الإسلام بين الأزهر والإخوان

السبت 23/نوفمبر/2024 - 01:25 م
طباعة
 
قدم مرصد الأزهر لمقولة الشيخ محمد أبو زهرة الذي يقول فيها "إن الإسلام دين وقانون، وإن شئت فقل إنه دين ينظم علاقة العبد بربه على أساس أن أشد قربة إلى الله أن يحسن إلى خلقه وألا يسيء إليهم، فإن الإساءة إلى الخلق إساءة إلى الخالق، وإيـ ذاء العبد بعد عن الرب، ولذلك كان التعامل الفاضل متلازمًا مع العبادة السليمة، وكل عبادات الإسلام تؤدي إلى تأليف اجتماعي، يقوم على الفضيلة والخلق المستقيم».  
من كتاب تنظيم الإسلام للمجتمع للشيخ العلامة محمد أبو زهرة، وسرعان ما اخذت خلايا جماعة الاخوان هذه المقولة للتدليل على انهم على حق في بعض شعاراتهم وفي القلب منها "الاسلام دين ودولة ، والاسلام هو الحل" وهذا بعيد تماما عن مقولى الشيخ ابو زهرة الذي تبرز مقولته بُعدًا مهمًا من الإسلام كدين يتجاوز العلاقة الفردية مع الله ليشمل قيمًا اجتماعية وأخلاقية. التركيز على أن الإساءة إلى الناس هي إساءة إلى الخالق يُبرز جوهر الرحمة والعدالة التي يُفترض أن تحكم العلاقات الإنسانية في الإسلام. كذلك، الربط بين العبادة السليمة والسلوك الفاضل يعكس رؤية شاملة للدين كمنظومة أخلاقية تهدف إلى بناء مجتمع قيمي.
العلاقة مع أطروحات جماعة الإخوان المسلمين
رغم أن ظاهر هذه المقولة يتقاطع مع شعارات الإخوان مثل "الإسلام هو الحل" أو أطروحاتهم حول كون الإسلام دينًا ودولة، إلا أن هناك اختلافًا جوهريًا في المضمون والمقاصد:
الشمولية المتزنة: هذه المقولة تركز على الأخلاق والفضيلة كجوهر للدين، بينما غالبًا ما تركز أطروحات الإخوان على الشق السياسي للإسلام، ما يجعل خطابهم أقرب إلى الأدلجة منه إلى التركيز على الإصلاح الأخلاقي والاجتماعي.
الاستغلال السياسي: الإخوان يُروجون لفكرة أن الإسلام يحتوي على كل الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في محاولة لتقديم أنفسهم كبديل سياسي شامل، بينما المقولة لا تدعو إلى تطبيق الإسلام كنظام حكم بقدر ما تؤكد على بناء الإنسان والمجتمع على أسس أخلاقية.
التلازم بين العبادة والسلوك: المقولة تُبرز أن جوهر العبادة هو تحسين العلاقة مع الخلق، بينما يُلاحظ أن خطاب الإخوان أحيانًا يُركز على الشكل الخارجي للعبادة مع تجاهل السلوك القيمي، ما ينعكس في التناقضات العملية التي وقعوا فيها.
الخلاصة
المقولة في جوهرها تتماشى مع البعد الأخلاقي والاجتماعي للإسلام، لكنها تختلف عن شعارات الإخوان من حيث الأهداف والتطبيق. استغلال الدين كأداة سياسية، كما فعلت الجماعة، يُضعف المعاني الروحية والإنسانية التي تعكسها هذه المقولة.

شارك