تفخيخ عقول الأطفال بالفكر المتطرف.. وسيلة إجرامية جديدة للحوثيين فى اليمن
الجمعة 04/يونيو/2021 - 02:58 ص
طباعة
أميرة الشريف
أفادت تقارير إعلامية بقيام ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بتجنيد الأطفال، والزج بهم في معسكرات تربيهم على الفكر المتطرّف والعنف والكراهية، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من خروج جيل من المتطرفين، بعد فشل الميليشيا الذريع، وعلى مدى سنوات في تسويق أفكارها بين اليمنيين.
وذكر سكان وناشطون وكتاب، أنّ ما تُسمى المراكز الصيفية، ليست سوى أوكار لتسميم أفكار الأطفال اليُفّع، عبر التكريس للعنف والتطرّف، تمهيداً لإلحاق هؤلاء الأطفال بمعسكرات التدريب، ومن ثمّ إرسالهم إلى جبهات القتال، ليكونوا حطباً لمعاركها الخاسرة، مطالبين أولياء الأمور، عدم السماح بإرسال أبنائهم إلى هذه المراكز المشبوهة، التي ترسّخ الفكر الطائفي المتطرّف.
و يشير الناطق باسم ألوية العمالقة، أصيل السقلدي، إلى أنّ ميليشيا الحوثي تستخدم الأطفال وقوداً لحربها العبثية، عبر غسل أدمغتهم، ومن ثمّ الزج بهم إلى جبهات القتال، دفاعاً من مشروع ظلامي بغيض، يحذر الكاتب كامل الخوداني، أولياء الأمور، من مغبة التساهل وإرسال أبنائهم إلى ما تسمى المراكز الصيفية، وما من شأنها أن تتسبّب فيه من تغذية عقول الأطفال بأفكار الموت والدمار.
العميد محمد الكميم، لفت إلى أن الميليشيا، تستغل الأطفال وحاجة أسرهم، لتقودهم لمحارق الموت، والبحث عن ضحايا جدد. وتؤكّد مصادر محلية، أنّ ميليشيا الحوثي، وفي الوقت الذي تجبر فيه السكان على إرسال أطفالهم إلى جبهات القتال، ينعم أطفال منتسبيها برغد العيش، والتعلّم في عدد من الدول، مشيرة إلى أنّ الميليشيا تشترط على السكان إرسال أبنائهم إلى المعسكرات، وإلّا فلن يتم قبولهم للالتحاق بالدراسة مع بداية العام الدارسي القادم.
فيما حذرت الحكومة اليمنية، من ارتفاع أعداد الأطفال القتلى في صفوف الميليشيا في المعارك الأخيرة، بمختلف جبهات محافظة مأرب، استناداً للتقارير الميدانية، واعترافات الميليشيا التي تؤكد مقتل عدد كبير من الأطفال بمختلف جبهات القتال بمأرب.
وتحذر تقارير من مخاطر عمليات إبادة جماعية، ترتكبها الميليشيا بحق الآلاف من الأطفال، بعد استدراجهم من المنازل والمدارس، وغسل عقولهم، وتعبئتهم بالأفكار المتطرفة، ومن ثمّ الزج بهم إلى جبهات القتال.
هذا وقد دعا حقوقيون ومنظمات محلية وأجنبية المجتمع الدولي الوقوف ضد المليشيا نظير هذه الجرائم الإنسانية.
وبينما تؤكد التقارير الحكومية الرسمية قيام الجماعة الموالية لإيران بتجنيد أكثر من 30 ألف طفل وقاصر خلال حربها ضد اليمنيين وثقت منظمات أخرى تجنيد الجماعة أكثر من 10 آلاف طفل وقاصر خلال السنوات الست الماضية.
وقد ذكرت المنظمة المعنية بمراقبة المناهج التعليمية والكتب المدرسية في جميع أنحاء العالم، وترصد قيم السلام والتسامح فيها أن الحوثيين "حولوا التعليم لأداة نشر القيم والثقافة الإيرانية بين وكلاء طهران".
وذكرت في تقرير لها أن "إيران متغلغلة من خلال الحوثيين في مراكز التعليم الابتدائي ومعاهد التعليم العالي في اليمن، ومن جانب آخر، يدرس المئات من الطلاب الحوثيين حالياً في إيران".
وأفادت المنظمة في دراسة حديثة، بأن المنهج الإيراني المنتشر بين وكلائها يعلم الأطفال أهمية "توحيد المسلمين ضد الأعداء الغربيين وتتهم السعودية بارتكاب مجازر وتنفيذ عدوان على المدنيين اليمنيين".
وأشارت إلى وجود "صور تعليمية في الكتب المدرسية للأطفال الصغار تشمل أطفالاً قتلى، وتستخدم لتعليم الطلاب كيفية معارضة الهيمنة الصهيونية الأميركية".
وتشجع المواد التعليمية الحوثية على محاربة "طغيان اليهود" والتحالف الذي تقوده السعودية، بحسب المنظمة.
وأضافت المنظمة إن تحليلها للمواد التعليمية قائم على معايير اليونسكو للسلام والتسامح، موضحة بأن لليهود أيضاً حصة، فالمناهج الحوثية تتضمن مواد تعليمية تتهم اليهود بـالمؤامرات الشائنة، وتقدمهم على أنهم عدو للإسلام وشعب اليمن".
وكشفت الدراسة عن أنه يتم تدريس شعار الحوثيين الذي يشمل "الموت لأميركا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للإسلام، منتقدة نشر صور العنف، بما في ذلك صور الأطفال القتلى في المواد المخصصة لمراحل التعليم الأولى، وكذلك استخدام الأسلحة في دروس الرياضيات.
ويعتقد الحوثيون ومخابرات إيران أن الرهان على الأجيال المقبلة ضمن ما تسميه بـ"معركة الوعي" سوف يضمن لهما الولاء الدائم شمال اليمن حتى في حال جرت تسوية سياسية بضغط دولي.
وكانت ذكرت تقارير إعلامية بأن ميليشيا الحوثي اتجهت في السنوات الثلاث الأخيرة لتصميم برنامج تنظيمي مشدد على تعليم الأطفال الصغار.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية؛ منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.