صراع جماعات سنية شيعية.. نيجيريا تدخل دائرة حرب النفوذ السعودي الإيراني
السبت 05/نوفمبر/2016 - 05:28 م
طباعة

دخلت نيجيريا في نطاق الصراع السعودي الايراني، والذي تعاني منه العراق واليمن وسوريا، لتكون نيجيريا احدي الدول التي تشهد حربا بالوكالة علي مناطق النفوذ بين ايران والسعودية في العالم الاسلامي، وقد سبق لبوابة الحركات الاسلامية ان اشارت الي خطور التمدد الايراني في نيجيريا وغرب افريقيا، من وجود صراع مذهبي بين" الشيعة المواليين لاران، والسلفيين الموالين للسعودية بما يؤث علي النسيج الاجتماعي لدول غرب افريقيا وخاصة نيجيريا.
صراع مذهبي:

دخل نيجيريا مرحلة الحرب المذهبية في ظل الصراع الدائر والمتصاعد بين السعودية وايران في المنطقة، مع استمرار الحرب علي جبهات عدة تمد من اندونيسيا شرقا حتي المغرب غربا.
ففي 12 اكتوبر وفي ذكرى عاشوراء، هاجم عناصر حركة "ازالة البدعة واقامة السنة" السلفية المدعومة من السعودية، عناصر الحركة الاسلامية النيجيرية الشيعية المتشددة المقربة من ايران، وهي المواجهات التي امتدت الي عدة ولايات.
وهاجم اتباع الحركة السلفية، اعضاء واتباع الحركة الاسلامية الشيعية التي يتزعمها الشيخ ابراهيم الزكزاكي، في العديد من المدن، كما منعت السلطات النيجيرية، الشيعة من تنظيم مواكب احياء عاشوراء ذكري استشهاج الامام الحسين بن علي في كربلاء.
وبحسب الحركة الاسلامية الشيعية في نيجيريا، فقد قتل عشرة من عناصرها واصيب خمسون آخرون بيد قوات الامن في ولاية كاتسينا (شمال). وفي كادونا حيث حظر نشاط الحركة التي تمثل واجهة الشيعية في نيجيريا، منذ اكتوبر، قتل عنصران من الحركة الشيعية. وبحسب شهود فان مجموعات نهبت واحرقت منازل على مدى يومين وسط هتافات "لا نريد شيعة".
وزادت حدة رفض الشيعة في الاونة الاخيرة في شمال نيجيريا وخصوصا في كادونا التي يهيمن عليها السلفيون.
ويقول سكان ان ائمة المساجد لم يعودوا يتورعون عن القاء خطب مشحونة بالكراهية ضد الاقلية الشيعية.
واتهم قائد تنظيم "ازالة" عبد الله بالا لو بالتحريض على الشيعة بتصريحه بان الدستور النيجيري لا يعترف الا بالمذهب السني. وتقيم مجموعته علاقات وثيقة مع السعودية وتبث قناته الفضائية خطابا عنيفا ضد الشيعة.
و منذ ديسمبر 2015 تكثفت خطب "إزالة البدعة وإقامة السنة"، ضد الحركة الاسلامية النيجيرية والمذهب الشيعي. وايدت "ازالة" علنا قمع الجيش النيجيري لعناصر الحركة الاسلامية بل انها دعت الى مزيد من العنف ضدهم.
ونسجت خمس ولايات على الاقل في شمال البلاد على منوال ولاية كادونا، وحظرت على الحركة الاسلامية تنظيم مواكب.
وكتب محمد ابراهيم في صحيفة "اهل البيت" الشيعية "راى الناس في المنع الذي استهدف الحركة الاسلامية النيجيرية استهدافا للشيعة لان هذه الحركة هي الاكثر تمثيلا لهم بسبب انشطتها العامة مثل مواكب الشارع".
واضاف "هذا يثير قلقنا لاننا نرى كيف ان المتعاطفين مع "ازالة" يبثون اخبارا تقول ان الحكومة تريد حظر التشيع والناس بدات تصدق ذلك".
وقد استهدف تنظيم "بوكو حرام" عددا من تجمعات الشيعة وهو ما يؤدي الي اشعال الصراع المذهبي في البلاد، مع استمرار التضييق علي الشيعة.
للمزيد عن الموجهات الشيعة اضغط هنا
استهداف "بوكو حرام" للشيعة اضغط هنا
جماعات سنية وشيعة:

وجماعة "إزالة البدعة وإقامة السنة"، أسسها إسماعيل إدريس عام 1978، وهي حركة سلفية تعمل على تطهير العقيدة من شبهات الشرك والتبرك بالأضرحة والأولياء، وهي أمور شائعة في أتباع الطرق الصوفية، ومواجهة الوجود الشيعي في نيجيريا.
وتقوم على الدعوة بالالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونبذ البدع . وقد خاضت الجماعة صراعات عديدة مع الطوائف الصوفية عند بدء تأسيسها قبل نحو 30 سنة من قبل بعض العلماء الذين تلقوا تعليمهم في المملكة العربية السعودية . وفي الفترة الأخيرة تمكنت الجماعة من الانتشار في معظم أنحاء نيجيريا لاسيما الشمال وذلك عبر البرامج الدعوية والتعليمية. وقد انقسمت الجماعة مؤخرا إلى مجموعتين بكل من مدينة جوس ومدينة كادونا اثر خلافات فكرية.
فيما ظهرت الحركة الاسلامية الشيعية في 1978 كحركة طلابية قبل ان تتحول الى مجموعة ثورية تستلهم الثورة الاسلامية في ايران في 1979. ثم اصبحت الحركة شيعية في 1996 بسبب التعاون الوثيق بين مؤسسها الشيخ ابراهيم الزكزكي وايران.
وكرمت الحكومة الإيرانية قبل عام الشيخ الزكزكي، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ36 للثورة الإيرانية.
وتتصدر صورتا مرشد الثورة الإيرانية الحالي علي خامنئي وسلفه روح الله الخميني، الصفحة الرئيسية لموقع الحركة الاسلامية على الإنترنت. ويتهم الجيش النيجيري الحركة بتلقي الدعم من إيران. ويطلق عليها في وسائل الإعلام أحيانا وصف "حزب الله النيجيري".
وقد دخلت الحركة الاسلامية في مواجهة مع الدولة النيجرية، حيث لا تعترف الجماعة الشيعية بسلطة ودستور النظام النيجيري وهي تؤيد اقامة نظام على الطريقة الايرانية "نظام ولاية الفقيه" خصوصا في ولاية كادونا التي تعد كمعقل الشيعة
وفي ديسمبر2015 اعتقلت السلطان النيجيرية، الزعيم الشيعي وقائد الحركة الاسلامية ابراهيم الزكزكي،كما ان هناك مئة من عناصر حركته قيد الحبس في كادونا في انتظار المحاكمة.
وتتركز الأقلية الشيعية في ولايات كانو وسكوتو وكادونا والتي تعتبر الاخيرة معقل الشيعة بالبلاد. أحد يعرف العدد الحقيقي بدقة، في مناسبات عدة اشار زكزاكي إلى ان اتباعه يصل عددهم إلى مئات الآلاف، وقد يكون بالملايين ولكنه لا يوجد مصدر دقيق او مستقل من الممكن ان يعتمد عليه لاعطاء رقم حقيقي ويكون ذا مصداقية... تملك الحركة الإسلامية الشيعية، تنظيماً شبابياً شبه عسكري يؤمن لشبابها تدريباً.
ويري مراقبون ان العلاقة بين الحركة الإسلامية الشيعية والحكومة النيجيرية طالما تميزت بالتناقض والعداء المتبادل والمتكرر دائماً، فاتهمت الحركة الإسلامية الشيعية الحكومة النيجيرية بمحاولة إلغائها والقضاء عليها ومحوها من الوجود.. في حين ان الحكومة النيجيرية تعتبر ان الحركة هي عبارة عن جماعة متطرفة تقوم ببناء قدراتها وتحضير نفسها لتتحول الى حركة عنفية في نهاية المطاف، وحين تصبح جاهزة لذلك.
للمزيد عن الحركة الاسلامية في نيجيريا اضغط هنا
للمزيد عن ابراهيم الزكزاكي اضغط هنا
حرب بالوكالة

ويقول خبراء ان هذه الحرب بالوكالة القائمة في لبنان وسوريا واليمن وباكستان بصدد الانتقال الى نيجيريا.
وبحسب المحلل السياسي النيجيري ابوبكر الصديق محمد فان "السعودية مولت في الواقع الحملات ضد الشيعة في العديد من مناطق العالم".
واضاف "اذا تكثفت الهجمات على الشيعة، فمن البديهي ان تهب ايران لمساعدتهم وان تدعم السعودية الهجمات عليهم".
واكد المحلل ابوبكر الصديق محمد ان "رد فعل ايران والسعودية على المواجهات في زاريا، يعكس تيارات طائفية".
وفي مارس الماضي شارك رجال دين سعوديون في مؤتمر لحركة "إزالة البدعة وإقامة السنة"، خصص لبحث "الايديولوجيات الاسلامية المنحرفة" في نيجيريا. ومنذ ذلك الحين كثفوا خطبهم ضد الشيعة والصوفية في نيجيريا.
للمزيد عن مواجهة الدولة النيجيرية للحركة السلامية اضغط هنا
للمزيد عن الوجود الايراني في افريقيا اضغط هنا
حول زيارة ظرف لافريقيا اضغط هنا
ويقول ضاهر حمزة الخبير في تاريخ الاسلام "لقد حولوا انتباهم الى الشيعة الذين بدأوا ينظمون صفوفهم بشكل افضل ويتحدون النفوذ السلفي مع تزايد عدد انصارهم في المناطق الواقعة تحت سيطرة السلفيين".
وختما بات نيجيريا وكما هو متوقع، نقطة في دائرة الصراع والنفوذ بين السعودية وايران في العالم الاسلامي، ودخلت البلاد دائرة عدم الاستقرار في ظل حربها ضد تنظيم "بوكو حرام" الارهابي، وهو ما يهدد استقرار الدولة والتي اصبح بين السنداد السعودي والمطرقة الايرانية.