تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 5 يوليو 2022.
الخليج: مباحثات مصرية بريطانية حول التطورات في ليبيا وترتيبات «كوب27»
التقى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الاثنين، اللورد طارق أحمد، وزير الدولة البريطاني لشؤون شمال إفريقيا وجنوب ووسط آسيا والكومنولث والأمم المتحدة، حيث تبادلا الرؤى حيال مجمل القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، ومنها الأوضاع والتطورات الجارية في ليبيا، كما تم التباحث حول ترتيبات مؤتمر المناخ «كوب27»، ذلك في مستهل الزيارة الحالية، التي يقوم بها شكري إلى لندن لتدشين أعمال مجلس المشاركة الأول بين مصر والمملكة المتحدة.
وأوضح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن شكري رحب بالحوار المنفتح بين مصر والمملكة المتحدة حول مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، واستمرار التواصل بين الجانبين. وأكد الوزيران أهمية ما يمثله تدشين مجلس المشاركة بين مصر والمملكة المتحدة من أهمية كبيرة، حيث يسهم في تعزيز مجالات العمل المشترك، لاسيما دفع التعاون في مجالات الاقتصاد وزيادة الاستثمارات البريطانية في مصر ومعدل التبادل التجاري بينهما تحقيقاً لمصالح البلدين، فضلاً عن استكشاف المزيد من فرص التعاون الثنائي. وتناول شكري والوزير البريطاني تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، وسبل التعاون للتخفيف من آثار تلك الأزمة.
وتطرق وزير الدولة البريطاني إلى المؤتمر الدولي المرتقب حول حرية الدين أو المعتقد، الذي تستضيفه لندن الثلاثاء،حيث أكد شكري المشاركة المصرية الفعالة في هذا المؤتمر، مشيراً إلى إنجازات وجهود مصر ذات الصلة بتعزيز حرية الدين والمعتقد، وحرص الدولة على إعلاء مبادئ المواطنة والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين على أي أساس.
وأوضح المتحدث أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر حول عدد من شواغل كل منهما ذات الصلة بأوضاع حقوق الإنسان.
وتناول اللقاء التحضيرات الجارية لاستضافة ورئاسة مصر للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «كوب27»، وأهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين الرئاستيّن المصرية والبريطانية وصولاً إلى ما نبتغيه من نجاحات تتحقق خلال المؤتمر المقرر عقده بمصر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
لبنان: مسيّرات «حزب الله» فوق «كاريش» خارج مسؤولية الدولة
اعتبرت الحكومة اللبنانية، أمس الاثنين، أن أي عمل خارج إطار المفاوضات الجارية بوساطة أمريكية لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، يعد «غير مقبول»، بعد يومين من إطلاق ميليشيات «حزب الله» ثلاث مسيّرات باتجاه حقل «كاريش» للغاز، وتم تأكيد أن هذه العملية جرت خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي، في وقت دخل فيه ملف التأليف الحكومي مجدداً مرحلة جديدة من العرقلة والتعطيل بعد اشتراط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تطعيم التشكيلة التي قدّمها له الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، بوزراء سياسيين وتعديلها وسط رفض الأخير ذلك.
وقال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في بيان، بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إن «أي عمل خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي الذي تجري المفاوضات في إطاره، غير مقبول ويعرّضه لمخاطر هو في غنى عنها». وشدد على أن المفاوضات الجارية بمساعي الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين «بلغت مراحل متقدمة»، داعياً الأطراف كافة إلى «التحلي بروح المسؤولية الوطنية العالية والالتزام بما سبق وأعلن بأن الجميع من دون استثناء، وراء الدولة في عملية التفاوض».
من جهة أخرى، كشفت مصادر مواكبة أن ميقاتي يصر على التشكيلة الوزارية التي سلّمها لعون ويرفض تطعيمها بوزراء سياسيين، ويتمسك بحقيبة الطاقة وسط ارتفاع السجال بينه وبين التيار «الوطني الحر» الذي يشترط جملة مطالب. ويتوقع أن يزور ميقاتي القصر الرئاسي هذا الأسبوع للبحث مع عون في التشكلية وإمكانية تعديلها، بما يرضيه ويحقق التوازن الطائفي والحزبي بين الكتل، لاسيما في ما يتعلق بحقيبتي الطاقة والاقتصاد.
وفي غضون ذلك، اطلع الرئيس عون من وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، على تطورات ملف النازحين السوريين وعودتهم إلى بلادهم نتيجة الاتصالات والحوارات الجارية مع الهيئات المعنية، حيث أكد شرف الدين بعد اللقاء أنه «مرفوض كلياً ألا يعود النازحون السوريون إلى بلادهم بعدما انتهت الحرب فيها وباتت آمنة»، كاشفاً أن «الدولة السورية تمد يدها للتعاون في هذا الملف»، لافتاً إلى أن «خطة الدولة اللبنانية تقوم على إعادة 15 ألف نازح شهرياً».
وتحدث شرف الدين عن «اقتراحات تقدم بها لبنان إلى المدير الإقليمي لمفوضية اللاجئين للأمم المتحدة اياكي ايتو الذي وعد بمراجعة مرجعيته، على أن يعود بالإجابة عنها خطياً»، كما تحدث عن «خطة لتشكيل لجنة ثلاثية مع الدولة السورية، ومفوضية شؤون اللاجئين، وأخرى رباعية مع تركيا والعراق والأردن لتحقيق هذه العودة».
إلى ذلك نفذ العسكريون المتقاعدون وعدد من المحتجين على الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية، وقفة احتجاجية وسط ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس المعروفة بساحة النور، وعمدوا إلى قطع بعض مسارب الساحة. وتحدث باسم المعتصمين هيثم درغام الذي أكد استمرار التحركات في المناطق اللبنانية كافة، رفضاً للممارسات والأسلوب الذي يعتمده المسؤولون، مشدداً على الاستمرار في الاحتجاجات حتى تحقيق المطالب. كما نفّذ عدد من المحتجين بمشاركة مخاتير وفعاليات، اعتصاماً أمام فرع «أم تي سي» تاتش في بعلبك، وعملوا على إقفاله لبعض الوقت أمام خدمة العملاء احتجاجاً على ارتفاع أسعار الخدمات وعملية التحويل الأخيرة التي حصلت بحق العملاء والمشتركين، وقطعوا الطريق الدولي لبعض الوقت احتجاجاً على فقدان الطحين والخبز والكهرباء.
البيان: السودان.. البرهان يعلن انسحاب الجيش من الحوار الوطني
أعلن رئيس مجلس السادة السوداني، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار، الذي تديره الآلية الثلاثية، مشدداً على أهمية حماية وحدة وأمن السودان.
وأكد البرهان أن القوات المسلحة لن تكون مطية لأي جهة سياسية للوصول إلى حكم البلاد، مشيراً إلى التزامها بتنفيذ مخرجات الحوار الجاري.
وقال البرهان في بيان وجهه للشعب السوداني، أمس: إن قرار عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في المفاوضات، يأتي بغرض إفساح المجال للقوى السياسية والثورية والمكونات الوطنية الأخرى من الجلوس لتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال مطلوبات الفترة الانتقالية. وحض البرهان القوى السياسة على الانخراط في حوار فوري وجاد يعيد وحدة الشعب السوداني، ويمكن من إبعاد شبح المهددات الوجودية للدولة، ويعيد الجميع لمسار التحول الديمقراطي.
وأكد البرهان أنه سيحل مجلس السيادة بعد تشكيل الحكومة التنفيذية، وسيتم تشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة من القوات المسلحة والدعم السريع، يتولى القيادة العليا للقوات النظامية، ويكون مسؤولاً عن مهام الأمن والدفاع وما يتعلق بهما من مسؤوليات تستكمل مهام المجلس بالاتفاق مع الحكومة، التي سيتم تشكيلها.
تحقيق عدالة
ودعا البرهان مكونات الشعب السوداني المختلفة خاصة الشباب للتمسك بالسلمية، لافتاً إلى أن حق التعبير عن الرأي مكفول للجميع، وأضاف: «ما قدمتموه من تضحيات محل تقدير، وتحقيق تطلعاتكم وآمالكم في التحول الديمقراطي لن تقف القوات المسلحة في طريقه»، معرباً عن أسفه على سقوط الضحايا من كل الأطراف، وأكد البرهان أن المؤسسة العسكرية ستقف إلى جانب تحقيق العدالة، وستساعد في التحقيق الذي يفضي لتوضيح الحقائق وتقديم المتورطين في إزهاق الأرواح إلى العدالة. وأعلن البرهان، التزام القوات المسلحة بالعمل مع جميع مكونات الشعب السوداني، من أجل الوصول إلى توافق وتراضي وطني يكمل مسار الانتقال، والتحول الديمقراطي، وصولاً لقيام انتخابات يختار من خلالها الشعب السوداني من يحكمه، مؤكداً دعم جهود الآلية الثلاثية وأصدقاء السودان.
ليبيا.. من يقف وراء الحراك؟
لا يزال الغموض يكتنف الأوضاع في ليبيا، مع تزايد احتقان الشارع واتساع دائرة الاتهامات المتبادلة بين القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة بشأن هوية الأطراف التي قد تكون وراء الحراك الشعبي الذي تشهده المدن الليبية.
واعتبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، أنّ هناك من يريد التشويش والعبث الذي لا يمكن أن نرضى به ويستغل فئات معينة من الشعب لنشر التوتّر في المدن وحرق المباني والتهجم على المؤسسات، مشيراً إلى أنّ هناك من يريد اختراق المظاهرات بالاتصالات والخطابات والتسجيلات وأنّ الحكومة لديها سلطات أمنية قادرة على حماية البلاد. بدوره، اتهم وزير الداخلية، خالد مازن، أشخاصاً خارج البلاد بالتحريض على التظاهرات وتحريك الشارع بهدف التكسير والتخريب، مضيفاً: «سنلاحق هؤلاء الأشخاص في الداخل والخارج».
كما أشار الجيش الوطني الليبي، إلى وجود أصابع إخوانية في الحراك، إذ حذّر الناطق الرسمي باسم القائد العام، اللواء أحمد المسماري من استغلال التيارات السياسية للأحداث والتظاهرات، وتحويلها إلى صراع مسلح لإعادة تدوير الفوضى، مجدداً التأكيد على دور القوات المسلحة في حماية المتظاهرين من أي اعتداء أو تهديد وأي شكل من أشكال المنع.
وكان رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، قد اتهم أنصار النظام السابق، بالوقوف وراء الحراك الشعبي واقتحام مقر مجلس النواب، قائلاً: «أنصار النظام السابق اقتحموا مقر البرلمان ونحملهم مسؤولية ذلك، وسنتعامل مع من أحرقوا مقر البرلمان وفق القانون ولن ينجو أحد بفعلته».
تنسيق
وعلمت «البيان» من مصادر أمنية في طرابلس، أن عمليات الرصد والمتابعة أكدت وجود تنسيق بين منظمي الاحتجاجات في مختلف مناطق البلاد، وأن الحراك الشعبي وإن كان يبدو عفوياً إلا أنه قد تم الاستعداد له ولو من خلال إعداد مئات من السترات الصفراء واللافتات والأعلام.
وأكدت المصادر، أنّ المحتجين ينتمون لمختلف فئات المجتمع، إلا أنّ أغلبهم من الطبقات المحرومة والمتضرّرة أكثر من غيرها جراء الأزمات المتلاحقة التي شهدتها البلاد على مدى عشر سنوات، لافتة إلى أنّ وجود محتجين يرفعون صور القذافي أو نجله سيف الإسلام في بعض المناطق، لا يعني أن أيادي النظام السابق هي التي تقف وراء الحراك، لكن يكشف عن تنوّع المرجعيات والهويات السياسية والاجتماعية والثقافية بين الغاضبين في شوارع ليبيا من اتساع ظاهرة الفقر وغلاء الأسعار ونهب الثروات وانسداد أفق الحل، فضلاً عن تأكيده أنّ المشاركين في الحراك قد تجاوزوا أية تناقضات وخلافات قد تفرق بينهم، واجتمعوا على هدف واحد وهو الإطاحة بمؤسسات الحكم والنخب السياسية الفاعلة والسعي لتحسين الظروف المعيشية والاتجاه لتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية.
تحذير
حذر الأمين العام للجامعة العربية، من تبعات حالة الانسداد السياسي في ليبيا وتداعياته الوخيمة على الاستقرار. وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، مجدداً، عن قلقه إزاء تطورات الوضع في ليبيا، وذلك عقب الإخفاق في التوافق حول بعض القضايا العالقة بمسودة الدستور، والتي سبق لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة أن حققا توافقاً مشجعاً في معظمها خلال اجتماعات القاهرة وجنيف. واعتبر أبو الغيط في بيان، أنّ الانسداد السياسي قد تكون له تبعات وخيمة علي استقرار ليبيا.
الشرق الأوسط: تركيا ترفض تفتيش «إيريني» لسفينتها المتجهة إلى ليبيا
رفضت تركيا للمرة التاسعة السماح لعملية «إيريني»، المعنية بمراقبة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، بموجب قرار من مجلس الأمن تفتيش إحدى سفنها المتجهة إلى مصراتة.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، نبيلة مصرالي، في مؤتمر صحافي أمس، إن «تركيا عرقلت مجدداً مراقبة الاتحاد الأوروبي لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة على ليبيا... ونأسف لرفض تركيا طلب إيريني أول من أمس، تفتيش سفينة أخرى، هي (إم. في. باربالي) التي ترفع العلم التركي، وكانت في طريقها من إسطنبول إلى مصراتة»، مضيفة أن تركيا منعت عمليات تفتيش خلال ثماني مرات سابقة.
وأعلن مركز قيادة العملية إيريني في روما، أمس، أن تركيا اعترضت مجدداً على تفتيش إحدى سفنها، مشيراً إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2292 عن حظر الأسلحة على ليبيا، ودعا تركيا إلى الامتثال للقرار.
وسبق أن اصطدمت تركيا مع قيادة عملية «إيريني»، بسبب إصرارها على تفتيش سفنها المتجهة إلى ليبيا للشك في حملها أسلحة إلى حكومة الوفاق الوطني الليبية، برئاسة فائز السراج، ثم إلى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وفي عام 2020، جرى تفويض «إيريني»، التابعة للقوات البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط، من قبل الاتحاد الأوروبي بهدف المساهمة في تنفيذ حظر الأسلحة المفروض على ليبيا.
وكان البرلمان التركي قد وافق على طلب الحكومة تمديد بقاء القوات العاملة في ليبيا لمدة 18 شهراً، بدءاً من 2 يوليو (تموز) الحالي. وجاء في المذكرة، التي حملت توقيع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن «الجهود التي بدأتها ليبيا عقب أحداث فبراير (شباط) 2011 لبناء مؤسسات ديمقراطية ذهبت سدى، بسبب النزاعات المسلحة التي أدت إلى ظهور هيكلية إدارية مجزأة في البلاد».
وذكرت المذكرة أن تركيا تواصل دعمها القوي لحماية سيادة ليبيا وسلامة أراضيها، ووحدتها السياسية، وإعلان وقف دائم لإطلاق النار في البلاد ولجهود الحوار السياسي، التي من شأنها ضمان المصالحة الوطنية، التي تتم في نطاق الشرعية الدولية، وفي إطار قرارات مجلس الأمن الدولي وتسهيل من الأمم المتحدة. كما تواصل دعمها في مجالي التدريب والاستشارات، التي تسهم في أمن ليبيا في إطار مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري، التي وقعت بين البلدين ودخلت حيز التنفيذ، وأرسلت قواتها إلى ليبيا بموجب المادة 92 من الدستور بتاريخ 2 يناير (كانون الثاني) 2020.
وأرسلت تركيا آلافاً من قواتها، إلى جانب آلاف المرتزقة من الفصائل المسلحة الموالية لها في سوريا للقتال إلى جانب القوات، التابعة لحكومة الوفاق الوطني السابقة، التي كان يرأسها فائز السراج بموجب مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني، وقعها مع إردوغان في إسطنبول في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، إلى جانب مذكرة التفاهم في مجال تحديد مناطق الصلاحية البحرية في البحر المتوسط. لكن مجلس النواب الليبي لم يصادق على المذكرتين حتى الآن.
وتحتفظ تركيا، حتى اليوم، بآلاف من عناصر قواتها المسلحة إلى جانب نحو سبعة آلاف من المرتزقة السوريين من عناصر فصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لها، على الرغم من المطالبات الدولية بسحب المرتزقة والقوات الأجنبية، إذ تتمسك تركيا بأن وجودها العسكري في ليبيا شرعي، وأنه لا يجب النظر إلى قواتها كقوات أجنبية.
قيس سعيد يدعو التونسيين للتصويت بنعم على الدستور «لتحقيق أهداف الثورة»
قال الرئيس التونسي قيس سعيد اليوم (الثلاثاء) إن الدستور المقترح لا يعيد البلاد إلى الحكم الاستبدادي ويضمن الحقوق والحريات، مدافعا عن الدستور الذي اقترحه للاستفتاء في 25 يوليو (تموز) وسط انتقادات واسعة لهذا المشروع.
وقال سعيد في رسالة نشرها على موقع الرئاسة إن الدستور المقترح هو «من روح الثورة» ودعا التونسيين إلى التصويت بنعم «لتحقيق أهداف الثورة» و«كي لا يصيب الدولة هرم».
وحاول سعيد برسالة طمأنة التونسيين بشأن محتوى الدستور والضمانات التي يقدمها في مجال حماية الحقوق والحريات وتوسيع تمثيلية الجهات والأقاليم عبر تكوين مجلس إضافي كغرفة ثانية للبرلمان وإمكانية سحب الوكالة من النواب في حالة التقاعس. كما تحدث الرئيس في رسالته عن رقابة البرلمان للحكومة ومنع الدستور لهيمنة حزب واحد على مؤسسات الدولة.
ويواجه الدستور انتقادات من المعارضة كما يثير تحفظات خبراء في القانون الدستوري بسبب الصلاحيات الواسعة الممنوحة للرئيس، بما في ذلك تنصيب رئيس الحكومة وأعضاء الحكومة وإقالتهم تلقائيا وحق حل البرلمان ومجلس الجهات والأقاليم وتسمية كبار موظفي الدولة والقضاة وأعضاء المحكمة الدستورية.
ولا يشير الدستور إلى آليات لمراقبة أعمال الرئيس أو مساءلته أو شروط سحب الثقة منه.
وفي مسعى لتبديد تلك التحفظات، قال سعيد إن الدستور هو «من روح الثورة ومن روح مسار التصحيح»، في إشارة إلى قراراته يوم 25 يوليو الماضي بإعلانه التدابير الاستثنائية وتجميد البرلمان ثم حله وحل هيئات دستورية وتعليق العمل بدستور 2014 بدعوى إنقاذ الدولة من «خطر داهم»، كما ورد في الدستور.
ولطالما ألقى سعيد، أستاذ القانون الدستوري المتقاعد، باللائمة على خصومه في البرلمان المنحل بإشاعة الفساد والفوضى بمؤسسات الحكم والتسبب في الانهيار الاقتصادي طيلة الانتقال السياسي الذي بدأ عام 2011 بعد سقوط الحكم الاستبدادي للرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
لكن المعارضة تتهم سعيد بالانقلاب على الدستور والتخطيط لتعزيز هيمنته على الحكم. وكانت قد أعلنت في أغلبها مقاطعتها للاستفتاء.
الدبيبة يتحدث عن «اختراق المظاهرات»... وحفتر يعرض حمايتها
ادعى عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الليبية المؤقتة، ووزير داخليتها خالد مازن، اختراق المظاهرات التي شهدتها العاصمة طرابلس، وعدة مدن أخرى منذ عدة أيام، من طرف جهات لم يحددها، تزامناً مع تلويح المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، بإمكانية التدخل لحمايتها، بينما أعلن الحراك المنظم لها عن تأجيلها في انتظار الحصول على الموافقة الأمنية.
وقال الدبيبة خلال اجتماع لحكومته أمس بطرابلس إن «هناك من يريد اختراق المظاهرات»، لافتاً إلى «وجود أدلة على ذلك، وهدد بمواجهتها، والحفاظ على المكتسبات». كما اعترف بوجود مشاكل أبرزها الكهرباء، التي قال إنه «أساء تقديرها»، واعتقد أنه يمكن تجاوزها في فترة قصيرة، بينما تحتاج لوقت أطول. كما أوضح أنه سيسلم السلطة لجهة منتخبة، وأنه لا خلاف بشأن مطلب الجماهير إجراء انتخابات، مؤكداً أن الشعب الليبي «هو من يقرر مصيره السياسي ودستور بلاده».
وفيما بدا أنه بمثابة رفض لمقترح السفير الأميركي، ريتشارد نورلاند، مؤخراً إجراء الانتخابات في ظل الحكومتين المتنافستين على السلطة، شدد الدبيبة على «رفض أي مناورة لتقسيم السلطة بين أحزاب أو أشخاص»، مؤكداً أنه «لا يمكن قبول إدارة المشهد في البلاد من قبل جهة سياسية أو مدينة أو قوة معينة». وقال إنه «مستعد لعدم الترشح للانتخابات الرئاسية إذا اتهمه الشعب بإفساد المشهد السياسي»، وأنه «لا مشكلة لديه في إحراق صوره».
في سياق ذلك، اعترف خالد مازن، وزير الداخلية بحكومة الدبيبة، باعتقال متظاهرين، لم يحدد عددهم، وادعى أنهم اعترفوا بالتحريض، قائلاً: «توصلنا إلى أن المظاهرات تم اختراقها من قبل محرضين. وقد تم رصد دعوات للتحريض والتدمير، من قبل أشخاص خارج البلاد. ولدينا اعترافات سنعرضها على التلفزيون. كما أن المتظاهرين استفاقوا وأدركوا أن هناك اختراقاً».
ومن جهته، أكد تيار «بالتريس الشبابي» أنه تم إلغاء المظاهرة السلمية، التي كانت مقررة أمس، لليوم الثالث على التوالي، وذلك بسبب عدم حصوله على الموافقة الأمنية، مؤكداً أن السلمية هي «الطريق الوحيد الذي لن نختار غيره». وقال عمر الطربان، رئيس التيار، إن عمليات إغلاق الطرق والتخريب واقتحام مقرات الدولة «لا تمثل التيار».
من جانبه، قال الجيش الوطني إنه قادر على تأمين المظاهرات والانتخابات، عبر وحدات عسكرية خاصة، متى تطلب الأمر، وأكد على لسان اللواء أحمد المسماري، الناطق باسمه، أن الجيش «لن يقف مكتوف الأيدي إذا تطورت الأمور، وحدثت أشياء لا يمكن أن يتصورها العقل البشري، وسنحمي المتظاهرين في طرابلس، ونحن ملتزمون بحمايتهم في المناطق التي تحت سيطرتنا».
في غضون ذلك، طالب «المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا» بإيجاد حكومة جديدة تسير البلاد للوصول إلى الانتخابات، والتوزيع العادل لإيرادات الدولة، وأكد في بيان ضرورة إنهاء كل الأجسام المتصدرة للمشهد، وكل الأجسام العسكرية المنبثقة عنها، مشيراً إلى أنه يجب إنهاء الفساد، والنهب الممنهج بالاحتكار والاستيلاء على الوزارات والمواقع السيادية.
بموازاة ذلك، بدوره، اعتبر أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، أن تطورات الوضع في ليبيا تثير القلق الشديد، خصوصاً بعد وصفه لإخفاق في التوافق حول بعض القضايا في مسودة الدستور، وأبدى تفهمه أسباب الإحباط لدى المواطنين، وأعرب عن رفضه للميليشياوية والتخريب، قائلاً إنه «لا بديل عن حل سياسي توافقي».
من جهة ثانية، قالت بعثة معينة من قبل الأمم المتحدة إلى ليبيا، أمس، إن هناك «ما يمكن أن يكون مقابر جماعية» لم يتم التحقيق فيها بعد، ويمكن أن تكون مائة مقبرة، في مدينة ترهونة التي تم العثور فيها بالفعل على مئات الجثث. وطالبت سلطات طرابلس بمواصلة البحث عن المقابر.
ويتضمن تقرير البعثة، الذي سيحال إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع، تفاصيل قيام ميليشيا كان يديرها سبعة إخوة بإعدام وسجن مئات الأشخاص، بين عامي 2016 و2020، واحتجازهم أحياناً في أبنية ضيقة تشبه الأفران، وتسمى «الصناديق»، وأُضرمت فيها النار خلال عمليات الاستجواب. وتمثل الأدلة، التي جمعتها البعثة المستقلة لتقصي الحقائق على أعمال الخطف والقتل والتعذيب في ترهونة، واحداً من الأمثلة الصارخة لانتهاكات حقوق الإنسان خلال الفترة المضطربة، التي تلت الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي.
وجاء في التقرير، المكون من 51 صفحة، أن من بين الضحايا معاقين ونساءً وأطفالاً أيضاً. كما توصلت البعثة، التي اعتمدت على شهادات سكان وزيارتين للموقع، إلى «أسس معقولة» تفيد بأن ميليشيا الكانيات ارتكبت جرائم ضد الإنسانية. وحددت أربعة من قادة هذه الجماعة شاركوا مباشرة في ارتكاب الجرائم.
واستخدمت البعثة صوراً التقطت بالأقمار الصناعية، تبين معالم تقلبات في التربة ضمن أدلة أخرى لتحديد ثلاثة مواقع دفن جديدة مرجحة. وقالت إنه من الممكن أن تكون هناك مواقع أخرى كثيرة، مشيرة إلى مقبرة قائمة تعرف باسم «مكب النفايات»، حيث تم فحص مجرد جزء صغير من الموقع.
العربية نت: قيس سعيّد: لا مساس بالحقوق والحريات في الدستور الجديد
نفى الرئيس التونسي قيس سعيّد، الثلاثاء، أن يكون مشروع الدستور الجديد الذي سيصوت حوله التونسيون في 25 يوليو، يهيئ لعودة الاستبداد.
وأضاف في رسالة موقعة من قبله، نشرتها رئاسة الجمهورية التونسية، أنّ الدستور روح قبل أن يكون مجرد مؤسسات وأن المشروع الجديد يعبر عن روح الثورة ولا مساس فيه على الإطلاق بالحقوق والحريات.
واعتبر أن يوم الاستفتاء مناسبة لإنقاذ الدولة داعيا التونسيين إلى التصويت بـ"نعم".
واتهم سعيد منتقدي المشروع الجديد بأنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء النظر في كل بنوده وأحكامه ولم ينظروا إلى تركيبة المحكمة الدستورية وسحب الوكالة وتحديد حق الترشح لرئاسة الدولة إلا مرة واحدة، واصفا آراءهم بأنها افتراء.
وشدد سعيّد على أن التاريخ لن يعود إلى الوراء ولن يعيد نفسه بكل تأكيد.
وأضاف أنّ التوازن لا يختل بالنصوص وإنما بهيمنة الحزب أو التحالف الواحد.
وبعدما أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل، المنظمة النقابية ذات النفوذ الواسع، ترك قواعده حرية الاختيار والمشاركة في التصويت على مشروع الدستور الجديد، كشفت مصادر نقابية تونسية مطلعة، أن الجزائر تقود وساطة بين الرئيس التونسي قيس سعيّد، والأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي، وذلك لرأب الصدع بين الطرفين إثر الخلافات التي ظهرت بينهما مؤخرا.
فقد تلقى الطرفان دعوة لزيارة الجزائر، سيلبيانها الثلاثاء، لحضور مراسم احتفال الجزائر بذكرى استقلالها الـ60.
وأفادت مصادر مقربة من الأمين العام الطبوبي، بأن الأيام الأخيرة شهدت تحركات مهمة قامت بها الجزائر من أجل إيجاد تقارب بين الرئيس سعيد وقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام محلية.
نقيب محامي تونس يحذر.. "سقوط الدستور يعيد الغنوشي"
حذّر رئيس اللجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية الاجتماعية ونقيب المحامين التونسية، إبراهيم بودربالة، من خطورة التداعيات السياسية على البلاد، في حال فشل التصويت على قبول الدستور الجديد خلال الاستفتاء المقرر الشهر الجاري.
وأضاف في تصريح للإعلام المحلي، اليوم الاثنين، أن "تصويت التونسيين برفض مشروع الدستور الجديد، سينتج عنه سياسياً، تنحّي الرئيس قيس سعيد عن الحكم وتقلد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي رئاسة البلاد"، وفق تعبيره.
كما أوضح أنه "إذا تم التصويت بــ(لا) على الدستور ستعود البلاد سياسياً إلى مرحلة ما قبل 25 يوليو"، مشيراً إلى أنه "بالتالي يعود البرلمان المنحل ويكون الغنوشي رئيسا للجمهورية بشكل مؤقت، وفق ما ينص على ذلك دستور 2014، إلى حين تنظيم انتخابات جديدة".
يشار إلى أن الجريدة الرسمية كانت نشرت نص الدستور الجديد المقترح يوم الخميس الماضي، على أن يجرى الاستفتاء عليه في 25 يوليو الجاري.
أهم بنوده
ومن أبرز بنود الدستور عدم نصه على أن الإسلام هو دين الدولة، كما هي الحال في دستور 2014 بل اعتباره "تونس جزءا من الأمة الإسلامية، وعلى الدولة وحدها أن تعمل على تحقيق مقاصد الإسلام الحنيف في الحفاظ على النفس والعرض والمال والدين والحرية".
وتهدف تلك الصيغة إلى التصدّي للأحزاب ذات "المرجعية الإسلامية" على غرار "حركة النهضة".
إلا أنه يشدد في المقابل على أن الدولة "تضمن للمواطنين والمواطنات الحقوق والحريات الفردية العامة دون تمييز".
كما يكفل "حرية الاجتماع والتظاهر السلميين".
إلى ذلك، يتضمن إنشاء "مجلس أقاليم" كغرفة ثانية للبرلمان، لكنه لا يقدم أي تفاصيل حول كيفية انتخابه أو الصلاحيات التي ستكون له.
فيما يعطي رئيس الجمهورية صلاحية حل البرلمان والحكومة، والدعوة لانتخابات تشريعية.
ويفترض أن يحل هذا النص الذي يجعل نظام الحكم أقرب إلى النظام الرئاسي من البرلماني، محل دستور 2014 الذي أنشأ نظاماً هجيناً كان مصدر نزاعات متكرّرة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية خلال السنوات الماضية، وأغرق البلاد منذ العام الماضي بأزمة سياسية جمدت حركة السلطات الثلاث.