تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 6 مارس 2021.
مصدر برلماني لـ«الاتحاد»: ضغوط غربية لمنح الحكومة الليبية ثقة البرلمان
تدفع عدد من الدول الأوروبية نحو تمرير حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في ليبيا عبر التواصل مع كافة الأطراف الفاعلة خاصة مجلس النواب لعقد جلسة مكتملة النصاب القانوني للتصويت على التشكيلة الجديدة.
وكشف مصدر برلماني ليبي لـ«الاتحاد» عن ضغوطات تمارسها أطراف خارجية لتمرير حكومة الدبيبة، مشيراً إلى أن التحرك يهدف لتفعيل مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي وتفعيل خريطة الطريق التي تنتهي بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية نهاية العام الجاري.
وأوضح المصدر أن البعثة الأممية تعمل على إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب وفتح الطريق الساحلي، مؤكداً أن زيارة المبعوث الأممي الجديد لدى ليبيا يان كوبيش إلى موسكو وأنقرة مؤخراً تهدف لحث البلدين على دعم مخرجات اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة.
ولفت المصدر إلى أن البعثة الأممية تعمل في مسارين متوازيين الأول يحث البرلمان الليبي على عقد جلسة منح الثقة للحكومة والآخر تفعيل مخرجات اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية لتثبيت وقف إطلاق النار وإخراج المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا.
وأشار المصدر إلى أن البعثة الأممية وضعت عدة احتمالات من بينها عدم تمكن «الدبيبة» من الحصول على ثقة البرلمان الليبي، مؤكداً أن المبعوث الأممي سيعود لملتقى الحوار السياسي حال فشلت الحكومة الجديدة في الحصول على ثقة مجلس النواب.
من جانبه، لفت السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إلى أهمية تصويت مجلس النواب الليبي على منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة، بشكل عاجل، حتى تتمكّن من مباشرة مهامها.
وقال السفير الأميركي في تغريدة على حساب السفارة في طرابلس على «تويتر» إن هناك حاجةً لاتخاذ إجراءات عاجلة من جانب القادة الليبيين لتمويل الإصلاحات اللازمة في قطاع الكهرباء، وغيره من المجالات الرئيسة الأخرى.
وكان نورلاند قد أكد، في وقت سابق، ضرورة منح الثقة للحكومة الليبية الجديدة، لكونها خطوةً مهمةً نحو إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل، مُطالبًا مجلس النواب الليبي بتحمّل مسؤوليته في هذا الصدد.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو على أهمية أن يجتمع مجلس النواب الليبي يوم الاثنين المقبل، وذلك لمنح الثقة للحكومة الليبية الجديدة.
وقال دي مايو، في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان بوزارة الخارجية الإيطالية، إن هذا التعيين هو «الطريق السريع في عملية تحقيق الاستقرار في ليبيا التي دخلت مرحلة حاسمة من مسارها وهو تحول مهم»، موضحاً أنها نتيجة بذل المجتمع الدولي جهوداً كبيرة من أجلها وخصوصاً الأمم المتحدة.
وأوضح دي مايو بحسب وسائل إعلام إيطالية، أنه تم التشديد على ضرورة الوقف الفوري لانتهاكات حظر الأسلحة وعلى أهمية مهمة إيريني الأوروبية من حيث دعم الحظر.
وفي السياق، إلى ذلك، ناقش رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، أمس، خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مستجدات الوضع السياسي في ليبيا.
وأكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية على الدور الإيجابي لألمانيا تجاه ليبيا من خلال قيادة موقف أوروبي موحد، وتبني فكرة مؤتمر برلين لإنهاء الصراع في ليبيا وأيضاً دعمها لمسار الحوار السياسي الليبي.
على جانب آخر، سربت وسائل إعلام ليبية ونشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائمة قالت إنها لتشكيلة «الدبيبة» التي سلمها لهيئة رئاسة البرلمان، مؤكدين أنها تضمنت 22 اسماً عبد الحميد الدبيبة مع نائبين، صقر بوجواري، ورمضان بوجناح الحسناوي، فيما طرح اسم خالد مازن لتولي حقيبة وزارة الداخلية، ولمياء أبو سدرة لحقيبة الخارجية.
ووفقاً للتشكيلة المسربة، تسند وزارة الدفاع في التشكيلة الحكومية إلى عبد الحميد الدبيبة وذلك بسبب الخلافات الكبيرة بين المكونات الليبية في الأقاليم الثلاثة على الحقيبة السيادية الأهم في الحكومة الجديدة.
تونس.. قيس سعيد يشترط استقالة المشيشي للمشاركة بالحوار
أعلن اتحاد الشغل التونسي، أمس، أن الرئيس قيس سعيد يشترط استقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، للمشاركة في حوار يرعاه الاتحاد.
وفي تصريحات صحفية، قال نور الدين الطبوبي، رئيس الاتحاد، إن إشارات عدة وصلته بأن سعيّد يعتبر تنحّي المشيشي من رئاسة الحكومة مفتاح قبوله الانخراط في الحوار الذي اقترحه الاتحاد منذ فترة من أجل حلحلة أوضاع الحكم المتأزمة.
وأوضح الطبوبي: «لا نستطيع أن نطلب من رئيس الحكومة الاستقالة»، مضيفا أن «الرؤساء الثلاثة مسؤولون عن الأزمة التي تعيشها البلاد، ورئيس الدولة مطالب بأن يوضّح الأسماء التي تحوم حولها شبهات فساد وأن يقبل أداء بقية الوزراء اليمين الدستورية».
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل، النقابة العمالية الأعرق في تونس، قدّم نهاية العام الماضي مبادرة إلى رئيس الجمهورية تتضمن حوارا يجمع فرقاء الحكم حول طاولة واحدة من أجل الخروج بحلول لأزمة تونس الخانقة.
المبادرة التي قالت المنظمة العمالية إنها مخرج من المأزق التونسي، تقدّم رؤية من أجل إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تنتج تغييرا حقيقيا في البلاد.
لكن المبادرة لم تلق قبولا مباشرا من قيس سعيد، الذي وعد بدراسة المقترح واكتفى بالصمت طوال الفترة الماضية، لتظل المبادرة تراوح مكانها، فيما استفحلت الأزمة الدستورية والسياسية العميقة، إذ دخل رئيس البلاد في صراع محتدم ضدّ حركة «النهضة الإخوانية» التي تلقفت المشيشي واتخذته حليفا قويا لها.
(الاتحاد)
مقتل 16 شخصاً بأيدي مسلحين في شمال نيجيريا
قتل مسلحون 16 شخصاً وأصابوا تسعة آخرين بجروح، في قرية بشمال نيجيريا، قرب حدود النيجر، حسب ما قال الجمعة مسؤول محلّي وأحد سكان المنطقة.
والهجوم الذي نُفّذ قبل الفجر في قرية تارا بولاية سوكوتو، يأتي في أعقاب سلسلة هجمات نفّذتها في المنطقة عصابات يوصَف عناصرها بأنهم «قطّاع طرق» ينشرون الرعب مُنذ سنوات بتنفيذهم عمليات قتل ونهب وخطف.
وقال أحد القرويين: «وصلوا على دراجة نارية وفتحوا النار على القرية». وأضاف: «دفنّا 16 شخصاً بعد ظهر اليوم. أصيب تسعة آخرون بجروح خطرة». وقد أكد هذه الحصيلة المسؤول المحلي، سايدو نينو إبراهيم، مشيراً إلى أن الجرحى يعالجون في المستشفى. وقال: «استولى المهاجمون على أكثر من مئة بقرة»، مشيراً إلى أن قطّاع الطرق «ينفذون هجمات على قرى هذه المنطقة ينتقلون من قرية إلى أخرى ويقتلون وينهبون».
وأكدت الشرطة من جهتها في بيان، حصول هجوم في تارا، دون الخوض في التفاصيل. وعبّرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيان الثلاثاء عن قلقها من «تصاعد العنف في شمال غرب نيجيريا». وقالت: «خوفاً من مجموعات مسلحة ومن العنف بين المجتمعات المحلية، توجه أكثر من 7660 لاجئاً نيجيرياً إلى مارادي» في النيجر المجاورة منذ بداية العام.
(الخليج)
تعزيزات للتحالف وتركيا شمال شرق سوريا
تستمر التعزيزات العسكرية شمال شرق سوريا وغربها، إذ عزّز التحالف الدولي من تواجده العسكري شمال شرق سوريا، في وقت دفعت فيه تركيا بتعزيزات عسكرية إلى إدلب.
ودخلت تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى القواعد التركية في إدلب شمال غربي سوريا، أمس، حيث اتخذت هذه الشاحنات طريقها عبر معبر كفرلوسين الحدودي إلى القواعد التركية، واتجهت إلى منطقة جبل الزاوية التي تدور حولها معارك متقطعة بين الفصائل المسلحة والجيش السوري على مدار الشهر الماضي، دون تقدم أو تغيير الموازين على الأرض.
إلى ذلك، وبعد تزايد عمليات القتل في مخيم الهول بين عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وتصاعد التوترات الأمنية، تحرّكت بلجيكا من أجل استعادة مواطنيها الموجودين في المخيّم، لا سيّما الأطفال العالقين.
وأكّد رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، اعتزام بلاده استعادة أطفال ونساء من عائلات تنظيم داعش الحاملين للجنسية البلجيكية، بعد تدهور الأوضاع الأمنية ومقتل أحد كوادر أطباء بلا حدود في ظروف مجهولة.
ويأتي التحرك البلجيكي حيال الأوضاع المتوترة في مخيم الهول في شمال شرق سوريا، استكمالاً لحكم محكمة صدر في العام 2019، باستعادة عشرة أطفال ولدوا في سوريا لمقاتلين بلجيكيين في صفوف داعش، إذ انتشر أطفال بلجيكيون في مخيم الهول، فضلاً عن مخيم روج على الحدود العراقية السورية، وهو أحد أبرز المخيمات التي تؤوي مقاتلين غربيين.
على صعيد متصل، عثرت عناصر من القوات الأمنية الكردية، على جثة لاجئة عراقية في المخيم، فيما لم تعرف حتى الآن أسباب القتل، وتعد المرة الخامسة التي يتم فيها العثور على جثة خلال خمسة أيام.
عيون الليبيين على سرت لتدشين التحوّل السياسي
تتأهب ليبيا للتحول الأكبر المتمثل في استكمال مسيرتها السياسية نحو الاستقرار، عبر استقبال مدينة سرت النواب الليبيين للتصويت على الحكومة الجديدة التي قدمها رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة. وأكد المكتب الإعلامي لحكومة الوحدة الوطنية أن الدبيبة سلم تشكيلة الحكومة، التزاماً منه خريطة الطريق المحددة في الاتفاق السياسي، والإجراءات المحددة لتسليم تشكيلة الحكومة قبل عقد جلسة منح الثقة.
إلى ذلك، كشفت تسريبات إعلامية أن الدبيبة ضمن التشكيلة المقدمة لرئاسة البرلمان، هويتي نائبيه في رئاسة الحكومة وهما د. صقر بو جواري رئيس المجلس التسييري لبلدية بنغازي عن المنطقة الشرقية، والمهندس رمضان بو جناح الحسناوي، عن المنطقة الجنوبية وهو أحد القيادات الاجتماعية البارزة في إقليم فزان. ووفق التسريبات فإن حقيبة الدفاع ذهبت إلى اللواء عبدالسلام بشير المقرحي، وهو من قادة الجيش البارزين منذ سنوات عدة، ويمتاز بغطاء اجتماعي واسع، وباحترام لدى أنصار النظام السابق، فيما آلت حقيبة الداخلية إلى خالد مازن وهو من الكفاءات الأمنية وكان يشغل منصب وكيل وزارة داخلية الوفاق.
وضمت القائمة المسربة محمد الحويج وزيراً للاقتصاد، وكمال الحاسي وزيراً للتخطيط، وطارق عبدالسلام مصطفى أبو فليقة وزيراً للمياه، ورجب الغرياني للعدل، وموسى المقريف المغربي وزيراً للتعليم، وخالد المبروك وزيراً للمالية، وعلي العابد وزيراً للعمل، وخالد الشويهدي وزيراً لشؤون الهيكلة، ومحمد الفزاني وزيراً للشؤون الاجتماعية، والجديد معتوق وزيراً للمهجرين، والخوجة الزليتني وزيراً لشؤون الخدمات العامة، وفتحية العريبي وزيرة للصحة، ورفيق بلقاسم الغضبان وزيراً للإسكان والمرافق، ومحمد عبدالعالي وزيراً للزراعة والثروة الحيوانية، وجمال عبدالشفيع وزيراً للشباب والرياضة. وتركت حقيبة الخارجية ليختار رئيس مجلس النواب من يراه مناسباً.
وتضم الحكومة المقترحة 20 وزيراً إلى جانب رئيس الحكومة ونائبيه، موزعين على الأقاليم التاريخية الثلاثة. وحرص الدبيبة على ألا تكون قد تعلقت بالوزراء المختارين شبهات فساد أو تورط في الصراعات الدموية في السنوات الماضية، مع إصرار على احترام التوازنات الاجتماعية.
(البيان)
رمزية سرت... من «القرضابية» إلى «داعش» مروراً بصعود القذافي وسقوطه
تستعد مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، مطلع الأسبوع المقبل، لاستضافة اجتماع للنواب الليبيين بهدف التصويت على منح الثقة لحكومة عبد الحميد دبيبة. وفيما لا تبدو المصادقة على الحكومة مضمونة في ظل الانقسامات الكبيرة بين النواب، فإن مجرد عقد جلسة لمجلس النواب في هذه المدينة سيُعد نجاحاً، نظراً إلى رمزية سرت بالنسبة إلى شرائح واسعة من الليبيين. فقد كانت سرت مسرح هزيمة الغزاة الإيطاليين عام 1915، والمدينة المدلَّلة خلال الحكم المديد للعقيد معمر القذافي، ومسرح سقوطه أيضاً، وكذلك «عاصمة» تنظيم «داعش» الليبية... بالإضافة إلى كونها جزءاً من «الخط الأحمر» الذي رسمه المصريون خلال الاقتتال الليبي العام الماضي.
- سرت 1
يأتي الاجتماع المقرر للنواب الليبيين في سرت، يوم الاثنين، مع اقتراب ذكرى «معركة القرضابية» عام 1915. كانت القرضابية الواقعة بجوار سرت ساحة لمعركة فاصلة بين المجاهدين الليبيين والغزاة الإيطاليين في أبريل (نيسان) عام 1915. حضّر الإيطاليون، بقيادة الجنرال أمياني، للزحف نحو إقليم فزان بجنوب ليبيا سعياً منهم لاستعادة مناطق طُردوا منها، مثل سبها ومرزق. لم يكن الإيطاليون وحدهم في معركة سرت، فقد جلبوا معهم جنوداً من الحبشة وإريتريا، وكانوا كذلك مدعومين بمقاتلين محليين من مصراتة وترهونة ومناطق ليبية أخرى قررت التحالف مع الإيطاليين (ولو بشكل مؤقت). لكن زحف الجنرال أمياني من سرت جنوباً في اتجاه فزان لم يُكتب له النجاح. ففي 29 أبريل 1915 دارت معركة القرضابية بين الليبيين والقوات الإيطالية وانتهت بهزيمة مدوية للطرف الأخير. اضطر الإيطاليون إلى الانكفاء وتساقطت مواقعهم تباعاً في أيدي الليبيين. لكن العاصمة طرابلس بقيت تحت سيطرتهم بالإضافة إلى مواقع أخرى على الساحل. ورغم نكسة القرضابية هذه فإن الإيطاليين أعادوا الكرّة من جديد، لا سيما بعد وصول موسوليني إلى السلطة في روما. وتوّج موسوليني حملته بإعدام زعيم المجاهدين الليبيين عمر المختار عام 1931.
- سرت 2
كانت سرت بمثابة المدينة المدلَّلة للعقيد معمر القذافي خلال سنوات حكمه المديدة التي امتدت منذ انقلاب الفاتح من سبتمبر (أيلول) 1969 حتى إطاحته في أكتوبر (تشرين الأول) 2011. حوّل القذافي سرت، معقل قبيلته القذاذفة، من بلدة صغيرة هامشية على الساحل الليبي إلى مدينة ضخمة تحوي عدداً من إدارات الدولة وتلعب دور العاصمة الثانية للبلاد بعد طرابلس وأحياناً قبلها. ففيها أُقيم مقر البرلمان الليبي بعد نقله من طرابلس في أواخر الثمانينات. وفي قاعة واغادوغو الشهيرة فيها، أعلن في سبتمبر عام 1999 قيام الاتحاد الأفريقي (خلفاً لمنظمة الوحدة الأفريقية)، علماً بأن القذافي كان يقترح إقامة ما تُعرف بـ«الولايات المتحدة الأفريقية» على أن تكون سرت مركزها الإداري. كما استضافت سرت عدداً من الاجتماعات والمؤتمرات بما في ذلك القمة العربية عام 2010.
لكن كما كان عهد القذافي عهد نهوض سرت إلى مصافّ المدن الكبرى، شكّل سقوطه عام 2011 إيذاناً باندثارها وبدء تهميشها، خصوصاً أنها قاتلت إلى جانبه حتى الرمق الأخير. انطلقت الثورة ضد القذافي في 17 فبراير (شباط) 2011. لكنها، رغم دعمها من دول حلف «الناتو»، لم تتمكن من إسقاط نظامه إلا في أكتوبر من ذلك العام. فرّ القذافي من باب العزيزية، مقره شديد التحصين في طرابلس، قبل وقت قصير من سقوطه في أيدي معارضيه في سبتمبر، والتجأ إلى سرت، معقل قبيلته. لكن في 20 أكتوبر، نجح معارضوه، تحت غطاء جوي غربي دمّر أجزاء واسعة من سرت، في دخول آخر الأحياء التي تَحصّن فيها مؤيدو القذافي (الحي رقم 2). عندها حاول الزعيم الليبي مجدداً الفرار، لكن موكبه تعرض لغارات جوية أوقفته في مكانه وسمحت للمعارضين باعتقاله في أنبوب كان يختبئ فيه. عذّبه المعارضون مع نجله المعتصم، وقتلوهما، ثم نقلوا جثتيهما إلى مدينة مصراتة حيث عُرضتا أمام عامة الناس قبل دفنهما في منطقة غير معروفة.
- سرت 3
استغل تنظيم «داعش»، وتنظيمات أخرى متشددة مثل «أنصار الشريعة» و«القاعدة»، الفوضى التي غرقت فيها ليبيا بعد إطاحة نظام القذافي عام 2011، لإيجاد موطئ قدم في ليبيا. وقد شكّلت مدينة درنة، بشرق البلاد، أحد معاقل هذه الجماعات التي انقسمت لاحقاً بعضها على بعض على خلفية النزاع السوري. أيّد جزء منها «القاعدة» فيما أيّد جزء آخر «داعش». لكن الغلبة في درنة كانت لـ«القاعدة». في المقابل، تمكن «داعش» من انتزاع موقع لا يقل أهمية عن درنة. فبعد توسعه خلال عام 2014 في عدد من المناطق الليبية، نجح عناصر «داعش»، عام 2015، في دخول مدينة سرت التي سرعان ما تحولت إلى عاصمة للتنظيم في ليبيا. أقام التنظيم في سرت محاكم شرعية تطبق تفسيره المتشدد للتعاليم الإسلامية. وفي حين نفّذ التنظيم عمليات إعدام لكثير من الليبيين المعارضين أو المدانين من محاكمه، إلا أن مذابحه البشعة ضد المواطنين الأقباط المصريين والإثيوبيين الذين ذبحهم أمام عدسات الكاميرا أثارت موجة غضب عارمة ليس فقط في ليبيا ومصر وإثيوبيا بل في أنحاء العالم أيضاً. أثارت سيطرة «داعش» على مدينة بحجم سرت وتحكمه بالتالي في موقع استراتيجي على الساحل الليبي على مسافة قصيرة من شواطئ أوروبا الجنوبية، قلق الأوروبيين الذين كانوا قد بدأوا يعانون من هجمات رتّبها «داعش» من مقره في سوريا (مثل تفجيرات باريس وبروكسل عامي 2015 و2016). ونتيجة هذا القلق الغربي من عاصمة «داعش» الليبية، انخرطت الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة في حملة واسعة قادها ليبيون لطرد التنظيم من سرت. بدأت عملية تحرير المدينة من «داعش» والتي عُرفت بعملية «البنيان المرصوص» في مايو (أيار) 2016. وضمت على وجه الخصوص مقاتلين من مصراتة غرب سرت، في تكرار لمعركة إسقاط القذافي عام 2011. شكّل مقاتلو «البنيان المرصوص» جزءاً من القوات الموالية لحكومة «الوفاق» في طرابلس، لكن انتزاع سرت لم يكن نزهة، رغم قيام الطائرات الأميركية بما لا يقل عن 495 غارة، ومشاركة البوارج الحربية في القصف، ووجود قوات خاصة على الأرض لتنسيق تقدم المهاجمين. استمات «داعش» في الدفاع عن معقله، وخاض مقاتلوه قتال شوارع، مكبِّدين المهاجمين خسائر ضخمة. وفي واقع الأمر، أظهر قتال «داعش» المستميت في سرت أن التنظيم لا يتخلى بسهولة عن مناطقه، إذ يقاتل حتى الموت، تماماً كما حصل في الموصل والرقة وكذلك في الباغوز، معقل التنظيم الأخير بريف دير الزور شرق سوريا، عام 2019.
بعد شهور من المعارك الطاحنة، انتهت عملية طرد «داعش» من سرت في ديسمبر (كانون الأول) 2016. خسر «داعش» في سرت مئات المقاتلين: بين 800 و900 مقاتل، حسب تقديرات الجيش الأميركي، وبين 2000 و2500 مقاتل، حسب تقديرات محلية ليبية. شكّل القتلى القوة الضاربة لـ«داعش» في ليبيا، وبالقضاء عليهم انتهى إلى حد كبير التهديد الذي كان يمثله التنظيم في هذا البلد ومحيطه. وحتى عناصر «داعش» القلائل الذين تمكنوا من الفرار من سرت لاحقتهم الطائرات الأميركية في الصحراء جنوب المدينة. ففي يناير (كانون الثاني) 2017 قصف الأميركيون مخيماً للتنظيم جنوب سرت، ما أدى إلى مقتل قرابة 90 من عناصره.
- «خط أحمر» يمنع سرت 4
في عام 2020 كادت سرت من جديد تكون ساحة معركة. ففي ربيع ذلك العام نجحت قوات حكومة «الوفاق»، بدعم عسكري تركي وبآلاف المرتزقة السوريين، في قلب دفة المعركة في غرب البلاد، وأرغمت قوات «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، على الانكفاء من على أبواب طرابلس ومن كامل الغرب الليبي. انسحبت قوات حفتر شرقاً في اتجاه سرت على الساحل والجفرة بوسط البلاد، وسط تهديدات من قوات «الوفاق» بمطاردتها حتى شرق البلاد. وبالفعل تقدمت قوات «الوفاق»، وتحديداً تلك الآتية من مدينة مصراتة، شرقاً وسيطرت على مواقع على أطراف سرت، لكن طائرات حربية أغارت عليها وأوقفت تقدمها. ويُزعم أن هذه الطائرات تابعة لمرتزقة يعملون لمصلحة مجموعة «فاغنر» الروسية، ويقاتلون في صفوف قوات حفتر، علماً بأن ناطقاً باسم جيشه نفى مراراً وجود مرتزقة في صفوفه. في المقابل، تؤكد القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) وجود «مرتزقة فاغنر» في سرت والجفرة وتقول إن لديهم طائرات حربية من طراز «ميغ» و«سوخوي» يستخدمونها في عملياتهم بليبيا.
وسواء كان هناك مرتزقة روس أم لا في هاتين المدينتين، إلا أن ما أوقف فعلياً معركة سرت الجديدة كان «الخط الأحمر» الذي رسمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من سرت حتى الجفرة، معتبراً أن خرقه يهدد الأمن القومي المصري ويستدعي تالياً تدخلاً عسكرياً مصرياً في ليبيا. وفي خريف 2020 أعلنت الأطراف الليبية المتقاتلة وقفاً للنار، وشهدت سرت بعد ذلك اجتماعات للجان عسكرية من الجيش الليبي المؤيد لـ«الوفاق» في غرب البلاد و«الجيش الوطني» في شرقها، وسط جهود أميركية لجعلها مدينة منزوعة السلاح تنتشر فيها قوة أمنية تحظى برضا الأطراف الليبية المتنازعة على السلطة.
وكما هو واضح، دفع «الخط الأحمر» المصري، الليبيين إلى تجميد معاركهم العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات من جديد، وهو ما أثمر في نهاية المطاف انتخاب سلطة تنفيذية جديدة تضم مجلساً رئاسياً من رئيس ونائبين وحكومة جديدة. وستكون سرت، هذه المرة، ساحة لمعركة سياسية ربما تسهم في تجنيب البلاد معركة عسكرية جديدة. فهل تشكل اجتماعات سرت الآن فرصة للمدينة كي تستعيد «دلالها» السابق، كما أرادها القذافي؟
اليسار التونسي يحشد اليوم لمسيرة مناهضة لـ«النهضة»
تحشد مجموعة من الأحزاب اليسارية المعارضة والنشطاء المناهضين للائتلاف الحالي الحاكم في تونس بزعامة حركة النهضة (حزب إسلامي)، لتنظيم مسيرة احتجاجية وسط العاصمة اليوم السبت، تحت شعار «أطلق سراح تونس». وأطلقت أحزاب المعارضة لهذا الغرض دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة بكثافة في المسيرة الاحتجاجية.
ومن المنتظر أن يتمحور الاحتجاج حول تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمطالبة بإطلاق سراح المحتجين القصر في احتجاجات شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وستكون هذه المطالب من بين أهم الشعارات التي سترفع في المسيرة التي تأتي بعد أسبوع واحد من مسيرة مماثلة نظمتها «النهضة» للتأكيد على شرعية الحكومة ودعم المؤسسات الدستورية.
وفي هذا الشأن، قال المنجي الرحوي، رئيس حزب «الوطنيين الديمقراطيين الموحد» اليساري، إن أحزاباً يسارية ومنظمات حقوقية تونسية وجمعيات شبابية ستشارك في المسيرة الاحتجاجية المقررة الساعة الأولى بعد ظهر اليوم بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية، وهي تهدف إلى «المحافظة على نبض الشارع» الذي انطلق منذ يناير الماضي.
وبشأن شعار هذه المسيرة الاحتجاجية، أكد الرحوي أن شعار «أطلق سراح تونس» تم اختياره لأن «تونس مسجونة لدى طبقة حاكمة تريد إحكام قبضتها عليها وتمارس القهر الاجتماعي والاقتصادي والتضييق على حريات الشعب». وحذر من «العودة إلى مربع الاستبداد ومن سلطة حاكمة تمعن في تفقير الشعب وتجويعه». ويرى مراقبون أن اليسار التونسي بمختلف ألوانه سيدخل في رهان إنجاح هذه المسيرة بعد أسبوع واحد من نزول «النهضة» للغرض ذاته، وتسجيلها مشاركة قياسية من أنصارها ومؤيديها. وفي حال سجلت المعارضة مشاركة ضعيفة أو متوسطة، فإنها ستكون قد خسرت الرهان أمام ممثلي الإسلام السياسي.
في السياق ذاته، قال زهير المغزاوي، رئيس حزب «حركة الشعب» (معارض)، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه المسيرة ليست رداً على مسيرة «النهضة»، معتبراً أن الاحتجاجات مستمرة منذ أسابيع قبل مسيرة النهضة وهي على ارتباط وثيق بالوضع العام الاقتصادي والاجتماعي المتدهور في تونس، على حد تعبيره.
من ناحيته، قال حمة الهمامي، رئيس «حزب العمال» اليساري، في تصريح إعلامي، إن صراع أطراف السلطة في تونس لن ينتهي إلا بإقصاء أحدهم للآخر أو بتهميشه للانفراد بالحكم، معتبراً أن البلد يقع السير به نحو «مصير مخيف». وأشار إلى أن منظومة الحكم الحالية لا تعنيها مصالح تونس بقدر اهتمامها بمصالح اللوبيات المحلية والأجنبية.
على صعيد آخر، نفت ريم قاسم، المكلفة بالتواصل مع الإعلام في رئاسة الجمهورية التونسية، خبر تعكر الحالة الصحية لنادية عكاشة مديرة الديوان الرئاسي، نتيجة تلقيها لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا، مؤكدة أنها لم تتلقَّ لقاحاً مضاداً للفيروس. وأفادت بأن رئيس الجمهورية قيس سعيد رفض بدوره تلقي لقاح ضد كورونا أثناء حصول تونس على هبة بألف جرعة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وأمر بنقل اللقاحات التي تسلمتها رئاسة الجمهورية من سفارة الإمارات بتونس إلى الإدارة العامة للصحة العسكرية، دون أن يقدم أي تطعيم بهذا التلقيح لأي أحد من رئاسة الجمهورية.
وكانت تقارير إعلامية تونسية قد أشارت إلى أن مديرة الديوان الرئاسي لم تتعرض إلى حالة تسمم عندما دخلت المستشفى إثر حادثة «الطرد المشبوه» التي أعلنت عنها رئاسة الجمهورية في يناير الماضي، لكنها استفادت من حملة تطعيم «سرية» ضد الوباء وجهت إلى دائرة صغيرة جداً من المحيطين برئيس الجمهورية.
(الشرق الأوسط)