بعد 20 عام على هجمات 11 سبتمبر.. تصاعد قدرة التنظيمات الإرهابية الجديدة على التمدد والانتشار
الأحد 12/سبتمبر/2021 - 10:02 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في أعقاب الاعتداءات الدموية التي شنها عناصر من تنظيم "القاعدة" في الـ11 من سبتمبر 2001، قادت الولايات المتحدة حرباً هي الأطول في تاريخها ضد الإرهاب في العديد من دول العالم، غير أن دائرة مكافحة الإرهاب لم تغلق أو تنحسر كما كانت تتوقع واشنطن، لكنها أسفرت عن تشكل تنظيمات جديد جعلت التهديدات الإرهابية تتسع مرة أخرى، الأمر الذي اضطر معه الأمريكيون إلى توسيع دائرة حربهم مجدداً ضد الإرهاب.
وهو الأمر ذاته الذي حذر منه فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة المكلف بتتبع التهديدات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، حيث أعرب عن قلقه من أن تهديد الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة آخذ في التوسع والانتشار في العديد من دول العالم، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وأشار التقرير الذي قدمه الفريق إلى مجلس الأمن يوليو الماضي إلى أن تلك الجماعات المتطرفة تشكل تهديدًا متزايدًا في معظم أنحاء إفريقيا، وسوريا والعراق وأفغانستان، حيث خطط تنظيم القاعدة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ولفت التقرير إلى مخاوف من حدوث تدهور في الأوضاع الأمنية بأفغانستان، في الوقت الذي تكافح فيه القوات الحكومية الصومالية لمواجهة أخطار حركة الشباب الأصولية، بينما تغيب التدابير الضرورية لمكافحة الإرهاب في موزامبيق ووسط أفريقيا.
ورغم انخفاض خطر الهجمات الإرهابية في أوروبا وأمريكا الشمالية، فإن خبراء الأمم المتحدة يتوقعون أن يكون ذلك أمرا مؤقتًا لأن العنف الإرهابي قد جرى تجنبه في الآونة الأخيرة بسبب قيود السفر وحظر التجمعات خلال جائحة كوفيد -19، في حين زاد انتشار الأفكار المتطرفة والأصولية عبر الإنترنت.
إفريقيا هي المنطقة الأكثر تضرراً من الإرهاب:
حذر التقرير من أن إفريقيا هي الآن "المنطقة الأكثر تضررًا من الإرهاب" - حيث تتسبب القاعدة والجماعات المتحالفة معها في خسائر أكبر من أي مكان آخر من العالم، منوها إلى أن المنظمات والجماعات المتطرفة سيطرت على العديد من المناطق وحصلت على نوعية أفضل من الأسلحة والمزيد من الأموال.
وفيما يتعلق بحركة الشباب الصومالية أعرب مراقبو الأمم المتحدة بالصومال عن مخاوفهم من أن تملأ حركة الشباب الفراغ الناجم عن تراجع "الدعم الاستراتيجي" لقوات الحكومة الصومالية، مشيرين إلى أن التهديد الذي تشكله تلك الجماعة يصل إلى أماكن أبعد بعدما ثبتت إدانة أمريكية لرجل كيني تلقى تدريبات على يد طيارين في الفلبين بتوجيه من كبار قادة الحركة استعدادًا لاختطاف طائرة تجارية وتفجيرها في أحد الأبراج في الولايات المتحدة على غرار هجمات سبتمبر.
ولفت التقرير الأممي إلى أن حركة الشباب هي واحدة من عدة منظمات إرهابية تسعى إلى استخدام الطائرات المسيرة للاستطلاع مع تطوير قدراتها بحيث تشكل تهديدا خطيرا على الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض في منطقة تعتمد على الرحلات الإنسانية لمساعدة الفقراء والنازحين الذين يعانون الأمراض والجوع.
وبالانتقال إلى مناطق غرب إفريقيا والساحل، فقد أقر الرئيس النيجيري محمد بخاري في يونيو الماضي أن بلاده لا تزال تواجه مخاطر كبيرة رغم الانتكاسات التي تعرضت لها بوكو حرام التي قضى زعيمها التاريخي، أبو بكر شيكاو، في هجوم شنه داعش خلال شهر مايو الماضي.
ويقول مراقبو الأمم المتحدة إنه في حين أن بوكو حرام "ضعفت بشكل كبير" ، فقد تزداد قوة داعش في منطقة بحيرة تشاد والذي يعمل على توسيع عملياته الإرهابية نحو مدينة مايدوجوري النيجيرية الاستراتيجية.
داعش سوريا والعراق:
وفيما يتعلق بتنظيم داعش فلا يزال تهديد التنظيم الإرهابي ماثل في العراق وسوري بحسب التقرير الأممي، حيث حصل التنظيم على تمويل يقدر بـ25 مليون دولار إلى 50 مليون دولار، بالإضافة إلى تمكنه من إعادة تأكيد وجوده إلى حد ما في العراق، حيث تبنى في الأسبوع الأخير تفجيرا في بغداد أدى إلى مقتل 30 شخصًا على الأقل.
ويقول مراقبو الأمم المتحدة إنه لا يزال لدى داعش "النية والقدرة على الحفاظ على تمرد طويل الأمد في الصحراء السورية" على الحدود مع العراق.
وأما بالنسبة لقيادات تلك الجماعات الإرهابية، فقد أشار التقرير الدولي إلى أن أمير محمد المولى، الذي تولى رئاسة داعش منذ أكثر من 18 شهرًا ، "لا يزال مترددًا في التواصل مباشرة مع مؤيديه"، منوها إلى أن قيادة داعش وسيطرتها على فروعها في مختلف أنحاء العالم قد خفتت
وفي سوريا، يشير التقرير إلى أن "الجماعات المتحالفة مع القاعدة تواصل السيطرة على منطقة إدلب" حيث يزيد عدد عناصرها عن عشرة آلاف، وسط مخاوف من انتقال بعضهم إلى أفغانستان عندما تصبح البيئة مواتية لذلك.
ومع تحقيق طالبان مكاسب سريعة في جميع أنحاء أفغانستان، فإن هناك مخاوف واسعة النطاق من أن تصبح البلاد مرة أخرى منصة للإرهاب الدولي.
وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن القاعدة موجودة في 15 مقاطعة أفغانية على الأقل، وتعمل "تحت حماية طالبان من أقاليم قندهار وهلمند ونيمروز".
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" ، قال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين إن الجماعة قد تعهدت "بعدم السماح لأي فرد أو جماعة أو كيان باستخدام أفغانستان ضد الولايات المتحدة وحلفائها ودول أخرى"، ولكن منسق فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة، إدموند فيتون براون، يقول إن طالبان لم تقطع علاقتها مع القاعدة ولم تتخذ أي خطوات ضدها.
وهناك أيضًا مخاوف من أن يكون لداعش موطئ قدم قوي في أفغانستان، حيث تحدثت بعض التقارير عن وجود ما بين 500 و 1500 مقاتل في أجزاء من شرق البلاد، فيما يحذر خبراء الأمم المتحدة من أن التنظيم الإرهابي قد "انتقل إلى ولايات أخرى وعزز مواقعه في كابول وحولها، حيث ينفذ معظم هجماته".
ولدى الحديث عن زعيم القاعدة أيمن الظواهري، فترجح التقارير أنه لا يزال على قيد الحياة لكنه مريض، ومن المتوقع أن يخلفه الإرهابي المصري المخضرم سيف العدل "الموجود حاليًا في إيران", لكن خبراء الأمم المتحدة لا يتوقعون ذهابه إلى أفغانستان وأنه قد يختار الذهاب إلى أفريقيا.