بعد الهجوم على "آمشاش".. "أنصار الدين" تصعد ضد القوات الفرنسية في مالي

السبت 20/أغسطس/2016 - 05:53 م
طباعة بعد الهجوم على آمشاش..
 
جاء إعلان تنظيم "أنصار الدين" المقرب من تنظيم القاعدة في شمالي مالي، بتبنيه استهداف قاعدة عسكرية للقوات الفرنسية، ليشير إلى طبيعة الصراع في مالي بين الجماعات المتشددة والقوات الحكومية وقوات الفرنسية.

هجوم أنصار الدين:

هجوم أنصار الدين:
فقد أعلنت جماعة "أنصار الدين" المقرب من تنظيم القاعدة في شمالي مالي، استهدافها قاعدة عسكرية للقوات الفرنسية.
وتبنت "أنصار الدين" الناشطة في الشمال المالي مقتل جندين فرنسيين وتدمير سيارتهم، وذلك إثر تفجير لغم على السيارة قرب قاعدة "آمشاش" العسكرية شمالي مالي.
وقالت الجماعة التي يقودها إياد أغ غالي، في بيان لها، إنها إثر قصفها للقاعدة العسكرية في آمشاش بصواريخ يوم الثلاثاء الماضي، خرجت دورية فرنسية لتمشيط المنطقة التي انطلق منها الرماية، مؤكدة أنها فجرت لغما في إحدة السيارات. وأكدت الجماعة أن اللغم أدى لتدمير السيارة ومقتل اثنين من ركابها.

صراع دموي:

صراع دموي:
وتعاني مالي من هجمات مسلحة تدار على جبهتين، تقودها في الوسط جماعة "أنصار الدين"، في حين يتولّى تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" الأمر في شمالها، ضمن سياسة تقسيم الأدوار على الأرض و"تنويع الأهداف"، وفق مراقبين.
وقام تنظيم "أنصار الدين بالعديد من العمليات العسكرية في مالي مستهدفًا القوات الحكومية والقوات الفرنسية، وتعد مناطق شمال مالي من أهم جغرافية نفوذه في البلاد، وتعد "جبهة تحرير ماسينا" في وسط مالي من أهم حلفاء تنظيم "أنصار الدين"، والذي يتبني رؤية متشددة في مواجهة القوات الحكومية والفرنسية. 
وتنظيم "أنصار الدين" الذي أسّسه إياد اغ غالي، أحد قادة الطوارق، عام 2011، وعرف المتحدث الرسمي للجماعة، سنده ولد بو عمامه "أنصار الدين" بقوله أنها جماعة إسلامية مسلحة، ذات توجه سلفي، تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على كامل التراب المالي، لكن لا تطالب باستقلال شمال البلاد على عكس حركة "تحرير أزواد" التي تسعى إلى انفصال الشمال لإقامة دولة أزواد.
وقد تبنّى تنظيم "أنصار الدين" منذ 2014، نحو 5 هجمات أودت بحياة 32 شخصًا بين مدنيين وعسكريين، استهدفت آخرها، الشهر الماضي، معسكرًا تابعًا للجيش المالي في نامبالا (وسط/ قرب الحدود الموريتانية)، ما أسفر عن مقتل 20 جنديًا، والاستيلاء على أسلحة وكمّيات مهمة من الذخائر، بحسب الموقع الرسمي للجماعة المسلحة.
تطاع السيطرة في وقت من الأوقات على مدينة "تمبكتو" الأثرية، شمال غرب مالي، وشرعت بعدها الجماعة السلفية في هدم الأضرحة والعتبات الدينية، التي أدرجتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988 فأتت على 7 مزارات من أصل 16، وهو ما لاقى ردود فعل دولية غاضبة.
ولم يكتف أمير تنظيم أنصار الدين "إياد أغ غالي" بالسيطرة على شمال مالي، حتى طمح في التمدد داخل الجنوب في تحدٍ للقوى الغربية، فخاض بميليشيا "أنصار الدين" معارك ضارية في "كونا" ختمها بهجوم شرس على معسكر أُعد لتدريب الجنود الماليين على أيدي عسكريين فرنسيين وأوروبيين، مخلفًا في صفوفهم عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى، فجعل من نفسه الهدف الأول للقوات الفرنسية الخاصة التي دخلت الأراضي المالية بعد العملية بأيام لحماية دولة مالي من الانهيار حسبما ادعت "باريس".
 للمزيد عن أنصار الدين اضغط هنا 

المشهد المالي:

يبدو أن الصراع في مالي لن ينتهي قريبًا في ظل الصراع الدائر في ليبيا وتدهور الأوضاع الأمنية في دول الجوار، مع تصعيد محتمل من قبل تنظيم "أنصار الدين" وهو ما يشير إلى أن القوات الفرنسية والحكومية سوف تشهد هجمات قادمة في ظل تهديدات تنظيم القادمة في المغرب العربي باستهداف المصالح الفرنسية.

شارك