مخطط تركي لإفشال جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية/صحوة أوروبية ضد خطر «الإخوان» الإرهابي/واشنطـن تفـرض عقوبات على قائد أركان «الحشد الشعبي»

الجمعة 15/يناير/2021 - 11:26 ص
طباعة مخطط تركي لإفشال إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 15 يناير 2021.

مخطط تركي لإفشال جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية

يعمل وزير الدفاع في حكومة الوفاق الليبية، صلاح النمروش، على إفشال مخرجات مؤتمر برلين خاصة في الشق الخاص بالمسار العسكري، وذلك بإعلانه عن إبرام اتفاق مع تركيا لإيفاد عدد من قادة الميليشيات المسلحة لتلقي دورات تدريبية متقدمة، في بعض التخصصات، لتخريجهم كضباط وجنود حسب المؤهلات العلمية لدمجهم في وزارة الدفاع. وكشفت مصادر عسكرية ليبية مسؤولة لـ«الاتحاد» عن وجود نوايا تركية لإجهاض مشروع توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، الذي نجح وفدا حكومة «الوفاق» و«الجيش الوطني الليبي» خلال اجتماعاتهما عامي 2017 و2018 في صياغته، بشكل كامل، في القاهرة. وأشارت المصادر الليبية إلى أن نتائج تلك الاجتماعات في القاهرة، تم تضمينها في مخرجات مؤتمر برلين، مؤكدة أن إعلان النمروش ضم قادة الميليشيات المسلحة للمؤسسة العسكرية دون الالتزام بالمعايير والشروط التي حددها العسكريون الليبيون في مصر، يعتبر تحركاً يستهدف إفشال رؤية اعتمدتها الأمم المتحدة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية. وأكدت المصادر وجود نوايا تركية لاختراق أي مؤسسة عسكرية يتم توحيدها، وذلك بالدفع بعناصر متشددة ومؤدلجة يمكن توظيفها في خدمة مشاريع أنقرة التوسعية، مشددة على ضرورة إشراف الأمم المتحدة، بشكل مباشر، على عملية توحيد المؤسسة والتدقيق في العناصر المرشحة للانضمام، منعاً لحدوث أي اختراق من متشددين ومتطرفين لمؤسسة الجيش. بدوره، أكد محمد المصباحي، رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، أن إعلان وزير دفاع «الوفاق» بضم قادة الميليشيات المسلحة للجيش يعتبر خضوعاً لتوجيهات أنقرة، في الاجتماع الأخير الذي حضره رفقة عدد من قادة الميليشيات المتمركزة في طرابلس وتتلقى دعماً تركياً. ولفت المصباحي، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إلى أن وزير دفاع «الوفاق» يسعى لخلط الأوراق وإفشال مخرجات اللجنة العسكرية «5+5»، والسماح لتركيا بالتواجد والاستمرار في المشهد الليبي، من خلال المرتزقة أو التواجد العسكري المباشر، وهو ما ينسف مخرجات اللجنة العسكرية والعودة لنقطة الصفر. واتهم المصباحي أنقرة بمواصلة خرق قرار حظر التسليح عبر نقل الأسلحة والطائرات والمرتزقة إلى الأراضي الليبية، محذراً من عدم التزام أنقرة بمقررات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لافتاً إلى أن أنقرة تسعى لإفشال المسارين العسكري والسياسي لأنها ستكون خارج المشهد تماماً بعد اتفاق الفرقاء.
وفي سياق متصل، أكد اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، أن تركيا أصبحت تحكم سيطرتها على قاعدة «الوطية»، مشيراً إلى أن أنقرة تواصل عملية حشد القوات والمرتزقة، حيت تمتلك جسراً جوياً مع قاعدتي الوطية ومصراتة.
ولفت المسماري، في مؤتمر صحفي له بمدينة بنغازي، إلى أن القيادة العامة للجيش الليبي تعمل على تجهيز وحدات خاصة لمحاربة الإرهاب تكون قادرة على التصدي لأي خروقات أمنية، موضحاً أن هذه الوحدات ستكون مدربة على أعلى المستويات.
وأكد المسماري أن القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» تدعم أي حوار ليبي ليبي داخل البلاد، مشيراً لوجود استراتيجية للقيادة العامة للجيش وتعمل عليها الآن عبر تدريب وحدات خاصة لمكافحة الإرهاب. وفي إطار عمل اللجنة «5+5»، أوضح المسماري أن المدعي العام العسكري بعث بياناً يعلن فيه أن جميع بنود وقف إطلاق النار الدائم جارٍ العمل على تنفيذها، وإعادة إنتاج النفط وتصديره، وإعادة فتح الخطوط الجوية غرباً وشرقاً وجنوباً، كما البدء في تبادل المحتجزين بين الطرفين
سياسياً، قدم أعضاء اللجنة القانونية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي خلال جلسة افتراضية الخامسة توصياتهم بشأن القاعدة الدستورية للانتخابات الليبية بعد توافقهم على التعديلات اللازمة على مدار الأيام الماضي. وقالت البعثة الأممية: «إن الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ستيفاني وليامز شكرت أعضاء اللجنة على جهودهم المكثفة لدعم إجراء الانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر من العام الجاري»، مشيرة لاتفاق الأعضاء على عقد لقاء آخر يوم السبت المقبل لاستكمال مداولاتهم.

صحوة أوروبية ضد خطر «الإخوان» الإرهابي

زادت مخاوف الدول الأوروبية، خلال الأشهر الأخيرة، من خطر تنظيم «الإخوان» الإرهابي، وهو ما ظهر واضحاً في ملاحقة السلطات السويسرية لقيادات «التنظيم» بسبب ممارساتهم المشبوهة. 
وبدأت السلطات السويسرية في مكافحة «الإخوان» على أراضيها، بعد حملات مشابهة في كل من فرنسا والنمسا وألمانيا، وهو ما يضيق الخناق على «التنظيم»، بصورة تهدد وجوده في الدول الأوروبية. 
وقال خبراء ومحللون سياسيون: «إن الخطوات الأوروبية لمواجهة الإخوان جاءت متأخرة، وبعد شعورها بخطره الكبير»، مشددين على أن عدم وجود استراتيجية أوروبية مشتركة للمواجهة يعرض هذه الدول لمخاطر عديدة، وعلى رأسها الإرهاب. 
وقال منير أديب، الباحث المصري في شؤون الحركات الأصولية والتنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي: «إن أوروبا الآن بدأت تستيقظ، فيما يتعلق بمواجهة التنظيمات المتطرفة، وخصوصاً الإخوان»، مؤكداً أن تحركات النمسا مهمة لمواجهة الإرهاب، وإن جاءت متأخرة بعد رصد مخاطر «الإخوان» على أراضيها. 
وأضاف لـ«الاتحاد»: «إذا أرادت أي دولة مواجهة الإرهاب بمفهومه الشامل، فلا بد من مواجهة الحركة الأم والتنظيم الأكبر لباقي التنظيمات الأخرى وهو تنظيم الإخوان»، مشدداً على ضرورة وجود مواجهة أوروبية شاملة من خلال الاتحاد الأوروبي والشرطة الأوروبية التي تمثل قوة رادعة. 
وحذر الباحث المصري من التراخي في مواجهة «الإخوان»، لافتاً إلى وجود ضغوط سياسية وشعبية كبيرة على الحكومة السويسرية حالياً، من أجل اتخاذ خطوات جريئة ضد «الإخوان».
ومن جانبه، قال أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة: «إننا أمام يقظة متأخرة من الغرب عموماً تجاه الخطر الذي تشكله القوى الفاعلة من غير الدول على الدولة الوطنية، ولاسيما الجماعات التي تريد تدمير صيغة تلك الدولة القائمة على المواطنة لحساب أوهامها». 
وأوضح لـ«الاتحاد» أن هذه الدول شعرت بتهديد لبنية مجتمعها وتجانسه يمثله «الإخوان»، متوقعاً أنه مع تكشف المزيد من مخططات التنظيم في الغرب، فسيشتد الخناق عليه وعلى أنشطته. 
ويتملك تنظيم «الإخوان» شبكة متشعبة تضم مئات المؤسسات وآلاف القيادات في القارة الأوروبية، وتُصنّف في معظم دول القارة، وخاصة ألمانيا، على أنها «معادية للديمقراطية والدستور»، وسط مطالبات شعبية وحزبية بحظرها.
واتفق الباحث المصري في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو فاروق، حول أن الإجراءات التي تتخذها بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها سويسرا، تجاه «الإخوان» تأتي بعد أن شعرت حكومات تلك الدول أن مجتمعاتها باتت مهددة.
وأضاف فاروق لـ«الاتحاد» أن دوائر صنع القرار الأوروبي أدركت أن «الإخوان» استغل هامش الحريات في تشكيل مؤسسات ومراكز إسلامية للسيطرة على المجتمعات الغربية وتغيير هويتها، بما يتوافق مع المرجعية «الإخوانية» المتطرفة، التي انطلقت منها أدبيات السلفية الجهادية، وهناك عشرات الوثائق والمخططات، عُثر عليها في أوكار التنظيم، كشفت عّن محاولات اختراق الغرب بوسائل متعددة.
وأشار فاروق إلى سيطرة التنظيم على كعكة أموال الصدقات والتبرعات، وتأسيس كيانات اقتصادية ضخمة تم بنائها على مدار سنوات طويلة، وبناء مدارس ومراكز معنية بشؤون هذه الجاليات، وأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أيضاً، فضلاً عن تمكن هذه الجماعات من مخاطبة العقل الجمعي للمجتمعات العربية والغربية من خلال مؤسسات إعلامية ظلامية.

نظام أردوغان يستعين بفاسديه للتوغل في ليبيا اقتصادياً

لم يعد ضلوع النظام التركي في الحرب في ليبيا مقتصراً على إرسال المرتزقة ودعم الميليشيات، أو تحقيق أهداف أيديولوجية واقتصادية، وأرباح للشركات التابعة لنظام رجب طيب أردوغان فحسب، بل امتد الأمر إلى إرسال الفاسدين في الحكومة والمقربين من الرئيس التركي، للتوغل اقتصادياً في ليبيا، ولتحقيق أرباح شخصية. 
وبحسب تقرير لموقع «نورديك مونيتور»، المتخصص في التحقيقات الاستقصائية، فإن المبعوث الرئاسي التركي الخاص إلى ليبيا، (أمر الله إيشلر)، يستغل مهمته الرسمية ومنصبه في الترويج لأعمال تجارية عائلية خاصة بشقيقه، أثناء مشاركته في عمليات سرية في البلاد.
ونقل الموقع عن مصدر حكومي مطلع على تعاملات المبعوث في ليبيا، أن شقيق إشلر، ويدعى أحمد سامي إيشلر، لديه تعاملات تجارية في مختلف القطاعات. ويعمل تحت غطاء سياسي يوفره شقيقه أمر الله.
وقال المصدر المطلع: «استخدم (أمر الله) نفوذه السياسي لتنشيط أعمال شقيقه في ليبيا»، مضيفاً: «إنه تم إرسال (أمر الله) في مهمة سرية إلى ليبيا بعد أن أنهى أردوغان رحلته الرسمية هناك في عام 2010».
وما يزال «أمر الله» يحمل لقب المبعوث الخاص إلى ليبيا ويواصل حضور جلسات البرلمان التركي بصفته نائباً. وشغل الرجل منصب نائب رئيس وزراء تركيا بين 25 ديسمبر 2013 و29 أغسطس 2014، وعُين الممثل الخاص لأردوغان في ليبيا في عام 2014. ومنذ ذلك الحين، يزور ليبيا بانتظام وينسق اتصالات أردوغان الرسمية والخاصة مع الميليشيات في البلاد، وفقاً للتقرير.
وساعد «أمر الله» شقيقاً آخر له في تأمين وظيفة في الحكومة. وفي 28 أكتوبر 2018، عيّن أردوغان الأخ الأكبر لـ«أمر الله»، «نور الله إيشلر»، نائباً لرئيس أرشيف الدولة الذي يعمل تحت مكتب الرئيس.
(الاتحاد)

واشنطـن تفـرض عقوبات على قائد أركان «الحشد الشعبي»

فرضت الولايات المتحدة، أمس الأول الأربعاء، عقوبات على قائد أركان «الحشد الشعبي» وزعيم ميليشيات «كتائب حزب الله» التي تدعمها إيران وتتألف من جماعات شبه عسكرية، ووصفته بأنه شخصية إرهابية عالمية، في وقت بحث الرئيس العراقي برهم صالح، مع محافظ صلاح الدين عمار جبر خليل، الأوضاع في المحافظة وشدد على أهمية منع الخلايا الإرهابية التي تسعى لزعزعة استقرارها، فيما ألقت القوات الأمنية القبض على «داعشية» في كركوك، بينما أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين عن عودة مئات الأسر النازحة إلى أماكن سكنها في محافظة نينوى. 

وكان تحرك وزارة الخزانة الأمريكية ضد قائد أركان الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي، المعروف باسم أبو فدك، وهو أيضاً نائب رئيس الحشد الشعبي، متوقعاً من العديد من المسؤولين العراقيين. وهذه هي المرة الثانية خلال أسبوع التي تتم فيها معاقبة مسؤول كبير في ميليشيات عراقية.

وكانت واشنطن قد فرضت عقوبات على قائد ميليشيات الحشد الشعبي، فالح الفياض، الجمعة الماضي بموجب قانون ماجنتسكي، واتهمته بانتهاك حقوق المتظاهرين المناهضين للحكومة. ويسمح القانون للولايات المتحدة باستهداف أي أجنبي متهم بانتهاك حقوق الإنسان والفساد.

من جهة أخرى، ذكر بيان للرئاسة العراقية، أن «اللقاء تناول مناقشة الأوضاع الأمنية والخدمية والإدارية في المحافظة والمشاكل التي تواجهها». وأكد صالح «ضرورة معالجة هذه المشاكل التي تعانيها المحافظة وأهلها». 

وشدد على «أهمية الحفاظ على الانتصار ضد «داعش»، وحماية أمن واستقرار المحافظة، ومنع الخلايا الإرهابية التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار».

في غضون ذلك، أعلنت وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية، القبض على إرهابية تقوم بتوزيع ما يسمى الكفالات، وتقدم الدعم اللوجستي لعناصر «داعش» في كركوك. وأشارت إلى أنها «من الداعمين ل‍داعش لوجستياً، من خلال نقل المواد الغذائية والملابس وبطاقات تعبة خطوط الاتصال والمستلزمات الطبية مقابل مبالغ مالية، كما تقوم بتوزيع ما يسمى الكفالات على عائلات «داعش» الموجودة في مخيمات النازحين، فضلاً عن أن لديها اثنان من أولادها ضمن التنظيم، أحدهما تم قتله أثناء الاشتباك مع القوات الأمنية عام 2018».

وأكدت وزارة الهجرة والمهجرين، استمرار عودة الأسر النازحة لمناطقها الأصلية، كاشفة عودة 3311 نازحاً كدفعة جديدة من مخيمات السلامية في محافظة نينوى إلى مناطق سكنهم الأصلية. وقال مدير عام دائرة شؤون الفروع في الوزارة علي عباس جهاكير، في بيان: «تم إعادة دفعة جديدة من النازحين بنحو 672 أسرة بواقع 3311 نازحاً من مخيمات السلامية إلى مناطقهم في الموصل وتلعفر وسنجار وزمار والعياضية وبعاج والقيروان والمحلبية، التابعة لمحافظة نينوى». وأضاف أن «عودة الأسر النازحة جاءت بعد إتمام التدقيق الأمني لهم بالتنسيق مع مكتب الوزارة في الحمدانية والجهات الإدارية والأمنية ووزارة النقل في المحافظة، وتم إيصالهم إلى مناطق سكنهم الأصلية ونقل أمتعتهم».
(الخليج)

مناورات السراج تنذر بصراع بين أجنحة «الوفاق»

تواجه التطلعات الإقليمية والدولية لتحقيق الحل السياسي في ليبيا، جملة من العراقيل التي قد يكون من بينها حرب أهلية في غرب البلاد يمكن أن تندلع بين الحين والآخر.

وقالت مصادر مطلعة في طرابلس لـ «البيان» إن فايز السراج مصرّ على البقاء في منصبه كرئيس للمجلس الرئاسي، ويجد دعماً في ذلك من ميليشيات العاصمة والمناطق الغربية، التي ترفض علناً تشكيل سلطات تنفيذية جديدة، وتعلن ولاءها التام للسراج، ولبقائها في السلطة، وتؤكد استعدادها لقطع الطريق أمام أية محاولة قد تصل بشخصية من شرق البلاد مقربة من قيادة الجيش إلى منصب المجلس الرئاسي، وشخصية من مصراتة، ثاني مدن الإقليم الغربي، لمنصب رئيس حكومة.

واتبعت المصادر أن عملية «صيد الأفاعي» التي أعلن وزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا عن قرب انطلاقها، تصطدم برفض السراج والميليشيات الموالية له.

الأمر الواقع

ويرى مراقبون أن السراج يسعى إلى فرض سياسة الأمر الواقع بتشكيل حكومة وفق مواصفاته الخاصة، ليبقى على رأس السلطة القائمة، وهو ما يتناقض مع خريطة الطريق التي أعدتها الأمم المتحدة وتم التطرق إليها في مؤتمر الحوار السياسي بتونس وما تلاه من اجتماعات.

ويرى مراقبون أيضاً أن باشاغا الذي تحدث عن إطلاق عملية «صيد الأفاعي» يواجه تحدياً كبيراً، حيث يواجه رفضاً من قبل قوى اجتماعية وسياسية وحتى ميليشياوية مؤثرة في غرب البلاد، لأسباب جهوية ومناطقية، وكذلك بسبب الدعم الذي يلقاه من جماعة الإخوان.

ويضيف هؤلاء أن باشاغا المتطلع لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية بعد الإطاحة بالسراج، قد يخسر كل رهاناته بسبب علاقته بـ «الإخوان». واعتبر الناشط السياسي جمال الحاجي أن باشاغا واجهة لمشروع «الإخوان» للاستخدام فقط كما فعلوا برئيس ما يسمى بمجلس الدولة السابق عبدالرحمن السويحلي قبل أن ينقلبوا عليه.

«اجتماع جنيف».. دعوات لاستثمار فرص الحل السياسي في ليبيا

انطلق أمس بقصر الأمم في جنيف، اجتماع اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، والذي يتواصل لمدة ثلاثة أيام، فيما أعلن عن توجيه الأمم المتحدة إلى كل من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، دعوات للمشاركة في إرسال مراقبين دوليين، لوقف إطلاق النار في ليبيا، وفقاً لاتفاق جنيف المبرم أكتوبر الماضي.

كما حدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، حزمةً من الخطوات، التي وصفها بالضرورية، من أجل التوصل إلى اتفاقٍ دائم لوقف إطلاق النار في ليبيا، والدور الذي يمكن أن تؤديه البعثة الأممية مُستقبلاً.

واعتبر غوتيريس، في تقريره إلى أعضاء مجلس الأمن، بشأن التطورات الليبية، أن وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا، يحتاج إلى أن يكون مقبولاً من جميع الأطراف والليبيين، مُضيفاً أنه يجب على كل الدول الأعضاء، أن تتقيّد تقيدُاً تاماً بحظر توريد الأسلحة، وبكل القرارات الأخرى المفروضة من مجلس الأمن.

وأكد غوتيريس، في تقريره، ضرورة تهيئة الظروف الأمنية والعملياتية الملائمة، لنشر آلية رصد وقف النار، وترتيبات أمنية جديدة وشاملة، في كل أنحاء ليبيا.

استثمار الفرص

في الأثناء، أكدت المبعوثة الأممية بالوكالة، ستيفاني وليامز، على ضرورة استثمار الفرصة، والتوصل إلى حل سياسي، واستغلال الظروف المتاحة لذلك، والتي قد لا تتكرر لاحقاً، وأعربت خلال اجتماع اللجنة الاستشارية بجنيف، عن أملها في التقدم بالمسار السياسي، على غرار التقدم الحاصل في المسار الاقتصادي، وأن يتم تشكيل حكومة موحدة، تكون في وضع أفضل، يمكّنها من تنفيذ الميزانية الموحدة، التي أعلن التوصل إليها أول من أمس، بشكل فعال. وتنعقد اللجنة الاستشارية لمناقشة القضايا الخلافية العالقة ، والمتعلقة أساساً بآليات اختيار القيادة السياسية الجديدة بليبيا.

وتمنى السفير الأمريكي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، التوفيق لأعضاء اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسي، في اجتماعهم المرتقب هذا الأسبوع في جنيف.

منعطف حاسم

وقال في تغريدة على «تويتر»، إن هذا الاجتماع، يأتي في منعطف حاسم في العملية السياسية، وأن أعضاء اللجنة لديهم القدرة على وضع تطلعات جميع الليبيين فوق المصالح الموالية لبعض الأطراف الليبية والخارجية.

بدوره، أكد السفير الألماني لدى ليبيا، أوليفر أوفيتشا، تشجيع بلاده للجنة الاستشارية، على الاستفادة من الاجتماع لتمهيد الطريق نحو سلطة تنفيذية موحدة.

ترشيح لمنصب

كشف مصدر بمجلس الأمن، أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، يدرس ترشيح المنسق الأممي المعني بلبنان، السلوفاكي يان كوبيش، لرئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ذلك المنصب الشاغر منذ شهر مارس الماضي، بعد استقالة المبعوث السابق، غسان سلامة.

(البيان)

«الوطني الليبي» يتّهم تركيا بـ«تهديد» الهدنة

بينما جدد «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، اتهامه لتركيا بتهديد وقف إطلاق النار عبر مواصلة «تهريب ونقل الأسلحة والمرتزقة» إلى القواعد، التي تسيطر عليها قواتها في المناطق، الخاضعة لحكومة «الوفاق»، ناقش رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، في العاصمة طرابلس تشكيل حكومة جديدة مع عدد من أعضاء مجلس النواب، في وقت حل فيه نائبه أحمد معيتيق ضيفا على القاهرة لإجراء مشاورات مع كبار المسؤولين المصريين.

واستعرض اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم حفتر، خلال مؤتمر صحافي، عقده مساء أول من أمس، صوراً بالأقمار الصناعية لعمليات نقل الأسلحة التركية إلى غرب ليبيا، وقال إن «تركيا التي ترسل فرقاطات عسكرية أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، تعطي رسالة بأنها لن تخرج من الأراضي الليبية بالمفاوضات، ولن تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار بين الأفرقاء الليبيين، الذي نص على إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا في مهلة 90 يوما، تنتهي بعد أيام».

وأضاف المسماري موضحا: «يومياً هناك دخول للفرقاطات والقطع العسكرية إلى مطار مصراتة والكلية الجوية، وقاعدة الوطية تستقبل طائرات شحن عملاقة، تابعة للقوات الجوية التركية، وموانئ مثل الخمس ومصراتة تستقبل سفن شحن أيضا، وهناك أسلحة تهرّب في سفن مدنية لتضليل عملية (إيريني) التابعة للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي».

وكشف المسماري النقاب عن أن حفتر، الذي يرحب بالحوار الليبي - الليبي، ولا يتدخل فيه، «يجهز وحدات خاصة لمحاربة الإرهاب، ستكون قادرة على التصدي لأي خروقات أمنية على الأراضي الليبية في أي ساعة ومكان».

بدوره، أكد اللواء فرج الصوصاع، المدعي العام العسكري لـ«الجيش الوطني» وعضو وفده إلى اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، أن جميع بنود وقف إطلاق النار الدائم، والمؤرخ في جنيف بتاريخ 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، «جار العمل على تنفيذها والتقيد بها».

وقال الصوصاع في بيان له مساء أول من أمس، إنه سيتم إعادة إنتاج النفط، وتصديره مراعاة لظروف كل الليبيين، وإعادة فتح الخطوط الجوية غرباً وشرقاً وجنوباً، والبدء في تبادل المحتجزين بين الطرفين، حيث تم التبادل على ثلاث مراحل حتى الآن، وما زال التبادل مستمراً، مشيرا إلى أن الأوضاع الصحية للمحتجزين لدى الجيش «جيدة جداً، ومعاملتهم حسنة».

في سياق ذلك، أشاد الصوصاع بدور الجيش والمشير حفتر، الذي قال إنه يتابع أعمال اللجنة العسكرية باستمرار، ويحثها على تطبيق ما ورد في اتفاق جنيف، فيما يتعلق بالجانب الأمني والعسكري، مشيداً بالجهود المستمرة لستيفاني ويليامز، رئيسة بعثة الأمم المتحدة، من أجل تنفيذ جميع البنود المترتبة على وقف إطلاق النار.

وكانت ويليامز قد أبلغت اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي، لدى افتتاح أعمالها في جنيف مساء أول من أمس، أن المنظمة الدولية «تريد حلا ليبي المنشأ في ليبيا، ولا يفرض من الخارج». وقالت بهذا الخصوص: «نريد حلاً ليبي المنشأ... ولن ندخل خلال هذا اللقاء في الأسماء المرشحة لتولّي المناصب القيادية في السلطة التنفيذية الموحّدة، ولا أقبل أن يكون للبعثة دور في تسمية السلطة، كما يروّج له البعض... هذا قرار ليبي».

من جانبها تمنت الإدارة الفرنسية، عبر سفارتها لدى ليبيا، النجاح لاجتماع اللجنة، واعتبرت في بيان لها أمس أن «سلطة تنفيذية موحدة ضرورية للوصول إلى الانتخابات الوطنية نهاية العام الحالي»، وأنه «حان الوقت للاستجابة لرغبة البلاد في التغيير والسيادة».

في المقابل، قال فائز السراج إنه ناقش، مساء أول من أمس، مع عدد من أعضاء مجلس النواب تشكيل حكومة وحدة وطنية، مشيرا في بيان له إلى تأكيدهم على ضرورة الالتزام بموعد إجراء الانتخابات العامة، والتزام جميع الأطراف بنتائجها.

كما أعلن السراج أنه تم خلال الاجتماع الاتفاق على تشكيل فريق، يتولى مهام التنسيق والتواصل بين مجلس النواب، والمجلس الرئاسي لحكومته.

في غضون ذلك، بدأ أحمد معيتيق، نائب السراج، زيارة مفاجئة إلى القاهرة، أمس، وفقا لمصادر، يلتقي خلالها مع عدد من مسؤولي اللجنة المصرية المعنية بالأزمة الليبية.

إلى ذلك، قال صلاح النمروش، وزير الدفاع بحكومة «الوفاق»، إن حفتر «لن يرضى بنتائج أي حوار يهدف إلى السلام في ليبيا»، ورأى في تصريحات تلفزيونية أمس، أن حفتر ظل دائما معرقلا لأي حلول سلمية، قبل أن يلفت إلى ترحيب قوات «الوفاق» بأي مبادرة تسعى لإنهاء الاقتتال، وأنها لم تكن يوما داعية للحرب.

وفي تأكيد على خلافه مع زميله فتحي باشاغا، وزير الداخلية بالحكومة، بشأن عملية «صيد الأفاعي»، التي أطلقها الأخير مؤخرا، قال النمروش إنه لم يكن لديه علم مسبق بها، مشيرا إلى أنه كان يأمل أن يتم التنسيق المسبق لتحقق العملية أهدافها بالشكل المطلوب.

من جهته، أثنى باشاغا على مباشرة السفير الهولندي لدى ليبيا، لارس توميرس، العمل من مقر السفارة في العاصمة، وتعهد في بيان مقتضب عبر «تويتر» بمواصلة التعاون في «مكافحة الفساد والإرهاب، والجريمة المنظمة».
(الشرق الأوسط)

شارك