داعش الذي بيننا
الأحد 16/نوفمبر/2014 - 10:15 م
طباعة
"الدولة الإسلامية بالعراق والشام" هكذا يطلقون على أنفسهم، أو "داعش"، الاسم الذى يفضله رجال الدين و"إيزيس" الاسم الذي يطلق عليه العالم الغربي والصحافة العالمية وهي الحروف الأولى للدولة الإسلامية بالعراق والشام..
مجموعة متوحشة مفترسة من المؤدلجين ديينا يعيشون على أيدلوجيات إرهابية يفرحون يبتهجون بذبح ونحر البشر يتهللون بنزيف دماء الضحايا يعتقدون أنهم أتباع الله وهم بالحقيقة أتباع أعتى الشياطين عنفا وكراهية، لهم ملامح بشرية ولهم نفوس شيطانية تراهم يذبحون وسط التكبير وينحرون ضحاياهم باسم الدين ومن العجيب أنهم يعتقدون أنهم جنود لله وهم بأعمالهم جنود شيطان عديم الرحمة.. يعتقدون أنهم أطهار، وأعمالهم تعبر عنهم يغتصبون النساء والفتيات باسم الله!! ويفتكون بعذرية الفتيات.. شيعيات، أيزيديات، مسيحيات، معتقدين أنها بروفة لسلوكهم فى جنتهم الموعودة !!
بينما العالم يسمو، يجرون العالم إلى عصور العبيد، يبيعون النساء كالدواب، ويعيدون عهود العبيد باسم الدين!!
ونجحت داعش فى إيجاد العديد من علامات التعجب والنظر إليها بعيون مختلفة..
ينظر العديد من البشر بعين التعجب على داعش، كيف ظهرت؟ ومن مولها؟ وكيف توحدت؟ وكيف في شهور قليلة أن تكتسب أرضية شعبية؟ وأرضا ومساحات تفوق لبنان 3 مرات على الأقل؟ وتسعى للهيمنة والاتساع لتشمل دولا عديدة..
ينظر الآخر باستهجان كيف تتم أعمال الذبح والنحر أمام الكاميرات؟ وضرب الرأس بالرصاص الحي؟ وتفجير البشر بدون رحمة؟ واغتصاب النساء وبيعهم كدواب باسم الدين؟.
يتعجب العديد من أعمال أعضاء الدولة الإسلامية في العراق والشام التي فاقت أعمال أعتى الشياطين دموية وفكرا.
يتعجب العديد منا نحن أهل الشرق بعين الريبة والشك، ما هي صفات الإيمان الذى يحول الإنسان لوحش مفترس يفوق أعتى الوحوش شراسة ويسحق الإنسان إلى أحقر الدرجات في السلوك الانساني؟.
تتعجب نحن ونستنكر الواقع وننظره كحلم ولا نريد أن نصدق، نبعد عنهم إسلامهم تارة ونحرمهم من إيماننا تارة ونلعنهم ونلعن إيمانهم تارة أخرى.
الحقيقة التى لا نستطيع إنكارها إنهم مسلمون، إنهم أبناء لبلادنا، تربوا وسطنا وعاشوا تحت حكم حكامنا وملوكنا، وتعلموا في مدارسنا، وشاركونا الطعام والهواء مثلنا تماما، داعش لم تأت من فراغ إنما أتت من تعليم يعلم في مدارسنا الدينية، وخطب تتصدع بها جدران بلادنا وفضائيات تبث سموما وكراهية قادرة على خلق وحوش كاسرة لا تهذب إنسانا!! انظروا الأزهر الذي يدرس لطلابه أفكار وآراء الإمام النووى الذي يبيح قتل تارك الصلاة، وما خفي كان أعظم.
وللأسف إن داعش جماعات، نحن نؤكد على تخلفها وتخلف مرجعيتها سوى أنها رغم تخلف أفكارها فهي تسخر أقوال السلف لتشرعن الأعمال الإرهابية.
داعش ذات الأيدلوجيات المتخلفة تمتلك سلاحا وعتادا متطورا وجيشا مدربا، تمتلك تمويلات بملايين الدولارات من دويلة خليجية، قطر، وممولة من أفراد خليجيين ومدربة من مخابرات تركية لها مصالح في تقسيم المنطقة للقضاء على الأكراد، وهناك أقوى دولة في العالم تهدف إلى زعزعة المنطقة للبقاء للأقوى حليفها الاستراتيجى الدائم.
يعتقد العديد أن داعش ليس لها مستقبل، ولكن الواقع يؤكد أن داعش باقية طالما ملوك وحكام المنطقة العربية في مكانهم مكتفين بالحركات البهلوانية التى تقوم بها الطائرات بدون طيار من قنبلة هنا وقنبلة هناك للحفاظ على صنيعتهم.. داعش باقية طالما ظل الحكام والملوك العرب مكانهم ليبثوا للعالم أجمع أنهم "خيال مآتة" في السياسة العالمية، داعش باقية طالما لم تقم ثورة تصحيح الفكر الإسلامي وتطوره وطالما اعتمدوا على السلف وعدم تجديد الفكر ليواكب العصر، داعش باقية وسوف يشرب من سمها من احتضنها لأن كما هو معروف من احتضن ثعبانا مات مسموما، ومن آوى سفاحا مات مقتولاً، ومن صمت على سرقة بيت جاره كان هو الضحية غداً.
ولا تتعجبوا من صمت العالم على أعمال التهجير والذبح والنحر التي حدثت للأقليّات المسيحية والأيزيدية والشيعية، صمت العالم الغربي لأن داعش يحقق أجندته والطامة الكبرى للصمت الإسلامي على تشويه الدين نفسه ولذلك سيأتي وقت للحساب لكل من صمت على سرقة بيت جارة سيكون هو الضحية غداً.
داعش تربت بيننا وشربت من مائنا وتنفست من هوائنا وعاشت مفتونة بسلفنا الطالح..
انظروا للأعمال الإجرامية للتيارات الإرهابية في مصر، ودول الجوار كيف سرقوا وحرقوا نهبوا كنائس ومنازل ومتاجر وسط تحت مبدأ ديني، الاستحلال!!
افحصوا الصورة أكثر فأكثر لتتأكدوا أن داعش عملة محلية وأن داعش ليست وهما بل داخل كل مؤسسات الدولة داعش صغيرة، إن أتيحت لها الفرصة لن تقل إرهابا وعنصرية عن رجال الدولة الإسلامية بالعراق والشام.
ترى متى نواجه الحقيقة أن داعش إنتاج محلي!!