"إجهاض مخطط إرهابي وشيك".. خلايا داعش النائمة تستيقظ فى المغرب مجددا
الجمعة 08/أكتوبر/2021 - 12:40 ص
طباعة
أميرة الشريف
علي الرغم من الإجراءات الأمنية التي وضعتها المغرب للتصدي للإرهاب، وخاصة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أصبح يتنامي ويتوغل في المنطقة العربية بأكملها، لازال الأخير يهدد أمن المغرب بعملياته الإرهابية، حيث فككت السلطات المغربية، خلية متطرفة من 5 أشخاص، في عملية مكنت من "إجهاض مخطط إرهابي وشيك" كان يستهدف مقرات وشخصيات أمنية ومحلات عمومية، يتردد عليها مغاربة وأجانب.
وقال المكتب المركزي للأبحاث القضائية في بيان إنه تمكن من "إجهاض مخطط إرهابي وشيك بعد تفكيك خلية متطرفة تنشط بمدينة طنجة (شمالا)، تتكون من 5 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 22 و28 سنة، كانوا قد أعلنوا الولاء لتنظيم داعش الإرهابي"، وفق فرانس برس.
كما أضاف أن المعلومات الأولية للبحث تفيد بأن المشتبه بهم "اقتنوا العديد من المستلزمات والمستحضرات التي تدخل في صناعة العبوات المتفجرة التقليدية، تحضيراً للقيام بعمليات للتفجير عن بعد كانت قد حددت كأهداف لها مقرات وشخصيات أمنية، ومحلات عمومية تستقبل مواطنين مغاربة وأجانب"، مشيرًا إلى العثور في بيت المشتبه به الرئيسي (زعيم الخلية) على "حمض النيتريك وسوائل كيماوية مشكوك فيها" و"مسامير وأسلاك كهربائية" و"قنينات غاز من الحجم الصغير".
وأوضح أن زعيم الخلية "أبدى مقاومة عنيفة مما اضطر عناصر التدخل لإطلاق قنابل صوتية للإنذار وتحييد الخطر"، وقد وثق فيديو اقتياده من قبل عناصر شرطة مكافحة الإرهاب.
وأفادت شرطة مكافحة الإرهاب أيضاً بأن المشتبه به الرئيسي "كان قد دخل في عدة اتصالات مع قياديين بارزين في تنظيم داعش بمنطقة الساحل وجنوب الصحراء"، لافتة إلى حجز "صور لعدنان أبو الوليد الصحراوي" الزعيم السابق "لتنظيم داعش في الصحراء الكبرى"، والذي أعلن مقتله في عملية للقوات الفرنسية منتصف سبتمبر.
يذكر أن السلطات المغربية كانت أعلنت مؤخراً توقيف عدة أشخاص يشتبه في انتمائهم لخلية مماثلة بمدينة الراشيدية (جنوب شرق)، "كانوا بصدد التحضير للقيام بعمليات إرهابية".
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن وزارة الخارجية البريطانية، أعلنت في أبريل 2016، عن خريطة لمخاطر الإرهاب في المنطقة؛ حيث وضعت المغرب في قائمة البلدان التي تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة، على الرغم من أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية، بحسب معطيات الخريطة.
وكشفت آنذاك هذه الخريطة أن الخطر الإرهابي يهدد أكثر من 30 دولة أوروبية، معروفة بكونها وجهات سياحية، كفرنسا، وإسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إلى جانب باكستان، الصومال، روسيا، مصر، تونس، مينمار، كينيا، الفلبين، كولومبيا، تركيا، التايلاند، أستراليا، العراق، المملكة العربية السعودية، اليمن، سوريا، لبنان، إسرائيل وأفغانستان.
وعلي الرغم من مساعي البلاد لمواجهة الإرهاب، إلا أن بقايا التنظيم وعناصر التنظيم الإرهابي لا زالت تتوغل وتنتشر في البلاد، حيث أعلنت السلطات المغربية أكتوبر الماضي توقيف 12 مشتبها بهم ينتمون لـ"شبكة إرهابية وإجرامية" تنشط في مدينتني طنجة (شمال) والدار البيضاء غرب.
وتأتي عملية توسع التنظيم الإرهابي "داعش" في مختلف الدول، نظرًا لما لحق به من خسائر فادحة سواء في سوريا أو العراق وليبيا، حيث تكبد التنظيم خسائر مادية وجسدية كبيرة، لذلك يسعي لتعويض ذلك عن طريق تناميه في دول أخري يستطيع أن يحقق عن طريقها.
ومنذ أكتوبر 2017 كشف الأمن المغربي عن توقيف 2970 مشتبها فيه بالانتماء إلى خلايا إرهابية؛ بينهم 277 في حالة عود (حكم عليهم وقضوا فترة محكوميتهم وأطلق سراحهم، وتم اعتقالهم مرة أخرى في قضايا أخرى تتعلق بالإرهاب)، مشيرا إلى أن من بين الخلايا التي فككها الأمن المغربي، 60 خلية مرتبطة بـ"داعش".
وتدخل المغرب ضمن صفوف الدول الأولى في مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، من خلال سياسته الاستباقية، ومن خلال إعطاء معلومات استخباراتية جنبت العديد من الدول الأوروبية ضربات إرهابية.
ومنذ العام 2002 فككت الشرطة المغربية أكثر من ألفي خلية إرهابية وأوقفت أكثر من 3500 شخص في إطار قضايا مرتبطة بالإرهاب، وفق أرقام وفرها المكتب المركزي للأبحاث القضائية في فبراير.
وتشدد السلطات الأمنية المغربية على أن التنظيم الإرهابي داعش انتقل من مرحلة التدريب داخل المغرب ثم توجه إلى ما يسمى ببؤر الجهاد في محاولة منه للتغلغل إلى داخل المملكة والسعي إلى تكوين خلايا هدفها شن أعمال داخلها تستهدف قطاعات حيوية في البلاد.