيا، وذلك في إطار الاتفاقية العسكرية والأمنية التي وقعها رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج مع الرئيس التركى.
و أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق غير المعتمدة عن تخريج ما وصفته بالدفعة العسكرية الأولى بمركز عمر المختار للتدريب بالشراكة مع وزارة الدفاع التركية وبحضور وزير دفاع المفوض صلاح الدين النمروش .
ويعتبر وزير دفاع حكومة الوفاق صلاح النمروش أحد أبرز الداعمين للميليشيات خاصة في مدينة الزاوية التي ينحدر منها، ويمهد مدن المنطقة الغربية لليبيا لحكم الميليشيات التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بحق أبناء الشعب.
وتغض الحكومات المتصارعة بصرها عن خطورة الدور العسكرى التركى في البلاد والذى يسعى لتشكيل جيش من الميليشيات والمرتزقة يكون مرتهنا لقرارات أنقرة وخدمة أجندتها في الداخل الليبى أو خارج البلاد، وهو ما يهدد أي محاولات لبناء مؤسسة عسكرية ليبية موحدة تكون قادرة على حماية سيادة وأمن البلاد.
وتستخدم تركيا البنود الواردة في الاتفاق الموقع بين السراج وأردوغان لترسيخ تواجدها العسكرى وتشكيل تشكيلات عسكرية خارجة عن القانون لتكون رأس حربة أنقرة في توسيع نفوذها العسكرى في الأراضى الليبية، وهو ما يهدد بانهيار التفاهمات التي جرت بين اللجنة العسكرية الليبية “5+5” سواء في جنيف أو غدامس.
وتكمن خطورة التحركات التركية في البلدان العربية تجاه الجيوش الوطنية هي تحركاتها التي تسعى لخلق كيانات مسلحة وميليشيات تكون موازية لأى قوات نظامية في الدول العربية، وهو ما يمهد لإضعاف المؤسسات العسكرية عبر توظيف النظام التركى للميليشيات المسلحة في استنزاف قدرات القوات النظامية.
وكشف الصراع الأخير بين أذربيجان وأرمينيا التحركات التركية الخبيثة التي وظفت خلالها أنقرة الكيانات المسلحة التي تولت تدريبها لدعم أذربيجان، وهو ما تسبب في غضب دولى عارم من نهج أنقرة في تشكيل جيوش من المرتزقة والمسلحين لخدمة مصالحها في الخارج.
وتشير تحركات النظام التركى في القرن الإفريقى وعدد من دول الجوار الليبى إلى رغبتها في ترسيخ تواجدها العسكرى في تلك الدول تحت ذريعة دعم تدريب القوات العسكرية النظامية لتلك الدول لكن الحقيقة أن الأتراك يدعمون المتشددين في دول القارة الأفريقية وتقدم لهم الدعم المالى والإعلامى وهو ما يضعف أي مؤسسة عسكرية في تلك المنطقة.
وتعد خطورة تولى أنقرة تدريب أي مقاتلين أو عناصر مسلحة بأي دولة عربية أو إفريقية في التلاعب بالعقيدة القتالية لأى عنصر مسلح يتولى تدريبات على يد المستشارين الأتراك، فضلا عن محاولات أنقرة نشر اللغة التركية بينهم وهو ما حدث في الصومال وسوريا.
ويهدف الطموح العسكرى التركى الجارف في منطقة القرن الإفريقى لمحاصرة عدد من الدول عبر تشكيلات مسلحة وكيانات متشددة تمولها أنقرة، وذلك في إطار تحركاتها التي تهدف لاستنزاف قدرات الدول وإضعاف مؤسساتها العسكرية وطرح نفسها كمنقذ للدول التي تعانى من انقسامات وحالة الانفلات الأمني التي تعيشها وخاصة ليبيا.