عفوا لوموند أفريك.. لقد انتهى رصيدكم (الحلقة الثالثة)
السبت 22/يونيو/2019 - 03:50 م
طباعة
حملات تشويهى المدعومة من قطر فشلت ونسب مشاهدة الفيديوهات تثير السخرية
لست مناهضا للسامية ولا الصهيونية ولكن لا أنسى فظائع 4 حروب خلفت في مصر مائة ألف شهيد
"كاييه" تحايل على وسائل الإعلام الفرنسية وأوهم الجميع بأنه باحث متخصص في الإسلام الجهادي
صحيفة "نوفيل أوبسرفاتير" كشفت معلومات وأسرارا مدوية عن ماضيه الأسود
أقام بالقاهرة عام 2005 وطرد من لبنان عام 2015 بعد اكتشاف ارتباطه بجماعات جهادية متطرفة في سوريا
أحاديثى داخل الجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس الشيوخ والبرلمان الأوروبي ونادي الصحافة في باريس وميونيخ وجنيف ركزت على مكافحة الإرهاب
أطالب بنقاش علمي وموضوعي بدلا من إطلاق التهم الجزافية بالتآمر
أحذر دائما من اجتياح أفكار التنظيم الدولي للإخوان المتطرفة لأوروبا واستخدام المال القطري للتأثير على صناعة القرار في فرنسا
هذه دعوة للتعقل والحوار البناء وتجنب المعارك الإعلامية المغرضة
دعوة نوجهها لكل ذي عقل أو ألقى السمع وهو بصير. من خلالها، يمكننا أن نعمل معا لمواجهة الخطر المشترك، إذا خلصت النوايا، وأزيحت المصالح الخاصة جانبا.
وبداية دعونا نتفق على أساس للحوار غير قابل للجدل يتلخص في: أنه لا يعد أي اتهام حقيقة طالما أنه لا يستند إلى دليل مادي واضح أو أنه نسج من خيال مريض أو مجموعة من الأكاذيب تغلفها تضارب المصالح بقصد التشهير.
ودعونا نطرح سؤالا مفصليا: متى يمكننا أن نعيش أو على الأقل نتعايش معا باحترام رغم اختلافاتنا؟
أعتقد أن المبدأ الوحيد الذي يجب أن يحكمنا في ذلك هو: تجنب سوء الفهم والخلط الإعلامي الذي يزيد الأفق قتامة ويمنع الجميع، من ذوي النوايا الحسنة والعزيمة القوية، من الاعتراف المتبادل والتعارف والتشاور والعمل معا لمقاومة الإرهاب والتعصب والتطرف والأحكام المسبقة والعنف الذي لن يسلم منه لا الشرق ولا الغرب.
لقد جئت إلي باريس، مدينة النور، من أرض تمتد حضارتها إلى فجر الضمير، تهددها من الداخل أخطار الإرهاب، وتتهددها من الخارج التدخلات السياسية، والأطماع الدولية والإقليمية.
عندما عبرت البحر المتوسط، لم آت إلى هنا حالما (كما قال نوفاليس) بقطف زهور الرومانسية الزرقاء، وإنما أتيت فقط من أجل أهداف محددة تتلخص في الآتي:
- تبادل المعلومات حول الخلايا الجهادية لداعش والتنظيمات المشابهة كالقاعدة وغيرها، التي تنتشر اليوم من كابول، إلى دمشق، مرورا بباريس ولندن ووصولا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
- إمعان النظر عن قرب وبصورة دقيقة في نوعية أنشطة كافة الجمعيات والمؤسسات التابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وخلاياهم النائمة ومجموعاتهم النشطة في قلب المجتمعات الغربية.
- متابعة ورصد التمويل المشبوه الذي تقدمه دول بعينها لتيار الإسلام السياسي المتطرف لكي تستخدمه في زيادة نفوذها في أوروبا.
- وباعتباري باحثا متمرسا في مجال الإسلام السياسي أمتلك خبرة تربو على الثلاثين عاما في هذا المجال، وباعتباري إنسانا قبل كل شيء يعيش على هذا الكوكب، جئت إلى هنا أحمل رسالة سطورها معلنة وواضحة:
⁃رسالة.. تعبر عن إرادة وتصميم رجل مولع بالحرية والمساواة والأخوة، دون أية تفرقة بين البشر علي أساس الجنس أو العِرق أو الدين.
- رسالة تسعى للحفاظ على السلام الدولي وضمان الأمن لأوروبا كما للشرق الأوسط، وكما للعالم أجمع.
-رسالة تدعو لتشجيع التواصل والتعاون بين مختلف الخبراء و"مراكز البحوث التي من شأنها المساهمة في اتخاذ القرار" لتوضيح خفايا الإرهاب وتداعياته الممكنة والمتوقعة، التي تشيع التوجس والرعب، وتشخيص أعراضه والمؤشرات الأولية المنذرة بعملياته الدموية في المجتمعات الغربية التي تمكن من اختراقها.
غير أن ذلك الأمر قد يزعج بعض الجماعات والشبكات الإرهابية والمؤسسات والدول التي تدعمها، والتي تتم دعوتها ـ بالرغم من تورطها في تمويل الإرهاب ـ إلى المؤتمرات الدولية لمكافحة الإرهاب الدولي ومصادر تمويله.
حملة التشويه.. لماذا؟!
لقد تعرضت لحملة تشويه استهدفتني لمدة عام كامل بدأت في مايو ٢٠١٨، عقب مؤتمر صحفي عقدته في الجمعية الوطنية، ولم تقف حتى الآن، كما لو كنت "الدمية" التي يتم وخزها بالشوك أو حرقها من قِبل أرباب السحر الأسود في الصحافة ومواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، ودعاة حقوق الإنسان.
ربما لا أبالغ حين أقول إن حملة التشويه هذه والاتهامات التي نالتني، كان مصدرها الأساسي والمتكرر بعض التغريدات التي تم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي، من قِبل بعض من أطلق عليهم "ريشار لابيفيير" " فتوات تويتر" وفي مقدمتهم "أحد الذين وضعتهم فرنسا نفسها على قوائم الخطرين على الأمن القومي".
فمن هو ذلك الشخص الذي بدأ الحملة علينا، مدعوما من التنظيم الدولي للإخوان وحلفائه؟!
رومان كاييه؟
أكتفي هنا بأن أذكر، دون تعليق، بعض السطور حول هذه الشخصية، التي أتعجب من اندفاع إعلام التنديد والتشويه، سواء في حملة مايو الماضي ٢٠١٨ أو حملة مايو هذا العام ٢٠١٩، والاعتماد على ادعاءاته والتسليم لها بالمصداقية والمرجعية.
كان "كاييه" قد تحايل على وسائل الإعلام الفرنسية، مخفيًا ماضيه الإسلاموي، وأوهم الجميع بأنه باحث متخصص في الإسلام الجهادي، ووصل الأمر بتليفزيون BFM الفرنسي، المملوك لرجل الأعمال الإسرائيلي بارتيك دراهي، إلى حد التعاقد معه كمستشار في قضايا الإرهاب، ثم اضطرت القناة إلى فسخ ذلك العقد، وإصدار بيان رسمي بقطع أي صلات بينها وبين كاييه، في مايو 2016، بعد أن كشفت صحيفة "نوفيل أوبسرفاتير" المرموقة معلومات وأسرارا مدوية عن الماضي الأسود لـ"كاييه".
في ذلك السجل الأسود كان "كاييه" قد تم طرده، في فبراير 2015، من لبنان حيث كان يقيم منذ عام 2010، بقرار من "الأمن العام اللبناني"، إثر اكتشاف معلومات تشير إلى أنه على ارتباط بجماعات جهادية متطرفة في سوريا.
وقبل انتقاله للإقامة في لبنان، كان قد اعتنق الإسلام، عام 1997، وهو في سن العشرين، وانتمى على مدى سنوات طويلة لجماعة الإخوان المسلمين.. وكشفت التحقيقات الفرنسية أنه أقام بالقاهرة، بداية من عام 2005، بحجة تعلم اللغة العربية، وكان يقطن في شقة بالحي الثامن في مدينة نصر، برفقة متطرفين فرنسيين كان من بينهم "فابيان كلين"، الجهادي الفرنسي الذي تبنى بصوته تفجيرات باريس، في نوفمبر 2015، باسم داعش.
لكل تلك الأسباب تم استجواب "رومان كاييه" من قبل مديرية مكافحة الإرهاب SDAT التابعة للشرطة القضائية الفرنسية، عام 2008، ثم تم إخلاء سبيله مع التوصية بوضعه تحت المراقبة ضمن لوائح المشتبه في اعتناقهم الفكر الجهادي المتطرف.
وللأسف هذا هو الشخص الذي اعتمد عليه مَن خططوا للحملة ضدي في كل وسائل الإعلام الفرنسية والإسرائيلية والقطرية على حد سواء.
حملة لقمع صوت مختلف:
أيا كان الأمر والمنهج المتبع في تلك الحملة المغرضة، فالحاصل أنهم فضلوا أساليب التعمية والتضليل والافتراء والتشهير، وقواميس الألفاظ النابية، للتعمية على تحليلات خبراء مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، مستخدمين أسوأ طرق الاستدلال والتأويل لتفسير البعض من تصريحاتي القديم منها والجديد، بعد اجتزائها وفصلها عن سياقها.
فهل يعد هذا الأمر طريقة ملتوية للدفاع عن التنظيم الدولي للإخوان والمتواطئين معهم؟
الحق أنني لا أجرؤ على التفكير في ذلك، ولكنني أعتقد أن وراء هذا الهجوم هناك إرادة لاستبعاد، بادئ ذي بدء، صوت قادم من الخارج يرفضون أن يُجاز في الساحة الفرنسية أو أن يتمتع بالشرعية والمصداقية، إذ تخشى هذه الجهات من احتمالات أن يقوم بتقديم تحليلات ومقترحات مستقلة خارج إطار الفكر المسيطر، الحاكم والأوحد.
التفنيد العقلاني لتهمتي المعاداة للصهيونية وللسامية:
أود أولا توضيح أنه لا مجال للخلط بين المثل الصهيوني القائل: "العام القادم في أورشليم"، والشائع منذ قرون لدى الشعب اليهودي والذي يعبر عن حلمه وحنينه للعودة بعد الشتات، وبين الحركة الصهيونية العالمية التي تمكنت بعد محرقة الحرب العالمية الثانية من خلق الدولة العبرية وطرد الشعب الفلسطيني من وطنه والتي كانت وراء الحروب الدموية الأربع والتي عانت منها الشعوب العربية وما زالت حتى الآن تعاني من ويلاتها بالرغم من قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات السلام.
لقد بادر الرئيس المصري محمد أنور السادات بعد حرب أكتوبر 1973 المجيدة، بزيارة القدس ليعرض السلام على الشعب الإسرائيلي، وأبرم معاهدة للسلام مع رئيس وزراء إسرائيل آنذاك "مناحم بيجن" في منتجع كامب ديفيد الرئاسي بولاية ميريلاند الشهيرة، وبرعاية من الرئيس "جيمي كارتر" في ١٧ سبتمبر عام ١٩٧٨، ودفع الثمن حياته، والآن تعيش مصر وفق معاهدة سلام مع إسرائيل.
لكن السلام ورسالة الغفران لا يعنيان أن ندخل جُب النسيان، فكما أن فرنسا اليوم تعيش في اتحاد وتوافق وتعاون مع ألمانيا، لا تنسى مع ذلك أهوال الحرب والهزيمة والاحتلال وتحتفل كل عام بشهدائها وبهزيمة ألمانيا النازية، نحن أيضا في مصر لا ننسى فظائع حروب أربع خلفت في مصر مائة ألف شهيد من كل العائلات المصرية.
الغفران لا يعني نسيان الرعب والفزع على سبيل المثال عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية دون أي سبب غير الوحشية والإجرام، مدرسة بحر البقر في أبريل 1970، وقتلت 30 من الأطفال الأبرياء وأصابت خمسين آخرين.
فاسمحوا لي، بهذا الصدد، أن أعبر عن آلامي وقناعاتي، دون أن أكون بالضرورة هذا الشيطان البغيض المناهض للسامية الدخيل الذي لا محل له في فرنسا، بلد العلمانية والليبرالية والحرية الفكرية والمساواة.
من جهة أخرى، وأمام هذا المستوى من التعدي والانحطاط في التشويه، فإنني أواسي نفسي بعض الشيء عندما أنظر إلى قائمة المفكرين الذين كُفروا ولعنوا وتعرضوا للإقصاء لا لسبب غير أنهم يعتبرون أن النقد السياسي لدولة إسرائيل هو حق، بل وواجب أخلاقي، دون أن يكونوا ضد الصهيونية في ذاتها أو مجرمين معادين للسامية!
يا له من شرف كبير إذن أن أرى اسمي ورسمي على قائمة كبار المفكرين العادلين الذين وجهت ضدهم تهمة معاداة السامية مثل:
- ستيفان إيسيل، الذي تم اتهامه، بعد نشر كتابه "نددوا"، بأنه أبدى مواقف "بها تعاطف مع الإرهاب المعادي للسامية"، والمقصود هنا بالإيحاء والتواطؤ بين السطور: "التعاطف مع المقاومة الفلسطينية"!
- عالم الاجتماع اليهودي الفرنسي الشهير إدجار موران، الذي تمت ملاحقته أمام القضاء واتهامه بالازدراء العنصري، من قبل منظمة "الجمعيات الفرنسية الإسرائيلية" و"محامون بلا حدود"، بعد نشره يوم 4 يوليو 2002، في جريدة لوموند، منبرا حرا حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
فشل حملة التشويه:
للفيلسوف والكاتب الإنجليزي المعروف فرانسيس بيكون قول مأثور (وصية) تقول: "شنعوا شنعوا فسيبقى عالقًا شيء من هذا الافتراء والتشنيع"!
ولكن لحسن الحظ، فإن "الوصية" لا تعني "الوصاية" في فرنسا العلمانية والديمقراطية!
لذا فقد فشلت كل الفيديوهات التي بثها أعضاء الحملة الممنهجة ضدي عبر تويتر وفيس بوك، كما فشلت الحملة الإعلامية التي شاركت فيها في مايو ٢٠١٨ الوكالة الفرنسية الرسمية إضافة إلى كبريات الصحف والمواقع الإلكترونية، في شيطنة العبد لله، وحصدت فيديوهاتهم على نسب مشاهدة لا تزيد على أصابع اليدين.
وهي نسب لا تستحق غير التندر والسخرية، وهي في ذاتها أفضل رد على هذا الضجيج.
أيضا جاء فشل هذه الهجمة الحالية من قِبل "لوموند أفريك" وعملاء قطر، ليضيف فشلا جديدا إلى صناع الحملة، فلم يحصد هجومهم المقيت عددا من القراءات يفوق ما سبقه من هجوم أو يتعدى أصابع اليد الواحدة.
الرد على فكرة المؤامرة:
كان حديثنا كله في كل المؤتمرات التي عقدناها أو حضرناها سواء في الجمعية الوطنية الفرنسية أو مجلس الشيوخ أو البرلمان الأوروبي أو نادي الصحافة في كل من باريس وميونيخ وجنيف، منصبا على مكافحة الإرهاب والتحذير من اجتياح أفكار التنظيم الدولي للإخوان المتطرفة لأوروبا، وكذا التحذير من استخدام المال القطري كطريقة للتأثير على صناعة القرار في فرنسا.
قلنا هذا بوضوح لا لبث فيه، ولكن الرد جاء من قِبل القائمين على الحملة مفاجئا لنا، فبدلا من تفنيد أفكارنا والدخول في نقاش علمي وموضوعي حولها، اتهمونا بالتآمر.
وفي الواقع، هذا الرد كان عبارة عن "فخ" يهدف لتحييد صوت لا يطلب سوى أن يسمع ويُستمع إليه.
أو كما يمكن أن يقول البعض: إنه ليس ردا سياسيا أو علميا!
والسؤال هنا، هل كانت خطط تقسيم الدول العربية في السبعينيات، التي تم اقتراحها وتبنيها من قبل الكونجرس الأمريكي، من باب التنبؤات البريئة أم كانت استراتيجية حقيقية تسمح لنا أن نفهم بشكل أفضل مشروع الشرق الأوسط الجديد، وأهدافه، وأخطاره، وضحاياه، والمستفيدين منه؟ وهل الحديث عنه وذكر أسماء المروجين له أصبح من باب المؤامرة؟
واسمحوا لي أن أوضح أن مصطلح "متآمر" بالأساس، لفظ مستحدث متعدد المعاني، ولم يتم إدخاله في قاموس "بيتي لاروس" سوى في عام 2017م وتم شرح هذا المصطلح في القاموس كالآتي: "يقال عن شخص "متآمر" إذا كان شأنه شأن الرافض للوجه المتعارف عليه لحدث ما ويسعى لإثبات أن هذا الحدث ما هو إلا نتيجة مؤامرة تمت إثارتها من قِبل أقلية نشطة".
هناك أيضا بعد أساسي لخطاب المؤامرة يكمن في أن تصف بطريقة خاطئة حدثا تاريخيا أو حقيقة اجتماعية بمؤامرة لا يمكن التغاضي عنها ومن مصلحة الداعمين لنظرية المؤامرة أن تظل الحقيقة مخفية دائما.
وفي عالمنا الخاضع للعولمة والذي يزداد تعقيدا من يوم لآخر، تظهر المؤامرة كأنها ملاذ للعجز والجهل، وبمثابة الخدعة الفاشلة التي تقدم إجابة سيئة عن سؤال جيد.
لذلك، فهي طريقة لتحليل الأفكار والآليات الاستراتيجية والاجتماعية والاقتصادية، واستنكار الأعداء الوهميين.
لذا يمكننا إثبات وجود مؤامرة دون أن يتم استخدام وصف "متآمر" وذلك من خلال تقديم الأدلة والتحليل العلمي.
ولكن، لا يمكنك فعل شيء عندما يقرر الناس اختيارك كخصم مستخدمين كل ترسانة "فن التشويه والشيطنة" للوصول لغرضهم.
ومن هذا المنطلق، يصبح الباحث ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، بسبب اللعبة الغامضة للتعددية الدلالية، المنظِّر التآمري ويصبح الأب "بارويل" الجديد، الذي نسب الثورة الفرنسية إلى المؤامرة السرية للماسونية الفرنسية والمستنيرين في بافاريا.
وهكذا، فإن التصور الذي يسعون إلى التلاعب به أتحول من خلاله إلى متآمر ومناهض للصهيونية، وبالطبع معادٍ للسامية.
على سبيل الختام:
ردا على السؤال الأصلي وعلى تلك الافتراءات، أُجيب بقول مأثور للشاعر الفرنسي"لويس أراغون" من قصيدته "الوردة والريسيدا"
يقول "أراغون":
"عندما يكون القمح تحت الثلج (يقصد الفترة العصيبة)؛
يصبح المخادع مجنون؛
ويصبح المتشاجر مجنون؛
فهما في قلب المعركة المشتركة"
وهنا نوضح أنه عندما يكون منزل جارك يحترق وعندما يكون منزلك في خطر بسبب ذلك الحريق الذي قد يصل إليك في لحظة، يجب أن نتخذ معا جميع الترتيبات اللازمة لمواجهة الخطر أولا، بدلًا من اتهام بعضنا البعض، في حين أن الخطر يقترب من كلينا.