استهداف مصر..لماذا؟
التحديات التي مرت بها مصر لم تحدث منذ قرابة القرن من الزمان .
خروج مصر من عنق الزجاجة أربك الخصوم؛وأطاح بكافة أنواع المعادلات السياسية داخل مختبراتها الخارجية .
ما مرت به مصر من أحداث متعاقبة؛ كان من وجهة نظر المتآمرين مؤشرا أنها تسير نحو المجهول؛ومن ثم النهاية المرجوة.
رائحة بارود الخيانة كانت تجري هنا وهناك؛من وقت نزع فتيل الربيع العربي المزعوم.
بات يومها الكل يغني على ليلاه؛بتحقيق أهدافه ومصالحه؛بغض النظر عن مصلحة البلاد العليا؛وأمنها القومي؛والذي يعد خطا أحمر؛ والذي من المفترض أيضا عدم المساس أو التلاعب به مهما كانت المغريات عند من عندهم ولو ذرة واحدة من مروءة ونخوة .
ولكن ضعاف النفوس؛لا يرقبون في وطن إلا ولا ذمة؛عميت أبصارهم فهم لا ينظرون .
تفجرت الثورات هنا وهناك؛وتزاحمت الميادين بالثائرين المغرر بهم؛وأكثرهم على فطرتهم لا يعلمون؛ بل لا يدركون ما حيك للوطن بظلام ليل بهيم .
شعارات من الحق أريد بها الباطل؛رفعتها الجماعات المتطرفة؛
يهتفون عيش؛حرية؛عدالة اجتماعية؛وهم اول من ضرب بكل هذه الأهداف السامية عرض الحائط بمجرد وصولهم إلى سدة الحكم!
إلا أن مصر بحضارتها الممتدة في الأرض؛والضاربة جذورها عبر آلاف السنين؛قد يمرض جسدها؛ولكنه لا يموت .
ولعل السؤال المتبادر إلى الذهن هنا:
لماذا استهداف الدولة المصرية؟
وما المطلوب من القاهرة؟
وإلى أي مدى صارت المواجهة لعبة صفرية؟
ولماذا أزعج الصمود والثبات المصري كل قوى الظلام ودويلات التمويل والخلافة؟
حسابات الجغرافيا والتاريخ تقول إن هناك دوافع كثيرة لاستهداف الدولة المصرية لعل من أهمها:
1- مشروع السيطرة على الإقليم ليس له طريق آخر سوى مصر.
2_ حكم المرشد فشل في إقناع المصريين بسلامة أفكاره، فكان 30 يونيو.
3_حررت الدولة الوطنية من اختطاف محقق،الثالث من يوليو .
4_عام 2013 أصاب التنظيم الدولي وحلفاءه بعاهة مستديمة
وبهذا نرى أن القاهرة يقظة على الدوام؛وإن غلبها النعاس أحيانا؛فهي لا تنام مغمضة العينين؛بل ترى الأخرى مستيقظة تحرس أمنها الاستراتيجي .
حرب ضروس في الشمال الشرقي بين قواتنا الباسلة وبين مليشيات الجماعات المتطرفة في سيناء الموعد والمصير؛تم تلقينهم درسا قاسيا برميهم في مزبلة التاريخ .
من خلف الكواليس بدأ التلاعب في رأس الحكومة الأثيوبية؛ضغطا على مصر؛ومحاربة لها في أمنها المائي؛ورغم فائض المياه لدى الجانب الأثيوبي؛تريد أديس أبابا أن تكون بنكا للمياه؛ صامة آذنها؛عن حقوق الجانبين المصري والسوداني .
ناهيك عن تهديد حدودنا الغربية من داخل الأراضي الليبية بالتآمر بين حكومة السراج والأغا العثماني؛وفور تدخل الخط الأحمر المصري تعاد الأمور إلى نصابها الصحيح .
لم تعش القاهرة يوما لنفسها؛بل تعيش لمن حولها؛من بني عروبتها؛مدافعة عن هويتهم؛ولعل هذا سر من اسرار الحاقدين عليها؛فكم يحلمون بإزاحتها من الطريق؛ومن ثم سقوطها؛ولكن هيهات هيهات؛فهم واهمون .
رحل حكم المرشد، وانتصرت هوية الدولة المصرية، فأصيب المشروع الإخواني بكسر لا تصلح معه «الجبائر» السياسية ..
ما يدور في العقل الباطن للجماعة كابوس يطاردهم...
ما الذي حدث؟
وكيف فشلت مخططات يناير في مصر؟
كان حلماً فهوى، لا بد من مواصلة الاستهداف، فمصر هي المفتاح إلى الإقليم.
وهي حجر عثرة أمام تحريك باقي أحجار المنطقة، وثباتها يعطل تغيير الخرائط .
سد قوي أمام الأطماع الخارجية، صعود مصر في شرق المتوسط ضاعف من جغرافية التحديات.